ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
وراء الخطاب: تهديدات
حزب الله بعد اغتيال مغنية ديفيد
شنكر* ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي كرد
على اغتيال رئيس العمليات عماد
مغنية في 12 شباط، رفع حزب الله
من مستوى تهديداته، وتحذيراته
وقعقعة سلاحه. بدورها أغلقت
إسرائيل إرسالياتها في الخارج،
ووضعت جيشها على أهبة الاستعداد
ونشرت صواريخ الباتريوت خاصتها
قرب حيفا. وفي واشنطن، أصدر الـ (إف.
بي. آي) نشرة إلى مكاتبه
الميدانية حذر فيها من هجمات
ممكنة على الأرض الأمريكية.
ونظراً إلى طبيعة حزب الله
السرية، فإن من الصعب تقويم
نوايا الجماعة التكتيكية عبر
موشور الخطابات الرسمية. وفي
الحقيقية، فإن أول اعتراف علني
لحزب الله بوجود مغنية جاء خلال
تأبين القائد حسن نصرالله. مع
ذلك، فإن (الأحداث) السابقة تشير
إلى أن القلق من ثأر حزب الله له
ما يبرره. خلفية: بعد
أيام من مقتل مغنية بتفجير
سيارة في دمشق، خطب نصر الله في
مسيرة جنائزية ضخمة في بيروت
بواسطة الأقمار الصناعية. خلال
خطابه وضع مغنية بين شهداء حزب
الله البارزين، مما جعله يحتل
مثل مكانة الأمين العام السابق
عباس موسوي، والمؤسس رجب حرب.
لقد قتل كل من موسوي وحرب على يد
إسرائيل، مما دعا نصرالله إلى
الادعاء بأن إسرائيل قد قتلت
مغنية كذلك. (أنكرت
إسرائيل تورطها. المثير
للاهتمام ، إن أرملة مغنية
أخبرت الصحافة الإيرانية أن
الخونة السوريين مسؤولون عن
موته). وكما
لدى موت موسوي وحرب، وضح
نصرالله أن (المقاومة) لن تنهار،
ولكنها بالأحرى ستزداد (تصعيداً).
لقد كان الإبراز المعلن تماماً
في خطاب تهديده المباشر بالثأر:
(بالنظر إلى عملية القتل هذه، مع
الأخذ بعين الاعتبار توقيتها،
ومكانها، وأسلوبها، أيها
الصهاينة، إذا كنتم تريدون هذا
النوع من الحرب المفتوحة، إذن
فليسمع العالم أجمع فلتكن حرباً
مفتوحة. إن لدينا حقاً مقدساً
بالدفاع عن النفس وسنقوم بكل
شيء يخولنا إياه هذا الحق
للدفاع عن بلادنا). في
خطاب آخر بعد أسبوع من ذلك، أثار
نصرالله مرة أخرى شبح الهجمات
ضد الإسرائيليين، بمن فيهم
أولئك الذين يعيشون في الخارج: (عندما
نتحدث عن استراتيجية المقاومة
للدفاع عن لبنان، فإننا نعني
عادة شيئاً واحداً، ولكن هناك
شيئاً آخر: دفاعنا المشروع عن
النفس عندما نقتل، خصوصاً خارج
حدود الوطن، فإننا لا نستطيع أن
نتسامح بخصوص ذلك، لذلك فإننا
سندافع عن أنفسنا بالطريقة التي
نختارها، في الزمان والمكان
اللذين نختارهما). تهديدات
سابقة: إن
لدى حزب الله تاريخاً من الوفاء
بتهديداته، وخصوصاً بعد رؤيته
للتحرك العسكري الإسرائيلي
الفاضح. وستوضح بعض الأمثلة هذه
النقطة. ففي شباط من عام 1992،
قامت إسرائيل باغتيال الأمين
العام لحزب الله موسوي. في
الجنازة أقسم نصرالله بالثأر.
واصفاً عملية القتل باعتبارها (رسالة)
إسرائيلية إلى حزب الله، ولاحظ
أنه (ليس من الضروري دائماً الرد
على الرسالة بشكل فوري فالصراع
صراع طويل). حتى وهو ينصح
بالصبر، فقد وضح (نحن مستعدون
لتسوية الحسابات). بعد شهر، وفي
آذار 1992، تم تفجير السفارة
الإسرائيلية في الأرجنتين،
متسببة بقتل 29 شخصاً وجرح 242. وقد
حدث نموذج مشابه في صيف 1994 بعد
قيام إسرائيل باختطاف القائد
الأمني السابق لأمل، مصطفى
ديراني. اتخذت إسرائيل هذه
الخطوة لسببين: لانها احتاجت
ورقة مساومة لمبادلات السجناء
المستقبلية مع حزب الله، ولأنه
كان يعتقد بامتلاك ديراني
لمعلومات وحيثيات عن أسير الحرب
الإسرائيلي لفترة طويلة (رون
آراد). بعد الاختطاف أخبر
نصرالله مجلة الوطن العربي
اللبنانية: (إن ألف كوماندوز
انتحاري هم على استعداد لضرب
إسرائيل في جميع أنحاء العالم).
كما حذر نائبه، نعيم قاسم، عبر
راديو الـ بي. بي. سي كذلك من أن
لدى حزب الله (ذراعاً أطول من
ذراع إسرائيل). بعد شهر من ذلك،
وفي 18 تموز 1994 ضربت جمعية المركز
اليهودي في الأرجنتين بتفجير
ضخم بسيارة مفخخة تسبب في مقتل 85
شخص وجرح 200. وقد اتهمت السلطات
الأرجنتينية حزب الله وإيران
رسمياً بالمسؤولية عن هجمات على
كل من السفارة وجمعية المركز
اليهودي. وتقدم التطورات
المحيطة بعمليات اختطاف حزب
الله في عام 2000 لثلاثة من الجنود
الإسرائيلين ورجل الأعمال
الإسرائيلي (إلهانان تانينبوم)،
فهماً لأسلوب الجماعة بالوفاء
بتهديداتها. في عام 2004، وقد
استغل حزب الله إعادة الجنود
الثلاثة والذين قتلوا بعد أسرهم
وعودة تانينبوم لإطلاق سراح 400
جندي فلسطيني وثلاثين سجيناً
لبنانياً وسجناء عرب آخرين، بمن
فيهم ديراني والشخصية البارزة
في حزب الله الشيخ عبد الكريم
عبيد. في احتفال حاشد بمبادلة
السجين رثى نصر الله لرفض
إسرائيل إطلاق سراح سمير قنطار،
السجين اللبناني صاحب أطول مدة
اعتقال والذي قام في عام 1979
بارتكاب الهجوم الإرهابي الأقل
شهرة ربما على إسرائيل. (لأنهم
لم يقوموا بذلك) قال نصر الله (فإنني
أؤكد لكم أنهم سيندمون في
المستقبل). إن خطاب حزب الله ما
قبل اختطاف الجنديين
الإسرائيليين في تموز 2006 والذي
أشعل فتيل حرب الصيف في لبنان
كان أقل تحديداً، ربما لأن
العملية لم تكن رداً على أي
استفزاز خاص، أو ربما لأن نصر
الله لم يخطط لتصعيد العملية
إلى حرب شاملة. الاستعدادات
العسكرية الجارية: منذ
نهاية حرب 2006، فإن حزب الله
يستعد لمواجهة أخرى مع إسرائيل.
لمدة أقل من ستة شهور بعد انتهاء
الصراع، وضح نصر الله أن
الجماعة قد أعيد تسليحها بشكل
كامل. في أيار من عام 2007، أخبر
نصرالله محطة دبي التلفزيونية
أن (لدى حزب الله ما يزيد على 20
ألف صاروخ)، وربما قد يصل عددهم
(80 ألف). في تقرير مقدم إلى مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة في
الشهر عينه، ذكر الأمين العام
للأمم المتحدة أن حزب الله قد
ضاعف مخزونه من صواريخ أرض ـ
بحر، وأعاد تزويد صواريخه طويلة
المدى، وأسس حتى وحدة مضادة
للطائرات. في
حزيران 2007، قدم مبعوث الأمم
المتحدة الخاص إلى لبنان تيرجي
رود لارسن إلى مجلس الأمن صورة
مفزعة ومزعجة إلى حد كبير (عن
التدفق الثابت للأسلحة عبر
الحدود من سورية إلى حزب الله).
ورغم وجود قوات الأمم المتحدة
في جنوب لبنان، فإن هذه
الأسلحة، وفقاً لنصرالله، كانت
يتم شحنها إلى الجبهة مؤخراً،
وفي تشرين الثاني 2007، ألقت عدة
تقارير إعلامية الضوء على
مناورات حزب الله في الجنوب.
وفقاً لصحيفة يومية للمعارضة
اللبنانية (الخبر) فإن نصر الله
كان يشرف بنفسه على هذه
المناورات. في نفس الوقت، تشير
تقارير صحفية إلى أن حزب الله قد
خفض من وجوده شمال نهر
الليطاني، وراء نطاق سلطة قوة
الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وفقاً لمراسل مجلة التايم (نيكولاس
بلانفورد)، فإن الجماعة قد
أنشأت جيوباً أمنية جديدة في
الجبال شمال الليطاني، حيث من
الممكن أنهم يحصنون أنفسهم من
أجل الجولة التالية مع إسرائيل. الخلاصة: حتى
مع إعادة تأسيسه لبنيته التحتية
العسكرية، فإن نطاق خيارات حزب
الله على الأرض اللبنانية هو
مقيد الآن بتطورات ما بعد الحرب.
وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701،
فإن 15 ألفاً من جنود اليونيفيل
وعدداً مساوياً من الجنود
اللبنانيين يحرسون لبنان جنوب
الليطاني. إضافة إلى ذلك، ورغم
الارتفاع المبدئي في الشعبية
بعد ما يطلق عليه (الانتصار ـ
الرباني) في عام 2006، فإن هناك
مؤشرات على تناقص شعبية حزب
الله، بشكل جزئي بسبب التقدم
البطيء في إعادة البناء ما بعد
الحرب، وكذلك كنتيجة لمشقة
الحرب. ورغم أن الكثير في لبنان
قد بعثوا بتعازيهم إلى حزب الله
بعد موت مغنية. بمن فيهم عدة
زعماء كبار في ائتلاف (14 آذار) ذي
الميول الغربية. إلا أن كثيراً
من اللبنانيين رحبوا بهدوء
بموته. في
نفس الوقت، فإن الأزمة السياسية
في بيروت مستمرة مع استمرار حزب
الله وسورية، وحلفائهم في الضغط
بمصالحهم في الانتخابات
اللبنانية الرئاسية. في هذه
النقطة، فإنه يبدو من غير
المرجح أن تساعد حرب أخرى مع
إسرائيل طموحات حزب الله
السياسية العاجلة لأن هناك
القليل من الدعم العام لها. نظراً
لهذه القيود الداخلية، يبدو من
المرجح بصورة أكبر أن يتابع حزب
الله عملية ثأرية في الخارج. إن
لدى الجماعة شبكة عالمية من
الخلايا الإرهابية المقتدرة أو
الملتزمة والتي يزعم أنها
متمركزة بشكل مسبق في مواقعها
ومستعدة للضرب. تفهم إسرائيل
قدرات حزب الله، ويتنبؤ مسؤولو
استخباراتها فعلاً بضربات
انتقامية بعد مضي مدة الأربعين
يوماً من الحداد على مغنية.
واستناداً إلى سجل مسار نصر
الله وحزب الله فإن السؤال هو
متى.. وليس إذا ما كانت الجهمات
ستحدث. *باحث
كبير ومدير لـ (البرنامج في
السياسة العربية) في معهد
واشنطن. 28/2/2008 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |