ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
السياق
ـ رواية تأليف:
ليوناردو شاشا ترجمة:
نبيل رضا المهايني هذا الكتاب "مفتش شرطة يدعى روغاس يحقق في سلسلة من
جرائم القتل المرتكبة بحقِّ
مجموعة من القضاة، وفي سياق هذا
التحقيق تتكشف الأمور عن فساد
سياسي عميم وعن خوفٍ من الثورة،
وعن محاولات إجهاضها بتجنيد بعض
كتائبها وعناصرها، من أجل
ابتلاع بيضة السلطة ودجاجة
الثورة في نفس الوقت. هكذا يصور
الكاتب فساد النظام السياسي من
خلال حبكةٍ بوليسية متقنة
تُظْهِرُ غياب العدالة وتتكشف
عن نخرٍ عميق في بنيان المجتمع
والدولة. تشكل السخرية واحدة من
أهم الأدوات التي تستخدمها هذه
الرواية في الحفر عن موضوعها،
إلى جانب الحبكة البوليسية التي
سبقت الإشارة إليها. ويمكن أن
نعدّ هذا العمل واحداً من أبرز
الأعمال في تلك المجموعة من
الروايات والأفلام التي شاعت في
أواخر الستينات والسبعينات من
القرن العشرين، وراحت تكشف عن
عثرات الأنظمة السياسية وضروب
خرابها وفسادها من خلال
التحقيقات القضائية التي تبدأ
بداية عادية، بل ساذجة، وتأخذ
شيئاً فشيئاً بالكشف عن
الطبيعية الحقيقية العميقة
لهذه الأنظمة." عندما نشرت رواية "السياق" عام 1971
كان واضحاً أن ذلك البلد
الخيالي الذي تجري فيه أحداثها
إنما كان ايطاليا، وأن تلك
الشخصيات الواقعية
والميتافيزيقية معاً، والتي
قدمت بأسماء بين الاسبانية
والبرتغالية كانت شخصيات يمكن
أن يتعرف إليها الايطاليون بين
ظهرانيهم. كان واضحاً أيضاً أن
أسلوب الرواية الساخر جاء ليرسم
بألوان التهكم الفترة
التاريخية الصعبة التي كانت
تعيشها ايطاليا في تلك الأيام
عندما اختلطت الأوراق الأمنية
والسياسية، وعاش الجميع حقبة
مليئة بالفوضى. تتابع في
الرواية جرائم القتل وجنائز
القتلى من كبار قضاة البلاد
كأنما لتتنبأ بما حدث بالفعل
بعدها في ايطاليا، عندما كانت
تتداخل قصص المحاكمات السياسية
والتفجيرات العشوائية وجرائم
المافيا مع جرائم السياسة
الغامضة. وإذا كان بوسعنا اليوم
أن نعمم فيمكننا أن نسقط أحداث
الرواية حتى على المسرح العالمي
المعاصر الذي مازلنا نعيش بعضاً
من فصوله. في عام 1976 استوحى
المخرج الإيطالي الكبير
فرانشيسكو روزي أحداث هذه
الرواية لينتج فيلمه الشهير "الجثث
الفخمة" الذي لقي نجاحا
عالمياً. ـــــــــــ المصدر : موقع وزارة الثقافة ـ الهيئة
العامة السورية للكتاب -------------------- هذا
الكتاب يعبر عن رأي كاتبه
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |