ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم لماذا
دعوة الإخوان المسلمين؟ العدد
رقم " 27 " النشرة
التربوية : من معين التربية
الإخوانية ابتداءً
نقول: إن دعوة أبناء الإسلام إلى
الالتزام بإسلامهم، والترقي في
طريق حمل هذا الدين، والتحذير
من كل ما يمس تقوى الله تعالى..
هي واجب في عنق كل مسلم، كل بحسب
موقعه، وهي لون من أعظم ألوان
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر . كما
أن دعوة غير المسلمين إلى أن
يفتحوا قلوبهم وعقولهم إلى هذا
الدين، وأن يَقْبلوه
ويُقبِلُوا عليه، ويرضَوه
ديناً لهم.. هي دعوة الأنبياء
والرسل - عليهم الصلاة والسلام -
ثم هي دعوة أتباعِ خاتم
الأنبياء والرسل محمد صلى الله
عليه وسلم إلى يوم القيامة . فإذا
ذكرنا - فوق هذا وذاك - مسؤولية
توعية الناس بإسلامهم، وكشف
مؤامرات العدو، والوقوف في وجه
تلك المؤامرات، والعمل على
إعلاء راية الله تعالى في
العالمين.. وعلمنا أن الجهود
الفردية في هذا كله، مهما كانت
نافعة، فإنها لا تفي بالغرض، لا
سيما في عهد التكتلات السياسية
والإعلامية والاقتصادية..
أدركنا أهمية قيام جماعة تحمل
هذا الدين، وتدعو إليه، وتنافح
عنه . والجماعات
التي تقوم بالدعوة إلى الإسلام
وتسد ما استطاعت من الثغرات،
وتؤدي ما استطاعت من المهمات..
كل هذه الجماعات تسهم بالواجب
المطلوب وتنال قدراً من شرف
الدعوة والجهاد لإعلاء كلمة
الله، وذلك بمقدار ما يكون
منهاجها أقوم وأسلم وأكمل،
وبقدر ما يكون جهدها أوسع وأعمّ
وأعمق . ونحن
نرى أن جماعة الإخوان المسلمين
هي إحدى هذه الجماعات، لكنها
الجماعة الأرشد والأفضل، وذلك
لما تميّزت به من بين مختلف
الجماعات : 1 -
إنها الأبرز بين الجماعات
والدعوات في العصور الحديثة
التي نشرت الوعي بشمول الإسلام:
فهو عقيدة وعبادة ونظام وتشريع
وروحانية وعمل.. بعد ما ظن كثير
من المسلمين أن الإسلام عقيدة
وشعائر تعبدية وأخلاق فردية
فحسب . 2 -
وضّحت وأحيتْ مفهوم صلاح
الإسلام لكل زمان ومكان بعد أن
أشاع الأعداء أن الإسلام استنفد
أغراضه، وأنه إذا كان قد قام
بدور عظيم! في عصور مضت، فإن
دوره قد توارى في الحياة
المعاصرة ! 3 -
أكدت وجوب قيام جماعة تسعى إلى
تعليم الإسلام، والدعوة إليه،
ونصرته.. تواجه الأحزاب
العلمانية، وتعمل على إقامة شرع
الله في الأرض.. ودرّبت جموعاً
وجماهير من المسلمين، على العمل
الجماعيّ المنظّم . 4 -
أحيَتْ فكرة "الخلافة"
وإعادة الإسلام إلى أن يحكم
حياة الناس، في الوقت الذي يجهد
العلمانيون لنشر ثقافة فصل
الدين عن الدولة . 5 -
بيّنَت معنى الولاء، وأن ولاء
المسلم يكون لله ورسوله
وأوليائه.. بعدما ظهر في
المجتمعات الإسلامية أناسٌ
يتزيَّون بزي الإسلام وعلمائه..
ثم ينتسبون إلى حزب علماني أو
منظمة ماسونية! 6 -
عملت بنجاح في ساحة العمل
السياسي والإعلامي، بل
الاقتصادي والتعليمي.. ووجهت
المسلمين إلى المطالبة
بحقوقهم، والتمسك بمكانتهم . 7 -
أشاعت روح المحبة بين المسلمين،
والتعاون بين العاملين
للإسلام، والسعي إلى التوحد
معهم، وتأييد من يحكم الإسلام
أو يعمل لذلك. 8 -
دربت أعداداً كبيرة من المسلمين
على صيغ العمل الإسلامي
المختلفة، بجمعيات خيرية
ونوادٍ ثقافية أو رياضية،
وتكتلات سياسية، بشكل علني في
الظروف العادية، وغير علني في
الظروف الاستثنائية . 9 -
أكّدت أهمية وحدة المسلمين
عقيدة وولاءً، وأيّدت الوحدة
الإسلامية، أو أي وحدة بين
قطرين من بلاد المسلمين، على
أمل أن يكون ذلك خطوة في الطريق
الصحيح نحو الوحدة الإسلامية
الشاملة . 10 -
دافعت عن فلسطين، بالخطابة
والكتابة، وبالنفوس والأرواح
والأموال، واشترك أبناء
الجماعة في معاركها، وعملوا على
توعية الناس بخطورة الصهيونية
وقيام دولة يهودية على هذه
الأرض المباركة . 11 -
نَفَضَت الغبار عن التاريخ
الإسلامي، وقام كتّابها
ومفكّروها بصياغته صياغة عصرية
توضّح الحقائق، وتكشف الزيف . 13
- أحْيَت مفهوم الجهاد، وبيّنت
حقيقته وأهدافه . 13.
قاومت الاستعمار بكل أشكاله،
العسكري والسياسي والثقافي،
وحذّرت المسلمين من تسرُّب
القيم والمفاهيم التي يروّجها
الاستعمار إلى نفوسهم . 14 -
ناصرت الأقليات الإسلامية
حيثما كانت بالسبل الممكنة،
ودافعت عن قضايا المسلمين في
أنحاء العالم كله . 15 -
أكّدت أهمية تنشئة الفرد المسلم
(روحياً وبدنياً وفكرياً)
والبيت المسلم ثم المجتمع
المسلم.. وقدّمت لذلك البرامج
والخطط. 16 -
أنشأت مرافق الخدمات المجانية -
أو شبه المجانية - من صحية
وتعليمية، وأسست الجمعيات
التعاونية لمساعدة الفقراء،
وأسهمت في خدمة المجتمع . 17 -
تركت بصماتها على العمل
الإسلامي بمختلف أطيافه،
وتنوّع مشاربه، وتعدد جماعاته..
بحيث لا تكاد تجد جماعة إسلامية
اليوم إلا وفيها الشيء القليل
أو الكثير من آثار دعوة الإخوان
المسلمين، مما يؤكد أصالة هذه
الجماعة وسلامة فكرها ومنهجها. والحمد
لله أولاً وآخراً *********************** الإخوان
المسلمون ..... من نحن ؟ جماعة من المسلمين، ندعو
ونطالب بتحكيم شرع الله، والعيش
في ظلال الإسلام، كما نزل على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وكما دعا إليه السلف الصالح،
وعملوا به وله، عقيدة راسخة
تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا
يملأ العقول والأذهان، وشريعة
تضبط الجوارح والسلوك
والسياسات. أسلوبهم في الدعوة
إلى الله التزموا فيه قول ربهم
سبحانه: ((ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ))
(النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري،
وسبيل الإقناع والاقتناع الذي
يعتمد الحجة، والمنطق،
والبينة، والدليل. الحرية فريضة، وحق فطري منحه
الله لعباده، على اختلاف
ألوانهم وألسنتهم وعقائدهم،
والحرية تعني حرية الاعتقاد،
والعبادة، وإبداء الرأي،
والمشاركة في القرار، ومزاولة
حق الاختيار من خلال الاختيار
الحر النزيه، فلا يجوز الاعتداء
على حق الحرية، أو حق الأمن، ولا
يجوز السكوت على العدوان عليها
أو المساس بها. العلم دعامة من دعائم الدولة
الإسلامية، والتفوق فيه واجب
على الأمة، والعمل سبيل لتأكيد
الإيمان، كما هو سبيل لتقدم
الأمة، وتوفير كافة سبل الدفاع
عن أمنها، والذود عن حرياتها،
وردع العدوان، وأداء الرسالة
العالمية التي أوجبها الله
عليها في تأكيد، وتثبيت معاني
ومعالم السلام، والتصدي
للهيمنة، والاستعمار،
والطغيان، وسلب أو نهب ثروات
الشعوب. أساس التعاليم، والمفاهيم،
والأخلاق، والفضائل،
والقوانين، والتركيبات،
والضمانات، والضوابط،
والإصلاحات هو كتاب الله، وسنة
رسوله اللذان إن تمسكت بهما
الأمة فلن تضل أبدًا. والإسلام في فهم الإخوان
المسلمين انتظم كل شئون الحياة
لكل الشعوب، والأمم في كل عصر،
وزمان، ومكان، وجاء أكمل وأسمى
من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة،
خصوصًا في الأمور الدنيوية
البحتة، فهو إنما يضع القواعد
الكلية لكل شأن، ويرشد الناس
إلى الطريقة العملية للتطبيق
عليها، والسير في حدودها. وإذا كانت الصلاة عماد الدين،
فالجهاد ذروة سنامه، والله هو
الغاية، والرسول هو القدوة
والإمام والزعيم، والموت في
سبيل الله أسمى الأماني. وإذا كان العدل هو أحد دعائم
الدولة في مفهوم الإخوان، فإن
المساواة واحدة من أهم خصائصها،
وسيادة القانون المستمد من شرع
الله؛ لتحقيق العدل يؤكد على
المساواة. العلاقة بين الأمم والدول هي
علاقة التكافل والتعاون وتبادل
المعرفة، وسبل ووسائل التقدم
على أساس النِّدِّيةِ، ولا مجال
للتدخل، كما لا مجال لفرض
النفوذ والهيمنة والسيطرة أو
تهميش ومصادرة حق الآخر. والإخوان المسلمون جماعة تلتقي
عندها آمال محبي الإصلاح،
والشعوب المستضعفة، والمسلمين
المصادرة حقوقهم. إنهم دعوة سلفية، إذ يدعون إلى
العودة إلى الإسلام، إلى معينه
الصافي، إلى كتاب الله وسنة
نبيه -عليه الصلاة والسلام-
وطريقة سنية، إذ يحملون أنفسهم
على العمل بالسنة المطهرة في كل
شيء، خاصةً في العقائد
والعبادات. وهي حقيقة صوفية، يعلمون أن
أساس الخير طهارة النفس، ونقاء
القلب، وسلامة الصدر،
والمواظبة على العمل، والإعراض
عن الخلق، والحب في الله،
والأخوة فيه سبحانه. وهم هيئة سياسية، يطالبون
بالإصلاح في الحكم، وتعديل
النظر في صلة الأمة بغيرها من
الأمم، وتربية الشعب على العزة
والكرامة. وهم جماعة رياضية، يعتنون
بالصحة، ويعلمون أن المؤمن
القوي هو خير من المؤمن الضعيف،
ويلتزمون قول النبي -صلى الله
عليه وسلم-: "إن
لبدنك عليك حقًا"، وأن
تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن
تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب
الذاخر بالإيمان، والذهن ذي
الفهم الصحيح. وهم رابطة علمية وثقافية،
فالعلم في الإسلام فريضة يحض
عليها، وعلى طلبها، ولو كان في
الصين، والدولة تنهض على
الإيمان.. والعلم. وهم شركة اقتصادية، فالإسلام
يُعنَى بتدبير المال وكسبه،
والنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول:
"نعم المال
الصالح للرجل الصالح" .. و..
(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى
مغفورًا له). كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون
بأدواء المجتمع، ويحاولون
الوصول إلى طرق علاجها وشفاء
الأمة منها. هذا الفهم للإسلام يؤكد على
شمول معنى الإسلام، الذي جاء
شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة،
ولكل أمور الدنيا والآخرة وغَداً يَفََْرَحُ
المُؤمِنُونَ بِنَصِرِ اللهْ . إن
للإخوان صرح كل ما فيه حسن
لا تسلنى من بناه إنه البنا
حسن *********************** أهداف
وغايات الإخوان: حدد
الإمام البنا مؤسس الجماعة
الأهداف التي تسعى
الجماعة إلى تحقيقها بإيجاز
فقال: "نحن
نريد الفرد المسلم، والبيت
المسلم،
والشعب المسلم، والحكومة
المسلمة، والدولة التي تقود
الدول الإسلامية، وتضم شتات
المسلمين وبلادهم
المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد
ولواء الدعوة إلى الله تعالى
حتى
يسعد العالم بتعاليم
الإسلام
". وركّز
الإمام على هدفين حيث قال: "أذكر
دائمًا أن
لكم هدفين أساسيين: 1-
أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل
سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي
لكل إنسان لا ينكره إلا ظالم
جائر أو مستبد. 2-
أن يقوم في هذا الوطن الحر دولة
إسلامية حرة تعمل بأحكام
الإسلام وتطبق نظامه
الاجتماعي، وتعلن مبادئه
القديمة،
وتبلغ دعوته الحكيمة إلى
الناس، وما لم تقم هذه الدولة
فإن المسلمين جميعًا آثمون
مسئولون بين يدي الله العلي
الكبير عن تقصيرهم في إقامتها
وقعودهم عن
إيجادها. وحدد
الإمام الأهداف المرحلية التي
تصل بالمسلمين أو يصل المسلمون
من خلال
تحقيقها لهذين الهدفين
الكبيرين على هذا النحو الدقيق
والواضح: 1-
تكوين الإنسان
المسلم قوي الجسم، متين الخلق،
مثقف الفكر، القادر على الكسب
والعمل، سليم العقيدة،
صحيح العبادة، القادر على
مجاهدة النفس، الحريص على
الوقت، المنظم في
شئونه، النافع لغيره
ولمجتمعه ولوطنه. 2-
البيت المسلم: المحافظ على آداب
وخلق
إسلامه في كافة مظاهر
الحياة المنزلية والمجتمعية.
وحين يحسن تكوين الإنسان المسلم
عقائديًا، وتربويًا،
وثقافيًا.. سيُحسن اختيار
الزوجة، وتوقيفها على حقها
وواجباتها
والمشاركة معها في حسن
تربية الأبناء، وحسن التعامل مع
الآخرين، والعمل لما فيه
صالح المجتمع والأمة. 3-
وحين تتكون الأسرة المسلمة..
سيتحقق وجود المجتمع المسلم
الذي تنتشر في أرجائه وعلى
ساحته دعوة الخير ومحاربة
الرذائل والمنكرات، ويتم تشجيع
الفضائل ويتم العمل
والإنتاج.. والأمانة والعطاء..
والإيثار. 4-
والوصول إلى
المجتمع المسلم.. سيوصِّل
إلى اختيار الحكومة المسلمة..
التي تلتزم شرع الله..
وترعى الله في الشعب، وترعى
وتحافظ على حقوقه، وتلتزم
القانون في تأكيد حق الإنسان
في الحرية والأمن والعمل
والانتقال، والتعبير عن الرأي،
ومزاولة حقه في المشاركة
واتخاذ القرار. والحكومة
المسلمة، التي سيفرزها المجتمع
المسلم، تؤدي مهمتها
كخادم للأمة، وأجير عندها،
عاملة على مصالحها، وهذه
الحكومة يلتزم أعضاؤها إسلامهم
وتعاليمه يؤدون الفرائض..
وتستعين بغير المسلمين من أنحاء
المجتمع؛ من أجل تحقيق
نفع الأمة وخيرها. 5-
وقيام حكومة إسلامية يختارها
مجتمع مسلم في حرية تامة..
والتزام هذه الحكومة بشرع
الله عز وجل سيؤدي إلى وجود
الدولة الإسلامية النواة..
الدولة التي تقود الدول
الإسلامية، وتضم الشتات،
وتستعيد المجد، وترد على
المسلمين
أرضهم المسلوبة. وقيادة
الدولة الإسلامية من خلال دولة
قائدة تتوفر لها صفات
وإمكانات ومقومات القيادة
ليست مطلبًا بل عملاً راشدًا
ومسئولية ضخمة.. تجعل وحدة
الأمة الإسلامية أمرًا ليس
بالبعيد، خاصة ومجموع الفوائد
السياسية والاقتصادية
والعسكرية- التي ستتحقق
للمسلمين بل العالم كله- لا تُعد. 6-
وقيام الدولة
الإسلامية الواحدة أو
الولايات الإسلامية المتحدة..
تعيد الكيان الدولي للأمة..
وتؤكد درورها الحضاري
ودورها في تحقيق السلام والأمن
الحرية في العالم، وتحول دون
محاولات الهيمنة من قِبل
قوى أخرى. ويقول
الإمام "إن المسلمين جميعًا
آثمون
مسئولون بين يدي الله العلي
الحكيم عن تقصيرهم في إقامتها
وقعودهم عن إيجادها، ومن
الظلم للإنسانية في عالمنا
المعاصر، أن تقوم فيه دول على
ساحة العالم الإسلامي تهتف
بالمبادئ الظالمة، وتنادي
بالدعوات الغاشمة، وتصادر حقوق
الإنسان.. ولا يكون هناك
من يعمل لتقوم دولة الحق
والعدل والسلام والأمن والحرية. أما
الهدف الذي ستضطلع
به الدولة الإسلامية
الواحدة فهو: نشر
الإسلام في العالم، والدعوة إلى
قيمه ومثله
وفضائله، وتأكيد قيم الحرية
والعدل والمساواة، وإخلاص
الوجهة لله عز وجل.. وما أثقل
التبعات وما أعظم المهمات
يراها الناس خيالاً، ويراها
الإنسان المسلم حقيقة؛ فهو لا
يعرف اليأس.. ولا يقعد عن
مواصلة السير والعمل والعطاء
لبلوغ الغاية؛ إرضاءً لله
سبحانه وتعالى". نحن
أمام حقائق تفرض نفسها: -
أننا أمة لا عز لها ولا مجد إلا
بهذا الإسلام
عقيدة وفهمًا وعملاً. -
أن الإسلام وحده هو الحل لكافة
مشاكل الأمة السياسية
والاقتصادية والاجتماعية
الداخلية والخارجية. -
أنه بالإسلام سيكون لكل عامل
عمل، ولكل طالب محتاج راتب،
ولكل فلاح أرض، ولكل مواطن سكن
وزوجة، ومستوى من العيش
يليق بالإنسان. -
أن مشكلات احتلال الأرض لن
تنتهي إلا من خلال رفع علم
الإسلام وإعلان
الجهاد. -
أن الوحدة العربية لن تتم إلا
بالإسلام، وأن توحيد وتحقيق
وحدة المسلمين
لن يتم إلا بالإسلام. وأن تغيير
الميزان لصالح المسلمين أمر ليس
بالمستحيل حين
يكون هناك التزام بالإسلام. -
وأن العمل لإقامة الحكومة
الإسلامية فريضة. وأن
التجمع على أساس الإسلام فريضة. وأن
كل تجمع لإقصاء الإسلام لا
يجوز، ومن ثم
فهو مرفوض في فهم وعرف
الإنسان المسلم. -
وأن إقامة الدولة الإسلامية
أكثر
إمكانًا من غيرها.. فإذا كان
أهل الباطل، والذين يعبدون
الجماد أو الإنسان أو
الحيوان يسعون لتغيير كل
شيء- وهم على باطل- فكيف يستبعد
المسلم إقامة دولة الإسلام
على أرض الإسلام؟ -
أن الإسلام يعطي لكل مواطن- له
صفة المواطنة على الأرض
الإسلامية- حقه في العبادة
والحرية والأمن والعمل وحرية
إبداء الرأي
والانتقال.. -
وأن التطبيق الإسلامي وحده هو
الذي يجمع للأمة أعلى درجات
القوة ماديًا
ومعنويًا، وأعلى درجات الإنتاج
والعطاء، وأعلى درجات التوزيع
العادل للثروة،
وأعلى مستويات الشفافية. وسائل
الإخوان المسلمين الكلام عن
الأهداف يرتبط بالوسائل التي
تعين وتمهد الطريق وصولاً
لتحقيق تلك
الأهداف. الإنسان
المسلم إذا
كان تكوين الإنسان
المسلم يمثل هدفًا أساسيًا من
أهداف الإخوان المسلمين،
والإنسان المسلم هو رجل
وامرأة، وطفل وطفلة، وشاب
وفتاة، الوسائل لتكوين هذا
الإنسان المتميز في
عقيدته وإيمانه وفهمه وعمله
وعطائه تجتمع في: -
المربي الذي ينهض بعملية
التربية
والتكوين. -
المنهج المأمول والمطلوب. -
البيئة التي يجب أن يتوفر فيها
المناخ والإمكانيات. وتعطي
جماعة الإخوان المسلمين أهمية
كبيرة للتربية؛ فهي
السبيل لتأصيل الفهم،
وتصحيح وضبط العمل والفعل،
وبيان الحلال والحرام، وأيضًا
بيان
الواجبات وضرورة النهوض
بها؛ وصولاً للأجر والثواب عند
الله عز وجل. كما
أنها في الوقت
نفسه تمثل السبيل لتأكيد وترشيح
معاني ومعالم الأخوة والثقة
والترابط؛ لأن معينها
هو القرآن والسنة. وأي
خلل في واحد من الثلاثة يترتب
عليه خلل، ولاشك في
تخريج الشخصية المسلمة
والجهة التي يقوم بمهمة العطاء،
والمتابعة في مجال التربية
يجب أن يتمثل فيها الفهم
الصحيح لدورها، ويتوفر عندها
الجهد اللازم للقيام
بمهمتها. وبالطبع
هناك اهتمام وحرص على حفظ
القرآن والأحاديث، والربط بين
الحفظ والعمل
والتدين الذي يحظى باهتمام بالغ
لدى الإخوان المسلمين، وتلتزم
منهجًا نبعه
القرآن والسنة، وتعطي
اهتمامها بتنشئة وصقل الشباب
والكبار والأطفال في إطار تنظيم
وترتيب، يصاحبها تقديم
للعمل التربوي؛ حرصًا على بلوغ
الهدف المنشود والمرسوم. البيت
المسلم وإذا
كان البيت المسلم
هو الهدف الثاني من بين الأهداف
التي تسعى الجماعة لتحقيقها،
فإن الوسائل المؤدية
إلى تحقيقه وتجسيمه على أرض
الواقع تعطيها الجماعة الأهمية
ما يتحقق الوصول إلى
ذلك الهدف، ومن ذلك: 1-
إعطاء الإنسان المسلم الاهتمام
المطلوب لبيته سواء
كان زوجًا أو زوجة أو أبناء. 2-
إعطاء العمل النسائي حقه من
خلال الكتاب والرسالة
واللقاء والحلقة النسائية،
وفي إطار تكوين عالٍ للإنسانة
المسلمة. 3-
اختيار الزوجة
الصالحة والزوج الصالح. 4-
ربط الأبناء بالأنشطة
والفاعليات
المثمرة. 5-
إنشاء وتكوين الأجهزة التي ترعى
شئون الأسرة على كافة
المستويات، وتفصيل
دور الإنسانة المسلمة في العمل
والعطاء والبناء. 6-
تنقية جو البيت من
المخالفات، في إطار المعرفة
الصحيحة للضوابط والضمانات
التي جاءت في الكتاب
والسنة. 7-
الكتاب النسائي والحلقة
المسجدية "المكتبة النسائية". 8-
بحث إزالة العقبات
التي تحول دون تكون البيت
المسلم.. مادية وغير مادية. المجتمع
أو الشعب المسلم: من الصعب
وجود أو إيجاد تطبيق إسلامي على
مستوى الحكم والحكومة إلا من
خلال شعب يحركه الإيمان،
ويعرف أهدافه وغاياته من خلال
فهمه لكتاب ربه وسنة رسوله
وعمله بمقتضاهما،
فالحكومة الإسلامية لا تقوم
على فراغ، ولكن على أساس من
الإيمان، وأساس من الفهم
الصحيح يؤكده عمل وبذل
وعطاء؛ سعيًا لمثوبة وأجر من
عند مَن أنزل الإسلام على رسوله
– صلى الله عليه وسلم –
ليبلغه للناس فيرسخ في القلوب
إيمانًا، وفي العقول والأذهان
فهمًا، وعلى الجوارح وعلى
التصرفات والسلوك والسياسات
عملاً وتطبيقًا. ثَمة
أمر في
غاية الأهمية أشار إليه الإمام
البنا.. يؤكد يقوله: "لابد من
فترة تنتشر فيها المبادئ
ويتعلمها ويعمل بها الشعب. وحتى
يؤثر المصلحة العامة والغاية
العظيمة على
المصالح الذاتية والغايات
الصغيرة". ثم
يقول: "ليست الوسيلة هي
القوة، فالدعوة
الحق إنما تخاطب الأرواح
أولاً وتناجي القلوب وتطرق
مغاليق النفوس، ومحال أن تثبت
بالعصا أو أن تصل إليها على
أسنَّة الرماح، ولكن الوسيلة في
تركيز كل دعوة وثباتها
في القلوب والأفهام لتكون
واقعًا عمليًا على الساحة. ويأتي
وجود المجتمع المسلم
أو الشعب المسلم عن طريق
التعريف والتكوين. وقد ركز
الرسول الكريم – عليه الصلاة
والسلام – دعوته في نفوس
الرعيل الأول من أصحابه.. حين
دعاهم إلى الإيمان والعمل،
وجمع قلوبهم على الحب
والإخاء، فاجتمعت قوة العقيدة
إلى قوة الوحدة، وهكذا سار
الدعاة على نهج نبيهم –
عليه الصلاة والسلام – فقد
نادوا بالفكرة ووضحوها ودعوا
الناس إليها؛ ليؤمنوا بها
ويعملوا على تحقيقها ويجتمعوا
عليها حتى ازدادت فكرتهم
بهم ظهورًا وانتشارًا حتى
بلغت مداها، وتلك سنة الله ولن
تجد لسنة الله تبديلاً". إن
الطريق لإيجاد الشعب المسلم هو
التعريف بالإسلام والجماعة،
والتكوين على خلق وقيم
الإسلام وفضائله وآدابه
وسلوكياته، من خلال الحلقات
العامة،
وعبر وسائل الإعلام، ومن
خلال الكتاب والرسالة والحوار
والدعوة الفردية.. على ضرورة
ارتكاز التربية على تأصيل
وتأسيس قيم التضحية والعطاء. الحكومة الإسلامية سبل
الوصول للحكومة
الإسلامية: رفع
الإخوان شعارًا . جاء ذلك كما
حدده الإمام في
قوله: "الإخوان المسلمون
لا يطلبون الحكم لأنفسهم، فإن
وُجد من الأمة من يستعد لحمل
هذا العبء وآداء هذه
الأمانة والحكم بمنهج إسلامي
قرآني فهم جنوده وأنصاره".
والحكم
عندهم ليس بغاية، ولكنه
وسيلة وأمانة وعبء وحمل ثقيل".
وهو
يضيف: "أن الإخوان أعقل
وأحزم من أن يتقدموا لمهمة
الحكم ونفوس الأمة على هذا
الحال، فلابد من فترة تنتشر
فيها المبادئ ويعرف فيها
الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة،
وكيف ينهض بدوره"، ومعنى
ذلك أن الشعب المسلم هو
وسيلة الوصول إلى الحكومة
المسلمة، وأن الشعب هو صاحب
الحق
في اختيار حكومته،
والانحياز إلى من يريد. الدولة
الإسلامية والوسيلة لإقامتها
تتمثل في العمل المنسق الموحد
منذ البداية، ومن ثم كانت
الدعوة الواحدة والتنظيم
الواحد والتخطيط المشترك
والتربية الواحدة المنبثقة من
كتاب الله وسنة
نبيه؛ توحيدًا وتنظيمًا
وترتيبًا للصفوف، وتنسيقًا بين
الساحات، والتقاء على الهدف
والغاية.. على اعتماد
الوسائل المعتمدة للوصول إلى
هذه الدولة النواة. الدولة الإسلامية
الواحدة الهدف
السادس وهو إقامة الدولة
الإسلامية الواحدة.. أو دولة
الولايات الإسلامية
المتحدة، التي تضم أقطار
المسلمين.. دولة واحدة تخضع
لقيادة
واحدة، تكون مهمتها التأكيد
على التزام شرع الله والعمل به،
والاضطلاع برسالته،
وتعزيز الوجود الإسلامي على
الساحة العالمية. والوسيلة
إليها تتمثل في السير في
المقدمات الصحيحة التي تفرز
القواعد السليمة الصالحة،
ومنها يكون الانطلاق الإسلامي
في كل الأقطار لتصب في
النهاية في تحقيق هذا الهدف
الكبير. الدولة
الإسلامية العالمية وهذا
يكون نتيجة للجهاد الحق بعد
قيام الحكومات الإسلامية. *********************** تصور
الجماعة لأبعاد الطريق: يقول
الإمام
البنا: أحب
أن أصارحكم أن دعوتكم لا تزال
مجهولة عند كثير من الناس ويوم
يعفونها ستلقى
خصومة شديدة وعداوة قاسية سيقف
جهل الشعب بحقيقة الإسلام في
طريقكم وستجدون من
أهل الدين ومن العلماء الرسميين
من يستغرب عليكم فهمك للإسلام).
الحقيقة
إن تقويم جماعة الإخوان ليس
بالشئ
السهل فأنت تقوم جماعة
انتشرت في سبعين دولة الايجابيات: اختصت
جماعة الإخوان
المسلمون عن غيرها بالاتي
: 1-
أنها ربانية لان الأساس الذي
تقوم عليه
أهدافها جميعا أن يتقرب
الناس إلى ربهم
2-
أنها عالمية لأنها موجهة لكل
الناس 3-
أنها إسلامية خالصة 4-
تعتبر الإسلام نظاما شاملا
وارجع قي ذلك إلى
الأصل الأول من الأصول
العشرين 5-
شمول الإخوان المسلمون لكل
الاتجاهات المعاصرة
حيث يقول الشيخ حسن البنا
: 6-
إن الإخوان المسلمون: -
دعوة سلفية - وطريقة سنية -
وحقيقة صوفية - هيئة سياسية-
جماعة رياضية- رابطة علمية
وثقافية- شركة اقتصادية -
فكرة اجتماعية 7
- تحرر ولائها من كل
الحكومات والأحزاب القائمة
على غير الإسلام 8-
البعد عن مواطن الخلاف الفقهي
والجدل العقيم 9
- البعد عن هيمنة الكبراء و
الأعيان 10
- البعد عن الهيئات
والأحزاب 11-
إيثار الجماعة للناحية العملية
على النظرية
12-
اقيال الشباب
على الدعوة 13-
سرعة الانتشار 14-
كانت أول جماعة تنادي بعودة
الخلافة الإسلامية
بعد سقوطها 15
- الجماعة الوحيدة التي قدمت
الكثير من قادتها وشبابها
شهداء في سبيل الله "بدأْ
من مؤسسها مرورا بأعضاء مكتب
الإرشاد في 54 ثم الشهيد سيد قطب وإخوانه وحتى
عصرنا الحالي هذا فضلا عن شهداء
حماس في فلسطين) وأحب
أن اذكر هنا هذه الشهادات في حق
الإمام حسن البنا: (
أبو الحسن الندوي) العلامة
أبى الحسن على الحسنى الندوي-
رحمه الله
- الذي
قال في تقديمه لكتاب (مذكرات
الدعوة والداعية) – للإمام
الشهيد:
"إن الذي
عرف الشرق العربي الإسلامي في
فجر القرن العشرين، وعرف بصفة
خاصة، وعرف ما
أصيب به هذا الجزء الحساس
الرئيسي من جسم العالم الإسلامي
من ضعف في العقيدة
والعاطفة، والأخلاق
والاجتماع، والإرادة والعزم،
والقلب والجسم، وعرف الرواسب
التي
تركها حكم المماليك وحكم
الأتراك وحكم الأسرة الخديوية،
وما زاد إليها الحكم
الأجنبي الإنكليزي، وما
جلبته المدنية الإفرنجية
المادية والتعليم العصري
اللاديني،
والسياسة الحزبية النفعية.
إن
كل من عرف ذلك عن كثب لا عن كتب
وعاش متصلا به،
عرف فضل هذه الشخصية التي
قفزت إلى الوجود، وفاجأت مصر ثم
العالم العربي والإسلامي
كله بدعوتها وتربيتها
وجهادها، وقوتها الفذة التي جمع
الله فيها مواهب وطاقات، قد
تبدو متناقضة في عين كثير من
علماء النفس والأخلاق، ومن
المؤرخين والناقدين: هي
العقل الهائل النير، والفهم
المشرق الواسع، والعاطفة
القوية الجياشة، والقلب
المبارك الفياض، والروح
المشبوبة النضرة، واللسان
الذرب البليغ، والزهد والقناعة-
دون عنت- في الحياة الفردية،
والحرص وبعد الهمة- دونما كلل-
في سبيل نشر الدعوة والمبدأ،
والنفس الولوعة الطموح، والهمة
السامقة الوثابة، والنظر
النافذ البعيد،
والإباء والخيرة على
الدعوة، والتواضع في كل ما يخص
النفس.. تواضعا يكاد يجمع
الشهادة عارفوه، حتى لكأنه-
كما حدثنا كثير منهم- مثل رفيف
الضياء: لا ثقل ولا ظل
ولا غشاوة.
وقد
تعاونت هذه الصفات والمواهب في
تكوين قيادة دينية اجتماعية، لم يعرف
العالم العربي وما وراءه قيادة
دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيرا
وأكثر إنتاجا
منها منذ قرون، وفي تكوين
حركة إسلامية يندر أن تجد- في
دنيا العرب خاصة - حركة
أوسع نطاقا وأعظم نشاطا،
وأكبر نفوذا، وأعظم تغلغلا في
أحشاء المجتمع، وأكثر
استحواذا على النفوس منها. وقد
تجلت عبقرية الداعي مع كثرة
جوانب هذه العبقرية
ومجالاتها- في ناحيتين
خاصتين لا يشاركه فيهما إلا
القليل النادر من الدعاة
والمربين والزعماء
والمصلحين.
أولاهما:
شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه
بها
وتفانيه فيها وانقطاعه
إليها بجميع مواهبه وطاقاته
ووسائله، وذلك هو الشرط الأساسي
والسمة الرئيسية للدعاة
والقادة الذين يجرى الله على
أيديهم الخير الكثير.
والناحية
الثانية: تأثيره العميق في نفوس
أصحابه وتلاميذه، ونجاحه،
المدهش في التربية
والإنتاج: فقد كان منشئ جيل،
ومربى شعب، وصاحب مدرسة علمية
فكرية خلقية،
وقد أثر في ميول من اتصل به
من المتعلمين والعاملين، وفى
أذواقهم، وفى مناهج
تفكيرهم، وأساليب بيانهم
ولغتهم وخطاباتهم، تأثيرا بقى
على مر السنين والأحداث، ولا
يزال شعارا وسمة يعرفون بها
على اختلاف المكان والزمان ".
انتهى
حسن
البنا : بقلم الكاتب الأمريكي
روبير جاكسون شاءت
الأقدار أن
يرتبط تاريخ ولادة حسن
البنا وتاريخ وفاته بحادثين من
أضخم الأحداث في الشرق .. فقد
ولد عام 1906 وهو عام دنشواي
ومات عام 1949 وهو عام إسرئيل التي
قامت شكليا عام
1948 وواقعيا سنة 1949 .. وقد
أفلت الرجل من غوائل المرأة
والمال والجاه وهي
المغريات الثلاث التي سلطها
المستعمر على المجاهدين .. وقد
فشلت كل المحاولات
التي بذلت في سبيل اغرائه
وكان الرجل عجيبا في معاملة
خصومه وأنصاره على السواء،
كان لا يهاجم خصومه ولا
يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم
وكسبهم إلى صفه ويرى أن
الصراه بين هيئتين لا يأتي
بالنتائج المرجوة كان يؤمن
بالخصومة الفكرية ولا يحولها
إلى خصومة شخصية ولكنه مع
ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه
ومنافسيه ...
كان
الرجل يقتفي
خطوات عمر وعلي ويصارع مثل بيئة
الحسين فمات مثلهم شهيدا.
واستطيع
بناء على
دراستي الواسعة عن الرجل أن
أقول أنه حياته وتصرفاته كانت
تطبيقا صادقا للمبادئ التي
نادى بها ... كان
بالإضافة إلى ذلك يؤمن
بالواقعية ويفهم الأشياء على
حقيقتها مجردة من الأوهام ...
وكان يبدو حين تلقاه هادئا غاية
الهدوء وفي قلبه مرجل
يغلي ولهيب يضطرم كان على
عقله مرونة وفي تفكيره تحرر وفي
روحه إشراق وفي أعماقه
إيمان قوي جارف
...
كان
متواضعا تواضع من يعرف قدره
متفائلا عف اللسان .. عف
القلم يجل بنفسه عن أن يجري
مجرى أصحاب الألسنة الحداد. كان
مذهبه السياسي أن
يرد مادة الأخلاق إلى صميم
السياسة بعد أن نزعت منها .. وبعد
أن قيل أن السياسة
والأخلاق لا يجتمعان كما
كتب أيضا الأستاذ البوطي والشيخ
سيد قطب والدكتور
القرضاوي والشيخ الغزالي
وغيرهم شهادات في حق الإمام لا
مجال لها الآن . وتميزت الجماعة
عن غيرها بعوامل النجاح في
الدعوة: 1-
كونها تدعوا بدعوة الله وهذه هي أسمى الدعوات 2- كونها تنادي بفكرة الإسلام 3- كونها تقدم للناس شريعة القران وهي أسمى
الشرائع
اختصت
جماعة الإخوان المسلمين ب: 1-
جعل الكتاب والسنة ونهج السلف منهجها ومرجعها
(فان تنازعتم في شي فردوه إلى
الله) 2- إن الجماعة امتازت عن غيرها من
الجماعات بشمولية الفهم
للإسلام 3- جماعة متطورة في خطواتها العملية 4- جماعة يتضح من غايتها ارتباطها
الإسلام خلاصة
الرأي اعتقد
مما سبق أن
جماعة الإخوان المسلمون هي
الجماعة القادرة على إعادة
الإسلام إلى سابق مجده فهي
الوحيدة الملتزمة بشرع الله
وبشمولية الإسلام والبعد عن
الخلافات وقد
بدأ هذا في
الظهور جليا وها نحن نشاهد
الإخوة في حماس وفي مصر والأردن
والمغرب وغيرها يقودون
لواء الدعوة غير عابئين
بهجوم أو ابتلاء أو سخرية ومن
هنا فالمرء يدعو
جميع الأفراد
المنتمين للإخوان أن يشكروا
الله على هذه النعمة وان لا يفر
طور فيها و أن يبذلو
لها الكثير يقول
تعالى على لسان نبيه (فستذكرون
ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله
إن الله
بصير بالعباد( *********************** الرجل والمكانة عرفت
كثيرًا من الرجال في مهام
مختلفةٍ ومكاناتٍ مختلفة،
ربما ترتفع المكانة أو
الوظيفة بالرجل.. وقليلون هم من
ترتفع المكانة بهم، مما
يجعلك تحب هذه المكانةَ
لوجود مثل هذا الرجل في هذا
الموقع، وهكذا كان ... عرفته
على طريق العمل الطلابي..
كموجِّه ومربٍّ ومشرف..
يوضِّح الرؤيةَ ويصحِّح
المسار، وكعضو مجلس إدارة لنادي
أعضاء هيئة التدريس بجامعة
الزقازيق.. يطوِّر الأداء
ويؤدِّي الرسالةَ ويحفظ
المكانة، عرفته كعضو لمجلس
الشعب
2000م.. اختاره الناس وبذلوا
الكثيرَ من التضحيات في سبيل
هذا الاختيارِ فكان
نموذجًا بحق يملأ المكان
ويؤدِّي الدور، وفي انتخابات 2005م
وقفت خلفه الجماهير؛
لأنها رأت الأفعال قبل أن
تسمع الأقوال ويعتبره أغلب
أبناء الدائرة أنه النائب
الشرعي لدائرتهم بعدما حدث
من تزوير فاضح. عرفته
مع الأحزاب والقوى السياسية..
متعاونًا ومحاورًا
ومنسقًا ومتسامحًا، عرفته
عضوًا بمكتب الإرشاد بجماعة
الإخوان المسلمين.. يبلغ
الرسالةَ ويوضِّح المفاهيمَ
ويضبط الألفاظَ والكلماتِ،
وسمعت من أحد أبناء الشرقية
بعيدِ الصلة عن الإخوان
يقول: "هكذا يجب أن تكون قيادة
الإخوان.. ويكون أعضاء مكتب
إرشادهم". عرفته
صبورًا جسورًا.. خير من يعبِّر
عما يريد.. ذكيًّا..
لديه قدرةٌ عاليةٌ على
الاستيعاب.. قائدًا بالفطرة. دعوته
أغلى عنده من أهله وولده،
اعتُقل أحمد ابنه مرة وثانية
وثالثة، فما لانت له قناةٌ
ولم يتوسَّلْ إلى أحد، فهو رجل
دعوة قبل أي شيء، أما هو
فيُخطف من الميدان واقفًا
بين إخوانِه وتلاميذه، مناصرًا
للقضاة في مطالبهم،
فيقدِّم النموذج والقدوة
لأبناء الدعوة، ولسان حاله يقول
"نقدم قبل الجند
قادتنا". وهو
خير من يستوعب ويشرح لنا كلام
الإمام البنا الذي قال:
"أحب أن أصارحَكم أن
دعوتَكم مازالت مجهولةً عند
كثير من الناس، ويوم يعرفونها
أو
يدركون مراميَها وأهدافَها
ستلقى منهم خصومةً شديدةً
وعداوةً قاسيةً، وستجدون
أمامكم كثيرًا من المشقات،
وستعترضكم كثيرٌ من العقبات،
وفي هذا الوقت وحده تكونون
قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب
الدعوات، أمَّا الآن فما زلتم
مجهولين، ومازلتم
تمهِّدون للدعوة وتستعدون
لما تتطلبه من كفاح وجهاد. سيقف
جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبةً
في طريقكم، وستجدون من
أهل التدين ومن العلماء
الرسميين من يستغرب فهمكم
للإسلام، وينكر عليكم جهادَكم
في
سبيله، وسيحقد عليكم
الرؤساء والزعماء وذوو الجاه
والسلطان، وستقف في وجهكم كل
الحكومات على السواء،
وستحاول كل حكومة أن تحدَّ من
نشاطكم وأن تضعَ العراقيلَ في
طريقكم. وسيتذرَّع
الغاصبون بكلِّ طريق
لمناهضتكم، وإطفاء نور
دعوتكم، وسيستعينون في ذلك
بالحكومات الضعيفة والأخلاق
الضعيفة والأيدي الممتدة
إليهم بالسؤال وإليكم
بالإساءة والعدوان، وسيثير
الجميع حول دعوتكم غبارَ
الشبهات
وظلمَ الاتهامات،
وسيحاولون أن يلصقوا بها كلَّ
نقيصة، وأن يظهروها للناس في
أبشع
صورة، معتمدين على قوتهم
وسلطانهم، معتدين بأموالهم
ونفوذهم ((يُرِيدُونَ
أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ
بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ
إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) (التوبة:32)
وستدخلون بذلك ولا شك في دور
التجربة والامتحان، فتُسجنون
وتُعتقلون،
وتنقلون وتشرَّدون،
وتُصادر مصالحُكم وتُعطَّل
أعمالُكم، وتفتَّش بيوتُكم،
وقد يطول
بكم مدى هذا الامتحان
((أَحَسِبَ
النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا
آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ))..
(العنكبوت:2). ولكنَّ الله وعدكم
من بعد ذلك كله نصرة المجاهدين
ومثوبة العاملين المحسنين:
((يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ
تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ
بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ
عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى
تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ
اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ
اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ
مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ
قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ
أَنصَارُ اللَّهِ
فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ
طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا
الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى
عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا
ظَاهِرِينَ (14).)) (الصف)..
فهل
أنتم مصرُّون على أن تكونوا
أنصارَ الله؟!".. انتهى
كلام الإمام. ﴿وَمَا
شَهِدْنَا إِلا بِمَا
عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ
حَافِظِينَ﴾ (يوسف:81). *********************** أضواء على الواقع الذى يحيط بالحركة الإسلامية سنجاهد من أجل أن نكون مسلمين
حقيقيين لأن فى هذا عزتنا
وكرامتنا لأننا لا يمكن أن
نغير بدون أغلبية شعبية فاهمة
للاسلام إن
واقع الدعوة
الإسلامية أو واقع جماعة الإخوان
المسلمين بالذات .. ونحن لا نفرق
بين الدعوة والجماعة .. موقفها اليوم بين شقى
الرحى الشق الأول الضاغط يتمثل
فى الإستعمار الحديث .. والشق الآخر هو الشعوب
العربية والاسلامية . وكما
تعلمون أن الإستعمار الحديث أخبث كثيراً من الإستعمار
القديم وأشد مكراً ، فالإستعمار
القديم كان يأتينا برجاله وجيوشه وعدته وعتاده فكنا
نحس به ونقاومه ونحاول أن نصرعه ... أما
الإستعمار
الحديث فيدخل بلادنا على أطراف أصابعه
فنكاد لا نحس به ، ويتقدم إلينا
فى ثوب المساعدة والعون ومن ثم كانت خطورة
الاستعمار الحديث أشد وأنكى
بالعرب والمسلمين ، إنه يريد القضاء علينا قضاءاً
نهائياً . المصيبة الكبرى أن أول
ما اصاب
هذه الشعوب هو بعدهم عن دينهم
لقد نحُّوا الاسلام ووضعوه على
جانب فى خانة مهملة
مع أنه هو مصدر الحياة .. والعزة
.. والكرامة والقدرة والإرادة
والعزم للإنسان
.. ولقد وضعناه على الرف وأصبح
القرآن - وهو الرسالة - يتخدم
فقط كتعويذة او
يقرأ علىالمقابر ولم يعد "
الروح " الباعثة للإنسانية
لتحافظ على إنسانيتها وكرامتها
واصبح الفهم السقيم للإسلام هو
السائد بعد أن بعدوا عن مصدر
قوته فالجهل بالإسلام
هو اول قضية كانت سببا فى تأخر
العرب والمسلمين .. الأمر
الثانى
الذى ابتليت به الشعوب العربية
والإسلامية هو الترف والنعومة
والخلود الى الراحة والإسراف ولا يمكن للشعوب التى
تعيش فى الترف أن تتقدم بل ستعيش
ذليلة تكتفى بهذا الطعم الخبيث الذى تملأ به بطونها
ومثل هذه الشعوب ترفض الجهاد
لأنها تريد أن تنام فى الترف ومعانى الجهاد بعيدة جداً
عن هؤلاء من ذوى التفكير الخانع
. الأمر الثالث
: الذى ابتليت به الشعوب العربية
والإسلامية هو الخوف من الموت ..
بل الرعب من
الموت كأنهم سيخلدون فى الحياة
نسوا أننا سنموت جميعا .. إننى
أتساءل أيها أخلد وأبقى
وأكرم عند الله .. الجهاد فى سبيل
الله أم الخنوع ؟! .. الجبناء
يريدون العيش فى ذلة
للدفاع عن عقيدتها وأرضها
المقدسة .. ولكننا للأسف لا نريد
أن نحكم أنفسنا .. وأن
نضع قرار الأمة بين أيدينا .. ولا
نريد أن نحرر فلسطين .. بل ويا
للعار نسمع من
يقول " ما لنا بفلسطين .. وما
حيلتنا " هذا
الواقع الذي تعيشه الدعوة
الإسلامية اليوم .. هل نستسلم له
ونسلم بهذا الوضع ؟! بالطبع
لا .. لابد أن نعيد الحركة من
جديد . إن الدعوة الاسلامية يسمونها فى الماضى
" الدعوة الإسلامية " فحسب
بما فيها من خير بلا شك ولكن
الان هى " الحركة الاسلامية
" التى لا تعرف السكون بل هى
حركة لا تهدأ وفق خطة تتصف
بالايمان .. خطة عقيدية .. خطة
علمية مدروسة خطة تأخذ فى
اعتبارها الوضع القائم والظروف المحيطة
.. إننا لا نحمل الراية بطريقة
عشوائية ولكن نحمل الراية عن
علم وعن دراية وعن
يقين وإيمان.. إن
الحركة الإسلامية المعاصرة
ليست وليدة الظروف أبداً ، بل هى وليدة التعذيب
والتنكيل بالمسلمين وليدة
الأجساد الطاهرة التى علقت على
المشانق وسالت دماؤها
الطاهرة على الرض .. إنها حركة
وليدة التضحية .. والقيام
بالواجب نحو الاسلام ونحو
الأوطان .. فهى حركة خالدة لن
تهدأ أبداً لأنها حركة سرمدية لأنها مستمدة من لا إله
إلا الله محمد رسول الله
..
نحن
لابد أن
نتحرك ولكن الحركة العاقلة لا حركة
الهوس بل حركة عقلية متزنة تعى
كل ما يحيطها من ظروف .. حركة متفهمة ليست عشوائية ..
وأثناء الحركة سوف نواجه بأمور
كثيرة لا بد أن نتعرض لها بالحل والحمد لله "
لدينا دوسيه " خالد " هذا
الدوسيه هو سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
هذا الفيض الربانى الذى تركه
لنا الرسول صلى الله عليه وسلم
كل ما يواحهنا ويعترض
طريقنا مر به الرسول عليه
الصلاة والسلام وليس علينا إلا
أن نسترجع سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم فى كل
شئ .. علينا أن نقتفى سيرته
العطرة بصدق وأمانة وهم
ووعى .. عقبات تعترضنا نحن
نعلم أن هناك من الأمور ما سيعترضنا وأول شئ سوف يعترض طريقنا
هو حكوماتنا ونحن لا نريد أن
ندخل فى معارك مع هذه الحكومات حتى لا نحقق ما يريده
المستعمرون ولكن هذا لا يمنع أن
نقوِّم الحاكم إذا رأيناه انحرف عن الحق وذلك
بالنصح والنقد البنِّاء وليس من
مصلحة الحركة الاسلامية أن نحارب الحكومات ولكن
لا يعنى هذا أن نترك الحكومات
تعبث بأى شئ يمس الاسلام فلابد أن نتصدى لمن يحاول
أن يعبث بالدين .. ونحن
لا نخاف السجون .. ولا المعتقلات .. ولا المشانق . وهذا
ما فعله الإخوان
المسلمون فى مجلس الشعب ، وقفوا لحكوماتهم يعترضون
على كل شئ يخالف الحق والعدل
والنزاهة ولكن بأدب وبموضوعية وبصراحة وبشجاعة ..
لا يهابون شيئا ولا يخشون أحداً
إلا الله مهمتنا عرض الفكرة إن
مهمتنا عرض الفكرة الإسلامية
الصحيحة على الشعب لأننا لا
يمكن أن نغير بدون
أغلبية شعبية فاهمة للاسلام
تقف بجانبك تؤيدك وتساندك لابد
من " مجاميع " من
القوة الإسلامية تضغط لتصحيح مسيرة
الحاكم .. والحاكم الذى يسير على
الطريق الصحيح نؤيده ونفتديه ، ونحن لسنا أعداء
ولا نريد " كراسي " " ولا
حكم " من العبث أن نطالب بحكم أو إمارة أو
رئاسة ... هذا فهم خاطئ ... نحن
مساعدين لكل حاكم يقرب ولو
تدريجيا للاسلام لأن المصائب حلت علينا
خطوة خطوة من أول الحروب
الصليبية حتى وصلنا الى هذه الحال المتردية فيجب أن نخطط لكى
نعود الى الاسلام فى سالف عصره
وسوف يستغرق هذا وقتا .. إننا لا نستعجل أبداً .. لأن
الإستعجال خطأ .. وقطف الثمرة
قبل نضجها خطأ، والرسول
صلى الله عليه وسلم ظل ثلاثة عشر
سنة يدعو ويربى .. وهذا ليس خوفا
ولكن أراد
أن يبنى جيلاً جديداً وعلينا أن
نسير بهذه الخطوات الوئيدة وليس
من الضرورى أن يتحقق
النصر على أيدينا أو على أيدى
ابنائنا أو أحفادنا. لقد
كنا نسمع هذا من الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله وجاء
بعده إمام ثان .. وإمام ثالث ..
ونحن الآن لدينا نوابا فى مجلس الشعب ولم يكن لدينا
نائبا واحدا وقت الإمام الشهيد
وكان الإمام يقول لنا دائما لا تتعحلوا النصر . لابد
أن نعيش دائما فى شدائدنا
ومحننا وأن نوقد الشعلة فى قلوبنا
حتى يحذوا أبناؤنا حذونا وقد
يكون النصر قريبا على البواب
ولكننا لا نؤقت للنصر لأن
هذا التوقيت لله وحده. أما
الأحداث التى مرت بنا وفشلنا
فيها فليست من صنعنا إنما هى إرادة الله
والرسول صلى الله عليه وسلم حضر
غزوة أحد وفشل المسلمون فى هذه
الغزوة فهل يعنى هذا أن المبادئ
التى كان عليها الرسول كانت خطا
؟ لا إنما يريد الله لنا أن نخطئ
ونتعلم ونبنى من جديد ونتجنب
الأخطاء .. والرسول عندما يستمر يدعو فى مكة ثلاثة عشر
عاماً يربى ويعلم فهذا يجعلنا
نصبر ونستمر ونواصل والأمر بالنسبة لنا نحن نضع
أمام الــ 13 عاما صفر لتصبح مائة
وثلاثين عاما وهذا ليس وقتا طويلا فى عمر الدعوة
الإسلامية ولكن لابد من لسير
والتخطيط والإيمان قبل كل شئ . الغرب .. والإسلام أما
العقبة الثانية التى تعترض
طريقنا هى أن الغرب لديه صورة بغيضة عنا منذ
الحروب الصليبية عندما جاءت
أوروبا برجالها وعدتها وعتادها وملوكها وكان يقودها بطرس
الناسك وكانوا يريدون
الإستيلاء على بيت المقدس فكنا هنا ندافع عن أنفسنا وعن بي
المقدس ولم نحاربهم ليكونوا
مسلمين ولكننا كنا نحارب الظلم ونحن لا نقول هذا
تملقاً أو خوفاً من أحد ولكن هذه
هى الحقيقة .
ونحن لابد أن نعرض
الإسلام بثوبه القشيب أمام
الشعوب غير الإسلامية وأن نؤكد
أن الإسلام لا يحمل
ضغينة لأحد وأن العداوة بين
الأديان لا وجود لها ونحن لا
نريد أن نمحو المسيحيين
" لكم دينكم ولى دين
" . نقول
هذا ونقول أيضا أننا لنا كيان له قيمة مثل العالم الغربى ولابد أن
يكون هناك ممثلاً للمسلمين وهذه
هى الخلافة الاسلامية الناطقة باسم الاسلام
والمسلمين .. ونحن نقدم الإسلام
للغرب ونعرف أنهم يكرهون الإسلام والمسلمين وهم
ليسوا فى ذلك مسيحيين بل هم أبعد
الناس عن المسيحية. مسألة الأقليات أما
القضية الثالثة فهى قضية من
يخالفوننا فى العقيدة ولكنهم يعيشون
معنا إننا نحاول أن نضفى عليهم
صورة الإسلام الرحبة الفسيحة
" وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين " لابد ان يلمسوا
هذه الصورة منا كما كانت فى عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم
.. كانوا يعيشون بحرية فى ظل
الاسلام ، والإسلام لم يأت
ليظلم أحداً ولا ليحارب
أحداً ولم ينتصر افسلام بالسلاح
ولكن انتصر بالحق والسلوك الحسن .. وأهم شئ هو السلوك
لا الكلمات والخطب
. لابد
ان نحي الإسلام فى انفسنا وان يكون محور تعاملاتنا وصلاتنا
بالناس .. وافسلام كله رحمة لكل
الخلق بل لكل شئ ولابد من إبراز هذه المعانى وأن نبرزها
هنا إبراز الشجاع القوى السليم
لا الضعيف المتخاذل .. نحن نعرض افسلام بقوة وحزم نحن
نعطى الناس ولا نأخذ منهم
والنتيجة بعد ذلك على الله .. )لا نعادى احد) العقبة
الرابعة التى تعترض طريقنا هى
أن المسلمين الذين يملون فى
الحقل الإسلامى ويتخذون طرق
أخرى غير طريقنا ... هؤلاء لا
نعاديهم ولا نقف فى طريقهم
وتاريخ الاخوان المسلمين
باستمرار حتى مع إخواننا الذين
كانوا معنا وتركونا ندعوا لهم
بالخير والجماعات التى ظهرت أو
انسلخت عن الحركة الم ندعو لهم. نحن
نسير فى خطنا ولا نعادى احداً
وهذه الإنسلاخات لن تضر الدعوة
ولن يرجع العملاق طفلاً .. لن
نخاف ولن نتخاذل ولن نساوم
أحداص على حقنا طريقنا واضح ..
ونتمنى للجميع النجاح ..
وظهور الجمعات يغذيها المستعمر
لأنه يريد التفتيت فلنصبر
ولنحتسب . علينا
ان نتفهم كل هذه العقبات ..
والأصل فى دعوتنا التربية اولا
.. نحن لا نريد
مؤهلات ضخمة فقط.. لكن نريد
تربية عقيدية مسلمة وصحيحة
مؤهلنا التضحية فى سبيل الاسلام
.. والتمسك به وهذا خط لم يخلقه
الاخوان إنما خط الرسول صلى
الله عليه وسلم الذى
بدا بتربية الكوادر الاسلامية
فى دار الرقم بن ابى الرقم ..
الإخوان ينهجون نهج رسول
الله بتربية الشباب .. ونحن لا
نخاف أحدا بل نتوسم خطة الرسول
صلى الله عليه وسلم
ولا نريد إعلانات ضخمة .. وإذا
سلكنا هذا المسلك سيكون النصر
حليفنا ونثق فى هذا كما نثق الآن اننا جالسون
على مقاعد لننا على الحق
ومستعدون للتضحية فى سبيل الحق .. والله أسال أن يأخذ
بايدينا .. وان يوحد صفوفنا ..
ويملأ قلوبنا بالشجاعة والقوة والقدرة وأن يعيد
للإسلام عزة ومجده وسؤدده -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |