ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم
التالي لـ أنابوليس دنيس
روس* يو.اس. تودي 27/11/2007 ترجمة : قسم
الترجمة في مركز الشرق العربي اليوم،
ستجتمع تقريباً 50 دولة ومنظمة
في أنابوليس، إم دي، للتحدث
نظرياً، عن دعم السلام
الإسرائيلي الفلسطيني. أقول
نظرياً، لأن نائب وزير الخارجية
السوري، على سبيل المثال، ستكون
لديه أجندة مختلفة.. أجندة تتعلق
بالإصرار السوري بأن (تسوية
شاملة) وحسب تتضمن مطالبهم
بمرتفعات الجولان والانسحاب
إلى حدود 4 حزيران 1967، من الممكن
أن يصدر عنها أي إمكانية للسلام.
وستدعم وفود عربية أخرى على
الأغلب هذا المطلب السوري بناء
على العادة، والاعتقاد والقاسم
المشترك الأصغر الذي غالباً ما
يشكل مثل هذه التجمعات الكبرى.
وفي حين أن حجم المؤتمر يجعل من
السهل على العديد من المشاركين
العرب الحضور، جاعلين من هذا
أقرب إلى تجمعات الأمم المتحدة
ومصغرين مظهر التعامل مع
إسرائيل، إلا أنه مايزال هناك
قيمة في إظهار الدعم الدولي
لإعادة استئناف عملية سلام (إسرائيلية
ـ فلسيطينية). وهذا هو ما يدور
حول الأنابوليس. إن ذلك لن ينشئ
تطوراً مفاهيمياً هاماً
للسلام، ولن يكون منتدى للتفاوض
(الخطابات فقط هي الممكنة في
ظروف كهذه)، كما وأنه لن يقدم
الأفق السياسي لإنهاء الصراع
الذي أسست له وزيرة الخارجية
كوندليزا رايس
على أنه هدف لها في كانون
الثاني، بدلاً من ذلك، إنها
عملية سياسية وليست نهاية
سياسية للعبة، هي ما تحاول
إدارة بوش إطلاقه. بعد سبع سنوات
تقريباً من لا سلام، فإن هذا
تطور مرحب به. لا
توجد اتفاقيات: لكن
لا مؤتمر أنابوليس ولا
المفاوضات لديها أرضيات تتفق
عليها. فالمشاركون العرب يجيئون
مع توقعات لا تفهمات، للمبادئ
الهامة أو الثوابت للمحادثات
التالية. حتى الإسرائيليين
والفلسطينيين لا يزال عليهم
الموافقة على التوجهات
الحقيقية للمحادثات. هل هي (خريطة
الطريق) الأمريكية للسلام ؟ هل
هي مقررات مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة؟ هل هي مبادرة
السلام العربية التي تقدم
لإسرائيل علاقات ديبلوماسية
كاملة بعد الانسحاب إلى حدود 1967
واتفاقية حول حل عادل لقضية
اللاجئين ؟ إسأل
المفاوضين الإسرائيليين
والفلسطينيين، وهم سيخبرونك
بأنهم لم يتفقوا على أسس
المفاوضات. إذا كانت هناك
استراتيجية لما يأتي تالياً،
فليس واضحاً لهؤلاء المشاركين
في الاجتماع. والحال هذه، فإن
أنابوليس يبدو حدثاً دولياً
أكثر منه إطلاقاً فعلياً
للعملية. وماذا سيأخذ ليجعل
بداية جديدة حقاً؟ للمبتدئين،
ينبغي أن يختتم المؤتمر ببيان
يوضح الخطوات التالية. وسيلقي
الرئيس بوش دونما شك خطاباً
يعرض فيه مرة أخرى رؤية لدولتين
كنتيجة، ولكنها ستكون مهمة رايس
في نهاية المؤتمر لترويد من
سيقوم بالتفاوض، وفي أي قضايا،
وعلى أية مستويات، ووفقاً لأي
جدول، وقد أشارت فعلاً أنه بعد
المؤتمر، ينبغي أن يكون هناك
مفاوضات على قضايا الوضع الدائم
في القدس، واللاجئين، والحدود،
والأمن، والمياه.. إن القضايا
التي كان يتوجب حلها هي فيما هو
معروف (بالمرحلة الثالثة)
لخارطة طريق السلام. في حين
يتوجب بشكل متزامن تنفيذ
التزامات (المرحلة الأولى) من
خارطة الطريق. يبدو جيداً،
ولكنه لن يحدث قريباً. يعود
تاريخ خارطة الطريق إلى 2003 وهي
تحتضر منذ ذلك الوقت، فمتطلبات
المرحلة الأولى أن تقوم إسرائيل
بتجميد كل نشاط مستوطناتها
وإزالة كل العوائق أمام الحركة
الفلسطينية، وأن يبدأ
الفلسطينيون بتفكيك البنية
التحتية للإرهابيين وإصلاح
مؤسساتهم. كانت له كل معان
مختلفة لدى الجانبين, فكل طرف
يعرف ما هو مطلوب منه في حده
الأدنى وما هو مطلوب من الطرف
الآخر في حده الأعلى. إذا
ما ربطت وزيرة الخارجية تنفيذ
متطلبات (المرحلة الأولى) مع
المفاوضات على قضايا الوضع
الدائم، وتم تحقيق القليل في
الأول، فمن المحتم أن يؤثر ذلك
على الأخير. حتى تعيين مسؤول
أمريكي لمراقبة من يفي
بالمتطلبات ومن لا يفي بها
سيفشل إلا إذا كانت وزيرة
الخارجية مستعدة لوضع معيار
للأداء لكل متطلب. لائحة
ما ينبغي على رايس عمله: ولن
يكون هذا سهلاً بقدر ما يبدو
بالنظر إلى الصعوبات التي
سيواجهها كلا الطرفين في العمل
على المتطلبات الخاصة بها.
وينبغي أن تعلن الوزيرة أنه
وبعد الحوارات مع الطرفين فإنها
سوف تقوم بثلاثة أشياء: 1ـ
تقديم تعريف لماهية الوفاء
بالمتطلبات. 2ـ
إنشاء جماعات (أمريكية ـ
إسرائيلية) و(أمريكية ـ
فلسطينية) للعمل على تنفيذ
المتطلبات. 3ـ
إلزام هذه الجماعات بإرسال
تقارير لها مرة شهرياً على
الأقل. فيما
يتعلق بقضايا الوضع الدائم،
ينبغي على رايس أن تعلن أنه
سيكون هناك جماعات عاملة (إسرائيلية
ـ فلسطينية) على قضايا القدس،
واللاجئين، والحدود، والأمن،
والمياه، وأنهم سيلتقون في
اجتماعهم الأول خلال أسبوعين
اثنين من نهاية المؤتمر. وينبغي
أن يكون وزراء الخارجية من كلا
الطرفين مسؤولين عن المنظمة
والتنسيق بين الجماعات
العاملة، ويتوجب تقديم تقارير
حول التقدم أو المشاكل في
الجماعات العاملة بشكل مشترك
لكل من رئيس الوزراء ايهود
أولمرت والرئيس الفلسطيني
محمود عباس كل أسبوعين أو ثلاثة
أسابيع. وينبغي إعداد الزعماء
لإعطاء التوجيه معاً واتخاذ
القرارات بحسب الضرورة إذا ما
كان لأي تقدم أن يتم إحرازه. ورغم
أن هذا كله قد يبدو متعلقاً
بالآلية إلى حد مفرط، فإن أمراً
واحداً هو شيء مؤكد: أن الأطراف
سيؤول بهم الأمر إلى مناقشة حول
الرسميات التي تصاحب المفاوضات
لفترة طويلة إذا لم يتم فرضه من
البداية. ولن يضمن أي من هذا
النجاح لأن تسوية تاريخية ينبغي
أن تصنع من قبل زعماء (أولمرت
وعباس) واللذين يواجهان معارضة
حقيقية وقيوداً عميقة. ولكن
إذا ما كان أنابوليس عملاً
يعتمد على فن الحكم وليس عملاً
يعتمد على الصناعة المسرحية،
فما يحدث بعده سيكون أهم بكثير
مما يحدث في أثنائه. *
(دنيس روس: مستشار في معهد
واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وقد كان مبعوثاً للولايات
المتحدة إلى المنطقة تحت إدارة
الرئيس بيل كلينتون وجورج. اتش.
دبليو. بوش. وكتابه الجديد هو: (فن
الحكم: وكيف نستعيد مكانة
أمريكا في العالم) ). ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |