ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(28)

د. محمد سعيد حوى

ثمرات وآثار كون السنة ظنية الثبوت.

بينت من قبل معنى كون السنة ظنية الثبوت في معظمها، وانها آحاد في الاعم الاغلب، لا ترتقي الى القطعي المتواتر وانها من ثم على درجات في الثبوت وعدمه؛ فمنها ما ترجح فيه جانب الصحة والصواب، لتوافر شروط القبول من عدالة الرواة وضبطهم واتصال السند وانتفاء أي علة، فهذا الصحيح الذي لا يجوز رده الا بدليل وبرهان مقبول شرعاً.

ومنها ما تردد جانب القبول او الرد فيه وهو ما يسمى بالحسن، والصواب التوقف فيه حتى يترجح احد الطرفين.

ومنها ما يترجح فيه الرد وهو الضعيف وهو على مراتب.

وبينت براهين كون السنة ظنية من حيث روايتها بالمعنى. وتأخر التدوين بقصد من الشارع الحكيم، وكونها من رواية الآحاد من الرواة، والوهم جائز على الثقات فضلاً عمن دونهم فهم بشر غير معصومين.

ثم قد يقع في الرواية اشكالات اخرى تدخل في اطار ما يعرف بعلم العلل او مختلف الحديث او شكل الحديث، ولكل مقامه من البيان والبحث.

وبينت ان كون السنة ظنية لا يعني القدح او التشكيك بمجمل السنة لأن المحدثين قد وضعوا قواعد دقيقة في النقد والتمحيص.

ومع هذا, فباب الاجتهاد مفتوح لأهل الاختصاص في نوعيه: اعني في ميدان نقد الحديث صناعة، قبولاً او رداً.

وفي ميدان فهم النص, على ان يكون صادراً عن اهله ووفق الاصول النقدية والشرعية واللغوية المعتبرة.

واذا تقرر هذا فما الذي يترتب على كون السنة ظنية؟ وما هي ثمرات ذلك؟ ولماذا نؤكد على ذلك.

1- ان الحقيقة المطلقة في الثبوت والنص الوحيد في الوجود الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو فقط القرآن العظيم، وهكذا اراد الله سبحانه ان لا يكون كتاب في الكون له خاصية الحفظ المطلق والصيانة التامة والثبوت القطعي المتواتر الا القرآن العظيم ومن ثم وجدنا رسولنا (صلى الله عليه وسلم) يؤكد على عدم تدوين السنة (الا في حالات استثنائية) وهذا يرتب على الامة اموراً في غاية الاهمية منها:.

- ان يكون القرآن الكريم الحكم الفيصل في كل ما تختلف فيه الامة.

- ان يكون القرآن المصدر الذي يرجع اليه الجميع.

- ان اصول العقائد التي على أساسها يكون الفصل بين الايمان والكفر قد سطرت جميعها في كتاب الله.

- ان اصول الاحكام والاخلاق واصول الترغيب والترهيب كل ذلك، مسطور في كتاب الله "ما فرطنا في الكتاب من شيء".

- ان كل ما تنافى مع الكتاب فالمرجع فيه الى القرآن.

- ان العناية العظمى من حيث التدبر والبحث والدرس ودقة الفهم لا بد ان توجه الى القرآن اولاً والاستمرار في استكشاف اسرار القرآن مع تقدم العلوم وتجدد المستجدات.

- ولهذا, فان القرآن هو الكتاب الخالد المعجز ببيانه ومعانيه ومضامينه وتشريعاته وعلومه وهو العابر للزمان والمكان الذي يسع الزمان والمكان والاشخاص وكل المستجدات.

- ومن ثم فهو الحجة القاطعة البالغة على الخلق جميعاً.

- وبه يستطيع المسلم ان يخاطب العالم بما لا يمكن ان يكون فيه حجة الا للذين ظلموا "لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا منهم".

- هذا وان كنا نؤمن بوجوب العمل بما صح وسلم من كل علة من حديث رسول الله, فان الذي لا مناص من الاقرار به اننا لا نستطيع ان ننزل السنة منزلة القرآن من حيث الثبوت وقطيعة الحجة والبرهان لكل ما سبق:.

2- ان كون السنة ظنية – في معظمها – يفتح باباً واسعاً من الاجتهاد لأهل العلم نقداً او اثباتاً ونفياً وفهماً (اذ قد يتصرف الراوي بالنص من غير قصد).

3- ان هذا يقرر مبدأ عاماً عظيماً ومهماً جداً وهو اساس لتقرير وحدة المسلمين وتقاربهم والارتقاء في حسسن التعامل فيما بينهم ونفي كل اسباب الضغائن والتشنج والتفرقة.

ويقرر ان الاختلاف ممكن بل وارد تماماً، وانه لا بد ان يعذر بعضنا بعضاً ما دام هذا في اطار الفروع والظنيات وان ذلك ليس مدعاة لتفرقة او اتخاذ مواقف حادة.

4- ان كل عالم مجتهد او ناقد خبير ما قصد فيما يقرره من حكم او فهم لحديث الا مرضاة الله سبحانه وتعالى في اطار ما اداه اليه اجتهاده, واذا كان الامر كذلك فلا بد من ان نحسن الظن بعلمائنا الاجلاء على اختلاف مذاهبهم.

5- انه لا يجوز ان نحجر على الناس في التفكير او النقد او العمل. ولا ان نسعى ان نلزم الآخرين بآرائنا وما رأي ولا فهم ولا نقد بأولى من غيره الا في اطار النقد والتمحيص والتحرير, ولا يستطيع احد ان يقرر انه يمثل الحقيقة المطلقة النهائية مهما كانت حجته.

6- ولما كان الامر كذلك, اعني لما كان من خاصية القرآن انه كلام الله المعجز، الذي بني على الاجمال مع البيان واستودع الله فيه من الاسرار ما يتجدد اكتشافه مدار الأزمنة والايام. تكفل الله بحفظه حفظاً خاصاً حرفاً حرفاً وكلمة كلمة.

ولما كانت السنة بنيت على التفصيل في الاحكام لكن مع ظنية الثبوت انه لما كان الامر كذلك، فان ذلك مما يعين المجتهدين في الشريعة ان يواكبوا كل جديد، ويعالجوا احوال الانسان والمجتمعات والأمم، والدول مهما تبدلت الاحوال والظروف او طرأ طارئ او تجدد حال استثنائي, مما يكون تأكيداً جديداً على صلاحية الشريعة الاسلامية لكل زمان ومكان.

يتبع..

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ