ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

في آفاق نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن

القرآن يقوم وحده

33 قصة تروي إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه

وتأثرهم بالقرآن دون وسيط وإعجابهم بعظمته وتزكيتهم لشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم

 

علاء الدين شمس الدين المدرس

2009 م – 1430 هـ

الطبعة الأولى

2009م/1430هـ

حقوق الطبع محفوظة

بسم الله الرحمن الرحيم

أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون. قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.  َ

سورة العنكبوت/ 51 - 52

محتويات الكتاب

المقدمة

1-      قصة إسلام الكاتب والإعلامي الألماني هنريك برودر.

2-      قصة إسلام عالم البحار الفرنسي جاك كوستو.

3-      قصة إسلام المفكر الأمريكي الدكتور جريميا.

4-      قصة إسلام المفكر والكاتب الأمريكي الدكتور جيفري لانغ.

5-      قصة إسلام الأمير والكاتب البريطاني اللورد هيدلي.

6-      قصة إسلام العالم الفرنسي الدكتور موريس بوكاي.

7-      قصة إسلام الرسام والمفكر الفرنسي إيتان دينيه.

8-      قصة إسلام المفكر النمساوي ليو بولد فايس (محمد أسد).

9-      قصة إسلام المفكر الهنكاري الدكتور عبد الكريم جرمانوس.

10- قصة إسلام البروفسور والمبشر خالد ميلاسنتوس.

11- قصة إسلام البروفسور اللاهوتي عبد الأحد داود.

12- قصة إسلام العالم الكندي والمبشر الدكتور ميلر.

13- قصة إسلام الملك الانكليزي جون لاكلاند.

14- قصة إسلام المفكر الفرنسي روجيه غارودي.

15- قصة إسلام الفتاة الاسترالية سوزان كارلاند.

16- قصة إسلام الكاتبة الأمريكية ماركريت ماركوس.

17- قصة إسلام المبشّر اللاهوتي إبراهيم خليل فلوبرس.

18- قصة إسلام البارون الانكليزي شارلز هاملتون.

19- قصة إسلام الكاتب الفرنسي يعقوب ريموند.

20- قصة إسلام الكاتب الانكليزي وليم شل بشير بيكارد.

21- قصة إسلام الشاعر والصحفي الأمريكي محمد دونالد ركويل.

22- قصة إسلام عالم الأجنة الكندي الدكتور كيث مور.

23- قصة إسلام عالم التشريح التايلندي تاجاتات تاجسن.

24- قصة إسلام أستاذ القانون الألماني هوفمان لانغ.

25- قصة إسلام العالم البريطاني آرثر أليسون.

26- قصة إسلام العالم الجيولوجي الألماني ألفريد كرونير.

27- قصة إسلام المغني البريطاني المعروف كات ستيفنز.

28- قصة إسلام الأمريكي مالكولم إكس.

29- قصة إسلام الكندية صوفي بوافير.

30- قصة إسلام البريطانية إيفين كوبلد.

31- قصة إسلام الأوكرانية أكسانتا ترافنيكوفا.

32- قصة إسلام الفرنسي رينيه جينو.

33- قصة إسلام الفرنسي ليون روشي.

بقية قافلة كتائب النور المستمرة للمهتدين الغربيين.

أمريكا أنموذج للثقافة الغربية- والتسامح الحضاري.

هل يتنبأ القرآن بدخول أمريكا الإسلام بعد ربع قرن؟!..

أقوال غربية منصفة في القرآن ونبي الإسلام.

شهادات مختارة من أفواه الذين أسلموا في العالم المعاصر.

الخاتمة.

المقدمة

يشير الله تعالى إلى عظمة القرآن وتحديه للبشر وهيمنته المطلقة على كل شيء في الكون المنظور، باعتباره كتاب الله الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، باعتباره الكون المقروء، ليرينا آياته الكبرى في الآفاق وفي أنفسنا، ويهدي الإنسان للتي هي أقوم، في آيات عديدة منها: ((قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)).[1].. وقوله تعالى: ((وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين))[2].

وخلاصة التحدي في هذه الآيات الكريمة، أن الإنسان سيكون عاجزاً على مدى الدهر، أن يأتي بمثل هذا القرآن، وانه في الوقت نفسه سيجد فيه معيناً لا ينضب من الكنوز والمعجزات والعلوم، ويجد فيه من العلم والهدى ما لا يجده في أي كتاب آخر، مما يحتّم عليه أن يؤمن به ويسلّم بهديه القويم وبمصدره الإلهي وبتمامه وكماله المعجز، مقارنةً مع ما يحيطه من كتب وتعاليم، وُجدتْ خلال عصور حضارة الإنسان عبر تاريخه الطويل، مهما كانت مسمياتها ومصادرها. وهذه الحقيقة هي بالضبط، ما أكدها علماء الغرب ومفكروه في عصر النهضة وما بعده، كما سنلمسه جلياً في هذا البحث المتواضع، من خلال قصص إسلامهم وإعجابهم وانبهارهم بمعجزة القرآن الخالدة.

إن هذا القرآن - كما سنلمس من خلال تلك القصص الواقعية المختارة، وكما جاء في هدي الكتاب والسنة - هو كتاب الله المعجز ورسالته الخاتمة للناس أجمعين.. وهو كتاب فريد يتحدى الإنسان في كل شئ، في لغته وعقيدته وشريعته وبيانه وعلومه وأسراره، التي لا تنتهي وكنوزه التي لا تنفد، ما وُجد الإنسان على ظهر هذه الأرض، وما دام الصراع قائماً بين الحق والباطل، بين النور والظلمات، بين الإيمان والشرك، إلى يوم الدين، يوم الفصل بين الخلق، ذلك يوم الحساب.

ولذلك فهو كتابٌ قائمٌ وحده، يتحدى غرور الإنسان الضال والتائه، ويتحدى الشيطان وحزبه، وكل من يجحد النور والإيمان والحق والعدل، الذي جاء به هذا الكتاب العزيز، ليعم نوره الأرض ويسود السلام في أرجائها، تماماً كما ساد ذلك النور أول مرة، حين كانت حضارة القرآن تحكم الأرض في قرون الخيرية الأولى، وما بعدها من العصور الزاهرة وحتى عهد قريب. ولا يضير كتاب الله الخالد تقاعس المتقاعسين ونكوص الناكصين وجهل الجاهلين، فحين يتلكأ المسلمون في أداء واجبهم تجاه نشر النور الذي نزل به القرآن، ويتقاعسون عن الدور المنشود الذي كلفهم به الله سبحانه، لخلافة الأرض وأعمارها بالخير والإيمان والفضيلة، فان الله قد تعهد بهذا القرآن العظيم، بالحفظ والقداسة والمضي في سبيل التبشير بالرسالة الخاتمة وهداية النفوس الحائرة، إلى الهدف الذي أراده الله من وجودها على الأرض. وشرفها بذلك النور الذي أودعه الأرض المباركة،  حين تلألأ من على جبال فاران في مكة في قلب جزيرة العرب حيث غار حراء، أول بقعة زكية مباركة، شهدت نزول كتاب الله المنير، وهو يدعو الإنسان أن يقرأ ويتأمل ويتدبر في هذا الكون الفسيح، ليتجه بروحه وقلبه حيث خالقه الكريم.. ويدعوه بلمسة ربانية حانية أن اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. وهكذا أراد الله سبحانه بمشيئته النافذة أن يقوم القرآن وحده، حين يعجز الإنسان أو يقصّر في أداء الأمانة، وفي دوره خليفة في هذه الأرض لأعمارها وبنائها كما يريد الله سبحانه، لكيلا ييأس المؤمنون ولا يتجبر الطغاة والغافلون، بعد أن تفتنهم الدنيا بما فيها من بهارج ومباهج وأموال وبنين وفنون وعلوم. قال تعالى: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً))[3]. انه كتاب معجز لا ريب فيه ولا شك في الحق الذي جاء به، وان عليه لطلاوة وبه لحلاوة، وانه ليعلو ولا يُعلى عليه، وان أعلاه لمثمر وأسفله لمغدق.. وانه لا يُخلق من كثرة الرد، تلك هي سمات القرآن العظيم، التي يحس بدفئها وإشراقها كل من لامست قلوبهم آياته ومعجزاته، في الشرق والغرب على السواء.

يؤكد الله في عليائه أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وإن أول ما يدافع به الله عن الذين آمنوا هو بإنزاله القرآن الكريم رحمة ونور للناس أجمعين. وإن أول من يدافع عنهم من الناس، هو خير الناس وأشرفهم وأزكاهم، انه النبي الخاتم والرحمة المهداة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أُنْزل على قلبه هذا الكتاب المعجز، فلا غرابة أن يدافع القرآن العظيم عن النبي الكريم، يدافع عن شخصه وسيرته ورسالته، وعن صدقه وأثره في الحياة منذ عصره المجيد، حين بعثه الله سبحانه بالحنيفية السمحاء، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. يدافع عن الحكمة وجوامع الكلم والأحاديث الشريفة التي تحدث بها، وكل ما جاء به من الهدي الشريف. ولا غرابة في أن يجعل الله تعالى ذلك الدفاع المشرف، عن النبي وعن كتابه وعن دينه الخاتم، على لسان أبرز العلماء والمفكرين وأكبر القادة والمنظرين في العالم الغربي في العصر الحديث، ليكون ذلك الدفاع أوقع في القلب والنفس، وأبلغ في الفكر والعقل، وأعظم في الروح والوجدان، فالفضل دائماً هو ما شهد به الآخر خصماً أو حكماً، فكيف إن كان على لسان عباقرة الغرب وقادتهم وفلاسفتهم، من العلماء المنصفين الباحثين عن الحق والحقيقة، وكيف إن كان هذا الدفاع والإنصاف لدين الله، هو ثمرة سنين طويلة وجهود حثيثة، من البحث والتنقيب والمقارنة والسياحة في الأرض، حتى رزقهم الله الهداية والإيمان والخضوع لدين الله وكتابه العزيز، وهكذا كانت شهادة هؤلاء مهمة وحاسمة ومعبرة، فهم علية قومهم في الغرب وأصحاب اللب.. قال تعالى: ((وشهد شاهد من أهلها..))[4] فأسلموا إلى بارئهم، وأصبحوا بعد هذه النقلة الإيمانية والتوجه بإخلاص لبارئهم، جنوداً أوفياءً في كتيبة الإيمان والتوحيد. تتصل جذورها بكتائب التوحيد الأولى التي قادها الأنبياء والمرسلون، منذ عصر آدم عليه السلام، حتى غدت سلسلة مترابطة ومتداخلة من الأجيال والأمم، تعمل في بريد الدعوة إلى الله وفي سوح الدعوة الفسيحة، منذ أن خُلق الإنسان وشهد فجر حضارته على الأرض، مروراً بعصور الأنبياء، حتى عصر الرسالة الخاتمة، الرسالة التي ختم الله سبحانه بها الوحي والرسالة، وتكفل بحفظها من التغيير والتحريف والضياع، قال تعالى:

((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))[5].

لقد حوا هذا الكتاب الموسوم (القرآن يقوم وحده) شهادات منصفة وقصص واقعية ومعبرة، عن نخبة خيّرة من علماء الغرب وملوكهم وأمرائهم وكتّابهم وفلاسفتهم، وهم يعلنون إسلامهم وإيمانهم بالدين الحنيف، ويعترفون بكتابه الفريد، ومعجزته الخالدة، القرآن الكريم، ويقرّون مطمئنين بأنه كتاب الله المعجز، ويثبتون إعجازه من خلال النصوص والآيات والسور التي نقلتهم من الكفر إلى الإيمان، ومن الشك والحيرة والضلال إلى السكينة واليقين والنور المبين، بفضل القرآن وتأثيره العظيم في فكرهم وعقولهم ونفوسهم، حتى انكشف لهم نور الهداية، وباتوا هم أنفسهم على رأس كتائب الدعوة لذلك النور العلوي، يدعون الناس إلى صراط الله المستقيم وينصرون كتابه الحكيم ونبيه الكريم، لينالوا الخير والفضل في الدنيا والآخرة.

وهكذا يثبت هؤلاء الأخيار من صفوة المجتمع الغربي، أن هذا القرآن مأدبة الله ومائدته التي غذّت أرواحهم وعقولهم، فأصبح لسان حالهم يقول: أيها الناس هلموا إلى كتاب الله، فأقبلوا على مأدبته ما استطعتم. إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع. انه عصمة لمن يتمسك به ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيثبت، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فان الله يأجركم على تلاوته في كل حرف عشر حسنات. إن هذا القرآن كتاب الله الخالد، فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بينكم، من تركه من الطغاة قصمه الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هو القول الفصل ليس بالهزل. كما قال تعالى: (( إنه لقول فصل وما هو بالهزل)).. وورد في الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في فضل كتاب الله العزيز.

ولعل أفضل ما نقدمه في هذا الكتاب وندعو إليه القارئ العزيز، للإقبال على مأدبة الله سبحانه، أن يقرأ في صفحاته، تلك القصص الفريدة التي عبّرت عن حال أصحابها المتسامي اللطيف الشفاف، وشدة ايمانهم وإعجابهم بالكتاب الذي هداهم نحو النور، فأنار حياتهم التي أظلمتها تراكمات حضارة الغرب المادية والجاهلية، مهما ادعت الرقي والتقدم والغطرسة والطغيان، لكي نعيش مع هؤلاء المهتدين المؤمنين، ليرى بأم عينيه، تلك القلوب التي أبصرت النور، ويشهد دور القرآن العظيم وهو يقوم وحده بهداية الناس إلى سواء السبيل، رغم تقصيرنا وهجرنا للقرآن وتعاليمه ولدوره في الحياة.. قال تعالى:

((وقال الرسول يا ربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً))[6]

نسأله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، انه نعم المولى ونعم الوكيل.

 

هل يتنبأ القرآن بدخول أمريكا الإسلام بعد ربع قرن؟!.

هناك سور عديدة في القرآن تذكر مكة أم القرى وأصل الأمم والحضارات في التاريخ، وشعائر الحج والعمرة التي يؤديها المسلمون، وهم يشدون الرحال إلى بيت الله الحرام في مواسم الحج والعمرة، ومن بين تلك السور التي يدور موضوعها حول مكة وتاريخها وأحداثها المهمة، سورتان من سور القرآن القصار، ينبغي التوقف عندهما ومحاولة التعرف على أسرارهما، ومعرفة ما فيهما من الآيات والدلائل التي يتصف بها بيت الله جل جلاله. والسورتان تشيران إلى العصر الذي كانت فيه قريش تتقلد الزعامة والسدانة في مكة بين سائر قبائل العرب الأخرى، منذ زمن قصي بن كلاب جد النبي الرابع وحتى عهد ظهور الإسلام، والسورتان هما سورة الفيل وسورة قريش.

 قال تعالى: ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم يجعل كيدهم في تضليل. وأرسل عليهم طيراً أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول))(1). وقال تعالى:((لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف))(2).

إن سورة الفيل سورة مكية تتحدث عن واقعة الفيل، حين أراد ملك الحبشة واليمن أبرهة الحبشي أن يغزو مكة، ويهدم الكعبة بهدف توجيه الأنظار إلى مملكته، والشروع ببناء كعبة بديلة في اليمن ليحج الناس إليها، بدل الحج إلى مكة، غير أن أبرهة باء بالفشل في قصة الفيل المشهورة. وكان ذلك في عهد عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم. وتشير السورة إلى التدخل الإلهي في هذه المعركة غير المتكافئة بين الأحباش وأهل مكة، والى إرسال طير الأبابيل التي كانت تحمل حجارة من سجيل، ورمت بها جيش أبرهة حتى أهلكته عن بكرة أبيه، وارتد أبرهة بما بقي من جنده خائباً من حيث أتى.

 إن هذه الحادثة المهمة في تاريخ مكة، والتي تزامنت مع مولد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، ذات دلالات ونبوءات عديدة أهمها، إن مكة مكان مختار ومقدّس، وقد اختصها الله تعالى بالتقديس والتفرّد والعناية والحفظ والأمن دون من غيرها من الأماكن والمدن، وكل ذلك بإرادة الله ومشيئته، مهما تجبّر الإنسان واغترّ بقوته وامتلاكه أسباب الرقي والتقدم المادي، ليعلم الطغاة والمتجبرون، أمثال أبرهة وغيره من قوى الظلم الطغيان على مر العصور، أن الله الواحد القهار بالمرصاد لمن يفكر بالعدوان على بيته الحرام ويغزو الأرض التي باركها الله منذ الأزل. ومهما تقدم الانسان  في العلم وتقنية القوة، ومهما تطورت الحياة ووصلت التكنلوجيا والأسلحة الفتاكة والمدمرة وغيرها مما يصنع الإنسان. ولنا أن نتصور أن سرباً من الطيور، التي أرسلها الله سبحانه، لتفعل فعلها الحاسم في جيش مدجج بالأسلحة والمعدات مع عدد من الفيلة. ترى ماذا كانت نتيجة محاولة أبرهة، وكيف عالجت يد القدرة الإلهية أطماعه وطغيانه؟.. لقد كانت النتيجة أن هزمت الطير الأبابيل - التي هي من جنود الله التي لا يعلمها إلا هو - ذلك الجيش العظيم، جيش أبرهة وأصحاب الفيل، تماماً كما هَزَمَ المسلمون أصحاب الفيل في العهد الراشدي في معركة القادسية في حروب فتح العراق. ولعل الطغاة والغزاة من أمثال أصحاب الفيل في كل زمان، سيلاقون المصير نفسه. إن هذه المعجزة وما تلاها، تؤكد سنّة التدخل الإلهي في المعارك غير المتكافئة في التاريخ، لتعطي الأمل للفئة المؤمنة القليلة أمام جبروت الباطل مهما تجبّر.

إن سورة الفيل تبشر الناس وتؤكد لنا بأن المعجزة الإلهية تتحقق حين يعجز الناس ولا تتوازن القوى بين الظالم والمظلوم. وقد أكد عبد المطلب أمير مكة في زمن الواقعة، لأبرهة على هذا المفهوم الرباني الحنيفي، المستند إلى الإيمان والثقة بالله سبحانه، الذي لابد أن يدافع عن بيته وعن المؤمنين، فحين أرسل أبرهة في طلب عبد المطلب أمير مكة، قبل اتخاذ القرار بهدم الكعبة، سأله ماذا يطلب منه قبل أن يقوم بهدم الكعبة. أجابه عبد المطلب بطمأنينة وثبات عجيب، حين قال له: أعد إليّ ابلي.. فاستغرب أبرهة من طلب عبد المطلب هذا، وكيف انه لم يذكر الكعبة ولم يطلب منه فك الحصار عنها، ويسأله عدم هدمها، فأجابه عبد المطلب: يا أبرهة أنا رب الإبل.. وان للبيت رباً يحميه.. فضحك أبرهة من جوابه وسخر من كلامه، فردّ له الإبل، وقال له: يا لك من شيخ خرف، تسألني عن الإبل ولا تسأل عن مكة ومصيرها!!.

ثم وقعت المعجزة الكبرى، وتم تدمير جيش أبرهة وإنقاذ مكة من براثن الأحباش وطغيان حاكمهم المغرور.. وهكذا يعلمنا الله مبدأً إيمانياً مهماً هو: حين يعجز الناس تنزل سفينة نوح.. لإنقاذ البشر من الطغيان على مرّ الأزمان.

لقد ارتبط اسم أصحاب الفيل في التاريخ الإسلامي، بثلاث حروب غير متكافئة ومصيرية بين الإسلام وبين الكفر والطغيان. كانت المرة الأولى في عام الفيل - ذلك العام الذي ولد فيه النبي والرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم - حين هُزم جيش أبرهة، وهو النصر الإلهي الذي حدث في عام الفيل، والذي ترويه لنا سورة الفيل. والمرة الثانية كانت في معركة القادسية في العراق في عهد عمر، وهزيمة جيش كسرى ورستم والهرمزان، وكانت النتيجة - استناداً إلى نبوءة القرآن في سورة الفيل - دخول أقوام هؤلاء الطغاة والظلمة من الحكام والملوك في الإسلام، رسالة الله الخاتمة إلى البشرية جمعاء – ولو بعد حين -  سواء في الحبشة واليمن أم في إيران والعراق وخراسان والهند، وهذه بشارات ونبوءات قرآنية منيرة تؤكدها هذه السورة العظيمة، ومن ظلال سورة الفيل اللطيفة والكريمة. فماذا سيكون – يا ترى - مصير المشروع الأمريكي الجديد؟.. الذي يقوده المحافضون الجدد في أمريكا، وهم الذين رفعوا شعار الفيل لحزبهم الحاكم في أمريكا، وقاموا بغزو عددا من دول المشرق الإسلامي التي تحيط بمكة، تلك الأرض التي باركها الله وجعلها مهد الأنبياء والمرسلين، فقاموا بغزو أفغانستان والعراق ولبنان والسودان والصومال، وجعلوا من الشرق ترسانة كبيرة لأسلحتهم ومعداتهم الضخمة، وأحاطوا بالعرب في أرض الجزيرة المباركة، من أجل الثروة والنفط والسيطرة على مقدرات شعوب هذه الأرض. وهل سيلاقون المصير نفسه الذي لاقاه أصحاب الفيل في العصور السابقة؟.. وهل سيكون فشلهم وخسارتهم وذهاب ريحهم وريح أعوانهم، سبباً في دخول هذه الشعوب والأقوام، التي جاءت من وراء البحار، في الإسلام استناداً إلى البشارة والنبوءة القرآنية نفسها؟!..

ان إسلام النخبة من علماء الغرب وقادته ومفكريه المنصفين والحكماء، في العصر الحديث، والذين تم اختيار بعضهم في هذا الكتاب، فضلاً عن الأخطار المدمرة للمشروع الاستعماري العولمي الجاري تسويقه على أرض الشرق باسم محاربة الإرهاب العالمي، وكذلك الأزمة المالية العالمية الخانقة الحالية.. كلها دلائل واضحة تصب في هذه النبوءة المباركة، وتشير – بإذن الله - إلى دخول أمريكا والغرب عموما في هذا الدين أفواجا، خلال مدة لا تزيد على ربع قرن في أبعد الاحتمالات، لسبب بسيط عبر عنه أولئك الأخيار المهتدون الذين تكلموا بوضوح ودون لبس، عن الضمأ الروحي الحقيقي للإنسان الحالي، لحضارة القرآن وتعاليمه الإلهية العادلة، في ظل تخبط حضارة الغرب وماديته وغطرسته وظلمه للإنسان في كل مكان، ولعلنا في وقفة بسيطة مع الأزمة المالية والسياسية الحالية، نلمس بوضوح أن تطبيق العالم الرأسمالي لمفردة واحدة وجزئية من مفردات الشرع الحكيم في كتابه المبين، قد أدى إلى حل مؤقت والى تخفيف واضح للأزمة المالية في معظم أرجاء العالم الرأسمالي الذي تقوده أمريكا، فبمجرد تخفيض نسبة الفائدة بنسب محدودة وتبني خطوات محددة في النظام الاقتصادي العالمي ذات طابع إنساني واجتماعي (اشتراكي).. كتأميم بعض الأصول المالية وشراء الأسهم والمؤسسات التي أعلنت إفلاسها وإسناد البنوك المتضررة في الأزمة، بأموال الدول والحكومات الرأسمالية، قد أدى إلى نتائج ايجابية واضحة التأثير، فكيف إذا ما لجأ الإنسان إلى خالقه في تنظيم شؤون حياته ومنها النظام الاقتصادي، وترك الربا والجشع والاحتكار والملكية اللامحدودة والنزعة الرأسمالية الاستهلاكية، التي تعتمد مبدأ استغلال الإنسان وحصر الثروة العالمية لتكون دُولة بين الأغنياء والرأسماليين من الناس فقط، دون النظر إلى خدمته ومعالجة أزماته المختلفة.

إن حضارة القرآن المتصفة دوماً بالعدل والسلام، بكل أشكاله في داخل الإنسان وخارجه ومحيطه الذي يعيش فيه، وقبل ذلك السلام مع الله الخالق العظيم، تدعوه للدخول في السلم والنور، لتستنير بنور الفطرة والقرآن. النور الوضاء الذي تملتلك مفاتحه بيدها لتنير الأرض بكلمات الله سبحانه كما أنارتها في الماضي القريب، من خلال العودة إلى الفطرة السوية والى القرآن - نور على نور - والالتجاء إلى النبع الصافي الذي بشر به أنبياء الله، وقص لنا سيرتهم العطرة في كتابه العزيز. وتدعو الإنسان المعاصر لهجر حضارة الشيطان وما فيها من بهارج وقيم مادية مزيفة، تغري الإنسان بالشر والظلم والطغيان والحروب والصراعات المدمرة، التي شهدها القرن الماضي وما يزال الإنسان يعاني منها حتى اليوم، وتقول له بلسان حالها، ومن خلال سيرة علماء الغرب المهتدين: أيها الإنسان ليس أمامك إلا خيارين لا ثالث لهما، إما الدخول في دين الله واستلهام تعالم القرآن، كتاب الله ورسالته الخالدة لنا وخطابه المباشر لكل إنسان يعيش على الأرض، أو انك سيواجه الفناء في كل صوره، الفناء الحسي والمعنوي، وفناء حضارته وعالمه وبيئته وكل ما يحيطه، فخسفنا به وبداره الأرض. والذي تقوم المناهج الوضعية بتدميره وتحطيمه، بقصد أم بدون قصد، ولن تنفعه عولمته وتقدمه وتطوره المادي، لأنه سيستخدمها – حتماً - في تدمير نفسه، كما فعل أصحاب الفيل قديماً، ويفعلون اليوم.

أما سورة قريش، فهي سورة مكية أيضاً. وتتحدث عن نعم الله على قريش أشرف قبائل مكة والجزيرة، بإسناد سدانة الكعبة إليها، وتبوّء الرئاسة والزعامة على سائر العرب.

وتتحدث هذه السورة العظيمة عن موضوع خطير ومهم يخص الأمن القومي والأمن الإقليمي والعالمي، وصلته بمكة وموقعها وضرورة تأمين طرق التجارة والسفر والسياحة الدينية منها واليها عبر الاتجاهات الأربعة المعروفة آنذاك، ولذلك تؤكد السورة على أهمية العبادة والخضوع لرب البيت الذي أطعمهم بعد جوع وآمنهم من خوف، سواء في عصر نزول السورة أو العصور التي تلت وحتى الآن. لقد كانت قريش وما زالت توفر الأمن والطعام والإقامة، لأهل مكة والجزيرة عموماً، في مواسم الحج والعمرة، بفضل البيت الحرام، وإجلال الناس له ولأهل مكة، فقداسة البيت وارتباط قلوب الناس به منذ عصر إبراهيم، جعل لقريش مكانة خاصة في قلوب العرب وغيرهم، وجعل لها مهابة ومنزلة خاصة، جعلتهم يعيشون في رغد العيش، وفي أمن قل نظيره بين القبائل والشعوب. لقد شرّف الله تعالى العرب بحمل الرسالة الخاتمة للعالمين، واصطفاها كأمة على باقي الأمم والشعوب والقبائل. وحباها الله وحبا قريشاً بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وميّزها على باقي البيوت والأمم. ويشير المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المجد والشرف العلوي لأمة الإسلام في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم فيقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم[7].

 وفي هذه السورة يشير القرآن إلى مسألة اعتقادية هامة، وهي أن عبادة رب البيت وهو الله سبحانه الواحد الأحد وإخلاص العبادة له والسير على منهجه، هي المنهج الطبيعي لإظهار الشكر والمنّة، على نعمتي الإطعام والأمن والسلام، التي وهبها الله المنعم لعباده المؤمنين، ولذلك قال تعالى: ((فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)). فليس هناك أخطر على الإنسان من تسلّط الجوع والخوف عليه، بسبب الشرك والصراعات والحروب والفتن، التي تؤدي إلى الفقر والمرض والتخلف والجوع وإراقة الدماء، كما هو حال الحضارة المعاصرة، وما تعانيه من فقدان الأمن الغذائي والقومي، بسبب البعد عن الله سبحانه وتعاليمه الحكيمة العادلة. وهذه السنة الإلهية التي تربط بين الأمن والعبادة، هي دعوة قرآنية تربوية هادفة لكل الأمم والشعوب، بأن يعبدوا رب البيت الذي يطعمهم من جوع، ويضمن لهم الأمن والسلام من بعد الخوف والتفرق والصدام، الذي يعيشه الإنسان في ظل حضارة البعد عن الله والإيمان برسالة السماء في كل زمان.

وفي تفسير الإيلاف يقول الفراهيدي: آلف يؤآلف، وقال الأزهري: الإيلاف شبه الإجارة بالخفارة، وهو ضرب من المال، يدفع طواعية كهدايا أو منح لرؤساء القبائل التي تمر بحرمتها القوافل التجارية القرشية. والإيلاف عند القرطبي: أن يأمنوا عندهم وفي طريقهم وأرضهم بغير حِلْف إنما هو أمان طريق(1). ويقول الفيروز آبادي: إن الإيلاف الذي جاء في سورة قريش، هو العهد وان اللام في (لإيلاف قريش) للتعجب، أي: اعجبوا لإيلاف قريش.. ويقول: لقد كان تجار قريش يختلفون إلى هذه الأمصار (الشام، والحبشة، واليمن، وفارس) بحبال هذه الأخوة فلا يُتعرض لهم، وكأن كل أخ من إخوة هاشم بن عبد مناف الأربعة الذين عقدوا الايلافات مع الجهات المحيطة بجزيرة العرب، أخذ حبلاً من ملك، ناحية سفره أماناً له(2). لذلك أراد أبرهة الحبشي أن يقضي على هذه السنّة والشعيرة التي اعتاد عليها الناس منذ آلاف السنين. وان الإشارة إلى رحلة الشتاء والصيف بمعنى رحلة الحج لزيارة بيت الله، هي أبلغ في المعنى للتذكير بنعم الله على قريش، لأنها كانت السبب وراء الأمن والغنى والمهابة التي ارتبطت بقريش وسكان مكة حتى يومنا هذا. كما أنها أبلغ في التعبير عن المنزلة الرفيعة لمكة وبيتها العتيق لتكون قبلة للناس، يأمّون إليها في الشتاء والصيف من كل فج عميق ومن كافة الألوان والأجناس، فسبحان الله المنعم الذي أنعم على المسلمين ببيته العتيق وجعل من مكة المكرمة قبلة للناس في حجهم وعمرتهم وصلاتهم، وجعل فيها أول بيت وضع للناس لعبادته، وجعلها موطن آدم عليه السلام وبقية الأنبياء والمرسلين، وهي أم القرى وأصل الأمم، انه عزيز حكيم[8].

 

أقوال غربية منصفة في القرآن ونبي الإسلام

كانت قريش في الجاهلية وقبل البعثة النبوية تلقب محمدا ًصلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، ذلك هو الحُكم والتقييم الذي رآه جيل محمد صلى الله عليه وسلم بالرحمة المهداة قبل بعثته، وذلك هو منظار أهل مكة لنبي المستقبل، كم هو بليغ ومعبر ذلك اللقب الكريم. لقد كان في أعينهم في ذلك العصر يمثل جوهر الصدق والأمانة، هذه الشهادة التاريخية تعطينا تفصيلاً ثميناً لمعالم الصورة النفسية والاجتماعية التي كان عليها محمد قبل أن يبعث نبياً ورسولا.

وعلى مدار التاريخ كان هنالك الكثير من الشواهد على التقييم الرائع والقمة السامقة التي وصفه بها الخصوم قبل الأصحاب والأصدقاء، من خلال سيرته العطرة، فضلاً عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره  في البشرية جمعاء، فنرى أن الثقة بهذا النبي لكاتب انكليزي شهير هو (برناردشو) تصل إلى أقصاها حين يقول: لو أن محمداً موجود الآن بيننا لحل مشكلات العالم جميعها ريثما يتناول فنجاناً من القهوة.

ويقول المستشرق (وليم موير) عن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يشهد التاريخ مُصلحاً أيقظ النفوس وأحيا الأخلاق ورفع شأن الإنسانية في زمن قصير كما فعل محمد.

ويقول توماس كارليل عن عظمة محمد: هؤلاء العرب وهذا الرجل محمد وهذا القرن السادس الميلادي، أليس كل ذلك كالشهاب بدا ثم اختفى، شهاب واحد لمع في عالم كالرمال السوداء، لا يؤبه له ولكن يا للعجب إذا بالرمال وكأنها استحالت إلى مسحوق متفجر، يرتفع وهجها في السماء من دلهي إلى غرناطة. قلت: لقد كان (الرجل العظيم) دائماً كالبرق يومض في السماء والناس ينتظرونه وهم كالوقود، ومن هذا الوميض يشتعل الوقود.ويقول أيضاً: لما كان من المستبعد أن يصبح أي منا مسلماً فلا يضيرني أن أقول كل الخير عن محمد بقدر ما أستطيع، فالأكاذيب التي كدسها التعصب من أجل مصلحة ديننا حول هذا الرجل لا تسيء إلا إلينا نحن.

ويقول أيضاً: من المسلم به أن محمداً لم يكتب ولم يقرأ ولم يتلق تعليماً مدرسياً، ولكنه عُرِفَ منذ نشأته بالرجولة وسمو التفكير والأمانة وأصالة الرأي في كل ما يقول وما يعمل، وتاريخ حياته يثبت أنه كان دائماً رجلاً اجتماعياً وصديقاً صدوقاً ومخلصاً ودوداً.

أما البروفسور ستوبارث فيقول: لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد.. ألا ما أقل ما امتلكه من الوسائل المادية وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة، ولو أننا درسنا التاريخ من هذه الناحية، فلن نجد فيه اسماً منيراً هذا النور وواضحاً هذا الوضوح غير اسم النبي العربي صلى الله عليه وسلم.

ولو تتبعنا أقوال المستشرقين وإعجابهم بالنبي محمد لطال الكلام وكثر. ومن أجمل ما قرأنا عن قوة سطوع شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في الفكر الغربي، هو ما جاء في كتاب (المائة الأوائل) للكاتب الأمريكي الدكتور (مايكل هارث)، فقد اختار فيه أعظم مائة شخصية في تاريخ العالم –حسب رأيه- من ناحية أثرهم وتأثيرهم في حركة التاريخ البشري، ورغم صعوبة مثل هذا البحث وقلة المعلومات المحايدة المتوفرة في الغرب عن الإسلام ورموزه وشخصياته، فإن المؤلف اختار محمداً صلى الله عليه وسلم في أول المائة، في حين جعل المسيح عليه السلام في التسلسل الثالث وموسى عليه السلام في التسلسل السادس عشر. كما اختار بعض العلماء الطبيعيين -أمثال نيوتن واينشتاين وغاليلو بالتسلسل الثاني والعاشر والثالث عشر على التوالي، واختار عدداً آخر من الزعماء السياسيين أمثال ماركس وأغسطس القيصر وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتسلسل الحادي عشر والتاسع عشر والواحد والخمسين، والفلاسفة أمثال أرسطو وديكارت بالتسلسل الرابع عشر والتسلسل الرابع والستين وهكذا.. إلى تسلسل المائة. وقد أجاب المؤلف الأمريكي عن سبب اختياره محمداً صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة أعظم مئة شخص في العالم منذ بداية البشرية حتى اليوم رغم أنه باحث غير مسلم، فقال: إن اختياري محمداً ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي([9]).

ويقوم المؤلف بمقارنة يسيرة بين شخصيات أنبياء الديانات السماوية الثلاث، ويستنتج منها تفوق شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أخويه موسى وعيسى عليهما السلام، من حيث الكتب التي أنزلت عليهم وهي التوراة والإنجيل والقرآن، ومدى المحافظة على صحتها وأثرها في الواقع البشري إلى الآن، ومدى استكمال الرسالة الدينية والدنيوية في حياة كل نبي، وأخيراً من حيث البيئة التي عاش فيها كل منهما، مقارنة مع افتقار البيئة العربية الصحراوية إلى أي مصدر ومرجع للمعرفة والحضارة، بعكس البيئة التي عاش فيها كل من عيسى وموسى عليهما السلام في عهد الرومان في فلسطين وعهد الفراعنة في مصر.

 

ويقول هربرت ويلز: كـم من الأجيال ســتكابد الخـوف والشــقاء قبل أن يبزغ فجر الإسلام العظيم، الذي يبدو أن التاريخ بأكملــه يتجــه صوبــه!.. وســلام يومئذ يغمـر الدنيا.. وسـلام يغمـر القلوب.

ويقول برناردشو في نظرة الإسلام إلى الأنبياء ومن بينهم النبي عيسى عليه السلام: إن أتباع محمد أوفر أدباً في كلامهم عن المسيح"([10])

ويقول أيضاً عن خطورة كتاب العهد القديم على الأطفال والأخلاق عموماً: "الكتاب المقدس من أخطر الكتب الموجودة على وجه الأرض، فاحفظوه في خزانة مغلقة بالمفتاح، احفظوه بعيداً عن متناول الأطفال!!"([11]).

ويؤكد (إلياس طعمة) الشاعر المهجري وليد أبو الفضل قول برناردشو بقوله: "في العهد القديم ما يُخجل من تلاوته الخليع، ناهيك عن أنه يُعلّم الفاسق ما يَجهل، فَحوِّل وجهك عما فيه من دعارة بني إسرائيل"([12]).

ويقول عالم الاجتماع الهولندي ريسلو: "أدهشتني النظم الاجتماعية التي يقررها الإسلام، وخاصة الزكاة، وتشريع المواريث، وتحريم الربا، وفريضة الحج وإباحة تعدد الزوجات، وشتان بين هذا وبين مبدأ الزواج من واحدة الذي تؤمن به الشعوب الأوربية شكلاً ولكن دون وفاء"([13]) .

آراء الكتاب الغربيين عن سلوك المسلمين في الحرب: لقد لفتت هذه المفارقة في السلوك الحربي بين المسلمين وغيرهم، انتباه عدد من الكتاب الغربيين ومن ذلك:

-  (آرثوس جلمان)ARTHUS GILMAN  إذ يقول: بالمقارنة -على سبيل المثال ـ بفظاعات الصليبين حينما سقطت القدس في أيديهم عام 1099م، حيث قتلوا سبعين ألف مسلم رجالاً ونساءاً وأطفالاً، فان انتصار محمد كان دائماً محكوماً بأخلاقيات الدين لا بالانتهازية السياسية)[14].

-    أما المفكر الغربي بودلي R.V.C.BODLEY فيقول: عندما غزا الصليبيون القدس في عام 1099 م تركوا الموت والخراب حيثما مروا، ولكن عندما هزم صلاح الدين الصليبين، لم يتخذ أي إجراء انتقامي، وكذلك لم يدمر المسلمون البلدان التي غزوها كما فعل المحاربون من أصحاب الديانات الأخرى، حيثما مر المسلمون خلفوا شيئاً أفضل مما كان في السابق، كانوا مثل السحاب المنهمر، أخصبوا الأرض التي كان الآخرون خلفوا فيها الجدب والخراب.[15]

-    وقال الكسندر بولي    ALCSANDER POWELE  : في انتصارات المسلمين الحربية أظهروا درجة من التسامح أخجلت كثيراً من الشعوب المسيحية.[16]

- وقال غوستاف لوبون: كان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحو النصارى حين دخلها منذ بضعة قرون، لقد قال كاهن مدينة لوبوي ريموند داجيل: حدث ما هو عجيب من العرب عندما استولى قومنا على أسوار القدس وبروجها، فقد قطعت رؤوس بعضهم وبقرت بطون بعضهم وحرق بعضهم بالنار، فكان ذلك بعد عذاب عظيم، وكان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤؤس العرب وأيديهم وأرجلهم. وروى ذلك الكاهن الحليم خبر ذبح عشرة ألاف مسلم في مسجد عمر، فعرض الوصف الأتي: لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك.. وكان الجنود الذين أحدثوا تلك الملحمة لا يطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلك إلا بمشقة. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك، فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام، لم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخاً.[17] وتم طرد الصليبيين من القدس على يد صلاح الدين الأيوبي في سنة 1187م ، ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل بالصليبيين مثل ما فعل الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى عن بكرة أبيهم، فقد أكتفى بفرض جزية طفيفة مانعا سلب شئ منهم.[18] لقد ظلت القيادة للحملة الصليبية الثالثة 1189-1192م في يد ريتشارد (قلب الأسد) الذي اقترف جرائم وحشية، كالتي اقترفها رجال الحملة الصليبية الأولى، وكان أول ما بدأ ريتشارد هو قتله أمام معسكر المسلمين، ثلاثة آلاف أسير سلموا أنفسهم إليه بعد ما قطع لهم عهداً بحقن دمائهم.[19]

 

شهادات مختارة من أفواه الذين أسلموا في العالم المعاصر

قولٌ من ذَهَبٍ للدكتور روبرت كرين: روبرت كرين دكتوراه في القانون الدولي والمقارن، رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي، ومستشار الرئيس الأمريكي نيكسون للشؤون الخارجية، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً، ومؤسس جمعية المحامين المسلمين الأمريكيين، اعتنق الإسلام عام 1980م.

يقول روبرت كرين (فاروق عبد الحق): "الإسلام هو الحل الوحيد، فهو الذي يحمل العدالة في مقاصد الشريعة وفي الكليات والجزيئات والضروريات" ([20]). "لو قرأ الناس الصحف في أمريـكا، فإنهم بلا شــك سـينتابهم الخوف من الإسلام" ([21]).

وقول للكاتب فانسان مونتيه: فانسان مونتيه أستاذ اللغة العربية والتاريخ الإسلامي في جامعة باريس ألف كتاب (الإرهاب الصهيوني) و(مفاتيح الفكر العربي) و(الملف السري وإسرائيل) وقد تجاوزت كتبه ثلاثين كتاباً. يقول فانسان مونتيه (المنصور بالله الشافعي): "لما قرأت القرآن لأول مرة في حياتي، واطلعت على نظرته إلى السيد المسيح، وعرفت أنه بشر أوحي إليه، وعرفت تسامح الإسلام تجاه الديانات الأخرى، أعلنت إسلامي، فشعرت بالراحة في ظلاله، فهو لا يفصل بين الروح والجسد، وليس مثل الإسلام دين يدفع إلى الأخلاق العليا، والكرامة الإنسانية، لقد اخترت الإسلام لأنه دين الفطرة.. اخترته ديناً ألقى به وجه ربي" . "إن مَثل الفكـر العربي المُبعد عــن التأثـير القرآني كمثل رجل أُفـرغ مـن دمـه!"([22])  .

وقول للكاتب مارماديوك باكتال: إنجليزي، أصدر كتاب (الثقافة الإسلامية) كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، مستعيناً بالدكتور محمد أحمد الغمراوي، وتعتبر هذه الترجمة من أوثق الترجمات، وهي أول ترجمة يقوم بها إنجليزي مسلم. يقول محمد باكتال: "يمكن للمسلمين أن ينشروا حضارتهم في العالم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً، بشرط أن يرجعوا إلى أخلاقهم السابقة، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم" .

قول من ذهب لـ (شلدريك): يقول خالد شلدريك: "تساءلت في نفسي: إذا كان الإسلام لا أهمية له، فلماذا يبذل الغربيون كل هذه الجهود لمقاومته؟ وليس عندي ريب في أن الإسلام سيسود العالم أجمع بشرط أن يكون المسلمون مثالاً حسناً يعلن عن الإسلام، ويعرّف الأمم به عملياً"([23]) . "عقيدة التوحيد الخالص التي امتاز بها الإسلام هي أصح العقائد التي عرفها البشر، وهي كاملة في توحيد الإلوهية وتوحيد الربوبية، وفي إعلان صفات الكمال لبارئ الكون.. إن الإسلام لا يُخفيه انتقادُ منتقديه.. وإذا كان هناك دين انتشر بالسيف، فليس هو الإسلام بل غيره"([24]).

وقول من ذهب للدكتور باينز: طبيب بلجيكي، يتكلم اللغة العربية، ويحفظ القرآن الكريم. يقول د. ياسين باينز: "كنت قبل الإسلام أرى أنه إذا كان لا بد من دين، فإن هذا الدين لا بد أن يكون شاملاً لكل تصرفات الإنسان في الحياة، فلا يمكن أن يكون الدين الصحيح لساعات قليلة من حياة الإنسان، وكنت أرى أن الله لا بد أن يمنح الإنسان هذا النظام الشامل، ووجدت في الإسلام وحده نظاماً شاملاً لحياة الإسلام، إذ الإسلام يشمل حاجة القلب والنفس والعقل ولكن دخولي في الإسلام كان مبنياً على الفكر أولاً"([25]).

وقول للقس والباحث محمد فؤاد الهاشمي: ألّف كتاب (الأديان في كفة الميزان) يقول فيه: "لقد كان قصدي من البحث في الإسلام استخراج العيوب التي أوحى إلي بها أساتذتي، لكن وجدت أن ما زعموه في الإسلام عيوباً هو في الحقيقة مزايا!.. فأخذ الإسلام بلبي، فانقدت إليه، وآمنت به عن تفكّر ودراسة وتمحيص، وبها كلها رجحت كفة الإسلام، وشالت كفة سواه"([26]).

أقوال من ذهب للمفكرة الشهيدة صَبورة أُوريبة: هي (ماريا ألاسترا) ولدت في أسبانيا (الأندلس) عام 1949م ، حصلت على إجازة في الفلسفة وعلم النفس من جامعة مدريد، واعتنقت الإسلام عام 1978م، وكانت تدير مركز التوثيق والنشر في المجلس الإسلامي، استشهدت في غرناطة عام 1998 على يد متطرف إسباني بعد لحظات من إنجاز مقالها(مسلمة في القرية العالمية). ومما كتبت في هذا المقال الأخير: "إنني أؤمن بالله الواحد، وأؤمن بمحمد نبياً ورسولاً، وبنهجه نهج السلام والخير.. وفي الإسلام يولد الإنسان نقياً وحراً دون خطيئة موروثة ليقبل موقعه وقَدره ودوره في العالم".. "إن الأمة العربية ينتمي بعض الناس إليها، أما اللغة العربية فننتمي إليها جميعاً، وتحتل لدينا مكاناً خاصاً، فالقرآن قد نزل بحروفها، وهي أداة التبليغ التي استخدمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " .

" تُعد التربية اليوم أكثر من أي وقت آخر، شرطاً ضرورياً ضد الغرق في المحيط الإعلامي، فصحافتنا موبوءة بأخبار رهيبة، لأن المواطن المذعور سيكون أسلس قياداً، وسيعتقد خاشعاً بما يُمليه العَقَديّون! ([27]).

رحمها الله وأدخلها في عباده الصالحين.

وقول للدكتور فاندوبيك: الحقوقي الدكتور فاندوبيك (محمد المهدي) كان رئيس محكمة العدل الدولية، يقول فاندوبيك: "لقد اقتنعت بأن القرآن الكريم متفرد وليس من وضع البشر، بل هو كتاب الحياة ومنهاج السماء للأفراد والجماعات، ففيه مفاتيح كل شيء بدءاً من السلوك الشخصي للإنسان إلى المناهج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الرائعة للإنسانية كلها. وأؤكد أنني أدركت ذاتي الحقيقية، حق الإدراك، وأنا أقرأ القرآن" ([28]).

قول من ذهب لعالم الأجناس د. ل. ملما: يقول عالم الأجناس ملما: بالإضافة إلى الوحدانية، والصلة المباشرة بين الله والخلق، والتسامح الإسلامي أدهشني مبدأ الأخوة في الإسلام، إذ ينفرد الإسلام بين كل الأديان بأنه الدين الوحيد الذي طبق مبدأ الأخوة والمساواة عملياً بين الناس، يتجلى هذا واضحاً في لباس الحج والإحرام"([29]).

وقول للبروفسور أبو الحسن بوتولّو: وهو أستاذ علم النفس في ميونخ ، أسلم على يديه الكثير . يقول د. بوتولو :"أنا مرتاح لأني أصبحت مسلماً، ولكني لست مرتاحاً لما وصل إليه المسـلمون من مسـتوى غير طيب، والعالم الإسلامي يفتقر حالياً إلى تربية سليمة للأولاد"([30]).

قول من ذهب للبروفسور لومكس وزوجته ألن يونافيس: وهما أستاذان بجامعة كولومبيا، يقولان عن قصة اعتناقهما الإسلام: "الذي أخـذ بقلوبنـا وأثّر فينا التأثير كلـه، ذلك المعنى الجميـل الـذي تضمنتـه الآيـات الكريمـات: ((قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد))[31]، فهذه السورة هي التي جعلتنا ندين بالإسلام"([32]).

وقول للبروفسور نشكنتنا دهيابا: وهو أستاذ التاريخ في جامعة ميسوري. يقول: "قد بنيت اختياري للإسلام على ثلاثة أمور: أولاً صحة أخباره، ثانياً موافقته للعقل، ثالثاً أنه عملي لا خيالي، فلا يوجد في الإسلام ثلاثة في واحد، ولا ثلاثون مليوناً من الآلهة"([33]).

قول من ذهب للدكتـور غرينييــه: وهو عضو مجلس النواب الفرنسي. يقول: "تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والطبيعية، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأني أيقنت أن محمداً (ص) أتى بالحق الصُراح([34]).. ولو أن كل صاحب فن من الفنون قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بفنه أو بعلمه مقارنة متعمقة، كما فعلت أنا، لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً وخالياً من الأغراض"([35]).

وقول للمخرج السينمائي الأمريكي وكس إنجرام: "في ليلة قمت أصلي، وبقيت أصلي مدة طويلة، وفي صباحها قلبت ظهري لعملي وابتعدت عن أخاديع هوليود ومغرياتها، وأعطيت جسمي ونفسي وحياتي لرب محمد، وأنا اليوم ابن الإسلام"([36]).

وقول للفنّان روبر ولزلي: "غمرني شعور عميق بالسكينة لم أشعر به من قبل، فكأنما قد تسنّمتُ ذروة الحياة!.. حتى الهواء الذي أستنشقه أضحى معطراً بنفحات القدر!.

وقول من ذهب للـورد بـرنـتـون: "إن اختلاف الأناجيل هو الذي دفعني لدراسة الإسلام، فوجدت في القرآن الحكمة وفصل الخطاب" ([37]).

وقول للورد دوغلاس هاملتون: دوغلاس (عادل) هاملتون، أسلم وخصص مبلغاً كبيراً من ثروته لخدمة الإسلام.. يقول  عن الإسلام: "ارتبطت بالإسلام لأنه الدين الذي يعلن الوحدانية الخالصة، وأعتقد أن الإسلام سيجذب الكثيرين من الذين أعيتهم وأثقلتهم الارتباكات العقائدية"([38]) .

وقول للورد استانلي أولدرلي: اعتنق الإسلام على يد عبد الله كوليام، يقول: "وقع في يدي كتاب الله تعالى، فما فرغت من تلاوته، حتى اجتاحني مدد البكاء، فنفضت عن نفسي التعصب الممقوت، وأصبحت من المسلمين"([39]).

وقول من ذهب للألمانية ماكلوسكي: "في ظل الإسلام استعادت المرأة حريتها، فالمرأة في الإسلام تتمتع بحرية الفكر والتعبير.. والمرأة المسلمة معززة مكرمة في كافة نواحي الحياة، ولكنها اليوم مخدوعة مع الأسف ببريق الحضارة الغربية الزائف ومع ذلك سوف تكتشف يوماً ما كم هي مُضللّة في هذا"([40]) .

وقول لـ(روز ماري هاو):  "قد كرّم الإسلام المرأة، وأعطاها حقوقها كإنسانة وكامرأة.. أما المرأة الغربية فلا تستطيع أن تمارس إنسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة المسلمة"([41]).

وقول لـ (سالي جان مارس): "لقد لاحظت أن المشكلات العائلية التي يعاني منها الغرب، لا وجود لها بين الأسر المسلمة، التي تنعم بالسلام والهناء، وكذلك الحب، فالمسلمون واثقون أن أبناءهم غير دخلاء عليهم، وهذا مفقود في الغرب"([42]).

قول من ذهب للصحفية الهولندية زهرمان: ترجمت ناصرة زهرمان معاني القرآن إلى الهولندية، كما ترجمت أربعة آلاف حديث نبوي، وأسلم على يديها العشرات. تقول: "إن أوربة ستعتنق الإسلام عن دراسة وفهم وتحقيق وعلم، ثم تبزغ شمس الإسلام من الغرب الأوربي إلى المشرق العربي الإسلامي"([43]).

وقول للممثلة البريطانية مارشيلا مايكل أنجلو: "لقد أحسست أني مسلمة قبل أن أعلن الإسلام، إنني أشعر كما لو كنت قد ولدت من جديد.. لقد خرجت من أعماقي تاركة غلافي القديم، آمنت بالله.. لا إله إلا الله".

وقول لـ (إميلــي براملــت): "ترددت على الكنيسة كي أصبح مؤمنة، لكني عجزت، فلم يقنعني الإله الذي تحول إلى بشر، فتعذب ومات كما يموت البشر، ولم يقنعني إله اليهود الذي كان يخطئ، حتى قرأت القرآن فامتلأت سلاماً"([44]).

وقول من ذهب للأمريكية إيفا الهريشي: "إنني مسلمة تمتد جذوري ضاربة في أعماق الكون بنعمة هذا الدين، الذي ينسى كثير من أبنائه قيمة الانتماء إليه"([45]).

وقول للإنجليزيــة نــورا: "لم ينتشر الإسلام بالسيف، وإنما ينتشر كانتشار النور لا يسد تياره شيء كل مسلم رسول لدينه، وتلك ميزة من ميزات الدين الإسلامي، أن يستحوذ على نفس المؤمن به، فالمسلم يحمل في جسمه أنسجة الداعية".

وقول لـ (مـاري ويـلـدز): انها بريطانية اعتنقـت الإسلام وكـتـبـت كتابـهـا (رحلتي من الكنيـسـة إلى المسجد) تقول فيه: "بدأت تتفتح أمامي دنيا تبدو ذات معنى وانسجام وتناغم مع جمال زاهر، فلقد تعلمنا لغة جديدة للتفاهم مع الدنيا والكون، هي لغة القرآن الكريم"([46]).

وقول للأمريكية ديبورا بوتر: وهي صحفية أسلمت عام 1980 وكتبت تقول: "عندما قرأت القرآن الكريم غمرني شعور بأنه الحق، وقد تساءلت: كيف استطاع محمد الرجل الأمي أن يعرف معجزات الكون، التي لا يزال العلم الحديث حتى يومنا هذا يسعى لاكتشافها؟!"([47]).

قول من ذهب للأمريكية جــودي آنــوي: هي أمريكية اعتنقت الإسلام، وهي ابنة الباحثة الكهنوتية (كارول أنوي)، تقول جودي: "أثناء دراستي للإسلام كانت جميع أسئلتي تجد الإجابة الشافية، فنحن لا نُعاقب على خطأ آدم الذي طلب المغفرة من ربه فعفا عنه ربنا الرحيم، لقد وجدت تعاليم الإسلام تضع كل شيء في إطاره الصحيح، وتلبي حاجة قلبي وعقلي.. إنها تعاليم الفطرة، فليس فيها غموض"([48]). "لقد استمتعت بالوضوء وبارتداء ملابس الصلاة، وبأداء الصلاة، لأني أشعر أنني أقترب أكثر من خالقي.. وإن أعظم الحقوق الإسلامية منزلة هو الحجاب، فإن لي الحق أن ينظر الناس إليّ على أني امرأة ذات أخلاق فاضلة، لا على أنّي أنثى، فالحرية الحقيقية أجدها في الحجاب"([49]). "إن ربط كل حياتي بالله هو في نظري الجزء المليء بالمعاني في الإسلام،  فالإسلام يلبّي كل جوانب الحياة، وأشعر أني قد ولدت مسلمة، ولكن تربيتي كانت كاثوليكية، وها قد نجحت الآن ورجعت إلى الإسلام" ([50]).

 

الخاتمة

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه  أول من تشرف بهدي القرآن وملامسته لشغاف قلبه وتغيره بقراءة آياته، وهو أول شخصية في تاريخ الإسلام تأثرت بنور القرآن وشهدت بعظمته ولامس النور روحه دون وسيط أو دعوة سابقة، وآمن به، واشتاقت نفسه لمقابلة نبي الرحمة ليسلم على يديه، بعد عداء وتمرد، فاذا النبي الكريم يدعو دعوه الخالد في بداية الدعوة المكية: اللهم اهدِ أحد العمرين، وبات شغوفاً لإعلان ذلك الإيمان المفاجيء ليصدح به في وجه كفار قريش، حين جاء إلى بيت أخته فاطمة وقد تأبط الشر والفتك ببيت أخته الذي صبأ(!) وبالنبي الأكرم.. ولكنه بعد أن قرأ آيات من سورة طه، فصرخ وهو بعد في بيت أخته أن دلوني على محمد صلى الله عليه وسلم لكي أعلن إسلامي رغم أنف الطغيان في مكة، في ذلك الوقت الحرج من حياة الإسلام. ترى ماذا قرأ ابن الخطاب من القرآن فتغيرت حياته، وغير الله بإسلامه مجرى التاريخ، حتى كبر المسلمون في دار الأرقم، وأعلن النبي دعوته بعد أن كانت سرية؟. لقد قرأ تلك الكلمات السحرية الخالدة:

((طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى. الرحمن على العرش استوى. له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى. الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى.))[51].

أما ثاني مشاهير المهتدين في التراث الإسلامي، ممن قام القرآن وحده بهدايتهم وتغيير مسار حياتهم من التيه والضلال إلى التوبة ونور الإيمان، فهو الولي الصالح الفضيل بن عياض، ولعل قبله وبعده الكثير من النفوس العظيمة التي أسلمت لنور بارئها، حين استجابت لهدي القرآن وهو ينادي فطرتها وأعماقها، أن هلمي أيتها النفس الحائرة حيث النور والهداية والحياة في ظلال القرآن.

إن الفضيل بن عياض هو أحد كبار الصالحين، كان في أول شبابه يسرق ويعطل القوافل في الليل. كان يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، وكان قوي البنية وجريئا في الإقدام على القرصنة وقطع الطريق لا يبالي بأحد من الجند والعسس. وكان الناس يتواصون في الطريق والسفر: إياكم والفضيل إياكم والفضيل! والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل. أتى الفضيل بن عياض يوماً فطلع سلماً على جدار يريد أن يسرق بيتاً، فأطل ونظر إلى صاحب البيت فإذا هو شيخ كبير، وبيده مصحف، ففتحه واستقبل القبلة على سراج صغير عنده، وهو يقرأ في القرآن ويبكي. جلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وعنده بنت تصلح له العشاء، وأراد أن يسرقه وكان ذلك من أيسر ما يكون عنده وبإمكانه أن ينجز ما اعتاد عليه؛ لأنه رجل قوي، وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فمرّ الشيخ في قراءته للقرآن بقوله تَعَالَى:

 ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَـزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ))[52]

فنظر الفضيل إلى السماء وقال: بلى يا رب العزة، آن لي أن يخشع قلبي لذكرك واللجوء اليك، ويخشع لما أنزلته من النور المبين في كتابك الكريم.. يا رب! أني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد، وبقي يبكي حتى الصباح، ثم ترك حرفته الأثيرة من قطع الطريق والسرقات وحياة الصعلكة والجري في كسب المال الحرام، فتاب الله عليه، وتحول إلى حياة الزهد والعبادة وسلك طريق النور والإحسان والسعادة، حتى زكت روحه وأصبح ولي ربانيا من كبار الصالحين في عصره. تاب الله سبحانه عليه وهو العليم بصدق توبته، فجعله إمام الحرمين في العبادة، فأصبح هذا السارق المارق قاطع الطريق في أول حياته، إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني. وتاب على يديه خلق كثير، وأصبحت سيرته نبراساً وقدوة في طريق السالكين.

وهكذا نستلهم من قصص الصالحين في تراثنا الإسلامي، ما يثري منهجنا في تقصي العبر والقصص في هداية عقلاء الغرب وعظمائه، ممن اخترنا في هذا الكتاب، من أصحاب القلوب التي أبصرت الحق واتبعته، بعدما هيأ الله لهم فرص الهداية والاطلاع، على النور الذي أشرقت به الأرض بعد نزول القرآن، ذلك الكتاب المعجز الذي لا ريب فيه هدىً للمتقين، والذي تكفل الله بحفظه، ليكون دليلاً ونبراساً للمؤمنين، وحجة على الكافرين من المغضوب عليهم والضالين، الذين يجحدون آياته وهديه القويم، فقام يدعوهم للتي هي أقوم والى عبادة الله سبحانه، كما بيّنها في كتابه العزيز.

فلا عجب حين نلمس قوة فيض القرآن وقيامه وحده، بنشر نور الإسلام في ربوع الأرض في زمن التخلف والانحطاط والسبات، الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي في العصر الحالي، فنرى –مثلا - أن فرنسا بعلمائها ومفكريها من أمثال موريس بوكاي وروجيه غارودي جاك كوستو وإيتان دينيه وغيرهم، من عمالقة الفكر والثقافة والتقنية الحديثة، تتنافس مع انكلترا وألمانيا وباقي دول أوربا المتقدمة، وحتى أمريكا العنيدة المصابة بلوثة التوراتية ونزعة الغطرسة المادية أكثر من غيرها من دول الغرب المتطورة، تتنافس على دراسة كتاب الله واستلهام هديه وأثره في النفوس الحائرة، فنسمع عن رجال غربيين يتنافسون في الإسراع إلى خفض جناح الانقياد لنور القرآن، بتسخير ما لديهم من العلم والفكر للتأمل والتفكر والانبهار بما يحتويه كتاب الله من كنوز وعلوم فريدة..

وهم في كل يوم يتفاجؤن بظلال أنواره البهية، وهي تخترق قلوبهم الزكية وأرواحهم الباحثة عن الحق والحقيقة، فلا يجدون الهدى والنور إلا في كتاب الله العزيز، في زمن الظلمة والجهل والتخلف الذي يلف عالمنا الإسلامي، صاحب الرسالة ووريث تراث الأنبياء، فنسمع عن الصحفية الأمريكية كاريما وهي تعلن إسلامها تأثراً بلغة القرآن، ونعيش مع مايكل هارث في كتابه المعروف (المائة الأوائل)، وهو يضع النبي محمداً صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة المائة الأوائل الذين أثروا في تاريخ الحضارة البشرية، منذ عصر آدم عليه السلام وحتى اليوم. ونسمع مؤخراً عن الإعلامي الألماني المعروف هنريك برودر، وهو الذي كان حتى وقت قريب العدو اللدود للإسلام ولنبيه الكريم، يعلن إسلامه في موقف جريء وحدث إعلامي مفاجئ يصدم ألمانيا وأوربا بأجمعها، ونحن لا نزال في غفلة وبعد عن الله سبحانه وكتابه المعجز، ولا نخشى من إقصائنا عن أداء الرسالة وأن يستبدل الله سبحانه أمة الرسالة المتقاعسة بأمة غيرها، ثم لا تكون مثلها، كما حصل مع أمم سابقة، ومنها أمة بني إسرائيل حين تقاعست ونكصت على عقبيها ..والقرآن نفسه يقص علينا قصتها وقصة انحرافها ومسخها كنموذج تاريخي وديني، لتكون عبرة لنا كي لا نقع في ذات الأخطاء والخطايا والانحرافات التي وقعت فيها الأمم السابقة، ونسير على أثرها في تقليد الكفر والنفاق والمسخ والفسق، الذي عاشت فيه الأمة الاسرائلية في عصور ما قبل الإسلام، ولا زالت تعيش فيه الكثير من الأمم اليوم.

أما شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأثر النبوة والعظمة فيها، فرغم الحملة الشعواء التي تقودها الدوائر الحاقدة والمتعصبة في الغرب على الإسلام ونبيه، والتي تجسدت مؤخراً بالرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتصريحات البابا الأخيرة في ألمانيا، ومحاولة غمزه ولمزه وإلصاق صفات الهرطقة واللاعلمية والعنف في سيرته الشريفة، وكذلك التهم العديدة التي ما فتىء الإعلام الغربي وتراثه وأدبياته القديمة والجديدة،  أن يرمي بها نبي الإسلام ورسالة السمحاء، منذ الحروب الصليبية وحتى الآن. ورغم كل ذلك الركام الأسود الذي سطرته الأيادي الآثمة عبر التاريخ، الذي كان يغذيه التعصب الأعمى والحقد والكراهية المتجذرة في الوعي واللاوعي الغربي منذ قرون، فان الكثير من علماء الغرب ومفكريه المنصفين لم تستطيعوا مجارات ذلك الكذب المفترى والزيف الإعلامي المتعمد على الإسلام وكتابه ونبيه الكريم، الذي بات يزكم الأنوف وتمجه العقول والقلوب السليمة، فانبرى هؤلاء المفكرون للدفاع عن الحق والحقيقة، بين ذلك الركام الكثيف الذي بات مادة للاجترار الثقافي والاجتراح على التاريخ المنير، فأشادوا في كتبهم ومقالاتهم وخطبهم بشخصية الرسول محمد العظيمة، وعرفوا فضله على الحضارة البشرية، وشهدوا للعالم بشدة سطوع النور الذي جاء به هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فنرى كاتباً أمريكياً معاصرً – كما أشرنا أعلاه - يختار محمداً صلى الله عليه وسلم على رأس المائة الأوائل الذين كان لهم الأثر الأكبر في تغيير مجرى التاريخ الإنساني، ونجد كاتباً غربياً آخر قد بهرته هذه الشخصية العظيمة، فراح يسلط الضوء على خصالها وسجاياها الفريدة، التي لا يمكن أن يحجب نورها وفضلها وتألقها عبر التاريخ، تلك المحاولات الخائبة المتعصبة لصغار الكتاب والإعلاميين المأجورين والحاقدين على البشرية ومنابع حضارتها وأصالتها في الغرب والشرق على السواء، فيرى إنها لا تسيء إلا إلى الغرب وحضارته وتاريخه. وقد أفردنا في الكتاب فقرة جميلة عن أقوال بعض المفكرين الغربيين المنصفين، الذين شهدوا بعظمة نبي الإسلام وتفرده بصفات الرقي والصفاء والربانية بين أقرانه من الأنبياء الذين سبقوه، فضلاً عن الحكماء والقادة والفلاسفة الآخرين على مر التاريخ.

وهكذا يمكن أن يلمس القاريء في ثنايا هذا الكتاب عظمة الإسلام، دين الله الخاتم الذي أنعم الله تعالى به على البشرية، وبكتابه المعجز القرآن الكريم ونبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، من خلال متابعة قصص هؤلاء المهتدين ونفحات هذه القلوب التي أبصرت النور، من علماء الغرب وقادة الفكر والسياسة في أوربا وأمريكا، باعتبارهم يمثلون مركز الثقل الأساسي للحضارة المعاصرة، والجبهة الرئيسية التي تصدت لهذا الدين منذ مطلع نوره ودخلت في صراع شديد معه وحتى اليوم، وقادت ذلك الصراع الحضاري والديني المفروض عليه، مستخدمة شتى الشعارات والمبررات والذرائع المشروعة وغير المشروعة، لكي تنال منه، فهداها الله إلى منهجه الرشيد، والفضل ما شهدت به الخصوم والأعداء..

وسبحان من قيض لهذا الدين من يدافع عنه ويسلط الضوء على أنواره وإعجاز كتابه وهدي نبيه، وأخرج الحكمة والحقيقة من أفواه هؤلاء الذين هداهم الله، وأخرج النور من بين خبايا حضارة الغرب المادية المتغطرسة والمتعصبة، فكان هؤلاء الفضلاء من علماء الغرب سبباً في هداية الناس إلى نور الله وهديه القويم، وما جاء به نبي الإسلام من تعاليم إلهية، هي درة الوجود ومكمن الحق والنور، الذي سيظل الإنسان بأمس الحاجة إليها، ليسقي الظمأ الذي يعيشه في رحلته الطويلة على الأرض حتى يلقى الله سبحانه..

ولعل في قصص هؤلاء ذكرى لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[1]  سورة الإسراء/ 88.

[2]  سورة البقرة/ 23.

[3] سورة الإسراء/ 9.

[4] سورة يوسف/ 26.

[5] سورة الحجر/ 9.

[6] سورة الفرقان/ 30.

(1) سورة الفيل.

(2) سورة قريش.

[7] رواه مسلم والترمذي.

(1) انظر: تفسير القرطبي لسورة قريش.

(2) انظر: القاموس المحيط/ الفيروز آبادي، مادة ألف، ج3.

[8] انظر للتفصيل كتاب: الإسلام العربي، وكتاب: عولمة اللغة والتاريخ للمؤلف.

([9]) المائة الأوائل/ د. مايكل هارث، ص18.

([10]) (برناردشو) لعباس محمود العقاد، ص 147.

([11]) التنصير والاستعمار/ عبد العزيز الكحلوت .

([12]) التسريح والتصريح/ أبو الفضل الوليد .

([13]) الإسلام/ د. أحمد شلبي، ص 299.

[14]   Arthus Gilman, Saracens, PR.  184-185

[15]  R.V.C.Badly. The Messengers, 1954, p. 136_137

[16]  Alexander Poull, Struggle of Power in Moslim  Aaia, P.48

[17]  حضارة العرب/ غوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، ص226-227.

[18]  حضارة العرب/ غوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، ص329.

[19]  حضارة العرب/ غوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، ص 330.

   وانظر كتاب: التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب.

([20]) الإسلام نهر بلا مجرى/ الدكتور شوقي أبو خليل.

([21]) أمريكا والإسلام تعايش أم تصادم ؟/ د. عبد القادر طاش، ص66.

([22]) القرآن الكريم من منظور غربي/ د. عماد الدين خليل، ص 78.

([23]) آفاق جديدة للدعوة/ أنور الجندي، ص 154.

([24]) موسوعة (مقدمات العلوم والمناهج)/ أنور الجندي مجلد 8 ص 172.

([25]) حوارات مع مسلمين أوربيين/ د. عبد الله الأهدل، ص 106.

([26]) الإسلام/ الدكتور أحمد شلبي، ص 288.

([27]) عن مقال (مسلمة في القرية العالمية) ترجمة صلاح يحياوي، مجلة (الفيصل) العدد (291) عام 2000م . انظر كتاب: ربحت محمداً ولم أخسر المسيح.

([28]) هؤلاء المثقفون اختاروا الإسلام/ محمد عثمان، ص44.

([29])  هؤلاء المثقفون اختاروا الإسلام/ محمد عثمان، ص 295.

([30])  حوارات مع مسلمين أوربيين/ د. عبد الله الأهدل، ص 55.

[31]   سورة الإخلاص. 

([32])  آفاق جديدة للدعوة الإسلامية/ أنور الجندي، ص 131.

([33]) آفاق جديدة للدعوة الإسلامية/ أنور الجندي، ص 149.

([34]) الإسلام في قفص الاتهام/ د. شوقي أبو خليل، ص 16.

([35]) أوربا والإسلام/ د. عبد الحليم محمود، ص 103.

([36]) آفاق جديدة للدعوة الإسلامية/ أنور الجندي، ص 349.

([37]) الإسلام/ الدكتور أحمد شلبي، ص 298.

([38]) الإسلام/ الدكتور أحمد شلبي، ص 300.

([39]) لمَ أسلم هؤلاء الأجانب/ محمد عثمان (1 / 120) .

([40]) المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي/ د. عماد الدين خليل، ص 52.

([41]) المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي/ د. عماد الدين خليل، ص 47.

([42]) المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي/ د. عماد الدين خليل، ص 74.

([43]) لمَ أسلم هؤلاء الأجانب/ محمد عثمان ( 2 / 103 ) .

([44]) آمنت بربكم فاسمعون/ إميلي براملت، ص 50.

([45]) لمَ أسلم هؤلاء الأجانب/ محمد عثمان (1/ 99).

([46]) هؤلاء المثقفون اختاروا الإسلام/ محمد عثمان، ص 100.

([47]) القرآن الكريم من منظور غربي/ د. عماد الدين خليل، ص44.

([48]) سر إسلام الأمريكيات/ الباحثة كارول أنوي، ص 38.

([49]) سر إسلام الأمريكيات/ كارول أنوي، ص 82-83.

([50]) سر إسلام الأمريكيات/ كارول أنوي، ص 173.

[51] سورة طه/ 1 – 8.

[52] سورة الحديد/ 16.

--------------------

هذا الكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ