ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم -
قراءة في كتاب - سلبيات
الاستشراق لـ/سعيد/ محمد
هيثم عياش / ألمانيا برلين
/14/02/2010 لا أحد
يستطيع الجزم عن تاريخ بداية
حركة الاستشراق في اوروبا ومتى
بدأ العلماء الاوروبيون
المسيحيون كتابتهم عن الاسلام
بالرغم من أقاويل متعددة
فالكاتبة الالمانية سيجريد
هونكيه المعروفة بكتابها / شمس
الله تسطع على الغرب / ترجمه بعض
العرب بـ : شمس العرب تسطع على
الغرب / التي رحلت عن عالمنا
نهاية عام 1999 تعتقد ان علم
الاستشراق يعود بدايته الى عام
900 ميلادية وتذهب المستشرقة
الالمانية آناماري شيمل التي
رجلت هي الاخرى عن عالمنا عام 2003
بعد ان قامت بإثراء دور النشر
الالمانية بكتبها القيمة عن
الاسلام بأن حركة الاستشراق
بدأت منذ وصول المسلمين الى
بلاد الاندلس . وقد
حملت المانيا لواء هذا العالم
وأوردته الى غرب ووسط اوروبا ،
ويعتبر عالم اللاهوت واحد أمراء
سكسونيا ايبرهارد دِرْ
شفارتسين شتاين / بين أعوام 925 و
995 / من اوائل المستشرقين
الالمان فقد قام بوضع سيرة
للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وكتاب عن القرآن بطلب من القيصر
الالماني اوتو الكبير / 912 -973 /
وقد درس هذا المستشرق العربية
في دمشق على يد علماءها وعاد الى
بلاده عن طريق الاندلس بعد ان
تلقى في جامعاتها العربية
والاسلام الا انه لم يعتنق
الدين الاسلامي وقام القيصر
المذكور بتعيينه اسقفا
بكاتدرائية ماجديبورج التي تضم
رفات لقيصر المذكور . الا أن
استشراق القرون الاولى من
العصور الوسطى كان استشراقا
علميا ، بالرغم من تأثيره على
قيام فكرة الحروب الصليبية . ويجزم
الكاتب الفلسطيني الامريكي
ادوارد سعيد الذي رحل عن عالمنا
عام 2003 في كتابه / الاستشراق /
الذي وضعه عام 1978 وخرجت منذ أيام
ترجمة جديدة له باللغة
الالمانية قام بترجمتها من
الانجليزية هنس جونتر هول مع
تحقيقات لبعض علماء الاستشراق
الالمان على الكتاب مثل استاذ
اللغة العربية في جامعة
لايبتسيع ايبرهارد شولتس بأن
الاستشراق الاوروبي كان
استشراقا سياسيا لا غير مؤكدا
ان اكثر المستشرقين الاوروبيين
كانوا عنصريون وهم وراء
الاستعمار الاوربي لاكثر
البلاد الاسلامية وخاصة
مستشرقو القرن التاسع عشر وحتى
اواسط القرن العشرين . ويؤكد
سعيد في كتابه انه لولا علماء
الاستشراق السياسي لما قامت
فرنسا وانجلترا بارسال جيوشهم
لاخضاع شعوب العالم الاسلامي في
شمال افريقيا والهند وغيرها من
الدول كما ساهم المستشرقون بدعم
الارساليات التبشيرية لتنصير
المسلمين . ويتهم سعيد المستشرق
الفرنسي سيلفستير دي ساسي / 1758 –
1838 / بأنه وراء اقناع نابليون
بونابرت باحلتل مصر واشعال حرب
صليبية اخرى اذ ان المصريين
وعلى حسب رأي دي ساسي ضعفاء
الرأي وليس لهم سياسة حاسمة
يغدرون بأبنائهم وآبائهم لقاء
حفنة من المال كما ويتهم سعيد
المستشرق البريطاني ادوارد
لانيه / 1801 – 1878 / بانه وراء
اقناع الحكومة البريطانية
باحتلال مصر لانها بوابة
افريقيا على البلاد المقدسة
وبالتالي من اجل مساهمة
بريطانيا بتحديث المجتمع
المصري وحماية المسيحيين من
المسلمين . ويؤكد
سعيد ان اكثر المستشرقين
يفتقرون الى الاستقلالية في
كتبهم عن الاسلام فأكثرها
افتراءات عليه وتحريض للقضاء
على هذا الدين ، فالمستشرق
الالماني من اصل هنغاري ايجناتس
اسحاق يهودا جولدتسيهر / 1850- 1921 /
يعتبر من زعماء الصهيونية في
اوروبا وكتبه عن الاسلام اكثرها
للتشكيك في هذا الدين . والواقع
ان انتقادات سعيد لعلم
الاستشراق وللمستشرقين فيها
مبالغات فاذا ما استثينا دي
ساسي ولانيه وجولدتسيهر الذي
يعتبر كتابه عن القرآن الكريم
حجة معاداة زعيم الحزب الجمهوري
الهولندي هيرت فيلدريز للاسلام
ووصفه القرآن الكريم بأنه مثل
كتاب / كفاحي / لهتلر ، نجد ان
هناك مستشرقون كانوا وراء نشر
أمهات المخطوطات العربية
لإثراء المكتبة الاسلامية بها
ولولا وضع المستشرق الالماني
فلوجل لكتابه أطراف الفرقان
بمعاني القرآن لما استطاع محمد
فؤاد عبد الباقي بوضع فهرس
لالفاظ القرآن الكريم والحديث
النبوي ، كما ساهم الكثير من
المستشرقين تعريف اوروبا
بالاسلام بشكل يقيني فهم حافظوا
على التراث الاسلامي وقيمة
العلوم الاسلامية وقاموا
بترجمة علوم المسلمين من الطب
والفلك والرياضيات الى لغاتهم
الام لتكون وراء الحرك العلمية
والتقنية التي تشهدها اوروبا
حاليا . ويقع
الكتاب من حوالي 350 صفحة قامت
دار نشر فيشر ومقرها مدينة
فرانكفورت بنشره . -------------------- هذا
الكتاب يعبر عن رأي كاتبه
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |