ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حلفاء
سورية هيلينا
كوبان السياسة
الخارجية 21،حزيران 2010 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي تثني
لوحة كبيرة ذات لون إعلامي ،
معلقة في شارع دمشق الرئيسي
المقوس في سوق الحميدية في 7
حزيران، تثني على ال(ان. جي. او)
والتي كانت مشاركا رئيسيا في
قافلة حرية غزة و تعرضت لهجوم
مميت من قبل جنود اسرائيليين في
المياه الدولية. تشكر اللوحة
كذلك الحكومة التركية والشعب
التركي لدعمهم للمليون شخص ونصف
في غزة المحاصرة. هذه
المنطقة هي الملكية الحقيقية
لبيوت التجارة الكبيرة في دمشق
وحلفائهم في الحكومة السورية.
ان علاقة الحكومة السورية
الدافئة مع تركية ليست جديدة
بالطبع. إنها علاقة عمل عليها
الرئيس بشار الأسد ووزير
خارجيته وليد المعلم لسنوات
عديدة حتى الآن. من ال2003 الى ال2008،
وعندما كان بيت بوش الأبيض يعمل
بجد لتطويق وعزل سورية ، برؤية
مؤكدة للإطاحة بنظام الأسد‘
فإن رابطة دمشق المتزايدة القوة
في الدولة العضو في حلف الناتو
قد قدمت ما يدعوه من في داخل
النظام ب " حرفيا خط حياة لنا". اليوم
نضجت علاقة سورية بتركية أكثر.
فعلى المستوى الرسمي أصبح لدى
سورية حدود مفتوحة بلا "
تأشيرة" مع تركية، منذ وقت
قصير فقط قامت الشركة التركية
الكبيرة المدعومة من قبل
الحكومة بإعلان صفقة شاملة
لإنشاء شبكة في سورية والأردن
والسعودية العربية تربط هذه
الدول عبر تركية مع الشبكات
الأوروبية . على
المستوى الشعبي، قدر السوريون
حقا فرصة السفر بحرية عبر
تركية، والمتاجرة معها. ( على
طول الطريق، يبدو أنهم قد نسوا
الى حد ما ادعاء بلدهم الطويل
الأمد بالإقليم الساحلي الجميل
للإسكندرونة، والذي هو حاليا
إقليم هاي تاي التركي). يرى
الكثير من المواطنين السوريين
روابطهم مع تركية على أنها تقدم
توازنا قيما لروابط حكومتهم
الأقدم بكثير مع إيران . إنهم
ينظرون إلى تركية على أنها تقدم
نموذجا أكثر جاذبية من إيران
للكيفية التي تستطيع بها دولة
تقليدية شرق أوسطية أن تدخل الى
الحداثة بنجاح. إن
نشاط الحكومة التركية المتزايد
على صعيد القضية الفلسطينية،
وبشكل خاص في غزة، قد أضاف
المزيد من التغليفة المحلاة على
الكيك السوري التركي. وقد
أخبرني أحد المقيمين في دمشق في
وقت أبكر مبتسما بأن بعض الناس
يغنون الآن نسخة جديدة من
الأغنية المحبوبة "الأرض
بتغني عربي" وهم يغنون الآن
أنها تغني بالتركية، عوضا عن
ذلك. ولكن
تركية وإيران ليستا حليفتي
سورية الوحيدتين الآن. في
الحقيقة، فإن التقارب الذي
أحدثه الرئيس الأسد مع السعودية
العربية السنة الفائتة كان مهما
في كل جزء منه بقدر أهمية
التقارب الأبكر مع تركية . إن
السعودية العربية مهمة لدمشق
لسببين رئيسيين: الأول مالي،
والثاني والذي هو أكثر أهمية
حتى... هو الدور الكبير الذي
تلعبه الرياض في لبنان، والتي
نظر اليها حكام سورية دوما
باعتبارها جزء حساسا على نحو
خطير يمكن تقويض مصالحهم
الجوهرية بشكل جدي من خلاله. إن عبد
الله بن عبد العزيز ملك
السعودية البالغ من العمر 85
عاما، كان لسنوات عديدة مؤيدا
هادئا ولكن قويا لسورية في
العائلة الملكية السعودية. ولكن
في شباط 2005، قتل حليفه المقرب،
رفيق الحريري، وهو رئيس وزراء
سابق للبنان، قتل بشكل وحشي في
هجوم يحمل فيه معظم الغربيين
وعلى ما يبدو الملك عبد الله
كذلك ‘ يحملون سورية مسؤوليته
في الأربع سنوات التالية، تبعت
الرياض وحلفاؤها العديدون في
لبنان الذين بقوا مقربين منها،
سياسة متينة معادية لسورية (
وكذلك لإيران وحزب الله) وهو
مسار كسب تأييدا قويا ودعما من
واشنطن. ولكن
في اواخر عام 2008 أو أوائل عام 2009
تغير شيء ما. ففي شباط 2009 أرسل
عبد الله أخاه الأصغر (ورئيس
الإستخبارات) الأمير مقرن الى
دمشق. وفي الشهر التالي، كان
الملك عبد الله يستقبل الرئيس
الأسد ببروتكول دولي كامل كضيف
رسمي في الرياض. وفي تشرين أول
الماضي، كان عبد الله نفسه في
دمشق. إن التغير السعودي كان له
تأثيرات درامية في داخل لبنان.
فعندما كنت في بيروت في تشرين
الثاني الفائت، كان لدى الجماعة
التي عقدت معها اجتماعات جيدة
مع رئيس الوزراء السابق فؤاد
السنيورة، ورئيس الوزراء
القادم سعد الحريري ( ابن الراحل
رفيق الحريري)، و رئيس الحزب
الإشتراكي وليد جنبلاط من ال2005
الى ال2008، كان الثلاثة ناقدين
أقوياء لدمشق. ولكن في تشرين
ثاني الفائت، كانوا يتهافتون
على شرح مدى مشروعية مصالح
سورية ودورها في بلادهم وإلى أي
درجة كانوا يتطلعون لبناء روابط
قوية مع الرئيس الأسد وقد قام
الثلاثة بزيارات رسمية إلى دمشق
منذ ذلك الوقت. هنا في
الولايات المتحدة، فإن الإعلام
والتصويرات الرسمية لسورية
غالبا ما تكون مزدحمة بمعلومات
متناثرة ورؤى إيديولوجية
قاسية، غالبا ما يتم نشرها من
قبل الإيباك وحلفائها الموالين
لإسرائيل، والتي تصور حكومة
الأسد بطريقة ذات بعد واحد
باعتباره متحالفا وحسب مع خصوم
الولايات المتحدة من أمثال
حماس، وحزب الله، وإيران. إنه
لمن الصحيح أن دمشق لديها
علاقات جيدة مع جميع هذه
الأطراف. ولكن جانبين آخرين
لسياستها ذوي تداخل كذلك.
أحدهما أن الأطراف الثلاثة
الأخرى ليست جميعها معارضة لا
يمكن ارجاعها الى طرف الولايات
المتحدة ... وأن الرئيس الأسد قد
عمل بكد عبر السنوات للمساعدة
في تجسير الهوات والتي يتواجد
بعضها مع واشنطن. عندما قابلت
قائد حماس خالد مشعل في (دمشق)
كان يؤكد بشكل متكرر، على سبيل
المثال (هنا)، رغبته في إقامة
علاقات جيدة مع الولايات
المتحدة وأشار الى أنواع
المرونة التي كانت حماس ستقدمها
في عملية السلام بغية إنجاح هذه
العلاقات. في الشهر الماضي،
أخبر الرئيس الأسد تشارلي روز
أنه كان يعمل بجد مع قادة حماس
لتحقيق هذا "التليين"
لمواقفهم. الجانب
الآخر البارز لسياسة دمشق هي
روابطها مع حلفاء الولايات
المتحدة من زمن طويل مثل تركية
أو السعودية العربية وهي مهمة
لها بقدر أهمية روابطها مع "محور
طهران". وكما قال دنيس روس
مؤخرا في حديث عابر... فإن الشرق
الأوسط هو "أكثرتعقيدا بكثير
مما ظنه معظمنا في وقت سابق".
وهذا صحيح. إن
علاقات واشنطن مع دمشق استمرت
في نفس الوقت أن تكون مملوءة
بالعداء، وسوء الفهم، وسياسات
الجلد الداخلي. وبالعودة إلى ال2005،
قام الرئيس بوش بسحب سفيره من
دمشق في أعقاب مقتل الحريري،
ورفض إعادة السفير بنفس السبب،
رغم مشاركة سورية في محادثات
السلام القصيرة العمر في "أنابوليس"
ما بين ال2007 وال2008. في ال2008،
عبر المسؤولون السوريون عن آمال
كبيرة في أن تنصيب الرئيس
أوباما سيحقق الكثير من
الإرتباط البناء وأن انتخابه
بدا واعدا... وأنه كرر ذلك في
خطابات وجهها للعالم الإسلامي
في أنقرة، وتركية، في نيسان 2009
وفي القاهرة في حزيران 2009. المثير
للشفقة أن القليل من ذلك قد تحقق
حتى الآن. لقد اخذ أوباما وقته
لتعيين سفير جديد لدمشق، ثم ان
الرجل الذي عينه في شباط
الفائت، روبرت فورد ، تم ايقافه
من قبل قبضة مجهولة متموضعة من
قبل سناتور واحد على الأقل في
آذار. في
أواسط إبريل اتهم الرئيس
الإسرائيلي شمعون بيريز سورية
علنا بتزويد حزب الله بصواريخ
سكود . لم يؤكد المسؤولون
الأمريكيون أبدا هذه الإتهامات
بشكل مباشر ولم تقم لا إسرائيل
ولا واشنطن أبدا بتقديم أي دليل
من أي حجم لتأكيد صحة الإتهام.
لكن واشنطن كانت متكتمة للغاية
في تصريحاتها... فبقولها أنها لا
تستطيع التأكيد على أن سورية قد
قامت بشحن أي صواريخ سكود إلى
لبنان في نفس الوقت الذي تلمح
فيه الى أن سورية قد قامت على
الأرجح بتسليم بعض صواريخ سكود
الى حزب الله في داخل سورية...
وهو أمر يظهر للسوريين بوضوح أن
أوباما لم يكن مستعدا للقيام
بأي شيء ملموس لدفع تعيين فورد
للأمام. فيما يتعلق بالسكود،
فقد أشار سوريون عدة وخبراء
آخرون بأنهم غير مرتاحين نهائيا
لتنظيم حزب الله للمعركة بشكل
أوسع، وأن حزب الله فعلا ترسانة
كبيرة من الصواريخ وهي أكثر
رشاقة ودقة من صواريخ سكود،
ولديها على الأغلب مدى مساو في
الطول. وقد تقلصت اتهامات
اسرائيل حول نقل صواريخ سكود
المزعومة بشكل سريع بعد أن
بدأت، ولكن الاتهامات كانت أطول"
بنصف عمر " في ال(كابيتول هول)*
وقد أمل المسؤولون السوريون
كذلك أن يسير أوباما على وعوده
للانخراط بحيوية في مهمة تأمين
السلام ما بين إسرائيل وجيرانها
العرب، بمن فيهم سورية. هذا لم
يحدث كذلك. فالعديد من السوريين
الذين تحدثت معهم في دمشق عبروا
عن خيبة أمل واضحة . وقد وصف
دكتور جامعة الوضع الحالي
للعلاقات مع الولايات المتحدة
على أنه أسوأ مما كان عليه في
كانون الثاني، 2009. "إننا نشعر
الآن أن إدارة أوباما هي ضعيفة
للغاية"، كما قال. "فإذا لم
يكن يستطيع حتى منع إسرائيل ولو
"مؤقتا" من الاستمرار في
بناء المستوطنات في القدس
الشرقية فكيف يستطيع صنع السلام
النهائي؟" و قد
ردد أحد الأوروبيين ذوو الصلات
القوية في دمشق هذا التقييم. وقد
استنتج أن لحظة أوباما قد انقضت" ما
الذي بقي لسورية ؟ فالناس في
الداخل والمقربون من الحكومة
هناك يبقون متلهفين على اصلاح
علاقاتهم مع واشنطن ، والتي
يرونها (وربما يكونون محقين) ما
تزال قادرة على تعويق كثير من
الأمور التي تحب دمشق رؤيتها
تحدث في المنطقة، حتى ولو لم تعد
قادرة فعليا على تحقيق أمور
أخرى كانت دمشق تحب رؤيتها
متحققة كذلك، مثل سلام عربي
إسرائيلي شامل. لكن دمشق لم تعد
محاطة بجو الخوف والعزل الأولي
الذي تعرضت له في ال2005 وال2006.
فالحكومة لديها حلفاء، في كل
المنطقة والعالم الأوسع. و في
مناطق عدة .. في لبنان، نظرا لوضع
غزة، وفي السياسة العربية
الداخلية ... يشعر المسؤولون
السوريون الآن بحذر بأن الأحداث
تتغير لصالحهم . ـــــــــــــ *هيلينا
كوبان: مؤلفة محادثات السلام
الإسرائيلية السورية.،1991_ 1996
وما بعدها، وهي كاتبة عمود
للكريستيان ساينس مونيتور. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |