ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كيف
تتحول المدن تأليف:
ديفيد س. ثورنس ترجمة:
أحمد رمو هذا الكتاب من المحتمل أن تهيمن الحياة المدينية على
القرن الحادي والعشرين بطريقة
لم نعهدها من قبل. فأكثر من نصف
سكان العالم اليوم هم من سكان
المدن. ووفقاً لتقديرات البنك
الدولي، فإن 88% من إجمالي النمو
السكاني في العالم سوف يستقر،
عام 2025، في مناطق مدينية سريعة
التوسع، وسوف يستوعب العالم
المتطور 90% من ذلك النمو المديني.
وفي هذا الإطار، من المهم أيضاً
أن ندرك أن المدن تشتمل على تنوع
كبير. والشيء الحاسم في نشوء هذه
الاختلافات هو السرعة التي نمت
فيها المدن، وجذورها التاريخية
وطبقات البنية المادية
والاجتماعية التي ولَّدت البنى
التحتية والممارسات الاجتماعية
والمادية الحالية. واليوم،
تواجهنا ظاهرة نمو سريع، إلى حد
لا يُصدَّق، في مناطق كمنطقة
بودونغ في الصين، وهي المنطقة
الاقتصادية الحديثة في شنغهاي،
التي تحولت، في غضون تسع سنوات،
من حقول زراعية خضراء إلى منطقة
مدينية يقطنها 1.8 مليون نسمة.
وكانت هذه المنطقة الجديدة قد
حظيت بالتشجيع على اعتبارها
المحور المالي، والمعلوماتي،
والتصنيعي للاقتصاد الصيني
الذي يتجه باضطراد نحو اقتصاد
السوق. إن العوالم المدينية
التي نراها هي اليوم أكثر
ترابطاً مما كانت عليه في أي يوم
قبل ظهور الأنظمة الحديثة
للاتصال التي عملت على تطوير
وصياغة "عصر المعلومات"
الحالي. وهكذا، فإن الموضوع
الذي يشكل أساس هذا الكتاب هو
موضوع التحولات. فالتحولات تحدث
على كل صعيد، من البنى
العالمية، الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية، إلى
الطرق التي نصوغ فيها أساليب
حياتنا اليومية. فنحن نشارك
الآن في ثقافة عالمية بطريقة لم
تكن من قبل ممكنة وإن كنا، في
الوقت نفسه، نقضي حياتنا ونحن
نعيش في "أمكنة محلية"، في
بيوتنا، ونواحينا، ومدننا،
ومناطقنا وأوطاننا. كانت العولمة هي التحول الرئيس خلال
العقدين الأخيرين من القرن
العشرين. والعولمة ليست ناتجاً،
ليست شيئاً ما حدث الآن، بل هي
مجموعة مترابطة من العمليات،
الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية والثقافية والبيئية،
التي تواصل صوغ العالم الذي
نعيش فيه. وعمليات العولمة هذه
تؤثر، بشكل حاسم، على المدينة
لأنها المكان الذي يعيش فيه
أكثر الناس. وقد حملت العولمة
لبعض الناس المزيد من التجانس،
في حين حملت لآخرين الاختلاف
والتغاير. فبالنسبة للبعض،
مارست العمليات العالمية
تأثيراً على ما هو محلي بطرق
أضعفت فيها قدرتهم كأفراد،
وعائلات ومجتمعات محلية على صوغ
أساليب حياتهم. وبالنسبة
لآخرين، ما تزال المقاومة
ممكنة، وفي الواقع، ما تزال هذه
المقاومة ممكنة في جزء مهم جداً
من العالم العولمي. إن استكشاف أبعاد تحول المدينة من مدينة
صناعية حديثة إلى مدينة عالمية
يقتضي التحقيق في هذه الادعاءات.
والتحقيق فيها يجب أن يتوجه إلى
الطريقة التي كان قد أعيد فيها
تشكيل المدينة خلال النصف
الثاني من القرن العشرين. وسوف
نستكشف في هذا الكتاب أيضاً مدى
فائدة أساليب التفسير والتحليل
التي نشأت في الماضي وشكلت أساس
البحث العلمي في موضوع المدن.
وكان هذا البحث محكوماً، إلى حد
بعيد، بالعمل الذي انطلق في
أوروبا الغربية وأمريكا
الشمالية وحولهما، وبالتالي
تركز، على نطاق واسع، على
أوروبا الغربية وأمريكا
الشمالية. فهل ما تزال هذه
الأفكار والتحليلات مناسبة في
عالم عولمي حيث بات واضحاً أن
"المركز" لم يعد قائماً،
على نحو واضح، في هذه المناطق من
العالم؟ ـــــــــــــ المصدر :موقع وزارة الثقافة ـ الهيئة
العامة السورية للكتاب الأربعاء 9/6/2010 -------------------- هذا
الكتاب يعبر عن رأي كاتبه
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |