ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
طموحات
اوباما وتحديات مثلث الحرب د.مهند
العزاوي حذر "ديفيد
واكر" المراقب المالي العام
في الولايات المتحدة, من أن هناك
أوجه شبه صارخة بين وضع أمريكا
الراهن والعوامل التي أدت إلى
سقوط روما. يتعامل
جنرالات الحرب الأمريكيين
وساستهم مع العالم كرقعة
الشطرنج, بأبعادها الثلاثية
وتقاطع الرقع السوداء والبيضاء,
وتمثل مصالحهم الاقتصادية
الهدف الأساسي في الرقع
الجغرافية ذات الحدود السياسية
القلقة, وشغل الكيان الصهيوني
لعقود خلت الرقعة الملتهبة
الدموية في الجسد العربي ضمن
لوحة الشطرنج الأمريكية,
مستنزفا العالم العربي شريان
العالم الاقتصادي, وتجره إلى
عواصف دموية تجتاح وتقتلع جذوره
العربية, وتنسف وجود امة لها
مقومات تكوينية ومرتكزات
حضارية تاريخية ودينية, ونشهد
اليوم تصدع الأمن القومي العربي,
وفقدان مزاوجة القدرات
المحسوسة والغير محسوسة
السياسية والعسكرية
والاقتصادية والثقافية
بالاستناد إلى عمقها التكويني
في اتخاذ القرار والمناورة
الإستراتيجية, بل وتخلت عن
خيارات المناورة باستخدام
عناصر القدرة الإستراتيجية
كوسيلة للدفاع والردع بغية
الحفاظ على الأمن القومي العربي
والمصالح الحيوية والمصالح
المشتركة وتحقيق الحد الأدنى من
الأمن والسلم وحماية الإنسان من
بطش الحروب والعوز والجوع وجشع
الشركات الكبرى. حرب
إعلامية ناعمة تشن
وسائل الإعلام الأمريكية
والغربية حرب إعلامية ناعمة ضد
الرئيس الأمريكي "اوباما"
حيث تستخدم حرب الكلمات والصور
والتصريحات وحرب الأثير وتحاول
أظهار الفشل العسكري في
أفغانستان بالرغم انه حقيقة منذ
سنوات خلت, ويصاحبها عدد من
تصريحات رموز الحزب الجمهوري
وتشكيك بقدرات الرئيس الحالي في
الحفاظ على امن أمريكا لصرف
الأنظار عن ما يجري في العراق من
مخططات تقسيم ومجازر وجرائم
ترتكبها قوات الاحتلال والقوات
الحكومية ومليشيات طائفية
وعرقية لطالما تغذت على دماء
العراقيين منذ تشكيلها ولحد
الآن وكانت قد نفذت عدد كبير من
العمليات الإرهابية ضد
المدنيين قبل الغزو وبعده, لقد
عقد العالم والمجتمع الأمريكي
الآمال العريضة على مجيء الرئيس
الحالي "اوباما", وكان
السياسي الأسمر هو الورقة
الرابحة للحزب الديمقراطي, وفقا
لحسابات دقيقة ونظرا لخلفيته
السياسية الطموحة وشخصيته
الكارزماتية وتفوقه الساحق في
ميدان الانتخابات ضد منافسيه
والذي انتهى بحصوله على البطاقة
الرئاسية ليصبح رئيس اكبر دولة
في العالم تحتكم على مقومات
وعناصر القدرة العسكرية في كافة
الميادين , والتي باتت تتجه الى
الانهيار نتيجة لمخططات مثلث
الحرب ويمثل قطبه الأول رموز
الحزب الجمهوري ومشروع القرن
الأمريكي الجديد, والقطب الثاني
حروب الشركات المتعددة
الجنسيات التي تعصف في بقع
التقاطع الاستراتيجي للمصالح
الأمريكية والعالمية والقطب
الثالث حروب الصهاينة العلنية
والسرية في فلسطين ولبنان
والعراق والسودان وصولا الى
المعركة الكونية "هرمجدن"
لفناء البشرية وفقا للأساطير
التلمودية, ومثلث الحرب الدموي
هذا يشكل تحدي حقيقي للرئيس
الأمريكي "اوباما" ناهيك
عن المنهجية الإستراتيجية
للمؤسسة الأمريكية في واشنطن
ذات النزعة التوسعية ,وكان من
الأسباب الرئيسية لفوز الرئيس
"اوباما"موقفه الرافض لغزو
العراق ووعود إنهاء الحرب في
العراق, وقد ورث الرئيس
الأمريكي ملفات عصيبة وسوداء من
سلفه بوش, وتشكل تلك الملفات
تصدع في اللوحة الإستراتيجية
وفي خارطتها الحربية الوسطى
خصوصا بعد تورطها العسكري في
الشرق الأوسط لصالح إسرائيل في
العراق, دون مراعاة القيم
والمعايير الإستراتيجية
المرتبطة بمعادلة التوازن
وتوازن المصالح الحيوية للعالم
, وأكد عدد كبير من السياسيين
والباحثين والخبراء أن
"غزو العراق اكبر خطا
استراتيجي" ((يعتبر غزو
العراق اكبر
عمل أجرامي في التأريخ ارتكبه
الغرب بحق العراق))[1], وسرعان ما
كشف الرئيس اوباما عن
إستراتيجيته في معالجة الفوضى
الدموية الشاملة في الشرق
الأوسط وشخص
مفاصل الانهيار وخطورة الحروب
المستعرة التي تنعكس بشكل سلبي
على مصالح أمريكا الحيوية في
المنطقة خصوصا إذا علمنا أن
هناك تراجع واضح لقدرة مجلس
التعاون الخليجي وقضم كتفيه
الجيوعسكري , وكذلك حلف الناتو
في خط الصدع الاوراسيوي ( قارة
أسيا وأوربا),ناهيك عن الفوضى
السياسية والعسكرية والأمنية
وكذلك الاقتصادية التي اجتاحت
همزة الوصل الإستراتيجي العراق
والتي تلقي بظلالها على
كل من وسوريا والأردن
والسعودية والكويت دول
الطوق العربي للعراق ودول
التقاطع الاستراتيجي في الشرق
الأوسط إضافة الى الفوضى
والاحتراب الليبرالي في كل من
أفغانستان والباكستان وجورجيا
وكذلك مثلث المحور البحري
العربي السودان واليمن
والصومال وتشكل مضلع فوضى قادمة
تتجه الى تجزئة وتقسيم المنطقة
الى محميات طائفية وعرقية حادة
أسوة بما جرى في العراق ( لبننه
العراق أو أفغنته ) ونجده انه
مخطط مثلث الحرب "أعادة هيكلة
الشرق الأوسط"[2], وفتح أسواق
عبثية للشركات القابضة
العملاقة [3],والمخططات
الصهيونية التي باتت تذكي
الحروب والنزاعات وتؤسس لنفوذ
ليبرالي واسع في مختلف دول
الشرق الأوسط وأفريقيا. مثلث
الحرب وضع عدد
من مراكز الدراسات الأمريكية
توصيات أمام أنظار الرئيس
الأمريكي "اوباما"
وتناولت الملفات المضطربة
في الشرق الأوسط, ومن الملفت
للنظر أن تلك المراكز تتسق
بتوصياتها مع النزعة العسكرية
الأمريكية وطموحات شركات النفط
والسلاح وغايتها الإقتصادية ,
وتستقي معلوماتها من عناصرها
وعدد من عملاء الـ "سي أي ايه"
من ذوي الأصول العربية
والعراقية والذين وشحوا بصبغة
سياسي( سياسيون الحاجة) أو من
ذوي المصالح المالية المرتبطين
بطبقة يطلق عليها "واشنطن
بلاتواي"[4] , وأشار الجنرال
"جي كارنر" الحاكم المدني
بعد غزو العراق
حيث قال "أن غالبية
الشخصيات السياسية الذين تعامل
معها بعد غزو العراق
وجد الكذب لديهم متجذر
والجميع يكذبون بشكل كبير
لتحقيق مكاسب شخصية"[5], لذا أن
كانت الدراسات تعتمد على معطيات
كاذبة ستكون
التوصيات غير واقعية ولا تتسق
بالمنحى العقلاني الذي يتطلب
سلكه للخروج من الأزمات وإنهاء
الحروب. حدد
الرئيس الأمريكي اوباما عدد من
الملفات المتفجرة والسوداء
التي خلفها الرئيس السابق بوش
وحاز الشرق الأوسط على أسبقية
أولى في السياسة الخارجية
للولايات المتحدة الأمريكية
وكانت تلك الملفات, مسار السلام
وإعادة تشكيل العلاقة مع العالم
العربي والإسلامي, القضية
الفلسطينية – مسار الدولتين,
إنهاء الحرب في العراق , إيران
وخيارات إنهاء الملف النووي
الإيراني , الحرب في أفغانستان,
الحرب السرية في الباكستان. اختار
الرئيس الأمريكي
مغازلة العالم العربي
والإسلامي وتحسين
سمعة أمريكا واعتمد محورين
تركيا- العالم الإسلامي ومصر -
العالم العربي, وانطلق لتفكيك
الأزمات عبر مسار السلام
الفلسطيني الإسرائيلي وطرح حل
الدولتين والذي يبدوا لم يروق
لحاخامات صهيون وشنوا عليه حرب
علنية وابرز ملامحها الشروع
الفوري ببناء المستوطنات
وتهويد القدس وافتعال الأزمات
عبر زعانفها في أماكن مختلفة,
وكان الرئيس الأمريكي صائبا في
المعالجة وتحديد الأسبقيات لان
مشاكل المنطقة نابعة من مخططات
وحروب إسرائيل المعلنة والخفية
في مختلف البقع والاتجاهات ,
ولغرض معرفة مثلث الحرب نبوبه
وكما يلي:- المحافظين
الجدد:- رموز الحزب الجمهوري من
المحافظين الجدد ومن ذوي النزعة
العسكرية ومهندسي حربي الشركات
في أفغانستان والعراق ومتمثل
حاليا بالحرس القديم في الإدارة
الحالية وهم ممسكين بالزعانف
المخابراتية والعسكرية والذي
تلقي بظلالها على المشهد
السياسي ومتحكمين بعدد من
الواجهات المخابراتية
ذات الصبغة السياسية (سياسيو
الحاجة) والذين أصبحوا ذوي نفوذ
سياسي أو مخابراتي في أفغانستان
والعراق[6] وعدد من الخلايا
النوعية النائمة تنشط عن الحاجة
(خلايا الظل) لصناعة الأزمة أو
تدويلها, وبالتأكيد هؤلاء
يخضعون لمنهجية تختلف كليا عن
منهجية الرئيس الديمقراطي وتضع
العصي بالدواليب لغرض عدم نجاح
الرئيس وحزبه مما ينعكس على
الأغلبية القادمة في الكونغرس
والبطاقة الرئاسية الثانية. الشركات
المتعددة الجنسيات :- تقوم
الشركات المتعددة الجنسيات
بصناعة الحدث والحرب وخلق أسواق
عبثية لمنتجاتها المختلفة وفق
لسياستها الاقتصادية (تصريف
المنتج) وباتت تلك الشركات
تتحكم بالحكومات
والجيوش والدوائر الأمنية
المخابراتية والجنرالات
السابقين وتفرض أرادتها التي لا
تتسق مع المفاهيم الدولية
والقيم الإستراتيجية للدول
والأمم , وتسعى لخلق الفوضى
السياسية والعسكرية وتجزئة
العالم الى دويلات طائفية
وعرقية حادة ليسهل لها مد
اذرعها الجشعة في تلك الدول
ويطلق عليها في أمريكا جماعات
الضغط أو
الجماعات الخاصة , وتخضع تلك
الشركات لمفاهيم وقيم من نوع
أخر بعيدا عن منظومة القيم
الإنسانية والوطنية والأخلاقية
وتذكي اليوم النزاعات والحروب
لبسط أرادتها الجشعة على العالم. المشاريع
الصهيونية :- لا يمكن القول أن
الكيان الصهيوني
كما كان قبل عقود , لان
إسرائيل أضحت تمتلك ترسانة
عسكرية وأسلحة دمار شامل لا
مثيل لها في المنطقة, وتتحكم
باقتصاد عدد كبير من الدول
وتعتبر من الدول المصنعة للسلاح
وترتبط بشبكة مبيعات واسعة,
وتدير سياسة تطبيع غير معلنة مع
عدد من الدول العربية ولها نفوذ
واسع عبر اللوبي الصهيوني في
أمريكا , وهذا ما استطاعت أن
تنجزه خلال عقود الصراع العربي
الإسرائيلي على عكس العرب
المختلفين دوما, إسرائيل اليوم
متمردة على الشرعية الدولية
وعلى القرار الأمريكي وتشاغب
بقوة وعلنا ضد نهج الرئيس
الأمريكي في فلسطين توسع
الاستيطان وتهود القدس بدلا من
خيار الدولتين, وفي لبنان تحرش
عسكري وفتنة وصراع بدلا من
التهدئة والاستقرار, وفي العراق
تسعى الى تقسيمه بقوة وتمارس
تهويد سري في كركوك وتصعد عبر
زعانفها امنيا وسياسيا بدلا من
التهدئة تمهيدا للانسحاب[7],
وتخوض صراع نفوذ وسيادة على
تركة العالم العربي ضد إيران
الساعية الى تحقيق نفوذ إقليمي
في العراق واليمن يعزز نفوذها
الليبرالي . اللوحة
الإستراتيجية تبدو
اللوحة الإستراتيجية الأمريكية
متصدعة ومنهكة
من جراء الحروب الاستباقية
والأزمة المالية
وفيها الكثير من المفاصل
اللينة وهناك ملامح حالة
الإنهاك وتردي جاهزية القوات
المسلحة الأمريكية, ناهيك عن
متطلبات البنية التحتية في
أمريكا والتي تلقي بظلالها على
تماسك اللوحة الإستراتيجية
وكما يلي:- حلف
الناتوNATO يعاني
حلف الناتو من تداعيات عسكرية
في أفغانستان وفقدان التلاحك
الاستراتيجي لخط الصدع باتجاه
الهند والصين وروسيا وباتت تلك
الدول أقوى من ذي قبل اقتصاديا
وعسكريا وسياسيا,خصوصا بعد
المتغيرات الإستراتيجية
العسكرية التي طرأت على العقيدة
العسكرية للحلف والتي تفضي الى
المشاركة العسكرية خارج أراضي
الحلف وهو أمر مختلف عليه. مجلس
التعاون الخليجي يعاني
مجلس التعاون الخليجي من تصدع
امني وعسكري في كتفي الحلف
الجغرافي العراق[8]- اليمن
باستخدام أسلوب القضم إضافة الى
تهديدات غلق مضيق هرمز من إيران,
وأصبح الخليج العربي ميدان
للمناورات العسكرية ورسائل
الجس الحربي بين أمريكا وإيران
وتتجه أحيانا الى حافة الحرب
عبر المناورات الحربي في مياه
الخليج , إضافة الى ملامح الحرب
الديموغرافية وجرثومة الاحتراب
الطائفي التي باتت تنتقل بسرعة
الى دول المنطقة قادمة من
العراق الذي أصبح نموذجا للبيئة
الطائفية والعرقية الدموية
وترويج فلسفة الانفصال
والتقسيم بدلا من مفهوم الوطن
والأمة, وكذلك اعتماد دول
المجلس على الحليف الاستراتيجي
والشريك في المصالح أمريكا التي
هي الأخرى جعلت من دول المجلس
قواعد عسكرية ولوجستية متعددة
وتخضع لنظرية "الدومينو"
وتشكل عبئ عسكري لأنها اعتمدت
مبدأ الدفاع على قدرات الولايات
المتحدة العسكرية وليس تطوير
قدراتها لتعمل
على حفظ مصالحها ذاتيا. عقدة
الارتكاز الاستراتيجي يعتبر
العراق مفتاح العالم وعقدة
الارتكاز الاستراتيجي وهمزة
وصل إستراتيجية بين الحلفين –الناتو
ومجلس التعاون ويشكل العراق
محور جيوسياسي هام وفعال ويبدو
اليوم بعد
ست سنوات من الغزو رقم سلبي في
معادلة التوازن والاستقرار في
المنطقة بل جزء من المشكلة وليس
محور حل, ويشع
بأزماته الى كل مكان وتنخره
الصراعات الطائفية والعرقية
والفئوية وتشير بوصلته الى
الاحتراب والفوضى الشاملة
ويذهب شعبه ضحية لأجندات أجنبية
مختلفة (مشروع المحافظين الجدد
تقسيم العراق ونهبه – الأجندة
الصهيونية –الأجندة الإيرانية)
أفغانستان
- الباكستان تعتبر
أفغانستان - الباكستان
مناطق رمال متحركة متقدمة
في خط الصدع الاوراسيوي , حيث
تجري حرب خفية في الباكستان بعد
تبديل الحكومة الباكستانية
وتلقي بظلالها على استقرار
الوضع وتشكل عامل استنزاف إضافة
الى أفغانستان , وأضحى الإرهاق
والإعياء واضح على الجيش
الأمريكي وقوات "ايساف"
لأنهما يخوض حرب شرسة ضد طالبان
منذ عام 2001 ولحد الآن في تلك
الرقع الجغرافية ذات الطبيعة
القاسية تصاحبها حرب عصابات
ضروس لن تستطيع قوات "الناتو"
والقوات الأمريكية من تحقيق
نجاح طيلة تلك السنوات بالرغم
من استخدام أعلى درجات الاشتباك
واستخدام القتل الجماعي
للمدنين ضمن
فلسفة الصادم والمريع . يقف أي
محلل استراتيجي وعسكري أمام تلك
الحقائق والمعطيات مذهولا لحجم
الإصرار لدى جنرالات الحرب
الأمريكان وسعيهم للاستمرار
بالحروب والتمسك بالنزعة
العسكرية وهم يفقدون القدرة
العسكرية شيئا فشيئا وكذلك
حلفائهم الذين باتوا يتحسسون
الخطر القادم (خطر انهيار
الإمبراطورية)
أن اللوحة الإستراتيجية
الوسطى متصدعة تماما وتتجه الى
الانهيار, وتتطلب سلك المنحى
العقلاني والمعالجة الواقعية
وإيقاف التداعي والترهل
العسكري والابتعاد عن خيار الحل
العسكري, ومن الضروري أن نلاحظ
أن إسرائيل تشاغب وتفتعل الحروب
كلما ضعف الجيش الأمريكي, حيث
كان الجيش الأمريكي يعاني من
ضربات المقاومة العراقية عام 2006
وكان على وشك الانسحاب هاجمت
إسرائيل لبنان في حرب تموز,
وكذلك في حرب غزة حاولت اقتناص
الفرصة لشن عدوان على غزة
الفلسطينية ولم نعلم لمن تعد
اليوم لتهاجمه في ظل مثلث الحرب
الدائرة في المنطقة والذي يسعى
لإذكاء الحروب والنزاعات. الحرب
في العراق شكل
العدوان على العراق انتهاك صارخ
للشرعية الدولية ويصفه القانون
الدولي "الإرهاب الدولي" (استخدام
القوة اللاشرعي), وتمخض عنه
تدمير العراق دولة وشعب ويوصفه
الشعب العراقي بـ ((المحرقة
العراقية)) التي خلفت أرقام
فلكية من الضحايا يندى جبين
الإنسانية عن ذكرها أنها خلاصة
مشروع دموي
لمثلث الحرب في العراق
المحافظين الجدد –الشركات-
إسرائيل , وفي جرد حساب بسيط
واقعي يستند على المعطيات للبحث
عن المستفيد من تدمير العراق
وتدمير قدرات أمريكا
الاقتصادية والعسكرية وفقدان
بريق سمعتها التي تنعت بالدولة
الديمقراطية الأولى في العالم ,
ستجد أن إسرائيل استنزفت
القدرات الأمريكية لخلق بيئة
احتراب دائم في الشرق الأوسط
وفق أساطير ومفاهيم راديكالية
دينية متشددة, واتسقت معها
مصالح الشركات الكبرى التي جعلت
العالم يدور في فلك الأزمة
الاقتصادية التي تعصف به من
كافة الجوانب وتعد الشركات
المستفيد الوحيد من هذه الأزمة
والتي أجبرت الحكومات على فتح
خزائنها واحتياطاتها المالية
لتلك الشركات وشراء أصول عدد
كبير منها وبذلك حققت
الفائدة المادية الكبرى
وتحتفظ بمشاريعها على حساب
الدول والشعوب , وكان العراق
أبشع مثال على جشع تلك الشركات
والتي جعلت من العراق بيئة
احتراب وشعبها
يحتضر يوميا من جراء فقدان
الخدمات التي دمرتها آلة الحرب
وزعانف الشركات من المليشيات
والعصابات المنظمة ناهيك عن
الموت السادي اليومي الذي
تمارسه المرتزقة ومن دربتهم وفق
منهجيتها وعقيدتها الارتزاقية
لتقود العراق والمنطقة الى فوضى
شاملة وتبدو
ملامحها واضحة للعيان. المشهد
العراقي مارست
الولايات المتحدة الأمريكية
وإسرائيل وإيران عبر دوائرها
السياسية والإعلامية
والمخابراتية حرب استهداف
للبنية التحتية للمجتمع
العراقي, ولم تفرق بين الطبقة
السياسية أو الهيكل السياسي أو
هيكل الدولة التنظيمي والهيكل
المدني الاجتماعي وخلطت
الأوراق لغرض تطبيق
استراتيجياتها الشاذة
والمتعثرة في العراق وتصفير
الدولة العراقية بالكامل؟,
ومارست تلك الدوائر عبر زعانفها
المختلفة سياسة التقطيع الناعم
وكذلك سياسة الخوف والتخويف,
كنهج ثابت ضد الشعب العراقي,
لخلق بيئة مناسبة لتقسيم العراق
كمطلب أساسي وهدف استراتيجي
لليمين المتشدد
وإسرائيل, وذهبت كافة
الأطراف والأحزاب ذوي الأجندات
الأجنبية تنهش بالجسد العراقي
وتزرع الخوف والإرهاب في عقول
وقلوب المواطنين العراقيين
كافة عبر عدد من العمليات
الشبحية التي تنفذها المليشيات
الطائفية وأفواج العمليات
الخاصة لتستهدف المدنيين
وتسوقها الدوائر السياسية
والإعلامية كعمليات إرهابية
باستخدام مصطلحات وعبارات
مصنعة ومنحوتة لتذكي روح
الاحتراب والاقتتال الطائفي
والمذهبي ولإغراض الدعاية
السياسية المضللة تبدو
البيئة العراقية السياسية
والأمنية بيئة قلقة ورخوة وتتجه
الى الفوضى الشاملة ,
عبر ممارسات سياسية
واقتصادية وعسكرية هشة ولا تزال
تداعيات التطهير الطائفي التي
أشعل نيرانها الغزو عام 2006
ودامت أكثر من عام وأخلت في
التكوين الاجتماعي والتركيبة
الديموغرافية لمدن العراق
الغرض منها تمزيق وحدة العراق
وسيادة ثقافة الانفصال الحزبي
والعشائري والمذهبي التي تفضي
إلى مناطق وحدود متنازع عليها
تصل إلى حد الاحتراب في الوطن
الواحد, وتحطيم البنية التحتية
الاجتماعية للعراق وإلغاء
هويته الوطنية العربية - امن هش
مضطرب يعتمد على تقطيب العنف
والاعتماد على موارد
الأجنبي ولا يرتكز على
منظومة القيم المهنية التي
يفترض أنها الوصيف للعقيدة
السياسية –أعداد ملفات قضائية
مفبركة ووقائع
ممسرحة لإغراض سياسية– شبكة
سجون ومعتقلات سرية وعلنية
تفترش ارض العراق يمارس فيها
التعذيب والاعتداء الجنسي
والاغتصاب - الاعتقالات اليومية
المستمرة منذ ويعتقل ما يقارب 50
عراقي يوميا
ناهيك عن
الحملات العسكرية شبه
اليومية - مئات الآلاف من
المعتقلين- 1,5مليون قتيل عراقي -
مليوني أرملة- أربعة ملايين
يتيم - مئات الآلاف من المعوقين,مغيبين,
اقتصاد منهار ينخره الفساد ونهب
الثروات , جيوش من العاطلين حيث
بلغ 75% من الشعب العراقي عاطل عن
العمل ويستورد عمالة من الخارج,
طبقة بغداد بلاتواي من المرتزقة
ومصاصي دماء العراقيين وسماسرة
الحرب ويرتزق ضعاف النفوس منهم
على الوشاية الكيدية بما يسمى (
المخبر السري), عبث المليشيات
الطائفية والعرقية والجريمة
المنظمة والعنف والخطف اليومي
والذي يتراوح من30-40 شخص يوميا ,
غياب برامج الإغاثة وانتقائية
وفساد عدد من المنظمات ذات
الاختصاص - تفشي الأمراض
والأوبئة[9]- جيوش من المهجرين
وحسب إحصائيات الأمم المتحدة
لشؤون اللاجئين 4,6خارج العراق
وأكثر من2,2 نازح داخل العراق دون
تحقيق أو مسائلة قانونية دولية
ضد جرائم
التهجير ,تصحر وجفاف وفقدان
القدرة الزراعية والصناعية, - في
أي نصاب تضعها الحكومة
الأمريكية, وخصوصا حسابات
الكلفة والتأثير هل وضعت مراكز
الدراسات تلك الحقائق أمام
الرئيس اوباما؟ بعد
إعلان الولايات المتحدة
الأمريكية إستراتيجية "انسحاب
القوات-Withdrawal
Forces على لسان الرئيس الأمريكي وفق
إستراتيجية الأبواب المفتوحة,
لا تزال الملامح السياسية
والعسكرية وحتى اللوجستية
للانسحاب غير مطمئنة, ولا توجد
ضمانات حقيقية للانسحاب خصوصا
إذا علمنا هناك فرق كبير بين
التصريحات والتطبيقات والنوايا
والمخططات, كما أن اتفاقية صوفا sofa ويطلقون عليها تسمية"الاتفاقية
الأمنية" والفشل يلف بها من
كل جانب وجاءت هذه الاتفاقية
السريعة لحماية بوش وإدارته من
المسائلة القانونية والأخلاقية
عن غزو وتدمير العراق , وعند
إعلان الرئيس الأمريكي اوباما
الانسحاب وضع عدد من التحديدات
الإستراتيجية أمام جنرالات
الحرب وعدد من القادة السياسيين
في أمريكا من الخارجية وهي: ملف
المهجرين , أجراء مصالحة وطنية
حقيقية[10] , وتغيرات جذرية عبر
حكومة وطنية تقبل المسائلة
القانونية , وقوات عراقية غير
طائفية, ولم يشير اوباما الى
الشعب العراقي كمكونات كما
استخدمها بوش للتقطيع الناعم
لشعب العراقي, وأشار سنسلم
العراق الى أهله, وتعتبر تلك
التحديدات خطوط حمر تهيئ
المشهد السياسي العراقي
وتفكك المعاضل
الى عناصرها الأولية لتحقق بيئة
مناسبة لسحب القوات الأمريكية
من العراق وإنهاء الحرب ويبدو
أن "تأتي الرياح بما لا تشتهي
السفن" وهنا برز دور زعانف
مثلث الحرب الساعي الى إفشال
الرئيس الأمريكي اوباما وعدم
الإيفاء بوعوده الانتخابية,
وهذا يلقي بظلاله على الأغلبية
في الكونغرس والحصول على بطاقة
رئيسية ثانية , ومن الملفت للنظر
أن وتيرة العنف ازدادت وبشكل
هائل بعد إعلان إستراتيجية
الانسحاب وحاولت الأحزاب
السياسية التي شكلت أضلاع مشروع
الاحتلال أن تجر الشعب العراقي
الى الاحتراب الطائفي والعرقي
باستخدام العنف ضد المدنيين عبر
تكتيك سياسة الخوف والتخويف
لتامين قاعدة انتخابية قادمة
وإرهاب الشعب عبر سطوة القوة
والمليشيات المتعددة الأوجه في
العراق, واتجهت الى افتعال
الأزمات السياسية وتصديرها الى
الدول العربية لغرض أبقاء
العراق ضيعة أجنبية مجزئة بعيدا
عن الإرادة الدولي والإجماع
العربي , جميع تلك المشاهد
الفوضوية يقف خلفها بالتأكيد
الحرس القديم وزعانفه التي
أعدها لغزو العراق (سياسيون
الحاجة) والذين جعلوا من العراق
بركة دموية متخلفة , جميع تلك
المعطيات تؤكد أن المشهد
العراقي معقد وشائك وتعصف به
ملفات سوداء وأصبح ميدان حر
لصراع الأجندات الأجنبية على
حساب العراق وشعبه, وتشير الى
هناك من يحاول أن يبقي القوات
الأمريكية على ارض العراق حتى
تصل مرحلة الانهيار والهزيمة
وبذلك تسجل تلك الهزيمة بسجل
الحزب الديمقراطي والرئيس
الحالي اوباما , وبالتأكيد أن
مثلث الحرب يسعى لافتعال حروب
أخرى في الشرق الأوسط لغرض
تعقيد المشهد وتعميم الفوضى ,
ونجد اليوم إسرائيل تتجه الى
تصعيد مع لبنان وتصعيد غير
مباشر ضد سوريا وتعزيز الاحتراب
في السودان وكذلك في الصومال
عبر زعانفها إضافة الى دورها
المريب في تقسيم العراق وخلق
الفوضى وكذلك تعزيز الاختلاف
والانشقاق في الجسد الفلسطيني
وعندما نضع تلك المخططات
الإسرائيلية فنجد أنها تعمل
بشكل جاد وفعال عن عمد ضد سياسات
الرئيس الأمريكي اوباما وتتسق
جميع مخططاتها مع مثلث الحرب
الساعي الى مشروع الشرق الأوسط
الجديد والذي يفضي بتقسيم الدول
العربية من 22 دولة الى 56 دويلة,
وفي جميع الأحوال الإرادة
العربية غائبة عن المشهد . د.مهند
العزاوي ------------------------ [1]
. الغارديان البريطانية [2]
. مشروع نشرته وزارة الدفاع
الأمريكية –البنتاغون عام 2006يسمى
مشروع رالف بيتر يبين تقسيم عدد
من الدول العربية مثل العراق
والسعودية وسوريا وإيران و
تركيا. [3]
. الشركات القابضة العملاقة
المتعددة الجنسيات شركات المال
, النفط, السلاح, المرتزقة,
المعلومات,الإعلام,مراكز
الدراسات..الخ [4]
. [5]
. بوب ودورد"حالة إنكار"
دار الهدى للنشر والطباعة
والتوزيع, سورية,2009,ص 45. [6]
. تشير دراسة للبروفسور "جيمس
بيتراس" عنوانها "الحرب
الأمريكية على العراق...تدمير
حضارة حديثة"
كانت نتيجة السياسات
الاستعمارية الأمريكية أن تقوم
بتمويل ومضاعفة عدد النزاعات
الداخلية من خلال دعم الملالي،
وزعماء القبائل ورجال العصابات
السياسية وأمراء الحرب،
والمغتربين، ونشر فرق الموت.
لقد خدم مفهوم (حرب الجميع ضد
الجميع) مصالح قوات الاحتلال
الأمريكية. [7]
. جدول أعمال إسرائيل
في غزو العراق الإطاحة
بصدام حسين، واحتلال البلاد، و
تقسيم العراق، وتدمير وجوده
العسكري وقدرته الصناعية ومن ثم
تنصيب نظام عميل منحاز لإسرائيل/
والولايات المتحدة. وفي حال
تقسيم العراق وتطهيره عرقيا،
وهو ما نادى به اليمين المتطرف،
ممثلا برئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و’الليبرالي’
الرئيس الفخري لمجلس العلاقات
الخارجية والعسكرية الصهيونية،
ليزلي جيلب، فسيكون هناك (أنظمة
حكم عميلة) عدة
. [8]
. العراق ليس عضو في مجلس
التعاون الخليجي ولكنه يعتبر
الكتف الجغرافي القوي لمجلس
التعاون والقوة الصلبة
وحجر الرحى في ترتيبات الصد
العسكري للمجلس. [9]
. قدم الدكتور العراقي, "عمر
الكبيسي" ورقة إلى البرلمان
الأوربي في اذار2009, بعنوان"تدهور
الوضع الصحي في العراق" وأكد
فيها وجود (8) ملايين عراقي
يعانون من الفقر الغذائي ,و(4)
ملايين عراقي تحت خط الفقر. [10]
. المصالحة الوطنية وهم
وفقد مضمونها بعد عمليات
التطهير الطائفي والاغتيال
السياسي والتصفية الجسدية
والتعذيب والتغييب والاعتقالات
التي جرت منذ عام 2005 ولحد الآن
وبات مجرد مصطلح لتخدير الشعب
العراقي وتبويب الاكلاف
المالية . -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |