وحدة
الحوار الوطني
قضية
الحوار الثالثة :
هل
تشكل حرية التفكير خطراً على
العقائد والشرائع
(3)
ضوابط
وحدود حرية التفكير والاعتقاد
طريف
السيد عيسى
لو أن حرية التفكير
أمر فردي وأثاره تتعلق بالفرد
وحده لما احتاج الأمر الى ضوابط
وتنظيم , لكن الفرد يعيش ضمن
مجتمع متنوع ,ولابد من عملية ضبط
حتى لا تحصل الفوضى التي لا تحمد
عقباها .
ولا يوجد تشريع
أرضي أو سماوي الا ووضع ضوابط
لممارسة حرية التفكير .
فالانسان حر أن
يسير في الشارع والمكان الذي
يريد ولكن عندما يكون سيره
سيؤدي الى فوضى فلابد للجهات
المسؤولة من وضع قوانين تحدد
مكان سير المشاة ومكان سير
وسائل النقل .
فعندما يريد
الانسان أن يمارس حرية التفكير
والتعبير فلا بد أن يتجنب مسلك
الغواية والتغرير والخداع
والتقية , فهذه كلها مؤثرات غير
نظيفة تؤدي الى شل العقل
والسيطرة عليه , بل ربما نجد من
يستخدم أسلوب الحاجة من أجل
الايقاع بالعقل وحرفه عن
التفكير السليم .
( يقول الامام
الرازي في التفسير الكبير ج10- ص
141: اعلم أن الدعوة الى المذهب
لابد وأن تكون مبنية على حجة
وبينة )
( ادع الى سبيل ربك
بالحكمة والموعظة الحسنة ) سورة
النحل – الآية 125
كما لايجوز استغلال
البسطاء والضعفاء فيتم طرح
الفكار التي يجهلون عنها الكثير
بل لاقدرة لهم على استيعاب بعض
الأفكار , فهم عبارة عن وعاء
فارغ فلا يجوز استغلال قدراتهم
المتواضعة لملئ هذا الوعاء ببعض
الأفكار .
كما لا يجوز
استغلال الاعلام عبر البرامج
الموجهة والمقصودة وخاصة من قبل
المؤسسات الاعلامية التي تسيطر
على وسائل الاعلام والتي لها
مصالح خاصة بها , فتعمل على
ترسيخ مفاهيم معينة , وفي نفس
الوقت نجدها تمارس كل أساليب
الاقصاء والتهميش بحق الأفكار
التي تخالفها , ان وسائل الاعلام
هذه تمارس تغييبا للحقيقة
وتستبدلها بروايات مزيفة
تزينها ببعض الشعارات البراقة
الخداعة .
كما لابد من تكافؤ
الفرص للجميع فيقدم كل صاحب
فكرة حجته وأدلته بعلمية ومنطق
وموضوعية فتعطى الفرصة للجميع
ليعبر كل عن وجهة نظره بمطلق
الحرية .
كما لابد من اعطاء
الفرصة للجميع باستخدام كل
الوسائل المتاحة للتعبير عن
مواقفهم دون استغلال لتلك
الوسائل من أجل الطعن والتشهير
والاستهزاء والسخرية .
كما لابد من
الأمانة في العرض دون التحيز .
ولا بد عند التعرض
لنقد معتقدات الآخرين أن يكون
النقد علميا مهنيا بعيدا عن
التجريح وتحويل الأمر الى قضية
شخصية .
ان للمعتقدات حرمة
وقداسة يضحي من أجلها الانسان
بالغالي والنفيس , فانه يحرم
التعرض لكل مايؤدي للاستهانة
بالمعتقدات , فالبعض عندما يريد
نقد بعض المعتقدات فانه يستخدم
أسلوب التهكم والتحقير
والانتقاص والهمز واللمز , فهذه
تصرفات تجرح المشاعر الدينية
مما يدفع نحو صراع لايبقي ولا
يذر .
( ولا تسبوا الذين
يدعون من دون الله فيسبوا الله
عدوا بغير علم ) سورة الأنعام –
الآية 108.
فالحوار يكون
بالحجة والعلم .
كما يجب تجنب
التصرفات الكيدية والا تعتبر
اعلانا للحرب على هذا المعتقد
أو ذاك .
(أفتطمعون أن
يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم
يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من
بعد ماعقلوه وهم يعلمون) سورة
البقرة – الآية 75.
مطلوب من المفكرين
والدعاة والعلماء السعي لترسيخ
مفهوم الحرية والدفاع عنها
وجعلها جزء من حياة المسلم وهمه
اليومي .
آملا أن يكون هذا
البحث المتواضع أسهم في توضيح
بعض الجوانب حول حرية التفكير
والاعتقاد .
-------------------------------
للمراسلة
فقط على البريد الخاص بهذا
الباب وهو
hiwar.asharq@gmail.com
|