ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ميراث
من الرماد تاريخ
وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية (سي آي إيه) اسم
المؤلف: تيم فينير هذا الكتاب هو أفضل
بحث على الإطلاق كُتب حول قضايا
التجسس، ويكشف بشكل مثير وموثق
التاريخ الخفي لوكالة
الاستخبارات المركزية
الأمريكية (سي أي إيه). لماذا لم
يتمكن أحدى عشر رئيساً وثلاثة
أجيال من العاملين بوكالة
الاستخبارات المركزية من فهم
العالم ؟ لماذا غادر كل مدير
لوكالة الاستخبارات المركزية
وهي بحالة أسوء مما وجدها عليه ؟
وكيف عرض هذا الفشل الذريع
لأكبر وكالة استخبارات في
العالم الأمن الأمريكي للخطر ؟
ما هي حقيقة السي أي إيه .. وهل من
الأفضل حلها بعد أخطائها
الفادحة على مدى السنين.. ؟؟ تعرضت وكالة
الاستخبارات المركزية
الأمريكية لعدد هائل من الضغوط
والانتقادات اللاذعة وخاصة إثر
فشلها الاستخباري الذريع في
التبوء بوقوع هجمات 11 سبتمبر،
وغيرها من الأخطاء التي سبقت
وتلت حرب العراق. ويكشف هذا
الكتاب الذي بين يدينا سلسلة
أخطاء فادحة وفضائح ارتبطت
بوكالة الاستخبارات المركزية
السي آي إيه ومنها: التغاضي عن
المعلومات الخاطئة التي سوفتها
الإدارة الأمريكية لتبرير غزو
العراق، إتلاف آلاف الوثائق
والمعلومات حول عمليات سرية
وخاصة قامت بها السي أي إيه دون
إذن أو مبرر قانوني، التغاضي عن
عمليات التعذيب ونقل المشتبهين
بهم إلى بلدان تسمح بالتعذيب،
الكشف عن العديد من أسرار سي آي
إيه كالكشف عن اسم العملية
السرية فاليري بالم وما تلاها
من ضجة إعلامية وقانونية. كما
يكشف لنا الكتاب أن الاستخبارات
المركزية الأمريكية قامت
بمراقبة وتدقيق كل الوثائق
والمستندات الحكومية وتجسست
على الشعب الأمريكي ولا بل
تجسست على مكالمات أعضاء
الكونغرس الأمريكي نفسه !! ويعرض لنا الكاتب تيم
فينير تاريخاً شيقاً ومعلومات
مثيرة عن وكالة الاستخبارات
المركزية الأمريكية، مبيناً
كيف وصلت إلى هذا المستوى من سوء
الإدارة وعدم الكفاءة والفشل في
حماية الأمن القومي الأمريكي،
مما أدى إلى تقويض المصداقية
الأمريكية وتعزيز الشعور
بالعداء للولايات المتحدة في
كافة أنحاء العالم. تلك الوكالة
التي فشلت في أغلب الأوقات
بالتنبؤ بالأحداث الرئيسية في
العالم، وانتهكت حقوق الإنسان،
وتجسست على المواطنين
الأميركيين، وحاكت المخططات
لاغتيال قادة أجانب، وبذلت
الكثير من الجهد والموارد على
عمليات سرية غير متقنة وفشلت في
مهمتها الأساسية في التجسس
والحصول على معلومات استخبارية
وتحليلها بدقة. وتبدأ الفصول الأولى
للكتاب بالإشارة إلى تاريخ
وميراث وكالة الاستخبارات
المركزية الأمريكية التي تمكنت
على مدى السنوات الستون
الماضية، من المحافظة على سمعة
مهيبة على الرغم من سجلها
الرهيب، دافنةً أخطائها
الفاحشة في أرشيف سري للغاية لا
يعرف أحد قراره. و كانت مهمة
وكالة الاستخبارات سي آي إيه أن
تعرف العالم. وعندما لم تفلح،
مضت في سبيل تغيير العالم. وقد
جلب لنا فشلها، كما يقول الرئيس
إيزنهاور، "ميراثاً من
الرماد". ويعرض تيم فينير،
الحائز على جائزة بوليتزر
الصحافية، التاريخ القطعي
الأول لوكالة الاستخبارات
المركزية، وكل المعلومات مدونة
في سجلات، إذ يعتمد كتاب ميراث
من الرماد على أكثر من 50000
وثيقة، أخذت بشكل أساسي من
أرشيف وكالة الاستخبارات
المركزية، والمئات من مقابلات
مع أشخاص متمرسين من وكالة
الاستخبارات المركزية، بما في
ذلك مدراء المخابرات المركزية. ويعود بنا الكاتب إلى
تاريخ وكالة الاستخبارات
المركزية منذ نشأتها في أعقاب
الحرب العالمية الثانية،
مروراً بمعاركها في الحرب
الباردة والحرب على الإرهاب،
وانتهاءً بانهيارها الوشيك
وفقدان هيبتها في عيون الشعب
الأمريكي والعالم عقب هجمات 11
سبتمبر. لقد بدأت وكالة
الاستخبارات المركزية طريقها
عام 1947 بالخطوة الخاطئة ولم
تتمكن من تصحيح ذلك فيما بعد، إذ
اعتقد الرؤساء ترومان
وإيزنهاور بأن إنشاء وكالة
استخبارات مركزية أمريكية
يمكنها الحؤول دون وقوع هجمات
كبيرل هاربور أخرى عن طريق
التجسس والكشف عن النوايا
السوفيتية، ولكن وكالة
الاستخبارات المركزية لم تتوقع
يوماً أي حركة هامة سوفيتية أو
إرهابية، كما يجزم الكاتب. لقد خصصت الوكالة
معظم ميزانيتها للعمليات
السرية، وكانت في معظمها غير
متقنة. ولبرهنة ذلك، يقدم
الكاتب فينير سرداً كئيباً
للعمليات الفاشلة التي سعت
وكالة الاستخبارات سي آي إيه
لتغطيتها وإخفائها، مستنداً
بذلك على كم هائل من الوثائق
الحكومية التي رفعت عنها السرية
منذ عام 2000، إذ تكشف تلك الوثائق
أن هناك الآلاف من الثائرين أو
المخربين المحتملين الذين تم
تجنيدهم كجواسيس وتم إرسالهم
إلى روسيا وكوريا الشمالية
والصين وفيتنام، وفشلوا في
المهمات التي أوكلت إليهم، فتمت
تنحيتهم وتصفيتهم بشكل سريع. وتكشف الوثائق التي
يعرضها الكتاب أن وكالة
الاستخبارات المركزية
الأمريكية سي أي إيه فشلت أكثر
من مرة في محاولاتها "الخرقاء"
للإطاحة بالحكومات الغير صديقة
أو التي تصفها الولايات المتحدة
"بالحكومات المعادية".
وبحسب الكتاب، كانت هناك فقط
محاولتان ناجحتان لاقتا
التقدير الكبير آنذاك، وهما
الانقلاب الإيراني عام 1953 الذي
وضع الشاه على العرش، والإطاحة
بالحكومة اليسارية
الغواتيماليه عام 1954 ، ولكن
تعتبر هاتان المحاولتان الآن من
الأخطاء العسيرة التي ارتكبتها
السي أي إيه. ويمضي هذا الكتاب
الشيق في سرده للأحداث الرهيبة
التي تورطت بها وكالة
الاستخبارات المركزية
الأمريكية و المؤامرات لقتل
الزعيم الكوبي فيديل كاسترو،
والانقلاب الوحشي في تشيلي عام
1973. وقامت الوكالة بانقلابات
للإطاحة بحكومات منتخبة ووضع
طغاة مكانهم، مثلاً في إيران
وغواتيمالا والكونغو، حيث أمر
إيزنهاور بتنحية لومومبا،
وكذلك في تشيلي واليونان.
واستخدمت الأسلحة البيولوجية
والكيميائية ضد كوبا، وقامت
بمحاولات اغتيال باستخدام
أفراد مأجورين من المافيا. كما
أن الوكالة فشلت في التنبؤ و
التوقع بانهيار الاتحاد
السوفيتي سابقاً. في عام 1948، أطلقت
وكالة الاستخبارات المركزية
تحذيراً من أن الروسيين سوف
يغزون برلين وفي اليوم التالي
وافق الكونغرس على خطة مارشال. و
كانت هناك عبارة سرية مكنت
وكالة الاستخبارات المركزية من
اقتطاع مبلغ 685 مليون دولار من
تمويل الخطة، وهو ما يطلق عليه
فينير "خطة غسيل الأموال
الكونية". وفي نفس عام 1948
أنشأت وكالة الاستخبارات
المركزية سجوناً سرية في
ألمانيا واليابان وباناما
تمارس فيها التعذيب والمخدرات
على السجناء. ويمضي الكتاب إلى
القول أن وكالة السي أي إيه قامت
بـأكثر من 81 عملية سرية رئيسية
مناوئة للديمقراطية، في الفترة
الرئاسية الثانية لترومان، و170
عملية في 48 دولة خلال فترة رئاسة
إيزنهاور، و163 عملية خلال ثلاث
سنوات من رئاسة بطل الليبراليين
جون كيندي. كما تكشف كافة
الوثائق التي يعرضها الكتاب أن
جهود الوكالة في تجميع
المعلومات الاستخباراتية من
عام 1948 (الحرب العالمية الثانية
التي بدأت في برلين) إلى حرب
العراق الحالية (والمعلومات حول
أسلحة الدمار الشامل) كانت
خاطئة على الدوام. هذا على الصعيد
الخارجي، أما على الصعيد
الداخلي فيكشف الصحافي تيم
فينير في كتابه "ميراث من
رماد" أن وكالة الاستخبارات
المركزية الأميركية كانت
بمثابة الجيش الخاص والسري
والغير قانوني للرئيس، تنفذ ما
يريده الرئيس، إذاً فهي ليست
"بالفيل الأحمر"، كما تطلق
عليها لجنة الكنيسة. وعليه،
يجادل الكاتب بأنها منذ نشأتها
عام 1947، كانت وكالة الاستخبارات
المركزية على الدوام عديمة
الكفاءة وغير قادرة على حماية
الشعب الأمريكي. لقد كذبت وكالة
الاستخبارات المركزية على
الكونغرس والشعب والرؤساء،
مثلاً يشير فينير إلى مدير
الوكالة آلين دوليز "يمارس
أبشع أنواع خداع الرئيس". ومن
أجل التغطية على وكالة
الاستخبارات المركزية، كذب
الرؤساء على الكونغرس والشعب. و
يشير فينير إلى أن شهادة وكالة
الاستخبارات المركزية أمام
الكونغرس ولدت الانطباع بأن
الولايات المتحدة قد استأجرت
عصابة من المخادعين واللصوص
لإدارة شؤونها الخارجية، فقد
نظمت فرق موت في نيكاراغوا
والسلفادور والهندوراس
وأفغانستان واليوم في العراق.
وقد قامت بتسليم غير قانوني
لمتهمين أبرياء إلى سجونها
السرية في تايلاند وبولندا
وأفغانستان والعراق. ويتساءل
الكاتب بتهكم هل يمكن لدولة
ديمقراطية أن تستخدم مثل هذه
الأداة الفاسدة لحماية أمنها ؟ لمحة عن الكاتب تيم فينير هو صحافي
مرموق ومراسل لنيويورك تايمز.
وهو يكتب التقارير والتحاليل عن
المخابرات الأميركية منذ عشرين
عاماً. وقد حاز على جائزة
بوليتزر الصحفية الراقية لعمله
في برامج الأمن القومي السرية.
سافر فينير إلى أفغانستان ودول
أخرى لكي يتحقق بشكل مباشر من
عمليات وكالة الاستخبارات
المركزية السرية وأجرى مقابلات
حصرية مع مئات الجواسيس
السابقين وأبرز الرؤساء الذين
عملوا في الاستخبارات
الأمريكية. وهذا هو كتابه
الثالث حول مواضيع التجسس
والاستخبارات والأمن القومي
الأمريكي. ------------------------ هذا
العرض للكتاب يعبر عن رأي كاتبه
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |