وحدة
الحوار القومي
مشاركات
ورقة الحوار الخامسة
تقسيم
العراق هل هو بداية
(1)
هل فدرالية العراق الطائفية،
هي بداية لتنفيذ إستراتيجية
تقسيم المقسم العربي!؟
محمود أحمد
الأحوازي
m.ahmad2004@hotmail.com
الفدرالية، نظام سياسي، تم تبنيه
في كثير من دول العالم المتحضر
وهو حكم محلي لبعض الأقليات
القومية والأثينية وحتى بدونها
من اجل تقسيم المسؤوليات على
المناطق في بعض الدول من اجل
المتابعة المنظمة والقيام
بالخدمات بشكل أفضل وسريع وليس
هناك من يخاف من الفدرالية ما
دام هي تؤمن حقوق بعض الأقليات
في أماكن تواجدها في دول، هي
التي كانت بحاجة للفدرالية أكثر
من الأقليات نفسها للسيطرة على
أمورها السياسية والاجتماعية
والاقتصادية.
العراق، ودون ان يطلق على
حكمه قبل الإحتلال فدرالي،
أيضا كان قد أعطى الحق للأكراد
لإدارة المناطق الكردية وأمن
لهم حقوق، أراد الأكراد أكثر
مما حصلوا عليه وهذا من حق أي
شعب ان يطرح مطالبه ويناضل من
اجلها وللشعب الكردي في العراق
حقوق قومية وسياسية،
والفدرالية القادمة في العراق
ان أمنت ذلك للشعب الكردي فعملت
حسنا، لكن مطالبة المجلس الأعلى
الإسلامي في العراق بفدرالية
طائفية في العراق وقرار
الكونغرس الأمريكي لتأييد هذا
الطلب جلب شكوك كثيرة في أهداف
ما يطرح من فدرالية للعراق حيث
ان الفدرالية في العالم لم تكن
يوما طائفية ومذهبية في أي نقطة
من العالم، وما يحصل، وبعد
مراجعة ماضي الجهات المطالبة
به، من حقنا ان نشك بخطة خبيثة
تنفذ، هذه بدايتها والأمريكان
في الكونغرس والصفويين في
العراق، أي بالأحرى
الإيرانيين، اتفقوا على هذه
الصيغة ضمنيا أو رسميا ويمكن ان
تكون هذه هي احد النقاط التي
طالبت ايران من أمريكا تنفيذها
في التوافق بين الطرفين حيث ان
ايران صاحبة مصلحة في تقسيم
الدول العربية مثل ما أمريكا
وإسرائيل صاحبة مصلحة.
العالم العربي، من العراق الى
الجزائر والسودان فيه
المسيحيين ومن كل الطوائف الى
جانب المسلمين ومن كل الطوائف،
عاشوا وتعايشوا حتى الآن دون ان
نرى اختلاف طائفي يظهر بينهم
سوى ما حصل في العراق أخيرا وهذا
انكشفت الأهداف من خلفه والدول
التي قامت به وهي الدول نفسها
صاحبة المصلحة في تعميم هذا
التقسيم الطائفي والفدرالية
الطائفية لتقسيم الدول العربية
مرة اخرى وإلا لماذا تنشط ايران
في السودان ومصر والجزائر وحتى
في نيجريا لخلق بؤر صفوية تخدم
أهدافها السياسية في التوسع؟
وتطابق هدف الفرس في ما خططوا
ونفذوا حتى الآن لتوسيع رقعة
توسعهم في العالم العربي
وتفكيكه وتضعيفه لصالح تسهيل
بسط سيطرتهم مع القضاء على
الهوية العربية للمنطقة، تطابق
مع الهدف الأمريكي في تجزئة
المجزئ من العالم العربي ضمن
تنفيذ سياسة " الشرق الأوسط
الكبير" وهذه الأهداف كانت من
جملة أهم الأهداف التي جمعت
ايران بأمريكا على الهجوم على
العراق والعمل مع التنظيمات
السياسية الطائفية الشيعية قبل
احتلال العراق وإعطاء الشيعة
الفرصة للسيطرة على
الحكم في العراق وعلى كل
مرافق الحياة فيه، بعد
الإحتلال، بالإضافة الى العمل
لإبعاده عن محيطه العربي.
ما يبرر السياسة الإيرانية
للتسريع في انجاز خطة تجزئة
العراق المرسومة مسبقا هو وصول
الشعب الكردي الى حقوقه الوطنية
والقومية ضمن كنفدرالية واسعة،
والتي ضمنت له رفع العلم الكردي
دون علم العراق الى جانب
التوقيع على العقود مع الدول
الخارجية بشكل مستقل والوصول
الى شبه استقلال سياسي قال عنه
مسعود البارزاني رسميا قبل
أسبوعين، وردا على سؤال حول عدم
تمايله لزيارة تركية، قال: إن لم
ادعى بعنوان رئيس كردستان، لم
أزور مكانا بعد اليوم. هذه
الحقوق الواسعة للشعب الكردي
أمرا يخيف ايران كثيرا نظرا
لوجود شعب كردي يناضل هناك الى
جانب الشعوب الأخرى، العربي
منها والأذربيجاني والبلوشي
والتركي الأذربيجاني واللري
وغيرهم في ايران.
من جانب آخر، إيران التي حاولت
السيطرة على الجنوب العراقي قبل
أكثر من 17 عام بعد انسحاب الجيش
العراقي من الكويت وتدميره شبه
الكامل في طريق انسحابه بواسطة
الطائرات الأمريكية، لم ترغب في
حكم موسع للشعب الكردي في
العراق مثل ما لم ترغب تركية
وسورية، وهذا ما زادها إصرارا
على تنفيذ هذا المخطط
ولذا سارعت في تنفيذ هذه
الخطة على خطين متوازيين، خط
سياسي تخريبي على الأرض بواسطة
مليشياتها، خصوصا قوات بدر
التابعة للمجلس الأعلى
الإسلامي، وخط آخر تشريعي حيث
حركت خيوطها وخصوصا الائتلاف
الشيعي وبمساندة كردية على
العمل على تثبيت الفدرالية "الطائفية"
في الدستور العراقي وطبعا هذه
الخطة راقت للقيادة الكردية
أيضا حيث أنها تضعف السلطة
المركزية العراقية مما يعطي
الفرصة للشعب الكردي بتثبيت
أوضاعه دون الخوف من عودة
الأمور على ما كانت عليه قبل عام
1990.
إن الهدف الإيراني من قبول
الفدرالية الطائفية وإن أعلن
معارضته لها رسميا يضمن له
توسيع امتداده عن طريق الجنوب
العراقي ودون عوائق باتجاه
الشيعية في الخليج العربي
وتحديدا في المملكة العربية
السعودية والبحرين وهما الأقرب
لشيعة البصرة والجنوب العراقي،
ومنها الانطلاق الى الدول
الخليجية والعربية الأخرى حيث
لإيران مؤسساتها التي أقدمت على
بناءها منذ فترة طويلة ولها
خلاياها التي كشف عنها احد
أعضاء السلك الدبلوماسي
الإيراني في الخليج والهارب في
أوروبا منذ فترة. كما
وتمكنت ايران بشعاراتها
الإسلامية وباستثمارها
للبلايين من الدولارات لتوسيع
نفوذها ألصفوي، تمكنت من بناء
قواعد مختلفة لها تمتد من
العراق الى سورية ولبنان
وتتجاوز مصر لتصل الى المغرب
العربي حيث أصبحت هناك جاليات
شيعية نشطة في المغرب والجزائر
وحتى في السودان ونيجريا حيث
ساعدها على هذا التوسع علاقتها
بسورية منذ الحرب العراقية
الإيرانية حيث معظم المعارضين
العراقيين من الشيعة كانوا
متواجدين في سوريا وهم الذين
لعبوا دورا كبيرا في توسيع
المذهب ألصفوي عن طريق سورية
وبحرية كاملة على العالم العربي
والإسلامي خلال ما يقارب
الثلاثة عقود.
خلال الأعوام الأخيرة، كشف
الإعلام العربي عن نوايا ايران
في التوسع في الدول العربية
المجاورة كثيرا حيث وبالإضافة
العراق، تم تمويل وتسليح مجموعة
الحوثي في اليمن وتم استثمار
أموال طائلة في البحرين للسيطرة
على مناطق بعينها وشراء معظم
أراضيها ومنها في مدينة محرق
والعمل على جمع تبعتها من
الشيعية في أماكن خاصة بهم، كما
استخدمت مراكز نشاطها في الكويت
والإمارات العربية المتحدة
لتمويل حزب الله في لبنان وبعض
المجموعات الأخرى في الخليج
وهذا بالإضافة الى إرسال رجال
دينها ومبشريها الى الخليج
العربي وخصوصا الى الكويت
والإمارات والبحرين خلال
الأيام العشر الحرام من محرم
وفي شهر رمضان للقيام بالتبليغ
وتثبيت وضع الشيعة هناك من على
المنبر الحسيني في المساجد
والحسينيات.
وستتمكن ايران من الوصول
لأهدافها هذه بالإضافة الى
إمكان وصول الأمريكان الى
أهدافهم في تجزئة العالم العربي
في سايسبيكو جديدة إذا تمكنوا
من تمرير تقسيم العراق على أساس
طائفي في هذه المرحلة، حيث هذا
سيكون بداية، وعلاوة على ما
سينفذ لشق الصف الإسلامي بين
شيعة وسنة في المنطقة، سيكون
الهدف الأمريكي منه أيضا في
بناء "شرق أوسط كبير" يضم
العرب " الى جانب" غير
العرب والإسلام " الى جانب"
الأديان الأخرى حيث وعلاوة على
البؤر الطائفية الصفوية التي
تحمل مسؤولية القيام بتأسيسها
وتنشيطها النظام الإيراني لشق
صف المسلمين، سيكون أسهل
للأمريكان بعد تقسيم العراق على
أساس طائفي، ان يحركوا كل
السواكن المذهبية في المنطقة
العربية لمطالبة الأقليات
الدينية والمذهبية غير
الإسلامية بحقوق " وطنية!".
وسيحصل الأمريكان على من يرحب
بهم بين المسيحيين وخصوصا في
مصر والسودان ولبنان وحتى
فلسطين وبعض الدول العربية
الأخرى لتنفيذ هذه الخطة حيث
خلال سنوات قليلة ستكون المنطقة
العربية مشغولة بآفة جديدة هي
الصراعات المذهبية والطائفية
بين السنة والشيعة من جهة وبين
المسلمين وغير المسلمين من جهة
اخرى، مما يوحي بأن العراق ليس
إلا محطة أولى في حروب طائفية
قادمة وتفتت عربي جديد. إذا، خطة
تقسيم العراق على أساس طائفي،
هي الخطة التي تم الإتفاق عليها
رسميا أو ضمنيا بين الأمريكان
الجمهوريين "من المسيحيين
الجدد" المبشرين بدويلات
مسيحية في المنطقة العربية
وديمقراطييهم، مع الإيرانيين
الحافظين " الصفويين الجدد"
المبشرين بدويلات شيعية
وإصلاحييهم.
----------------------------------
الآراء
المنشورة في هذه الحوارات تعبر
عن رأي كاتبيها
----------------------------
للمراسلة
فقط على البريد الخاص بهذا
الباب وهو
hiwar.asharq@gmail.com
|