ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإسلام والغرب.. صراع المشاريع

الحلقة الثانية والعشرون

المغاربة في مواجهة الدول الفاطمية

د. علي محمد الصلابي

لقد سلك علماء السنة المغاربة في مقاومة التشيع الذي حاولت الدولة الفاطمية العبيدية فرضه أساليب عديدة، منها المقاومة السلبية، والمقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، وكانت هناك أنواع أخرى من المقاومة: عن طريق التأليف وعن طريق نظم الشعر .. إلخ. ومن أبرز هذه الوسائل:

أ- المقاومة السلبية: أولى الوسائل التي أستعملها علماء المغرب السنة في مقاومة التيار الشيعي: الوسيلة السلبية، ونعني بها: المقاطعة الجماعية التي مارسها علماء المغرب تجاه كل ما له صلة بالتشيع، أو بالحكم القائم وتمثلت تلك المقاطعة في مقاطعة قضاة الدولة وعمالها، ورفض من استطاع منهم دفع الضرائب لها (1).

ومن مظاهر هذه المقاومة مقاطعة حضور صلاة الجمعة التي كانت مناسبة للعن أصحاب رسول الله على المنابر : فتعطلت بذلك الجمعة دهراً بالقيروان (2)، ومنهم من اكتفى بالدعاء عليهم كما فعل الواعظ عبد الصمد (3) ، وكما كان يفعل أبو إسحاق السبائي الزاهد إذا رقى رقية يقول بعد قراءة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين: وببغضي في عبيد الله وذريته، وحبي في نبيك وأصحابه وأهل بيته أشف كل من رقيته (4).

ومن مظاهر المقاومة السلبية أيضاً: مقاطعة كل من يسير في ركب السلطان واعتزاله وكل من كانت له صلة بهذا السلطان أو سعى إلى تبرير وجوده عملاً بقوله تعالى: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } (المجـادلة، آية :22). فهـذا خـلف بـن أبي القاسم البراذعي (ت نحو 400ﻫ) (5) قام عليه فقهاء القيروان بصلته بملوك بني عبيد وقبوله هداياهم وتأليفه كتاباً في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه عندما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلاً ببيت الحطيئة (6):

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا    وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

لذلك كله أفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه وعدم قراءتها وإزاء ذلك اضطر هو إلى الهجرة إلى الصقلية حيث حصلت له حظوة كبيرة عند أميرها(7).

ب- المقاومة الجدلية: كانت المقاومة الجدلية هي أقوى وأوسع أنواع المقاومة التي قام بها علماء السنة المغاربة ضد الشيعة الرافضة المنحرفين، وقد سطع في سماء هذه المساجلات العلمية والمناظرات العقدية عدد كبير من العلماء، وكانوا لسان أهل السنة الناطق والذاب عن بيضة هذا الدين، وممن لمع نجمه في ميدان المناظرة الشيخ عبد الله بن التبان (371 ت) (8) وقد اشتهر بسبب مناظرته لبني عبيد حتى ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار المختلفة لعلمه بالذب عن مذهب أهل السنة وكان هذا الإمام - فضلاً عن براعته في الجدل والمناورة شجاعاً مقداماً لا يهاب الموت.

من ذلك ما ذكره المالكي والدباغ من أن عبد الله المعروف بالمحتال (9) ، صاحب القيروان قد شدد في طلب العلماء، فاجتمعوا بدار ابن أبي زيد القيرواني فقال لهم ابن تبان: أنا أمضي إليه، أبيع روحي لله دونكم، لأنه إن أتى عليكم وقع على الإسلام وهن عظيم (10). وفعلاً ذهب إليه وأقام عليه الحجة هو وجماعته الذين جاء بهم ليناظروه وبعد أن هزمهم في مجلس المناظرة لم يخجلوا أن يعرضوا عليه أن يدخل في نحلتهم ولكنه أبى وقال: شيخ له ستون سنة يعرف حلال الله وحرامه ويرد على اثنتين وسبعين فرقة يقال له هذا ؟ لو نشرتموني في اثنتين ما فارقت مذهبي (11) ، ولما خرج من عندهم بعد يأسهم منه تبعه أعوان الدولة الفاطمية العبيدية وسيوفهم مصلتة عليه ليخاف من يراه من الناس عن تلك الحال، فإذا به وهو تحت الضغط يهدي الناس ويقدم لهم النصيحة، ويقول لهم دون خوف ولا وجل: تشبثوا، ليس بينكم وبين الله إلا الإسلام، فإن فارقتموه هلكتم (12).

وكان يخشى على العامّة من فتنة بني عبيد ويقول: والله ما أخشى عليهم الذنوب، لأن مولاهم كريم، وإنما أخشى عليهم أن يشكوا في كفر بني عبيد فيدخلوا النار (13) وممن اشتهروا بالذب عن الإسلام وأشهروا حجج الحق وبراهين العدل وإقامة الحجة على دعاة الدولة الفاطمية أبو عثمان سعيد بن الحداد 302ت) لسان أهل السنة وابن حنبل المغرب قال عنه السـلمي: كـان فقيها صالحاً فصيحاً متعبداً أوحد زمانه في المناظرة والرد على الفرقة (14).

وقال عنه الخشني: كان يرد على أهل البدع المخالفين للسنة وله في ذلك مقامات مشـهودة وآثار محمودة ناب عن المسلمين فيها أحسن مناب، حتى مثله أهل القيروان بأحمد بن حنبل (15). وقال عنه المالكي : وكانت له مقامات في الدين مع الكفرة المارقين أبي عبيد الله الشيعي وأبي العباس أخيه وعبيد الله أبان فيها كفرهم وزندقتهم وتعطيلهم (16).

وحاولت الدولة الفاطمية بالمغرب أجبار الناس على مذهبهم بطريقة المناظرة وإقامة الحجة مرة والتهديد بالقتل مرة أخرى، فارتاع الناس من ذلك ولجؤوا إلى أبي سعيد وسألوه التقية فأبى وقال : قد أربيت عن التسعين، ومالي في العيش حاجة، ولا بدلي من المناظرة عن الدين أو أن أبلغ في ذلك عذراً ففعل وصدق، وكان هو المعتمد عليه بعد الله في مناظرة الشيعة (17) ،

ومن أشهر هذه المناظرات:

التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما: أول هذه المناظرات كما يذكر صاحب المعالم حول التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما فبعد الاجتماع بين ابن الحداد وأبي عبيد الله الشيعي؛ سأل أبو عبدالله الشيعي ابن الحداد : أنتم تفضلون على الخمسة أصحاب الكساء غيَرهم - ؟ يعني بأصحاب الكساء : محمداً صلى الله عليه وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ويعني بغيرهم : أبا بكر رضي الله عنه - فقال أبو عثمان : أيما أفضل ؟ خمسة سادسهم جبريل عليه السلام؟ أو اثنان الله ثالثهما ؟ (18) فبهت الشيعي.

موالاة علي رضي الله عنه: في هذه المناظرة أراد عبيد الله الشيعي أن يثبت أن الموالاة في قوله عليه الصلاة والسلام: من كنت مولاه فعلي مولاه (19). بمعنى العبودية : قال له : فما بال الناس لا يكونون عبيداً لنا ؟ فقال ابن الحداد : لم يرد ولاية رق وإنما أراد ولاية الدين، ونزع بقوله تعالى : " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخـذوا الـملائكة والنبيين أربـابا أيأمـركم بالكفـر بعد إذ أنتم مسلمون " (آل عمران، آية : 79 - 80 ) فما لم يجعله الله لنبي لم يجعله لغير نبي، وعلي رضي الله عنه لم يكن نبياً وإنما كان وزيراً للنبي صلى الله عليه وسلم (20) هذه إشارات عابرة وهي جزء صغير من مجموع المناظرات التي دارت بين الفريقين.

ج- المقاومة المسلحة: لم يكتف علماء المغرب بالمقاومة السلبية والمقاومة الجدلية، بل منهم من حمل السلاح وخرج ليقاتلهم، فهذا جبلة بن حمود الصدفي ترك سكن الرباط ونزل القيروان، فلما كلم في ذلك قال: كنا نحرس عدواً بيننا وبينه البحر، والآن حل هذا العدو بساحتنا، وهو أشد علينا من ذلك وقال: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك (21). واستدل بقول تعالى : "يا أيهاّ الذين أمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (التوبة، آية : 123) ومنهم الإمام: أبو القاسم الحسـن بن مفرج ت 309ﻫ الذي كان من أوائل من خرج على الشيعة ومات شهيداً ، قتله عبيد الله المهدي وصلب هو ورجل يدعى أبا عبدالله السدري الذي كان من الصالحين وكان قد بايع على جهاد عبيد الله وجعل يحث الناس على جهاده فبلغ خبره عبيده الله، فأمر بقتله(22).

ثم إن العلماء خطوا خطوة أكبر بإصدار فتوى بوجوب قتال الدولة الفاطمية العبيدية وكان ذلك بعد اجتماع وتشاور بين علماء السنة وتحالفوا مع أهل القبلة ضد الفاطميين الذين حكموا عليهم بالكفر لمعتقداتهم الفاسدة قال الشيخ الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن الخولاني : خرج الشيخ أبو إسحاق السبائي رحمه الله - مع شيوخ إفريقية إلى حرب بني عبيد مع أبي يزيد، فكان أبو إسحاق يقول - ويشير بيده إلى عسكر أبي يزيد هؤلاء من أهل القبلة وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريد عسكر بني عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتال من "هو" على غير القبلة - فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، لأنه خارجي، والله عز وجل يسلط عليه إماماً عادلاً فيخرجه من بين أظهرنا ويقطع أمره عنا. والذين خرجوا معه من الفقهاء والعباد: أبو العرب ابن تميم، وأبو عبدالملك مروان نصروان وأبو إسحاق السبائي وأبو الفضل وأبو سليمان ربيع بن القطان (23) وغيرهم كثير (24) وفي الموعد المحدد خرج العلماء ومن ورائهم وجوه القوم وعامتهم في أعداد غفيرة لا يحصيهم عد، ولم يتخلف من العلماء والصلحاء أحد إلا العجزة، ومن ليس عليهم حرج.

 

وكان ربيع القطان من طليعة الصفوف راكباً فرسه، وعليه آلة الحرب متقلداً مصحفه وهو يقول: الحمد لله الذي أحياني حتى أدركت عصابة من المؤمنين اجتمعوا لجهاد أعدائك وأعداء نبيك (25) وقد أبلى العلماء في تلك المواجهة بلاء حسناً، وقدموا صور حقيقية للجهاد في سبيل الله لأعداء الإسلام، واستشهد منهم ما لاً يقل على الثمانين عالماً، منهم ربيع القطان والمميسي وغيرهما، وحققوا انتصاراً باهراً وكادوا يستولون على المهدية، لولا أن ساعة الغدر حلت ورجعت الكرة عليهم، حين خدعهم أبو يزيد وأسفر عن وجهه القبيح المناوئ لأهل السنة وأمر جنده أن ينكشفوا عنهم بقوله: إذا التقيتم مع القوم فانكشفوا عن أهل القيروان حتى يتمكن أعداؤكم من قتلهم لا نحن فنستريح منهم (26).

وكان غرضه من تلك الفعلة الشنيعة والخدعة المنكرة : الراحة منهم لأنه فيما ظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء الله فيتبعونه (27) فهزم شر هزيمة حيث أنضم عدد غير قليل من جنده إلى صفـوف عـدوه ولم يبـق لـه من الجند إلا القليل، وقتل شر قتلة، وكانت نهايته يوم 30 محرم سنة 336ﻫ (28).

وقد أثرت هذه المواجهة بين السنة والشيعة على الساحة المغربية فيما بعد، حيث استمرت المقاومة فيمن جاء بعدهم حتى بعد خروج بني عبيد من المغرب، فكانوا يبحثون عن مراكز وجود الشيعة، فإذا عثروا عليهم قتلوهم وسلبوا أموالهم، فقد ذكر ابن عذارى في البيان المغرب أنه: كان بمدينة القيروان قوم يتسترون بمذهب الشيعة من شرار الأمة انصرفت العامة إليهم من فورهم، فقتلوا منهم خلقاً كثيراً رجالاً ونساءً وانبسطت أيدي العامة على الشـيعة وانتهبت دورهـم وأموالهم (29) ، ويصف القاضي عياض هذه الحادثة: وكان ابتداء ذلك اليوم الجمعة منتصف المحرم، قتلت العامة الرافضة أبرح قتل بالقيروان وحرقوهم وانتهبوا أموالهم، وهدموا دورهم وقتلوا نساءهم وصبيانهم، وجروهم بالأرجل، وكانت صيحة من الله سلطها عليهم، وخرج الأمر من القيروان إلى المهدية وإلى سائر بلادهم فقتلوا وأحرقوا بالنار، فلم يترك أحد منهم في إفريقية إلا من اختفى (30). وهكذا كان هذا النوع من المقاومة هو أشد الأنواع وأنكاها، طهر الله به أرض المغرب من بدعة التشيع الباطني الرافضي.

ح- المقاومة عبر التأليف: وكانت المقاومة عبر التأليف من الوسائل المجدية والنافعة في مقاومة الشيعة والتي كان لها أثر طيب في إقلاقهم وقض مضاجعهم وإعلانهم الحرب على من يفعل ذلك، كما كان لها أثر في تبصير العامة بالحق وإرساء دعائم السنة وكانت هذه المؤلفات تنقسم إلى نوعين:

- المؤلفات التي تتناول مسائل العقيدة جملة وفق منهج أهل السنة والجماعة، ومن بين المسائل التي تتناولها مسألة الإمامة عند أهل السنة وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وشرعية خلافة الثلاثة خلافاً للشيعة الرافضة والترضي عن أصحاب رسول الله جميعاً من غير تفريق بينهم، واعتبارهم جميعاً عدولاً خلافاً للشيعة الذين يكفرونهم ويفسقونهم عدا نفر قليل منهم فهذا النوع من التأليف كان له أثر عميق في تبصير الناس بدينهم ونشر المذهب الحق فيهم، حتى أصبحوا يعتبرون كل من خالف هذه العقيدة مخالفاً للإسلام وخارجاً عن جماعة المسلمين يجب فيه كل ما يجب في الكافر من المعاداة والقتال والمقاطعة وغير ذلك من المعاملة، لعله يرتدع ويرجع ويتوب (31).

- والنوع الثاني: المؤلفات التي ألفت للرد على الشيعة خاصة وعلى عقائدهم الباطلة: وهذا النوع من التأليف - كما سبق الحديث عنه - جاء نتيجة ظروف خاصة أوجبت على أهل السنة الرد عليهم، وتفنيد شبههم ودحض باطلهم من هذا الصنف من المؤلفات نذكر كتابي "الإمامة" اللذين ألفهما الإمام محمد بن سحنون، وهما أعظم ما ألف في هذا الفن، يقول عيسى بن مسكين: وما ألف في هذا الفن مثلهما (32) ، وكتاب الإمامة للإمام إبراهيم بن عبد الله الزبيري، وكتاب الرد على الرافضة له أيضاً، واللذان كانا السبب في محنته وسجنه وضربه من قبل الدولة الفاطمية العبيدية، فهذا النوع كان له أثره في المقاومة (33).

خ- مقاومة شعراء أهل السنة: إلى جانب وسيلة التأليف كانت هناك وسيلة نظم الشعر لهجو بني عبيد وذمهم، وقد برز في هذا الميدان كثير من الشعراء منهم: أبو القاسم الفزاري، فقد وصفهم ووصف سلوكهم فقال:

عـبدوا  مـلوكهم وظـنوا iiأنهم
نـالوا  بـهم سبب النجاة iiعموما
وتـمكن الـشيطان من iiخطواتهم
فـأراهم  عـوج الـضلال iiقويما
رغبوا  عن الصديق والفاروق في
أحـكـامهم  لا سـلموا iiتـسليما
واستبدلوا  بهما ابن الأسود iiنابحاً
وأبــا قـدارة والـلعين iiتـميما
تـبعوا كـلاب جـهنم iiوتـأخروا
عـمن أصـارهم الإلـه iiنـجوما
أمن اليهود ؟ أم النصارى ؟ أم هم
دهـرية  جـعلوا الـحديث iiقديما
أم  هم من الصائبين أم من عصبة
عـبدوا  النجوما وأكثروا التنجيما
أم  هــم زنـادقة مـعطلة iiرأوا
أن  لا عـذاب غـداً ولا iiتـنعيما
أم  عـصبة ثـنوية قـد iiعظموا
الـنورين عـن ظـلماتهم iiتعظيما
سـبحان مـن أبلى العباد iiبكفرهم
وبـشركهم حـقباً وكـان iiرحيما
يـــارب فـالـعنهم iiولـقـهم
بأبي  يزيد من العذاب أليما ii(34)

ومن أشهر ما قاله قصيدته الرائية التي انتشرت في الآفاق والبلدان والتي قال فيها:

عـجبت لـفتنة أعـمت وعمت
يـقوم بـها دعـي أو iiكـفور
تـزلزلت  الـمدائن iiوالـبوادي
لـها  وتـلونت مـنها iiالدهور
وضـاقت كل أرض ذات iiعرض
ولـم  تـغن المعاقل iiوالقصور
فـنجى  الـقيروان iiوسـاكنيها
إلــه  دافــع عـنها قـدير
أحـاط بـأهلها عـلماً iiوخـبراً
ومـيز  مـا أكـتنه iiالـصدور
وجـلـلهم  بـعـافية iiوأمـن
وأسـبل  فـوقها سـتر iiستير
وأثـبت جـلة الـعلماء iiفـيها
بـحـار لا تـعـد ولا iiبـحور
ومـنها  سـادة الـعلماء iiقدما
إذا  عُـدَّوا ولـيس لـها iiنظير
وفـيها  الـقوم عـباد خـيارا
فـقد  طـاب الأوائـل iiوالأخير
هـم افـتكوا سـبايا كل iiأرض
وفـادوا  مـا استبد به iiالمغير
كـفـيناهم عـظائمها iiجـميعاً
فـزالت  عـنهم تـلك iiالشرور
وسـكـنَّا قـلـوباً iiخـافـقات
أمـات عـروقها ضـر iiضرير
وأويـنـا  وآسـيـنا وكـنـا
لـهم  أهـلاً وأكـثرهم iiشطير
فـبات  طـعامناً لـهم iiطـعاماً
هـنـاك ودُورنـا لـلقوم iiدور
وكـان لـنا ثـواب الله iiذُخـراً
وقـام  بـشكرنا مـنهم شكور
ولـولا الـقيروان iiوسـاكنوها
لغاب طعامهم والمخ (35) iiريرُ
ولـيس لـنا كـما لهم iiحصون
ولا جـبـل أعـالـيه iiوعـور
ولا سـور أحـاط بـنا iiولـكن
لـنا من حفظ رب العرش iiسُورُ
ولا  نـأوي إلـى بـحر iiوإنـا
إذا قـضى القضا تُنحَى iiالبحُورُ
ولـكنا  إلـى الـقرآن iiتـأوي
وفـي إيـماننا الـبيض الذكور
عـقائق  كـالبوارق iiمـرهفات
بـها  تـحمي الحرائم iiوالثغور
وسُـمر فـي أعـاليهن iiشهب
بـها  ظـمأ مـواردها iiالنحور

إلـــــى أن iiقـــــال:
وإنـا  بـعد مـن خوف iiوأمن
نـحـب إذا تـشعبت iiالأمـور
رسـول  الله والـصديق iiحـبا
بـه  تـرجى السعادة iiوالحبور
وبـعدهما  نـحب الـقوم iiطُرَّا
ومـا  اخـتلفوا فـربهم iiغفور
ألا  بـأبي وخـالصتي iiوأمـي
مـحمد  الـبشير لـنا iiالـنذير
سـأهدى  مـا حـييت له iiثناء
مع الركبان ينجد أو يغور (36)

-------------------

1- مقدمة حسين مؤنس على رياض النفوس ص 17.

2- البيان المغرب (1/277).

3- معالم الإيمان (3/237).

4- معالم الإيمان (3/71).

5- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 324.

6- المصدر نفسه ص 324.

7- المصدر نفسه ص 324.

8- ترتيب المدارك (2/517 - 524) شجرة النور الزنكية (1/95 - 96).

9- أحد عمال دولة بني عبيد.

10- معالم الإيمان (3/113).

11- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 327.

12- المصدر نفسه ص 327.

13- معالم الإيمان (3/91).

14- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 328.

15- طبقات الخشني ص 199 معالم الإيمان (2/209.

16- رياض النفوس (2/75).

17- معالم الإيمان (2/298) جهود علماء المغرب ص 329.

18- سنن الترمذي، وتحفة الأحوذي رقم 3797 حسن غريب.

19- المصدر نفسه.

20- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 331.

21- معالم الإيمان (2/185) جهود علماء المغرب ص 337.

22- رياض النفوس (2/169 - 172).

23- الدولة الفاطمية العبيدية للصَّلاَّبي ص 78.

24- المصدر نفسه ص 78.

25- معالم الإيمان (3/37 - 42).

26- البيان المغرب (1/218).

27- البيان المغرب (1/218).

28- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 344.

29- البيان المغرب (1/268).

30- ترتيب المدارك (2/625).

31- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 349.

32- المصدر نفسه ص 349.

33- المصدر نفسه ص 349.

34- رياض النفوس (2/494 - 495).

35- رياض النفوس (2/493).

36- رياض النفوس (2/494).

المصدر : إسلام أون لاين

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ