ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإسلام
والغرب.. صراع المشاريع الحلقة
الثالثة: معارك
الأندلس وصقلية تمهد للغزو
الصليبي د.
علي محمد الصلابي* الإمارات
التي احتلها الصليبيون بعد
حملتهم الأولى أكدنا
في المقال السابق على أن الحروب
الصليبية كانت نتيجة لتفاعل عدة
عوامل مجتمعة، سياسية
واقتصـادية واجتماعية ، وأنها
اتخذت الدين وقوداً أو وسيلة
لإخفاء أغراضها الحقيقة، وأن
ذلك لا يعني التقليل من الدافع
الديني في تلك الحروب بأي وجه من
الوجوه، كما استعرضنا
بالتفاصيل العوامل الدينية
والسياسية للحروب الصليبية،
وفي هذا المقال ننتقل للحديث عن
الدوافع الاجتماعية
والاقتصادية: ثالثاً
: الدافع الاجتماعي: ساد المجتمع
الأوروبي في العصور الوسطى
تمايز طبقي كبير ، فقد سادت فيه
طبقة رجال الدين وطبقة
المحاربين من النبلاء والفرسان
[1] ، وكانت طبقة الفلاحين تمثل
الأكثرية المغلوبة على أمرها ،
والتي كان أفرادها يكدحون ،
ليسدوا حاجة الطبقتين الأوليين
؛ كان الفلاح الأوروبي مغلوباً
على أمره ، وكان مطالباً
بالتزامات عديدة لأصحاب
الإقطاع ، وكان البابا على
دراية بأحوال الفلاحين
الكادحين ، فوعدهم بإلغاء
التزاماتهم نحو أسيادهم
وأغراهم بخيرات الشرق الإسلامي
، كان آلاف الفلاحين يعيشون
عيشة منحطة في نظام الإقطاع ،
حيث شيدوا لأنفسهم أكواخاً من
جذوع الأشجار وفروعها وغطيت
سقوفها بالطين والقش ، دون أن
يكون لها نوافذ ، ولا يوجد
داخلها أثاث بل كان ما يجمعه
الفلاح ، يعتبر ملكاً خاصاً
للسيد الإقطاعي ، كما يعتبر
محروم من الملكية الشخصية [2].
وكانوا مثقلين بالالتزامات
الخدمية لأسيادهم الإقطاعيين
في شتى المجالات إلى جانب
حرمانهم من منتجاتهم وبذلك تظهر
مدى التعاسة والبؤس الذي كان
يعيشه غالبية شعب أوروبا في
القرن الحادي عشر الميلادي ،
وهكذا لما ظهرت الدعوة للغزو
الصليبي ، وجدت هذه الغالبية
العظمى فرصتها للخلاص من حياتها
الشاقة المليئة بالذل والهوان ،
ونظروا إلى أخطار الاشتراك في
هذا الغزو ؛ نظرة هينة أمام ما
كانوا يعيشون فيه فإن ماتوا في
هذه الحرب كان لهم الخلاص وإن
نجوا ، كانت لهم حياة جديدة أفضل
مما كانوا عليه [3] ، ولقد عرفت
الكنيسة كيف تلعب بعقول هؤلاء ،
وتوغر صدورهم ضد الإسلام وأهله
، وخدعتهم بأنهم سيحررون بيت
المقدس والقبر المقدس ،
ويباركهم الرب والبابا ، لذلك
لهم يردعهم رادع عن الذبح
والقتل ، بل كان قتل المسلم
مرضاة ينال عليها الصليبي
ثواباً يوم الدينونة [4].. رابعاً:
الدافع الاقتصادي : يعتبر
التطلع إلى خيرات المشرق
الإسلامي ، من أقوى دوافع
الحروب الصليبية بعد الدوافع
الدينية وقد عبر البابا [ أوربان
] نفسه في خطابه عن أهمية العامل
الاقتصادي بالنسبة لواقع
أوروبا آنذاك فقال : لا تدعوا
شيئاً يقعد بكم .. ذلك أن الأرض
التي تسكنونها الآن ، والتي
تحيط بها البحار وقلل الجبال
ضيقة على سكانها الكثيرين ،
وتكاد تعجز عن كفايتهم من
الطعام ، ومن أجل هذا يذبح بعضكم
بعضاً ، ويلتهم بعضكم بعضاً .. إن
أورشليم أرض لا نظير لها في
ثمارها بل هي فردوس المباهج [5]
وإن جميع الوثائق تشير إلى سوء
الأحوال الاقتصادية في غرب
أوروبا في أواخر القرن الحادي
عشر ، وكانت فرنسا بالذات تعاني
من مجاعة شاملة قبيل الحملة
الصليبية الأولى ، ولذلك كانت
نسبة المشاركين منها تفوق نسبة
الآخرين ، فقد كانت الأزمة
طاحنة حيث ألجأت الناس إلى أكل
الحشائش والأعشاب ، وبذلك جاءت
هذه الحرب لتفتح أمام أولئك
الجائعين باباً جديداً للخلاص
من أوضاعهم الصعبة وهذا ما يفسر
أعمال السلب والنهب للحملة
الأولى ضد الشعوب النصرانية
التي مروا في أراضيها [6] ، كذلك
اشترك عدد كبير من تجار المدن
الإيطالية والفرنسية
والإسبانية في الحروب الصليبية
بغرض استغلالي بحت من أجل
السيطرة على الطرق التجارية
للسلع الشرقية التي أصبحت مصدر
ثراء للمشتغلين بها ، لذلك قامت
أساطيلهم بدور فعال في
الاستيلاء على المراكز
الرئيسية في الشام ، فساعد
الجنوية الفرنج في الاستيلاء
على الأنطاكيه سنة 490ه - 1097م ،
وأسهم البنادقة بعد ذلك بعامين
في استيلاء اللاتين على بيت
المقدس ، وكان هدف هذه الجاليات
الأول والأخير هو الربح والكسب
المادي ولم يكن يعينها الباعث
الديني إلا بالقدر الذي يحقق
مصالحها ، ويكفي أن نعرف أن شعار
البنادقة الذين عرفوا به وقتذاك
كان : لنكن أولاً بنادقة ثم لنكن
بعد ذلك مسيحيين [7] ، ولذلك قامت
جمهوريات إيطاليا [ جنوا - بيزا -
البندقية ] بعقد معاهدات مع
أمراء الصليبيين بالمشرق حصلت
بمقتضاها على امتيازات
اقتصادية هامة [8].. خامساً
: تبدل ميزان القوى في حوض البحر
المتوسط : منذ أواسط القرن
الخامس الهجري [ الحادي عشر
للميلاد ] تبدل ميزان القوى في
الحوض المتوسطي لصالح الغرب
الأوروبي مركز الحركة الصليبية
، فضعف الدولة البيزنطية
وترنحها تحت ضربات السلاجقة
القوية جعلها تسارع إلى
الاستنجاد بأوروبا الغربية من
ناحية ، ثم اختلال أوضاع
المسلمين في الجناح الغربي من
العالم الإسلامي خاصة في
الأندلس وصقلية ، وما قابل ذلك
من تيسير أسباب القوة والظهور
لدى أعدائهم ، مما جعل الغرب
الأوروبي يرفد النصارى الإسبان
بشتى صنوف الدعم والمساندة في
صراعهم مع مسلمي الأندلس على
الاستنجاد بالمرابطين ، ومسلمي
صقلية على الاستنجاد بإفريقية
من ناحية ثانية كل ذلك أدى إلى
دخول الحركة الصليبية في طورها
الجديد الذي اتخذ صفة العالمية
[9] وكانت البابوية تدعم هذه
الحرب بالموافقة والتوجيه
والدعاية والدعم المعنوي ، فهذه
حروب صليبية متقدمة على إعلان
البابا أوربان الثاني بدء الزحف
الصليبي إلى المشرق سنة 488ه - 1095م
[10]. وتعتبر إفريقية بمدلولها
التاريخي أحد هذه الميادين في
الصراع الصليبي ، فقد كانت
الجبهة الإفريقية ميداناً نشطت
فيه قوى العدوان الصليبي لعدة
قرون ، يتمثل ذلك في حملات عديدة
وجهت إليها الواحدة تلو الأخرى
، ولم تفتر للصليبيين في ذلك همة
ولم يوهن الفشل لهم عزيمة ، فكما
أن بلدان المغرب الإسلامي كانت
أول من أكتوى من البلاد
الإسلامية بنار الاستعمار
الأوروبي الحديث ، كانت بلدان
الجناح الغربي من العالم
الإسلامي ومن ضمنها إفريقية هي
التي تلقت الضربات الأولى
للصليبيين ، والسبب في ذلك يعود
إلى عدة اعتبارات جغرافية
وتاريخية من أهمها قربها الشديد
من غرب أوروبا مركز الحركة
الصليبية ومعرفة الأوروبيين
الواسعة نسبياً لأوضاع
المسلمين في هذه المنطقة
سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
لسهولة الاتصال بين الطرفين ،
ثم الحقد الشديد الذي كان يكنه
الأوروبيون للمسلمين المغاربة
[11] ، وبالذات لكونهم هم الذين
تولوا عبء الجهاد في أوروبا
أكثر من غيرهم من المسلمين ، وما
كان يشعر به الأوروبيون من خطر
هؤلاء إذ تهيأت لهم الوحدة
والقيادة المخلصة ، لكل ذلك
كانت أوروبا تتربص بمسلمي هذه
المنطقة الدوائر وتتحفز للوثوب
عليهم منتظرة الفرصة المناسبة ،
وأخذت هذه الفرصة التي طالما
انتظرها محركو قوى العدوان
الصليبي تتهيأ منذ أواسط القرن
الخامس الهجري [ الحادي عشر
للميلاد ] ، إذ أصاب الجناح
الغربي من العالم الإسلامي من
التمزق ما جعله يسير بخطى حثيثة
نحو التردي إلى الهاوية ، ولم
يكن وضع إخوانهم في المشرق
بأحسن حال منهم ، فكان هذا
التمزق وافتراق الكلمة هو السبب
الأهم في البلاء الذي نزل
بالمسلمين في المشرق والمغرب
على حد سواء وما أشبه اليوم
بالأمس ، لقد كان ولا يزال تفرق
العرب والمسلمين هو الباب
الواسع الذي يدخل إليهم أعداؤهم
منه لضربهم في عقر ديارهم ، فكان
أن انطلقت القوى الصليبية في
موجة عاتية تضرب المسلمين في
ثلاث جبهات في آن واحد في
الأندلس وصقلية وإفريقية [12].. 1-
الأندلس : فقد شهدت الجبهة
الأندلسية منذ أواسط ذلك القرن
نشاطاً ملحوظاً تمثل في شن هجوم
قوي مستمر من قِبل النصارى
الإسبان بزعامة مملكة قشتالة
على مسلمي الأندلس ، حيث أخذت
المدن والمعاقل الإسلامية تسقط
في أيديهم تباعاً ، وأحرزوا
النصر على المسلمين في معارك
عديدة وتوجت تلك الانتصارات
بسقوط مدينة طليطلة سنة 478ه في
يد الفونسو السادس ملك قشتالة ،
تلك الكارثة التي روعت العالم
الإسلامي بأسره وحيال هذا الضغط
المتواصل من النصارى الإسبان ؛
دفع مسلمو الأندلس إلى
الاستنجاد بالمرابطين من
العدوة المغربية ، فكانوا
يرسلون الاستغاثة تلو الأخرى
لهذه القوة الفتية ، حتى إذا ما
قضى أميرها يوسف بن تاشفين على
جيوب المقاومة لدولته في المغرب
عبر البحر إلى الأندلس في جموع
غفيرة حيث التقى بألفونسو
السادس في معركة الزلاقة سنة 479ه
التي سطر المرابطون ومن ساعدهم
من الأندلسيين بانتصارهم
الرائع فيها صفحة مشرقة في
تاريخ الجهاد الإسلامي ،
وبانتصار المسلمين في تلك
المعركة أوقف المد المسيحي
الإسباني حتى تهيأت له ظروف
أخرى فيما بعد .. 2- صقلية
: وأما الجبهة الصقلية فقد أدى
ظهور النورمان كقوة جديدة في
ميدان السياسة الدولية إلى تغير
ميزان القوى في غرب المتوسط
لصالح القوى النصرانية ، إذ ما
كاد هؤلاء القادمون الجدد يجدون
موطئ قدم لهم في جنوب إيطاليا
ويحصل جيسكارد أكبر زعمائهم على
اعتراف البابا نقولا الثاني به
في مؤتمر ملفى سنة 1059م ؛ حتى
أعلن عن مشروعه في توجيه قواه ضد
مسلمي صقلية إرضاء للبابوية
التي كانت ترى في ذلك تحقيقاً
لأهدافها الصليبية من ناحية
وإبعاداً للخطر النورماني عن
ممتلكاتها من ناحية أخرى ،
فشجعت هذا المشروع ، وكدليل على
موافقتها وتشجيعها أرسل البابا
إلى جيسكارد راية مقدسة لينال
هو وجنده ببركتها النصر على
المسلمين وأصر على أن الفتوحات
المرتقبة من أجل المسيح عليه
السلام هي أكثر أهمية من إرسال
الهدايا إلى روما [13] ، ٍوتّم
الاستيلاء على الجزيرة في سنة 484ه
في عهد رجار الأول ثم وثبت قواته
على مالطة في العام التالي
واحتلتها وأخذ يتحين الفرصة
للانقضاض على إفريقية [14].. 3-
إفريقية : وأما الجبهة
الإفريقية ، فقد نالت حظها هي
الأخرى من العدوان الصليبي في
تلك الآونة بفعل قوة ناشئة هي
المدن البحرية الإيطالية ، فقد
استغلت هذه المدن غياب القوى
البحرية القديمة المتمثلة في
الأسطولين الإسلامي والبيزنطي
عن مياه البحر الأبيض المتوسط
منذ أوائل ذلك القرن لانشغال
كلا الطرفين بمشاكله الداخلية ،
وأخذت أساطيلها تمخر مياه ذلك
البحر القريبة من الشواطئ
الأوروبية أولاً خوفاً من أسطول
مجاهد العامري صاحب دانية الذي
استطاع تجميد نشاطها لفترة من
الوقت حتى إذا ما تمكنت من إزالة
ذلك الخطر بدأت منذ أواسط القرن
المذكور تجوب مياه البحر الأبيض
المتوسط شرقاً وغرباً ، وقد
وضعت هذه المدن قوتها البحرية
في خدمة الأهداف الصليبية منذ
البداية لتحقيق مكاسب خاصة بها
فبتشجيع البابا لاون التاسع
استولى تحالف من جنوة وبيزا على
جزيرة سردينيا الإسلامية سنة 442ه
/1063م حيث خرب أرباضها وميناءها
وغنم غنائم كبيرة ، وكما اشتركت
هذه الأساطيل في حروب الجبهة
الصقلية اشتركت في حروب الجبهة
الأندلسية ، فأسهمت في مطاردات
المسلمين الأندلسيين عن طريق
البحر وأخذت نصيبها من الغنيمة
، وفرضت حصاراً بحرياً على
المرية حتى دفعت تلك المدينة
فدية ضخمة تقدر بمبلغ 113 ألف
دينار ذهبي ، كما أجبرت بلنسية
على دفع أتاوة مماثلة تقدر
بمبلغ 20 ألف دينار ذهبي لتفتدي
نفسها بذلك من النهب والسلب[15] ،
وهاجمت الجزائر الشرقية [ جزر
البليار ] عدة مرات ، ونتيجة
لتلك ، أصبحت القوة البحرية
الإيطالية هي المتحكمة في مياه
البحر الأبيض المتوسط مما دفعها
إلى مزيد من المغامرة ، فوجهت
نشاطها إلى إفريقية التي كانت
لا تزال تحتفظ بقوة بحّرية بمّد
يد المساعدة لإخوانهم في صقلية
أو غيرها من ناحية ثانية ، ثم
لتحقيق أهداف الحركة الصليبية
في إفريقية من ناحية ثالثة ،
فقامت قوة بحرية ضخمة مكونة من
أسطولي جنوة وبيزا مدعومة بفريق
من مدينة أمالفي وقوة عسكرية
أخرى أمدهما بها البابا بمهاجمة
مدينة المهدية سنة 480ه/1087م أي
بعد الاستيلاء على طليطلة
بعامين وقبيل الاستيلاء الكامل
على صقلية واستولت عليها
باستثناء قلعتها ، وظلت في يدها
إلى أن دفع صاحبها تميم بن المعز
للقوى المتحالفة فدية مالية
ضخمة وعقد مع الغزاة معاهدة نصّ
أحد بنودها على تعهّد تميم بعدم
التعرض للسفن الإيطالية في
المياه الإفريقية ، ومنحهم
امتيازات تجارية في بلاده كما
سيذكر في موضعه ومما تقدم يتضح
أن هذا الهجوم الصليبي على
القسم الغربي من العالم
الإسلامي منذ أواسط القرن
الخامس الهجري [ الحادي عشر
للميلاد ] والذي كانت تدير دفته
البابوية قد احتدم في ثلاث
جبهات كانت إفريقية إحداها ولا
شك أن هذا الهجوم كان وجهاً من
أوجه الحركة الصليبية ، وهذا
يؤكد أن الحروب الصليبية بدأت
في إفريقية قبل الزحف الصليبي
إلى المشرق ، ويؤكد هذه الحقيقة
ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة
491ه [16] ، إذ يفهم من النص الذي
أورده أن تلك الحوادث كانت
مترابطة يحركها محرك واحد وأنها
كانت بداية لموجة الحروب
الصليبية في ذلك الطور من أطوار
الحركة الصليبية إذ يقول : كان
ابتداء ظهور دولة الفرنج
واشتداد أمرهم وخروجهم إلى بلاد
الإسلام واستيلائهم على بعضها
سنة ثمان وسبعين وأربعمائة
فملكوا طليطلة وغيرها من بلاد
الأندلس .. ثم قصدوا سنة أربعة
وثمانين وأربعمائة جزيرة صقلية
وملكوها .. وتطرقوا إلى إفريقية
فملكوا منها شيئاً وأخـذ منهـم
ثم ملكـوا غيره .. فلما كان سنة
تسعين وأربعمائة خرجوا إلى بلاد
الشام[17] ، وعلى الرغم من اتجاه
معظم قوى الحركة الصليبية إلى
المشرق ، إلا أن ذلك لم يمنع من
بقاء فكرة احتلال إفريقية ماثلة
في أذهان ذوي الأفكار الصليبية
وبقي تطلع النورمان للاستيلاء
عليها قائماً حتى تم لهم ذلك في
عهد رجار الثاني حيث استولى على
معظم سواحلها من طرابلس شرقاً
إلى مدينة تونس غرباً في سنة 543ه/1148م
، فكانت الحرب الصليبية مشتعلة
في الجبهة الإفريقية أثناء
احتدامها في جبهة المشرق ، وبقي
الوجود النورماني ماثلاً فيها
حتى قام عبد المؤمن بن علي زعيم
دولة الموحدين بطردهم من
المهدية آخر معاقلهم فيها سنة 555ه/1160م
[18] ، وعندما حدث نوع من تبدل
ميزان القوى في المغرب الإسلامي
نجد ذلك ساهم في جبهة المقاومة
الإسلامية في المشرق في عهد نور
الدين محمود زنكي وصلاح الدين
الأيوبي ، كما سيأتي بيانه بإذن
الله تعالى .. ------------------- ولد د.الصلابي
بمدينة بنغازي الليبية عام 1963م،
وحصل على درجة الإجازة العالمية
(الليسانس) من كلية الدعوة وأصول
الدين من جامعة المدينة المنورة
بالسعودية عام 1993، ثم واصل
دراسته العليا في السودان؛ حيث
نال درجة الماجستير من كلية
أصول الدين بجامعة أم درمان
الإسلامية عام 1996م، ونال
الدكتوراه من نفس الجامعة عن
مؤلفه "فقه التمكين في القرآن
الكريم" عام 1999م. من أبرز
مؤلفاته: السيرة النبوية، و"فاتح
القسطنطينية السلطان محمد
الفاتح"، و"الدولة
العثمانية"، و"الدولة
الأموية"، و"دولة السلاجقة"،
و"تاريخ دولتي المرابطين
والموحدين". كما أرخ
الصلابي لسيرة الخلفاء الأربعة
الراشدين في أربعة كتب منفصلة
وهي: "الانشراح ورفع الضيق في
سيرة أبي بكر الصديق"، و"فصل
الخطاب في سيرة أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب"، "تيسير
الكريم المنان في سيرة عثمان بن
عفان"، و"أسمى المطالب في
سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب". وفي كتاب خامس تناول د.الصلابي
سيرة الحسن بن علي بن أبي طالب
باعتباره خامس الخلفاء
الراشدين. ـــــــــ [1]الجهاد
والتجديد ص 84. [2]المصدر
نفسه. [3]تاريخ
الوطن العربي والغزو الصليبي ص
24. [4]أثر
الشرق الإسلامي د. عبدالله
الربيعي ص 138. [5]المصدر
نفسه ص 34. [6]الحركة
الصليبية د. سعيد عاشور (1/30-32). [7]الحروب
الصليبية المقدمات السياسية د.
علية الجنزوري ص 249. [8]الجهاد
والتجديد، محمد حامد الناصر ص 83. [9]الحروب
الصّليبية في شمال إفريقية ص 11،12،13. [10]الحروب
الصّليبية في شمال إفريقية ص 12. [11]كلمة
المغاربة كانت تطلق على سكان
المغرب الإسلامي بأسره والذي
كان يضم الأندلس والجزر
الإسلامية غرب المتوسط إلى جانب
أقطار المغرب العربي، وليس كما
درج في العصر الحديث يقصرها على
أهل المغرب الأقصى. [12]الحروب
الصليبية في شمال إفريقيا ص 13. [13]الحروب
الصليبية في شمال إفريقية ص 14. [14]المصدر
نفسه ص 15. [15]القوى
البحرية والتجارية في البحر
المتوسط أرشيبالد لويس ص 372. [16]الحروب
الصليبية في شمال إفريقية ص 16. [17]الكامل
في التاريخ نقلاً عن الحروب
الصليبية في شمال إفريقيا ص 17. [18]الحروب
الصليبية في شمال إفريقيا ص 18. ـــــــــ
المصدر
: إسلام أون لاين -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |