ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أودو أولفكوتّي.. أنقذوا الغرب! 

أسلمة أوروبا المتسللة 

بقلم : نبيل شبيب

العنوان الأول: أنقذوا الغرب - SOS Abendland

العنوان الثاني: أسلمة أوروبا المتسللة - Die schleichende Islamisierung Europas

المؤلف: أودو أولفكوتي- Udo Ulfkotte

دار نشر: كوب - Kopp

بتاريخ: 9/2008م

عدد الصفحات: 416

توجد كتب ومقالات وبحوث ودراسات بأقلام غربية وأصوات غربية عديدة لا ريب فيما تسعى إليه من إنصاف عادل تجاه الإسلام والمسلمين، وحرص على معرفة المزيد من المعلومات الموثوقة وطرحها كما هي دون تزييف، للتخفيف من وطأة الأحكام المسبقة وحملات الافتراء المعادية، ومن هذه الكتب الحديثة ما سيجد طريقه إلى التعريف به بقلم صاحب هذه السطور إن شاء الله (ككتاب "الشريعة" لأحد الأساتذة الجامعيين من برلين).

الصورة الإيجابية موجودة وينبغي رصدها والتعريف بها، ولهذا قد يطرح قارئ الفقرات التالية للتعريف بكتاب جديد بعنوان "أنقذوا الغرب!.. أسلمة أوروبا المتسللة" سؤالا مبدئيا:

هل يفيد التعريف بكتاب تحريض رخيص من بدايته إلى نهايته، لمؤلف أصبح معروفا بكتبه ومقالاته وأنشطته المعادية لكل ما يمتّ للإسلام بصلة؟..

وصف محتوى الكتاب بالتحريض الرخيص لا يصل إلى مستوى ما قال به "هانس أولريخ سكيرل"، أحد نواب حزب الخضر في ولاية بادن فوتمبيرج الألمانية، في رسالة احتجاج تطالب بحذف دعاية إحدى المجلات للكتاب والدار التي نشرته، وجاء فيها أنها "معادية للأجانب.. على أدنى المستويات.. وتعبر عن انعدام المسؤولية.. وبالغة الخطورة.. وتخدم الترويج للفكر اليميني المتطرف".

قبل الإجابة والتعريف بالكتاب.. يحسن التعريف بالمؤلف أولا.  

 

عاش على العداء وما يزال

لقد جمع الكاتب د. أودو أولفكوتي (Udo Ulfkotte) بين دراسة علم الجريمة، والإسلاميات، والسياسة، واشتغل في الصحافة سنوات عديدة، وتناولت كتاباته "الشرق الأوسط" في الدرجة الأولى، وأصبح في هذه الأثناء أعنف الكتّاب الناقدين للاتجاه الإسلامي كما يصنفه الصحفي السويسري بيت شتاوفر.

وليس هذا الكتاب بين أيدينا أول كتاب يشنّ فيه حملة شديدة على ما يسمّيه "أسلمة أوروبا"، فمن بين كتبه:

- "أنبياء الإرهاب.. الشبكة السرية للإسلاميين" عام 2001م..

-"الحرب في مدننا.. كيف ينتشر الإسلاميون المتطرفون في المدن الألمانية" عام 2004م..

"الجهاد في أوروبا.. أخطار الإخوان المسلمين المتطرفين على مجتمعنا" عام 2007م..

ويستكمل المؤلف سلسلة "التخويف" بهذا الكتاب بين أيدينا بعنوان "أنقذوا الغرب!.. أسلمة أوروبا المتسللة"!..

ولا يكتفي المؤلف بالكتب والمقالات والمشاركة في التعليق عبر وسائل الإعلام على الأحداث تحت عنوان "خبير في شؤون الإرهاب.. وخبير في شؤون الإسلام"، بل أسس عام 2007م ما أسماه "تحالف أوروبا" على شكل "منظمة مدنية" هدفها الرسمي مكافحة "أسلمة أوروبا"، وخصص لنشر أفكاره موقعا بعنوان "ملف الإسلام" جعل شعاره "من أجل أوروبا وضدّ أوروعرابيا" وكلمة "أوروعرابيا" هذه من تركيبه للتعبير عن خطر يراه، أن تصبح القارة الأوروبية "عربية"!..

ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر قبل نهاية عام 2008م، فقد سيطر على المنظمة أناس "متطرفون" حسب أقواله (يبدو أنهم أشدّ تطرفا منه) فدخل معهم في نزاع علني وانسحب من المنظمة التي أسسها، قبل أن يدمغه أيضا الوصف الشائع في أوروبا "يميني متطرف"، إنما يقفز تلقائيا السؤال بعد قراءة هذا الكتاب: هل يعبر اليمين المتطرف عن فكر أشد تطرفا بالفعل؟.. قد يكون الفارق الرئيسي أنه لا يدعو إلى ما يصنعه اليمين المتطرفة من ممارسة الاعتداءات المباشرة على الأجانب، بمن فيهم المسلمون، إنما من العسير وجود فوارق كبيرة على صعيد "التصورات".

وكتابات المؤلف لا تعتمد على منهج بحث علمي، بالمعنى المعروف جامعيا، وإن زعم لنفسه ذلك، وعند التأمل في مصادره واستشهاداته، يظهر أكثر من نقطة ضعف، منها ما لا يمكن للقارئ الألماني اكتشافه بسهولة في حدود معرفته بالإسلام والمصادر الإسلامية، فالكشف عن الانتقائية في اختيار الاستشهادات مثلا لا يتحقق بطبيعة الحال ما دام القارئ لا يعلم بوجود أقوال أخرى، أما إضافة أوصاف يصم الكاتب بها من يورد أسماءهم، فهو أسلوب معروف للتحريض المسبق بحيث يُفهم الكلام كما يريد الناقل، هذا عدا عن نقل أخبار مغلوطة، وتفسيرها تفسيرا غوغائيا، وتعميم حالات فردية كما لو كانت هي الحالة السائدة فعلا، وهكذا.

كيف يفسر القارئ الألماني مثلا نشره لأبيات شعرية استشهد بها رئيس الوزراء التركي إردوجان يعود العهد بها إلى أكثر من 15 عاما، فلا يذكر الكاتب تاريخا، ولا يذكر أنها ليست من كلام إردوجان نفسه!..

ثم ما هي مصداقية عبارة ينتزعها من تقرير للمخابرات المركزية الأمريكية من عام 2008م (وليست الظروف السياسية الأمريكية في عهد بوش والمحافظين الجدد مجهولة) حول الإسلام في أوروبا، وكيف يكون انطباع القارئ الألماني عندما يرد في تلك العبارة التنبّؤ بنشوب حروب أهلية في أوروبا بسبب انتشار الإسلام فيها؟..

يضم الكتاب عن أسلمة أوروبا -وهو في 416 صفحة- 846 هامشا تعدد مصادر ما يورده في المحتوى، وقد يوهم العدد للوهلة الاولى بقيمتها العلمية، وبحرص الكاتب على توثيق ما يورد من صور "مفزعة" عن الإسلام والمسلمين في أوروبا.. إنما سرعان ما يظهر بقليل من التأمل أن القسم الأعظم مما يورده مجرد أخبار منقولة عن وسائل الإعلام في حقبة السنوات القليلة الماضية (2001-2008م) في الدرجة الأولى، أي الفترة التي شهدت من الحملات على الإسلام والمسلمين ومحاولات ربطهم بالإرهاب -كما أراد صانع الحروب الأمريكية- قدرا كبيرا من الافتراء، فلا تصمد تلك النصوص عند التدقيق العلمي فيها طويلا، ولا حتى الأخبار المحضة أيضا بسبب انتقائيتها وعدم التحقق من صحتها ثم تعميمها وهي عن وقائع فردية، ناهيك عن تجاهله أي موقف إيجابي من مصدر إسلامي، أو إدانة علنية واضحة من جانب الطرف الإسلامي، لممارسات ما تُحمّل عنوان الإسلام تطرفا، فهو يتعامل معها كما لو أن ممارسات "الجيش الإيرلندي السري" أو منظمة "إيتا" قابلة للتعميم على جميع مسيحي أوروبا والغرب!..

القسم الأعظم من الاستشهادات عبارة عن إخراج مطبوع لما سبق أن جمعه الكاتب -كما يقول في المقدمة- على مدى سنوات في موقعه الشبكي المشار إليه "ملف الإسلام"، ومن سبق وتابع ذلك الموقع يكتشف الكثير من التضليل مما قد يضيق صدر القارئ بذكر أمثلة عليه، وأستميحه عذرا بذكر مثال واحد، وهو خبر نقله أولفكوتي عن جريدة "صن" البريطانية، إذ نسبت في آذار/ مارس 2008م إلى سائق حافلة ركاب مسلم أنه طالب الركاب بالخروج من الحافلة كي يؤدي الصلاة، فخرجوا كارهين، ثم رفضوا العودة لخشيتهم أن يكون إرهابيا بعد رؤيته يحمل حقيبة ظهر، فمن يدري لعلها مليئة بالمتفجرات..

الخبر كاذب مختلق، وقد احتج الرجل المسلم عليه بصورة فورية -وقليلا ما يصنع المسلمون ذلك في حالات مشابهة- فاضطرت الصحيفة إلى الاعتذار والإعلان أن الخبر كلّه ملفّق بل حذفته من خزّان أخبارها الشبكي، بعد أن أكدت أن السائق المسلم المقصود بالخبر يصلي في فترات استراحته المقررة بحكم قوانين العمل!..

الشاهد هنا أن هذا الخبر الأصلي المختلق وجد طريقه إلى موقع "ملف الإسلام"، وبقي فيه كما كان، دون تكذيب!.. وإن عجب القارئ فقد يزيد عجبه إذا علم أن من بين كتب أولفكوتي صاحب موقع "ملف الإسلام" كتابا بعنوان "كيف يكذب الصحفيون!".

رغم أن كتابه "المفزع" عن أسلمة أوروبا كما يراها، يضم 846 استشهادا، فإن القارئ لا يكاد يجد شيئا يذكر كاستشهاد بقول كاتب أو مفكر أو باحث أو استاذ جامعي ممن نشروا ما نشروه عن الإسلام وعن المسلمين في الغرب، وكثير مما نشروه ينقض جملة وتفصيلا ما يقول هو به في كتابه هذا، ولكنه أورد فيه قائمة مصادر ومراجع (دون ذكر مواضع استشهاده أو استعانته بمحتوياتها) بلغت بضعة وخمسين كتابا قديما وجديدا، معظمها من صنف ما خطّته أقلام شبيهة بقلمه وإن كان من العسير عليها منافسته، بدءا بالمستشرق المعروف بيرنارد لويس انتهاء بالناشط في حملاته على التنظيمات الإسلامية بسام الطيبي (من أصل سوري) المقيم في ألمانيا. 

 

ما جدوى المعرفة بمثل هذا الكتاب؟

نعود إلى السؤال المطروح آنفا: هل يفيد الاطلاع على مثل هذا الكتاب؟.. لدى صاحب هذه السطور أكثر من سبب للفت النظر إلى الكتاب وكاتبه:

السبب الأول: (شخصي.. فمعذرة) وهو التفاعل مع بعض ما تناهى إلى سمعه مرارا أنه في متابعة أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب مفرط في التفاؤل، ولا يرى إلا النصف الملآن من الكأس، كما يبدو لبعض القراء، ربما نتيجة الحرص على دعوات الحوار والاندماج والتفاهم، والتأكيد المتواصل أن في العالم الغربي جهات فكرية وإعلامية وسياسية وثقافية -وليس شعبية فقط- تتخذ مواقف موضوعية ومنصفة تجاه الإسلام والمسلمين.

السبب الثاني: يزعم كثير من الجهات فعلا أن نظرات التطرف والتشدد والغوغائية وما شابه ذلك، منتشرة بين بعض الفئات على صعيد المسلمين عموما، أما الغربيون فقد يقال عنهم على وجه التعميم بوجود تحامل أو جهل، إنما نادرا ما يقال بوجود تطرف "صارخ" على مستوى من يعتبرون من المفكرين والكتاب لا سيما المستشهد بهم كخبراء في بعض وسائل الإعلام. هذه صورة ناقصة على الأقل، وهذا الكتاب ومؤلفه شاهد على ذلك، وليس هو الوحيد، إنما يبقى التأكيد (هو تأكيد التفاؤل أيضا!) أن نسبة أمثاله في هبوط مستمر، رغم ما تصنعه أساليب الإثارة، ثم الضجة الإعلامية بين الكاتب وناقديه، من ترويج يجعل نسخ مثل هذا الكتاب تُباع على نطاق واسع في فترة ظهوره الأولى.

السبب الثالث: يحتاج من يشارك من الأطراف الإسلامية في جولات حوار جادّ مع الغرب ومحاولات تفاهم وتواصل، كما يحتاج المسلمون في الغرب في نطاق ما يسعون إليه من اندماج إيجابي من منطلق أنهم "مواطنون.. مسلمون".. يحتاجون إلى معرفة دقيقة بمضامين الحملات التحريضية المضادة، وإن بدأت تهترئ ذاتيا وتضعف، فهي في مقدمة ما لا يزال يلحق الضرر بالغرب وصورته لدى المسلمين أولا، وينصب العراقيل في وجه الحوار الجاد ثانيا، ويزيد من أسباب الخطر بصدد نجاح مسيرة الاندماج الإيجابي للإسلام في الغرب ثالثا.

وإذ لا تفيد كثيرا المعرفة "التعميمية" بشأن تلك الحملات المضادة، يحسن الاطلاع المباشر على نماذج من قبيل هذا الكتاب وأمثاله.

الجدير بالذكر أن محتوى الكتاب لا يحتاج إلى عرض وتعليق كالمعتاد في تقريظ الكتب، فالغرض المطلوب يتحقق دون "تعليق" مباشر، ولهذا سيقتصر الأمر في الفقرات التالية على ذكر عناوين فصول الكتاب، ونقل عبارات معدودة من أحدها وهو المتعلق بألمانيا، ثم يأتي في الختام ذكر "الهدف" من الكتاب، وذلك بتعداد عناوين "وصايا" بقلم الكاتب، نشرها من أجل مواجهة "أسلمة أوروبا" قبل فوات الأوان كما يرى، وهي شواهد ناطقة على طريقة تفكيره!!.. 

 

إثارة الرعب المفزع

يجمع أسلوب السرد في الكتاب ما بين التهويل والتعميم للأخبار الانتقائية المنقولة بطريقة "التخويف المفزع" وبين طرح الأسئلة التحريضية المباشرة على القارئ.. كي يتخذ موقفا مضادا ولا يبقى دون حراك!!

ويمكن للإثارة أن تترك مفعولها على العامة من قراء هذا الكتاب، الذي صدرت منه خمس طبعات خلال الشهور الأربعة الأخيرة من عام 2008م!.

ومع تناوب صياغة الفقرات على التتابع، بين أخبار صحفية منقولة، ومعلومات يقول الكاتب إنها من مصادر هيئات التحقيق والنيابة العامة والمحاكم وما شابه ذلك.. يبلغ عنصر "الإثارة" مداه، فينافس ما هو معروفة عن أفلام الرعب بخلفية "بوليسية"، وهذا مما يذكّر بأن من اختصاصات الكاتب "علم الجريمة"، بل يمكن وصف الكتاب بأنه ينافس ما يوصف بعمليات إرهابية تحت عنوان إسلامي ليتخذ مكانه في الصدارة بين مصانع ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، وبأنه يؤدي هذه المهمة متفوقا على سواه! 

 

فصول الكتاب

عناوين فصول الكاتب صارخة.. ويكفي سردها لمعرفة المحتوى بكامله فاختيار العناوين معبر عن الغرض مما يسرده الكاتب في 21 فصلا موزعة على مقدمة وبابين، والعناوين على التتالي هي:

- نكتة التعدد الثقافي..

-عالم معكوس.. المسلمون يطالبون بطرد الأجانب..

- الاندماج كجريمة ضد الإنسانية..

- استفزازات مقصودة.. كيف يهين المسلمون الأوروبيين يوميا على أبواب منازلهم..

- بريطانيا العظمى.. سقوط امبراطورية..

- السويد: غالبية من المسلمين حوالي عام 2040..

- النرويج: الهلال يحتل مكان شمس منتصف الليل..

- الدانمارك: بلد يصنع كاريكاتير عن نفسه..

- فرنسا: الشباب المسلم قنبلة موقوتة..

- هولندا: هيا ياهولندا.. ولتحيا إسلامستردام..

- بلجيكا: العاصمة الأوروبية بروكسل الإسلامية..

- ألمانيا: استيراد الطبقية المتعمدة، تؤدي عبر مجتمعات الظل إلى تقسيم البلاد مجددا..

- البحث بلا جدوى.. الإغناء الثقافي لا يؤدي إلا إلى إفقار متزايد..

- صياغة حوار ممارسي الابتزاز..

- حيث يأتي المسلمون يحزم الأوروبيون حقائب السفر..

- علام يغمض الساسة ووسائل الإعلام أعينهم؟..

- اهتراء قيمنا يوجد فراغا يملؤه الإسلام..

- الجزية.. كيف يُبتز المال من الكافرين..

- أويروعرابيا.. الطريق إلى حرب أهلية.. 

 

نموذج من النص

من النماذج على محتوى تلك الفصول التي لا يكاد يختلف أحدها عن الآخر من حيث لغة التحريض على الوجود الإسلامي في أوروبا، بكل أشكاله، البشرية والثقافية والقانونية والتعبدية وغيرها.. نموذج مما ورد في (ص 265-266) من الفصل الذي خصصه للوضع في ألمانيا، مستشهدا فيه على ما يعتبره مفعولا سلبيا للخوف الذاتي من نقد الإسلام والمسلمين ومن إطلاق الإنذارات المحذرة من خطر الأسلمة (مع أن كتبه ومقالاته وكتب أمثاله ومقالاتهم شاهد على نقيض ذلك تماما) يقول:

"في وقتٍ ما سيصبغ الإسلام ألمانيا. في العالم كله (ملاحظة: ليس هذا صحيحا) لم تنقل في كانون الثاني/ يناير 2007 سوى ثلاث صحف ما ورد في دراسة جرت بتمويل الحكومة الألمانية، وإحداها ديلي تايمس الباكستانية، فقد نشرت يوم 16/1/2007 نقلا عن المصدر الألماني أن من المحتمل أن يصبح المسلمون أغلبية في ألمانيا عام 2046. ولا يستطيع الكاتب أن يقول هل سيكون ذلك عام 2046 أو 2060 مثلا، ولكن يمكن أن يقول إنه ابتداء من 1/1/2009م سيكون من غير الممكن نشر معلومات موثوقة عن أسلمة ألمانيا، فهذا ما يريده المشرع الألماني.. إن كلّ عاشرِ مولود في المانيا حاليا أمه مسلمة... حسب القانون الجديد (ملاحظة: يقصد قانونا يلغي تسجيل الديانة في وثيقة الولادة) لن يكون في الإمكان بعد اليوم الأول من عام 2009 معرفة نسبة المواليد المسلمين، أي أن الأحزاب السياسية لا تريدك أن تحصل (ملاحظة: يخاطب المواطن الألماني) على معلومات موثوقة حول أسلمة ألمانيا، كما كان الحال من قبل"!..

ملاحظة أخرى: ينقض مقولته في هذه الفقرة بصورة مباشرة صدور آخر دراسة منهجية رسمية عن وزارة الداخلية الألمانية في حزيران/ يونيو 2009م وتتناول في أكثر من 450 صفحة الإسلام والمسلمين في ألمانيا مع إيراد ما يمكن اعتباره من التفاصيل المملّة كما يقال!!.. 

 

الوصايا الثمانية والعشرون

تحت عنوان "وصايا للتصرف" يذكر الكاتب 28 وصية مع مقدمة وخاتمة في 8 صفحات. يقول في المقدمة:

"يوجد في ألمانيا كما في كثير من دول الاتحاد الأوروبي، العديد من الأجانب المندمجين، منهم في هذا البلد: الأحباش، والصينيون، والهنود، والفييتناميون، واليابانيون، ناهيك عن اليهود الروس، وهؤلاء أمثلة معدودة على كثير سواهم، ممن يندمجون دون مشكلة ما، وهذا ما يمكن أن يجعل الاندماج ناجحا كليا كما في أوروبا عموما، إلا الشباب من ذوي الثقافة الإسلامية، فهؤلاء لا يتحقق اندماجهم في ألمانيا أو أوروبا عموما، وهنا تتحدث الوقائع، فالأتراك والأكراد والعرب على رأس قائمة مرتكبي الجرائم، وعلى رأس قائمة الفشل، وعلى رأس قائمة رفض الاندماج".

الجدير بالذكر أن التقارير السنوية لتطور نسب الجريمة لا تقول بذلك، وليس مجهولا أن أخطر أشكال الجريمة المنظمة يعتمد على مصادرها الأصلية في بلدان شرقية، وأن في مقدمة من مارس تهريب البشر عصابات فييتنامية وأوروبية!.

أما الوصايا نفسها في كتاب أولفكوتن فعناوين محتوياتها على التتالي:

1- لا لسياسة التسامح بعد الآن.. فكما يقول توماس مان في كتابه "الجبل السحري": تتحول السماحة إلى جريمة عندما تكون تجاه الأشرار.

2- وقف استيراد الطبقية (ملاحظة: سبق شرحه أن المسلمين يصنعون مجتمعات في الظل) المدعوم من جانب الدولة من البلدان ذات الثقافة الإسلامية.

3- إنهاء كافة أشكال "مؤتمر الإسلام" على مستوى الدولة.

4- الحظر تحت طائلة العقوبة القانونية لتمجيد مرتكب الإبادة الجماعية محمد!! (صلى الله عليه وسلم) (ملاحظة: كأنه بهذه الإساءة يعبر عن فهمه "التخصصي" لكيفية التعامل "جنائيا" مع حق حرية تعبير الآخر دينيا، فيزايد بذلك على الإساءات الدانماركية والبابوية وأمثالها!)

5- إغلاق جميع مدارس تعليم القرآن في أوروبا.

6- حظر حبس المرأة في قفص من قماش (ملاحظة: يعني النقاب كما يشرح) تحت طائلة عقوبة القانون.

7- وقف قبول الدولة لمن يرفض الاندماج، واتباع نموذج روتردام بوقف المساعدة الاجتماعية، وكذلك وقف تأمينات البطالة، ورفض عمل المرأة التي تظهر في مكاتب طلب العمل في قفص من قماش.

8- سحب الجنسية على غرار النموذج الأمريكي من كل من يثبت أنه لا يستحقها بعد الحصول عليها.

9- برامج إجراءات رسمية من جانب الدولة ضد زيادة العدوانية الداخلية من جانب الوافدين من منطقة بصبغة ثقافية إسلامية.

10- إلغاء حق الانتخاب لكل من لا يحمل صفة المواطن في دولة من دول الاتحاد الأوروبي.

11- مساعدات لنقل السكن على غرار النموذج الدانماركي لكل من يرغب من أهل البلاد النزوح عن منطقة سكنية يشعر فيها بالخطر من جانب وافدين.

12- تعيين مفوض لشؤون "عنف الشرف" في كل دائرة شرطة على غرار النموذج الهولندي، لملاحقة كل من يموّه على العنف مثل تصوير جريمة الشرف كجريمة انتحار مثلا.

13- الأخذ بالنموذج البلجيكي لقضاء المحكومين السجن من ذوي الثقافة الإسلامية فترة العقوبة في بلدانهم الأصلية.

14- ترحيل كل إمام في أوروبا إلى بلده الأصلي ممن دعوا إلى اغتصاب نساء غير محجبات أو اضطهادهن.

15- طرد قضاة الشريعة من أوروبا (ملاحظة: كأنه يقصد من يتبنى الاستعانة ببعض أحكامها من القضاة الغربيين عموما فقد صدرت مؤخرا أقوال عديدة في هذا الاتجاه!)

16- التطبيق المحكم في أنحاء أوروبا لحظر تعدد الزوجات.

17- حظر التمييز العنصري الإسلامي، المتمثل في الفصل بين الجنسين المتناقض مع الاندماج.

18- ترحيل أو التشجيع على الرحيل لكل وافد يؤيد العنف ضد أصحاب العقائد الأخرى أو كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية.

19- حظر مؤقت لحق الاجتماع على غرار النموذج الهولندي عن الشبيبة الوافدة في معاقل التجمعات السكنية الانعزالية الإجرامية.

20- الحماية السياسية للشرطة وأفراد المؤسسات الأمنية الذين يتعرضون بصورة متزايدة لتهجمات الشبيبة من الوافدين.

21- إجراءات عمرانية في المدن للحيلولة دون نشأة تجمعات سكينة معزولة للوافدين.

22- حيث تقوم مقابر إسلامية لا ينبغي أن يتحدث المسيحيون غير الطاهرين، تلبية لطلبات مجموعات من المسلمين وهو ما يجري تنفيذه.

23- تطبيق التعليمات الصحية في المستشفيات وإن تعارضت مع ما يطالب به أصحاب الثقافة الإسلامية.

24- حظر شامل للمنشآت المالية العاملة وفق الشريعة لتعارضها مع قوانينا الأوروبية القائمة على الحرية.

25- القطع الفوري لجميع المحادثات الجارية من جانب الاتحاد الأوروبي مع تركيا بهدف عضويتها في الاتحاد.

26- دعم العلماء والمثقفين المسلمين الذين يسعون لإخراج الثقافة الإسلامية من تخلفها (ملاحظة: يقصد العلمانيين على الأرجح).

27- مطالبة جميع الوافدين بالرحيل ممن يشعرون في أوروبا بالمهانة والتمييز (ملاحظة: الإيهام بأن جميع المسلمين وافدون، وليسوا كذلك فالمسلمون من أهل البلاد الأوروبية الأصليين يعدون بالملايين عدا المواليد بخلفية عائلية من جيل الوافدين قديما).

28- العودة إلى قيم دائرتنا الثقافية الغربية.

وفي هذا القدر الكفاية وزيادة.. مع الاعتذار للقارئ!

-------------------

المصدر : مداد القلم 3/7/2009

-------------------------

هذا الكتاب يعبر عن رأي كاتبه

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ