ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 13/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عادوا إلى الفطرة

(70 قصة حقيقية مؤثرة)

إعداد : أبو إسلام أحمد بن علي

(68)

كيف أصبحت رُبى قعوار مسلمة؟

من أنا ؟

رحل جدي مجيد وأخاه نجيب قعوار إلى الضفة الغربية ليعشون مع عائلاتهم قرب بحيرة طبريا. ولكن للأسف فقد جاء الاسرائيليون وطردوهم من أرضهم مما اضطروا ليرجعوا إلى الأردن عام 1948. سكن مجيد في الزرقاء وأما نجيب فقد سكن في مدينة العاصمة عمان.

اشترى نجيب أرضاً في الزرقاء وقطعها إلى نصفين متساويين وقال: "هذه القطعة على اليمين لي وهذه القطعة على اليسار لله وبنى كنيسة محلية صغيرة سميت "الكنيسة الإنجيلية الحرة" تسع 50 شخصاً فقط.

لدى مجيد 4 أبناء و3 بنات. واسم ابنه الأصغر داهود وهو الذي قرر ترك بيته من صغره والتغرب في الدنمرك لبناء حياته مما جعله رجلاً غنياً جداً بعد أن امتلك مطعماً ثم بعد فترة صغيرة من الزمن حجز التذكرة إلى الأردن لينتقي شريكة حياته، وبالفعل انتقت أمه ابنة عمه.  نجيب الذي كان رساماً بارعاً في الألوان الزيتية  وكانت الفتاة جميلة وذكية وعندها أيمان. أما هو فلم يكن متزمتاً في الدين المسيحي.

وبعد التزام داهود في دينه المسيحي، توفي جدي مجيد في عام 1986 وأغلقت أبواب الكنيسة. ولكن الله دعا داهود في عام 1985 ليرجع للأردن ويبدأ خدمته وفتحت الأبواب مرة أخرى في عام 1990

في عام 1995 تم ترميم الكنيسة وأسس داهود ثلاثة كنائس أخر في مدن مختلفة في الأردن وتوسعت خدمته في البلد الإسلامي خلال المسيحية

إن أمي الآن من الخادمات القويات في الكنيسة الأردنية، وقد أسست مؤتمراً سنوياً لكل النساء في الشرق الأوسط، حيث أن هناك 500 فتاة على الأقل يحضرن هذا المؤتمر، ويطرحن مواضيع حقوق المرأة والمشاكل التي تخوضها في حياتها. بالإضافة إلى تدريب قادة الشبيبة وتأسيس البرامج المختلفة للمخيمات. إن كلثوم قعوار من أقوى وأهم الشخصيات في المجتمع المسيحي والأردني.

أما أنا فقد ولدت في عام 1981 في الدنمرك ورحلت إلى الأردن مع العائلة وأنا في سن الرابعة، لدي أخت واحدة وأربعة إخوان رائعين، وكنا قائمين في مدينة الزرقاء بالقرب من الكنيسة فبالطبع كانت تربيتنا في الكنيسة أيضاً. لقد درست اللاهوت المسيحي وبدأت خدمتي في الكنيسة مع الأطفال وكنت أعلمهم وأنا ما زلت 12 سنة من العمر. في ذلك الوقت عام 1993 حصلت على معمودية الماء والروح القدس. واستمررت في خدمتي حتى أني أصبحت قائدة ومدربة لمعلمات الأطفال في الكنيسة، فقد عملت برنامجاً متكاملاً لهم وطورت المنهج التعليمي لهم وتبنيت أساليب خلاقة جديدة في تدريس الكتاب المقدس "الإنجيل والتوراة" .

وها أنا هجرت إلى ولاية تكساس في أمريكا عام 2002 مع العائلة، كان يجب علي أن أبدأ حياتي من الصفر، وبدأت أذهب للكلية للدراسة وقد أنهيت درجة الدبلوم في التصميم الفني والرسوم المتحركة .لقد حصلت على الكثير من جوائز الشرف للرسم وعزف الموسيقى على البيانو والفلوت وعزف الموسيقى الشرقية على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية عام 1999 .

توفي أبي داهود قعوار عام 2003 مصاباً بمرض السرطان، وقد استلم شيوخ الكنيسة قيادة الخدمة كان أبي داهود أحد أفضل المحسنين الذي يمكن أن تلقاه في حياتك. حيث كان يساعد الناس التي في حاجة، ويشجعهم ويبني ثقتهم بنفسهم. لقد عاش حياة بسيطة جداً مع كل أنواع الناس، وكان هدفه في الحياة إعطاء المحبة لكل الناس كما كان كتابه – الإنجيل يعلمه. كان وما زال مثالاً لنا في المعاملة الصالحة، والمسامحة، حتى في الابتسامة في كل الأوقات وأنا أدعو لله من كل قلبي أن يرحمه ويجعله في مكان السلام.

وما زلت أكمل دراستي في الجامعة كمصممة فن ورسوم متحركة، حيث حصلت على التفوق الأكاديمي لعام 2004 و2005 و2006 وحصلت على جوائز الشرف للرسم وعمل الرسومات المتحركة على مستوى الكلية عام 2005. ومهاراتي هي: الرسوم المتحركة، كتابة قصص للمسرح والتلفاز، إخراج دراما مع الخبرة في التصوير وأداء الأفلام.

وقد اعتنقت الإسلام في أكتوبر 2005 وواجهت الكثير من المشاكل مع عائلتي مما أجبرت على ترك البيت لفترة من الزمن ثم تزوجت إلى رجلي العزيز المصطفى بالحور من المغرب.

إن عملي الجاهد لتحقيق أهدافي في الحياة وفي مجال الأعمال الفنية، ملهم من الإبداع والتواصل مع الإنسانية. والآن أنا أعيش في مدينة دالاس في ولاية تكساس في أمريكا.

كيف أصبحت مسلمة؟

لقد ولدت في الدنمرك، وتربيت في عائلة أردنية مسيحية في الأردن  كان أبي قسيساً (رجل دين مسيحي) لأربعة كنائس وتعتبر أمي من أكبر القادة النساء المسيحيات في مجتمع الشرق الأوسط. وقد كنت قائدة شبيبة وأطفال في الكنيسة، ومرشدة مسيحية في المجتمع المسيحي فأنا لدي المعرفة الكافية عن التوراة والإنجيل. لقد اتخذت المسيح مخلص شخصي لحياتي عندما كنت الثامنة من العمر، وتعمدت بالماء في الثانية عشرة، ثم تعمدت بالروح في الرابعة عشر من العمر. ولكني لما أغلق عقلي في يوم من الأيام للتعرف على الحقيقة، والبحث عن المعرفة حيث أنني لم أجد السلام في داخلي إلى أن أصبحت مسلمة، وقد اتخذ الكثير من الوقت حتى اقتنعت بالإسلام ديناً.

ابتدأت القصة عندما كنت صغيرة، لقد كرهت الإسلام كرهاً شديداً، وعندما كنت في الصف العاشر، رأيت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمي ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض. ولقد تشاجرت مع الكثير من البنات في المدرسة الإعدادية الحكومية، وأردت أن أريهم كم أنا مثقفة، لذلك كنت أحضر الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) معي كل يوم، وأقرأ بصوت مرتفع، أو أكتب نصاً منه على اللوح كحكمة اليوم. وأذكر عندما كان شهر رمضان، اعتدت أن آكل أمام البنات المسلمات الصائمات (وأسأل الله أن يرحمني ويغفر لي)، لقد كنت صاحبة مشاكل خطيرة.

في الصف الحادي عشرة (قبل التخرج)، أذكر أنني قررت أن أحضر درس الثقافة الإسلامية وأستمع لما يقوله البنات عن الدين المسيحي. وقالوا أن الإنجيل محرف ومغير، فغضبت كثيراً وشرحت لهم أن الإنجيل إعجازي وقد كتب في أربعة كتب مختلفة من أربعة أشخاص مختلفين في نفس الوقت ولكن في أماكن مختلفة (متى، مرقس، لوقا ويوحنا). فاستطردت إحدى البنات وقالت: "إذاُ فإنك تقولين أن الجن كتب هذه الكتب" انزعجت كثيراً وخرجت من الصف ولم أكن أريد أن أناقش مع البنات أكثر من ذلك.

تساءلت البنات عني وأردن معرفتي أكثر، لذلك أتين وبدأن يطرحن علي الأسئلة عن ديني حياتي وكنت أنا أجيبهن وأريهن الكتاب المقدس ودلائله لمحاولة إقناعهن بدين المسيحية. حتى أنه في يوم من الأيام نادتني معلمة اللغة العربية وقالت لي أنه يجب علي التوقف من التحدث مع البنات عن الدين المسيحي لأن القانون لا يسمح بذلك، فقلت لها أن هذا لا دخل لي في الموضوع، فقالت: "إن لدي شريط مسجل بصوتك وأنت تتحدثين مع البنات عن دينك" حقاً جعلني هذا غاضبة جداً، وأصبح لدي الحقد والكره للمسلمين والإسلام. فزادت خدمتي التبشيرية وأردت من الإسلام أن تتحول إلى مسيحية، حتى أنني عزمت بعض صديقاتي المسلمات أن يأتين إلى الكنيسة لإقناعهن بالدين المسيحي.

وها أنا قد تخرجت من المدرسة الثانوية لأنتقل إلى الجامعة وأدرس الكيمياء في جامعة مؤتة في الأردن، وقد علمت أن هذه الجامعة تحتوي على أقوى الحركات الإسلامية على الإطلاق .. وقد أنهيت السنة الأولى من الجامعة وكان يجب علي أن أسجل لصف الثقافة الإسلامية كمادة إجبارية وفي الحق كنت جاهزة له.. أتذكر أن هذا الصف عبارة عن مدرج يحتوي على 150 طالباً، وكنت أنا الوحيدة المسيحية هناك مفتخرة بنفسي أنني مختلفة عن الجميع. وكل مرة يأتي الدكتور (محمد الرواشدة) بموضوع ما كان يجب علي التعليق والمناقشة. أذكر أننا ناقشنا عن الجنة والنار، وعن حقوق المرأة في الدينين الإسلام والمسيحية، حتى أننا تحدثنا عن الإنجيل والتوراة، وكعادتي كنت أحضر معي الكتاب المقدس لأثبت له صحة كلامي وأنكر كلام الدكتور. حتى أنه في يوم من الأيام سألني الدكتور كيما ألاقيه في مكتبه وقال لي أن لدي معلومات زخمة عن الدينين وأخذ يدعوني للإسلام، فأجبته مستبدة: "اسمع دكتور، أنا ولدت مسيحية، وأبي قسيساً لأربع كنائس، وأمي شخصية مهمة في المجتمع المسيحي، لذلك لا مجال لي أبداً أن أغير ديني، ولا أريد تغييره لأي سبب من الأسباب" فتنهد الدكتور أسفاً وقال: "الله يهديك" .

بعد فترة من الزمن، بدأت أهاجم الدكتور بنقاشاتي بحكمي على الإسلام، وصرحت له أنه خاطئ وأن كل الإسلام خاطئ. بدأ الطلاب يشعرون بالفضولية، وكانوا حقاً مستغربين من جراءتي، حتى أن بعضاً منهم كانوا يأتون إلي في مكان معتزل بعد موعد الحصص ويسألوني عن ديني، ولكني كنت أجلس في مكان عام غير مهتمة وأبدأ المناقشة معهم. إلى أن الدكتور محمد رواشدة (دكتور الثقافة الإسلامية) ناداني إلى مكتبه وصرح لي أنني أفعل فتنة في الكلية لأنني أتحدث مع الناس عن المسيحية ومحاولة ارتدادهم عن الدين الإسلامي. فسألته عن معنى قوله. قال لي بكل بساطة: "أن الفصل القادم، لن أكون في الكلية أبداً" لم أهتم لكلامه حتى جاء الفصل القادم لأسجل صفوفي, فقال لي المسجل أنني مفصولة من الكلية ولم يعد حتى اسمي في برنامج الجامعة. غضبت كثيراً وتركت الجامعة لأنني علمت في تلك الفترة أنني قريبة جداُ لأذهب للولايات المتحدة الأمريكية ولدي فرصة أحسن.

وها أنا قد هاجرت إلى ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002، محاولة بداية حياتي من الصفر، وكنت أذهب إلى كنيسة دالاس المعمدانية العربية، وكان عمي هو قسيس هذه الكنيسة. في الحقيقة لم أحب العيش هناك فاتصل أهلي مع عائلة مسيحية في ولاية أريزونا لأذهب وأعيش عندهم وأبدأ حياتي مرة أخرى، ولكن عندما لم أجد من يدعمني مالياً سألتني عائلتي أن أرجع إلى تكساس وأبقى مع أخي وأختي وكنت أنا أكبرهم، أما باقي العائلة فرجعوا إلى الأردن كي ما يكمل والدي خدمتهما التبشيرية في الشرق الأوسط. وهكذا وجدت عملاً وبدأت دراستي في الكلية وأنا ما زلت أذهب إلى الكنيسة أعمل نشاطاتي المسيحية المعتادة، حتى أني كنت أبعث بعض البرامج والمناهج الجديدة للكنيسة في الأردن وأساعد في تدريس الإنجيل مع الأطفال.

في ديسمبر عام 2003 انتقل أبي إلى رحمته تعالى مصاباً بمرض السرطان (نسأل الله أن يرحمه) ولكن هذا لم يوقفني من متابعتي في الحياة.

أقول لك في التحقيق أني أتيت إلى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل خدمتي التبشيرية، وكان هدفي وصول العرب المسلمين ومحاولة ارتدادهم للمسيحية، لأنني أعتقد أن أمريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.

وهكذا تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية والإسلامية، فأنا أعلم التوراة والإنجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول إقناعهم للارتداد. وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه المصطفى بالحور – الذي هو زوجي الآن – ليكمل في النقاش معي. وكانت بالنسبة لي كالسباق، فعلاً كان لديه المعرفة الواسعة في القرآن والسنة، لذا لم أحببه أبداً. وكنت معظم الوقت أحاول إضافة الكاز على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل إلى نهاية عقيمة مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ حتى أنني بدأت أحس بالإرهاق.

على كل حال، كانت أمي قادمة في أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب بسبيلي، لأنني كنت أشعر بالضيق.

كنت أعتقد أنها ستكون إهانة لي لو خسرت النقاش، لذلك قلت لأصدقائي أن علي الذهاب ولكن مصطفى ناداني باسمي وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث، قال: "اذهبي فتشي الإنجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه هو الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (الذي كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله) .

فقلتها بسخرية: "ما الذي تقوله، إنه من المؤكد أن هناك آيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله!" قال مصطفى: "أرني الدليل" ذهبت للبيت وهذا السؤال عالق في عقلي يؤنبني"

فتحت الإنجيل وبدأت البحث، وبعدها ذهبت إلى الانترنت للبحث، ومن ثم إلى الكتب ولم أجد شيئاً.

وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها. قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله، ولكنه قال؛ من رآني فقد رأي الآب" فأجبت: "ولكن الآب والابن ليسوا متشابهين؟" قالت: "ولكنك تعلمين أن لهم نفس المستوى في القوى، وهم واحد في الثالوث الأقدس (الآب والابن والروح القدس)"

لذا فإن القضية الأولى فاشلة ولا يوجد لديها أي دليل، والآن لنذهب للقضية الثانية ألا وهي: المسيح هو الابن (ابن الله)

بدأت بالبحث أكثر، ووجدت أن هناك معادلة مكتوبة في الإنجيل، إنجيل يوحنا 1:1 " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله" حسناً؟ اذاً فان الكلمة هي المسيح الذي خلق من بدء الخليقة وهو كان عند الله .

ولكن في نفس الآية أو العدد يقول: " وكان الكلمة الله" فتعجبت أن الله=المسيح وأن الله مع المسيح في نفس الوقت! كيف يكون هذا؟

هذه معادلة رياضية باطلة، كيف يمكن أن يكون المسيح الله وهو معه في نفس الوقت، هل هو مفصوم الشخصية؟ هذا شيء غير واقعي ولا يمكن أن يتخيله العقل

لذا فقد تركت هذا النص وتوجهت إلى نص آخر، إلى رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الخامس وعدد 7 يقول: " فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" فرحت جداً لأنني اعتقدت إنني وجدت الحل؛ الآب=الابن=الروح القدس (هم واحد)

ولكن العدد الذي بعده مباشرة 8 يقول: " والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" الروح=الروح القدس، الماء=الآب، والدم=الابن. فكيف يمكن أن يكون الثلاثة=(هم) واحد والثلاثة (في) واحد في نفس الوقت، هناك فرق بين المعنيين.

ثلاثة (هم) واحد معناها أنهم الثلاثة في نفس المستوى في كل شيء حتى في القوى والمكونات (مثال: الماء تتشكل إلى ثلاثة أشكال السائل، الصلب والغاز، ولكنها لا تتأثر كيميائياُ فهي تحتوي على الهيدروجين والأوكسجين). أما الثلاثة في (واحد) فإنها تشبه ثلاثة إخوان لهم نفس اسم العائلة، ولكنهم ثلاثة شخصيات مختلفة.

بالإضافة أنه إذا فعلاً اعتقدت أن الله ثلاثة، فلِمَ لدينا خليقة واحدة وليست ثلاثة؟ فعلى سبيل المثال لو أحضرنا ثلاثة رسامين ليرسموا لنا شجرة معينة، كل واحد منهم سوف يرسمها بأسلوبه الخاص تبعاً لطريقة تفكيره، وحتى إذا كانوا الثلاثة في الواحد يخلقون الخليقة، فإن كل واحد منهم سوف يخلقها بطريقة مختلفة عن الأخرى، حتى لو كانت بنفس الهدف ولن ستكون بأسلوب كل واحد منهم الخاص.

وهنا بدأت أرى التناقض في الكتاب المقدس، فمن أين حصلت بهذا الكتاب؟ أنا أعلم أن المسيح قال عن نفسه ابن الله ولكني أعلم أن جميع اليهود يطلقون على أنفسهم أولاد الله وهم ناس بشر مثلنا، فهذا التعبير كان دارجاً في ذلك الوقت.

المسيح كان نفسه يجلس لوحده ويصلي، فلمن كان يصلي؟ كان يصلي لنفسه؟ كان يدعو الله حتى أن الكتاب المقدس يثبت ذلك: " في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء" متى 11:25 " ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس .ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" متى 26:39 " فمضى أيضا ثانية وصلّى قائلا يا أبتاه إن لم يمكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن اشربها فلتكن مشيئتك" متى 26:42 " وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلّي ولما صار المساء كان هناك وحده" متى 14:26 " وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلّي هناك" لوقا 1:35 " وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلّي" لوقا 6:46 " ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا .وإذ كان يصلّي انفتحت السماء" لوقا 3:21 " وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي" لوقا 5:16 " وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي .وقضى الليل كله في الصلاة لله" لوقا 6:12 وغيرها من الأمثلة الأخرى.

بالإضافة إلى أن هناك ذاكرة أخرى لمعت لي أنه عندما كنت أدرس اللاهوت (العقيدة) المسيحية، جاء أحد الدكاترة البريطانية الكبار، وكان يعلمنا عن تاريخ الكتاب المقدس، وأذكر أنه قال حرفياً: "حسناً .. لقد ذهبت إلى المعرض في بريطانيا لأرى نصوص الإنجيل الأصلية المكتشفة، ولم أجد غير أوراق محروقة، وممزقة وضائعة" فنظرت إلى الكتاب بين يدي وسألت في نفسي ما هذا الكتاب؟؟

من أين جاءت كل هذه الكلمات في الكتاب؟

إذا كنت أعبد إله كاملاً ليس فيه عيباً واحداً، فكيف يمكنني بالإيمان بكتاب غير كامل أو غير محفوظ؟ هذا ليس صحيحاً

وبدأت التفكير والتأمل، لو أننا أخذنا كل الكتب السماوية التي على الأرض ورميناها بعيداً، ثم سألنا الناس ليحضروا كتاب آخر مطابقاً للكتب الأولى، فلن أجد مسيحياً واحداً يحضر لي إنجيلاً مطابقاً له، بينما سأجد على الأقل مليون مسلماً حافظين القرآن ظهراً عن قلب لأن المسيحيين لديهم نسـخ كثيرة مختلفة عن بعضها البعض ، وما زالوا يكتشفون نصوصاً إنجيلية

جديدة إلى حد الآن، أليس هذا عجيباً؟

وبعد ذلك بدأت أدرس لاهوت صلب المسيح، فهل مات المسيح حقاً؟

وبدأت بالتفكير بهذا الإنجيل الذي بين أيدينا، هل هو حقيقياً؟ الأشخاص الذين كتبوا الأناجيل هم يهود تبعوا المسيح وراقبوه وكتبوا سيرة حياته .. لقد رأوه يموت على الصليب .. ولكن هل من الضرورة أنهم رأو نفس الشخص المسيح الذي يصلب؟؟

في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)" فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.

فإذاً ما هذا الذي بين أيدينا؟؟ سيرة المسيح وأكثر من 75% ملقحة.

والآن ها قد حصلت على النتيجة بين يدي: المسيح هو ليس الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق. كل هذه السنوات؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الإنجيل والتوراة. 24 سنة من حياتي أعبد الإله الخاطئ . 24 سنة من حياتي ذهبت سدى، كذبة محققة.

أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب. أردت أن أرجع إلى بداية المطاف وأبحث من جديد لأثبت العكس، ولكني صمت قليلاً، لا أعرف ما الذي سيحدث بعدها .. شعرت أنني أدمر حياتي. وصرت أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو إنسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)

في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه الأفكار عنه (صلى الله عليه وسلم)، ولكن كيف يعظموه الناس المسلمين طوال الوقت؟؟

قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى من الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ إنه حقاً لرجل متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

بالإضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية اسمه (برنابا) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح (سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد) ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع قبل إمساكه.

تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي إلى الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في حادث سيارة قبل أن أصل أصدقائي واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقيقة ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"

وهكذا وصلت إلى أصدقائي ودموعي تذرف من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلمون حقيقة أمري، ثم استطردت:

أشهد أن لا إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله

عم الصمت لعدة دقائق والجميع يرمقني باندهاش، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"      أذكر أنه كان الثالث من أكتوبر.

قلت له:   "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"

قال: "لي مستغرباً، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة! فكفى كذباً"

قلت له: "أنا لا أكذب، غداً سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أفعل الوضوء وكيف أصلي وكل شيء"

عندما سمعني أقول ذلك ورأى الإصرار في عيني، وقع علي باكياً من الفرحة والانفعال الشديدين وعانقني مرحباً بي في الإسلام

وفعلاً تعلمت الصلاة وكل التقاليد والسنة في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عقيدتي الجديدة. ولكني أخفيت إسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.

في ذلك الوقت، ذهبت إلى الإمام وأعلنت إسلامي، وبدأت أتعلم القرآن، وأفعل المقارنات ما بين الإنجيل والكتاب المجيد القرآن الكريم، وكان من الصعوبة علي في البداية من التخلص من الرجوع إلى الإنجيل، ولكن الحمدلله فقد تغلبت على هذه العادة، وبدأت أتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن.

وكما قلت سابقاً فقد أخفيت إسلامي عن العائلة في البداية، وكنت أصلي الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحداً أو يشك بي.

وفي يوم من الأيام كنت ذاهبة من البيت إلى الكلية وكان معي حقيبتي التي تحتوي على القرآن والحجاب، ولكن فجأة، وقع الحجاب على الأرض ورأته أختي ولكنها لم تعلم ما الأمر إلى أن جاء الليل واستيقظت لتراني أصلي، فعلم أعضاء العائلة عن إسلامي، وبدأ الابتلاء.

رفعوا صوتهم علي وصاحوا، واعتدوا علي نفسياً وعاطفياً، نعتوني بجميع الكلمات القذرة وغير الملائمة. ضربوني إلى أن وصلت للموت وهددوني بالقتل، ومع ذلك فقد كنت هادئة ولم أحاول مناقشتهم في شيء، ولكني تركت البيت داعية من الله أن يهديهم. بقيت مع صديقتي المسلمة لمدة شهرين قبل أن أتزوج بمصطفى .. الحمدلله .. لقد فقدت عائلتي، ولكني كسبت عائلة مسلمة أخرى في المسجد فقد رعوني رعاية رائعة لا مثيل لها وجازاهم الله كل خير.

وبعد ذلك انتابتني الكثير من الضغوط النفسية بسبب الاعتداءات التي حصلت معي، وما زلت لحد الآن أستلم على الأقل 25 مكالمة وايميلات يومية من كل أنحاء العالم، يسبون علي ويهددوني وما إلى غير ذلك

وغير المكالمات الهاتفية، فقد اتصل معي أكبر العلماء والدكاترة المسيحيين من الأردن والولايات المتحدة، يناقشون معي الدين المسيحي ومحاولتهم لإعادتي لدينهم.

سبحان الله .. لقد اعتدت أن يكون معي الإنجيل دائماً في الحوارات الدينية وكان الاتجاه المعاكس هو القرآن، والآن فقد انقلبت الطاولة وأصبح القرآن معي دائماً وأبداً , ومع كل هذا، فقد تعلمت الدروس المهمة في ذلك الوقت القصير، تعلمت أن أكون صبورة ومتواضعة وأتأمل الآن في قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف أهين من أهله وضرب، وهذه قصتي لا تساوي شيئاً بالنسبة له صلى الله عليه وسلم، حقاً لقد تعلمت الكثير.

ولربما فقدت شرف اسم عائلتي في أعين الناس، ولكني فخورة أني اكتسبت أعظم شرف من الله سبحانه وتعالى ألا وهو الإسلام. وفعلاً إنك لا تستطيع أن تتخيل السعادة والسلام اللذان غمراني منذ أن أسلمت بالرغم من كل هذه الإهانات .

وفي الحقيقة أني تغيرت كثيراُ كما كنت عليه في الأول، حتى أن زوجي لاحظ هذا التغيير الشاسع، فقد تعلمت كيف أكون هادئة مع الناس الذين يعتدون علي، وتعلمت كيف أبتسم لهم رغم وجودي في أصعب الأوقات، ورغم فقداني وظيفتي لكوني مسلمة محجبة، ولكن الله عز وجل يعوضني بما خسرت بأضعاف وبغير احتساب .. الحمد لله .

فكل الإسلام هو وجود السلام الداخلي الحقيقي، فإنك بالتحقيق لا تستطيع أن تجد هذا السلام من اللذين هم حولك، ولا حتى في البيئة التي أنت تعيش فيها، يجب أن تكون اقتناع داخلي منك عن طريق محبتك لله وإرضائه وتسليمه قلبك له. وإذا كانت عبادتك حقيقية لله واتبعت طريقه فبالطبع ستكون سعيداً في حياتك لأن الخطيئة تحرمك من هذا السلام وتعكر مزاجك وهي ألم أكثر من سعادة دنيوية. وها أنا أنظر إلى وجوه الناس وأرى الكثير من الحزن والدموع لأنهم بعيدين عن الله الحي الخالق عز وجل ، وأحياناً أرى قلوبهم المظلمة ولا يريدون إضاءة شمعة الرجاء فيهم ويلتهون بمشاكلهم ومشغولياتهم ويتمسكون بالدنيا بدل الآخرة. كل ما أعرفه الآن، هو أن هدفي في الحياة عبادة الله وإرضاءه وصلاتي له وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل من أجل الجنة .. الحمدلله  أنا أرجو أن تكون هذه القصة حافزاً لك وتشجيعاً لروحك وإيمانك بالله.

يمكن التواصل مع السيدة ربا قعوار على الإيميل التالي:

Ruba_Qewar@yahoo.com

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ