ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اوباما
عام على التحديات والصراع
السياسي اعد مركز صقر قسم
الدراسات الستراتيجية
والعسكرية دراسة حول أداء
اوباما في ظل التحديات
الإقليمية والصراع السياسي
الامريكي الخارجي والداخلي
وتضمنت أربعة
محاور أساسية وبعناوين
فرعية مهمة يعرض
الإعلام الامريكي الموجهة
بيانات وإحصائيات واستطلاعات
للرأي بغية تقيم أداء الرئيس
الامريكي اوباما لفترة رئاسته
الحالية, والتي بلغت عام ,
وبمنهج دعاية سياسية مضادة التي
تروجها المؤسسات الإعلامية
المرتبطة بالحزب الجمهوري,
وجماعات الضغط واللجان
والمعاهد الداعمة للسياسة
الصهيونية في امريكا, وبالتأكيد
لا يمكن الحكم بشكل متسرع على
النتائج أو المنهج, وبيان
واقعيته وعقلانيته بالرغم من
تراجع التفاؤل بالإصلاح
والتغيير في ظل الصراع السياسي
المحتدم في امريكا وخارجها ,
وعدم تناسب
الفترة الزمنية وحزمة الأزمات
والملفات المتفجرة التي خلفها
سلفه بوش, والتي عصفت بالعالم
وخصوصا الشرق الأوسط. تعامل
جنرالات الحرب والسياسيين
الأمريكيين مع العالم كرقعة
الشطرنج, بأبعادها الثلاثية
وبتقاطع الرقع السوداء
والبيضاء, وتمثل مصالحهم
الاقتصادية الهدف الأساسي في
الرقع الجغرافية ذات الحدود
السياسية القلقة, وشغل الكيان
الصهيوني لعقود خلت الرقعة
الملتهبة الدموية في الجسد
العربي, ضمن لوحة الشطرنج
الأمريكية مستثمرا جماعات
الضغط المختلفة واللوبيات
والمنظمات في امريكا, حيث منحت
لجان العمل السياسي الموالية
لإسرائيل 41,3 مليون دولار
لمرشحين فدراليين وأحزاب
سياسية في امريكا,وفي عام 2003
ازداد عدد اللجان الموالية
ليتخطى المائة منظمة, كجماعات
ضغط منظمة, تساهم في صنع القرار
السياسي خصوصا المتعلقة بالشرق
الأوسط[1]
, في ظل غياب شبه كامل للعرب عن
منظومة صنع القرار الامريكي,
وأضحت قدرات العالم العربي
السياسية والاقتصادية
والعسكرية تتراجع , مع الاعتماد
سياسيا على رد الفعل, دون الأخذ
بنظر الاعتبار أهمية التخطيط
الاستراتيجي لمستقبل وديمومة
العالم العربي
والتحديات والأخطار والتهديدات
التي تحيط به, وتجاهل محاور
الأطماع الدولية والإقليمية
التي تنسف قدرات امة لها
مقومات تكوينية ومرتكزات
حضارية تاريخية ودينية, وبات
الأمن القومي العربي متصدع
بشكل واضح, مع فقدان مزاوجة
القدرات السياسية والعسكرية
والاقتصادية والثقافية
بالاستناد إلى عمقها التكويني
في اتخاذ القرار, وأهمية
المناورة الإستراتيجية, بل
وتخلت عن خيارات المناورة
باستخدام عناصر القدرة
الإستراتيجية كوسيلة للدفاع
والردع, بغية الحفاظ على أمنها
القومي ومصالحها الحيوية وشبكة
المصالح المشتركة المتوازنة,
وتحقيق الحد الأدنى من الأمن
والسلم وحماية الإنسان من بطش
الحروب والعوز والجوع وجشع
الشركات الكبرى والاحتراب
الديني والطائفي والعرقي. اوباما
إعلام مجافي وجماعات ضغط معرقلة تشن
وسائل الإعلام الأمريكية
والغربية حرب إعلامية ناعمة ضد
الرئيس الأمريكي "اوباما" ,حيث
تستخدم حرب الكلمات والصور
والتصريحات وحرب الأثير, وتحاول
أظهار الفشل العسكري في
أفغانستان والعراق على انه نتاج
سياسته, ويصاحبها عدد من
تصريحات رموز الحزب الجمهوري الاستفزازية
والتشكيك بقدرات الرئيس في
التعامل مع ملف الأمن القومي
الأمريكي , بغية صرف الأنظار عن
ما يجري من فوضى العراق ومخططات
تقسيم ومجازر وجرائم ترتكبها
قوات الاحتلال والقوات
الحكومية ومليشيات طائفية
وعرقية وسياسات الانقلاب
الناعم السياسية وتخطي جنرالات
الحرب التحديدات[2]
التي اقرها اوباما لتامين بيئة
الانسحاب وإنهاء الحرب في
العراق, لقد عقد العالم والشعب
الأمريكي الآمال العريضة على
مجيء الرئيس الحالي "اوباما",
وهو الورقة الرابحة للحزب
الديمقراطي, وفقا لحسابات دقيقة
ونظرا لخلفيته السياسية
الطموحة وشخصيته الكارزماتية
وتفوقه الساحق في ميدان
الانتخابات ضد منافسيه, والذي
انتهى بحصوله على البطاقة
الرئاسية, ليصبح رئيس اكبر دولة
في العالم تحتكم على مقومات
وعناصر القدرة العسكرية في كافة
الميادين وأساءت استخدامها ,
نتيجة لمخططات محرك الحرب, حيث
يمثل قطبه الأول متشددين الحزب
الجمهوري ودعاة مشروع القرن
الأمريكي الجديد وإعادة رسم
الحدود السياسية للشرق الأوسط
عبر الحروب والنزاعات, والقطب
الثاني قرصنة الشركات القابضة
المتعددة الجنسيات على الإرادة
الأمريكية الشعبية والسياسية
والعسكرية وزجها في حروب متعددة
, وبات عبثها يعصف في بقع
التقاطع الاستراتيجي للمصالح
الدولية والعربية, والقطب
الثالث جماعات الضغط واللوبيات
والمؤسسات الإعلامية الساندة
والمروجة للفكر الصهيوني
وحروبها العلنية والسرية في
فلسطين ولبنان والعراق
والسودان وصولا الى معركة
الفناء الكوني "هرمجدن"
وفقا للأساطير التلمودية. يشكل
محرك الحرب هذا تحدي حقيقي
للرئيس الأمريكي "اوباما" ,
إضافة إلى المنهجية
الإستراتيجية والبيروقراطية
للمؤسسة الأمريكية في واشنطن,
ذات النزعة التوسعية والحروب
العالمية,وكان احد الأسباب
الرئيسية لفوز الرئيس "اوباما"موقفه
الرافض لغزو العراق, ووعود
لإنهاء الحرب في العراق, وقد ورث
الرئيس الأمريكي ملفات عصيبة
وسوداء من سلفه بوش, وتشكل تلك
الملفات تصدع في اللوحة
الإستراتيجية وفي خارطتها
الحربية الوسطى خصوصا بعد
تورطها العسكري في الشرق الأوسط
لصالح إسرائيل وإيران في كل من
العراق وأفغانستان , دون مراعاة
القيم والمعايير الإستراتيجية
المرتبطة بمعادلة التوازن
وتوازن المصالح الحيوية في
العالم . أكد
عدد كبير من السياسيين
والباحثين والخبراء أن
"غزو العراق اكبر خطا
استراتيجي" ((يعتبر
العدوان على العراق
اكبر عمل أجرامي في التأريخ
ارتكبه الغرب بحق العراق))[3],
وسرعان ما كشف الرئيس اوباما عن
إستراتيجيته في معالجة الفوضى
الدموية الشاملة في الشرق
الأوسط , وقد شخص مفاصل الانهيار
, وخطورة الحروب المستعرة التي
تنعكس بشكل سلبي على مصالح
أمريكا والعالم الحيوية في
المنطقة, خصوصا إذا علمنا أن
هناك تراجع واضح لقدرة مجلس
التعاون الخليجي, وفشل دور درع
الجزيرة العسكري , وقضم كتفيه
الجيوعسكري من العراق واليمن
وانتشار وباء الاحتراب الديني
والطائفي, وكذلك تصدع القدرة
العسكرية لحلف الناتو في خط
الصدع الاوراسيوي ( قارة أسيا
وأوربا),ناهيك عن الفوضى
السياسية والعسكرية والأمنية
وكذلك الاقتصادية التي اجتاحت
همزة الوصل الإستراتيجي العراق
والتي تلقي بظلالها على
كل من وسوريا والأردن والسعودية
والكويت دول الطوق العربي
للعراق, وكذلك دول التقاطع
الاستراتيجي في المشرق العربي
والشرق الأوسط, إضافة إلى فوضى
الاحتراب الليبرالي في كل من
أفغانستان والباكستان وجورجيا,
وكذلك مثلث المحور البحري
العربي السودان واليمن
والصومال, وبذلك تشكل منشور
فوضى قادمة تتجه الى تجزئة
وتقسيم المنطقة الى محميات
طائفية وعرقية حادة, أسوة بما
جرى في العراق ( لبننه العراق أو
أفغنته ), ونجده انه مخططات محرك
الحرب "أعادة هيكلة الشرق
الأوسط"[4],
وفتح أسواق عبثية للشركات
القابضة العملاقة [5],والمخططات
الصهيونية التي باتت تذكي
الحروب والنزاعات وتؤسس لنفوذ
ليبرالي واسع في مختلف دول
الشرق الأوسط وأفريقيا وكذلك
تطلعات إيران الرامية لشغل دور
إقليمي عبثي اكبر, جعلت من قطار
اوباما وإدارته وحزبه يصطدم
بحواجز محرك الحرب التي
اشرنا أليها, وكان
قد قال الرئيس الامريكي اوباما
قبل أيام "لم اقدر تحديات
المعاضل في الشرق الأوسط بشكل
صحيح". دراسات
وتوصيات وخطط غير واقعية وضع
عدد من مراكز الدراسات
الأمريكية المختلفة التوجهات ,
توصيات أمام أنظار الرئيس
الأمريكي "اوباما" عند
شروعه برئاسة امريكا, وتناولت
الملفات المضطربة خصوصا الشرق
الأوسط, ومن الملفت للنظر أن تلك
المراكز تتصف توصياتها
بالمنحازة وبعيدة عن واقع
الأحداث والحقائق الكارثيه,
ولكنها تتسق مع النزعة العسكرية
الأمريكية وطموحات شركات النفط
والسلاح, وتعزز غايتها
الاقتصادية والمنهجية
الإقليمية العابثة, وتستقي
معلوماتها من عناصرها وعدد من
عملاء الـ "سي أي ايه" من
ذوي الأصول العربية والعراقية ,
والذين وشحوا بصبغة سياسي أو
بحثية, أو من ذوي المصالح
المالية المرتبطين بطبقة يطلق
عليها في امريكا "واشنطن
بلاتواي"[6]
, حيث أشار الجنرال "جي كارنر"
الحاكم العسكري للعراق بعد
الغزو عام2003 "أن
غالبية الشخصيات السياسية
الذين تعامل معها بعد غزو
العراق وجد
الكذب لديهم متجذر والجميع
يكذبون بشكل كبير لتحقيق مكاسب
شخصية"[7],
ولا يمكن القفز على حقيقة
الولاء المزدوج
لهؤلاء وملائمته مع المغانم
الشخصية لجنرالات الحرب
الأمريكيين ,و قد تقلد عدد منهم
مناصب عليا سريعا من قائد فرقة
إلى قائد قوات والى قائد قيادة
ويسعى اليوم لمنصب سياسي من
خلال الإيحاء بنجاح مخططات
واستراتيجيات في العراق, لإرضاء
مسئوليهم وتسلق المناصب
وتعزيز الأرصدة المالية,
وكانت غالبية تلك الدراسات
تعتمد على معطيات مزيفة , مما
يجعل التوصيات غير واقعية , ولا
تتسق بالمنحى العقلاني الذي
يتطلب سلكه متخذ القرار للخروج
من الأزمات وإنهاء الحروب
العبثية. حدد
الرئيس الأمريكي اوباما عدد من
الملفات المتفجرة والسوداء
التي خلفها الرئيس السابق بوش ,وقد
حاز الشرق الأوسط على أسبقية
أولى في هيكلة السياسة الخارجية
للولايات المتحدة الأمريكية ,
وكانت ابرز تلك الملفات هي:-
إعادة تشكيل العلاقة مع العالم
العربي والإسلامي, القضية
الفلسطينية – مسار الدولتين,
إيران وخيارات إنهاء الملف
النووي الإيراني , الحرب في
أفغانستان, الحرب السرية في
الباكستان, إنهاء الحرب في
العراق. لقد
اختار الرئيس الأمريكي مغازلة
العالم العربي والإسلامي بغية
تحسين سمعة أمريكا,واعتمد
محورين تركيا- لمخاطبة العالم
الإسلامي , ومصر لمخاطبة العالم
العربي, وانطلق متفائلا لتفكيك
الأزمات عبر مسار السلام
الفلسطيني الإسرائيلي وطرح حل
الدولتين كأسبقية أولى , والذي
يبدوا لم يروق لحاخامات صهيون,
وشنوا عليه حرب علنية لعل ابرز
ملامحها الشروع الفوري ببناء
المستوطنات وتهويد القدس
والتوغل بالمتوسط وبناء الجدار
وحصار غزة والاحتكاك العسكري
المستمر, مع افتعال الأزمات عبر
جماعات الضغط
واللجان السياسية في أماكن
مختلفة, وكان الرئيس الأمريكي
صائبا في المعالجة باستثناء
تحديد الأسبقيات, نعم ان مشاكل
المنطقة نابعة من مخططات وحروب
إسرائيل المعلنة والخفية في
مختلف البقع والاتجاهات, لكنه
اغفل محور هام وفعال هو العراق
وجعله ملف رابع أو خامس وهذا ما
ألقى بضلاله على تصدع اللوحة
الإستراتيجية, ولابد أن نعرف من
يقف خلف التوصيات والمخططات
التي تقدم لاوباما, والتي تنطلق
من مصالحها وليس من منظور
المصالح الإستراتيجية وانتهاج
المنحى العقلاني المتعلق
بالأمن والسلم وتفكيك الأزمات
والحروب وكما يلي:- صراع
سياسي محتدم في امريكا يدفع
المتشددين من الحزب الجمهوري
وما يطلق عليهم سابقا "المحافظين
الجدد" ومن ذوي النزعة
العسكرية العدوانية ومهندسي
حربي الشركات والمصالح في
أفغانستان والعراق
نحو التصعيد وتعقيد الأمور
وباستخدام كافة الموارد,
ويمثلهم اليوم "الحرس القديم"
في الإدارة الحالية, وهم ممسكين
بالملفات السياسية المخابراتية
والعسكرية, والذي تلقي بظلالها
على المشهد السياسي والعسكري
العام , ويبدوا أنهم متحكمين
بعدد من الواجهات المخابراتية ذات
الصبغة السياسية والذين أصبحوا
ذوي نفوذ سياسي أو مخابراتي في
أفغانستان والعراق[8]
, وتسندها عدد من الخلايا
النوعية النائمة تنشط عن الحاجة
(خلايا الظل) لصناعة الأزمة أو
تدويلها, أو أعادة هيكلة المشهد
لتحقيق التأثير المطلوب,
وبالتأكيد هؤلاء يخضعون
لمنهجية تختلف كليا عن منهجية
الرئيس الديمقراطي, ويسعون دوما
لوضع العصي بالدواليب وإيقاف
المنحى العقلاني في تفكيك
الأزمات , وكذلك لغرض ضمان عدم
نجاح الرئيس وحزبه مما ينعكس
على الأغلبية القادمة في مجلسي
الكونغرس والشيوخ والبطاقة
الرئاسية الثانية, ويمكن أن
نوصفه صراع سياسي محتدم في ظل
أجواء انتخابية قادمة لتسجيل
النقاط. جشع
وفوضى الشركات القابضة
العملاقة غالبا
ما تقوم الشركات المتعددة
الجنسيات بصناعة الأحداث
والحروب والصراعات والأزمات,
بغية خلق أسواق مفتوحة غير
خاضعة للرقابة الضريبية
والنوعية لمنتجاتها المختلفة ,
وفقا لسياساتها الاقتصادية (تصريف
المنتج), وباتت تلك الشركات
تهيمن على القرار السياسي في
الولايات المتحدة الأمريكية
وتجيره لصالحها بغض النظر عن
المصلحة القومية الامريكية,
وكذلك في عدد كبير من الدول , حيث
تفرض أرادتها
على حكومات وتمتلك جيوش
ودوائر أمنية مخابراتية
وجنرالات سابقين خاصين بها, ولا
تتسق منهجيتها مع المفاهيم
الدولية والقيم الإستراتيجية
للدول والمنظومة القيمية
الإنسانية الدولية مما جعلها
تتحكم بمقدرات دول وشعوب , وتسعى
لخلق الفوضى السياسية
والعسكرية في العالم
وتجزئته إلى دويلات طائفية
وعرقية حادة, ليسهل لها مد
اذرعها الجشعة في تلك الدول ,
ويطلق عليها في أمريكا جماعات
الضغط أو
الجماعات الخاصة , وترتبط بها
مراكز دراسات تقدم التوصيات
والمخططات التي تتواءم مع
أرادتها وعلى شكل مخارج بحثية
علمية مغلفة مصالحها. إسرائيل
- جماعات الضغط في واشنطن جرت
تسمية "الكيان الصهيوني"
والمتعارف عليها عربيا لتوصيف الاحتلال
الصهيوني للأراضي فلسطينية
وقيام دولة إسرائيل حسب هبة
بريطانية "وعد بلفور
البريطاني 1948", والحقيقة ان
إسرائيل اختلفت كثيرا عن قبل ,
واحتكمت على مفاعيل التأثير
السياسي والعسكري في المنطقة
والعالم , كونها تمتلك قدرة
تأثير سياسي كبيرة في واشنطن
وأوربا ضد أي قرار أممي أو دولي
أو أمريكي, وخصوصا ما يخص العالم
العربي والشرق الأوسط , وتحتكم
على جماعات ضغط ولجان سياسية
ومؤسسات إعلامية ومراكز
الدراسات والمعاهد البحثية[9]
كثيرة , إضافة إلى حجم الإنفاق
المالي التي تهدره هناك لتعزيز
تأثيرها السياسي, مع تراجع
الحضور والتأثير العربي, وتشظي
إرادته السياسية الشاملة
وتجاهل التهديدات والأزمات,
وتمتلك إسرائيل ترسانة عسكرية
وأسلحة دمار شامل غالبيتها
امريكية والقليل منها مطورة
إسرائيليا إضافة إلى المعونات
الامريكية لها وحجم الفوائد
المترتبة عليها بذمة البنوك
الامريكية, وتتحكم باقتصاد عدد
كبير من الدول, وتعتبر من الدول
المصنعة للسلاح , وترتبط بشبكة
مبيعات واسعة, وتدير سياسة
تطبيع غير معلنة مع عدد من الدول
العربية, وهذا ما استطاعت أن
تنجزه خلال عقود الصراع العربي
الإسرائيلي على عكس العرب
المختلفين والمستهدفين دوما,
تعتبر إسرائيل متمردة على
الشرعية الدولية وعلى القرارات
الأممية, وتشاغب بقوة وعلنا ضد
نهج الرئيس الأمريكي "اوباما"
في فلسطين (مسار السلام) حيث
توسع عمدا مشاريع الاستيطان,
وتجاهر بتهويد القدس, وترفض
خيار الدولتين وتطالب بمبدأ "الاستلام
مقابل السلام", وكذلك في
لبنان تمارس الاحتكاك العسكري,
وتذكي فتنة وصراع بدلا من
التهدئة والاستقرار, وفي العراق
تسعى الى تقسيمه بقوة , وتمارس
تهويد سري في كركوك, وتصعد عبر
وكلائها امنيا وسياسيا بدلا من
التهدئة تمهيدا للانسحاب[10],
وتخوض صراع نفوذ وسيادة على
العراق وتركة العالم العربي مع
إيران الساعية الى تحقيق نفوذ
إقليمي في العراق معزز بنفوذها
الليبرالي في المنطقة. تصدع
وتشظي اللوحة الإستراتيجية تبدو
اللوحة الإستراتيجية الدولية
ومنها الأمريكية متصدعة
ومنهكة للغاية , وتشير إلى
بقع حربية حمراء متقدة, تقود إلى
فوضى شاملة واستنزاف كامل
للقدرات الكامنة, وتلك مخلفات
إستراتيجية سوداء
لفلسفة الحروب الاستباقية
الأمريكية, والتي قادت إلى
أزمات مالية عصفت بالبنية
التحتية الاقتصادية لعدد كبير
من الدول, وخصوصا العربية منها
رغم عدم إعلان ذلك, وكانت
المستفيدة من تلك الأزمات
الشركات القابضة فقط؟ وشهد
العالم العربي والشرق الأوسط
مفاصل لينة, وتشظي للعنف
والجريمة المنظمة والسياسية
منها, ولا يمكن القفز على حقيقة
الإنهاك وتردي جاهزية القوات
المسلحة الأمريكية خلال العقد
الحالي, ناهيك عن تدني البنية
التحتية في أمريكا وأوربا
والتي تلقي بظلالها على تماسك
اللوحة الإستراتيجية, وكما
يلي:- تداعيات
عسكرية بعد توسع حلف الناتو يعاني
حلف الناتو من تداعيات عسكرية
حقيقة بعد تغيير طبيعة المهام
من دفاعية إلى هجومية توسعية
كما في أفغانستان, وكذلك فقدان
الغاية المعنوية من القتال هناك,
وتصدع التلاحك الاستراتيجي لخط
الصدع باتجاه الهند والصين
وروسيا, وباتت تلك الدول أقوى
بكثير من ذي قبل اقتصاديا
وعسكريا وسياسيا,خصوصا بعد
المتغيرات الإستراتيجية
العسكرية التي طرأت على العقيدة
العسكرية للحلف والتي تفضي الى
المشاركة العسكرية خارج أراضي
الحلف ,وهو أمر مختلف عليه ومقلق
لدول الطوق, وكذلك لم تخفي روسيا
مخاوفها من نشر صواريخ تقاطع
امريكية في بولندا بعد أحداث
جورجيا, مما حدى بها إلى تغيير
استراتيجيها العسكرية والتوجه
إلى التوازن الاستراتيجي(توازن
الرعب) الذي نشهد ملامحه الآن,
ناهيك عن تعاظم قدرة الصين
الاقتصادية وهي تمسك بالقدرة
الاقتصادية الأمريكية حيث
تستثمر الصين ما يقارب تريليون
دولار داخل امريكا , ومثلها في
أفريقيا وهكذا, وهناك سعي
أمريكي مؤخرا لاحتواء الهند
نظرا للتهديدات التي تعصف
بباكستان من جراء الحرب
الأمريكية شبه المعلنة هناك,
كما وتشهد اللوحة قضم باتجاه
العراق والخليج لسد الثغرات,
أضحت التحديات خارج موازيين
القدرات. تصدع
فلسفة مجلس التعاون الخليجي يعاني
مجلس التعاون الخليجي تصدع
امني وعسكري في كتفي الحلف
الجيوستراتيجي كالعراق[11]-
واليمن, وكذلك فشل الدور
العسكري لقوات "درع الجزيرة"
في معالجة الأزمات والصراعات
التي شاهدتها المنطقة ,وأيضا
تمدد قوى إقليمية مثل إسرائيل
وإيران وباستخدام
أسلوب القضم الجيوبولتيكي, لبسط
نفوذ كل منهما عبر الصراع على
التركة العربية, إضافة إلى
تهديدات إيرانية مزمنة بغلق
مضيق هرمز وضرب الناقلات
الغربية, وتوغل إسرائيلي
ليبرالي في الجزر, وبذلك أصبح
الخليج العربي ميدان للمناورات
العسكرية ورسائل الجس الحربي
بين أمريكا وإيران من جهة وبين
إسرائيل وإيران من جهة أخرى,
وكثيرا ما تصل إلى حافة الحرب
عبر حرب المناورات في مياه
الخليج , إضافة الى انتشار وباء
الحرب الديموغرافية وجرثومة
الاحتراب الطائفي التي باتت
تنتقل عدوها بسرعة إلى دول
المنطقة, قادمة من العراق الذي
أصبح أنموذجا للبيئة الطائفية
والعرقية الدموية, وترويج
فلسفة الانفصال والتقسيم ,بدلا
من مفهوم الوطن والأمة( الخطيئة
الإستراتيجية الأمريكية), وكذلك
اعتماد دول الخليج على تقطيب
التحالف الاستراتيجي الغير
متوازن, والتي جعلت من دول
الخليج تستنزف كقواعد عسكرية
ولوجستية متعددة وتخضع لنظرية
"الدومينو" ضمن سياسة
الخوف الامريكية, وقد شكلت
معضلة عسكرية لأنها اعتمدت في
مبدأ الدفاع الستراتيجي على
قدرات الولايات المتحدة
العسكرية , وليس تطوير قدراتها الذاتية
, وحشد الموارد العربية كمنظومة
امن قومي إقليمي قادرة على
التصدي للتهديدات والتحديات
والاكتفاء بأمن وطني هش يعالج
ما يسمى الارهاب. خطيئة
العراق رقم المعادلة الغائب يعتبر
العراق مفتاح العالم , وعقدة
الارتكاز الاستراتيجي, وهمزة
وصل مركبة ضمن
شبكة المصالح الدولية, ويشكل
العراق محور جيوسياسي هام وفعال
, ويبدو اليوم
بعد ست سنوات من الغزو رقم
سلبي في معادلة التوازن
والاستقرار في المنطقة, بل جزء
من المشكلة وليس محور حل,
ويشع بأزماته الى كل مكان ,
وتنخره الصراعات الطائفية
والعرقية والفئوية, وتشير
بوصلته الى الاحتراب والفوضى
الشاملة , ويذهب شعبه ضحية
لأجندات أجنبية وإقليمية
مختلفة (مشروع المحافظين الجدد
تقسيم العراق ونهبه – الأجندة
الصهيونية –الأجندة الإيرانية)
. أفغانستان
– الباكستان- اليمن تعتبر
أفغانستان - الباكستان
مناطق رمال متحركة متقدمة
في خط الصدع الاوراسيوي , حيث
تجري حرب شبه معلنة في
الباكستان بعد تبديل الحكومة
الباكستانية , وتلقي بظلالها
على استقرار الوضع الشرق أوسطي ,
وتشكل عامل استنزاف مركب إضافة
إلى أفغانستان , وأضحى الإرهاق
والإعياء واضح على الجيش
الأمريكي وقوات "ايساف"
لأنهما يخوض حرب شرسة ضد مقاتلي
طالبان منذ عام 2001 ولحد الآن, في
الرقع الجغرافية ذات الطبيعة
القاسية وحرب عصابات ضروس لن
تستطيع قوات "الناتو"
والقوات الأمريكية من تحقيق
نجاح طيلة تلك السنوات , بالرغم
من استخدامهما أعلى درجات
الاشتباك و القتل الجماعي
للمدنين ضمن
فلسفة الصادم والمريع,لقد اقنع
جنرالات الحرب اوباما بتعزيز
القوات وفق فلسفة "غيتس
بترايوس" بمشروع الاندفاعة
ونقل التكتيك الحربي من العراق
إلى افغانستان, ويعتقد الكثير
من الخبراء أن تلك الإستراتيجية
لم تجدي نفعا وستوحل امريكا
أكثر في مستنقع افغانستان
باكستان, وهذا مما وسع رقعة
الصراعات والحروب إلى
الباكستان, وقد أخلت بالتركيبة
الدموغرافية والسياسية لذلك
البلد الذي هو الأخر بات مسرح
حرب وصراع تتجه بوصلته إلى
الدمار . مناخ
الكوارث والحرب على الارهاب شهد
العالم متغيرات مناخية كبيرة
بين عواصف وسيول وأمطار وهزات
وزلازل, وسرعان ما جرى تسييس هذا
الملف, وقد تزايدت الخلافات
الامريكية الصينية الألمانية
الفرنسية في مؤتمر المتغيرات
المناخية ,وشهد العالم طريقة
تعامل امريكا عسكريا مع كارثة
هايتي, وكان زلازل هايتي قد راح
ضحيته ما يقارب 120 ألف قتيل
ومليون ونصف مليون مشرد, وقبل
منه تزايد وتيرة الأعلام الموجه
لأحياء مناخ الاحتراب الديني
عبر ترويج جديد لمسمى "الحرب
العالمية على الارهاب" الذي
رفض الرئيس الامريكي اوباما
التعاطي به , وأبدل هذه التسمية
بـ "عمليات الطوارئ الخارجية"
وهو بالتأكيد مصطلح اخف وطأة من
سابقه, ولكنه لا ينفي حدة وضراوة
الحروب المستعرة,وسرعان ما
استثمرت الشركات هذا المناخ
وهرعت لعرض أجهزتها المختلفة
ومنها أجهزة المسح ألشعاعي الذي
رفضته الدول سابقا كونه لا يتسق
مع القيم والمفاهيم والأعراف
المجتمعية والدينية والأخلاقية
, خصوصا بالنسبة للعالم العربي
والإسلامي,إضافة إلى رفع حالة
التأهب والسياسات المعادية ضد
شعوب الدول العربية والإسلامية,
وتعزيز قائمة الدول الراعي
للإرهاب وفق المنظور الامريكي
إلى الخمسة عشر غالبيتها دول
عربية وإسلامية, وازدادت
حدة التطرف الإعلامي والأمني
الامريكي والغربي , وترجم بمنع
وسائل الإعلام العربية من أبداء
رأيها المعارض للسياسات
الأمريكية وخصوصا الحربية منها,
جميع تلك الممارسات والشواهد
تدل على تخبط السياسات
الأمريكية وعدم تخطيها الأزمات
الحقيقية بل ممارسة سياسة
الهروب إلى الأمام والتلويح
بالعصا دون حل جذري للمشكلة؟ يقف
غالبية المحللين أمام حزمة
الحقائق والمعطيات أعلاه
مذهولا لحجم التخبط والإصرار
لدى جنرالات الحرب الأمريكان,
وسعيهم للاستمرار بحروب عبثية
استنزفت العالم بشريا وماديا,
وروح التمسك بالنزعة العسكرية
الامبريالية, وباتت امريكا تفقد
القدرة العسكرية شيئا فشيئا ,
وينعكس هذا على حلفائهم الذين
باتوا يتحسسون الخطر القادم (خطر
انهيار الإمبراطورية) , أن
اللوحة الإستراتيجية الوسطى
متصدعة تماما وتتجه الى
الانهيار الكامل, وتتطلب معالجة
ووقاية وسلك المنحى العقلاني
والمعالجة الواقعية وإيقاف
التداعي السياسي والعسكري
والأمني, ومظاهر الترهل العسكري,
والابتعاد عن خيار الحروب
والنزاعات العسكري ( الهروب إلى
الأمام), ومن الملاحظ أن إسرائيل
تشاغب وتفتعل الحروب كلما ضعف
الجيش الأمريكي , وتنتهز الفرصة
لتحقق رقعة متقدمة على حساب
امريكا, حيث كان الجيش الأمريكي
يعاني من شدة ضربات المقاومة
العراقية عام 2006 وكان على وشك
الانسحاب , قامت بمهاجمة لبنان
في حرب تموز, وكذلك عند انتهاء
فترة حليفها الديني بوش شنت حرب
على غزة , وهي دوما تنتهز الفرصة
لشن عمليات عسكرية ذات طابع
سياسي وأخر عبثي ,ومن الصعوبة
اليوم التكهن بما تعده إسرائيل
في ظل العبث والخروج عن الشرعية
الدولية , وتعد احد ركائز محارك
الصراع والحرب والنزاعات
الدائرة في المنطقة وتسعى
لتفتيتها بالكامل, ونجد الأعلام
اليوم يتجه إلى اليمن ويتجاهل
الكوارث في المنطقة, في سعيه
لصرف الأنظار وتضليل الرأي
العام عن حجم الأزمات التي تعصف
بالعالم والمنطقة , وتمارس
القيادات الأمريكية سياسة
الهروب إلى الأمام مرة أخرى عبر
محاولات جعل اليمن مصدر الارهاب
وأحياء فلسفة الحرب العالمية
على الارهاب بشكل جديد وفي بقعة
جديدة وما جدوها سابقا وما هي
نتائجها على كافة الأصعدة. خطيئة
العراق عقدة الارتكاز
الاستراتيجي يعد
العراق عقدة ارتكاز إستراتيجية
دولية , وقد شكل العدوان على
العراق انتهاك صارخ للشرعية
الدولية ويوصفه القانون الدولي
بالـ "الإرهاب الدولي" (استخدام
القوة اللاشرعي), وقد تمخض عنه
تدمير العراق دولة وشعب ومؤسسات
خلف ضحايا بشرية واكلاف مالية
بأرقام فلكية يندى جبين
الإنسانية عن ذكرها, لقد كان
العراق ضحية المشروع الدموي
للمحافظين الجدد –وجشع
الشركات القابضة – ومشاريع
التمدد الإسرائيلي والإيراني ,
وفي جرد حساب بسيط وبمنحى واقعي
يستند على المعطيات والحقائق
للبحث عن المستفيد من تدمير
العراق وتدمير قدرات أمريكا
الاقتصادية والعسكرية, وفقدان
بريق سمعتها التي تنعت بالدولة
الديمقراطية الأولى في العالم ,
ستجد أن إسرائيل استنزفت
القدرات الأمريكية لخلق بيئة
احتراب دائم في الشرق الأوسط
وفق أساطير ومفاهيم راديكالية
دينية متشددة وعلى شاكلتها
إيران, واتسقتا مع إرادة
الشركات القابضة
الكبرى التي جعلت العالم يدور
في فلك الأزمة الاقتصادية التي
تعصف به من كافة الجوانب, وتعد
الشركات المستفيد الوحيد من هذه
الأزمة, والتي أجبرت الحكومات
على فتح خزائنها واحتياطاتها
المالية لتلك الشركات , وشراء
أصول عدد كبير منها, وبذلك
حققت الفائدة
المادية الكبرى مع ديمومة
مشاريعها وعقودها على حساب
الدول والشعوب , وقد كان العراق
أبشع مثال على جشع تلك الشركات
والتي جعلت من العراق بيئة
احتراب دموي, وشعبه يحتضر يوميا
من جراء فقدان الخدمات التي
دمرتها آلة الحرب ,وهيمنة وكلاء
الشركات من المليشيات
والعصابات المنظمة وفرق الموت
السادي اليومي الذي دربتهم وفق
منهجيتها وعقيدتها الارتزاقية
لتقود العراق والمنطقة الى فوضى
شاملة . لقد
مارست الولايات المتحدة
الأمريكية وإسرائيل وإيران عبر
دوائرها السياسية والإعلامية
والمخابراتية ,حرب استهداف
للبنية التحتية للمجتمع
العراقي, ولم تفرق بين الطبقة
السياسية أو الهيكل السياسي , أو
هيكل الدولة التنظيمي والهيكل
المدني الاجتماعي, وخلطت
الأوراق لغرض تطبيق
استراتيجياتها الشاذة
والمتعثرة , وتصفير الدولة
العراقية بالكامل, ومارست تلك
الدوائر عبر زعانفها المختلفة
سياسة التقطيع الناعم , وكذلك
سياسة الخوف وصناعة التخويف,
كنهج ثابت ضد الشعب العراقي,
لتخلق بيئة مناسبة لتقسيم
العراق كمطلب أساسي, وهدف
استراتيجي لليمين المتشدد
وإسرائيل, وذهبت كافة الأطراف
والأحزاب ذوي الأجندات
الأجنبية تنهش بالجسد العراقي,
وتزرع الخوف والإرهاب في عقول
وقلوب المواطنين العراقيين
كافة عبر عدد من العمليات
الشبحية, والتي تنفذها
المليشيات الطائفية وأفواج
العمليات الخاصة لتستهدف
المدنيين, وتسوقها الدوائر
السياسية والإعلامية كعمليات
إرهابية , وباستخدام مصطلحات
وعبارات مصنعة ومنحوتة لتذكي
روح الاحتراب والاقتتال
الطائفي والمذهبي, وتحقق بذلك
أغراض الدعاية السياسية
المضللة ومنافع
فئوية شخصية. تبدو
البيئة العراقية السياسية
والأمنية بيئة قلقة ورخوة, وتعد
ارض رمال متحركة, وتتجه إلى
الفوضى الشاملة , عبر
ممارسات سياسية واقتصادية
وعسكرية هشة , ولا تزال تداعيات
التطهير الطائفي التي أشعل
نيرانها الغزو عام 2006 ودامت
أكثر من عام قد أخلت في التكوين
الاجتماعي والتركيبة
الديموغرافية للمجتمع والدولة
العراقية بغية تمزيق وحدة
العراق وسيادة ثقافة الانفصال
الحزبي والعشائري والمذهبي,
والتي تفضي إلى مناطق وحدود
متنازع عليها تصل إلى حد
الاحتراب في الوطن الواحد,
وإلغاء الهوية الوطنية العربية
الإسلامية والاستعاضة عنها
بهويات فرعية المذاهب
والمكونات والقوميات والأقليات
وهكذا, ويشهد العراق امن مزيف
ومضطرب يعتمد على تقطيب زائف
للعنف والاعتماد على موارد
الأجنبي , ولا يرتكز على
منظومة القيم المهنية الوطنية,
والتي يفترض أنها الوصيف
للعقيدة السياسية الوطنية ,
وشهد العراق مؤخرا ظاهرة أعداد
ملفات قضائية مفبركة
ووقائع ممسرحة بدوافع
سياسية, وتعزيز المظاهر
الدمقراطية بشبكة سجون
ومعتقلات سرية وعلنية تفترش ارض
العراق يمارس فيها التعذيب
والاعتداء الجنسي والاغتصاب -
الاعتقالات اليومية المزمنة,
ويعتقل ما يقارب 50 عراقي يوميا
ناهيك عن
الحملات العسكرية شبه
اليومية – وهناك مئات الآلاف من
المعتقلين- 1,5مليون قتيل عراقي -
ومليون أرملة- وأربعة ملايين
يتيم - ومئات الآلاف من المعوقين
والمغيبين, إضافة إلى اقتصاد
منهار ينخره الفساد ونهب
الثروات حيث بلغت ميزانية
العراق ما يقارب 80مليار دولار
عام 2008 بما يفوق ميزانية دول
كبرى مثل مصر وإيران وغيرها وتجد
بالمقابل هناك مديونية وجيوش من
العاطلين حيث بلغ 75% من الشعب
العراقي عاطل عن العمل وهو
يستورد عمالة أجنبية من الخارج,
وهناك عشرة ملايين جائع[12]
وما يقارب 32% تحت خط الفقر[13],
وازدهار طبقة "بغداد بلاتواي"
من المرتزقة ومصاصي دماء
العراقيين وسماسرة الحرب ,
ويرتزق ضعاف النفوس مهنة
الوشاية الكيدية بما يسمى (
المخبر السري), إضافة إلى عبث
المليشيات الطائفية والعرقية
والجريمة المنظمة والعنف
والخطف والقتل اليومي والذي
يتراوح من30-40 شخص يوميا , وغياب
برامج الإغاثة وانتقائية وفساد
عدد من المنظمات ذات الاختصاص -
وتفشي الأمراض والأوبئة[14]-
جيوش من المهجرين 4,6خارج العراق
وأكثر من2,2 نازح داخل العراق[15]
, دون تحقيق أو مسائلة قانونية
دولية ضد جرائم
التهجير ومن وقف خلفها ومن
نفذها,إضافة إلى تصحر وجفاف
وفقدان القدرة الزراعية
والصناعية, وممارسة سياسيات
القطع والتحوير المائية
إقليميا خارج أطار القانون
الدولي, في لماذا ترفض أو تتجاهل
مراكز الدراسات ومؤسسات البحث
الامريكية هذه الحقائق وهي توصف
المشهد العراقي عبر إعلاميها
بالتقدم وتصف الكوارث تلك
بالتغيير الدمقراطي, وهل وضعت
مراكز الدراسات تلك الحقائق
أمام الرئيس اوباما وأدارته؟ بعد
إعلان الولايات المتحدة
الأمريكية إستراتيجية "انسحاب
القوات-Withdrawal Forces على لسان الرئيس
الأمريكي وفق إستراتيجية
الأبواب المفتوحة, لا تزال
الملامح السياسية والعسكرية
وحتى اللوجستية للانسحاب غير
مطمئنة, بالرغم من شواهد
الانسحاب وإشاعتها كفكرة قابلة
للتطبيق, حيث لا توجد ضمانات
حقيقية للانسحاب في ظل الفوضى
السياسية والأمنية والاجتماعية
العراقية , خصوصا إذا علمنا هناك
فرق كبير بين التصريحات
والتطبيقات والنوايا والمخططات,
كما أن اتفاقية صوفا sofa
ويطلقون عليها تسمية"الاتفاقية
الأمنية" لم تحقق
نتائجها المعلنة, خصوصا بعد
احتلال بئر الفكه العراقي من
قبل إيران , ,ويرى البعض أن
الاتفاقية جاءت لحماية بوش
وإدارته من المسائلة القانونية
والأخلاقية المترتبة لغزو
وتدمير العراق , وعند إعلان
الرئيس الأمريكي اوباما
الانسحاب وضع عدد من التحديدات
الإستراتيجية أمام جنرالات
الحرب وعدد من القادة السياسيين
في أمريكا وهي: ملف المهجرين ,
أجراء مصالحة وطنية حقيقية[16]
, وتغيرات جذرية بحكومة وطنية
تقبل المسائلة القانونية ,
وقوات عراقية غير طائفية, ولم
يشير اوباما الى الشعب العراقي
كمكونات كما استخدمها بوش
للتقطيع الناعم لشعب العراقي,
وأشار سنسلم العراق الى أهله,
وتعتبر تلك التحديدات خطوط حمر
تهيئ البيئة
الآمنة للانسحاب , وتهيكل
المشهد السياسي العراقي , وتفكك
المعاضل إلى عناصرها
الأولية, لتحقق بيئة مناسبة
لإنهاء الحرب في العراق,
بالتأكيد جرت الأمور عكس ذلك
تماما, وهنا برز دور زعانف محارك
الحرب الساعي الى إفشال الرئيس
الأمريكي اوباما ,وعدم الإيفاء
بوعوده الانتخابية, وهذا يلقي
بظلاله على الأغلبية في مجلسي
الكونغرس والشيوخ والحصول على
بطاقة رئيسية ثانية , ومن الملفت
للنظر أن وتيرة العنف ازدادت
وبشكل هائل بعد إعلان
إستراتيجية الانسحاب , وقد
حاولت الأحزاب السياسية التي
شكلت أضلاع العملية السياسية أن
تدفع الشعب العراقي الى
الاحتراب الطائفي والعرقي ,
وباستخدام العنف ضد المدنيين
عبر تكتيك سياسة الخوف وصناعة
التخويف, بغية تامين قاعدة
انتخابية قادمة , وضمان إرهاب
الشعب عبر سطوة القوة
والمليشيات المتعددة الأوجه في
العراق, واتجهت الى افتعال
الأزمات السياسية وتصديرها ,
لغرض أبقاء العراق ضيعة أجنبية
إقليمية مجزئة بعيدا عن الإرادة
الدولي ومحيطه العربي, وكانت
أخرها وسائل الانقلاب السياسي
الناعم والاستباق لرسم تضاريس
المشهد السياسي القادم وملئ
الفراغ الإقليمي, لتزييف
ومصادرة إرادة الناخب العراقي
الذي عزف عن الانتخابات وشخوصها
الحاليين الفاسدين, جميع تلك
المشاهد الفوضوية يقف خلفها
بالتأكيد الحرس القديم وزعانفه
التي أعدت لغزو العراق , والذين
جعلوا من العراق بركة دموية
متخلفة , جميع تلك المعطيات تؤكد
أن المشهد العراقي القادم معقد
وشائك وثقب اسود ,بل وأصبح ميدان
حر لصراع الأجندات الأجنبية
والإقليمية على حساب العراق
وشعبه ,وتلقي بظلالها على أداء
ومنهجية الرئيس الامريكي
اوباما ,والذي هو الأخر ترك
العراق ملف رابع ضمن الأسبقيات
وقد اغفل خطورة وضعه وأولوية
المعالجة والحل الجذري
العقلاني, وبالتأكيد هناك من
يحاول أن يبقي القوات الأمريكية
على ارض العراق حتى تصل مرحلة
الانهيار والهزيمة , وبذلك تسجل
تلك الهزيمة بسجل الحزب
الديمقراطي والرئيس الحالي
اوباما , و أن محارك الحرب
والنزاعات تسعى لافتعال حروب
أخرى في الشرق الأوسط , لغرض
تعقيد المشهد وتعميم الفوضى ,
وفي جميع الأحوال الإرادة
العربية والتحسب والتدبير في
معالجة التهديدات الحالية
والوشيكة غير حاضر ومغيبة تماما
, وكذلك أدارة اوباما الغير
مبالية بما يجري , بالتأكيد
الأمل بالتغيير موجود وان قلت
مسالكه, ومن الصعوبة أن تقيم
أداء الرئيس الامريكي خلال عام ,
وخصوصا المنحى الاستراتيجي
نظرا لتداخل مفاعيل الصراع فيما
بينها , وانعكاس الصراع السياسي
الامريكي المحتدم داخل
الولايات المتحدة على شكل
المخططات والمعالجات لحزمة
الملفات المتفجرة التي خلفتها
الإدارة السابقة التي انطلقت من
مفاهيم مشوهة تعتمد الفوضى
والقوة معا. ــــــــــــ المصدر
: مركز صقر للدراسات
الإستراتيجية والعسكرية [1]
. جانيس ج تيري, "السياسية
الخارجية الامريكية في الشرق
الأوسط",الدار العربية
للعلوم – ناشرون,بيروت,ط1,2006,ص
139 [2]
. أعلن الرئيس الامريكي
اوباما إستراتيجية الانسحاب
بضمنها تحديدات أساسية
سياسية وعسكرية, منها سياسيا
ضرورة أجراء المصالحة
الوطنية الكاملة والشاملة
بشكل حقيقي مع وجود حكومة
وطنية تقبل المسائلة في ظل
وجود قوات أمنية غير طائفية ,
وتهيئة بيئة مناسبة لعودة
المهجرين ورعايتهم في الوقت
الحاضر, مع ضرورة تسليم
العراق إلى أهله, وتعتبر تلك
التحديدات السياسية أمر
مفروضا لا يمكن تجاوزه,
وتمكنت الماكينة الإعلامية
الأمريكية والغربية من تسويف
وتدليس تلك التحديدات
واستنزاف الزمن ليقع الرئيس
في المحظور في عدم تنفيذ
وعوده الانتخابية مما يؤثر
على شعبيته و بالتالي فقدان
حزبه الدمقراطية مقاعد هنا
وهناك وكان
تجاهل الرئيس اوباما لمطالب
الشعب الامريكي والرأي العام
التي تطالب بسحب القوات من
العراق وأفغانستان وإنهاء
الحروب قد أدى إلى تدني شعبية
الرئيس الامريكي اوباما إلى
اقل من 50% بعد أن كانت أكثر من
70% وشهدت
امريكا كيفية تغير في
الغالبية الدموقراطية بمجلس
الشيوخ وتحولها إلى
الجمهوريين لغرض أعاقة
القرارات التي يتخذها اوباما
وعرقلة منهجيته السياسية. [3]
. صحيفة الغارديان البريطانية [4]
. مشروع نشرته وزارة الدفاع
الأمريكية –البنتاغون عام 2006يسمى
مشروع رالف بيتر يبين تقسيم
عدد من الدول العربية مثل
العراق والسعودية وسوريا
وإيران و تركيا. [5]
. الشركات القابضة العملاقة
المتعددة الجنسيات شركات
المال , النفط, السلاح,
المرتزقة, المعلومات,الإعلام,مراكز
الدراسات..الخ [6]
.
[7]
. بوب ودورد"حالة
إنكار" دار الهدى للنشر
والطباعة والتوزيع, سورية,2009,ص
45. [8]
. تشير دراسة
للبروفسور "جيمس بيتراس"
عنوانها "الحرب الأمريكية
على العراق...تدمير حضارة
حديثة"
كانت نتيجة السياسات
الاستعمارية الأمريكية أن
تقوم بتمويل ومضاعفة عدد
النزاعات الداخلية من خلال
دعم الملالي، وزعماء القبائل
ورجال العصابات السياسية
وأمراء الحرب، والمغتربين،
ونشر فرق الموت. لقد خدم مفهوم
(حرب الجميع ضد الجميع) مصالح
قوات الاحتلال الأمريكية. [9]
. هناك في الولايات
المتحدة الأمريكية تشكيلة
واسعة من مؤسسات الأبحاث
ومنها الجمعيات وأبرزها
جمعية المؤسسة الأمريكية
AEI
ومؤسسات الأبحاث الإعلامية
للشرق الأوسط Memri,
ومؤسسة واشنطن لسياسة الشرق
الأدنىWINEP
وتقوم أيضا بحملات دعائية
تخدم المنهجية الاسرائيلية,
انظر جانيس ج تيري, "السياسية
الخارجية الامريكية في الشرق
الأوسط", [10]
. جدول أعمال
إسرائيل في
غزو العراق الإطاحة بصدام
حسين، واحتلال البلاد، و
تقسيم العراق، وتدمير وجوده
العسكري وقدرته الصناعية ومن
ثم تنصيب نظام عميل منحاز
لإسرائيل/ والولايات المتحدة.
وفي حال تقسيم العراق وتطهيره
عرقيا، وهو ما نادى به اليمين
المتطرف، ممثلا برئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو و’الليبرالي’
الرئيس الفخري لمجلس
العلاقات الخارجية والعسكرية
الصهيونية، ليزلي جيلب،
فسيكون هناك (أنظمة حكم عميلة)
عدة . [11]
. العراق ليس عضو في
مجلس التعاون الخليجي ولكنه
يعتبر الكتف الجغرافي القوي
لمجلس التعاون والقوة الصلبة
وحجر الزاوية في القدرة
الصلبة العربية وترتيبات
الصد العسكري للخليج العربي. [12]
. دراسة أعدتها
جامعة بابل العراقية حول
الجوع والعوز في العراق ما
بعد الغزو [13]
حسب أخر إحصائية
لوزارة التخطيط الحالية. [14]
. قدم الدكتور
العراقي, "عمر الكبيسي"
ورقة إلى البرلمان الأوربي في
اذار2009, بعنوان"تدهور
الوضع الصحي في العراق"
وأكد فيها وجود (8) ملايين
عراقي يعانون من الفقر
الغذائي ,و(4) ملايين عراقي تحت
خط الفقر. [15]
. حسب إحصائيات
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين [16]
. المصالحة الوطنية وهم
وفقد مضمونها بعد عمليات
التطهير الطائفي والاغتيال
السياسي والتصفية الجسدية
والتعذيب والتغييب
والاعتقالات التي جرت منذ عام
2005 ولحد الآن وبات مجرد مصطلح
لتخدير الشعب العراقي وتبويب
الاكلاف المالية . -------------------- هذه
الدراسة تعبر عن رأي كاتبها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |