ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محكمة
الحريري وسياسات التبصر بقلم:
جاري جامبل غلوبال
بوليتيشن 27/8/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي عندما
أطلقت الأمم المتحدة تحقيقاتها
في عملية اغتيال رئيس وزراء
لبنان السابق رفيق الحريري
والتي تمت في شهر فبراير 2005, كان
العديد من اللبنانيين وغيرهم
مقتنعين بأن الذين قاموا بإعداد
وتنفيذ هذه العملية سوف يمثلون
أمام العدالة. لقد كانت السيطرة
الأمنية السورية كبيرة بحيث أن
عملية بمثل هذا التعقيد والقدرة
مستحيلة الحدوث دون أي درجة من
درجات تدخل الأجهزة الأمنية
السورية. بعد انسحاب القوات
السورية وفي أبريل الذي تلا ذلك
تم انتحاب حكومة لبنانية جديدة
كانت متلهفة لإحضار القتلة إلى
العدالة, وقد بدا أن حل لغز
المؤامرة يسير بشكل جيد مع
القدرات التي تتمتع بها لجنة
التحقيق الجديدة التي شكلتها
الأمم المتحدة. بعد
3 سنوات على ذلك, وعلى الرغم من
المصادر المالية والخبرات
والتقنيات الكبيرة التي وضعت
تحت تصرف اللجنة فإنه لا يوجد أي
إشارة إلى أن لجنة التحقيق قد
امتلكت أدلة كافية لدعم
الاتهامات بتورط مسئولين
سوريين في مقتل الحريري (أو لأي
من الاغتيالات التي تلت ذلك). و
بينما يبدو أن اللجنة لم تقم
بكشف جميع ما توصلت إليه, فإن
الاحتمال بوجود أدلة قاطعة على
التورط السوري يبقى بعيداً.
ونظراً لتأثير إدارة بوش على
لجنة التحقيق الدولية والدعم
الكامل لتحالف 14 آذار الحاكم في
لبنان والرغبة في مواجهة
التأثير السوري في لبنان فإن
مثل هذا الدليل (أو البندقية
المدخنة) كان يمكن أن يتم الكشف
عنه رسمياً أو تسريبه إلى وسائل
الإعلام أو أن يتم استخدامه
بشكل سري للضغط على سوريا من أجل
تقديم تنازلات (وهي أمور من
الواضح أنها غير قادمة). إن رغبة
الإدارة في تأخير انعقاد
المحكمة المخولة بمحاكمة قتلة
الحريري حتى مغادرتها يشير إلى
ذلك بما لا يدع مجالا لأي
استنتاج آخر. كنتيجة
لعثرات لجنة التحقيق المبكرة
والنتائج العادية التي تم
التوصل إليها, فإن قلة من
اللبنانيين لا زالوا يعتقدون أن
التحقيقات تتوجه إلى اتهام
مسئولين سوريين. إن هذا التحول
الدراماتيكي في المفهوم لدى
الناس لنتائج التحقيق المحتملة
يمكن أن يكون العامل الأكثر
أهمية في التأثير على التوازن
السياسي المحلي في لبنان هذه
الأيام (أكثر بكثير من التصور
بأن سوريا مذنبة أم لا). إن
الفترة الوجيزة التي تحدت فيها
النخب السياسية اللبنانية دمشق
بقوة مدعومة بتوقع أن الاتهامات
سوف تحطم من موقف سوريا الدولي
قد انتهت تقريباً. أدلة
دامغة حول القضية: في
الساعة 12:56 من 14 فبراير 2005, ومع
مرور موكب الحريري على طول
الشريط الساحلي لبيروت انفجرت
سيارة شحن من نوع ميتسوبيشي عند
مرور ذلك الموكب, مما أدى الى
مقتل الحريري و22 شخصاً آخرين.
وبعد ساعات على ذلك, اتصل شخص
مجهول بالجزيرة وادعى
المسئولية عن الحادث باسم
مجموعة إسلامية غير معروفة
سابقاً اسمها (النصرة والجهاد)
وقد تم ترتيب إطلاق شريط فيديو
يظهر فلسطينياً سنياً اسمه أحمد
أبو عدس وقد تحمل هو مسئولية
العملية. وعلى الرغم من أن أبو
العدس قد بقي الشخص الوحيد الذي
تعرف لجنة التحقيق أنه هو الذي
لديه العلم المسبق بهذه العملية
إلا أنه وخلال صيف وخريف عام 2005
اكتشفت اللجنة ثروة من الأدلة
القوية تشير إلى مؤامرة كبيرة
ومتعددة المستويات. وعلى
الرغم من التقدم الذي حصل في
معرفة طبيعة القنبلة وفي تعقب
سيارة الميتسوبيشي وفي تحديد
البقايا البشرية إلا أن دليل
مشهد الجريمة لم ينتج استنتاجات
تحقيقية مهمة. إن أهم سمة لمشهد
الجريمة كان في حقيقة أن
المسئولين الأمنيين اللبنانيين
الموالين لسوريا فشلوا في
إغلاقه لمدة 3 أسابيع, وقد تم سد
الحفرة التي أحدثتها القنبلة
بسرعة كبيرة وتم نقل الحطام
بعيداً, وهي إجراءات تشير إلى
عجز أكثر من إشارتها الى تورط في
العملية. إن
أهم دليل دامغ وصلت إليه وكشفت
عنه اللجنة هو عمليات الاتصال.
وقد تم تحديد 6 بطاقات تلفونية
مسبقة الدفع (من خلال تحليلات
الكمبيوتر لسير الاتصالات في
وقت التفجير) وقد تم التوصل إلى
أن هذه البطاقات كانت فعالة في
التخطيط للعملية. إن الهواتف
الستة التي استخدمت هذه
البطاقات كانت تتابع مسير
الحريري منذ خروجه من البرلمان
إلى مكان إقامته وقد تم التواصل
فيما بينهم في الساعتين اللتين
سبقتا التفجير (حيث لم يعودوا
فعالين بعد الحادثة). وقد تم
شراء هذه البطاقات في ديسمبر 2004
(بوثائق مزورة) عن طريق رائد فخر
الدين وهو ابن رجل أعمال ثري في
طرابلس من دكان لبيع الهواتف
الخلوية مرتبط بأحمد عبد العال
و هو زعيم جماعة الأحباش
المقربة من سوريا (1).
إن
المجموعة الأخرى من معلومات
الهواتف تتضمن اتصالات ما بين
مسئولين في المخابرات السورية
وما بين عملائهم المحليين. على
سبيل المثال, فقد قام عبد العال
بإجراء مكالمة هاتفية مع ضابط
المخابرات السوري (جامع جامع)
قبل وقت قصير فقط قبل تفجير 14
فبراير كما كان على اتصال مع
شخصيات مخابراتية سورية
ولبنانية في الأيام التي سبقت
ذلك. كما أن أخاه والمقرب إليه
دينياً محمود اتصل بالرئيس اميل
لحود قبل دقائق فقط من حصول
التفجير. (2). أما
المجموعة الثالثة من الاتصالات
التلفونية فقد أخذت من
4 مكالمات هاتفية أجريت مع
الجزيرة ورويتر عن طريق رجال
مجهولين ادعوا المسئولية عن
الهجوم وكشفوا عن مكان شريط أبو
العدس. وعلى الرغم من أن
الاتصالات أجريت من أكشاك
تلفونية مختلفة إلا أنها جميعاً
استخدمت نفس بطاقة الهاتف
المدفوعة مسبقا. وقد وجد أن هذه
البطاقة كانت على اتصال مع عدة
أرقام كانوا على اتصال مع
مسئولين سوريين ولبنانيين .(3).
و لعدة أسباب لم يتم توضيحها,
فقد أسقطت لجنة التحقيق
تحقيقاتها المتعلقة بهذا الشأن,
قائلة أنه قد تم التعرف على مالك
البطاقات الخلوية المدفوعة
مسبقا و"يبدو أنه قام بتقديم
تفسير صادق وموثوق لهذه
الاتصالات الهاتفية". (4).
شهادات
الشهود: بسبب
القيمة المحدودة للدليل القوي
في تحديد أعضاء الشبكة التي
خططت ونفذت اغتيال الحريري، فقد
اعترف محققو الأمم المتحدة من
البداية أن شهادات الشهود سوف
تشكل جزء لا يتجزأ من القضية. إن
هناك عدة مجموعات من الشهود: المجموعة
الأولى تتضمن أقارب وأصدقاء
وشركاء آخرون معروفون لأبو
العدس. في 16 يناير ترك أبو عدس
عائلته بشكل مفاجئ بمرافقة رجل
يطلق على نفسه اسم "محمد" و
لم يعد بعدها الى البيت مطلقاً.
لقد قام خالد مدحت طه وهو رجل
دين فلسطيني مقرب من أبو العدس
بدخول لبنان عن طريق سوريا في
يوم اختفاء أبو العدس, ومن ثم
عاد فور إلى سوريا (السلطات
السورية لم تسمح بتقديمه
للاستجواب الذي طالبت به لجنة
التحقيق) (5).
و لا يعرف ما إذا كان أبو العدس
قد ترك بيته بمحض إرادته أم
مرغماً. والمجموعة
الثانية
تتضمن مسئولين سوريين تمت
مقابلتهم من قبل لجنة التحقيق
الدولية, وقد نفوا بشكل قاطع أي
تورط لهم في الاشتراك في مؤامرة
قتل الحريري. وقد تضمنت
شهاداتهم بعضا من الحقائق
المشوهة حول التأثير السوري
خلال فترة الاحتلال, ولكن
القيمة التحقيقية لهذه
الشهادات محدودة جداً بسبب
التضارب مع شهادات الشهود
الآخرين. وأما
مجموعة الشهود الثالثة فهي
تتضمن أصدقاء و زملاء للحريري
نفسه, وقد شهد بعض منهم أنهم
سمعوا رئيس الوزراء السابق
يتذمر من كونه هدد من قبل الرئيس
السوري بشار الأسد. وعلى الرغم
من أن هذه الشهادات معقولة
بالنظر إلى الجو المتوتر الذي
كان يسود قبل عملية الاغتيال,
إلا أن قيمتها في التحقيق
محدودة بسبب حقيقية أن كل هؤلاء
الشهود مقربين أو متعاطفين كما
هو معروف اليوم مع تحالف 14 آذار
الحاكم الذي يقوده ابن ووريث
رئيس الوزراء المغتال "سعد
الحريري". إن لكل منهم مصلحة
في رؤية اللجنة تتهم سوريا
علناً بالتورط في هذه العملية,
وبادعائهم معرفة أفكار الحريري
فقد عزز هذا الأمر قوامهم في
تحالف "يعبد" تراثه. والمجموعة
الرابعة وهي الأكثر أهمية
ومحورية فهي تضمن شهوداً يشتبه
في تورطهم في الحادثة بأدلة
دامغة. وأهم هؤلاء الأشخاص هم
الأعمدة الأربعة لأجهزة الأمن
اللبنانية والذين اتخذوا
إجراءات توحي بنيتهم التغطية
على الجريمة (ولكنها لا تثبت ذلك
قطعاً) وهؤلاء هم: الجنرال جميل
السيد وريموند عازار وهو المدير
السابق للاستخبارات العسكرية
اللبنانية والجنرال علي الحاج
القائد السابق لقوى الأمن
الداخلي والجنرال مصطفى حمدان
قائد لواء الحرس الرئاسي.
وهؤلاء الأشخاص متورطون في شراء
وبيع البطاقات الهاتفية الستة
المدفوعة مسبقاً بما فيهم شقيق
أحمد عبد العال و فخر الدين
وثلاثة موظفين متورطين في
الصفقة (أيمن طراباي وماجد
الأخرس ومصطفى مستو). إن
المسار الذي تتبعه لجنة التحقيق
يشير إلى أنه وبسبب الاحتلال
السوري للبنان فإن ذلك يعني أنه
لا المسئولين الأمنيين الأربعة
ولا أخوة عبد العال كان من
الممكن أن يشتركوا في اغتيال
الحريري دون وجود
إذن من جهة "عليا". وأما
بالنسبة للباقين فإنه من
المتوقع أن يكونوا متواطئين (بطريقة
غير متعمدة في الغالب) حيث أنهم
قاموا بتنفيذ أوامر الجهات
المسئولة عنهم. ولا يزال مفتاح
التحقيق هو حثهم على الكلام.
لسوء الحظ فإنه ولا واحد منهم
قام بإعطاء إجابات بدا أنها
صحيحة بالنسبة للجنة.
وبينما
كان لدى التحقيق دليل ظرفي على
تورطهم, فإن هذا لوحده لم يكن
كافيا لتبرير اعتقال الجنرالات
الأربعة. لحسن حظ اللجنة (أو هذا
ما كان يجب أن يبدو عليه الأمر
في ذلك الوقت) فان اثنان من
الشهود النجوم قدموا أنفسهم في
صيف 2005 وأدلوا بشهادات تورط
وبشكل مباشر ضباط لبنانيين
وسوريين. حسام
طاهر حسام, والذي عرف عن نفسه
بأنه موظف استخبارات سوري سابق
كان يخدم في لبنان, تقرب من
اللجنة وأدلى بسلسلة من
الادعاءات المفاجئة. فقد أخبر
حسام لجنة التحقيق بأن
الاجتماعات الأخيرة للتخطيط
لقتل الحريري عقدت في القصر
الرئاسي السوري وفندق
المريديان في دمشق, وفي مكتب
الجنرال آصف شوكت زوج شقيقة
الرئيس السوري بشار ورئيس
الاستخبارات العسكرية. وقد ورط
وبشكل مباشر شقيق الرئيس الأسد
ماهر ورئيس الاستخبارات
العسكرية آنذاك حسن خليل
والجنرال بهجت سليمان؛ والضباط
اللبنانيين الأربعة المذكورين
سابقاً وأحمد جبريل زعيم الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين وناصر
قنديل وهو عضو موالي لسوريا في
البرلمان اللبناني. كما أن حسام
ادعى بأنه رأى سيارة
الميتسوبيشي التي تطابق الوصف
الذي وصفت به السيارة التي
استخدمت لقتل الحريري في قاعدة
عسكرية سورية في حمانا في لبنان
قبل الانفجار بفترة وجيزة.
وعلى
الرغم من أن بعض جوانب شهادة
حسام كانت غير قابلة للتصديق (على
سبيل المثال فان انعقاد اجتماع
بهذا المستوى في مكتب آصف شوكت
أمر لا يمكن أن يعلم به شخص يحمل
رتبة قليلة مثل حسام), فان محققي
الأمم المتحدة كانوا مقتنعين به
شخصياً واتخذوا إجراءات
استثنائية من أجل العمل على
حمايته. لقد قام حسام بارتداء
قناع من أجل إخفاء شخصيته في
جلسة الاستماع التي خضع لها
الضباط الأربعة في شهر سبتمبر. (6)
و لم تسمح السلطات اللبنانية
بالدخول لحسام خوفاً من تسرب
هويته. و
أما الشاهد الثاني الذي قدم
نفسه فهو ضابط الاستخبارات
السابق الذي كان يعمل في لبنان
"محمد زهير صديق" والذي
أخبر لجنة التحقيق بأن المرحلة
الأولى للتخطيط لاغتيال
الحريري تمت في اجتماعات سرية
عقدت ما بين ضباط سوريين
ولبنانيين رفيعي المستوى
ابتداء من شهر ديسمبر 2004 في شقته
في الخالدية ومن ثم في شقته في
جنوب بيروت. وقد ادعى "الصديق"
أنه زار شخصياً معسكراً للجيش
السوري في الزبداني حيث شاهد
سيارة الميتسوبيشي التي كانت
مجهزة بالمتفجرات كما أنه شاهد
أبو العدس شخصياً. وقد قال بأن
أبو العدس أجبر على تسجيل شريط
الفيديو تحت تهديد السلاح, قبل
أن يتم قتله من قبل السوريين ومن
ثم تم وضعه في سيارة
الميتسوبيشي. وبحسب "الصديق"
فإن الانتحاري الحقيقي كان
شخصاً عراقياً غرر به من قبل
السوريين في جعله يصدق أن
الموكب المستهدف يعود الى رئيس
الوزراء العراقي آنذاك إياد
علاوي (الذي كان يقوم بزيارة الى
لبنان في ذلك الوقت). لقد
أعطت شهادة "الصديق"
تبريراً كافياً للسلطات
اللبنانية (أو بحسب توصية لجنة
التحقيق) لاعتقال الضباط
الأربعة في 30 أغسطس (أما المشتبه
بهم اللبنانيين الآخرين فقد
اعتقلوا في أوقات مختلفة,
وغالباً في تهم أقل من ذلك مثل
التزييف والكذب على المحققين).
وهكذا فإن إستراتيجية لجنة
التحقيق للقضية والتي تتضمن منع
من يعتقد أن لديهم بعض المعرفة
في المؤامرة من مغادرة البلاد
قد تم تحقيقها.
لقد
شكلت شهادتي حسام والصديق الأسس
الرئيسة لاستنتاج لجنة التحقيق
بأنه هناك "تضافرا في الأدلة
يشير الى تورط لبناني سوري" و
قد تبين ذلك في التقرير الذي
قدمته اللجنة في أكتوبر 2005 الى
مجلس الأمن. (7).
لقد تمت إزالة أسماء المشتبه
بهم والذين وردوا في الشهادات
من المسودة النهائية للتقرير (كما
أصر على ذلك مسئولو الأمم
المتحدة الرفيعون). ولكن فإن
رئيس لجنة التحقيق في ذلك الوقت
الألماني ديتلف ميليس قام
بتوزيع ملف "وورد" لهذا
التقرير (9)
والذي مكن الصحفيين من تتبع
التغييرات التي حصلت على مسار
التقرير, وقد بين فيه الحذف و
قام بتوزيع الأسماء على الصفحات
الأولى للصحف العالمية. لقد
كان لهذا الخطأ تأثيرات
إستراتيجية وسياسية مباشرة. من
خلال تسريب الأسماء تأكد ميليس
أن الإشارات غير المكتوية إلى
المسئولين السوريين لا يمكن أن
تفسر بعيداً كما حصل مع وزير
الداخلية السوري السابق غازي
كنعان الذي انتحر (أو هذا
المفترض) قبل يوم واحد فقط من
إصدار التقرير, أو لأشخاص من
خارج الدائرة الداخلية للأسد
كما أدى الى ضرب علاقات الرئيس
السوري مع القادة العرب الآخرين.
علاوة على ذلك, فإن تسمية
الأسماء أشار إلى القادة
اللبنانيين السياسيين بأن لجنة
التحقيق لديها القدرة والأدلة
للمضي قدما بلوائح الاتهام. فضائح
الشهود: إن
قرار نشر ادعاءات حسام والصديق (بالأسماء
بعد ذلك) في أكتوبر 2005 في
التقرير الداخلي بدا بعد فترة
قصيرة أنه كان خطأ فادحاً, حيث
كشفت مصداقية الشاهدين بسرعة
بعد ذلك. على
الرغم من أن لجنة التحقيق قامت
باتخاذ إجراءات حريصة لحماية
هوية حسام قبل صدور التقرير, إلا
أن شاهدها النجم بدا وكأنه تعب
من الكذب وبدأ يحاول بيع قصته
للصحف اللبنانية. (10).
عندما تسربت أسماء ودور حسام
كشاهد رئيس إلى الأخبار في
التلفاز في نوفمبر (11)
ترك البلاد بشكل مفاجئ إلى
سوريا. وبعد أيام على ذلك, عاود
الظهور في التلفزيون الرسمي
السوري وأنكر شهادته بالكامل
مدعيا أنه لفق الحكاية بعد أن
تعرض للتعذيب والتخدير, كما أنه
تلقى أموالاً و عروضاً كبيرة من
قادة 14 آذار.
بعد
يومين فقط على صدور تقرير لجنة
التحقيق الدولية, أوردت صحيفة
دير شبيغل الألمانية أن الصديق
كان رجلاً مخادعاً تم زرعه من
قبل رفعت الأسد عم الرئيس
السوري بشار, وقد دفع له لقاء
شهادته. (13).
وبحسب الصحفي الفرنسي جرجيس
مالبرونوت فإن المخابرات
الأمريكية والفرنسية استنتجت
في وقت مبكر أن الصديق لم يكن
شاهداً صادقاً. كما استشهد
مالبرونوت بمصدر من معسكر
الحريري نفسه يقول بأن الصديق
كان يستخدم لضخ معلومات "جمعت
في مكان آخر" إلى التحقيق. (14). على
الرغم من أن الصديق قد اعتقل في
فرنسا بعد أن أوصت اللجنة
باعتقاله باتهامات تتعلق
بإعطاء شهادة كاذبة والاشتراك
في مؤامرة الاغتيال, فإنه لا
لجنة التحقيق ولا السلطات
اللبنانية أرادت إرجاعه الى
لبنان (حيث تسرب جميع التحقيقات
التي تجري معه من قبل المحققين
أو القضاة الى الصحافة
اللبنانية). وعلى الرغم من أن
طلب التسليم قد أصبح رسمياً, إلا
أن الحكومة اللبنانية رفضت
التوقيع على تعهد بعدم تعرضه
للإعدام وهو الأمر الذي تطلبه
الحكومة الفرنسية بشكل روتيني
عند تسليم مواطنين أجانب (وعلى
الرغم من هذا فإنه لا يوجد
مؤشرات أن دور المشتبه به في
المؤامرة كان يستحق أن يتلقى
عقوبة كبيرة). و قد تم إطلاق سراح
الصديق بعد ذلك من المعتقل و من
ثم اختفى تماماً, و قد ادعت
السلطات الفرنسية إنها لا تعرف
مكان وجوده.
لقد
أصبحت قصة كل من حسام و الصديق
عناوين رئيسة في الصحف
اللبنانية. ويشك كثير من
اللبنانيين بأن لجنة التحقيق قد
خدعت. وقد قال سياسو 14 آذار أن
هذين الشاهدين قد زرعا من قبل
السوريين من أجل تضليل وتشويه
سمعة اللجنة, (15)
بينما تشير المعارضة بأصابعها
إلى التحالف الحاكم ورفعت الأسد
والسعوديين. إن السؤال حول
المسئول عن الحادث غامض ولكنه
غير مرتبط سياسياً بسبب أن معظم
اللبنانيين قد قفزوا إلى
استنتاجات عززت من ولاءاتهم
الطائفية. إن المؤامرات
والإشاعات حول تلاعب الشاهدين
عززت بهجمات صحفية أخرى في صيف
عام 2005. وقد قتل أحد الشهود
الأساسيين في حادث سيارة (16).
و قد ادعى معتقل سوري في تركيا
يدعى لؤي السقا أن عرضاً قد قدم
له بقيمة 10 مليون دولار من أجل
أن يشهد زوراً ضد آصف شوكت (17).
وقد
رفض ميليس هذه العناوين البارزة
(لقد أخبر ميليس نيويورك تايمز
ما يلي "إنه من سوء الحظ أن
يموت الناس.. أو أن يغيروا
آراءهم بعد ما قالوه لنا" (18)
وقد أعاد التأكيد صراحة على صدق
شهادات حسام والصديق في تقرير
اللجنة الداخلي الثاني في منتصف
شهر ديسمبر. و قد استشهد التقرير
بالمعلومات الموثوقة بأن حسام
رجع إلى سوريا من أجل أن يوقف
انتقام سوريا ضد عائلته. (19)
وعلى كل حال فقد بقيت الحقيقية
بأن حسام لم يظهر أية مخاوف حول
المصير الذي قد يلقاه أقرباؤه
مع الشهادة التي أدلى بها ومع
كونه أصبح شخصاً مشهوراً, بل
وعلى العكس لقد كان واضحاً أن
نيته هي أن يصبح معروفاً وأن
يستفيد بقدر ما يستطيع من هذا
الأمر. وبغض النظر عما إذا قام
السوريين بالضغط على عائلته فإن
سلوكه الانتهازي قد دمر
مصداقيته كشاهد. إن السمة
الأكثر تعرضاً للنقد في هذه
الفضيحة هي حقيقة أن معالجة
لجنة التحقيق لكلا الشاهدين بدت
أنها غضت الطرف عن قلة الثقة في
مصداقيتهم.
وعلى
الرغم من أن ميليس قد أقام
علاقات دافئة مع أعضاء تحالف 14
آذار الحاكم في لبنان, فإنه أعلن
في ديسمبر 2005 فجأة أنه سوف
يستقيل (وهو القرار الذي ندم
عليه فيما يبدو بعد ذلك) (20)
و لم يقم بتقديم أي اعتراف علني
حول الأخطاء التي وقعت فيها
اللجنة, ولكن فقرتين ملغيتين من
تقريره الداخلي الأول تعطي لمحة
حول خيبة الأمل التي تعرض لها.
وقد كتب أن الإعلام اللبناني
لديه ميل لتقديم المعلومات على
أنها حقائق دون أي تدقيق فيها
كما أنه يستخدم معلومات في بعض
الأوقات يتم الحصول عليها تحت
ظروف مريبة ومن مصادر اطلعت
عليها اللجنة, حيث
قال "لقد أضاف السياسيون
مشكلة من خلال الكشف عن بيانات
حساسة دون موافقة سابقة من
اللجنة" (21). باختصار ومع اهتمام جميع الأطراف
في لبنان في الحصول على المنافع قصيرة
المدى عن طريق أرجحة الرأي
العام عوضاً عن الحرص على سلامة
التحقيقات فإن أي معلومات تستحق
أن تعرف حول الموضوع كانت تتعرض
للتسريب. سيطرة
محطمة: لقد
جاءت فضائح الشهود في وقت غير
مناسب, حيث أن لبنان لم يكن
وقتها قد صادق على المعاهدة
القاضية بإنشاء المحكمة
الدولية. وقد أصرت إدارة بوش على
دستور المحكمة والذي يوسع من
تأثير الأمريكان على تعيين
القضاة والمدعيين العاميين مما
يسمح للمحاكمات الغيابية ويخفف
من معايير الاتهامات الواضحة (22).
وعلى
الرغم من أن معظم السياسيين
اللبنانيين قد دعموا انشاء
المحكمة الدولية, إلا أن مطلب
الأمريكان بأن يتم الموافقة على
جميع بنود المحكمة عورض من قبل
حزب الله الذي كان شريكاً في
الحكومة اللبنانية وقتها.
وعندما استخدمت قوى 14 آذار (بضغط
أمريكي) غالبيتها في الحكومة
اللبنانية للموافقة على
المحكمة من جانب واحد في نوفمبر
2006, انسحبت الكتلة الشيعية من
الحكومة وانضمت إلى التيار
الوطني الحر المسيحي في جبهة
معارضة موحدة. وقد قام مجلس
الأمن بعد ذلك بفرض ميثاق
المحكمة من خلال الفصل السابع
في مايو 2007, وهو إجراء حاز على 42%
فقط من دعم اللبنانيين. (23) نظرا
لتزايد خيبة أمل العامة من
التحقيقات والمحكمة, فقد كان من
الحاسم أن يقوم المحقق الدولي
الجديد البلجيكي سيرجيو
براميرتز وبأي ثمن بتجنب تكرار
أخطاء سلفه. بداية فقد كان هذا
يعني إبقاء السياسيين
اللبنانيين في حالة عدم معرفة
حول تقدم التحقيقات (أو عدمها),
وبالتالي يعمل على فرض سرية
تامة على تقاريره التي تحتوي
على بيانات واستنتاجات صحيحة.
ومن هذه النقطة لم تقم اللجنة
بذكر أي شهادات تورط مسئولين
سوريين أو لبنانيين (أو أي دليل
على تورطهم), ولم تقم بتكرار
استنتاجات ميليس بأن سوريا كانت
في الغالب متورطة. في
الحقيقة فقد تراجع براميرتز عن
بعض من استنتاجات سلفه فيما
يتعلق بحقائق دامغة في القضية.
بعد إعادة فتح تحقيقات مسرح
الجريمة, ذكرت اللجنة في سبتمبر
من العام 2006 أنها كانت تفحص
إمكانية وجود " وسائل تحكم
جوية" أدت الى الانفجار الذي
قتل الحريري (24).
(وهي النظرية التي تم تقديمها
بشكل نموذجي من أولئك الذي
يضعون اللوم على إسرائيل). في
منتصف عام 2007 قامت بتقديم رفض
لهذه الفرضية كإنجاز أساسي في
التحقيقات. وبنفس الطريقة قام
براميرتز بتقديم نظرية تتعلق
بإمكانية حدوث تفجيرين ووجود
قنبلة تحت الأرض, إلا أنهما
استبعدتا في وقت لاحق. و
لكن براميرتز لم يقم بأي ذكر
مباشر لفضائح الشهود, وقد قال
فقط " إنه قد تم اتخاذ قرار
بوقف بعض من الأدلة المهمة
السابقة " وذلك في تقريره
الداخلي الذي قدم في مارس 2006. (25)
على كل حال فقد كان واضحاً جداً
بأن بعضاً من أجزاء شهادات حسام
والصديق كانت من بين الأشياء
التي تم التخلي عنها (و لو كان
الأمر خلاف ذلك, لكان قرار سعد
الحريري بفترة قصيرة بعد ذلك
بالاجتماع مع أحمد جبريل القائد
الفلسطيني الذي ورطه الصديق في
شهادته مستحيلاً). لم
تكن هذه هي الشهادة الوحيدة
التي أهملها براميرتز. بعد
يومين فقط من توليه لمنصبه, تم
إلقاء القبض على إبراهيم جرجورا
بتهم تتعلق بالإدلاء ببيانات
كاذبة للجنة الدولية (مع عدم
وضوح مدى تكامل شهادته مع
القضية). كما قام براميرتز
بمراجعة وإعادة تقييم الكثير من
شهادات الشهود التي تتعلق بـ
"أبو العدس". و بينما أورد
ميليس أن أولئك الذين يعرفون
أبو العدس يقولون أنه كان شخصاً
" لا يملك معلومات استخبارية
تمكنه من القيام بمثل هذه
الجريمة" (27)
إلا أن براميرتز توصل الى نتيجة
معاكسة تفيد بأنه يبدو أن لدى
أبو العدس " اهتمامات
أكاديمية استخبارية إضافية ...
وهي أعلى من تلك المهارات التي
يمتلكها أعضاء ينتمون الى
المجموعات الإرهابية الذين
يتورطون في أوجه متعددة من
النشاطات الإرهابية". إن
الدليل العدلي الجديد لم يظهر
أنه أدى إلى أي تقدم أساسي في
القضية. إن أهم تقدم حصل هو
تحليل "D.N.A" لبقايا جثة الانتحاري, والتي افترض
أنها لا تعود إلى شخص لبناني.
على كل حال و حتى لو كان يمكن
تحديد بلده الأصلية من تحليل
"D.N.A"
(والذي لا يمكن تحديده بأي طريقة
من الطرق) فإنه ليس من المحتمل
أن يؤدي ذلك الى تقدم في
التحقيقات عدا عن تأييد شهادة
الصديق بأن الانتحاري كان عراقي.
وبشكل ملاحظ فقد دعا دليل عدلي
آخر إلى التساؤل عن شهادة
الصديق. لم تجد لجنة التحقيق أي
أثر لـ" D.N.A" الصديق في شقة بيروت التي
ادعى أنها استخدمت للتخطيط
لمقتل الحريري, (28).
كما انها لم تجد أي أثر لـ "D.N.A" أبو العدس في موقع الجريمة (29)
مما زاد الشك حول ادعاء الصديق
بأن السوريين قد قاموا بقتله
وقاموا بوضع جثته في سيارة
الميتسوبيشي. في
عام 2006 وسعت اللجنة من صلاحيتها
لتشمل اغتيالات ومحاولات
اغتيال أخرى لسياسيين وصحفيين
ومسئولي أمن لبنانيين (وعددهم
الآن 11 شخصاً) منذ العام 2004 إلى
الوقت الحالي (إضافة إلى 9 هجمات
إرهابية أخرى غير محددة الهدف).
وإذا اقترضنا (كما فعل
المسئولون الأمريكان
والفرنسيون الذين دفعوا إلى
توسيع مهام لجنة التحقيق) بأن
السوريين كانوا متورطين في أغلب
هذه الهجمات, فإن توسيع
الصلاحيات هذا يجب أن يضاعف فرص
إيجاد آثار لتورط مسئولين
سوريين في هذه العمليات (أو
آخرين يمكن في المقابل أن
يشيروا إلى تورط مسئولين سوريين).
إن
الاقتراح الوحيد الذي يربط
مادياً بين هذه الحالات يظهر في
التقرير الخامس للجنة التحقيق
الدولية, والتي أشارت إلى أن "
شخصاً واحداً يستخدم مجموعة من
أرقام الهواتف الجوالة مرتبط
مبدئياً في سياق جغرافي كبير
وضمن فترة معينة ومحددة بعدد من
الهجمات" (32)
و قد ظهر بيان مماثل لذلك في
التقرير السادس (33)
و لكن ليس هناك أي إشارات إلى
هذا الخط من التحقيق في
التقارير الثلاثة التالية (مما
يشير إلى أن الاكتشاف الأولي
للجنة لم يكن صائباً). إعادة النظر في تنظيم القاعدة:
على
الرغم من أن محققي الأمم
المتحدة بقوا مقتنعين أن
المخابرات السورية لا بد وأنها
لعبت دوراً ما في مؤامرة قتل
الحريري إلا أنهم بدأوا ينظرون
في إمكانية وجود يد سورية بعيدة
قامت بإعطاء الضوء الأخضر
للمتطرفين السنة حيث يوجد لديهم
دوافعهم الخاصة في الرغبة في
موت الحريري. لقد
استبعد ميليس فكرة وجود دور
للمتطرفين الدينيين في مقتل
الحريري وقام بتقديم ملف عن أبو
العدس يستبعد احتمالية أن يكون
جهادياً. ولكن هذا الملف الذي
قدمه لم يصمد أمام الفحص. وكما
ذكرنا سابقاً فإن استنتاج أن
أبو العدس كان لا يتمتع بقدرات
خاصة استبعد من قبل براميرتز.
لقد كان صحيحاً أن أقرباء أبو
العدس لم يصدقوا أنه كان
متطرفاً, ولكن ميليس فشل في
الاعتراف بأن الأمر نموذجي
ومألوف لدى عائلات الإرهابيين
السنة اللبنانيين (على سبيل
المثال الخاطف الذي اشترك في 11/9
زياد الجراح وجهاد حمدان الذي
كان العقل المدبر لتفجير
القطارات في ألمانيا).
في
تقرير اللجنة الأول حاول
براميرتز أن يشير إلى أن مسئولي
الأمن اللبنانيين الموالين
لسوريا والذين أجروا التحقيق
الأولي ادعوا أن أبو العدس كان
لديه اتصالات مع إسلاميين
متطرفين سنة, ولكنه أشار بأن هذه
الادعاءات كانت مضللة. ولكن ومن
الناحية الأخرى فإن براميرتز
ذكر بأن لجنة التحقيق نفسها
قامت "بافتراض أن هناك نوعا
من الاتصال ما بين أحمد أبو
العدس وشبكات متورطة في نشاطات
متطرفة في لبنان وفي أماكن أخرى
خلال السنوات الماضية" (34).
على
كل حال فإن تفاصيل التحقيق حول
نظرية ارتباط مسلمين سنة في
اغتيال الحريري طويت في الملفات.
والأمر الأكثر لفتاً للنظر هو
أن تقاريرها أهملت وبشكل ظاهر
شبكة القاعدة التي كشفت عنها
السلطات اللبنانية في يناير 2006 (35).
وبحسب الصحافة المحلية (الموالية
لقوى 14 آذار والمعارضة) (36)
فإن أعضاء مما يسمون "خلية
الـ13" وجد أن لديهم ارتباطات
وثيقة مع خالد مدحت طه (والذي
وكما قالوا عنه أنه لم يكن
مختبئاً في سوريا بل في مخيم عين
الحلوة للاجئين الفلسطينيين في
لبنان) (37)
وتحت الاستجواب اعترف بعض من
أعضاء هذه الخلية بالتورط
الأولي أو بالمعرفة في اغتيال
الحريري . (38)
ولكنهم تراجعوا عن هذه
الاعترافات فيما بعد, وادعوا
فيما بعد في بداية المحاكمة في
يناير 2008 بأن هذه الاعترافات قد
انتزعت منهم عن طريق التعذيب. (39)
وعلى
الرغم من أن قرار لجنة التحقيق
بأن لا تناقش المواضيع علناً هو
أمر يتفق مع سياستها (منذ
براميرتز), إلا أن صمتها يعني
بأن الإشاعات والشكوك حول "خلية
الـ 13" شكلت مفاهيم و فرضيات
عند الناس وليس حقائق.
النتائج السياسية العرضية: قد
كان لأداء اللجنة الدولية
العادي خلال السنوات الثلاثة
الماضية أثر كبير على لبنان
والمنطقة. إن إظهار دليل حاسم
على تورط سوريا في مقتل الحريري
أدى إلى إضعاف دور سوريا بشكل لا
يمكن إصلاحه كما أنه أوقف
الحكومات الغربية والعربية من
التعامل مع دمشق طالما أن الأسد
يرفض تسليم المشتبه بهم (وهو أمر
لا يتوقعه أحد), والأهم من ذلك
أنه أدى إلى تجنب إمكانية تغيير
شكل علاقة الإدارة الأمريكية
الجديدة مع سوريا في أي وقت قريب.
إن أخطاء لجنة التحقيق المبكرة
والتهم الضعيفة التي تلت ذلك كل
ذلك أدى إلى نتائج معاكسة على
الجبهات الثلاث. العديد
من أعضاء التحالف الحاكم في
لبنان راهنوا على الاعتقاد بأن
المطرقة سوف تسقط في النهاية. إن
هذا لم يظهر في رغبتهم في مواجهة
سوريا, ولكنه ظهر في رغبتهم في
احتكار السلطة التنفيذية على
حساب المجموعات الشيعية
والمسيحية (وهو التحالف الصاعد
الذي كان يمكن أن يولد ميتاً وقد
كان دليلا على التدخل السوري في
لبنان). ومن ثم جاء اتفاق الدوحة
في مايو 2008 والذي أعطى المعارضة
الثلث المعطل في الحكومة و قدم
قانوناً انتخابياً عادلاً وقد
كان مثل هذا الاتفاق أمراً لا
يمكن تصوره عند براميرتز
وبيلمير. ليس
من المفاجئ أن التقارير التي
ظهرت بعد ميليس قد أثارت غضباً
داخل تحالف 14 آذار والمعلقين
الغربيين. وقد اتهم شبلي ملط وهو
أستاذ لبناني بارز في القانون
براميرتز بالإهمال الكلي
للواجب وقال إنه قد قام وبشكل
منفرد بتدمير التحقيق. (40)
و قد حذر ميشيل يونغ من "الدمار
الواسع الذي حصل لمصداقية الأمم
المتحدة" (41)
وقد أخبر ميليس وول ستريت
جورنال أن التحقيق يبدو وكأنه
قد فقد الزخم الذي كان عليه خلال
الفترة التي كان فيها مشرفاً
عليه, وأضاف أن " الناس يجب أن
لا يتوقعوا وجود محكمة خلال
السنتين او الثلاثة القادمة"
وقد دعا عائلات الضحايا إلى لعب
" دور أكثر فاعلية" في
الضغط للحصول على النتائج." (42) لقد
ناشد قادة 14 آذار الأمم المتحدة
أن تقوم بإعطاء مؤشر من نوع ما
يشير إلى أن سوريا لا زالت
متورطة في اغتيال الحريري, و لكن
بلا جدوى. وقد رد نائب الأمين
العام للأمم المتحدة على ذلك في
فبراير 2008 عندما سألته مراسلة
صحيفة الحياة راغدة ضرغام حول
ما اذا كانت التحقيقات قد كشفت
عن أي معلومات تناقض النتائج
الأولية لميليس بقوله: "لا
أعرف جواباً لسؤالك". (43) في
الحقيقة فان لجنة التحقيق
الدولية لم تقدم للقضاء
اللبناني أي دليل كافي (بأي
مفهوم تقليدي للأدلة القضائية)
من أجل الاستمرار في احتجاز
الضباط اللبنانيين الأربعة في
السجن. وقد ذكرت مجموعة "سوليدا"
و هي مجموعة لبنانية لحقوق
الإنسان تركز جهدها في الغالب
على المعتقلين اللبنانيين في
السجون السورية في يناير 2007 ما
يلي: " يبدو أنه لا يوجد أدلة
مادية يمكن أن تشير إلى اتهام
هؤلاء الأفراد شخصياً". وفي
سبتمبر 2007 انفجرت زوبعة نارية
في أوساط التقارير الصحفية تشير
إلى أن القاضي اللبناني المسئول
عن التحقيق في مقتل الحريري
إلياس عيد كان على وشك إطلاق
سراح سيد وعازار. (45).
و بعد أشهر على ذلك أجبر على ترك
منصبه واستبدل بقاض أكثر طواعية.
في
مارس 2008 قالت مجموعة العمل
التابعة للأمم المتحدة والتي
تعالج موضوع الاعتقال التعسفي (وهي
هيئة مستقلة لا يسيطر عليها من
قبل مجلس الأمن أو الأمين العام):
أن احتجاز الضباط الأربعة دون
أي تهمة هو اعتقال "تعسفي"
و "اعتباطي". (46)
ولكن المسئولين اللبنانيين لم
يردوا على هذا التقرير باستخراج
أدلة لتبرير الاحتجاز ولكنهم
ردوا من خلال الادعاء بأن
المعتقلين أنفسهم يمتلكون
دليلاً قاطعاً وسوف يضيع هذا
الدليل في "حالة تم إبقاؤهم
في لبنان أو في أي بلد آخر لديه
اهتمام في دفن أي دليل يشير إلى
الجريمة". (47) و
بعيداً عن عدم شرعية استعمال
الحجز الطويل من أجل الضغط على
المشتبه بهم من أجل تجريم
أنفسهم وآخرين, فإن هناك سبباً
ضعيفاً للاعتقاد بأن هذا
التكتيك سوف ينجح. ما لم أو حتى
تقوم لجنة التحقيق بإصدار دليل
قاطع على تورطهم في العملية, فإن
الضباط الأربعة ليس لديهم أي
حافز ليصبحوا أدلة من الدولة. في
الواقع ومع إطلاق سراح طراباي
وميستو هذا الشهر بعد حوالي 3
سنوات في المعتقل فإن محامي
الضباط الأربعة واثقون أكثر من
أي وقت مضى بأن عملية اعتقالهم
سوف تصبح ضعيفة جداً. وفي هذه
المرحلة من اللعبة فإن استمرار
اعتقالهم يشير إلى أولوية
سياسية أكثر من كونها أولوية
تتعلق بالتحقيق. ومع إطرائهم
على الحكومة اللبنانية في
اعتقالهم الجنرالات الأربعة من
خلال قرار مجلس الأمن (1636) فإنه
لا باريس ولا واشنطن يمكن أن
تنظر في إطلاق سراحهم.
في
هذه الأثناء فإن كلا الحكومتين
أجبرتا على الإبطاء في تشكيل
المحكمة. بعد أسبوعين فقط بعد
قرار مجلس الأمن رقم 1757 الذي صدر
في (مايو 2007) الذي أعطى الصلاحية
في تشكيل المحكمة خمن نائب
الأمين العام للأمم المتحدة أن
المحكمة سوف تبدأ عملها خلال
سنة واحدة فقط. (48)
و بعد 10 أشهر على ذلك رفض أن يعطي
أي تقدير دقيق حول موعد إمكانية
عمل المحكمة (وقد استقال بعد ذلك).
(49) العديد
من حلفاء واشنطن في لبنان بدؤوا
بالشك في وجود مؤامرة. وقد قال
وليد جنبلاط بعد زيارة الأسد
الأخيرة إلى باريس ما يلي: "
أخشى من أن يكون هناك صفقة, أو
اتفاق تم التفاوض حوله في
المراحل المبكرة, وكل ذلك على
حساب المحكمة الدولية". (51).
وقد ترافقت هذه المشاعر في
الغالب مع أمل حول وضع التحقيق و
مساره. إن المشكلة لا تكمن في أن
براميرتز وبيلمير قد فشلوا في
تجميع الأدلة حول القضية, ولكن
المشكلة تكمن في أنهم اختاروا
أن لا يكشفوا عن النتائج التي
توصلوا إليها. على
كل حال ومع الشلل الذي تعانيه
لبنان منذ نوفمبر 2006 بسبب
الأزمة السياسية والتي يعزوها
العديد من الأمريكان
والأوربيين إلى سوريا, فإن
الفكرة في أنهم يقومون بإخفاء
دليل قاطع على تورط سوريا أمر
ينافي المنطق, إن الادعاء بأنهم
لا يملكون السلطة من أجل منع
لجنة التحقيق من الكشف عن هذا
الدليل أمر يتناقض مع الكيفية
التي تعمل بها مؤسسات الأمم تحت
إمرة الأمين العام تاريخياً.
من
المعقول أن الدليل قد يكون
محفوظا من أجل استخدامه كتهديد
لانتزاع التنازلات من سوريا.
على كل حال فإنه لا يوجد أي دليل
على أي تنازل من قبل سوريا تجاه
الغرب (على الرغم من أن البعض
يقولون أن عزل آصف شوكت هو نوع
من هذا التنازل). وعلى العكس من
ذلك فإن قوى 14 آذار و(واشنطن) هي
التي وافقت على تقديم تنازلات
في اتفاق الدوحة كما أن
الحكومات الغربية قد خففت من
جهودها الرامية إلى عزل سوريا
دبلوماسياً (والتي توجت في
زيارة الأسد الى باريس في يوليو
الماضي). وبينما لا يوجد أي
طريقة لتحديد الدليل القاطع ضد
المسئولين السوريين فإن لجنة
التحقيق الدولية قد قامت بجمع
جميع الإشارات التي يمكن
ملاحظتها – وبطريقة أقل
اتهامية في تقارير اللجنة
وبوجود جدول زمني بطيء لتشكيل
المحكمة وبغياب أي تنازلات
سورية فإن هذا يشير إلى أن
الدليل الذي تملكه اللجنة غير
حاسم ولا قاطع. The
Hariri Investigation and the Politics of Perception Gary
C. Gambill
- When the UN launched
its investigation into the February 2005 assassination
of former Prime Minister Rafiq Hariri, many in Three
years later, despite the enormous financial resources,
expertise, and forensic technology at its disposal,
there is no indication that the IIIC has compiled
sufficient evidence to support indictments of Syrian
officials for Hariri's murder (or for any of the other
assassinations subsequently added to its mandate). While
it's likely that the commission hasn't revealed the full
extent of its findings, the prospect that conclusive
evidence of Syrian complicity is being kept under wraps
is remote. In view of the Bush administration's
influence over the IIIC, staunch support for As
a result of the IIIC's glaring early missteps and
unimpressive scorecard, very few Lebanese continue to
believe that the investigation is headed toward the
indictment of Syrian officials. This dramatic shift in
public perceptions of the investigation's likely outcome
is perhaps the most important single factor influencing
the domestic political balance in Hard
Evidence of the Case At
Although
substantial progress was made in determining the nature
of the bomb, tracing the Mitsubishi van, and identifying
remains, crime scene evidence has yet to produce
significant investigatory conclusions. The most notable
aspect of the crime scene was the fact that pro-Syrian
Lebanese security officials failed to seal it for three
weeks, quickly filled in the bomb crater, and carted
away wreckage - actions more suggestive of complicity
than incompetence. The
most significant hard evidence unveiled by the IIIC thus
far is communications traffic. Six prepaid phone cards
were determined (through computer analysis of telephone
traffic at the time of the bombing) to have been
instrumental to planning the operation. Six cell phones
using these cards were present along likely routes from
parliament to Hariri's residence and made numerous calls
to each other in the two hours preceding the bombing
(after which they became inactive). The cards were were
purchased (using false documentation) in December 2004
by Raad Fakhreddin, the son of a wealthy Tripoli
businessman, from a cell phone shop closely associated
with Ahmad Abdel-Aal, the leader of a pro-Syrian
Lebanese Islamist group called Al-Ahbash.[1] A
second set of telephone data consists of communications
among Syrian intelligence officials and their local
proxies. For example, Abdel-Al made a phone call to
Syrian intelligence officer Jamea Jamea a little over an
hour before the February 14 blast and was in contact
with other top Syrian and Lebanese security figures in
the days leading up to it. His brother and close
religious associate, Mahmoud, called then-President
Emile Lahoud just minutes before the bombing.[2] The
third set of telephone data is derived from the four
phone calls made to Al-Jazeera and Reuters by the
anonymous men who claimed responsibility for the attack
and revealed the location of the Abu Adass tape.
Although the calls originated from different telephone
booths, they all used the same prepaid phone card. This
card was found to have been in contact with several
numbers that were in contact with Syrian and Lebanese
officials.[3]
For reasons that have never been made clear, the IIIC
later dropped its inquiry into this matter, saying only
that the owner of the prepaid card had been identified
and "appears to have credible explanations for
those telephone contacts."[4]
Witness
Testimonies Because
of the limited value of hard evidence in identifying
members of the network that planned and carried out the
murder of Hariri, UN investigators have recognized from
the very beginning that witness testimonies would be
integral to the case. There are several major witness
pools: The
first consists of relatives, friends, and other known
associates of Abu Adass. On January 16, Abu Adass
abruptly left his family in the company of a man calling
himself "Muhammad" and never returned home.
Khaled Midhat Taha, a Palestinian religious associate of
Abu Adass, entered The
second category consists of Syrian officials interviewed
by the IIIC, who categorically denied involvement in the
plot to kill Hariri. Their testimonies contained some
verifiably false misrepresentations of Syrian influence
in The
third category consists of friends and colleagues of
Hariri, some of whom testified that they heard the
former prime minister complain about being threatened by
Syrian President Bashar Assad. While these testimonies
are plausible given the tense atmosphere known to have
prevailed before the assassination, their investigative
value is limited by the fact that all of these witnesses
are today affiliated with or strongly sympathetic to the
ruling March 14 coalition, led by the late prime
minister's son and successor, Saad Hariri. Each has an
interest in seeing the commission publicly accuse The
fourth, most pivotal, category of witnesses consists of
suspects implicated by (largely circumstantial) hard
evidence. The most important are four pillars of the
Lebanese security apparatus who took actions that
strongly suggested (but did not prove) intent to cover
up the crime: Gen. Jamil Sayyed, then-head of the Sureté
Générale (General Security Directorate); Gen. Raymond
Azar, the former commander of the army's intelligence
service; Gen. Ali Hajj, ex-commander of the Internal
Security Forces; and Gen. Mustafa Hamdan, commander of
the Presidential Guard Brigade. Those involved in the
sale and purchase of the six prepaid phone cards include
the Abdul-Aal brothers, Fakhreddin, and three employees
involved in the transaction (Ayman Tarabey, Majed
al-Akhras, and Mustafa Misto). The
IIIC's background probe of Syria's administration of
occupied Lebanon strongly suggested that neither the
"four generals" nor the Abdul-Aal brothers
were likely to knowingly participate in the murder of
Hariri without some form of "higher"
clearance. The rest were suspected to be accomplices
(very possibly unwitting) who followed the explicit
instructions of a superior. The key to the investigation
has always been getting them to talk. Unfortunately,
none were giving answers that rang true to the
commission. While
the investigation had circumstantial evidence of their
complicity, this alone was insufficient to justify the
arrests of the four generals. Fortunately for the IIIC
(or so it must have seemed at the time), two star
witnesses presented themselves in the summer of 2005 and
offered testimony directly implicating Lebanese and
Syrian officers. Husam
Taher Husam, a self-proclaimed former Syrian
intelligence operative residing in Although
some aspects of Husam's testimony were implausible (e.g.
that Shawkat would hold such a meeting in his own
office, that a low-ranking figure like Husam would be
privy to such planning), UN investigators were convinced
of its authenticity and initially took extraordinary
measures to protect him. Husam wore a mask to conceal
his identity in a deposition shown to the four Lebanese
generals in September.[6]
The Lebanese authorities were not given access to Husam,
for fear that his identity might be leaked. A
second self-proclaimed former Syrian intelligence
operative in The
testimony of Husam and Siddiq provided sufficient
justification for the Lebanese authorities to arrest (on
the recommendation of the IIIC) the four generals on
August 30 (the other Lebanese suspects were arrested at
different times, mostly on lesser charges, such as
forgery and lying to investigators). Stage one in the
IIIC's strategy for cracking the case - preventing those
who are believed to have some knowledge of the plot from
fleeing the country - was thus achieved. The
Husam and Siddiq testimonies also formed the main basis
for the IIIC's conclusion that there is "converging
evidence pointing at both Lebanese and Syrian
involvement" in its October 2005 interim report to
the UN Security Council.[7]
The names of specific suspects implicated in their
testimonies were removed in the final draft of the
report (at the insistence of senior UN officials)[8]
and replaced with the term "senior Syrian security
official." However, the head of the IIIC, German
prosecutor Detlev Mehlis, distributed an MS-Word file of
the report[9]
that enabled journalists to hit the "track
changes" option, view the deletions, and splash the
names across the front pages of newspapers around the
world. This
"error" had immediate strategic and political
implications. By leaking the names, Mehlis ensured that
the report's non-descript references to Syrian officials
could not be explained away as designating Interior
Minister Gen. Ghazi Kanaan, who committed suicide
(supposedly) days before the release of the report, or
figures outside of Assad's inner circle - dealing a
major blow to the Syrian president's relations with
other Arab leaders. Moreover, naming names signaled to
Lebanese political leaders that the IIIC had both the
will and the evidence to move forward with indictments. The
Witness Scandals The
decision to publicize the claims of Husam and Siddiq
(the latter by name) in the October 2005 interim report
was soon revealed to be a colossal mistake, as the
credibility of both witnesses quickly unraveled. Although
the IIIC had taken great care to protect the identity of
Husam prior to the report, its star witness soon grew
tired of laying low and began trying to sell his story
to Lebanese news outlets.[10]
When Husam's name and role as a witness were leaked by
New TV in November,[11]
he abruptly left the country for Two
days after the first IIIC interim report came out, the
German news magazine Der Spiegal reported that
Siddiq was a con man put forth by Rifaat Assad, the
estranged uncle of the Syrian president, and had been
paid for his testimony.[13]
According to French journalist Georges Malbrunot, the
French and American intelligence services concluded
early on that Siddiq was unreliable. Malbrunot also
cited a source within the Hariri camp as saying that
Siddiq was probably used to inject information
"gathered elsewhere" into the investigation.[14] Although
Siddiq was detained in France after the IIIC recommended
his arrest on charges of giving false testimony and
participating in the assassination plot, neither the
IIIC nor the Lebanese authorities wanted to bring him
back to Lebanon (where details of his interrogation by
security and judicial officials would invariably leak to
the media). Although an extradition request was formally
made, the Lebanese government refused to sign the
"no death penalty" pledge France routinely
requires for the extradition of foreign nationals (even
though there was no indication that the suspect's role
in the plot was significant enough to warrant capital
punishment). Siddiq was later released from custody and
eventually disappeared, with French officials claiming
to have no idea of his whereabouts. The
Husam and Siddiq sagas made front-page headlines in
Lebanon. Most Lebanese strongly suspected that the IIIC
was duped. March 14 politicians suggested that the two
witnesses were planted by the Syrians to mislead and
discredit the investigation,[15]
while the opposition pointed fingers at the ruling
coalition, Rifaat Assad, and the Saudis. The question of
who was actually responsible was inscrutable, but
politically irrelevant insofar as most Lebanese jumped
to whatever conclusions reinforced their factional
loyalties. Rumors and speculation about witness
tampering were fueled by other striking headlines in the
Fall of 2005. One key witness was killed in a car
accident.[16]
A Syrian national imprisoned in Turkey, Louay Al-Saqqa,
claimed to have been offered $10 million in return for
falsely testifying against Shawkat.[17] Mehlis
dismissed the headlines ("[I]t unfortunately
happens that people die . . . or change their minds on
what they have told us," he told The New York
Times)[18]
and explicitly reaffirmed the validity of both the Husam
and Siddiq testimonies in the second IIIC interim report
in mid-December. The report cited "credible
information" that Husam returned to Syria and
recanted in order to stop Syrian retaliation against his
family.[19]
However, the fact remains that Husam never demonstrated
any concern over the fate that would befall his
relatives should his identity as a witness become public
- on the contrary, it was clearly his intention to make
sure it went public and profit as much as possible
from this exposure. Whether or not the Syrians put
pressure on his family, his blatantly opportunistic
behavior destroyed his credibility as a witness. The
most damning aspect of the scandal was the fact that the
IIIC's own handling of both witnesses seemed to betray a
lack of confidence in their credibility. Although
Mehlis had established a warm rapport with members of Damage
Control The
witness scandals came at a very inopportune time, as Although
most Lebanese politicians had supported the
establishment of the tribunal, the American demand that
these provisions be ratified in toto was
adamantly opposed by the ruling coalition's
Hezbollah-led Shiite partners in the government. When
March 14 leaders (under American pressure) used its
cabinet majority to approve the charter unilaterally in
November 2006, the Shiite bloc pulled out of the cabinet
and joined the predominantly Christian Free Patriotic
Movement (FPM) in a united opposition front. With
parliamentary ratification of the charter stalled by the
ensuing political crisis, the Security Council
eventually imposed the charter through a Chapter VII
resolution in May 2007, a measure that only 42% of
Lebanese supported.[23]
In
view of growing public disillusionment with both the
investigation and the tribunal, it was critical that the
new head of the IIIC, Belgian prosecutor Serge
Brammertz, avoid at all costs a repeat of his
predecessor's missteps. For starters, this meant keeping
Lebanese political leaders in the dark about the
investigation's progress (or lack thereof), while
restricting its public reporting to non-falsifiable data
and conclusions. From this point on, the IIIC made no
mention of witness testimonies implicating Lebanese or
Syrian officials (or any other evidence of their
complicity), nor did it repeat Mehlis' conclusion that Indeed,
Brammertz stepped back even from some of his
predecessor's conclusions about hard facts of the case.
After reopening the crime scene investigation, the
commission reported in September 2006 that it was
examining the possibility of "an aerial delivery
means" of causing the explosion that killed Hariri[24]
(a theory typically advanced by those who blame Brammertz
never made any direct mention of the witness scandals,
saying only that "a decision has been taken to
discontinue some of the previously identified
leads" in his first interim report (March 2006).[25]
However, it was fairly evident that at least some
portions of the Husam and Siddiq testimonies were among
the discontinued leads (had it been otherwise, Saad
Hariri's decision shortly thereafter to openly meet with
Jibril, the Palestinian leader implicated in Siddiq's
testimony, would have been unthinkable). This
was not the only witness testimony jettisoned by
Brammertz. Two days after he officially took over,
Ibrahim Jarjoura was arrested on charges of making false
statements to the IIIC (though it's not clear how
integral his testimony had been to the case). Brammertz
also reassessed much of the witness testimony concerning
Abu Adass. While Mehlis had reported that those who knew
Abu Adass well considered him someone "who did not
have the intelligence to be capable of committing such a
crime,"[26]
Brammertz came to the opposite conclusion that Adass
"seemingly had more academic and
intellectual interests . . . than that associated with
members of terrorist groups engaged in the operational
aspects of terrorist activities."[27] New
forensic evidence does not appear to signify any major
breakthroughs. The most significant advance is DNA
analysis of the remains of the suicide bomber, which
suggests that he was not Lebanese. However, even if his
country of origin can be conclusively determined from
the "allele frequencies" of his DNA (which is
by no means clear), it is not apparent how this would
advance the investigation beyond corroborating Siddiq's
claim that he was Iraqi. Significantly, other forensic
evidence has further called into question Siddiq's
testimony. The IIIC found no trace of Siddiq's DNA in
the In
2006, the the IIIC expanded its mandate to include other
assassinations and attempted assassinations of Lebanese
politicians, journalists and security officials (now
eleven) from 2004 to the present (as well as nine
"non-targeted" terrorist attacks). If one
assumes (as American and French officials who pushed for
this expansion invariably do) that Syria was involved in
most or all of these hits, then this expanded mandate
should have greatly multiplied the opportunities for
finding a smoking gun that will implicate Syrian
officials (or others who can in turn implicate Syrian
officials). However,
IIIC reports have not revealed significant progress in
identifying the assassins in any of these cases.
Although the latest report states that the network that
killed Hariri has been "linked to some of the other
cases within the Commission's mandate,"[30]
the term "link" is used so loosely by the
commission (in reference, for example, to
"commonalities between the profiles of the victims,
the modus operandi and the possible motives for these
attacks")[31]
as to be virtually meaningless absent more
specification. The
only suggestion of a material link among these cases
appears in the fifth IIIC report, which states that
"one individual using multiple [telephone] numbers
has been preliminarily linked in a broad
geographic context and within a specific common temporal
period to a number of the attacks."[32]
A nearly identical statement appears in the sixth
report,[33]
but no further reference to this line of inquiry is made
in the subsequent three reports (suggesting that the
commission's preliminary finding did not pan out). Al-Qaeda
Reconsidered Although
UN investigators remained convinced that Syrian
intelligence must have played some role in the
plot to kill Hariri, they began to consider the
possibility of a more distant Syrian hand giving a green
light to bona fide Sunni Islamist radicals with their
own intrinsic motivations for wanting Hariri dead. Mehlis
had discounted the idea that religious extremism played
a role in the assassination and presented a profile of
Abu Adass as an unlikely jihadist. However, this profile
did not stand up to scrutiny. As mentioned above, the
conclusion that Abu Adass was dim-witted was explicitly
discarded by Brammertz. It was true that Abu Adass's
relatives did not believe him to be very radical, but
Mehlis failed to acknowledge that this has been quite
typical of the families of Lebanese Sunni Islamist
terrorists (e.g. 9/11 hijacker Ziad Samir Jarrah; Jihad
Hamad, mastermind of the failed July 2006 train bombings
in Germany). In
his first IIIC report, Mehlis noted that pro-Syrian
Lebanese security officials who conducted the initial
investigation claimed that Abu Adass had connections to
radical Sunni Islamists, but hinted that these claims
were misinformation. Brammertz, on the other hand,
reported that the IIIC had itself "established that
some associates of Ahmad Abu Adass had links to networks
involved in extremist activities in However,
details of the IIIC's investigation into a prospective
Sunni Islamist connection to Hariri's assassination have
been kept under wraps. Most notably, its reports have
conspicuously ignored a network of Al-Qaeda operatives
uncovered by the Lebanese authorities in January 2006.[35]
According to local press reports (both pro-March 14 and
pro-opposition),[36]
members of the so-called "cell of 13" were
found to have had close operational links to Khaled
Midhat Taha (who they said was hiding not in Although
the IIIC's decision not to discuss the matter is
consistent with its overall policy (since Mehlis) on
reporting witness testimonies, its silence has meant
that unsubstantiated rumors and speculation about the
"cell of 13" have shaped public perceptions,
not the facts. Political
Fallout The
IIIC's unimpressive performance over the past three
years has had major ramifications for Many
in Not
surprisingly, post-Mehlis IIIC reports have sparked
outrage among pro-March 14 Lebanese and Western
commentators. Chibli Mallat, a prominent Lebanese law
professor, accused Brammertz of a "total
dereliction of duty" and said that he
"single-handedly destroyed" the investigation.[40]
Michael Young warned of "grave damage being done to
the UN's credibility."[41]
Mehlis told The Wall Street Journal that the
investigation "appears to have lost the momentum it
had" during his short tenure, adding that
"people should not expect a trial within the next
two to three years" and calling on families of the
victims to "play a more active role" in
pressing for results.[42] March
14 leaders implored the UN to give some sort of public
indication that Indeed,
the IIIC has not even provided the Lebanese judiciary
with sufficient evidence (by any conventional
understanding of habeas corpus) to continue
detaining the four generals in custody. "It appears
that no evidentiary material was uncovered to formally
indict these individuals," wrote SOLIDA, a Lebanese
human rights group that focuses most of its activities
on Lebanese detainees in Syrian prisons, in
January 2007.[44]
In the summer of 2007, a firestorm erupted amid press
reports that the Lebanese investigating magistrate in
charge of Hariri's assassination, Elias Eid, was on the
verge of releasing Sayyed and Azar.[45]
A few months later, he was forced out of his position
and replaced with a more compliant judge. In
March 2008, the UN Working Group on Arbitrary Detention
(an independent body not controlled by the Security
Council or secretary-general) called the four generals'
detention without charge "arbitrary" and
"unjust."[46]
Significantly, Lebanese officials responded to this
report not by producing evidence to justify the
detentions, but by claiming that the detainees are
themselves in possession of critical evidence that would
be lost were they to take "refuge in Lebanon or in
a country that has an interest in burying any evidence
related to the crime."[47] Apart
from the obvious illegality of using prolonged detention
to pressure suspects into incriminating themselves and
others, there is little reason to believe that this
tactic will work. Unless or until the IIIC manages to
produce compelling evidence of their own involvement,
the four generals simply have no incentive whatsoever to
turn state's evidence. Indeed, with the release of
Tarabey and Misto this month after nearly three years in
detention, lawyers for the four generals are more
confident than ever that their incarceration will become
untenable. At this stage in the game, their continued
detention is less an investigatory imperative than a
political imperative. Having pushed through a security
council resolution (1636) commending the Lebanese
government for its "courageous" arrest of the
generals, neither Washington nor Paris could possibly
contemplate their release. In
the meantime, both governments have been obliged to slow
down the establishment of the tribunal. Two few weeks
after Security Council Resolution 1757 (May 2007)
authorized its formation, UN Undersecretary-General
Michel estimated that the tribunal would begin its
proceedings within a year.[48]
Ten months later, he was refusing to give even a rough
approximation of when it might begin proceedings (he has
since resigned).[49]
March 14 leaders have pleaded for the tribunal to at
least convene briefly before the Many
of However,
with Lebanon paralyzed since November 2006 by a
political crisis that most American and European
officials regarded as "made in Syria," the
notion that they have been concealing conclusive
evidence of Syrian involvement defies logic, while the
claim that they are powerless to prevent the IIIC from
keeping it under wraps is simply inconsistent with how
UN institutions under the authority of the
secretary-general have historically functioned. It's
conceivable that evidence might be kept under wraps so
as to use the threat of unveiling it to extract
Syrian concessions. However, no Syrian concessions to
the West have been in evidence (though some have
construed the recent demotion
of Shawkat as such). On the contrary, the
March 14 coalition (and, by extension, While
there is no way to determine precisely what evidence
against Syrian officials the IIIC has compiled, all
observable signs - steadily less accusatory IIIC
reports, the slowing timetable for establishing the
tribunal, the absence of Syrian concessions - suggest
that it is decidedly inconclusive. Notes [2] First Report of the IIIC, [3] These include three numbers that had been in
contact with Lebanese Gen. Mustafa Hamdan; a number that
had been in contact with Younis Abdel-Aal (a third
Abdel-Aal brother); a number that had been in contact
with Nasser Qandil; and two numbers that had been in
contact with Syrian intelligence officer Jamea Jamea.
First Report of the IIIC, [4] Second Report of the IIIC, [5]Another friend of Abu Adass, Ziad Ramadan, was
questioned and released by the Lebanese authorities
shortly after the bombing, after which he also went to [6] Al-Safir ( [7] First Report of the IIIC, [8] Nibras Kazimi, "The Mehlis Mess," The
[9] The unedited version of the report was published
online by the Washington Post at http://www.washingtonpost.com/wp-srv/world/syria/mehlis.report.doc [10] "Who Killed Rafik Hariri? Searching for the
Truth in the [11] New TV ( [12] "Who Killed Rafik Hariri? Searching for the
Truth in the [13] Der Spiegel, [14] Le Figaro,
[15] "Most likely from the start he had a
certain plan to say what he said in order to mislead the
investigation," Interior Minister Hassan Sabei said
of Husam ["Syria fights U.N. probe, touting a
recanting witness, but some see a plant by
Damascus," The Associated Press, 30 November 2005].
Lebanese Minister of Youth and Sports Ahmad Fatfat, a
close ally of Saad Hariri, suggested that Siddiq
fabricated his testimony, "either out of personal
interest or because he was planted to mislead the
investigation" [Al-Hayat, [16] "Who Killed Rafik Hariri? Searching for the
Truth in the [17] Al-Ahram Weekly ( [18] " [19] Second Report of the IIIC, [20] "It was a mistake for me to have turned
over the investigation in January 2006." Quoted in
Markus Bickel, In
New Brammertz Report, the U.N. Hariri Investigation Goes
Backwards, World Politics Review, [21] Unedited version of the First Report of the
IIIC, [22] For example, Article 3.2 of the tribunal statute
stipulates that a defendant can be held responsible for
crimes "committed by subordinates under his or her
effective authority and control, as a result of his or
her failure to exercise control properly over such
subordinates." Annex
to UN Security Council Resolution 1757, [23] When 70 March 14 MPs issued a petition in April
2007 calling on UN Secretary-General Ban Ki-moon to take
all necessary measures to establish the tribunal (i.e. a
Chapter VII resolution), a public opinion poll showed
that 45% of Lebanese opposed the petition, while only
42% supported it. The
Lebanese Less Supportive of the Ongoing Sit-in; Divided
over the Presidential Elections and with the Tribunal
but with Conditions, Information International, June
2007. [24] Fifth Report of the IIIC, [25] Third Report of the IIIC, [26] First Report of the IIIC, [27] Fifth Report of the IIIC, [28] Second Report of the IIIC, [29] "[A]s a result of extensive forensic
analysis and other information and evidence collected to
date . . . there is no evidence to suggest the Ahmed Abu
Adass is the individual who initiated the detonation of
the IED . . . nor is there any evidence to suggest that
Ahmed Abu Adass was present at the crime scene, in any
capacity, on 14 February 2005." Fourth Report of
the IIIC, [30] Tenth Report of the IIIC, [31] Ninth Report of the IIIC, [32]Fifth Report of the IIIC, [33] Sixth Report of the IIIC, [34] Eighth report of the IIIC, [35] The so-called "cell of 13," led by
Hassan Nabaa (a Lebanese national involved in the Sunni
Islamist Diniyyeh uprising in 2000) and comprised of
Saudis, Syrians and Palestinians, had been previously
operating in [36] Al-Safir ( [37] Al-Diyar ( [38] See transcripts from the interrogation of Faisal
Akbar, a member of Al-Qaeda in the [39] "Trial of Militant Group Gets Under Way in [40] "A New Report on Hariri's Murder," Time,
[41] Michael Young, "Place the Hariri trial on a
fast track," The Daily Star ( [42] Michael Young, "Justice for [43] Al-Hayat ( [44] SOLIDA, The
Hariri Investigation: Human Rights Violations Jeopardize
the Uncovering of the Truth, [45] See "Heirs of Hariri Bodyguards Demand
Judge Dismissal," Naharnet.com, [46] "Lebanese govt defends detention of
officers in Hariri probe," Agence France Presse, [47] Ibid. [48] Al-Sharq al-Awsat ( [49] "UN: tribunal to prosecute killers of
ex-Lebanon premier has money for first year," The
Associated Press, [50] "Chief investigator seeks more time to
probe criminal network behind Lebanese PM
assassination," The Associated Press, [51] Al-Arabiya TV (
http://globalpolitician.com/25158-hariri ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |