ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بوش
في السعودية العربية توالي
العمل أو إضاعة الوقت سيمون
هندرسون* ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي لقد
قضى الرئيس بوش معظم أيام رحلته
ذات الأيام الثماني إلى الشرق
الأوسط في الخليج الفارسي، حيث
زار الكويت، والبحرين،
والمشيختين البارزتين في
الإمارات العربية المتحدة (أبو
ظبي ودبي) والسعودية العربية.
كحلفاء طويلي الأمد للولايات
المتحدة، فإن دول الخليج
العربية هذه ماتزال تنظر إلى
واشنطن باعتبارها الكفيلة
الأمنية الأساسية لما يبقى
منطقة خطرة. في مقابل الأمن،
تطلب الولايات المتحدة ثمناً
عالمياً معقولاً للنفط، ودعم
مساعيها لتأمين السلام بين
الإسرائيليين والفلسطينيين،
والتعاون في مواجهة تهديد
مساعيها لتأمين السلام بين
الإسرائيليين والفلسطينيين،
والتعاون في مواجهة تهديد إيران
مسلحة ربما نووياً. إن نجاح
الرحلة يمكن الحكم عليه بالتقدم
المستقبلي في هذه السياسات. ـ
فكرة الحرية: في
خطابه الأساسي في 13 كانون الأول
في أبو ظبي، خطابه الرسمي
الوحيد خلال الرحلة، ناقش
الرئيس أهمية الحرية في الشرق
الأوسط. وناقش بأن تقدم الحرية
كذلك كان تقدماً للعدل، وفي
مجتمع حر وعادل، فإن القادة
يكونون مسؤولين أمام أولئك
الذين يحكمونهم. وقد قلل
ظاهرياً من قيمة الكلمة (ديموقراطية)،
والتي ظهرت مؤخراً وحسب في
الخطاب، وقد قال الرئيس إنه وفي
مجتمع كهذا، يعامل الأفراد
باحترام وكرامة وبإمكانهم أن
يرتفعوا بقدر ما تتيح لهم
مواهبهم وعملهم الجاد. إن
لغة كهذه تصبح مثيرة للسخرية
نوعاً ما عندما يعتبر المرء أن
السعودية العربية، والكويت،
والبحرين، والإمارات العربية
هي جميعها ممالك سلفية أو
مشيخات (كما هي قطر وعمان
العضوان في مجلس التعاون
الخليجي اللذان لم يزرهما بوش).
محاسبة القادة هي ضعيفة في أفضل
أحوالها بالمعايير الغربية.
ويستطيع الأفراد الموهوبون
والذين يعملون بجد الإرتفاع
ولكنهم لن يصلون أبداً إلى
القمة، والتي هي مكان يهيمن
عليه أعضاء أقل موهبة في العمل
وينتمون إلى العائلات المالكة لقد
كانت أهداف بوش الحقيقية هي
إيران والقاعدة. إن الحديث عن
المتطرفين الذين يهيجون
القلاقل ويهددون طموحات الشعب،
كما حدد (النظام الموجود في
طهران) باعتباره (راعي الإرهاب
القيادي في العالم) بتحديه
للأمم المتحدة وقلقلته للمنطقة
برفض الانفتاح والشفافية حول
برامجه النووية وطموحاته. كما
حذر كذلك من (الحكم المظلم عبر
الشرق الأوسط) والذي تسعى
القاعدة لفرضه. إن
رد الفعل العام لخطابه كما
نقلتها التقارير تشير إلى أن
كلاً من القادة والشعب في دول
الخليج كانا في درجة أقل من
الاقتناع. ورغم أن الرئيس تلقى
ترحيبات دافئة ومهذبة (كما
تتطلب ثقافة الخليج العربي)،
فإن عدة سنوات خلت من الانتقاد
الموجه إلى الولايات المتحدة
عموماً والرئيس بوش بشكل خاص،
قد أوقعت تأثيرها بشكل واضح. إن
دول الخليج عموماً كما تقول
التقارير معنية بالاضطراب في
العراق، وما يرون أنه استمرار
المحاباة الأمريكية لصالح
إسرائيل، وما إذا كان العزل هو
أفضل طريقة للتعامل مع إيران.
إنهم يرون بوش كذلك، وقد بقيت له
سنة واحدة فقط في البيت الأبيض
قبل أن يمضي كبطة عرجاء. ـ
التجوال بالقضايا: بعيداً
عن السعودية العربية، فإن جميع
الدول التي زارها الرئيس بوش في
الخليج، وكذلك قطر وعمان، تسمح
بكرم للولايات المتحدة
باستخدام قواعدها العسكرية
للعمليات. إن مساحة التسهيلات
القاعدية هو إشارة تحذيرية إلى
إيران، ولكن الولايات المتحدة
تستخدمها كذلك للعمليات الجوية
الحرجة على العراق وأفغانستان. ماتزال
الكويت شاكرة لطرد المجتاحين
العراقيين في 1991 بقيادة
الولايات المتحدة وتستضيف قوة
أمريكية متعاقبة ضخمة تعبر من
وإلى العراق. لكن هناك حدوداً
لهذا العرفان بالجميل: فالكويت
قد رفضت دعوة للإنضمام إلى قمة
أنابوليس في تشرين ثاني 2007 عن
السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وقد
ذكر الإعلام الكويتي أن الأمير
صباح الأحمد الصباح كان قلقاً
حيال إمكانية الاستخدام
الأمريكي للقوة ضد إيران. وتبعد
الإمارات فقط عشرة أميال عن
الأراضي الإيرانية. وقد
استقبلت البحرين الرئيس بوش
بإعلان بأن خطوطها الجوية،
طيران الخليج، كانت تشتري ما
قيمته 6 بليون دولار من الطائرات
الأمريكية التجارية. والجزيرة
هي مركز الطيران الأمريكي
الخامس، السفن التي تؤمن صادرات
المنطقة بأكملها من النفط
والغاز. بالصدفة، فإن أهمية هذا
الدور كانت قد أكدت بالاشتباك
القوي في 6 كانون الثاني بين
ثلاث من السفن البحرية
الأمريكية وقوارب سريعة
إيرانية في مضيق هرمز. ولكن
الملك حمد هو ملك سني يحكم شعباً
فيه ما يزيد على 65% من الشيعة،
وهو نفس المذهب في إيران، والتي
كان لديها ذات مرة ادعاء
إقليمياً بالجزيرة. وقبل أيام
فقط من وصول بوش، كان هناك أعمال
شغب شيعية احتجاجاً على وفاة
متظاهر معارض للحكومة. وتخوض
الإمارات العربية نزاعاً
إقليمياً مشحوناً مع إيران،
والتي ترفض تسليم ثلاث جزر
استولت عليها في عقد السبعينات.
ومثل الدول الأخرى التي زارها
بوش، فإن الإمارات العربية
المتحدة مرتبكة حيال التقديرات
الوطنية الاستخباراتية
الأمريكية الأخيرة في إيران،
والتي أكدت أن عمل إيران على
تطوير أسلحة نووية قد توقف. ومثل
الدول الأخرى التي زارها بوش،
فإن الإمارات العربية المتحدة
تشعر بالحيرة حيال تقويم
الاستخبارات الوطني المتعلق
بإيران، والتي أكدت أن عمل
طهران على تطوير الأسلحة
النووية قد توقف. وقد تلقى خطاب
بوش في أبو ظبي إطراء مهذباً
وموجزاً. الإمارة الكبرى، والتي
تنتج 8% من احتياطي النفط
العالمي (والتي يقع فيها أغلى
فندق في العالم، حيث نزل الرئيس)،
أبو ظبي تزود بتكتم قاعدة جوية
تستخدمها الاستطلاعات
الأمريكية وطائرة ناقلة للنفط.
مع ذلك، وبعد يومين من زيارة
بوش، وخلال زيارة قام بها
الرئيس الفرنسي نيكولاس
ساركوزي، أعلنت الإمارات في وضح
النهار عن اتفاق لاستضافة قاعدة
فرنسية عسكرية. وتتيح إمارة دبي
المجاورة لسفن الحرب الأمريكية
أن تزورها ولكنها تدين بالكثير
من نجاحها إلى الصلات التجارية
مع إيران، التي ليست سوى رحلة
قصيرة عبر الخليج. لقد
كانت السعودية العربية على
الأرجح الدولة الأكثر إزعاجاً
للرئيس بوش ليصبح منخرطاً في
تشجيع عملية سلام فلسطينية. كما
أنها تعتبر قصور التقدم الحالي
في القضية كتهديد لقيادتها
للعالمين العربي والإسلامي.
ولكن المملكة ترفض أي إيماءة
مباشرة تجاه إسرائيل حتى تنسحب
من الأراضي التي احتلتها في عام
1967، وقد انضم وفد سعودي إلى قمة
أنابوليس بعد أن منحه قرار
الجامعة العربية غطاء
ديبلوماسياً. فيما
يتعلق بإيران، قررت المملكة أن
تختار الارتباط على العزلة. ففي
الشهر الفائت، رحب الملك عبد
الله بالرئيس محمود أحمدي نجاد
بالحج إلى مكة. وهذا الشهر، أطلع
وزير الخارجية السعودي الأمير
سعود الفيصل نظيره الفرنسي أن
سلوك واشنطن بمواجهة إيران لم
يكن الحل؛ فإذا ما كان لدى عرب
الخليج مشكلة مع إيران، كما
قال، فإن عليهم أن يتحدثوا مع
طهران، كما ينبغي للجيران أن
يفعلوا. في الحقيقة، فإنه عندما
غادر ساركوزي قبل ساعات فقط من
وصول بوش، كانت سواري العلم لدى
العودة من المطار ترفع كلاً من
العلمين الفرنسي والأمريكي،
وهي إشارة ديبلوماسية واضحة على
أن الولايات ليست الحليف الوحيد
للمملكة. رفض
أوضح للولايات المتحدة كان الرد
السعودي السريع لطلب الرئيس بوش
لزيادة إنتاج النفط. وقد أعلن
وزير النفط السعودي علي النعيمي
بسرعة أن المملكة ستزيد إنتاجية
النفط فقط عندما يكون السوق
بحاجة لذلك. ويبدو أن الأيام
التي كانت المملكة تصف فيها
سياستها النفطية على أنها (مزود
معتمد بسعر معقول) قد ولت. ـ
الحكم على الرحلة: الجوانب
السياحية لرحلة الرئيس بوش،
رقصات السيوف، والعروض التي
قدمتها الخيول الأصيلة، وصقور
الصيد المغماة، تبدو من الغرابة
بمكان إلى جوار المهمات الكبرى
مثل السلام الإسرائيلي ـ
الفلسطيني، وتهديد إيران
النووي، (إلا إذا كانت لحظات
الاسترخاء غير الرسمية قد عكست
انخراطاً شخصياً يمكن أن يتحول
إلى مصلحة ديبلوماسية بعد ذلك).
ما إن يعود من رحلته الطويلة إلى
الوطن، فإن على الرئيس بوش
ومستشاريه أن يقرروا كيفية
تخفيض أي تأثير حيال تعليقات
الخصوم التي ذكرتها التقارير
والإشارات القادمة من عرب
الخليج، فيما يتعلق بسياسته
تجاه إيران. إن الوعد بأسلحة
جديدة بقيمة 20 بليون دولار،
أعلن هذا الأسبوع، قد لا ينشأ
عنه الكثير من قوة الفعالية. لقد
قال الرئيس إنه سيدفع عملية
السلام قدماً، وإنه سيعود إلى
إسرائيل هذا الصيف للاحتفال
بالذكرى الستين. وستعزز الحركة
الأخيرة على الأرجح رؤية عرب
الخليج للمحاباة، ومن المحتمل
أن يعرض للخطر مساعيه للحصول
على مساعدتهم الديبلوماسية
والمالية لدعم الرئيس
الفلسطيني محمود عباس وعزل حماس. 17
كانون الثاني 2008 *سيمون
هندرسون: باحث مساند ومدير
لبرنامج الخليج وسياسة الطاقة
في معهد واشنطن. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |