ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم قراءة
في كتاب المعادون
للإسلام
محمد
هيثم عياش - المانيا لا تعتبر المعاداة للاسلام والوجود
الاسلامي في اوروبا وليدة حوادث
11 ايلول / سبتمبر من عام 2001 فربما
تكون تلك الحوادث القشة التي
قصمت ظهر البعير جراء استغلال
الكثير من اولئك الذين يجهلون
الاسلام ويزعمون خبرتهم به لتلك
الحوادث ليظهروا ما في قلوبهم
من ضغائن لهذا الدين أمام
العامة بصراحة . فالمعاداة للاسلام قديمة في اوروبا تعود
الى جذور
راسخة في القِدَم ، فقد بذل
الاوربيون جهودهم للقضاء على
دولة الخلافة العثمانية التي
كانت ترعد فرافِص / الشجعان جمع
فرفِص لغة عربية فصحى
/ الغرب كما نجحوا بالقضاء
قبلها على الدولة الاموية في
الاندلس ، والتاريخ الانساني
مليء بحوادث جسام وقعت على مدى
الـ 1431 عاما مضت على الهجرة
النبوية .
وكما كان هناك معادون للاسلام
الا انه كان من الاوروبيين من
ينافح عنه . ولا نريد هنا ان نذكر
احداث التاريخ الانساني
ووقائعه . الا انه جراء
محاربة الراسمالية للشيوعية ،
بذل الغرب جهده للتقرب من
المسلمين ليؤكدوا لهم خطر
الشيوعية على الاسلام وضرورة
تكاثف جهود الغرب والمسلمين
للقضاء على الشيوعية عزا
لإعلامه الكف عن محاربة الاسلام
الى اجل غير مسمى ووضع الشيوعية
عدوهم الاول لتكثيف الجهود
لمحاربته فكان مثلهم مع الاسلام
مثل قول أحدهم : يريك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب وقول الاخر: ان الأفاعي وان لانت ملامسها
عند التقلب في أنيابها
العطب وما ان انهارت الانظمة الشيوعية في
اوروبا عام 1989 وما بعدها انهيار
الاتحاد السوفيتي
وانهيار جدار برلين
حتى شمر الاعلام
ومعه سياسيون من الغرب عن
سواعدهم وأعادوا
الاسلام كعدو رئيسي لهم . ومن السياسيين الغربيين
الذين تكهنوا بعودة الحرب
بين الاسلام والغرب قائد فرق
حلف شمال الاطلسي / الناتو / . ففي
آخر مؤتمر صحافي كقائد
عام لذلك الحلف عقده
ببروكسل اكد
جون كالفين انتصار الغرب في
حربهم الباردة
الا انهم سيعودون الى تجديد
خلافهم القديم مع الاسلام الذي
استمر لاكثر من 1300 عام كان ذلك
في عام 1988 ، ولما قيل له ان
المسلمين يعيشون في خلافات
لاتفه الاسباب اعرب عن خشيته
بأن يجتمع المسلمون اجتماع رجل
واحد ليدافعوا عن انفسهم مثل
الحروب الصليبية . كما اعلن
سكرتير عام / الناتو / السابق
البلجيكي فيلي
جلاس عام 1995 ان الاصولية
الاسلامية مثل الشيوعية تماما
تعتبر اكبر
خطر على اوروبا
ويجب محاربتها ومحاربة
مؤيديها بكل ما اوتينا من قوة .
ولما زار الرئيس الفرنسي
الراحل فرانسوا ميتران سراييفو
أثناء محاصرة الصرب والكروات
لها اعلن ميتران أن اوروبا لن
تسمح قيام دولة اسلامية في
قلبها وعلى هذه الحرب ان تنتهي
على الفور قبل ظهور المسلمين
كقوة رئيسية في اوروبا جراء صمت
الاوربيين على هذه المجزرة . وفي كتاب ظهر له / العداء للاسلام / يحاول
استاذ العلوم السياسية تورستين
جيرالد شنايدرز من جامعة مدينني
كونستانتس / جنوب /
ومونستر / وسط / يحاول هذا
المفكر ان يؤكد بأن العداء
للاسلام مصدره الاعلام
والمسلمين ايضا ، فالاعلام وبعد
انهيار الشيوعية ومن اجل ان
يبقى على قيد الحياة وخاصة في
اوروبا التي ترعى حرية الراي
اتخذ من الاسلام عدوا له لتأجيج
نار حرب ضروس تقع بين الاسلام
والمسيحية اضافة الى حرب ثقافية
انتصارا لآراء المفكر الامريكي
صموئيل هونينغتون الدي رحل عن
عالمنا قبل اشهر فالاسلام دين
حيوي يختلف عن النصرانية
واليهودية فالمسيحية فقدت
بريقها في اوروبا منذ الثورة
الصناعية وبروز الرأسمالية
التي كانت وراء ازدياد الانانية
وانهيار المجتمع الاوروبي حتى
اصبحت المسيحية
رمزا فقط اما اليهودية فدين
جامد بالرغم من وجود شرائع فيه
كما اصبحت اليهودية شبيهة
بالعنصرية جراء تغلغل فكر
الحركة الصهيونية فهي لا تقبل
اي جديد ولا تريد الاندماج مع
الانفتاح على الشعوب والاديان
الاخرى ، أما الاسلام فدين حيوي
بتجدد مستمر ويستطيع أي داعية
مسلم معروف باخلاصه للدعوة
الاسلامية تغيير العالم
الاسلامي برمته ، فحركة
الامام محمد بن عبد الوهاب
التي دعت الى نبذ
الخرافات من الدين الاسلامي
كان لها تاثير واضح على الحركات
الاسلامية الاخرى وفي مقدمتها
الحركات التي تدعو الى الجهاد
ومجاهدة اي عدو يحتل قرية مسلمة
فالاخوان المسلمين
ظهرت من تأثير الدعوة
السلفية التي تدعو ان الاسلام
دين وهوية وجهاد وعمل وعبادة . وعزا شنايدرز العداء للاسلام الى
المسلمين انفسهم فهم على غير
مقدرة للتصدي
للحملات المسعورة ضدهم وضد هذا
الدين فالصحافة اضافة الى اولئك
الذين يبثون آراءهم عبر شبكة
المعلومات الدولية / الانترنت /
الى جانب تعليقات المذياع /
الراديو / وأفلام تعرضها محطات
الرائي / التلفزيون / وندوات
تعقد حول الاسلام لم تجد من
يتصدى لها وان كان هناك من يريد
إبراز شجاعته للتصدي فهو لا
يملك خبرة سياسية كافية عن
تطورات السياسة الدولية
والاسباب المباشرة وغير
المباشرة للعداء للاسلام
كما لا
يملك معرفة كافية عن الدين
المسيحي نشأته وتاريخه أضافة
الى تحلي صاحب هذه الشجاعة
بالتعصب . ويرى شنايدرز ان السياسة تشارك الصحافة
بالعداء للاسلام فهي لم تدعو في
يوم من الايام الى لقاء مفتوح
يجمع المعادين والمؤيدين
للاسلام مع المسلمين انفسهم فقد
ساهمت هذه السياسة التي وصفها
بالجبانة استماع الكثير من قراء
الصحف الشعبية
ومحطات الرائي الالمانية
الخاصة من الشعب
الالماني الى المعادين للاسلام
والمحذرين منه حتى اصبح شعار
المعادة لبناء المساجد وتدريس
مادة الدين الاسلامي هدف بعض
الاحزاب المعادية للوجود
الاجنبي في المانيا ، فقد
استطاعت هذه الاحزاب التأثير
على الالمان السويسريين بمنع
بناء مئاذن وقيام احزاب عنصرية
تتخذ منمعاداة الاسلام شعارا
لها . ويؤيد شنايدرز آراء استاذ علوم التاريخ
في الجامعة التقنية ببرلين
ورئيس المعهد الالماني لبحوث
المعاداة للسامية فولفجانغ
بينتس الذي يؤكد أن المعاداة
للاسلام في المانيا واوروبا
ظاهرة من ظواهر المعاداة
للسامية ، فالمعاداة للسامية
كانت وراء اندلاع الحرب
العالمية الثانية واضطهاد
اليهود ووراء قيام دولة لهؤلاء
على ارض فلسطين وانه اذا ما
ازدادت المعاداة للمسلمين في
المانيا واوروبا فان حربا ضروسا
قد تقع بين المسلمين والمسيحيين
في القارة العجوز ، فالاسلام
دين قديم راسخ في اوروبا وقد
فشلت جميع الجهود التي بذلت على
مر التاريخ الاوربي الانساني
طمس معالمه في صقلية
والاندلس اضافة الى البلقان
والحضارة الاسلامية للاقليات
الاسلامية في بولندا وهنغاريا
وغيرها من الدول الاوروبية . ويتهم شنايدرز المسلمين بأنهم وراء
ازدياد المعاداة لهم
لاقدامهم على تصفية من اساء
لهذا الدين بدل محاورته كمثل
تصفيتهم للمخرج الهولندي تيو
فان جوخ ومحاولتهم تصفية
صاحب الرسوم المسئية للاسلام
هذه الظاهرة كانت وراء ازدياد
قوة الحزب القومي الهولندي الذي
يراسه جيرت فيلدريز الذي يدعو
الى منع الاسلام ومحاربة القرآن
واصبح له شعبية في المانيا
والنمسا وغيرها من
الدول الاوربية كما ويتهم
شنايدرز حكومات بعض الدول
الاروبية لدفاعها عن المسلمين
الذين يسيئون لدينهم من اجل
ابراز شخصيتهم مثل تسنيمه نسرين
وسلمان رشدي والصومالية عايدة
علي التي طردتها
هولندا بعد أن ثبتت أكاذيبها
وشاركت المخرج الهولندي تيو فان
جوخ بفيلم الفتنة ، سياسة
الحماية هذه بحجة حماية الآراء
كانت وراء شعور المسلمين بعداء
الغرب لهم . وحذر شنايدرز من
مغبة الدعايات المضادة لهذا
الدين اذ ستنجم عنها نتائج مثل
نتائج محرقة اليهود المعروفة بـ
/ الهولوكست / فالحرب التي وقعت
بالبوسنة لم تكن من اجل سيطرة
النفوذ بل من اجل وقف زحف
الاسلام ومقتل اكثر من ثمانية
آلاف بوسنوي في سربرينتسا امام
القوات الهولندية دليل واضح على
تأثير الفكر القومي الذي يدعو
الى محاربة الاسلام وإخراجه من
اوروبا . وطالب شنايدرز الحكومات الاروبية الى
الصراحة مع انفسهم ، واذا ما
أرادوا العيش بأمان وسلام وبدون
حرب اللجوء الى الحوار مع
الاسلام بشكل واقعي
. . ويقع الكتاب من حوالي 483 صفحة ويصل سعره
الى حوالي 40 يورو .. -------------------- هذا
الكتاب يعبر عن رأي كاتبه
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |