ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 19/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


جيوش الظلام - جنود المصائب ( المرتزقة)

الشركات الأمنية الخاصة في العراق أدوراها القذرة وقدراتها

الجزء الأول والثاني

الجزء 1

الباحث اللواء الركن مهند العزاوي

1.  اتسمت الحروب الحديثة بسمات مختلفة تماما مع أسس ومبادئ فن الحرب والحرب التقليديه والحرب الخاطفه وتغيرت وتنوعت مفاصل التخطيط والتنفيذ والاسناد وبعيدا كل البعد عن السياقات العسكريه المهنيه التي تعتمد عليها الخارطه الجيو عسكريه وخصوصا المعسكر الشرقي( العقيده الشرقيه) ليطرح مشروع استراتيجي عسكري( خصخصة الحرب) عام 1992في عهد بوش الاب تبنى تنفيذه ودعمه "ديك تشيني رئيس شركة Halliburton  ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق" ليظهر جيل جديد من الصراع والحرب القذره لاتعتمد على المبادئ الانسانيه التي تقرها الشرائع السماويه والقوانيين الوضعيه ومواثيق ومعاهدات حقوق الانسان واتفقيات جنيف التي حددت بنودها دول وحضارات تؤمن بقيمة الانسان وقدسية خلقه لزمن مضى وحمل معه اخلاقيات وشهامة ورجوله وانسانية جيل رسم بالدم حدود لوحشية البشر واطماعه وحد السيف لمعاقبته ومقاضاته من اجل الاهداف الانسانيه الساميه, وبدخول الالفيه الثالثه الفية الحروب الوحشيه التي خلفت مجازر ودماء تصل في توصيفها الى مصاف جرائم الاباده البشريه ( جرائم الاباده للجنس البشري) والتي راح ضحيتها الملايين من المدنيين الابرياء بعد ان ساد حكم العالم القطب الواحد وعولمته وقذارة مخططاته التي تجعل من الدول الاخرى اجسادا مقطعه تنهش بها الغربان والذئاب وتستهدفهم الواحد بعد الاخر وفي كل مكان  لتسود  سطوة وجشع رؤساء الشركات الامنيه الخاصه لتنعش سوق التجنيد الحالي للشباب العاطلين عن العمل والمجرمين ومجرمي الحرب الذين طردوا من جيوشهم واخرين هواياتهم الاجرام بل يمتهنون القتل في كل زمان ومكان من اجل حفنة دولارات وفق جرائم التطهير العرقي والطائفي والمذهبي وتشويه الدين الاسلامي عن طريق منظمات مخترقه تدار وتدعم من قبل المخابرات الامركيه والموساد والمخابرات الاقليميه منخلال عناصر شركات الخدمة العسكرية الخاصة, لتصبح احد الركائز الاساسيه لتنفيذ مخططات المحافظين المتشددين في امريكا والمهيمنين على تجارة شركات الخدمات العسكريه الخاصه والتي تتخذ من دول العالم الثالث ميدان لجرائمها واعمالها القذره منطلقه من قاعده مرتكزاتها جيوش ومنظمات وساسه وقواعد جويه واساطيل وحصانه لامثيل لها في العالم ليصح اطلاق عليهم مصطلح سفاحو بغداد الحقيقون .

2.  شيعت في الاونه الاخيره فضيحة الشركات الامنيه العامله في العراق والتي تلعب ادوارا قذره واكثرها سطوعا علىالاعلام شركة" بلاك ووتر", التي نسبت اليها جريمة قتل المدنيين الابرياء في ساحة النسور وموثق عليها اكثر من 229عملية قتل للمدنيين العراقيين  198منها كان منتسبي هذه الشركه هم البادئون بالقتل والباقي هم البادئون باطلاق النار وكلاهما الضحيه من المدنيين الابرياء العزل من ابناء الشعب العراقي وهذه شركه من شركات كثيره تعمل على الاراضي العراقيه  والبالغ عددهم 138000الف منتسب اجنبي من مختلف دول العالم مهنتهم القتل المجاني المدفوع الاجر , واثارات قضية التعذيب التي تعرض لها المعتقلين في سجن اب غريب على ايادي عناصر من جنود الاحتلال الامريكي جدلا كبيراوعميقا وردود افعال واسعه وغاضبه على المستوى الدولي والعربي والاقليمي؟, وسرعان ما استدركت الادارة اللامريكيه والبنتاغون الامر للدفاع عن سمعة قوتها في العراق لتصرح" ان المتهمين بعمليات التعذيب اشخاص لاينتمي  معظمهم الى الجيش النظامي الامريكي بل هم عناصر مرتزقه ينتمون الى مايعرف شركات الامن الخاصه التي من ضمن مهامها المشبوهه" انتزاع الاعترافات والمعلومات من المعتقلين لصالح قوات الاحتلال" بوسائل تعذيب مختلفة وبالتأكيد أنهم على سباق بل وتفاخر مع القوات النظامية في الإيغال بالدم العراقي وهنا تجنب المسئولون الامريكيون-ساسه-عسكر-موظفون-اعلاميون الخوض في تفاصيل هذا الانعطاف في تاريخ الجيوش وخصوا وزارة الدفاع الامريكيه البنتاغون التي لاتريد ان تكشف للعلن تنامي قدرات هذه الشركات امنيا وعسكريا في مختلف المجالات الى جانب تشكيلات الجيش النظامي وادوارها القذره في تنفيذ الاستراتيجيه الامريكيه في ما وراء البحار حيث مناطق التوتر والحروب التي تتدخل فيها الولايات المتحده ويعود تاريخ التعاون مابين المرتزقه والجيش النظامي الى حرب فيتنام في الستينات من قبل وكالة المخابرات المركزيهCIAوالتي كانت تعمل ضمن برنامج سري يعرف ( العمليات السوداء) ويستخدم فيها المرتزقه لتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب ضد اهداف معاديه لاتريد الولايات المتحده التورط فيها بشكل مباشر وخصوصا ان خسائر هذه الشركات لاتعتبر على الصعيد الرسمي خسائر للجيش الأمريكي.

3.    خصخصة الحرب

اتسمت دعائم النظام العالمي الجديد بخصخصة الحرب والتي أرسى دعائمها الرئيس الأمريكي" جورج بوش الأب" في أوائل التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وتفكيك معاقل الشيوعية في روسيا وبلدان أوربا الشرقية وكانت الحرب الباردة على صعيد الصراع مستنده على النزعة العسكرية والمخايراتيه والاستخبارتيه الضخمة مما أحدث إرباكا عسكريا وتنظيميا ومخابراتي من الانتقال السريع والمفاجئ لتفكيك المؤسسات العسكرية, وضاعف من حجم وتأثير هذا الإرباك أن خطر المواجهات والحروب العسكرية لم يتلاشى حيث برزت أنواع جديدة من الصراعات الاقليميه والمحلية رسخت ركائزها دوائر المخابرات الامريكيه والموساد ولمتمثله (العنف الطائفي والعرقي والديني) في مناطق حسمت السيطرة الاستراتيجيه عليها بعد انتهاء الحرب الباردة بعد أن خرجت من دائرة المراقبة للنظام الدولي ولم تعد تمثل مصالح استراتيجيه للدول الكبرى الأخرى أو مجال للتنافس والصراع بينها مع كان هناك تزايد لحجم الفراغ الأمني الدولي مع ظهور المنظمات الارهابيه وعصابات المافيا على مستوى العالم وتغذيها دوائر سياسيه مختلفه في العالم اضافة الى تطور بعض القوى الاقليميه في المناطق المتوترة في العالم مثل" الشرق الأوسط والبلقان وجنوب أسيا" هذا المسلك الاستراتيجي للمشروع الأمريكي" لدق ناقوس الشروع بالهيمنة الامريكيه على تلك المناطق منطلقا من ركائز واسس المشروع الامريكي في الشرق الاوسط , ولغرض تبرير التكتيك الاستراتيجي لتطوير قوه الردع الاستراتيجي والقدرة الامريكيه بطريقه لا تثير الشك لدى الخصوم التقليدين والمحتملين لها نوهت عن فراغ امني ناتج من تقليص حجم الجيشالامريكي لترويج التدفق المالي من خلال  شركات الخدمات  العسكريه التي تطورت تطور كبيرا لتظاهي القوات النظاميه ( الجيش الامريكي)حيث بدأت هذه الشركات في تجنيد القوات الخاصه ,والجنود, والعملاء من بين ملايين الجنود الذين اصبحوا عاطلين عن العمل بعد تقليص الجيوش النظاميه كما قامت هذه الشركات بتجنيد جواسيس سابقين من جنسيات مختلفه ,شملت بالاضافه للعناصر الغربيه عناصر من جنوب افريقيا والنيبال والبلقان والشركس والعرب ومن عناصر وكالة المخابرات السوفيتيه السابقه( كي بي جي) وجنود سابقين  وكان عراب هذه العمليه ( خصخصة الحرب) وراعيهاوداعمها في الولايات المتحده وزير الدفاع السابق ومهندس الحرب على العراق ومن صقورها, دونالد رامسفيلد, بالتعاون مع نائب الرئيس, ديك تشيني, وتحت رعايتهما جرى التوسع في بناء وتطوير شركات الخدمة العسكريه الخاصه, والامنيه الخاصه وفي عام 1992تم تكليف شركة سيرفس روت براون-services root brownبوضع خطة لخصخصه الخدمات العسكريه في مناطق الحرب وخصصت لها مبلغ5ملايين دولار لاعداد هذه الخطه وتعتبر هذه الشركه احدى شركات هاليبرتون-Halliburton التي كان يرأسها ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي الحالي وكسبت هذه الشركه مبلغ2,5بليون دولار لبناء قواعد عسكريه بعضها مواقع سريه كجزء من برنامج الزياده المدنيه اللوجستيه للجيشlogistic civil augmentation program army وتم تنفيذ خطة تشيني بالفعل حيث جرى تقليص حجم الجيش الامريكي من 2,1 مليون جندي في عام1989الى4و1مليون جندي في عام 2004بالطبع حتى الجيش الامريكي يجري التعامل معه بشكل تجاري بحت وكأنه شركه تجاريه وهذه سمات النظام الرأس مالي وحكومات الشركه الني تحكم الولايات المتحده وبالتاكيد برزت الحاجه الى الشركات الامنيه الخاصه في مهمات خاصه تندرج ضمن مهام الولايات المتحده في الصراعت الاقليميه المسلحة التي تخوضها خارج اراضيها وبمصطلح المناطق الساخنه  وكانت خير من يسد الحاجه شركة login foreign وقدمت عدد كبير من المرتزقه وانتقل المئات من المتقاعدين الى العمل في هذه الشركات الخاصه كمرتزقه .

4.   اكد المركز العام للإحصاء في الولايات المتحدة انفق البنتاغون 300مليار دولار تعاقدات بلغ عددها 3016عقدا لشراء خدمات عسكريه من 12 شركه خاصه وذلك خلال الفتره مابين 1994وعام2002وهذه الارقام لاتشمل عقود التسليح" وقد اعطت صحيفة الفايناشيل تايمز لهذا التيار عنوان  (الخصخصه الزاحفه لأعمال الحرب) وافادت ان نسبه موظفي وعمال القطاع الخاص في القوات المسلحه الامريكيه اثناء حرب الخليج الاولى فيعقد الثمانينات لم تتجاوز2%وارتفعت عام2003 الى 10%وتستخدم وزارة الدفاع الامريكيه متعهد خاص باعداد ليست بالقليل ويتم انفاق 33بليون دولارمن اجمالي416بليون دولارحجم الانفاق العسكري الامريكي على شركات الخدمة العسكريه الخاصه أي اكثر من ثلث ميزانية الجيش المخصصه لأفغانستان والعراق؟؟؟

 ام دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق قد عبر اكثر من مره عن سياسته التي تقضي بتقليص حجم القوات البريه الامريكيه وجعلها اكثر خفة ورشاقه وتعويض ذلك بالاعتماد على القوة الجويه وسيادتها في مسارح العمليات وماتستخدمه من انظمة تسلح وذخائر ذكيه ذات تكنلوجيا متقدمه وام تحقق من تقدم مذهل في السياده المعلوماتيه-supremacy information ,وانعكاس ذلك على الاستخدام الموسع لحروب المعلومات –information warfare بالاضافه للتطور الذي تحقق في منظومات الالكترونيه وتاثيرها الايجابي في وفرة ودقه وسرعة الاتصالات لصالح مراكز  القيادة والسيطرة والإنذار المبكر والمعركة الفضائية على جميع المستويات مع التطور في أداء وقدرة وتخزين وتصميم الحاسوب الالكتروني وتطور استخدام الأقمار الصناعية وتأثير ذلك في تجميع وتحليل المعلومات وقدرة وسائل الاستشعار على توفير قدرات متقدمه في مجال السيطرة على مسارح العمليات وخصوصا عند القتال في جبهات ذات خصائص طبوغرافية مختلفة هذا إلى جانب ازدياد التركيز على تقنية التحكم من بعد واستخدام الطائرات غير الماهوله والتوسع في استخدام تكنولوجيا الإخفاء-STEALTH وكانت هذه السمات والقدرات المذكورة أعلاه عززت موقف وزير الدفاع السابق *دونالدرامسفيلد* رفضه زيادة قوات الاحتلال في العراق رغم كل الانتقادات التي وجهت له من جنرالات المؤسسة العسكرية الامريكيه  مع تفاقم وتزايد الخسائر التي منيت بها وقات الاحتلال من جراء ضربات المقاومة العراقية  وكانت لمجريات المواقف الحربية عند غزو العراق تعتمد وبشكل أساسي على مبدأ( الصدمة والرعب ) "طبعا هذا من المنظور الأمريكي والغربي لا يعتبر إرهابا ترويع المدنيين العزل واستهدافهم بجميع الاسلحه الحربية من قبل قوات الاحتلال" وهذه الاستراتيجية القائمة على مبدأ الصدمة والرعب أو الترويع كما يطلق عليها تأتي من فكرة استخدام جميع الاسلحه دقيقة التوجيه للقضاء على أهداف محدده وبارزه وذات تأثير معنوي وتعبوي وبشكل سريع وحاسم يهز روح القتال لدى الخصم وقدرته على الصمود والدفاع وتحقيق هذه الأهداف باستخدام هذه الاستراتيجية يعني استخدام جميع الموارد وضرب جميع الأهداف ألاستراتيجيه ولسوقية والتعبوية والتركيز بوحشيه على المدنية منها لخلق حاله من الغضب والهيجان الشعبي ليستغله في دس الجواسيس والعملاء لتطوير تفوقه التكنولوجي بصفحه هيجان شعبي مبعثر يخرق الجبهة الداخلية للخصم وهذه تقوم بها عدد غير قليل من عناصر الشركات الامنيه

5.  بريطانيا هي الأخرى متفقه بل متخذه كافة الخطوات باتجاه الخصخصة وأعلن وزير دفاعها جون هون في 21/7/2004عن الغاء19000وضيفه في القوات المسلحة البريطانية بحلول عام 2008عند عرض استراتيجية تحديث نظام الدفاع البريطاني للسنوات المقبلة أمام مجلس العموم وسيتم تخصيص الأموال التي يتم توفيرها من جراء الفاء الوضائف لتطوير امكانات التدخل العسكري ميدانيا, وبتطبيق هذه الخطط الاستراتيجية حلت الجيوش الخاصة محل الجيوش النظامية للدول في جانب كبير من المهام المكلفة بها في الصراعات المسلحة بالحروب التي تدور في مناطق عديدة من العالم, والعراق هو مثال حي من أكثر من أربعين دوله تعمل فيها الشركات الامنيه الخاصة والتي تنظمها وتديرها العديد من الشركات العاملة في مجال الخدمات العسكرية الخاصة والتي ازدهرت في السنوات العشر الاخيره واستحدثت سوقا عالميه قويه بمقدورها تغيير موازين القوى في الأوساط العامة والخاصة المدنية منها والعسكرية على المستوى الدولي والإقليمي والوطني وكانت هذه الشركات  حتى بداية العدوان على العراق تعمل بحذر وبكتمان شديد والمعلومات المتيسرة عنها شحيحة,  ولم يعلم سوى عدد قليل من العسكريين أن الطائرة الامريكيه التابعة لوكالة المخابرات المركزية والتي أسقطت خطأ هي مدنيه وتحمل *مبشرين أمريكيين* فوق بيرو وكانت مستخدمه من قبل إحدى شركات الخدمات العسكرية الخاصة وكذلك بالنسبة للأمريكيين الثلاثة الذين قتلوا في غزه خريف عام2003كانوا أيضا موظفين في أحدى الشركات الخاصة وفي مهمة تجسسيه لحسابها, وأخذت الشركات الخاصة تظهر وتتضخم وبشكل واضح للعيان وتتقاضى مبالغ مالية هائلة قد تتعدى 100ملياردولار سنويا وقسم من هذه الشركات شارك في تمويل الحملات ألانتخابيه للرئاسة والكونغرس ودعم أحزاب امريكيه ولاحظ المراقبون أن شركة هاليبورتون- Halliburtonكانت تدعم الحزب الجمهوري وعنصر الربط واضح لان رئيسها ديك تشيني الذي أصبح بعد الانتخابات نائب الرئيس الأمريكي وعراب غزو العراق, وبالمقابل ضاعفت عقودها عدة مرات وعوضت خلال فترة رئاسة بوش أضعاف ما استثمرته في دعم رئيسها , ولعبت الشركات الخاصة دورا أساسيا في الحرب بأفغانستان فقد انتشر عناصرها مع طلائع القوات الامريكيه النظامية وعناصر وكالة المخابرات المركزيةCIAالتي أرسلت لهذا البلد في محاوله للقبض على قيادات السلطة في أفغانستان وكوادرهم أو قتلهم وفق قائمه منقحة مسبقا (التصفية الجسدية أو الاختطاف) "لان من مبادئ وفن الحرب واتفاقيات جنيف لا يجوز لهذه الشركات معاملة أسرى الحرب بهذه الطريقة المليشياويه" وكان نشاط عناصر هذه الشركات( المرتزقة) مركزا في منطقة الحدود الافغانيه الباكستانية, وكذلك شاركوبمهام متعددة في الفلبين ضد الثوار المسلمين, وفي كولومبيا ضد مافيا المخدرات,وفي جورجيا حيث قاموا بتدريب وحدات الجيش الجديد هناك بعد انفصال جورجيا عن الاتحاد السوفيتي السابق, ومن المعروف أن معتقلي" جوانتينامو"في كوبا محتجزون في سجن عسكري قامت ببنائه شركةهاليبورتون- Halliburtonو فيه المحققين المسئولين عن الاستجواب من شركة" تيتان " وبات من المعروف أن هذه الشركات تعتبر المساهم الثاني مع القوات النظامية في العراق, وأكدت دراسة قامت بها صحيفة الجار ديان البريطانية أشارت إلى إحصاءات التحالف الرسمية إلى أن القوات البريطانية وهي اكبر حليف لأمريكا في العراق بالرغم من خروجها خالية الوفاض من الكعكة تحتفظ في العراق بحوالي9900جندي بينما عناصر شركات الخدمات العسكرية الخاصة تفوقها بقليل إذ يبلغ عددهم10000عنصريعملون حاليا في العراق, وتشير الدراسة ايضاان نسبة المتعاقدين في هذه الشركات على خط النار يعد أكثر عشر مرات عنه إثناء حرب الخليج الثانية عام1991 ففي تلك الحرب كان يوجد عنصر من هذه الشركات يقابله100جندي نظامي وألان عنصر يقابله10جنود نظاميين, ومن هنا بات القطاع الخاص العسكري جزء لايتجزامن الحرب والاحتلال حتى وصلت هذه ألاستراتيجيه إلى نقطة أللا عوده ويعتقد المراقبون والمحللون الاستراتيجيون أن القوات العسكرية ستعاني الكثير في المستقبل لو شنت حربا بدون الاعتماد الرئيسي على الشركات العسكرية الخاصة, وتضيف الصحيفة حول خصخصة الحرب " انه في الوقت الذي يصعب فيه الحصول على أرقام دقيقه فان حسابات الحكومة الامريكيه ومراقبتها للعقود المبرمة غير واضح تماما فان الجيش الأمريكي يقدر انه من بين 88 مليار دولار المخصصة هذا العام لتمويل حملته العسكرية الموسعة لما يسمى الحرب على الإرهاب والتي تشمل أفغانستان والعراق واسيا الوسطى( اكبر عملية تجاريه في التاريخ) فان ثلث هذا المبلغ سينفق على الشركات الخدمات العسكرية الخاصة.

6.  يؤكد محلل الشؤون الامنيه "بيتر سنجر" في معهد بروكنجز بواشنطن في دراسة له يقول فيها"أن هذا الاتجاه (خصخصة الحرب)آخذ بالنمو وقد بلغ في حملة غزو العراق أعلى مستوياته ثم يضيف إن ما يحدث في هذا الشأن يعد تغيير كبيرا في الطريقة التي تنفذ بها الحرب وهناك معادلات تاريخية في هذا الشأن ولكننا لم نر مثيلا لما يحدث حاليا منذ 250 عام ويضرب"سنجر "أمثله على ذلك بأنه عندما شنت الولايات المتحدة حربها الغير شرعيه ضد العراق كانت السفن الحربية في الخليج العربي تحمل بجانب جنود البحرية الامريكيه عناصر أخرى من المدنيين تابعين لأربع شركات عسكريه أمنيه خاصة يقومون بتشغيل بعض أنظمة التسليح الحديثة ذات الطابع التكنولوجي المعقد وعندما تم إقحام الطائرات بدون طيار في المعركة من طراز(بريدا تور)(B-2)و (F117) والتي تتمتع بنظرية الإخفاء (STEALTH) كان يقوم بإعمال صيانتها وخدمتها على الأرض عناصر غير عسكريه تابعه لشركات خاصة, أما ما بعد احتلال العراق ازداد تغلغل القطاع الخاص في الشئون العسكرية في العراق ومن ثم فإن التكنولوجيا العالمية المستخدمة في المعدات الحديثة ساعدت في تعزيز الاعتماد على شركات الخدمات العسكرية الخاصة وذلك لما لديها من إمكانيات تحتاجها ألمؤسسه العسكرية ولا تملكها وان المتعهدين من عناصر الجيش السابقين لديهم القدرة على استخدام وصيانة هذه المعدات كما أن بعض الانظمه مثل طائرة الاستطلاع للجيش(Guardrail) تم تصميمها لكي يتم تشغيلها وصيانتها بواسطة الشركات الخاصة ومن هنا نستعرض بعض الشركات التي تعمل في العراق مع بعض المعلومات المتيسرة عنها:

7. شركة داين كروبDyn crop

وهي الأكبر بين شركات الخدمة العسكرية الخاصة العاملة في العراق عقودها مع البنتاغون قيمتها أكثر من بليوني دولار لتدريب وحدات الشرطة  في مناطق مختلفة من العالم بعد توقف الحروب "وأجادت تدريب الشرطة العراقية  لتصبح اكبر أوكار الجريمة المنظمة ومعاقل التطهير المذهبي والطائفي والعرقي" وخلال العقد الأخير أرسلت هذه الشركة مدربيها إلى كل من "هاييتي-البوسنة-الهرسك-كوسوفو-ليبريا-تيمور الشرقية-أفغانستان-العراق" كما قدمت خدمات جوية في صالح برامج المخدرات في دول أمريكا اللاتينية  خاصة كولومبيا بالاضافه إلى *تحديث أنظمة المعلومات في وزارات الخارجية, والعدل ,والدفاع الامريكيه, ومكتب التحقيقات الفدراليةFBI ,خدمات الضرائب الداخلية, ولجنة الأمن المتبادل, وكالة دعم مكافحة المخدرات, كما تقوم هذه الشركة بإدارة وتشغيل بعض المراكز الحدودية الامركيه, وميادين اختبار أنظمة التسليح وتشغيل القواعد الجوية, وأسطول طائرات ومروحيات الرئيس  الأمريكي, وكل هذه الأعمال صارت جذابة لشركة علوم الحاسوب وهي شركه (سوفت وير)  وتعتبر وكالة الأمن القومي الأمريكي احد زبائن شركة داين كروب وحصلت على عقد قيمته950مليون دولار,هذا يعني انظمام شركة (سوفت وير) إلى الشركات العسكرية الخاصة مما يجعلها تشكل مركز قوه في مجمع صناعة المخابرات العسكرية الامريكيه وقد كان تحركا موقوتا في ابريل2003انه بعد شهر من توقيع العقد كسبت(ديان كروب) عقد أخر قيمته505 ملاين دولار لمدة خمس سنوات لبناء قوة شرطه خاصة بعدا احتلال العراق

8. شركة رابطة علوم الكومبيوتر-CSC-Computer since crop

هذه الشركة تنشر حوالي91000من موضفيها حول العالم ومن خلال تعاقداتها مع وزارتي الدفاع والخارجية تنفذ هذه الشركة * السياسة الخارجية الامريكيه بالوكالة* لذلك فأن عناصر الأمن الخاص التابعين لها يتمتعون بحصانه من العقوبات الجنائية, ومن خلال التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات مع وكالة"NSA" ناسا للفضاء تقوم رابطةCSCبتحديث وتشغيل وصيانة أنظمة أمن الاتصالات والمراقبة التابعة ل NSA وتقوم أيضا بتشغيل وإدارة القواعد الجوية وتخطيط المعلومات وصيانة أنظمة تسليح الجيش والإشراف على امن القواعد البحرية ومعظم أسطول ناسا الجوي وإدارة امن الحدود والإشراف على منع تسرب التكنولوجيا الحرجة إلى ما وراء الحدود

وفي بريطانيا أصبح الجدل حول خصخصة العسكرية أمرا شائعا وحساسا منذ أحرجت شركات الخدمات العسكرية الخاصة الحكومة البريطانية في أواخر التسعينات نتيجة أنشطتها اللامشروعه التي مارستها شركة(ساند لاين) في سيراليون وغينيا الجديدة ولقد ثبت انه لتوجد دوله لديها سياسية واضحة المعالم  لتنظيم عمل هذه الشركات والإشراف والسيطرة على ممارساتها ناهيك عن أن محدودية المراقيه حاليا على أعمالها نادر ما تثبت فعاليتها, وفي الولايات المتحدة غالبا ما يخفون ملاحظات هذه المراقبة  وتنكشف عندما يتعرض احد عناصر هذه الشركات إلى الخطف  والقتل في المناطق الساخنة في العالم أو كما جرى في العراق من مجازر وجرائم القتل بدم بارد للأبرياء المدنيين العزل وهذا سياق عملهم "اقتل لتعيش" النابع من غريزة الحيوانات في الغاب البقاء حي للأقوى, وقد زاد من صعوبة موقف الاداره الامريكيه  وتذبذب مواقفها وسياساتها في العالم لان هذه الشركات أصبحت مساعدا فعالا لأجهزة صنع القرار السياسي على نطاق واسع وخصوصا السياسة الخارجية" تجارة وعقود القتل الجماعي" ومن الملفت للنظر أن أعمال هذه الشركات لا يخضع لأشراف الكونغرس الأمريكي ولا ينطبق عليها قانون حرية المعلومات المعول به وهذا يزيد من حجم المخاوف لدى الاداره الامريكيه من تسرب متعلقات الأمن القومي الأمريكي والدفاع على أيدي متعهدي هذه الشركات لجهات معاديه لأمريكا وبالتأكيد تتلاءم مع حجم المبالغ الهائلة المدفوعة لشراء تلك المعلومات الهامة ألاستراتيجيه,  وحدثت الكثير من حوادث تسريب هذه المعلومات وتكتمت عليها الاداره الامريكيه, وبات من الواضح سطوة ونفوذ هذه الشركات وإطلاعها التام  على مفاصل القرار والتخطيط والتنفيذ وكونها الرديف الأساسي للجيش النظامي وبالطبع هي لا تمتلك الشرعية الدولية"أمريكا نفسها لا تعترف بالشرعية الدولية" أو قوانين تحدد واجباتها وحدود عملها ولاكنها أصبحت العمود الفقري في تنفيذ السياسات  الجيو سياسية والاستراتيجية العسكرية الجيو عسكريه للدول الكبرى بالتوافق مع مصالحها التوسعية في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية, وليس بخاف على احد سيطرة المحافظين المتشددين  العاملين في ألمؤسسه الدفاعية الامركيه والمسيطرين على  صناعة القرار في إدارة بوش الجمهورية يشجعون هذا النوع من الارتزاق باعتباره تعبيرا عن ( الليبرالية الجديدة )كما يتصورها هؤلاء المحافظون المتشددون وثمة فقهاء ومروجون لهذه الليبرالية الجديدة وهواة العولمة يجدون أن التوقف عن ظاهرة الارتزاق مدخل لإدانة الحرب في العراق, أنما هو نوع من الحنين إلى لغة اخلاقيه تعود إلى زمن سابق يدور على سياسات التحرر من الاستعمار الذي قائم حاليا ومتجسدا باحتلال الولايات المتحدة للعراق خارج أطار الشرعية الدولية.

9.  تعليق

لما تم استعراضه من حقائق منشورة في دراسات وصحف ومراكز دراسات بخصوص المرتزقة واستراتيجيه خصخصة الحرب اوالمؤسسة العسكرية(عرابها ديك تشيني-دونالد رامسفيلد) وهذا يخالف فن الحرب وتعتبرا سس عبثية مليشاويه مبعثره الغاية منا تدمير الإرث العسكري عالميا وإقليميا وعربيا ووطنيا وفقدان المسؤوليات والاخلاقيه والقانونية والسياقات الرسمية التي كتبت بالدم والتعب لفرض الأمن والأمان في سائر دول العالم, وخصوصا عندما ترهن حياة الملايين من البشر تحت إصبع زناد عنصر قذر مرتزق مثقل بجرائم الاباده البشرية من اجل حفنة دولارات  يقبضها ليقبض رؤساء شركاتهم مليارات الدولارات على أشلاء أجساد المدنيين الأبرياء, وبات من الواضح الحجم والدور الذي تضطلع به هذه العصابات والتي تسمى الشركات العسكرية الخاصة بشتى مسمياتها في دول العالم كافه فأنها إخطبوط مدمر يمد اذرعه في كل مكان تدعمه قوى الشر لتنفيذ فتنها ودسائسها ضد الشعوب الفقيرة والدول الغنية لأرثها الثقافي وخيراتها وادوار هذه الشركات مريب من جميع الجوانب وسنستعرضه بدقه في الأجزاء اللاحقة فهي متغلغلة في صنع القرار السياسي للولايات المتحدة والرابح الأكبر من الحروب لأنها تجارتها الرائجة وتملك قاعدة ماديه هائلة تفوق في قدراتها إمكانيات دول في العالم الثالث وتخترق كل مواقع التقدم التكنولوجي وتمتلك قاعدة معلومات وقادرة على تنظيم وبرمجة وتسليح  جيوش وتسير جنب إلى جنب مع قدرات جيوش كبيرة وتملك الكثير من السجون السرية في دول العالم وأساطيل الطائرات والقواعدالجويه والواجهات الرسمية وشبه الرسمية وعدد كبير من الخلايا النائمة في دول العالم بل وكانت القاعدة الاساسيه في مجاراة العولمة لدورها القذر في مختلف دول العالم لتصبح اكبر أوكار الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي ومعاقل التطهير المذهبي والطائفي والعرقي" وعمل عناصرها في "هاييتي-البوسنة-الهرسك-كوسوفو-ليبريا-تيمور الشرقية-أفغانستان-العراق وفضائحها في كل مكان  وسنستعرض لاحقا الشركات الأخرى العاملة في العراق وأدوارها المشبوهة والموغلة بدماء الشعب العراقي العربي المسلم ودماء بقية الشعوب المسالمة في الأرض .

المراجع

شركات الأمن الخاصة في العراق ...جيش الولايات المتحدة الثاني---ليلى حسن

سفاحو بغداد الحقيقون----روسا ند وتسند

قصة الحرب في العراق—اللواء حسام سويلم

مقالات منشوره—اللواء الطيار صابر سويدان

منشورات الصحف العالمية والعربية

دار بابل للدراسات والأعلام

مقالات منشوره لعدد من الكتاب والباحثين

----------------------------------------

جيوش الظلام-جنود المصائب ( المرتزقة)

الشركات الأمنية الخاصة في العراق أدوراها القذرة وقدراتها

الجزء2

الباحث اللواء الركن مهند العزاوي

1.  تطرقنا في الجزء الأول عن حجم ودور الذي تضطلع به الشركات العسكرية الخاصة بشتى مسمياتها في دول العالم والتي تدخل ضمن استراتيجية ( خصخصة الحرب) وادوار هذه الشركات مريب من جميع الجوانب وسنستعرضه فهذه الشركات متغلغلة في صنع القرار السياسي للولايات المتحدة والرابح الأكبر من الحروب لأنها تجارتها الرائجة بنينها التحتيه رصينة تفوق في قدراتها إمكانيات دول في العالم الثالث وتخترق كل مواقع التقدم التكنولوجي وتمتلك قاعدة معلومات وقادرة على تنظيم وبرمجة وتسليح  جيوش وتسير جنب إلى جنب مع قدرات جيوش كبيرة ولديها الكثير من السجون السرية في دول العالم وأساطيل الطائرات والقواعدالجويه والواجهات الرسمية وشبه الرسمية وعدد كبير من الخلايا النائمة في دول العالم بل وكانت القاعدة الاساسيه في مجاراة العولمة لدورها القذر في مختلف دول العالم لتصبح اكبر أوكار الجريمة المنظمة والإرهاب الدولي ومعاقل التطهير المذهبي والطائفي والعرقي في العالم" وعمل عناصرها في "جنوب أفريقيا السودان-وزيمبابوي-البلقان- وهاييتي-البوسنة-الهرسك-كوسوفو-ليبريا-تيمور الشرقية-أفغانستان-العراق وفضائحها في كل مكان   وفي استعراض بسيط للمرتزقة جنود المصائب كما يسمون "المرتزقة محاربون يقاتلون مقابل المال, وانتهازيون إلى أدنى مستوى تتسم أعمالهم بالوضاعة والقذارة والانحطاط ولاؤهم الوحيد لأنفسهم ولمن يدفع أجورهم أما القيم الاخلاقيه ومعاني الشرف والتقيد بما جاء بالمعاهدات الدولية فليس لهل أدنى اعتبار لديهم في هذه الصفقة, تنحصر مهمة المرتزقة في تنفيذ المهام المكلفين بها بنجاح وبأي وسيله كانت وقبض الثمن, لذلك الاعتبار الوحيد الذي يجتمع حوله كل المرتزقة هو جمع اكبر قدر من الأموال, وللمرتزقة تاريخ طويل ضارب في أعماق التاريخ الإنساني وتفضل الحكومات استخدام المرتزقة لأنهم ينظرون إلى الحرب نظره براكما تيه وكعمل بغض النظر عن مشروعيتها وخطورتها فلا اهتمام بقضية  ولا دوله ولا حتىاحراز نصر, وزادت الحاجة لاستئجار المرتزقة لكثره الصراعات الاقليميه في مناطق مختلفة من العالم وكانت الشركات البريطانية تستأجر المرتزقةDefense Ltd System لها تعاقدات مع شركات نفطية ضخمة منها تكساكوTexacoوشيفرونChevronلحماية أسطولها ومرافقها ومنشاتها في المناطق المضطربة ويقول بيتر سينجرpeter singer من معهد بروكنجز: أن المقاولين الخاصين يشكلون حاليا ثاني اكبر قوه عسكريه في العراق بعد القوه العسكرية الامريكيه , وانه تم استئجارهم بواسطة الحكومة في عدد من المهام المخصصة للعسكريين النظاميين , منها تامين الشخصيات إلهامه,وفرض اتفاقيات السلام, وتدريب عناصر الشرطة والجيش في دول العالم الثالث, ويرجح تفضيل استخدام المرتزقة في الأساس لما يتمتعون به من خبرات قتاليه سابقه, حيث تقوم الشركات الكبرى الرائدة في هذا مجال بنشر إعلانات احتياج حول العالم مستخدمة كافة الوسائل الدعائية ومنها الانترنيت واضعة شروط وجود خبرة قتال لتقل عن خمسة سنوات وتلاقي هذه الوضائف إقبال في عدد من الدول لارتفاع مقدار الراتب المالي وبالتأكيد إن لا يوجد حساب على مقتل أي مرتزق على عكس الخسائر والقتلى في صفوف القوات النظامية كسبيل المثال عند قتل عدد من الجنود الأمريكان النظاميين في الصومال 1993خلال عملية توفير الراحة إلى ثوره من الغضب لدى الأمريكيين مما أدى إلى اتخاذ قرار سياسي من الرئيس الأمريكي كلينتون بإلغاء المهمة بالكامل وإعادة الجنود إلى وطنهم على العكس من ذلك فإن أعمال القتل المستمرة بين المرتزقة الامريكين العاملين في حرب ضد عصابات المافيا وعصابات المخدرات لم تثر غضبا ولا ثوره في أمريكا واستمرت دون توقف

2.   كان استخدام المرتزقة في السابق سرا فانه اليوم أصبح علنيا وتحت اسم متعهدين عسكريين خاصينMilitary Private contractors يمارسون في الغالب معظم المهام الضرورية التي تمارسها الجيوش النظامية في ساحات الحروب ولكن بادوار خفية وبمهام قذرة وبخسائر لا تحسب على الجهد العسكري العام مما يبعد الأنظار عن حجم الخسائر الحقيقية في الساحة المعركة ومقدار الفشل العسكري والسياسي لحكومات هذه الدول, ونأتي لذكر شركة بلاك ووتر الشهيرة بحوادث القتل الإرهابي للمدنيين العراقيين فهي شركه كبيرة لتجنيد المرتزقة من أي مكان ولأي مكان في العالم ولها تاريخ اسود في الجرائم ضد البشرية في زيمبابوي وساحل العاج والسودان وأفغانستان والعراق وتم بالفعل التوجه لتجنيد العراقيين للعمل كمرتزقه وبرواتب اقل بكثير من الاجانب وبمسميات وواجهات مختلفه, والتي لاتطالهما منظمات حقوق الإنسان والقانون الدولي لأنها فوق القانون الدولي ويتقاضى الفرد فيها راتب قدره10 ألف الى20الف دولار شهريا مقابل خدماته وأحيانا يصل إلى 100الف دولار سنويا  وبالأسلوب التجاري المخادع الذي يمارسه السياسيون الأمريكيون لتضليل الناس عن حقيقة هذه المرتزقة فإنهم يطلقون على هذه الشركات" شركات إدارة المخاطر Risk companies management وهو يجعلها تشبه شركة  Morgan Stanleyالتي مارست تجنيد المرتزقة في الثمانينات في أفريقيا والتي اتهمت بجرائم التمييز العنصري الفضيعه اللاانسانيه , ولقد تبين أن الأربعة المدنيين الامريكين الذين قتلهم عناصر المقاومة العراقية في الفلوجه لم يكونوا كما زعمت إدارة بوش متعهدين مدنيين , ولكن كانوا في الحقيقة مرتزقة جندتهم(شركة بلاك ووتر للاستشارات الامنيه) العاملة في العراق, وكانوا أعضاء سابقين في قوات الأمن أبان الحكم العنصري بجنوب أفريقيا وان احدهم كان قد  اعترف بجرائمه عندما قدم طلبا للعفو عنه إلى لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا, وجاء هذا الرد كرد فعل شعبي لجرائم الاستجواب والتعذيب للمعتقلين العراقيين على أيادي العناصر الذين جندتهم شركة بلا ووتر واستخدمتهم في استجواب وتعذيب المعتقلين العراقيين وكونهم مخضرمون في ارتكاب هذه الجرائم وعدد ليس بالقليل منهم صهاينه وذكر الحاج علي القيسي منسق جمعية ضحايا سجون الاحتلال الذي تم تعذيبه بشكل وحشي حيث ذكر ان المحقيين الذين كانوا يحققون معه جميعهم صهاينه ومارسوا معه شتىانواع التعذيب النفسي والجسدي.

3.  تدير شركة ( بلاك ووتر) منشأة تدريب المرتزقة على تنفيذ المهام الامنيه تقع على مساحة 2400هكتار مربع في مدينة مويوك شمال ولاية كارولينا , ومن بين المرتزقة الذين يعملون في العراق يوجد حوالي أكثر من مئة من عناصر الكوماندوز عملوا في ثمانينيات القرن الماضي لحساب رئيس شيلي ( اوجوستو بينوشيت) بالاضافه إلى أعداد كثيرة تقدر بحوالي 20000الى 30000 مرتزق معظمهم متورطون في ارتكاب جرائم ضد الانسانيه و ولقد ازدهر سوق تجنيد المرتزقة منذ تولت إدارة بوش الابن السلطة في الولايات المتحدة ,ليس فقط بسبب خصخصة الجيش والحروب التي تبناها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الدفاع السابق دونا لد رامسفيلد مما سبق ذكره في الجزء الأول وان تورط الولايات المتحدة في حربين إقليميتين في العراق وأفغانستان في اقل من ثلاث سنوات دليل واضح لحجم الفائدة المادية التي تجنيها هذه الشركات وفق استراتيجية خصخصة الحروب ولم يكن غريبا أن تزداد أرباح شركة بلاك ووتر منذ عام 2001 الذي شنت أمريكا الحرب ضد أفغانستان بنسبة300% ففي أكتوبر 2003ابرمت بلاك ووتر عقدا قيمته7,35مليون دولار للقيام بتدريب 10000مارينز سابق من –فرجينيا وتكساس وكاليفورنيا كل عام على فنون حرب العصابات( يطلق عليها المسئولون في شركة بلاك ووتر تسمية عملية التدريب هذه حماية القوات) وتفيد التقارير أن المرتزقة العاملين في العراق يمارسون أعمالهم روتينيا بما يخالف القوانين الدولية, وحتى القوانين العسكرية الامريكيه التي تنظم وتحكم قواعد الاشتباك والسلوك أثناء الحرب وفيما بعد الحرب في المناطق المحتلة, وذكرت صحيفة (Army times ) أن المرتزقة استخدموا طلقات لها خاصية الاختراق النسبي للدروع ضد الأفراد(Penetration Piercing  Armor Limited) والتي أنتجتها شركةRBCDفي سان انطونيو, وهذه الطلقات تم حضر استخدامها بواسطة الجيش الأمريكي لما تحدثه من معاناة وعذاب ودمار لمن يصابون بها نتيجة تفتيت الأعضاء الداخلية من أجسادهم وقد أثار هذا النوع من الذخائر المحرمة جدلا واسعا في الأوساط الامريكيه المعنية , ولان هذه الذخائر المحرمة إذا وقعت بأيادي المرتزقة الذين كانوا في السابق يعملون في فرق القوات الخاصة الامريكيهSEL واستخدموها بعد ذلك فعلا عندما أصبحوا مرتزقة فإنهم يعرضون أنفسهم بذلك للمحاكمة العسكرية لأنهم يعلمون أن هذه الذخيرة المحرمة لم يصادق الجيش الأمريكي على استخدامها لمخالفتها المعايير القياسية المعمول بها (هذه عينات بسيطة لديمقراطية بوش وإنسانية أدارته وخيرات التحرير المزعومة على لسان عملاء الاحتلال)

4.   ولقد أصبح واضحا منذ أن تفجرت فضيحة أبي غريب , أن المرتزقة الذين استأجرتهم البنتاغون عبر شركات الخدمات العسكرية الخاصة قد شاركوا في استجواب وتعذيب المعتقلين العراقيين لانتزاع الاعترافات منهم بالقوة, وهذا الاختيار من البنتاغون يشير إلى خلل حقيقي في نضوج مقومات المؤسسة العسكرية الامريكيه ومهنيتها واكتفائها الذاتي وخصوصا في مثل هذه المهام الحساسة والناتج من الافتقار للعناصر العسكرية النظامية لتقوم بمثل هذه المهام , ويقول  جار سوليز –Gary Solis خبير جرائم الحرب في جامعة جورج تاون"* لقد تم الآن إلغاء الكثير من الوضائف الحساسة في الجيش, لدرجة أنهم عندما يحتاجون إلى متخصصين مدربين في بعض التخصصات العسكرية الحرجة ليجدونها, وان معظم الباقين في القوات الامريكيه أصبحوا أفراد الجيش العاديين(جاذبي زناد البندقية-trigger pullers) مما يدفع قيادات الجيش إلى الاعتماد على المتعاقدين المتخصصين من رجال الجيش سابقا والمرتزقة حاليا,والمرتزق الذي يستأجره البنتاغون يدفع له ثلاثة أضعاف مرتب الجندي الأمريكي النظامي, الذي من المفروض يدين بالولاء القانوني العسكري"* ويرجح سوليز أن المشكلة سببها فشل إدارة بوش في التخطيط لمواجهة ألازمات الطارئه في العراق لاسيما ما كان متوقعا من بروز المقاومة العراقية بسرعة وفعالية من جراء الاحتلال الأمريكي للعراق, وما واكب ذلك من قرارات غبية اتخذها الحاكم المدني وكما وصفها وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق  إلغاء القوات المسلحة العراقية واحتثاث البعث  مما اودد فراغ سياسيا وامنيا كبيرا في العراق      ( تعليق هذه شماعة يعلق عليها السياسيون في أمريكا أخطائهم وان ما جرى ما هو إلا برنامج معد قبل الاحتلال لتدمير العراق وتدمير البنية التحتيه للمجتمع العراقي ومؤسساته كدوله كخطوة أولى لتقسيمه إلى دويلات متناحرة ضعيفة خدمة لأمن إسرائيل والشواهد ألان كثيرة واضحة المعالم) ومن هنا واجهة قوات الاحتلال ودوائرها السياسي اكبر ازمه سياسية وعسكريه في حروبها وكان للمشورة الفاسدة التي أعطيت لدوائر القرار العسكري والسياسي من قبل عملاء الاحتلال ومن عاش في أروقة البنتاغون والCIAوصوروا لهم احتلال العراق نزهه ستكلل باستقبال الورود والأزهار من الشعب العراقي أوقعهم بالفخ ونجح هؤلاء العملاء باستدراج أمريكا وإقناعها بالزحف الزمني لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد   ( مشروع المحافظين المتشددين الجدد) انطلاقا من العراق كرأس جسر إلى المنطقة العربية والاسلاميه وشواهد الأحداث دلاله لتقبل الشك , وكان اعتماد بوش في استخدام المرتزقة جاء طبقا لتوصيات تجار الحروب نائبه تشيني ووزير دفاعه السابق رامسفيلد ومستشارين آخرين بان تجنيد15000من المرتزقة المتوحشين وتوزيعهم على المناطق الساخنة في العراق كفيل بالقضاء على المقاومة العراقية وإخضاعهم من خلال تنفيذ عمليات  مشبوهة تنسب إلى المقاومة ومحاولة الاختراق وتصفية قيادات وعناصر المقاومة والمشاركة الفعلية مع القوات النظامية في العمليات الكبرى مثل تدمير المدن العراقية الرافضة للاحتلال وكذلك ارتكاب الجرائم الفضيعه اللاانسانيه, ويوضح خبير جرائم الحرب في جامعة جورج تاون سوليز على خلفية هذه التوصيات قائلا"وفي حقيقة الأمر أن هذا الأسلوب في الاعتماد على المرتزقة في إخضاع الشعوب تحت الاحتلال قد سبق وان نجح مع تشيني في بورما, ومع كسينجر في اندونيسيا وشيلي,ومع رومي في الحرب العراقية الايرانيه, ذلك أن الكثير من الجرائم التي ارتكبتها المرتزقة في العراق, سبق لمرتزقة شركة هاليبورتون في بورما أن نفذتها عندما كان تشيني رئيسها.

5.  يشير تقرير لمعهد  THE INSTITUTE ACCRACY   FOR PUBLIC معهد الدقة العام و لقد استفادت شركة هاليبورتون التابعة لتشيني استفادة هائلة من المشاريع التي تقوم بها حول العالم , والتي تم أدانتها على نطاق واسع بسب ما تسببه من أساءه لحقوق الإنسان وتدمير البيئة تدميرا كاملا وتوجد أمثله كثيرة على ذلك منها القيام بإعمال مع شركة خطوط أنابيبYadanaسيئة السمعة في بورما فقد تسبب مشروعها في تدمير البيئة, وارتكبت هناك المرتزقة جرائم بالغة الخطورة في حق الانسانيه كأعمال القتل والاغتصاب والقهر وإجبار السكان على ترك أماكن أقامتهم والهروب إلى مناطق أخرى بعيدا عن عمل هذه الشركة , وهو مشابه تماما لما يجري في العراق من جراء الاحتلال وعبث المرتزقة بمصير الناس, وتتراوح رواتب المسلحين المأجورين من المرتزقة حسب اختصاصاتهم وجنسياتهم ويبقى الأمريكيون البريطانيون أغلاهم سعرا, وهذا يجعل الكثير من عناصر الجيوش الغربية الاستقالة والالتحاق بشركات المرتزقة لارتفاع نسبة الرواتب عن الجيش النظامي أربع أضعاف رواتبهم في الجيش النظامي, وفي محاوله من الاداره الامريكيه لتجميل عمل شركات المرتزقة تصفهم بأنهم    (مقاولون أو متعهدون) وبالحقيقة توكل أليهم مهام قتاليه قذرة, أن  القانون الدولي وجميع القوانين العسكرية والوطنية في جميع دول العالم تحرم  نشاط الارتزاق العسكري- كما أن اتفاقيات جنيف-بما فيها ألاتفاقيه الرابعة تسقط من حسابها الأسرى في زمن الحرب من المرتزقة باعتبارهم أسوأ فئة من مجرمي الحرب, وهو ما يعني أن أي من بنود الاتفاقيات لا تنطبق عليهم,ألا أن تلك الفئة من القتلة نجحت في أجراء عمليات تجميل وذلك في اكبر عملية خداع شهدتها السنوات الخمس عشر الماضي هو فقد أسهمت في تقديم صوره ذهنية مزيفه لنشاط الارتزاق خاصة بعد أن دخل السوق كعملاء لها شركات الكبرى العابرة للقارات جنبا إلى جنب حكومات دول وبعد أن كانت عملية الارتزاق تدار من مقار سريه في مناطق نائية لصبحت تدار حاليا في مكاتب فاخره في مواقع متميزة في عواصم ومدن العالم كما أصبح لتلك الشركات ممثلون في دول مختلفة خاصة في الغرب وهيكل أداري وعملياتي وعسكري وقيادي رهيب يضاهي جيوش دول,

6.   صرح احد المصادر الامريكيه ومنشور في احد الصحف" أن الدور التي تلعبه شركات الأمن أو المقاولات وبمعنى اصح شركات الارتزاق في مجال تنفيذ سياسات الجيو سياسية للدول الكبرى هو دور فائق الاهميه خاصة في حالة ضغط الميزانيات العسكرية للدول الكبرى أو الأمم المتحدة من ناحية أو في حالة وجود تاريخ سلبي لأنظمة حكم يراد دعمها من ناحية أخرى,أو لتقليل حجم الخسائر البشرية, ومن الواضح أن خطر الارتزاق العسكري قد انتشر في دول العالم بسب ( القبيلة-العرقية-ألديكتاتوريه-الفساد) وكان هذا مهيأ منذ بداية الحرب الغير شرعيه على العراق في اذار2003, صارت الانقلابات والحروب الاهليه والصراعات العسكرية حقيقة محزنه في حياة الشعوب خلال العقود الاربعه الماضية ومعظم الحروب والصراعات تمت داخليا أم بسب نزاعات عرقيه وطائفية وسياسية وصراع على النفوذ والاستيلاء على مصادر الثروة أو نتاج رواسب تركت منذ فتره السياسات ألاستعماريه, مثل التداخل في ترسيم الحدود وخطوط تقاسيم المياه وغيرها ولكن يجمع كل هذه العوامل شيء واحد هي أنها أصبحت سببا لاستجلاب واستئجار المرتزقة بواسطة أطراف الصراع , ومنذ اعلان بوش انتهاء العمليات العسكريه في العراق من على ظهر حمالة الطائرات وظهور المقاومة العراقيه على الساحة بشكل فعال وقوي بدات وسائل الاعلام العالميه تلقي الضوء على بكثافه على دور قوات المرتزقه التي تستعين بهم الولايات المتحده وبريطانيا في مواجهة رجال المقاومه العراقيه وقد امتد نشاط شركات الخدمات العسكريه الخاصه في مجال تجنيد المرتزقه الى معظم دول افريقيا وجنوب الصحراء حيث شمل حنوب افريقيا-سيراليوت-اوغنده- شمال شرق كينيا-موزمبيق وساعد على انتشار ظاهره الارتزاق كثره الصراعات المسلحه في انحائها, وذكرت احدى الدراسات للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيه في لندنIISS ان هناك 43 بلد في العالم تعاني من حرب اهليه او من نزاع داخلي خطير او تحرشقابل للالتهاب في أي لحظه ولهذا فأن خطراندلاع الحرب, وبالتالي الاعتماد على جيوش المرتزقه يظل باقيا ما بقيت النزاعات وبالتاكيد من يغذيها المنظمه الصهيونيه ايباك وععد من رواد الفكر الراس مالي لجني الفائده الماليه والتغيرات السياسيه التي تخدم سياسات هذه المنظمات على حساب دماء الشعوب واستقرار بلدانها.

7.    دور شركات الخدمه العسكريه الخاصه في العراق

  لقد لعبت شركات الخدمات العسكريه الخاصه دور قذرا ولا انسانيا بل وحشيا في  العراق وارتكبت جرائم لاتعد ولاتحصى بحق الشعب العراقي ومن خلال نمطيه عمل هذه الشركات وتاريخها القذر في الصراعات الاقليميه وادوارها المشبوهه ومن خلال المعلومات المتيسره عن اعمالها المشبوهه في العراق نستطيع ان نحصي بعض المهام التي نفذتها خلال الحرب على العراق وحتى احتلاله وكما يلي:

أ.خلال العمليات العسكريه لغزو العراق كانت قوات المرتزقه تعمل جنبا الى جنب القوات النظاميه وتوصف بالاسبقيه العسكريه" بالامره او بالامره فورا" في تجحفلها مع القوات النظاميه الغازيه واشتركت هذه العناصر في معارك الفلوجه والنجف وغيرها من العمليات الحربيه لتدمير المدن العراقيه.

ب. تنفيذ صفحة النهب والسلب وحرق المؤسسات الدوله العراقيه والمصارف الوزارات والقصور الرئاسيه  وسرقةالاثار خلال مراحل التقدم على بغداد واحتلالها.

ج. السيطره على المواقع المهمه ذات الاهميه الاستراتيجيه والاقتصاديه والسيطره على السجون والقيام بالتحقيق مع المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم بوسائل وحشيه كما حصل في فضيحة اب غريب.

د. تامين الحمايه الخاصه للاشخاص والموظفين العاملين في دوائر الاحتلال وبعض من الاشخاص العراقيين الذين تعاقدوا مع قوات الاحتلال قبيل الغزوومواكبتهم في تنقلاتهم وارتكبت جرائم ومجازر كثيره بحق المدنيين الابرياء العزل من جراء اعمال الحمايه هذه.

ه. تامين الحمايه لقوافل الامداد اللوجستي لقوات الاحتلال.

و. حماية مايسمى المنطقه الخضراء والمطار وغيرها من الاماكن المهمه وتواجد دوائر الاحتلال.

 ز.تنفيذ مهام التصفيه الجسديه ذات الطابع السياسي والاعتقالات  ومتابعة واستهداف وتصفية قيادات ومفاصل المقاومه العراقيه.                                    ح.  تنفيذ التفجيرات وسط المدنيين بوسائل الكترونيه متطوره  وتوصف على انها ساره مفخخه او حزام ناسف لخلق الفتنه الطائفيه  او احداث تغيير تكتيكي سياسي واعلامي.

ط. تنفيذ عمليات القتل العشوائي للمدنيين على الطرق في مناطق معينه لتوحي للبسطاء انها اعمال قتل طائفي , وتم كشف عدد من عناصر المرتزقه على طريق اللطيفيه الحله وعلى طريق ابي غريب الفلوجه وفي البصره على طريق القرنه البصره وتم التعتيم عليها اعلاميا بالرغم من تناقلتها عدد وسائل الاعلام ومواقع الانترنيت.

ي.تاسيس دائرة تجسس خاصة من العراقيين لمتابعة وتحديد اماكن تواجد قيادات المقاومة وتم تدريبهم في المنطقه الخضراء  على اسس ومبادئ التجسس الالكترونيه بGBSبالتوافق مع تحديد الاماكن موقعيا ليتم مداهمته من قبل قوات الاحلاتل وتم توظيفهم في وزارة الداخليه العراقيه تحت اسم الاستخبارات الجنائيه.

ك. تجنيد العراقيين للعمل في شركات الخدمات العسكريه الخاصه وتحت يافطات مختلفه وبمواقع متوزعه في كافة انحاء العراق بعد ان استطاعت دوائر الاحتلال من شل النشاط الاقتصادي والحرفي واغلاق الاسواق العراقيه ليتسنى لها تجنيد العناصر العاطله عن العمل كمرتزقه لخدمة قوات الاحتلال في العراق.

ل . السرقات الكبرى للمصارف العراقيه وعمليات الاختطاف والقتل والهجمات المنسقه الخاصه.

م. القيام بعمليات التصفية الجسديه لائمة الجوامع وتدمير وحرق بيوت الله واستهداف المصلين بالتعاون مع المليشيات الطائفيه الارهابيه المموله من دول اقليميه.

والكثير من الاعمال القذره والوحشيه والاانسانيه وترتكب هذه الشركات الجرائم بدون حساب او مسائله قانونيه وبحصانه متوازيه مع حصانة الجندي الامريكي  النظامي التي لاتظاهيها اي حصانه قانونيه في العالم تبيح له ازهاق ارواح الابرياء دون حساب.

8.    اسباب رواج ظاهرة الارتزاق

تتوفر أسباب داخليه وخارجية واقتصاديه عديدة  تصف وتفسر رواج هذه الظاهرة في  العديد من مناطق العالم المختلفة ونستعرض قسم منها:

أ‌. تعتبر المكاسب المادية الهائلة التي تؤمنها هذه الشركات في فترات زمنيه قياسية أحد الأسباب الرئيسية وراء رواج هذه الظاهرة لما تدره من عائدات مالية تصل إلى مليارات الدولارات التي يستفاد منها كل من يساهم في هذه العمليات, من المرتزقين او الوكالات المحليه التي تجندهمك وكذلك شركات الخدمات العسكريه الخاصه  العامله فيما وراء البحار الى جانب الدول الكبرى.

ب‌. فكرة الاستحواذ على السلاح والمال والعصبية القبلية والحلفاء والسطوة المطلقة في الأجرام دون تقييد أو محاسبه قانونيه محاولة التقمص بثقافة القتل المجاني الغربية الامريكيه والتي تروج لها في صناعة السينما ما يطلق عليه الاكشن ترويج العنف وتبرير القتل لأي سبب كان وهذه صفات المرتزق.

ت‌. غياب العمل السياسي الديمقراطي مما يؤدي إلى لجوء غالبية فصائل المعارضة إلى حمل السلاح لتحقيق تداول السلطة بالقوة بعد أن فقدت الوسائل السلمية الديمقراطية ومن الملفت للنظر نجد أن الأقليات العرقية تتحكم بالقوة في مصائر الاغلبيات العرقية مثل العراق حاليا تحكمه الاقليه الكردية والتبعبه الايرانيه التي تصدرت ظلما التاريخ الشيعي الوطني وركبت موجة الدفاع عن الشيعة ومظلومة الشيعة وغيرها من أكاذيب الاحتلال والنفاق السياسي الاستراتيجي وإيران تحكم من قبل الفرس وهم اقليه بالنسبة لبقية القوميات الموجودة في إيران وبعض الدول في أفريقيا.

ث‌.  غياب الحدود الواضحة بين الدولة ككيان معنوي وبين الحكومة التي تدير شؤن الدولة ففي الكثير من الحالات تتعامل الحكومة مع الشعب على كونها هي الدولة ومن الطبيعي أن من المستحيل إلغاء الدولة كما ألغت الولايات المتحدة دولة العراق عند احتلالها وهذه حالة شاذة مرتبطة بالمشروع الأمريكي لتقسيم العراق والمنطقة ولان وفقا للعرف السياسي والدستوري أن الحكومة هي المتغيرة فانه طبقا لهذه الفلسفة من المستحيل تغيير الحكومة(عدم وضوح الحدود بين الدولة والحكومة).

ج‌.   عدم وجود الحدود الواضحة لمهام الجيوش بين  الأمن الداخلي والخارجي إضافة إلى تدهور الأوضاع الامنيه والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق تأثيرات جيو سياسية وجيو عسكريه وجيو اقتصاديه  وعدم قدرة الدول على إدارة مواردها الطبيعية  ما يثير الصراعات المسلحة المدعومة من دول كبرى لها غايات ومشاريع وإطماع توسعيه مهيمن عليها شبح السيطرة على العالم.

ح‌.   مشاريع التقسيم والصراعات المفتعلة المخطط لها من قبل سياسة الهيمنة الامريكيه في دول مختلفة وإعادة رسم الخارطة السياسية لمناطق مختلفة في العالم خصوصا الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق أسيا بعد نجاح التقسيم في البلقان وتفتيت الاتحاد السوفيتي.

خ‌. حرب الموارد  ومحاولة السيطرة على الموارد الطبيعية المهمة في دول العالم المختلفة حيث تستخدم الثروات الطبيعية لإشعال صراعات مدمره وغزوات تتعرض لها هذه البلدان.

د‌.    ترويج منتجات مصانع السلاح من خلال تجارة الاسلحه والتي تستهلك منها شركات الارتزاق الكثير بل وتحرص على تجارتها وتحميها  لتجني منها الكثير من الأموال.

ذ‌. تراجع دور الأمم المتحدة  ضعف قدراتها على صعيد منع الصراعات المسلحة أو حفظ السلام في بروع العالم اومنع غزو الدول الكبرى لدول العالم الثالث مما دعم ظاهرة الارتزاق العسكري فتشير أدبيات علوم حل وإدارة ومنع الصراعات على أنها وضعت في الأساس لحل صراعات بين دوله وأخرى في حين لم توضع سياقات لمنع وحل الصراعات الاهليه والمشاكل الداخلية والتي تسفر عن خسائر بشريه هائلة بالمقارنة بالحروب التقليدي"لقد كانت إحداث التطهير المذهبي الذين تعرضوا لها السنة في العراق في حكومة الجعفري بعد تفجير المرقدين الشريفين عام 2006كانت تفوق أي حرب أو معركة وقد وصلت خسائر القتلى على الهوية والتعذيب الوحشي واستباحة المدن والقصبات والمناطق إلى ما يقارب ال4000قتيل شهريا وآلاف المعتقلين عشوائيا ومئات الجثث المجهولة الهويه ولمده تسعة اشهر شاركت فيها قوات حكومية بالتعاون مع المليشيات الارهابيه المدعومة من خارج الحدود أراد فيها الاحتلال تفتيت لحمة النسيج الاجتماعي والديني والعرقي العراقي"  وكان دور المرتزقة كبير جدا في تأجيج العنف الطائفي وتنفيذ العمليات المشبوهة ذات الطابع السياسي والإعلامي ولم يكن للأمم المتحدة راعية السلام أو الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أي دور يذكر في حماية المدنيين الأبرياء أو إيقاف عمليات التطهير والتهجير المذهبي وإرهاب الحكومة المزدوجة الولاء البعيدة عن مصالح العراقيين.

ر‌. وجود عناصر في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة يروجون إلى فكرة الاعتماد على المرتزقة أو الشركات الامنيه الخاصة في فرض السلام وحفظ الأمن مع علمهم التام بعدم التزام شركات المرتزقة كما الجيش الأمريكي بمبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية المبرمة لحماية المدنيين من وحشية وبطش الجيوش والمرتزقة خلال الصراعات.

ز‌. سهولة قيام شركات الخدمة العسكرية الخاصة بإعادة تسجيل نفسها في دول أخرى وبجنسيات مختلفة للتملص من الجرائم والتي ترتكبها المنافية للقانون الدولي وحقوق الإنسان وحماية عناصرها من المرتزقة.

س‌. بالرغم من أن هناك قانون دولي يحضر عمل هذه الشركات في دول العالم ولكن في الولايات المتحدة وبريطانيا يسمح لهم بممارسة نشاطهم انطلاقا من أراضيها لدرجة وصلت إلى أن يكون الارتزاق العسكري احد أهم صادرات بريطانيا للعالم الخارجي.

ش‌. حجم البطاله الكبير مما يدفع العاطلين عن العمل الى التوجه الى الارتزاق والعمل كمرتزقه.

تعليق

يمر العراق والمنطقه بانعطاف تاريخي خطير وغزو فكري وثقافي واجتماعي واستعمار حقيقي, بل اجتياح هائل ليغير كل شيء قانوني ونظامي بني على تجارب الشعوب ودماء الجيوش وتوافق الدول لحماية الانسان من مآسي وويلات الحروب والصراعات, وبات المشروع الامريكي واضح المعالم لايقبل الشك في تقسيم العراق وتدمير الاساس الانساني للشعب العراقي والغاء العراق كدوله والانطلاق الى تعميم هذه الفوضى العارمه التي تعصف بالعراق وتهدد المنطقه بالكامل, وما استعرضناه من ادوار قذره وتاريخ ملوث بالجرائم لما يسمى شركات الخدمات العسكريه الخاصه: أن المقاولين الخاصين يشكلون حاليا ثاني اكبر قوه عسكريه في العراق بعد القوه العسكرية الامريكيه وينذر بخطر كبير في تدمير اخلاقية الفرد العربي المسلم وتفتيت المجتمع العربي والاسلامي وتسويق هذه الامراض السرطانيه التي تلغي الالتزام بثوابت الدين الاسلامي الحنيف والقيم العربيه الاصيله والسياقات الرسميه والبروتوكولات السياسيه والعسكريه والاقتصاديه التي تتصف بها شعوب المنطقه العربيه والاسلاميه,بعدان لاقت عملية تجنيد المرتزقه عند الشباب العربي والعراقيين العاطلين عن العمل قبول كبير,  وتشرعن هذه الشركات القتل المجاني مقابل المال وتعمم عادات وتقاليد وصفات المجتمع الامريكي المتخم بالجرائم الداخليه وجرائم ساسته الخارجيه تجاه الشعوب العربيه ودول العالم الثالث , وتاتي هذه الاستراتيجيات متوافقه مع المشاريع الصهيونيه بعيد عن ارادة الشعب الامريكي الذي بات يطالب وبشكل صريح انهاء الحرب في العراق واعترف الكثير من قادة الاحتلال بحجم الخسائر والفشل الذي منيت به الاداره الامريكيه ومكان اخرها تصريح جورج كيسي وتصريح سانشيز وهم من القاده الذين خدموا بالعراق وكما قال سانشيز ان الحرب في العراق اصبحت كابوسو وكما قال احد الجنود الامريكان للمواطنين العراقيين الملتفين حول دبابته في مدينة الفلوجه" لماذا تقتلوننا نحن أذهبوا فأقتلوا الضباط فنحن ننفذ أوامرهم" وهذا ذنب الجيوش تتحمل مغامرات قياداتهم السياسيه  التي رصدت لهم قوات المرتزقه كبديل او ظل يستهلك ميزانيات واموال تقدر بمليارات الدولارات تصرف للقتل والفتن والصراعات الاقليميه وتالتي تحتاجها شعوب الارض في كافة المجالات الانسانيه والمدنيه.

الباحث اللواء الركن مهند العزاوي

المراجع

شركات الأمن الخاصة في العراق ...جيش الولايات المتحدة الثاني---ليلى حسن

سفاحو بغداد الحقيقون--روسا ند وتسند---- دار بابل للدراسات والأعلام

سقوط بغداد-احمد منصور--- قصة الحرب في العراق—اللواء حسام سو يلم

مقالات منشوره—اللواء الطيار صابر سويدان

منشورات الصحف العالمية والعربية

مقالات منشوره لعدد من الكتاب والباحثين

------------------------

الدارسة المنشورة تعبر عن رأي كاتبها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ