عراق
مستقر
دنيس روس
الجمهورية
الجديدة أون لاين - 27/آب/2007
ترجمة : قسم
الترجمة في مركز الشرق العربي
إن التزام بوش بالبقاء حتى نهاية
المدة في العراق مايزال قوياً
كما كان. في خطابه إلى (المحاربين
القدامى في الحروب الخارجية)
الأسبوع الفائت، استلهم
النزاعات الايديولوجية في
الماضي ليفسر السبب في أننا يجب
أن ننتصر في الصراع الحالي. وفي
الوقت الذي شكك الكثيرون في
تشبيهاته لجنوب شرق آسيا
وفيتنام، فقد وجدت استمرارية
قناعته بأن (عراقاً حراً) سيكون
حليفاً هاماً في الصراع
الايديولوجي للقرن الحادي
والعشرين الأكثر اشكالاً.
إنه لوهم أن تعتقد بأن عراقاً
جديداً سيكون شريكاً لنا في
الحرب على الإرهاب. لقد أكد رئيس
الوزراء نوري المالكي مراراً
أنه لا يسعى إلى إثارة المشاكل
مع كل من إيران أو سورية. قد يكون
لديه سبب قوي للقلق حول قدرتهم
على صنع المشاكل في العراق، إلا
أن حكومته قد سعت في الحقيقة إلى
حملنا على إطلاق سراح أعضاء من
الحرس الثوري الإيراني الذين
أسرناهم، ولم يقم سوى بالقليل
لإعاقة تسهيل سورية عبور
الجهاديين عبر حدودها إلى
العراق. إلا أن محاولته تقديم
خدمة لهم لم توقف إيران أو سورية
عن التسبب بالمتاعب في العراق.
لقد عذر الرئيس بوش حتى الآن
تردد المالكي في العمل على
الصعيد الخارجي أو الداخلي. وفي
خطابه إلى المحاربين القدامى في
الحروب الخارجية الأسبوع
الفائت، أشار إلى المالكي
باعتباره (رجلاً طيباً) لديه عمل
شاق عليه أن ينجزه. قد يكون هذا
صحيحاً، ولكنه يشير كذلك إلى أن
المالكي لن يكون حليفاً في
الصراع لتغيير سلوك إيران
وسورية.
إنني لا أعني تخصيصاً المالكي،
فإنه يبدو أن القول بأنه هو
المشكلة في العراق قد أصبح
صناعة واشنطن هذه الأيام. ولكن
المشاكل أعمق بكثير. هل هناك
زعيم شيعي ذا مصداقية في العراق
يسعى إلى عداوة إيران؟ بالتأكيد
ليس أي زعيم لديه أي احتمال
للصعود كزعيم عراقي. إذا كان
هناك أي شيء يمكن إضافته إلى
الشكوك لدى السنيين عن كل زعيم
شيعي تقريباً فهي أنهم: ينظر
إليهم جميعاً باعتبارهم يخدمون
المصالح الإيرانية لا العراقية.
لا يهم كثيراً ما إذا كان المنظور
السني صحيحاً. إن إمكانية وجود
عراق يمكن فيه صياغة اندماج
سياسي جديد مايزال وهماً بعيداً.
لقد قدرت (الاستخبارات القومية
للتقويم) بأنه عبر الستة إلى
اثني عشر شهراً القادمة في
العراق فإن وضع الحكومة
العراقية سيصبح أكثر افتقاراً
إلى الثبات، لا أقل. كحد أقصى،
سينتهي الإمداد في نيسان
التالي، لأن جيش الولايات
المتحدة لن تكون لديه قوات
متاحة لتعزيزه لفترة أطول، وأن
من غير الواقعي الاعتقاد أن هذه
فترة طويلة بما يكفي لخلق
الفضاء السياسي الضروري للتغلب
على الانقسامات السياسية
الداخلية في العراق.
وإذا أردنا الحقيقة، فإن الإمداد
نفسه لن يكون أبداً كافياً
للتغلب على الحواجز النفسية
والسياسية التي تجعل من التسوية
الداخلية أمراً صعباً. إن مشكلة
الأصوليين تبقى أن الشيعة
مقتنعون بأنهم، باعتبارهم
غالبية، فإنهم مخولون بالحكم،
وبأن السنة غير مستعدين لتوطين
أنفسهم لتقبل الهيمنة الشيعية،
ولذلك فإن هناك مخاطرة بكون
الشيعة سيخسرون سيطرتهم على
السلطة. كونهم خائفين من أنه لا
يزال من الممكن أن تنتزع السلطة
منهم، يبقى الشيعة غير مستعدين
لتقاسمها. ولا يستطيع الجيش
التعامل مع هذه المشكلة؛ فقط
إمكانية أن يخاطر الشيعة بخسارة
كل شيء إذا لم يتوصلوا إلى تسوية
قد تغير سلوكهم.
على سبيل المثال، هل سيتصرف
المالكي وقادة الشيعة بشكل
مختلف إذا ما ظنوا أنهم قد
يفقدون في الواقع المساعدة
المادية للقوات التي يريدون
تجهيزها إذا ما استمروا بمقاومة
كل الجهود المبذولة للتسوية؟
لقد كانت إحدى مقترحات دراسة
العراق ربط المساعدة الأمنية
بالأداء وفق معيار: التعايش
معها، وستكون المساعدة متوفرة،
وستتم مسارعتها حتى. الفشل في
التعايش معها، وسيتم قطعها. إن
القوة ضرورية لممارسة الحكم.
ويبدو أن مجموعة دراسة العراق
تفهم هذا. لقد ترددت إدارة بوش
دائماً في استخدامها. حتى ضغطها
المشابه على المالكي وهو ضغط
كلامي غالباً. لماذا قد يقوم هو
بتغيير سلوكه في حين يرى بدائل
أسوأ بكثير. وفي الوقت الذي يقع
فيه تحت ضغوطات معاكسة من قبل
قاعدته هو ومن قبل سياسيين شيعة
آخرين، وبينما يشك في أن إدارة
بوش ستغير نهجها.
أبدلاً من ذلك، فإن عليه أن يسأل
كيف بإمكاننا استخدام عملية فك
ارتباطنا للتأثير على سلوك
العراقيين وجيرانهم. إن هدف
قاعدتنا ينبغي أن يكون ضمان كون
مشاكل العراق محتواة داخل
العراق. ولكننا مانزال نستطيع
أن نأمل بتحقيق أكثر من ذلك.
مانزال نأمل في إنشاء انتقال
موجه إلى عراق بحكومة مركزية
ذات سلطات محدودة، ومقاطعات ذات
استقلال كبير، وبعض الوسائل
لتقاسم العائدات. إن تحقيق
انتقال كهذا يستحق محاولة واحدة
أخيرة. لنقوم بذلك، فإن علينا
القيام بثلاثة أشياء. أولاً،
علينا أن نعلن أن الإمداد قد نجح
وأن نعلن أن علينا مناقشة جدول
زمني لانسحابنا مع الحكومة
العراقية. سيمنح هذا العراقيين
لتحديد زمن وشكل الانسحاب ولا
يفرض عليهم ببساطة. ثانياً،
علينا أن نحدد موعداً لانعقاد
مؤتمر الإصلاح الوطني. وخلافاً
للمؤتمرات السابقة المشابهة،
فلا ينبغي أن يسمح له بالانفضاض
حتى يتم التوصل إلى اتفاقية. إن
النجاح في هذا المؤتمر سيعني
مرونة أكبر في مقاربتنا للجدول
الزمني للانسحاب، وسينتج العكس
عن مؤتمر مشلول. لزيادة
احتماليات نجاح المؤتمر، فإن
علينا أن نقترح أن يقوم وزير
الخارجية الفرنسي برنارد
كوثنير، والذي يتمتع بمصداقية
عبر الخطوط الطائفية، بلعب دور
وساطة في ترتيب أجندة المؤتمر
ومفاوضاته الجارية.
أخيراً، فإن علينا أن نتحدث إلى
جيران العراق حول كيفية احتواء
النزاع. فإيران والعربية
والسعودية والأردن والكويت
وسورية وتركية ليس لديهم رغبة
لرؤية العراق متشظ ولا في حالة
تزلزل عنيف إلى درجة تجرهم هم
بشكل متزايد إلى الصراع. إن لدي
شكوكاً حول ما إذا كان الجيران
سيتفقون أبداً على ما يريدونه
للعراق، ولكنهم يستطيعون
الاتفاق حول ما يخافونه بشأنه.
من هذا المنطلق، فليس علينا أن
نتفاوض بشكل ثنائي مع إيران حول
العراق؛ بدلاً من ذلك، فإن
علينا أن نحاول لعب دور الوساطة
من أجل مفاهيم أساسية بين
السعوديين والإيرانيين على
سبيل المثال، حول ما سيفعلونه
لتحديد أو احتواء النزاع.
قد يبدو أن الوقت قد تأخر كثيراً
لنجاح جهد كهذا. لقد كان هناك
بالنسبة للعراقيين الكثير من
الوحشية، والكثير من الترحيل،
والكثير من عدم تصديق نوايا
الآخرين. والقليل من الاستعداد
لقبول حل سياسي مع التسوية
الملازمة له. ولكن على الأقل،
فإن هذه الخطة يوجهها هدف متجذر
أكثر بكثير في واقع العراق أكثر
منها في مقاربة بوش حتى هذا
التاريخ. وقد تكون فقط شيئاً قد
يستطيع الرئيس قبوله.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|