ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العالم العربي والإسلامي في الإستراتيجية الروسية

د.خالد ممدوح ألعزي*

إن مجال الاهتمام الخاص الذي نميز به تطور الحالة و الحياة السياسية والاقتصادية لدولة روسيا الاتحادية، بعدما كانت دولة تعد على القطب الثاني والمنافس على الساحة الدولية وفي قيادة العالم، إلى دولة مضطربة وغير مستقرة في بداية التسعينات من القرن الماضي. "فالغيبوبة " أو الأزمة التي دخلت بها "روسيا" بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق "ما هي إلا أزمة اقتصادية وإيديولوجية وثقافية واجتماعية وعسكرية وأمنية وأخلاقية " بكل معنى الكلمة .هذه الحالة الطارئة التي أدت بها أجبرتها بان تكون دولة غير مستقرة ومضطربة سياسيا واقتصاديا حتى العام 2000 من القرن الحالي، بعدها بدأت القيادة الروسية الجديدة العمل إلى بناء هيكلية الدولة الحديثة، وإعادة الهيبة والاعتبار لدولتهم ، إن كان على الصعيد الدولي أو المحلي "الداخلي" وخاصة بعد حرب القوقاز الأخيرة ضد جورجيا في العام 2008 .والتي أرادت روسيا توجيه رسالة لأوروبا والمجتمع الدولي، تعبر فيها عن دورها وموقعها، من خلال قدرتها العسكرية والاقتصادية ، طبعا هذه السياسة الجديدة التي تعبر عن طموح المواطن الروسي العادي، من خلال عملية أعدة الثقة له بالدولة الجديدة والقيادة الشابة، فإعادة الاعتبار مجددا للدور الروسي بعد التغيب ألقصري له طول الفترة السابقة التي عانت روسيا منها" فترة الانهيار والتفكك " مما اجبرها على أطاعة الأوامر والشروط الأمريكية الجديدة حتى بات يعرف وزير خارجيتها آنذاك باسم ("مستر يس"، أي "السيد الموافق") حاجة ملحة للجميع . فان العمل على أي لعب دور مستقبلي لروسيا ، يعتبر عمل صعب وشاق جدا في ظل التغيرات الدولية الجديدة، لكن المرتكز الأساسي لروسيا في عملية التغير هذه،ولعب دور جديد ، كان أساسها طبيعة تفكير المواطن الروسي بشكل خاص الذي ينطلق من مبدءا "العودة إلى أمجاد دور روسيا القديمة". فأن أي دور ريادي لروسيا على الساحة الدولية يهم الشعب عامة،لأنهم جميعا يرنون إلى الماضي، ماضي الإمبراطورية الروسية القيصرية المجيدة ،فهم أولادها الإبرار وعلى أمجادها جميعهم تربوا وتترعرعوا .

فالذي يجمع الشعب الروسي عامة بكافة أطيافه وإشكاله هو الإطار المشترك لروسيا العظمى.

واعتبارا للعديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تمتلكها روسيا وتتمتع بها سعت القيادة الجديدية " بوتين وخليفته ميدفيديف "، إلى بناء إستراتيجية أساسية لكل تحركاتهم السياسية والاقتصادية والأمنية. فكانت عملية نقل روسيا من مرحلة تفكيك وانهيار واضطراب الى إعادة دورها الريادي للحلبة الدولية، والى لعب دورا قويا وفعالا على المسرح الدولي والعالمي تحت الشعار التي تطالب روسيا به دوما "عالم متعدد الأقطاب " فسياسة عدم التفرد بالأحادية الدولية بناء على صعوبة تامة لأي دولة الانفراد والتحكم بمصير العالم كله، بناء لنزوة التفرد في القيادة.

"ومن خلال هذه الإستراتيجية رسمت روسيا دورا بدأنا نلاحظ فيه، الاختلاف ، والصراع التي تخوض غماره اليوم مع الأمريكان على عدة أمور منها:" تعددية القطب الواحد، الحديقة الخلفية لروسيا ،ملف إيران النووي، المحافظة على مصالحها الخاصة في مناطق نفوذها التاريخية ، عدم محاصرتها من خلال توسيع حلف الناتو في الجمهوريات السوفيتية السابقة على حسابها" ...الخ ".

فروسيا التي تحاول جهدا إلى لعب دور ريادي متميز على المستوى الدولي، ليس لأنها وارثة الاتحاد السوفيتي السابق فحسب، بل لأنها تتوفر لديها مجموعة من العوامل والقدرة العالية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور حاليا وفي المستقبل، لذلك يوجد عدة عناصر قوية تساعدها على لعب هذا الدور القيادي حاليا، و نذكر أهمها:

-1 مورد الخام الطبيعي: كالغاز والبترول والتي تجعلها واحدة من أغنى دول العالم.

-2 الموقع الجيو- سياسي: الذي تتميز روسيا به عن سائر الدول بسبب وقوعه في قلب القارتين:" أسيا- و أوروبا".

-3 الموقع الجبو - إستراتيجي: قرب روسيا من منطقة القوقاز وبحر قزوين ونفطهم ومشاكلهم في آن واحد .

 -4 الإرث السياسي والعلمي والعسكري والاستراتيجي للاتحاد السوفيتي المفكك، الذي أضح اليوم ملك روسيا الاتحادية .

-5 تعتبر اليوم روسيا الاتحادية الجسر والرابط الإلزامي بين الشرق الملتهب بنار التطرف الاسلامي والغرب الحقد على الإسلام .

-6أهمية موقع روسيا الديني وكنيستها الأرثوذكسية المعادية للصهيونية.

-8تتمتع روسيا بنسيج سكاني مميز، و يمثل المسلمون فيه حوالي 20% من إجمال سكانها المائة والخمسون مليون نسمة.

-7جغرافيا تحاذي روسيا الاتحادية مجموعة من الدول الإسلامية التي تقع على حدودها الجنوبية ، وتربطهم معها علاقة وطيدة، على مدى القرون الماضية وخصوصاً في فترت الاتحاد السوفياتي المنحل، ومازالت هذه العلاقة مميزة حتى اليوم، بالرغم من مرور العلاقة بينهم ببعض الشواغر.

-8جيران روسيا الاتحادية دول على مقربة من حدودها الجنوبية وحدود الجمهوريات الإسلامية ، " كإيران وأفغانستان وباكستان ودول عربية إسلامية تربطها بهم علاقات اقتصادية وتجارية وعسكرية و صداقة قديمة وجديدة، لأنهم يقعون في فلكها الجيوبوليتكي والاستراتيجيي والثقافي.

لذا تعتبر روسيا اليوم صمم الأمان المباشر والضامن الأساسي لبناء أية علاقات جيدة بين الغرب والشرق وعلى عاتقها يقوم التمهيد لبناء حوار الحضارات وليس صادمها كما بشر به الفيلسوف الأمريكي الراحل ص. هنتغنتون .

من هنا كانت أفاق الاستراتيجي السياسي لروسيا الجديدة من خلال أدبياتها الممثلة في خطاب قيادتها الشابة الساعية جاهدا إلى إعادة وترتيب العلاقات الدولية مع الحلفاء والأصدقاء السابقين الذي كانوا لدى الاتحاد السوفياتي المنحل ،والعمل على إعادة ترميم علاقتها المصدعة معهم وخاصة الدول العربية والإسلامية بعد تعرض العلاقة معهم لفتور وتصدع قوي ومخزي بسب نقطتين :

 الأولى: تتحمل مسؤوليتها روسيا الاتحادية كدولة صاعدة ونامية ، بعد الانهيار والتفكك للاتحاد السابق، وبسبب سياستها السابقة ،التي أدت إلى إهمال الأصدقاء القدامى وعدم الاهتمام بهم من قبل مسؤوليها الجدد راكبي موجة التحول الديمقراطي الغربي .

 الثانية: تتحمل مسؤوليتها الدول العربية وقياداته التي أخطأت في القراءة السليمة للسياسة الدولية والمتغيرات الجيو- سياسية وعدم السعي والعمل على إيجاد أحلاف جديدة وأصدقاء جدد، لتكون روسيا من بينهم

وهذا يعود إلى:

ا) الدول العربية التي لم تولي الاهتمام الكافي بروسيا ودورها وموقعها، لأنهم اعتبروا إن زوال الاتحاد السوفيتي عن الخريطة السياسية هو اضمحلال لروسيا ولدورها، ومن هنا كانت مشاركة روسيا ورعيتها لعملية السلام العربية –الإسرائيلية ضعيفة خجولة جدا وتكاد لا تذكر حتى في مفاوضات الرباعية، وغياب المشاركة الروسية بأية حلول للمشاكل العربية التي ترعى المصالح العربية والروسية معا فالحضور الروسي أصبح شبه غائب، من هنا نرى الدبلوماسية، الجديدة تختلف في تعاطيها مع الملفات العلاقة التي تحاول إعادة لعب دور من خلال مشاركة حتى لو البسيطة، فان استقبال وفد حماس مؤخرا يكمن في إطار هذه الإستراتيجية .

–ب) موقف العرب الخجول من أحداث الشيشان وعدم الإدانة العربية الصريحة للإرهاب،في المنطقة، وتأيد روسيا الدولة في بسط سيادتها على أراضيها والتي عانت منه الدول العربية نفسها، والبعض الآخر تورط في التأيد أو الإمداد المادي لهم . لكن القراءة الجديدة للإستراتيجية الروسية التي يترجمها القادة الروس، أدركوا تم الإدراك،وعرفوا كامل المعرفة بان المنطقة العربية والإسلامية فارغة من المشاريع، فضرورة الاهتمام بها، وعدم ترك المنطقة العربية والإسلامية لمشاريع أخرى وهم متفرجون، فالإستراتيجية الروسية القديمة في العهد ( القيصري)، وضعت على أساس ، الدخول إلى المياه الدافئة "فالحلم القديم،مازال دائما حتى اليوم" . من هنا كانت خطة الرئيس الروسي السابق وقيصر روسيا القرن الواحد والعشرون "فلاديمير بوتين" العمل السريع في تطبيق الإستراتيجية الروسية المرسومة ، من اجل الدخول إلى المنطقة العربية بعد إن سيطر الفراغ عليها ، لكن هذه المرة من البوابة العريضة للمنطقة، بوابة الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة ، وضعت في أولوية جدول إعمال الإستراتيجية الجديدة ترميم العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي، لذا قام "بوتين" في عهده بزيارات متعددة للدول العربية والإسلامية ، اعتبرت هذه الزيارات تاريخية من قبل الرؤساء الروس . روسيا التي أدركت أخيرا وجيدا بان الدخول الى العالم العربي ليس من "البوابة السورية" و إلى العالم الإسلامي ليس من "البوابة الإيرانية". فالزيارات لدول المنطقة تلك أدت بنتيجة جيدة مشتركة للطرفين، أبرم خلالها عقود كبيرة ومربحة للطرفين و خرجت روسيا بصفقات مالية وانفتاح اقتصادي وعسكري على الأسواق الجديدة. لأنها حرمت سابقا وأبعدت أو"غيبت" عن هذه المنطقة، على مدى عقود من الاستفادة بإبرام الصفقات التجارية والعسكرية والاقتصادية في منطقة الخليج العربي ودول إسلامية أخرى،بسبب سيطرة الصراع الإيديولوجي والعسكري بين القطبين ووقوع المنطقة في فلك الصراع القائم. مثلا بعد الحرب على العراق والسيطرة العسكرية الأمريكية عليه (كانت خسائر

الشركات الروسية كبيرة جدا من خلال فسخ العقود المبرمة مع النظام السابق ، التي قدرت بحوالي 63 مليار دولار أمريكي على مدى 7 سنوات كان يجب تنفيذها والتي يجب انتهاء مدتها من هذا العام ).إن زيارات الرئيس "بوتين" إلى دول المنطقة العربية ( السعودية، قطر، الإمارات، الأردن، الجزائر،ليبيا، والسلطة الفلسطينية، السودان ، ومصر ")، ومن ثم زيارة الرئيس ميدفيديف إلى مصر والى مقر جامعة الدول العربية ومن ثم إلقاء "خطابه الشهير فيها". إضافة إلى جولات وزير الخارجية الروسي " سيرغي لافروف "إلى المنطقة، والزيارات المكوكية للمسئولين الروس إلى بلادنا.فإنها تأتي كلها في إطار تفعيل وتنشيط الدبلوماسية الروسية تطبيقا للإستراتيجية المطلوب تنفيذها.

إن سعي موسكو لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في موسكو بموافقة كل الاطرف المتنازعة ، وبمشاركة عربية كاملة ، من خلال استقبالها الأخير لكل من الرئيس الفلسطيني السيد "محمود عباس" و"خالد مشعل" و"بنيامين نتنياهو" الذي ذهب الشهر الماضي إلى موسكو عله يجد فيها دعما مناسبا في حربه على المشروع "النووي الإيراني"، وعدم تسليح روسيا أصدقائها، فهذا الحراك للدبلوماسية الروسية يأتي كله في إطار تفعيل الدور السياسي والدبلوماسي الروسي في المنطقة ولترتيب أوسع علاقات مع الجميع بمن فيهم المعارضات العربية الرسمية التي تسميها موسكو "المعارضات الموجودة في البرلمانات العربية " كحماس في فلسطين ، وحزب الله في لبنان "".فالعلاقة الجيدة مع الدول العربية تأتي من

خلال دبلوماسية قوية وذات خبرة ومعرفة جيدة بطبيعة المنطقة وصراعاتها الداخلية . من هنا تأتي أهمية الخبراء والمبعوثين الروس إلى بلادنا العربية، والذي نلمسه في تصريح المندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة "

فيتالي تشوركين" الذي انبرى مخاطبا العالم كله في رد صريح لتعريف سياسة روسيا الجديدة في العالم ومن أعلى منبر في العالم منبر الأمم المتحدة "نريد بناء الجسور مع العالم وليس في لبنان وإنما مع كل الدول ) يشير " تشوركين" إلى دور الفرقة الروسية التي أرسلت إلى لبنان إبان حرب تموز عام2006 لتقديم المساعدات الفنية واللوجستية والتي جهزت تسع جسور بعد تدميرها كليا.

 

أصبحت الدبلوماسية الروسية ذات فعالية وأكثر تأثيرا في القرار السياسي العام للمنطقة من السابق ، من هنا تعمل الخارجية الروسية على تعزيز دورها الدبلوماسي بشكل اقوى وفعال في المنطقة لان الضعف الروسي تاريخيا في منطقتنا العربية يترجم في ضعف الدبلوماسية الروسية ، مثلا (قريبا جدا تنتهي مدة السفير الحالي في لبنان الممد له " سيرغي بكين" ومن المحتمل إيفاد سفير جديد الى لبنان يتمتع بخبرة دبلوماسية قوية وله باع طويل وواسع في العمل الدبلوماسي والسياسي وله من الدعم السياسي والمعنوي القوي والفعل من قبل الدولة الروسية ومركز قرارها ، نظرا لأهمية الموقع الجو- سياسي الذي يتمتع به لبنان، لذلك تؤكد المصادر الروسية على ارسال سفير جديد إلى لبنان : "

فالسفير المحتمل إرساله إلى لبنان هو " فلاديمير تيتاتنكو " الذي أصيب في 9 نيسان 2003 إثناء دخول القوات الأميركية إلى العراق) والذي وصفه الرئيس السابق "بوتين" بأنه الدبلوماسي المقاوم ومن الطراز الأول . "تيتاتنكو" الذي وقع اتفاق صفقة "الغاز والسلاح الصاروخي " معا مع دولة الجزائر في 2008 عندما أصبح السفير فيها هو الذي ساهم بشطب ديون الجزائر السابقة للاتحاد السوفيتي المنحل البالغة إحدى عشرة مليار دولار،هو القابع في الخارجية الروسية بانتظار تكليفه بالمهام الجديدة . أثناء هذه الفترة من العلاقات "العربية الإسلامية- الروسية"الجديدة استطاعت روسيا أبرام سلسلة من اتفاقات وصفقات اقتصادية ومالية وعسكرية مع عدد من الدول العربية والإسلامية، مثل صفقة الجزائر و مع المملكة العربية السعودية في بناء خط سكة الحديد في المملكة و طائرات حربية ،وهناك صفقات أخرى تميزت بالنجاح مع دول عربية وإسلامية، مثلا ليبيا وسوريا وإيران وماليزيا. تحدد الإستراتيجية الروسية حيال المنطقة العربية والإسلامية بالتالي:

-1 – تامين حدودها وامن الجمهوريات السوفياتية السابقة ،ولاسيما حيال النزاعات الإسلامية المتزايدة في هذه الدول ، من خلال علاقة جيدة مع الدول العربية .

-2- الحفاظ على الاستقرار في المناطق الجنوبية خوفا من التمدد الإسلامي المتطرف، والحفاظ على سياسة "الدمينو" من خلال الاستقرار الأمني والسياسي . ومن هنا كان دخول روسيا كعضو مراقب إلى منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2003.

-3-السعي الروسي الدائم إلى إيجاد تكتل قطبي للوقوف بوجه القطبية الأحادية، من خلال لعب دور مميز على الساحة الدولية، مما يفسر إقامة العلاقات الميزة مع الدول المناهضة لأمريكا كسورية و وإيران وقبلهما العراق .

-4- إعادة الدور الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط كقوة كبرى من اجل الهيمنة على وسط أسيا ، من خلال مصالح مشتركة تعمل من خلالها على تطوير العلاقات مع إيران ونقل التكنولوجيا إليها دون الضرر بمصلحتها .

-5-الحاجة الروسية إلى أسواق تجارية جديدة لبيع السلاح والحصول على مكاسب اقتصادية ولاسيما الاستثمارات. من هنا نرى بعض القادة الروس الذين يحاولون تقديم روسيا كأنها بديل لأمريكا في المنطقة من خلال الدخول إلى زوايا العالم العربي .فالواقع الحالي لروسيا الاتحادية يشير إلى أن الدولة استطاعت أن ترسم لها إستراتيجية جديدة بعد مرحلة من التفكك وان تقر نظاما اقتصاديا يعمل وفق آليات السوق ، مدعما بنظام التعددية السياسية الإ ثنيه والدينية التي يتصف به النظام .

استنادا إلى كل هذا الشرح نميز الإستراتيجية الروسية العامة التي تستند

إليها السياسة الجديدة في بداية القرن الواحد والعشرين بالتالي:

-1-الواقعية: التي تبنى على البراغماتية من خلال الابتعاد عن الحجج الايديولوجية السابقة والتي تميزت بها السياسة السوفياتية السابقة .

-2- براغماتية القيادة: من خلال تقديم القيادة الروسية لطرح جديد وقطع علاقاتها بالماضي الشيوعي وركائز الحرب الباردة.

-3- الدينامكية أو فاعلية الإستراتيجية الروسية : من خلال عدم العودة الى الماضي الإيديولوجي وكان الضمان لهذه الحقبة الرئيس "بوتين " ورفاقه حاملي الخطة الإستراتيجية الجديدة، مع الإصرار الروسي على وحدة التراب الروسي وإعطاء القوة العسكرية دورها الأساسي في حل النزاعات كما في الشيشان والحرب مع جورجيا ، ونشر منظومة الدفاع الصاروخية .

-4- المنافسة : الهدف الأساسي في السياسة الروسية الجديدة والذي أجاز الدستور الروسي له ، هي المنافسة على الأسواق العالمية محل المواجه الإيديولوجية فكانت الأولوية في الانفتاح الروسي المالي والاقتصادي على الجميع ، ومن هنا نرى إن الدولة الجديدة ترسل وتبيع أسلحة للدول التي تدفع ثمنها الفوري وبالعملة الصعبة " فان التصريح الأخير لامين سر مجلس "الدوما البرلمان " الروسي القائل، بان روسيا سوف تعمد لبيع منظمة صواريخ أس 300 لإيران وسوريا، لأنها صواريخ دفاعية وهي لا تخالف أية عقوبات دولية محظورة .

-5- حرية الحركة السياسية: لم تجبر روسيا في ظل النظام العالمي الحالي الحد من عناصر قوتها و حركتها السياسية والاقتصادية والأمنية.

-6- المرونة والاختلاف: من خلال المفاهيم المتعددة لمسألة الأمن العالمي بين الروس والأمريكان والتي تؤيد روسيا الأمن الجماعي وإعطاء دور اكبر لهيئة الأمم في حل جميع الخلافات .

ــــــــــــ

*باحث إعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

Dr_izzi2007@hotmail.com

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ