ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المعارضة السورية

جماعات حقوق الإنسان

1-2

جوشوا لانديز وجوبيس

واشنطن الفصلية - شتاء 2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

تعمل عشر منظمات لحقوق الإنسان ومركزان لدراسات حقوق الإنسان، وكذلك سلسلة من الجمعيات الأصغر ذات الإصدار الفردي، من مثل لجنة تحرير السجناء السياسيين، العاملة في سورية. ولأنه لا توجد أي وكالة في داخل الحكومة تستوعب اهتمامات هذه المنظمات، فإن عملهم الرئيسي هو جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان وإصدار منشورات مطبوعة مع شجب أو دعوات لإطلاق سراح المحتجزين. هذه الجماعات هي ـ وهو أمر موضع جدل ـ أكثر الأطراف فعالية في المعارضة السورية. إن التكرار المتزايد الذي تسلم به العائلات التقارير إلى هذه المنظمات يشير إلى الثقة التي قد بنتها مع مجموعة من الشعب. لقد أصبحوا كذلك أكثر دهاء في اتصالاتهم، فبتغذية تدفق ثابت من المعلومات إلى المنظمات الدولية غير الحكومية، يردعون حدوث الإساءات الأكثر سوءاً.

لسوء الحظ، فإن هذه الجماعات لها نصيبها من المشاكل. فالعضوية غير جدية، وبالنسبة لأولئك الذين ينتمون رسمياً، فإن جزءاً منهم يشارك وحسب. على سبيل المثال، فإن جميع أبحاث وتقارير ومراسلات ومطبوعات الصحافة لجمعيات حقوق الإنسان في سورية في عام 2004 كانت من إنتاج امرأة واحدة. لقد انشقت المنظمة السورية لحقوق الإنسان، لقد كانت الجماعة الجوهرية تتألف من عشرة أعضاء فقط، وكان لدى الجماعة المنشقة شخص يعتقد على نحو واسع أنه عميل أمني للدولة.

بل وحتى منظمات أحسن تهيئة تدار بميزانيات ضئيلة، تعتمد على مساهمات لمنشئيها. عضوية بالكاد تتجاوز مجموع حفنة مئات من الدولارات شهرياً أو على الثروة الشخصية. وقد قوض الإجهاد المالي الثابت الممارسات السياسية في داخل هذه المنظمات. فغالباً، ما يكون مقر المنظمة الوحيد هو المكتب الشخصي للناشط، مما يمنحه أو يمنحها تأثيراً بلا حدود على العمليات الداخلية. أحد الناشطين والذي قطع علاقته مع جمعية لحقوق الإنسان تأسف على أن منشئها وصاحب مكتبها (يدير الجمعية وكأنها اقطاعية شخصية). لا يوجد هناك حيز للتجمعات المحايدة، فإذا ما نشأ نزاع شخصي بين المالك وناشط آخر، فإن الآخر مكره على الاستسلام أو الفصل.

ثم هناك النزاعات الشخصية بين المنظمات، ويوضحها قرار منظمات حقوق الإنسان المتعددة بمقاطعة مظاهرة أمام (المحكمة الأمنية الوطنية العليا) أثناء محاكمة الناشط أكثم نعيسة، مع الاحترام لمجتمع يظهر أقصى درجات تلاحمه عندما يواجه أعضاؤه محاكمات سياسية مشينة. هذه المصاخبات تحد من التعاون ومن تشارك المعلومات، والتي تؤدي إلى استخدامات زائدة عن الحاجة وغير فعالة للموارد المنظماتية.

منتديات ولجان المجتمع المدني:

إن المجتمع المدني في سورية هو أرض بور. حتى في قمة توهج بشار الإصلاحي، فإن النظام يرفض الترخيص للجماعات المنشقة، ويختار بدلاً من ذلك التسامح مع عمليتهم غير الشرعية حتى تملي المواءمة السياسية بغير ذلك. إن جمعيات المجتمع المدني القليلة التي تم ترخيصها هي إما مشاريع معززة من قبل شخصيات النظام، من مثل جمعيات التنمية العائدة إلى زوجة الرئيس، أو نقابات مهنية، والذين تنتخب قيادتهم بالقانون من مواليي حزب البعث.

------------------------

المعارضة السورية 2-2

واشنطن الفصلية - شتاء 2007

بعيداً عن جمعيات حقوق الإنسان، فإن الجمعيات المدنية الوحيدة التي تبقت خلال إجراءات شتاء دمشق الصارمة كانت  (لجنة إحياء المجتمع المدني) و(منتدى جمال الأتاسي للحوار الديموقراطي). وقد كانت الأهداف المعلنة لهذه الجمعيات متعددة الوجوه. وكان من المفترض أن يقوموا بإيجاد منتدى للإعراب عن وجهات نظر انتقادية، تكون مرحلة تأسيسية للتمهيد معاً لمنبر موحد، والعمل كقوة موازنة للطائفية، بتسهيل الحوار بين الجماعات الإثنية والدينية المختلفة. لقد اختلطت أوراق التقرير. لقد اجتذبت اجتماعات منتدى جمال الأتاسي الشهرية بانتظام مئات من المشاركين، وبثبات أكثر من التظاهرات، ولكن هذه الاجتماعات لم ينتج عنها أي نتائج ملموسة. وكما قال أحد الناشطين، (فقد كان أناس يعبرون عن رؤاهم ويعارض آخرون، وعندما ينتهي المنتدى، فإن الناس يعودون إلى بيوتهم دونما التوصل إلى حل الجدال نهائياً. إن ثلاث ساعات من الحديث في الشهر لن ينشأ عنها معارضة موحدة). مع كل ذلك، فإن منتدى الأتاسي يقدم مسرحاً هاماً لشخصيات المعارضة بحيث ترى وتسمع بشكل علني. إنها إشارة لليسار العلماني بأن وعي الشعب لم يتم محوه. كما أنه مفيد للرئيس كدليل على أنه ليس معارضاً بشكل مطلق لحرية التعبير.

الأحزاب السياسية:

إن الأحزاب السياسية هي الوصلة الأضعف في المعارضة. فباستثناء المعارضة الكردية، حيث أن أعضاءها مشهورون بقوميتهم، ولم يغرس أي منها جذوراً في المجتمع. إن تعداد أكبر عضوية في الأحزاب غير الطائفية أقل من 1000، مما يجعل الشخصيات الأمنية النشطة تفوقها عدداً إلى درجة كبيرة.

خلافاً للافتراض الشعبي، فإن سورية لا تعاني من نقص في أحزاب المعارضة السياسية. في الحقيقة، فإن المشكلة هي وجود وفرة من هذه الأحزاب، رغم حقيقة كونها كلها غير قانونية من الناحية التقنية. أحزاب الرجل المصنوع من القش، والتي تتألف من متعهدين أو ثلاثة متعهدين شكلوا بهذا التواتر إلى درجة أن الناس قد توقفوا عن حفظ المسار. إن ترافق الضغوط الأمنية ونقص الديموقراطية الداخلية قد أدى إلى هشاشة الأحزاب وميلها إلى التشظي. فعملاء الدولة يتسللون بسهولة إلى الأحزاب، ويحركون الخلافات الداخلية، ويشكلون أحزاباً منشقة بأعضاء ناقمين. لا يوجد هناك أي مثال أفضل على ميل المعارضة السورية إلى التصدع من التعداد المدهش للأحزاب الكردية، والذين تتغير أعدادهم بشكل كبير لدرجة أنه من النادر أن يذكر مراقبو معارضة نفس العدد. ورغم أن المؤشرات الأخرى ـ المظاهرات الشعبية، وتجمعات المجتمع المدني، ووجود المنشقين في الإعلام ـ تعكس ازدياد نشاط المعارضة من عام 2002ـ2005، إلا أن العضوية في الحزب قد انخفضت في الواقع خلال هذا الوقت. لقد أثبتت الأحزاب بشكل خاص عدم كفاءتها في تجنيد الشباب. رياض الترك، زعيم الحزب المعارض الأكثر تقديراً، قد أحس حزبه السنة الفائتة بهذا المأزق في العمل (ليس لدنيا منصة مناسبة للظروف الحالية التي يواجهها المجتمع.. طلاب الجامعات، والشباب، وأولئك الذين من الريف، لا يجد أي واحد منهم أي شيء في المعارضة يلائمهم).

الناصريون، والذي لا يزالون متمسكين بمنصة جمال عبدالناصر للقومية العربية والاقتصاد الاشتراكي، واليساريون الذي يهيمنون على أكبر تحالف حزبي معارض في سورية، التجمع الوطني الديموقراطي، ينظر إليهم على نحو واسع بأنهم رفات من الماضي، يتشبثون بإيديولوجية انهارت مع انهيار الاتحاد السوفييتي. حزب الترك ثاني أكبر حزب في التجمع، كان واحداً من قصص النجاح القليلة. الحزب الذي كان سابقاً الحزب الشيوعي، تم تحديثه ليصبح ليبرالياً مع منصة تحديد وقيادة أحدث وأصغر سناً. وفق معظم الروايات، فإنه الحزب الوحيد ذو قاعدة عضوية صاعدة بثبات. وبالنظر إلى تفتت المجتمع السوري السياسي، فإن العمود الفقري للمعارضة في فترة ما بعد الربيع قد أصبح يتألف من المثقفين والناشطين المستقلين والذين لديهم في أحسن الحالات تجمعات للقراءة دونما مستتبعات. وكما لاحظ الناشط عمار قربي، (في الحقيقة فلا وجود لشيء مثل المعارضة. إن هناك ناشطين أفراداً وكتاباً).

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ