ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عادوا
إلى الفطرة (70
قصة حقيقية مؤثرة) إعداد
: أبو إسلام أحمد بن علي (71) هكذا
أسلم الدكتور جفري لانغ بروفسور
أمريكي في الرياضيات ، أسلم
ووضع كتابه (الصراع من أجل
الإيمان) الذي ضمّنه قصة إسلامه
، وأصدر مؤخراً كتاب (حتى
الملائكة تسأل – رحلة الإسلام
إلى أمريكا) . يحدثنا
د. جيفري لانغ عن إسلامه : "لقد
كانت غرفة صغيرة ، ليس فيها أثاث
ما عدا سجادة حمراء ، ولم يكن
ثمة زينة على جدرانها الرمادية
، وكانت هناك نافذة صغيرة
يتسلّل منها النور … كنا جميعاً
في صفوف ، وأنا في الصف الثالث ،
لم أكن أعرف أحداً منهم ، كنا
ننحني على نحو منتظم فتلامس
جباهنا الأرض ، وكان الجو
هادئاً ، وخيم السكون على
المكان ، نظرت إلى الأمام فإذا
شخص يؤمّنا واقفاً تحت النافذة
، كان يرتدي عباءة بيضاء …
استيقظت من نومي ! رأيت هذا
الحلم عدة مرات خلال الأعوام
العشرة الماضية ، وكنت أصحو على
أثره مرتاحاً .في جامعة (سان
فرانسيسكو) تعرفت على طالب عربي
كنت أُدرِّسُهُ ، فتوثقت علاقتي
به ، وأهداني نسخة من القرآن ،
فلما قرأته لأول مرة شعرت كأن
القرآن هو الذي "يقرأني" !.
وفي يوم عزمت على زيارة هذا
الطالب في مسجد الجامعة ، هبطت
الدرج ووقفت أمام الباب متهيباً
الدخول ، فصعدت وأخذت نفساً
طويلاً ، وهبطت ثانية لم تكن
رجلاي قادرتين على حملي ! مددت
يدي إلى قبضة الباب فبدأت
ترتجف، ثم هرعت إلى أعلى الدرج
ثانية …شعرت بالهزيمة ، وفكرت
بالعودة إلى مكتبي .. مرت عدة
ثوانٍ كانت هائلة ومليئة
بالأسرار اضطرتني أن أنظر
خلالها إلى السماء ، لقد مرت
عليّ عشر سنوات وأنا أقاوم
الدعاء والنظر إلى السماء ! أما
الآن فقد انهارت المقاومة
وارتفع الدعاء : "اللهم إن كنت
تريد لي دخول المسجد فامنحني
القوة" .. نزلت
الدرج ، دفعت الباب ، كان في
الداخل شابان يتحادثان . ردا
التحية ، وسألني أحدهما : هل
تريد أن تعرف شيئاً عن الإسلام ؟
أجبت : نعم ، نعم .. وبعد حوار
طويل أبديت رغبتي باعتناق
الإسلام فقال لي الإمام : قل
أشهد ، قلت : أشهد ، قال : أن لا
إله ، قلت : أن لا إله - لقد كنت
أؤمن بهذه العبارة طوال حياتي
قبل اللحظة – قال : إلا الله ،
رددتها ، قال : وأشهد أن محمداً
رسول الله ، نطقتها خلفه .لقد
كانت هذه الكلمات كقطرات الماء
الصافي تنحدر في الحلق المحترق
لرجل قارب الموت من الظمأ … لن
أنسى أبداً اللحظة التي نطقت
بها بالشهادة لأول مرة ، لقد
كانت بالنسبة إليّ اللحظة
الأصعب في حياتي ، ولكنها
الأكثر قوة وتحرراً . بعد يومين
تعلمت أول صلاة جمعة ، كنا في
الركعة الثانية ، والإمام يتلو
القرآن ، ونحن خلفه مصطفون ،
الكتف على الكتف ، كنا نتحرك
وكأننا جسد واحد ، كنت أنا في
الصف الثالث ، وجباهنا ملامسة
للسجادة الحمراء ، وكان الجو
هادئاً والسكون مخيماً على
المكان !! والإمام تحت النافذة
التي يتسلل منها النور يرتدي
عباءة بيضاء ! صرخت في نفسي : إنه
الحلم ! إنه الحلم ذاته … تساءلت
: هل أنا الآن في حلم حقاً ؟! فاضت
عيناي بالدموع ، السلام عليكم
ورحمة الله ، انفتلتُ من الصلاة
، ورحت أتأمل الجدران الرمادية !
تملكني الخوف والرهبة عندما
شعرت لأول مرة بالحب ، الذي لا
يُنال إلا بأن نعود إلى الله". برقّــةِ
روحــي ، وخفقــةِ قلبي *** بحبّ
سـرى في كياني يـلبّي سألتكَ
ربّـي لترضـى ، وإنـي *** لأرجـو
رضـاك -إلهي -بحبـي وأعذبُ
نجوى سرَت في جَناني *** وهزّتْ
كياني "أحبــك ربــي" وطبيعي
أن تنهال الأسئلة على الدكتور
جيفري لانغ باحثة عن سر إسلامه
فكان يجيب : "في
لحظة من اللحظات الخاصة في
حياتي ، منّ الله بواسع علمه
ورحمته عليّ ، بعد أن وجد فيّ ما
أكابد من العذاب والألم ، وبعد
أن وجد لدي الاستعداد الكبير
إلى مَلء الخواء الروحي في نفسي
، فأصبحت مسلماً … قبل الإسلام
لم أكن أعرف في حياتي معنى للحب
، ولكنني عندما قرأت القرآن
شعرت بفيض واسع من الرحمة
والعطف يغمرني ، وبدأت أشعر
بديمومة الحب في قلبي ، فالذي
قادني إلى الإسلام هو محبة الله
التي لا تقاوَم" . "الإسلام
هو الخضوع لإرادة الله ، وطريق
يقود إلى ارتقاء لا حدود له ،
وإلى درجات لا حدود لها من
السلام والطمأنينة .. إنه المحرك
للقدرات الإنسانية جميعها ، إنه
التزام طوعي للجسد والعقل
والقلب والروح"
. "القرآن
هذا الكتاب الكريم قد أسرني
بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني
أستسلم لله ، والقرآن يدفع
قارئه إلى اللحظة القصوى ، حيث
يتبدّى للقارئ أنه يقف بمفرده
أمام خالقه ، وإذا ما اتخذت
القرآن بجدية فإنه لا يمكنك
قراءته ببساطة ، فهو يحمل عليك ،
وكأن له حقوقاً عليك ! وهو
يجادلك ، وينتقدك ويُخجلك
ويتحداك … لقد كنت على الطرف
الآخر ، وبدا واضحاً أن مُنزل
القرآن كان يعرفني أكثر مما
أعرف نفسي … لقد كان القرآن
يسبقني دوماً في تفكيري ، وكان
يخاطب تساؤلاتي … وفي كل ليلة
كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي
،ولكنني كنت أكتـشف الإجابــة
في اليوم التالي … لقد قابلت
نفسي وجهاً لوجه في صفحات
القرآن.." . "بعد
أن أسلمت كنت أُجهد نفسي في حضور
الصلوات كي أسمع صوت القراءة ،
على الرغم من أني كنت أجهل
العربية ، ولما سُئلت عن ذلك
أجبت : لماذا يسكن الطفل الرضيع
ويرتاح لصوت أمه ؟ أتمنى أن أعيش
تحت حماية ذلك الصوت إلى الأبد"
. "الصلاة
هي المقياس الرئيس اليومي لدرجة
خضوع المؤمن لربه ، ويا لها من
مشاعر رائعة الجمال ، فعندما
تسجد بثبات على الأرض تشعر فجأة
كأنك رُفعت إلى الجنة، تتنفس من
هوائها ، وتشتمُّ تربتها ،
وتتنشق شذا عبيرها ، وتشعر
وكأنك توشك أن ترفع عن الأرض ،
وتوضع بين ذراعي الحب الأسمى
والأعظم" . "وإن
صلاة الفجر هي من أكثر العبادات
إثارة ، فثمة دافع ما في النهوض
فجراً – بينما الجميع نائمون –
لتسمع موسيقا القرآن تملأ سكون
الليل ، فتشعر وكأنك تغادر هذا
العالم وتسافر مع الملائكة
لتمجّد الله عند الفجر" . ونختم
الحديث عن د. جيفري لانغ بإحدى
نجاواه لله : "يا
ربي إذا ما جنحتُ مرة ثانية نحو
الكفر بك في حياتي ، اللهم
أهلكني قبل ذلك وخلصني من هذه
الحياة . اللهم إني لا أطيق
العيش ولو ليوم واحد من غير
الإيمان بك" . * * * انتهى تم
الانتهاء من هذا الكتاب بإذن
الله تعالى ومشيئته يوم
الأربعاء 9/5/1429هـ الموافق 14/5/2008م ---------------------------
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |