ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خط
لبنان الأحمر ديفيد
ماكوفسكي* هآرتز
9 كانون الثاني 2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي بوصول
الرئيس بوش إلى إسرائيل، ستكون
سورية على الأرجح الموضوع
الرئيسي، وليس موضوع
الفلسطينيين وإيران وحسب. إن
دمشق هي إحدى القضايا التي
تراها واشنطن والقدس بطريقة
مختلفة تماماً. إن أولئك الذين
يضغطون على إسرائيل من أجل
إنعاش مسار السلام مع سورية قد
فشلوا في تحديد المشكلة مع
الولايات المتحدة، كما أنهم لا
يدركون أن الحل لهذه الاختلاف
في السياسة بين الصديقين قد
يكون موجوداً في بيروت. إن
الرؤية الشائعة في أن إدارة بوش
لا تريد من إسرائيل إجراء
محادثات مع سورية لأن دمشق هي
على (لائحة الانتظار لمحور الشر).
بالتأكيد، لا توجد صداقة بين
الولايات المتحدة وسورية بسبب
الإرهاب، ولكن وكما أشارت قمة
أنابوليس، فإن الولايات
المتحدة تعلم متى يكون من
المجدي دعوة سورية إلى مؤتمر
للسلام. وتعتقد وزيرة الخارجية
كوندليزا رايس أن المشاركة
السورية في أنابوليس بإمكانها
أن تقلل الإرهاب. بدلاً
من ذلك، فإن غضب إدارة بوش على
سورية أصرح ما يكون فيما يتعلق
بلبنان، وهي قضية أصبحت أكثر
دقة بينما تتابع سورية منع
تسمية رئيس لبناني. من بين جميع
الأسباب التي ذكرها بوش في
مؤتمره الصحفي في أواخر كانون
الأول عندما صرح (لقد نفذ صبري
على الرئيس الأسد منذ وقت طويل)
ركز أطول تفسير لذلك على مساعي
سورية لقلقلة لبنان. الأمر
الذي لا يتم تقديره في إسرائيل
هو أن إدارة بوش تعتبر السيادة
اللبنانية البالغة الهشاشة على
أنها إحدى نجاحاتها العظيمة في
سياستها في الشرق الأوسط. قد
يكون هناك نجاح عسكري الآن في
العراق تحت قيادة الجنرال ديفيد
بتريوس، ولكن الحرب لم تنته
بالتأكيد. بالمقابل ينظر إلى
لبنان من قبل الإدارة باعتباره
قصة نجاح، فقد أنهت سورية 29
عاماً من الاحتلال وظهرت في
أعقابها حكومة ديموقراطية
وموالية للغرب. قد
يدعي البعض في إسرائيل أن وجود
سورية لم يكن نتيجة لديبلوماسية
ناجحة بين واشنطن وباريس
والرياض بل بالأحرى نتيجة
تراجيدية يزعم أن سورية
ارتكبتها، بكلمات أخرى، لقد
أوجدت سورية رد فعل لبناني
باغتيالها المزعوم لرئيس
الوزراء الأسبق المحبوب، والذي
وحد العناصر غير الشيعية في
لبنان. رغم ذلك، فإن إدارة بوش
لا ترى أن المظاهرات اللبنانية
العامة هي التي حتمت خروج
سورية، بل إن ذلك كان نتاج تحرك
مدبر بقيادة الولايات المتحدة. إضافة
إلى ذلك، وبينما أصبح مبدأ
ديموقراطية بوش في الشرق الأوسط
رسالة ميتة إلى درجة كبيرة بعد
انتصار حماس في كانون الثاني 2006،
فإن إدارة بوش أخذت تنظر إلى
لبنان باعتباره مكاناً لديه
فرصة في النجاح. لا يتحدث بوش عن
ديموقراطية الشرق الأوسط بنفس
الحرارة التي كان يتحدث بها في
بداية فترته 2005، ولكن في نفس
المؤتمر الصحفي السابق قال (من
المهم للغاية أن تنجح
الديموقراطية في لبنان). إن
المشكلة ليست فقط في أن إسرائيل
لا تفهم كيف يرى الرئيس بوش
النجاح. بل يبدو كذلك أنها غير
مدركة بأن البعض في إدارة بوش
يعتقدون إن إسرائيل ستفشل هذا
النجاح في مبادلة للجولان مقابل
اتفاقية سلام. بكلمات أخرى، فإن
أعضاء من إدارة بوش يعتقدون أن
إسرائيل لن تتردد في (بيع) لبنان
إلى دمشق بغية صنع السلام مع
سورية. ولذلك فإن مفاوضات سلام
إسرائيلية ـ سورية هي مقترح فيه
الكثير من المخاطرة. ويرى البعض
في واشنطن أن إسرائيل لم تنكر
علنياً هذه الفكرة بأنها ستبيع
لبنان كدليل على أن إسرائيل
ستقوم بصفقة مع سورية على حساب
لبنان، في حين أنه من الممكن
كذلك أن تكون إسرائيل المحاصرة
بعدد كبير من التحديات الأخرى،
لم تفكر مطلقاً بأن هذه كانت هي
القضية. وغالباً ما يفسر الصمت
القادم من القدس بشكل سلبي في
الولايات المتحدة، وليس على أنه
إهمال. وبينما عملت واشنطن
والقدس سوية بشكل متقارب على
مجموعة من القضايا، فإن بعض
القضايا كانت أكثر إشكالاً. إن
لبنان هو إحدى القضايا كهذه،
وقد أثرت على الطريقة التي ترى
بها الولايات المتحدة
المحادثات مع سورية. وفي بعض
الأحيان يصاغ ذلك بحذر، بحيث
تستطيع الولايات المتحدة إنكار
رفضها لمحادثات السلام. وعندما
سأل صحفي إسرائيلي بوش حول (فيتو)
كهذا قبل عدة أشهر، كان بوش
حذراً في قوله أن لا وجود لمثل
هذا الفيتو. مع ذلك، وكما صاغها
أحد كبار مسوؤلي مجلس الوزراء
الإسرائيلي (بالنظر إلى نبرة
بوش، فإنها كانت كنبرة أب يخبر
طفله أنه إذا أردت.. بإمكانك
اللعب في الشارع، إننا لا نرى
ذلك كضوء أخضر). من
الواضح، وبناء على رحلتي
الأخيرة إلى الشرق الأوسط مع
وفد من معهد واشنطن لسياسة
الشرق الأدنى، أن رئيس الوزراء
إيهود أولمرت والمؤسسة
الإسرائيلية يعتقدون أن مما
يستحق الدراسة ما إذا كان إنجاز
مع سورية بإمكانه أن يضعف قوة
إيران في المنطقة وإضعاف
الرافضين الفلسطينيين إضافة
إلى التخلص من وسيلة نقل لحزب
الله. عشية أنابوليس، قام الملك
عبد الله ملك الأردن بأول رحلة
إلى دمشق خلال أربع سنوات
معتقداً أن على سورية أن تعود
إلى الحظيرة العربية، وأن تبتعد
عن طهران. وتشير زيارتنا إلى
عمان أن الأردن يعتقد أن سورية
تتململ من دور الشريك الأصغر
الذي آلت إلى لعبه اليوم،
خلافاً للدور الذي لعبته لسنوات
في الماضي باعتبارها نظيرة
لإيران. إن
هناك الكثير من الأسئلة حول ما
إذا كانت سورية مستعدة وقادرة
على إعادة توجيه سياستها
الخارجية الإقليمية بعيداً عن
مشاركتها في (الرباعية)
الإيرانية (طهران ودمشق وحماس
وحزب الله) كجزء من عملية السلام
مع إسرائيل. ستثار أسئلة شرعية
أخرى من مثل كيف يمكن اختبار
اقتراح كهذا بغية تقليل
المخاطرة. إذا ما كانت سورية
مستعدة ومؤهلة لإعادة ترتيب
سياساتها، فإن مساراً كهذه قد
يسهل بدلاً من أن يقوض احتمالات
السلام مع السلطة الفلسطينية.
على الأرجح فإن سورية ترى
محادثات السلام مع إسرائيل
كوسيلة لتحسين علاقاتها مع
الولايات المتحدة، ولكن
المحادثات ستفشل حتماً حال ما
إذا كانت الولايات المتحدة
وإسرائيل على خلاف. ستكون
الخطوة الأولى هي توحيد واشنطن
والقدس. ونظراً لغضب الولايات
المتحدة من سورية بخصوص لبنان،
فإن من غير الواضح ما إذا كان
هذا سينجح. مع ذلك فإن الطريق
الوحيد الذي لديه فرصة، كما
يبدو، هو ما إذا وضحت إسرائيل
للولايات المتحدة أن لديها (خطاً
أحمر) في محادثات السلام مع
سورية. وينبغي لإسرائيل أن تقول
إنها لن تضحي بالسيادة
اللبنانية على طبق السلام مع
سورية. في كل من التصريحات
العامة أو في المحادثات الخاصة
بين الرئيس بوش ورئيس الوزراء
أولمرت في الأيام القادمة، فإن
من المهم استعادة الثقة بين
الولايات المتحدة وإسرائيل عن
الكيفية التي ستدير بها إسرائيل
مفاوضات السلام مع سورية. إن
التنسيق بين واشنطن والقدس لا
تضمن النجاح الإسرائيلي مع
سورية، ولكنها متطلب سابق له. *ديفيد
ماكوفسكي: باحث كبير في معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
ومدير مشروعه لعملية السلام في
الشرق الأوسط. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |