ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

روسيا في العام 2012

د.خالد ممدوح ألعزي

الانتخابات البرلمانية الروسية للعام 2012 والرئيس القادم للبلاد، من خلال النظر بخريطة البرلمان في عام 2008.

 

الانتخابات البرلمانية:

لقد اقر الرئيس الروسي السابق"فلاديمير بوتين" الانتخابات النيابية العامة في البلاد وحدد موعدها النهائي في تشرين الثاني12 من العام 2008 ،اليوم الانتخابي في الدولة الاتحادية،والملفت للنظر إن خريطة البرلمان الجديدة التي أفرزتها هذه الانتخابات، هي التي حددت الخط المرسوم ، للرئيس الجديد في انتخابات آذار من العام 2008، لروسيا،من قبل صنعي القرار الرسمي في الكرملين . تم إجراء انتخابات نيابية روسية داخلية، داخل المحافظات والجمهوريات الاتحادية الروسية، في آذار من العام 2007.

 

نظام الانتخابات العام:

إن نظام الانتخابات الروسية الذي يسمح لكل محافظة بانتخاب نوابها وممثليها الخاصين،ومن ثم انتخاب رئيس مجلس نواب ورئيس بلدية،أو محافظ للمدينة ، فالمحافظ هو الرئيس الفعلي للمدينة، له الصلاحيات الكاملة، المصغرة على المستوى الجمهورية أو المحافظة، كما صلاحية رئيس الدولة. المحافظ الذي يشكل مجلس وزراء صغير يدير شؤون المحافظة أو الجمهورية شبه المستقلة في الاتحاد الروسي،كما هو الحال في الاتحاد الروسي العام بالإضافة إلى أن المحافظ نفسه يكون عضوا أوتوماتيكيا، في "مجلس الشيوخ العام"، إي البرلمان الثاني في البلاد.

لكن في الفترة الأخيرة بدء يتم تعين المحافظين أو رؤساء الجمهوريات ذات الحكم الذاتي في الاتحاد الروسي من قبل رئيس الجمهورية نفسه والذي يشرف على هذه الأسماء وهذا عرف في البلاد أصبح متبع، ولايزال،من أيام الرئيس" بوتين"، لعدم انتخاب أشخاص وأسماء لها اسباقية ومسلكية تتعارض مع قوانين البلاد العامة، فالعملية الانتخابية هي شيء مصغر للعملية الانتخابية العامة الكبرى، التي يتم التحضير لها على مستوى البلاد كافة ،كانت انتخابات"شهر تشرين الثاني 2007".

فالانتخابات التي تجرى إذا وفقا للقانون الروسي العام، حسب المادة من الدستور الروسي ،والتي تنص عليها القوانين الانتخابية العامة في البلاد، فعلى العضو المرشح يجب ان يحصل على كمية معينة من اصوات الناخبين المحليين حسب عدد السكان المدينة المرشح عنها التي تؤهله لخوض المعركة الانتخابية كما هي الحال نفسها اثناء العملية الانتخابية العامة في المجلس النيابي،ولكن الاختلاف هو الكمية التي تؤهله الى مجلس النيابي العام هي اكبر من كمية الأصوات للمجالس المحلية.

 

ففي المجلس النيابي يجب أن يحصل كل مرشح على 7%من كمية المقترعين الروس. في المجالس المحلية يجب الحصول على 3% للعضو المرشح،من مجمل الأصوات التي يحق لها الاقتراع.

 

القانون الجديد المعدل :

لقد عدل المجلس النيابي الروسي العام، في عام 2006القانون الانتخابي، في جميع المناطق وحتى المجلس النيابي نفسه والذي ينص القانون على:

- يبطل الصوت الذي يصوته المواطن ضد غائب (مرشح مجهول).

- الانتخابات النيابية المحلية او العامة كلها تتم تحت لوائح حزبية تخوض المعارك في كافت الانتخابات الرسمية .

- الغاء الانتخابات الخاصة التي تنص بالانتخابات المنفردة من قبل شخصيات روسية مختلفة.

- يجب على كل الاحزاب التي تحاول المشاركة في العملية الانتخابية ان تحصل على %7 في المئة من الاصوات التي تؤهلها من الوصول الى البرلمان .

فكانت انتخابات 11 آذار من العام 2007 التي اعتبرتها الأحزاب هي تجربة مسرحية مصغرة في خوضها للمسرحية الكبرى القادمة في شهر تشرين من العام 2007 في انتخابات "مجلس الدوما العام"،البرلمان .

كانت التجربة في 14 اقليم من جميع الأقاليم العامة لروسيا الاتحادية البالغة عددها 36 إقليما، والتي ظهرت بها الأحزاب المتنافسة على الشكل التالي:

-1 ( حزب روسيا الواحدة ) 46% في المئة الذي فاز في مجموع المقاعد العامة بقيادة رئيس مجلس النواب ( باريس غريزلوف) حزب السلطة.

-2(حزب روسيا العادلة) 15 % في المئة فاز به ( سرغي ميرونوف) وهو رئيس مجلس الشيوخ وهو الامين العام لاتحاد حزب روسيا المعتدلة المؤلف من ثلاث احزاب – حزب المتقاعدين +حزب الحياة + حزب الوطن.

-3 (الحزب الشيوعي الروسي)16 % في المئة من المقاعد (غنادي زغاروف ) 16 % في المئة.

-4( الحزب الديمقراطي اللبيرالي الروسي )9% في المئة من المقاعد ( فلاديمير جرنوفسكي) .

-5 بالإضافة إلى فوز أحزاب أخرى في مقاعد نيابية مختلفة في الأماكن التي استطاعت أن تتخطى نسبة %7 (كأحزاب قوة اتحاد اليمين الروسي)، وهي قوة حزبية مركبة من عدة أحزاب ليبرالية ذات اتجاه اقتصادي يميني حكمت روسيا سابقا ،في العام 1990،

- (حزب التفاحة ) هو حزب ليبرالية أيضا، وذات اتجاه اقتصادي.

 

خريطة برلمان 2007 :

بعد الفوز المريح لهذه الأحزاب بهذه المقاعد التي يمكن ان نرى خريطة البرلمان الروسي القادم التي وزعت على الأحزاب التالية:

1 روسيا العادلة +

2 الحزب الشيوعي +

3 الليبرالي الديمقراطي+

4 قوة اليمين +

5 حزب روسيا الواحدة،،،،بالإضافة إلى صعود واختراق للخارطة البرلمانية، من بعض أحزاب ذات الاتجاه القومي، الماركسي والليبرالي،ولبد من الإشارة هنا إلى إن كل برامج الأحزاب المرشحة للبرلمان عرضت برنامجا متشابها، بعضها لبعض من الناحية الاقتصادية او السياسية كانها اصبحت احزاب اشتراكية كلها بمن فيها الاحزاب ذات التوجه الغربي ،كلهم ركزوا أثناء حملتهم الانتخابية على مخاطبة الناخب الروسي" على الفساد الاقتصادي، رفع مستوى حياة الفرد ، ودور روسيا القادم عالميا"، هذه الشعارات الثلاثة التي كانت في برنامج المرشح القادم للرئاسة الروسية.

وانطلاقا من كل ذلك لا يوجد حتى اليوم أي تغير في برامج الأحزاب الحالية ا وتى اليمين الروسي،مما يدفع المحللين السياسيين بعدم حدوث أي تغير جديد يحدث على خريطة البرلمان الروسي"مجلس الدوما" في العام 2011، قد يحدث تغير بسيط في ترتيب الأحزاب الحالية الموجودة في الخريطة السياسية الحالية،أو لجهة اختراق بعض المستقلين أو المعارضين لسياسة النظام الحالي ،وهذا الوضع يريح حزب السلطة الذي يخوله من امتلاك أغلبية النواب، الذي يخولها من تقديم رئيس الدولة القادم التابع لها،لذا يتوجب على صقور الكريملين من تقديم مرشح جديد للدولة أو إعادة تجديد الثقة للرئيس الحالي" ميدفيدف" حسب الظروف الجيوسياسية ؛والجيو-إستراتجية.

 

الصراع على السلطة:

يعتبر الصراع القادم إذا على المقاعد البرلمانية بين حزبي السلطة" كاربات" المنطوين تحت جناح وحماية الرئيس السابق " فلاديمير بوتين" الأب الفعلي للدولة .

والتي سوف تخوض صراعها لفوزها بالأكثرية النيابية،في العام 2011 ،من اجل تامين فوز مريح لمرشحها المقبل للسلطة ،والممثلة بإعادة انتخاب الرئيس الحالي "ديميتري ميدفيدف" لولاية ثانية في عام 2012 .

إذا إن نسبة 46% لحزب روسيا الواحدة، هي ثابتة حتى اليوم ويمكن إن تنخفض النسبة أثناء الانتخابات القادمة أو ترتفع.

لكن بنسبة 15% لحزب روسيا العادلة ، بإمكانها إن تزداد أو تحسن مواقعها الانتخابي في مناطق جديدة،وفقا لتواجدها السياسي القادم في البرلمان الروسي العام. هذه النسب التي سوف ترتفع، لهذا الحزب هي من رصيد حزب روسيا الموحدة، ولكن بسبب الأخطاء التي سوف يرتكبها حزب السلطة،من خلال وجوده وتأثيره في السلطة الحالية .

 

من هو حزب روسيا العادلة :

حزب روسيا العادلة،هو حزب مزيج بين اتحاد لثلاثة أحزاب روسية، ظهرت معظمها في أوقات مختلفة على الخريطة السياسية لروسيا ابتداء من العام 2003 حتى العام 2007 ،

1- كان حزب "الوطن"، الذي عمل على بنائه صقور الكرملين وخاصة في الانتخابات البرلمانية العامة عام2004، ذات التوجه اليساري، ولكنه وقع فيما بعد،في التعصب القومي الروسي الشوفاني، بعدما شنت عليه حملة قوية من الصحافة،ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، ورجال السياسة،و تصوير الحزب على انه متعصب ومتطرف، بعد ذلك بدأت صقور الكرملين وبقرار من الرئيس بوتين نفسه عمدوا على إعفاء أمينه العام السابق ( ديمتري راغوزين)، واليوم هو مندوب روسيا في بروكسل بين "روسيا وحلف الناتو "لقد تم لاحقا ، انتخاب أمين عام للحزب خلفا له ،يمثل الاعتدال، هو النائب الحالي (الكسندربابكوفا ).

2- بعدها تم العمل الفوري من قبل صقور الكريملين،على تأسيس حزب سياسي جديد ذو اتجاه روسي قومي وذات توجه قومي اشتراكي،يساري، ليكون الثعبان المقابل لروسيا الواحدة.والمنقذ لهذا الحزب،لكي تبقى قدراته متواجدة، بقوة ضمن هذه الطبقة اليسارية والعلمانية المتواجدة في المجتمع الروسي والتي لا ترى بان الحزب الشيوعي الحالي يمثلها ، فإدارة الرئاسة الروسية تلعب الدور الأساسي في توجيهها لحزب

 ( روسيا العادلة) لكي يلعب دور حزب السلطة القادمة، بحال عجز حزب روسيا الواحدة عن تلبية شروط الدولة وإذا أخفاق دوره السياسي المستقبلي، وارتداد جماهيره الغاضبة على تصرفات قيادته أو بعض افرضه،ليكون الحزب القادر على استقطاب

العدد الممكن من الجماهير الشعبية، الحزب جاهز، وذو شعبية غاضبة وقائم على أخطاء الحزب الأخر...

بوتين الذي أو فد ابن مدينته ( ابن سنبطرسبورغ ) سرغي ميرونوف لترأس مجلس الشيوخ ، والذي توجه إلى خوض الانتخابات الروسية سنة 2004 ميرونوف الذي أسس (حزب الحياة) ، وبدعم من الكرملين مباشرة ،أسس من خلال حزبه والحزبين المذكورين،الحزب الجديد ( روسيا العادلة) في اواخر عام 2006 وفي أول آذار من العام2007 عقد حزبه الجديد مؤتمره العام الذي دعيا اليه مندوبين للاحزاب الاشتراكية كالصين وكوبا وفيتنام،،، معلنا حزبه ذو توجه اشتراكي على الطريقة الصينية.

سرغي ميرونوف الذي رشح نفسه لولاية جديدة لرأسة مجلس الشيوخ طبعا بعد فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ عن مدينة( سنبطرسبورغ )، وبدعم من" بوتين" بالرغم من الخلافات الذي نشبت بينه وبين حزب( روسيا الموحدة ).

لكن حزب روسيا الموحدة أكد بعد ثلاثة أيام من الانتخابات في14 اذار2007،لمجلس الشيوخ ، على إعادة انتخاب ميرنوف لولاية ثانية لمجلس الشيوخ ،وتم انتحابه في 30 آذار من هذا العام ليشغل هذا المنصب حتى اليوم.

على "الرئيس مفدفيدف" إن يمارس نفس اللعبة التي مارسه سلفه الرئيس "بوتين" للإحتفاض بالأكثرية النيابية والحزبية لتأمين فوز له أو لخليفته المقبلة.

3- "حزب المتقاعدين" الذي تأسس أواخر 2006.

ليعلن فيما اتحاد فيما بين الأحزاب الثلاثة تحت راية حزب روسيا العادلة لتخوض الانتخابات النيابية والرئيسية معا في العام 2007-2008.

من هو حزب روسيا الواحدة :

ظهر حزب روسيا الموحدة فورا عام 2000 عندما سطع نجم الرئيس "فلاديمير بوتين" شكل الحزب من قبل مجموعة من السياسيين الروس ورجال الأعمال والمستقلين والرياضيين المشهورين بالإضافة إلى نواب ومحافظين، ووزراء ورجال دولة من القومين الروس المحافظين جميعهم تجمع تحت شعار(روسيا الواحدة)، فهؤلاء الكوادر جميعهم ذات اتجاهات مختلفة، يسارية وليبرالية وقومية.

-هم اللذين شجعوا وأحاطوا الرئيس "بوتين" في ولايته الأولى والثانية،،،والذين ناصر الرئيس الحالي" ميدفيدف" اليوم ، هم من قضى على الاتجاهات الغربية واليمينية، هم أحبطوا قوة يلتسن المدعومة من الغرب وأمريكا،

-هم من أعاد إحياء قوة روسيا وممتلكاتها،وأطلقوا يد الدولة القادمة القوية التي سوف يكون لها الموقعوالقدرة في الحياة السياسية الدولية الحالية.

لقد نجحت هذه الكتلة الجديدة القوية في طرحها الوطني والقومي، على إن يكون حزب روسيا الموحدة هو "حزب السلطة"،،،.

- لقد سيطروا هذه القوة على 60% من مرافق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية العامة للبلد، وأضحت روسيا في عهد آخر.

لكن الرئيس" بوتين" دوما حاول أن يخرج من قلب هذه القوة،او الكتلة الشعبية الروسية الجديدة، القسم الذي يسمى اليسار من داخلها لأجل التوازن الداخلي، فلم ينجح بذلك بالرغم من انتقاداته للعديد من التصرفات العامة لهم. عندها اتخذ القرار النهائي بأنشاء احزاب جديدة او قوة قوية الى جانب قوة روسيا الواحدة التي سوف يكون لها الدور القادم في حياة روسيا السياسية المقابلة ،والمتوازية مع قوة روسيا الواحدة في حل اختلا ل في الميزان السياسي اثناء الانتخابات العامة القادمة في شهر تشرين الثاني 2007،أو الانتخابات القادمة في العام 2011.

بوتين الذي يعمل على الرعاية الروحية لحزب يساري قومي يساعد الحزب الحالي (روسيا الواحدة) في اقتسام اصوات الناخبين الروس في الانتخابات النيابية القادمة من اجل المحافظة على الاغلبية النيابية المطلقة في المجلس و من أجل تأمين اكبر عدد من المقاعد النيابية التي تخول هذه الكتلة البرلمانية التي طرحت اسم الرئيس الحالي" ديمتري ميدفيدف"، الذي كان خليفة الرئيس السابق "بوتين"، ومتابعا الإستراتجية البوتينية نفسها لروسيا.

طبعا لم يكون "ميرونوف" هو البديل الفعلي "لبوتين" في تولي الرئاسة،بالرغم من تلميع اسمه ودوره، ولكن حزب "ميرونوف"، هو إحدى أحزاب السلطة القادمة التي سوف تلعب دور مستقبلي في حكم روسيا ومن خلالها،يستطيع بوتين وصقور الكريملين من التمكن في بسط السيطرة على روسيا، خلاله شخصيا أو من خلال الحزب .

فعليا أخراج "بوتين" قيصر روسيا الجديد إلى النور ابتداء من اخر التغيرات التي تشهدها روسيا مؤخرا في عام 2007 [تشكيل وزارة جديدة]،حاسما كل التكهن والجدل والتحليل،من خلال تعين" ديمتري ميدفيدف" النائب الاول لرئيس الوزراء السابق "زبكوف.

السؤال الذي طرح نفسه آنذاك، وبدء يطرح نفسه ما هو دور "بوتين" العام في السياسة الروسية القادمة مع قرب الانتهاء من ولاية "ميدفيدف" الأولى:

1- أما سوف يبقى "بوتين" الرئيس الفعلي لروسيا ،ولكن في الضال، ومقرر سياستها وواضع استراتيجيها،لكونه زعيم الأمة الروسية وقيصرها الأحمر، ويترك "لميدفيدف" الترشح لولاية ثانية بعد أن أتبت، الأخر، قدرته العالية في القيادة والاستمرار بتنفيذ الإستراتيجية البوتينية، الذي شكل فيها مع بوتين تنائي ناجح في وضع روسيا في موقعها الطبيعي على الخارطة الدولية.

2- الترشح من قبل بوتين نفسه للرئاسة"لولاية ثالثة غير مرتبطة"، مع العلم بان الدستور والقانون الروسي يسمح له بالانتخاب لفترة ثالثة، بالترشح بعد انقضى فترة الرئيس الحالي .

3-الافتراض الثالث هو تقديم شخص جديد لرئاسة روسيا نظرا لاعتبارات أخرى،لم تطرح بعد حتى هذه اللحظة، تقدرها صقور الكريملين والرئيس "بوتين" نفسه.

 

الرئيس ميدفيدف في فترة ثانية :

بناءا للاحتمالات الثلاثة سوف نتبنى الافتراض الأول، و نتعامل معها التي تفرض طرح اسم الرئيس الحالي للرئاسة نظرا للعديد من الأمور الذي لاتزال حافزا هاما له في متابعة الولاية الثانية.

فإذا حاولنا قراءة الوضع الداخلي الروسي، ومدى فرص "ميدفيدف" بالاتجاه أو الاستمرار نحو ولاية ثانية ، فهو كما يلي:

-لايزال الإرث السياسي الذي تركه "بوتين" لخليفته هو المسيطر على الخريطة السياسية لروسيا حتى اليوم، ولايزال الشعب الروسي يثق كل الثقة بخط "بوتين" واستراتيجيه المحلية والخارجية،وخاصة ما يزال يتابع الوضع الداخلي للدولة من ترأسه للوزارة ومتابعا للشعارات التي اتخذها في بداية عهده في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي،والحيوي لروسيا وشعبها، من خلال عدة عناوين عريضة، يحارب"بوتين"من اجلها في تطوير حياة الشعب الروسي ومحاربة البيروقراطية، والفساد الاقتصادي.

- لاتزال هذه الأحزاب المذكورة والمتواجدة على الخريطة السياسية الروسية ، تسيطر على الشارع الروسي بشكل عام وهي صاحبة الحظ الأوفر،في خوض المعركة النيابية القادمة في البرلمانات المحلية والبرلمان الفدرالي عام 2011، ولها الأمل الأكبر في الوصول إلى البرلمان الجديد، وإبقاء الخريطة السابقة كما هي أو تعديل بسيط، لأنها هي التي سوف تدعم ترشيح الرئيس المطروح والتي سوف تشكل معه معركة ديمقراطية دستورية "شكلية من اجل المعاير الديمقراطية والقانونية المطلوبة .

- لاتزال هذه الأحزاب هي التي تعتبر هي أساس العملية الديمقراطية في روسيا،وهي الأمينة على تنفيذ الدستور والقانون والساهرة على حماية وتطوير موقع روسيا القادمة،ولممارسة دورها القيادي على الساحة العالمية والدولية، ولبد من لفت النظر هنا، مهما كان عدد نواب هذه الأحزاب في البرلمان القادم ومهما شكلت النسبة التي تمتلكها من المقاعد، إن كانت مرتفعة أو منخفضة،لا يغير شيئ .

- لايزال شعار محاربة الفساد، الذي يتفشى في أوساط الطبقات الروسية بشكل غريب، والتي بات يعرف بفساد الموظفين، وكذلك تطوير الصناعة وتحديث الحياة العامة للشعب، وتطوير قدرات الجيش الروسي،وتطوير دور روسيا على المستوى الدولي، هم الهم الأساسي لأي برنامج انتخابي نيابي أو رئاسي.

- لايزال دور المعارضة الروسية غائب عن الحياة السياسية الروسية،في تقديم أي شيء يرضي المواطن الروسي،بسبب عدم ثقته بتجربتها السابقة في عهد أيام الرئيس الراحل " بوريس يلتسين"،ولعدم تقديم نقد ذاتي لتلك التجربة الماضية .

-لاتزال خارطة البرلمان الحالي هي المسيطرة كما كانت الحالة الجديدة ،التي أظهرتها من خلال الانتخابات الفرعية للمدن والجمهوريات التي تمت خلال هذا العام وفوز حزب "بوتين" والأحزاب، الأخرى المشاركة في البرلمان بالنسبة الكبرى للمقاعد في المجالس المحلية بالرغم من بعض الخرق ،للوائح من قبل مستقلين وأحزاب المعارضة التي هي خارج البرلمان الحالي،وهذا يعني بان قدرة السياسيين الحالين لصقور الكريملين بأنها قادرة على مواصلة المسيرة التي رسمتها في استمرار إستراتيجية" بوتين".

-أما الحالة الاقتصادية مستمرة بتحسن بالرغم من الأزمة المالية التي سيطرة على العالم عام 2009 وان ضحيتها الاقتصاد العالمي كله ، إلا إن موسكو استطاعت أن تنهض سريعًا من أثارها، وترمرم جراحها بأقل خسارة على الشعب والمؤسسات الاقتصادية الروسية .

 

ميدفيدف وروسيا اليوم :

على الصعيد الخارجي لقد حققت روسيا نجاحا باهرا يسجل نصرا علنًيا للرئيس "ميدفيدف" وداخليا للرمز"بوتين"، لنرى أهمها :

- لقد نجح "ميدفيدف:، في تولي قيادة روسيا محليا وعالميا، من خلال الاستمرار بتنفيذ النهج السابق،والذي شكل مع "بوتين" ثنائية مميزة خلال هذه الفترة الحالية ،لقد استطاعت قيادة الدولة الروسية في النجاح الباهر في الأمور التالية: .

1- حرب جورجيا: لقد خاض "ميدفيدف "حرب جورجيا التي فرضت عام 2008 ، بطريقة مميزة،فكان الامتحان الأصعب له في بدية ولايته، استطاع الاستفادة من الخطاء التاريخي التي ارتكبه الرئيس "الجورجي ميخائيل سكاشفيلي"،أثناء شن حربه على إقليم اوسيتيا الجنوبي، فكانت رسالة روسيا إلى أوروبا والعالم كله،من خلال قدرات روسيا العالية التي تحتفظ بها،ويمكنها الرد ساعة تشاء على كل تهديد ضد روسيا أو حديقتها الخلفية،بغض النظر عن الجهة الذي يأتي منها التهديد .

2- أوكرانيا: نجح "ميدفيدف" من اسقطا الثورة البرتقالية التي قامت في أوكرانيا،ضد روسيا وسياستها عام 2004 ،من خلال إيصال مرشح موسكو" ينكوفيتش" المدعوم من صقور الكريملين، لان خسارة أوكرانيا لروسيا هي خسارة روسيا نفسها،لذا نرى التعامل المختلف والجديد من قبل روسيا للمشاكل العالقة بين البلدين ،لكن اليوم بدءانا نتلمس نتائجها الايجابية، بالنسبة للطرفين ،فيعود هذا النجاح لمنفذ هذه السياسة،الرئيس"ميدفيدف" نفسه وصقور الكريملين.

3- أمريكا: لقد نجح"ميدفيدف":في التعامل مع الرئيس الحالي باراك اوباما ،لحل العديد من الملفات العالقة بين الجبارين ،نجح ميدفيدف من توقيع اتفاق الحد من السلاح النووي، "ستارت 2" الذي أعادت هذه الاتفاقية الهيبة للدولة الروسية التي فقدتها عند توقيع اتفاق" ستارت 1" عام 1990 مع بداء الانهيار للاتحاد السوفياتي،كذلك عدم نشر أنظومة الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية،عدم توسيع حلف الأطلسي والذي كان مطروحا في السابق نحو" أوكرانيا وجورجيا".

4- الإرهاب: لاتزال روسيا في الحلف الدولي المكون ضد الإرهاب ولكن بطريقتها الخاصة ،بالرغم من الإرهاب الذي لايزال يضرب روسيا، وعاصمتها موسكو والذي كان أخرها في 27 آذار 2010 من هذا العام ،محاول اضعف حركة موسكو الدبلوماسية،فكان الرد السريع من الثنائي ،"ميدفيدف ،بوتين"،في ضرب الإرهاب وكل دعمه، في روسيا وملاحقته،والابتعاد عن الخطاء الأمريكي بإلصاق التهم بالإسلام بالرغم من منفذي هذه الإعمال الإرهابية هم إتباع الديانة الإسلامية.

 

5- الشرق الأوسط:

6-إيران:لقد وفقت روسيا على عقوبات اقتصادية ضد إيران صادرة عن الأمم المتحدة ولكنها دون أنياب ،وأجازت لنفسها بيع سلاح دفاعي لها، لان السلاح غير خاضع للعقوبات التي سوف تلتزم بها بحال صدورها،لان ايران شاريك لروسيا في عدة مناطق حيوية ولا تريد أن ترتكب إيران خطاء تاريخي ،بسب تعنت قيادتها الحالية لذا وافقت على العقوبات حتى لا تكون بعيدة عن العالم.

7-غيرغيستان:استطاعت روسيا من استغلال الحالة التي تركتها ثورة "التوليب" في هذه الدولة عام 2004 أثناء فترة الثورات الملونة، وإبعاد حليف موسكو السابق "اسكار اكايف"فان خلع الرئيس الحالي المخلوع "كرمان بك بكيف" التي تمت في نيسان الحالي قد أراح موسكو، لان الصراع على وسط أسيا وجمهورياتها لم ينتهي بعد وإنما هذه البداية التي تحاول موسكو تحسين،حديقتها الخلفية في الجمهوريات الإسلامية،التي تعتبرها موسكو منفذها الجيو – سياسي،لقد سجل هذا الانتصار،أثناء التوقيع على اتفاق "ستارت 2" في براغ، إضافة إلى فوز الرئيس الأوكراني يونكوفتش في نفس الوقت كنا رصيد الرئيس "ميدفيدف" والمفاوض الروسي في براغ .

8-الشرق الأوسط : نجحت روسيا بإعادة الإمساك بملفات الشرق الأوسط، بعد الإبعاد ألقصري عن مكانها الطبيعي طوال الفترة الماضية، عملت روسيا على التقارب من الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط،من خلال الحوار وتفهم وجهات النظر لهم حتى لقوى المعارضة العربية الرسمية المتواجدة في البرلمان وهذ1 ما عبر عنه لقاء "ميدفيدف"،بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في زيارته إلى دمشق في 11ايار من هذا العام ،تسويق دور روسيا كراعي لعملية السلام العربية الصهيونية،العمل على أجاد أسواق جديدة لها في هذه المناطق التي تعتبر على نزاع مع الدور الأميركي،فرض قوة روسيا العالمية في مجال الطاقة،من خلال التعاون في مجال الطاقة العادية ،وبناء الطاقة البديلة "النووية للإغراض السلمية "كما عبرت عنه زيارة" ميدفيدف" إلى دمشق وانقر في ايار الحالي .

9-الاحتفال بعيد النصر: احتفلت روسيا بالذكرى 65 في 9 مايو، لهذا العام بعيد النصر على الفاشية، بطريقة مميزة من خلال التحضير للاحتفال، وطريقة العرض التي أقامته موسكو بمشاركة، دول الاتحاد السابق، ودول الحلفاء في الحرب، التي سجلت لنفسها،

بناء لكل هذه الانجازات التي تم عرضها ،فإن الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيدف"، له الحظ الأوفر من اجل أن بكون الرئيس القادم في الولاية الثانية لروسيا عام 2014.

ــــــــ

*كاتب إعلامي،مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

Dr_izzi2007@hotmail.com

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ