ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
منهجية
التعامل مع السنة النبوية -7
- د.
محمد سعيد حوى القاعدة
الخامسة:. لا تحدث
بكل ما سمعنا عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم:. وهذا
اذا صح فكيف بما فيه شك؟؟ او علة
مؤثرة؟! رأينا من قبلي منهجية
دقيقة من اصحاب رسول الله في
التحري والحذر من الرواية
ومحاكمة دقيقة لكل ما يسمعون. كما
رأينا منهجية رائعة في جعل
القرآن هو الحكم الفصل والمرجع
الذي يفصل عند الخلاف. وان من
منهجيتهم في دقة التعامل مع سنة
رسول الله (ص) مع التثبيت اخذاً
واداءً تقليل الرواية عن رسول
الله وعدم التحديث بكل ما
يسمعون لمعان دقيقة:. فاما
التثبت فمضى بعضه ونضيف هنا:. قال
الامام الذهبي في ترجمة ابي بكر
الصديق:. كان اول
من احتاط في قبول الاخبار, فروى
ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب, ان
الجدة جاءت الى ابي بكر تلتمس ان
تورث (حال عدم وجود الام والاب)
فقال: ما اجد لك في كتاب الله
شيئاً, وما علمت ان رسول الله
ذكر لك شيئاً فقام المغيرة فقال
حضرت رسول الله يعطيها السدس
فقال هل معك احد؟ فشهد محمد بن
مسلمة بمثل ذلك.. تذكرة الحفاظ ص
2. وقال
الذهبي في ترجمة عمر بن الخطاب
"هو الذي سن للمحدثين التثبت
في النقل وربما كان يتوقف في خبر
الواحد اذا ارتاب وذكر قصة
استئذان ابي موسى الاشعري من
وراء الباب ثلاثاً فلم يؤذن له
فأرسل عمر في اثره فقال له رجعت
قال سمعت رسول الله يقول: "اذا
سلم احدكم ثلاثاً فلم يُجب
فليرجع". فقال له
لتأتيني على ذلك ببينة او
لأفعلن بك.. ثم ان الصحابة
ارسلوا معه ابا سعيد الخدري
وشهد له.. وهذا من باب التحري اذ
روى شيئاً لم يكن يعهده او يعهده
او يعلم عمر من قبل وقال الذهبي
في ترجمة علي بن ابي طالب:. كان
اماماً عالماً متحرياً في الأخذ
بحيث انه يستحلف من يحدثه
بالحديث" تذكرة الحفاظ ص 10. اما
الجانب الآخر وهو موضوع قاعدتنا:. عدم
التحدث عن رسول الله بكل ما نسمع:. واؤكد
هذا اذا صح اما ما لم يصح او
شككنا فيه فلا يجوز قطعاص وقد
مضى القول في ذلك. كيف كان
منهج الصحابة في ذلك؟. روى
البخاري تعليقاً عن علي: حدثوا
الناس بما يعرفون, اتحبون ان
يكذب الله ورسوله (صحيح البخاري
رقم 13) وعنون البخاري لذلك بقوله:
باب من خص بالعلم قوماً دون قوم
وكراهية ان لا يفهموا. ان هذه
العلة التي اشار لها الامام علي:
اتحبون ان يكذب الله ورسوله
تدعونا الى ان نكون فقهاءنا في
عصرنا فهناك من القضايا يجب
السكوت عنها او عدم اثارتها اذ
لا تصلح لعصرنا, لما هو حالنا او
لضعفنا او لأنها كانت خاصة
بمرحلة من المراحل, اورويت
بالمعنى مما لا يجعلها دقيقة مع
علوم العصر.. فمثلاً ان تحدث
الناس اليوم بحديث: ان الشمس
تسجد تحت العرش (البخاري رقم 2960
و4428. اذ حدث
النبي صلى الله عليه وسلم الناس
في ذاك الوقت بمقدار ما يمكن ان
تدركه عقولهم وانما في الحديث
دلالة على عظم هذا الخلق وانها
خاضعة لله ساجدة في حركتها ولكن
ظاهر لفظ الحديث لا يساعده علوم
العصر, فهل في الحديث اختصار او
رواية بالمعنى؟. او
كحديث "آتاني الليلة ربي في
احسن صورة.. (اخرجه الترمذي برقم
3157) وهو في سند احمد وصححه
الالباني وهذا الحديث فيه الفاظ
مستغربة شرعاً, بل فيها تحالفات
هل لربنا صورة – وسيقول بعضهم
ليس كمثلها شيء.. وهل بعضها احسن
من بعض؟!! وهل يرى ربنا في
المنام؟! وفي تتمة الحديث "فوضع
يده بين كتفي وهنا يزداد الامر
غرابة شرعاً, لكننا نجد ان
البخاري يروي حديثاً آخر بلفظ:
"أتاني الليلة آت من ربي". وهناك
عدة احاديث بهذا اللفظ وهذا
المعنى لا يستغرب ولا يستنكر,
فالمانع ان يكون اخطأ وما وقعت
في الفاظ الحديث. وما
المانع ان يكون وقع وهم عند بعض
الرواة في لفظ الترمذي:. وجرياً
على قاعدة علي بن ابي طالب نجد
قضايانا تثار اليوم وليس هذا
وقتها اذ لها ضوابطها واحكامها
واسبابها وظروفها فمن ذلك حديث:
"ومن بدل دينه فاقتلوه" ان
الظروف التي جاء فيها هذا
الحديث هي ما ورد في قوله تعالى:
"قالت طائفة من أهل الكتاب
آمنوا بالذي أنزل على الذين
آمنوا وجه النهار واكفروا آخره
لعلهم يرجعون" (سورة آل عمران
72) وليس هنا مكان بحث القضية
بالتفصيل. في
احكام الزنى لم يذكر القرآن الا
الجلد, وذكرت السنة الرجم في
ظروف خاصة وهي مجيء الرجل
والمرأة كل منهما معترفاً بذنبه
مصراً على التطهير فلا بد ان
يكون من يتحدث بهذا الأمر
حكيماً اذ القرآن سطر الحكم
العام الخالد ولك ان تتساءل
لماذا ولم يخصه بغير المحصن؟. يتبع.. -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |