ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عادوا
إلى الفطرة (70
قصة حقيقية مؤثرة) إعداد
: أبو إسلام
أحمد بن علي (27) توبة
أشهر عارضة أزياء فرنسية "
فابيان " عارضة الأزياء
الفرنسية ، فتاة في الثامنة
والعشرين من عمرها ، جاءتها
لحظة الهادية وهي غارقة في عالم
الشـهرة والإغراء والضوضاء . .
انسحبت في صمت . . تركت هذا
العالم بما فيه ، وذهبت إلى
أفغانستان ! لتعمل في تمريض جرحى
المجاهدين الأفغان ! وسط ظروف
قاسية وحياة صعبة ! تقول
فابيان : "
لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي
لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه
الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل
همه إشباع رغباته وغرائزه بلا
قيم ولا مبادئ " . ثم تروي
قصتها فتقول : " منذ
طفولتي كنت أحلم دائماً بأن
أكون ممرضة متطوعة ، أعمل على
تخفيف الآلام للأطفال المرضى ،
ومع الأيام كبرت ، ولَفَتُّ
الأنظار بجمالي ورشاقتي ،
وحرَّضني الجميع - بما فيهم أهلي
- على التخلي عن حلم طفولتي ،
واستغلال جمالي في عمل يدرُّ
عليَّ الربح المادي الكثير
والشهرة والأضواء ، وكل ما
يمكن أن تحلم به أية مراهقة ،
وتفعل المستحيل من أجل الوصول
إليه . وكان
الطريق أمامي سهلاً - أو هكذا
بدا لي - ، فسرعان ما عرفت طعم
الشهرة ، وغمرتني الهدايا
الثمينة التي لم أكن أحلم
باقتنائها ولكن
كان الثمن غالياً . . فكان يجب
عليَّ أولاً أن أتجرد من
إنسانيتي ، وكان شرط النجاح
والتألّق أن أفقد حساسيتي ،
وشعوري ، وأتخلى عن حيائي الذي
تربيت عليه ، وأفقد ذكائي
ولا أحاول فهم أي شيء غير
حركات جسدي ، وإيقاعات الموسيقى
، كما كان عليَّ أن أُحرم من
جميع المأكولات اللذيذة ، وأعيش
على الفيتامينات الكيميائية
والمقويات والمنشطات ، وقبل كل
ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر .
. لا أكره . . لا أحب . . لا أرفض أي
شيء . إن بيوت الأزياء جعلت مني
صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب
والعقول . . فقد تعلمت كيف أكون
باردة قاسية مغرورة فارغة من
الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي
الملابس فكنت جماداً يتحرك
ويبتسم ولكنه لا يشعر ، ولم أكن
وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما
تألقت العارضة في تجردها من
بشريتها وآدميتها زاد قدرها في
هذا العالم البارد . . أما إذا
خالفت أياً من تعاليم الأزياء
فتُعرَّض نفسها لألوان
العقوبات التي يدخل فيها الأذى
النفسي ، والجسماني أيضاً ! وعشت
أتجول في العالم عارضة لأحدث
خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج
وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان
في إبراز مفاتن المرأة دون خجل
أو حياء " . وتواصل
" فابيان " حديثها فتقول : " لم
أكن أشعر بجمال الأزياء فوق
جسدي المفرغ - إلا من الهواء
والقسوة - بينما كنت اشعر بمهانة
النظرات واحتقارهم لي شخصياً
واحترامهم لما أرتديه . كما كنت
أسير وأتحرك . . وفي كل إيقاعاتي
كانت تصاحبني كلمة (لو) . . وقد
علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل
الشيطان . . وقد كان ذلك صحيحاً ،
فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل
أبعادها ، والويل لمن تعرض
عليها وتحاول الاكتفاء بعملها
فقط " . وعن
تحولها المفاجئ من حياة لاهية
عابثة إلى أخرى تقول : " كان
ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت
المحطمة ، حيث رأيت كيف يبني
الناس هناك الفنادق والمنازل
تحت قسوة المدافع ، وشاهدت
بعيني مستشفى للأطفال في بيروت
، ولم أكن وحدي
بل كان معي زميلاتي من أصنام
البشر ، وقد اكتفين بالنظر بلا
مبالاة كعادتهن . ولم
أتكمن من مجاراتهن في ذلك . . فقد
انقشعت عن عيني في تلك اللحظة
غُلالة الشهرة والمجد والحياة
الزائفة التي كنت أعيشها ،
واندفعت نحو أشلاء الأطفال في
محاولة لإنقاذ من بقي منهم على
قيد الحياة . ولم أعد إلى رفاقي
في الفندق حيث تنتظرني
الأضــواء ، وبدأت رحلتي نحو
الإنسانية حتى وصلت إلى طريق
النور وهو الإسلام . وتركت
بيروت وذهبت إلى باكستان ، وعند
الحدود الأفغانية عشت الحياة
الحقيقية ، وتعلمت كيف أكون
إنسانية . وقد مضى على وجودي هنا
ثمانية أشهر قمت بالمعاونة في
رعاية الأسر التي تعاني من دمار
الحروب ، وأحببت الحياة معهم ،
فأحسنوا معاملتي . وزاد قناعتي
في الإسلام ديناً ودستوراً
للحياة من خلال معايشتي له ،
وحياتي مع الأسر الأفغانية
والباكستانية وأسلوبهم الملتزم
في حياتهم اليومية ، ثم بدأت في
تعلم اللغة العربية ، فهي لغة
القرآن ، وقد أحرزت في ذلك
تقدماً ملموساً . وبعد أن كنت
أستمد نظام حياتي من صانعي
الموضة في العلم أصبحت حياتي
تسير تبعاً لمبادئ الإسلام
وروحانياته . وتصل
" فابيان " إلى موقف بيوت
الأزياء العالمية منها بعد
هدايتها ، وتؤكد أنها تتعرض
لضغوط دنيوية مكثفة ، فقد
أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها
الشهري إلى ثلاثة أضعافه فرفضت
بإصرار . . فما كان منهم إلا أن
أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها
تعود عن موقفها وترتد عن
الإسلام . وتمضي
قائلة : " ثم
توقفوا عن إغرائي بالرجوع . .ولجأوا
إلى محاولة تشويه صورتي أمام
الأسر الأفغانية
فقاموا بنشر أغلفة المجلات
التي كانت تتصدرها صوري السابقة
عملي كعارضة أزياء وعلقوها في
الطرقات وكأنهم ينتقمون من
توبتي ، وحالوا بذلك الوقيعة
بيني وبين أهلي الجدد ، ولكن خاب
ظنهم والحمد لله " . وتنظر
فابيان إلى يدها وتقول : " لم
أكن أتوقع أن يدي المرفهة التي
كنت أقضي وقتاً طويلاً في
المحافظة على نعومتها سأقوم
بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة
وسط الجبال ، ولكن هذه المشقة
زادت من نصاعة وطهارة يدي ،
وسيكون لها حسن الجزاء عند الله
سبحانه وتعالى إن شاء الله " .
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |