ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  07/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الاستراتيجية السورية

دانييل بلتكا - 21/12/2008

دانييل بلتكا: هو نائب رئيس دراسات السياسة الخارجية وسياسة الدفاع في معهد الانتربرايز.

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

هل يمكن لسورية أن تكون حجر الزاوية في شرق أوسط جديد؟

إن واشنطن منهمكة بالحديث عن (إعادة ترتيب استراتيجي) يصرم سورية عن إيران ويجندل الوضع الحالي في الشرق الأوسط. لا بد أن يكون هذا احتمالاً باعثاً على السرور لإدارة أوباما القادمة: احتمال حالم، وفي تقابل كلي مع عدائية إدراة بوش الانعكاسية لسورية. ولكن هل هو أمر ممكن حقيقة أم أنه سيمياء السياسة الخارجية؟

في واجهتها، تبدو الفكرة مجنونة. فسورية لم تكن تمثل شيئاً سوى كونها مشكلة لسنوات.. تسريبها القتلة إلى العراق ليعارضوا قوات التحالف، واغتيال معارضيها في لبنان، وتسليحها حزب الله ليقوم بمهاجمة إسرائيل، وبدؤها ببرنامج أسلحة نووية بمساعدة من كورية الشمالية. ولا يبدو أن رئيس سورية بشار الأسد مناسب لدور أنور سادات القرن الواحد والعشرين. غير آمن في قصره الخاص، متطوحاً في بياناته وفظاً في أستاذيته، يبدو أن السيد الأسد أقرب إلى أن يكون ضحية لانقلاب من أن يكون بطلاً للسلام.

رغم ذلك، فقد خرجت مؤسسة السياسية الخارجية في واشنطن بإطار عمل لإعادته إلى حظيرة الديبلوماسية. وسيتضمن ذلك إعادة السفير الأمريكي (والذي تم استدعاؤه من دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري في 2005)، والزيادة التدريجية للانخراط الأمريكي في محادثات السلام السورية الإسرائيلية التي يتم التوسط لها من قبل تركية، مطالبة بأن تقوم قوات الأمن السورية بالمشاركة مع القوات العراقية بالحراسة على طول حدودهم، والتخلي عن مساعي متابعة محكمة الأمم المتحدة في قضية مقتل الحريري، والانخراط مع إيران بشكل مباشر في مسار ديبلوماسي جديد.

إنه ليس مما لا يصدق أن النظام في دمشق قد يرمي مسانديه في طهران تحت الحافلة في مقابل الاحترام، والمال، والحصول على إطلاق يده في لبنان. هذه أفكار جريئة، والمكافئة ستكون مثيرة على نحو ملائم: انسحاب إسرائيلي من مرتفعات الجولان والسلام بين سورية ولبنان وإسرائيل.

إن وضعاً لهذا سوف يعزل إيران في المنطقة، وسيجرد حزب الله من كونه مفوضاً (فما الذي سيفعله إذا ما كانت كل من سورية ولبنان في سلام مع العدو الصهيوني)، وسيسلب المعارضين الفلسطينيين ظهيرهم الذي يعتمدون عليه، مانحاً إياهم دافعاً أكبر للتفاوض مع إسرائيل.

لسوء الحظ، ومثل معظم رؤى السياسة الخارجية الملحمية، فإن الواقع هو أكثر تعقيداً.

ففي البداية، هناك الافتراض الخاطئ بكون إدارة بوش قد استرسلت في سياسة مسفة وقاسية تجاه دمشق والتي دفعت الرئيس الأسد إلى جرمزة دفاعية. بالأحرى، أن العكس هو الصحيح. فمنذ اليوم الذي بدأ فيه كولن باول في إدارة الولاية في 2001، حاول المسؤولون الأمريكيون استمالة، وتملق وكملاذ أخير، تهديد سورية من أجل سلوك أفضل. وقد قوبلت جميع الالتماسات بالرفض.

من غير الصحيح بدرجة موازية فكرة أن مساومة كبرى مع دمشق هي فكرة جديدة ثورية. في الواقع، لقد سافر وزير الخارجية الأول للرئيس بيل كلينتون، وارن كريستوفر، أكثر من عشرين مرة إلى دمشق. مؤخراً أوصت مجموعة دراسة العراق، والتي يترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر، والنائب السابق لي هاملتون، بأن على الولايات المتحدة (أن تنخرط مباشرة) مع سورية.

مع ذلك فإن روابط كل من سورية وإيران لم تزد إلا عمقاً. في الحقيقة، فإن من المرجح أن لدى إيران دوراً في تمويل إنشاء مفاعل سورية النووي الشمال كوري المحظور، وماتزال واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في البلاد، وتدير تدريباً مشتركاً مع الجيش السوري على أسلحة متطورة بتزويد روسي.

إنه ليس مما لا يصدق أن يقوم النظام في دمشق بإلقاء مسانديه في طهران تحت الحافلة في مقابل الحصول على الاحترام والمال، وإطلاق يده في لبنان. إلا أن من غير الواقعي توقع أن يتخلص الرئيس الأسد من حزب الله وحماس بنفس الطريقة.

إن السيد الأسد.. وغير المحبوب على نطاق واسع في الوطن، والعضو في أقلية علوية غير موثوق بها، وعديم المقدرة بصورة مضحكة في إدارة مصادر بلاده.. يستطيع إحكام قبضته على السلطة فقط بقدر ما ينظر إليه كأداة فعالة في هزيمة إسرائيل.

هنا يكمن التدفق الخطير لهذه الرؤية التحولية. فهي تفترض أن قادة سورية يريدون سورية لأن تكون دولة اعتيادية، في حين أنها في الحقيقة، أساسية لاستمرار النظام، والذي يبقى منبوذاًَ. لقد صنع الرئيس الأسد ومافياه فناً لابتزاز المساعدة للبقاء على قيد الحياة من العالم الخارجي، بإعطاء مجالات لعلاقات أفضل من الغرب وإسرائيل.

ولكن شرق أوسط جديداً سيعني نهاية السيد الأسد، والذي هو السبب في أنه سيعود دائماً إلى إيران، والسبب في كون الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط لن يمر أبداً عبر دمشق.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ