ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عملية
(الرصاص المصبوب) الهجوم
الإسرائيلي على حماس جيفري وايت* ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي تمثل
عملية غزة الحالية أقوى هجوم
على حماس منذ صيف 2006، ويقوم جنود
جيش الدفاع (آي.دي.إف) بتهيئة
الظروف لعمل عسكري أوسع. ورغم أن
المدى الذي يستغرقه جيش الدفاع
الإسرائيلي في العملية الحالية
غير واضح، فإن هجماته تشكل
فعلياً تحدياً هاماً لحماس.
وليس لدى الجماعة الفلسطينية أي
وسائل للدفاع ضد الغارات الجوية
الإسرائيلية وبإمكانها اتخاذ
إجراءات فقط لتقليل الآثار. على
نحو مشابه، فإن خيارات حماس
الهجومية، في حين أنها قد تكون
مؤلمة لإسرائيل، فإنها لا يمكن
أن تمنع الهجمات الجوية المدمرة.
ورغم أن عملية (الرصاص المصبوب)
قد لا تهدف بشكل مباشر إلى
الإطاحة بحماس فإنها بالتأكيد
ستضعف قدرات المنظمة العسكرية
والبوليسية وبالتالي قدرتها
على تعزيز حكمها في غزة. ـ
طبيعة عملية جيش الدفاع الحالية: لقد
تم التركيز في اليومين الأولين
لعمليات جيش الدفاع على إضعاف
بنية حماس التحتية التنظيمية
والمادية. وخرج ما يقرب من 300
طلعة جوية ضد ما يقرب من 300 هدف،
مع استمرار الهجمات لليوم
الثالث يوم الاثنين، ويقول
الإعلام الإسرائيلي إن البحرية
الإسرائيلية مشتركة الآن. وقد
ركزت القوة الجوية الإسرائيلية
والتي تعود لجيش الدفاع
الإسرائيلي (آي.إيه.إف) على
ركيزتين لقوة حماس في غزة:
قواتها العسكرية والأمنية
والبنية التحتية التي تدعم قدرة
المنظمة على الحكم. لم يلاحق جيش
الدفاع الإسرائيلي قيادة حماس
بأي طريقة منهجية وهو يدير
ضربات جوية بطريقة مصممة لتجنب
الإصابات المدنية المفرطة
والنقد الناجم عنها وقد أشار
المسؤولون إلى أن العملية ستكون
مكثفة، وستهدف إلى تحقيق تغيير
ملموس وليس إيقاف الصواريخ
والمدافع فقط. وكما وضح وزير
الدفاع الإسرائيلي إيهود
باراك، (فإن هدفنا هو تغيير شامل
لقواعد اللعبة.. هذه حرب بكل
الوسائط والإمكانات ضد حماس
وفروعها). وقد قتل قيادي كبير في
الجهاد الإسلامي الفلسطيني
كذلك، مما يشير إلى أن الضربات
الإسرائيلية ليست مقتصرة على
أهداف حماسية. إن هناك احتمالاً
كبيراً بأن تتوسع عملية الرصاص
المصبوب في المجال والوسائل
والأهداف. ـ
رد حماس: لقد
مهدت حماس (للرد الحديدي)
بقراراتها بعدم تجديد وقف إطلاق
النار وبتصعيد الهجمات على جنوب
إسرائيل. ورغم أن التعليل وراء
القرارات ليس واضحاً، فإن هذا
قد يثبت كونه مميتاً لأن
المنظمة يجب أن ترد على كل من
الصعيدين العسكري والسياسي على
هجوم إسرائيل. الرد
العسكري: ليس
لدى حماس خيارات عسكرية جيدة.
فاحتكار إسرائيل للقوة الجوية
يعني أن تحركات الجماعة
الدفاعية ستكون سلبية على
الأغلب، على الأقل حتى تدخل
قوات جيش الدفاع الإسرائيلي
البرية. إن أولوية حماس البرية
هي حماية الأهداف ذات القيمة
العالية، وخصوصاً القيادة وأي
مقدرات خاصة امتلكتها، من مثل
الأسلحة مضادات الدبابات،
ومضادات الطائرات، ومضادات
السفن. فحماس ستحتفظ بهذه على
الأرجح لاستخدامها ضد غارة
إسرائيلية أكبر. ستحاول
حماس وضع قواتها العسكرية على
أهبة الاستعداد لمواجهة غارة
إسرائيلية برية بتعبئة وتحريك
القوات إلى مراكز دفاعية،
وتزويدهم بالأسلحة والعتاد،
وتنشيط القيادة والسيطرة على
الأنظمة. وإعداد المفاجآت
التكتيكية التي قد جهزتها بكل
أنواعها. ستحتفظ حماس على
الأرجح ببعض المقدرات لوضع ما
بعد الصراع بما أنه وحتى عملية
إسرائيلية واسعة النطاق ستنتهي
أخيراً، تاركة حماس تتنافس مع
فتح والسلطة (بي.إيه) على السلطة
في غزة. هجومياً،
لدى حماس خيارات محددة، خصوصاً
بالنظر إلى ضغط هجمات جيش
الدفاع الإسرائيلي الجارية،
والتواجد المتزايد لجيش الدفاع
الإسرائيلي على طول الحدود،
وإجراءات الدفاع الإسرائيلي
المدنية في الجنوب، والتأهب
الأمني الواسع عبر البلاد. لقد
بدأت حماس فعلاً بإطلاق
الصواريخ ومدافع الهاون، تجاه
أهداف مدنية في إسرائيل، بما في
ذلك صاروخين من نوع كاتيوشا
واللذين سقطا قرب أسدود،
ويشكلان أعمق ضربات الصواريخ
حتى الآن. ستحاول الجماعة تعزيز
الهجمات الصاروخية لأطول مدى
ممكن لإظهار قدرتها على التحمل
ولإنشاء ضغط داخل إسرائيل
لإنهاء العملية. ستحاول حماس
على الأرجح تنفيذ هجمات
انتحارية / تفجيرات في داخل
إسرائيل وضد نقاط العبور
الحدودية، بما في ذلك عمليات
تنفذها خلايا كتائب عز الدين
القسام ومنظمات إرهابية
فلسطينية أخرى متمركزة في الضفة
الغربية. قد تقوم عناصر من كتائب
عز الدين القسام، إضافة إلى
لجان المقاومة الشعبية،
ومنظمات إرهابية أخرى بمهاجمة
جيش الدفاع الإسرائيلي كذلك على
طول سور الحدود مع غزة. إن
تحركات كهذه قد تكون مخاطرة إلى
درجة كبيرة للقوات الفلسطينية
المشاركة، ولديها احتمالية
منخفضة في تحقيق أي شيء هام، سوى
إظهار الروح القتالية. الرد
السياسي: إن
سلوك حماس منذ انتخابات 2006، قد
حددت خياراتها السياسية. إن
عليها بداية حشد الدعم في داخل
غزة، قاعدة قوة الجماعة، وأن
تحتفظ بتأييد الشعب، كما أنها
تحاول حالياً العمل بإظهار
التحدي وتنحية اللوم. دبلوماسياً،
تستطيع حماس أن تأمل بالحصول
على الدعم من العالم العربي
وحلفائه، واللعب بالورقة
الإنسانية، والعمل باتجاه بعض
التوفيق مع مصر. وتشير التقارير
المبدئية إلى احتمالات مختلطة
للنجاح، مع بعد التأييد الكلامي
من داخل الاتحاد الأوربي،
والسعودية العربية، وإيران. لا
شيء مع ذلك، كان ملموساً في
الواقع. ولا تبدو الجامعة
العربية في عجلة من أمرها
للمجيء لنجدة حماس، وقد وجهت
مصر اللوم لحماس علناً على
الوضع في الوقت الذي انتقدت فيه
تحرك جيش الدفاع الإسرائيلي. تستطيع
حماس أن تعمل لتحقيق توافق مع
فتح والسلطة الفلسطينية، ولكن
هذا يبدو غير مرجح، بما أنهم لا
يبدون ميالين إلى تخليص حماس من
الصنارة، حتى لو شجبوا العملية. بإمكان
حماس كذلك أن تترك الإمكانية
للتوصل لتدابير مع إسرائيل
مفتوحة لإنهاء القتال الحالي.
ورغم أن حماس ستحاول القيام
بهذا على أسس نفعية بقدر
الإمكان، فإن الجماعة، في
النهاية، سترتب على الأرجح لأي
تدبير يبقيهم في السلطة. لقد نتج
من عملية الرصاص المصبوب
تظاهرات في الشارع معادية
لإسرائيل في الضفة الغربية
وأماكن أخرى في الشرق الأوسط
وقد تصبح هذه أكثر كثافة بينما
يستمر الصراع. ستستخدم حماس
مخرجات إعلامها وكذلك أولئك
الذين هم في العالم العربي
لإلهاب نماذج نشاط مشابهة. ـ
إمكانية التصعيد الكامن: قد
يتصعد الوضع إلى ما وراء
المستوى الحالي لعدة أسباب
أولاً: لا تريد إسرائيل العودة
إلى شروط وقف إطلاق النار،
والتي سمحت للجماعة بتوسيع
مقدراتها العسكرية. التزاماً مع
ملاحظات باراك، أشار قائد
الجنود في شمال إسرائيل قبل
العملية أن لدى إسرائيل خططاً
لإشراك قوات برية كبيرة لإنزال
دمار واسع النطاق بحماس. مع ذلك،
فإن عملية برية كبرى، قد تكون
أقل من إعادة احتلال واسع
النطاق للقطاع بأكمله. على سبيل
المثال، فإن القوات البرية
الإسرائيلية تستطيع التحرك
لقطع الأراضي وممرات الوصول إلى
مصر عبر قطاع الحدود الضيق
المعروف بممر فيلادلفيا. لقد
حركت إسرائيل فعلاً بعض جنود
الاحتياط وأعادت نشر قوات
إضافية ثقيلة على حدود غزة. ثانياً:
والآن كون الصراع جارياً،
فسيكون للحرب ديناميكياتها
الخاصة، بما في ذلك (مهمة زحف)
لجيش الدفاع الإسرائيلي،
وضغوطات داخلية إسرائيلية
لإنهاء حماس، وإصابات مدنية على
كلا الجانبين، والمطالبة بالرد
على تحركات حماس العسكرية. في
حين كانت إسرائيل قادرة على
التحكم بدقة ببدء الصراع، فمن
غير المحتمل أن يتحكم جيش
الدفاع الإسرائيلي بمدتها بدقة. قد
تتضمن المؤشرات تصعيد النزاع
على هجمات موحدة لجيش الدفاع
الإسرائيلي على قادة حماس،
وغارات تشنها قوات جيش الدفاع
البرية في داخل غزة، وتعبئة
كبيرة لجنود الاحتياط في جيش
الدفاع الإسرائيلي، وضربات
حماس الصاروخية مدافع الهاون
على أهداف إسرائيلية مدنية
والإصابات العالية بين
المدنيين. بشكل واضح، فإن أزمة
أعمق وأوسع بكثير ستشتمل على
انتشار العنف إلى الضفة الغربية
أو فتح جبهة مع حزب الله في
الشمال. إن هجمات حماس التي تتخذ
الضفة قاعدة لها قد تخلق مشكلة
بين إسرائيل والسلطة
الفلسطينية، إلا إذا تم إيقافها
بسرعة وبنجاح. وسيكون على
السلطة الفلسطينية أن تسير على
خط صعب، موازنة بين الضغط
الإسرائيلي للعمل ضد خلايا حماس
الإرهابية والضغط الفلسطيني
الداخلي إما لمساعدة حماس أو
على الأقل لتجنب التعاون مع
إسرائيل. إن هجمات حزب الله على
إسرائيل ستنقل الصراع إلى صراع
إقليمي، وفيها خطر استئناف
الحرب الكاملة بين إسرائيل وحزب
الله، مع إمكانية جر لبنان
وسورية. ورغم أن هذا النوع من
التصعيد لا يبدو مرجحاً في
الوضع الحالي، فإن عملية واسعة
النطاق في غزة قد تزيد على حزب
الله ليعمل. ـ
خاتمة: إن
استخدام إسرائيل لسلاح الجو يحد
من قدرة حماس على الرد، ولكنه
يحد كذلك من مدى الدمار الذي
تستطيع إسرائيل أن تسببه. إن
حماس منظمة مرنة وقادرة على
التكيف، وقد واجهت أزمة من قبل،
وتبدو واثقة على الأقل في
الظاهر.. بعد شهور من الإعداد
لتجديد الحرب. إنه
لمن المثير للجدل ما إذا كانت
القوة الجوية وحدها ستجبر حماس
على الرد بالطريقة التي تريدها
إسرائيل، بما أن الجماعة قد
تحاول اجتياز الهجمات حتى يجبر
الضغط الدبلوماسي إسرائيل
لإنهاء عمليات جيش الدفاع. وبما
أن إسرائيل تعرف أن حماس ستقوم
بأقصى ما لديها لتتجنب عواقب
فشلها في التجديد لوقف إطلاق
النار، فإن جيش الدفاع
الإسرائيلي سيصعد نطاق تحركاته
العسكرية عندما يرى ذلك ضرورياً.
لا
يبدو من المرجح أن ينتهي الصراع
الحالي بسرعة، مع وجود الكثير
من الاحتمالات الخطيرة بتكثيف
التوسع والتصعيد. من
جهتها تبدو إسرائيل مصممة على
تغيير الوضع في غزة بطرق حاسمة
قد استعدت لإدارة المخاطر
الضرورية السياسية،
والدبلوماسية، والعسكرية. إن
إسرائيل لم تندفع هي إلى هذه
المعركة، وهي لن تندفع للخروج
منها كذلك. 29/12/2008 ــــــ *جيفري
وايت: زميل في الدفاع في معهد
واشنطن، متخصص في الشؤون
العسكرية والأمنية في العراق
والشرق. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |