ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خيارات
إسرائيل السياسية في
قتال غزة ديفيد
ماكوفسكي: باحث كبير ومدير في
معهد واشنطن للـ(المشروع في
عملية سلام الشرق الأوسط). ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي إن
تراث إسرائيل في حربها غير
المحسومة ذات الـ(34) يوماً مع
حزب الله في الـ(2006) يحوم حول
عمليات إسرائيل العسكرية
الحالية في غزة. تعتقد إسرائيل
أنها فقدت ردعها في هذه الحرب،
وأن حملة إسرائيل ضد حماس ينبغي
أن ترى على أنها سعي لاستعادة
ذلك الردع. ويعتقد المسؤولون
العسكريون الإسرائيليون أنه لو
كانت حماس تخاف من إسرائيل، لما
أطلقت الصواريخ على المدن
الإسرائيلية ولقامت بدلاً من
ذلك بتجديد وقف إطلاق النار ذي
الستة أشهر. مع
ذلك، فإن الصراع الحالي سيصل
إلى نقطة حيث سيتوجب على صناع
السياسة الإسرائيليين أن
يقرروا فيما إذا كان تصعيد
الصراع سيعزز قوة ردعها أم
سيتآكله. أحد
الدروس الهامة في حرب الـ2006، هو
أن الصراع باختصار،
فإن صانعي القرار الإسرائيليين
سيحاولون تحديد أفضل النتائج
للصراع في الوقت الذي يعززون
فيه الردع. على الرغم من ذلك فإن
هذا يعقده أن من المرجح أن تحدد
حماس النجاح لنفسها بالمعنى
الضيق للبقاء، كما فعل حزب الله
في الـ2006. وبما أن الحال كذلك،
فقد تريد حماس استدراج إسرائيل
إلى صراع متطاول يتم النظر إليه
باعتباره غير محسوم. في هذه
الحال، فإن حماس غير المقيدة
بالحاجة إلى إيجاد أهداف عسكرية
ستسعى إلى الاستمرار في إطلاق
الصواريخ بشكل عشوائي، و القول
أنها إنما تقاتل في سبيل
الإجلاء. ـ أمور متشابهة بين
الـ2006 والـ2008: أولاً،
إنه لمن الجدير ملاحظة وجود بعض
الأمور العامة المشتركة بين
المواجهتين. ففي كليهما، تلك
التي في عام 2006 والآن، قام
المسؤولون العرب بتحميل اللوم
في النزاع على لاعبين غير
دوليين بتكليف من إيران. في مطلع
صراع الـ2006، اعتبرت دول مثل مصر
والسعودية العربية حزب الله
مسؤولاً عن اندلاع الحرب ولم
تظهر حزب الله كطرف مظلوم كما
تأملت الجماعة. أيضاً،
في مخرجات كلا الحربين سارع
الشعب الإسرائيلي عبر الطيف
السياسي إلى التأييد، وكانت
الرؤية العامة في كل حالة أن
إسرائيل لديها الحق في ضرب
اللاعبين غير الدوليين من مثل
حزب الله وحماس دفاعاً غن
النفس، بما أن هذه الجماعات
كانت تعمل عبر الحدود الدولية
ويتم إطلاقها من داخل كثافة
سكان مدنية، خصوصاً بما أن
إسرائيل انسحبت من لبنان في عام
2000، ومن غزة في في عام 2005، ولا
يرى الشعب الإسرائيلي أن أياً
من الشعبين لديه تظلمات مشروعة
نظراً إلى هذه الانسحابات. الاختلافات
الرئيسية ما بين الحربين واضحة
كذلك. فالإشارات الأولية تظهر
أن إسرائيل قد تعلمت الدروس من
الـ2006 والتي قدمتها لجنة
وينوغراد، والتي درست أخطاء
الحرب. لم ترد إسرائيل
انعكاسياً كما فعلت في الـ2006،
بل على الأرجح أنها خططت لردها
بحذر بل وحققت حتى عنصر مفاجأة.
وإذا ما كان رئيس الوزراء
الإسرائيلي إيهود أولمرت قد رفع
التوقعات بإخبار الكنيست أن
إسرائيل سوف تسحق حزب الله، فإن
المسؤولون الإسرائيليون
يحاولون إلى درجة كبيرة تخفيض
التوقعات بالقول إنها تسعى إلى
حفظ الهدوء للمحافظات
الإسرائيلية والمدن القريبة من
غزة. إذا ما كان صراع الـ2006
دليلاً لما ينبغي عمله وما
ينبغي تجنبه، فإن إسرائيل الآن
تقترب بسرعة من مفترق الطريق
فيما يتعلق بتمديد العملية. وهي
نقطة ظهرت عندها في 2006 مدرستين
فكريتين مختلفتين في إسرائيل.
وقد اعتقدت مدرسة المبالغين أن
فشل إسرائيل في هذه الحرب كان
يعود إلى نقص التنافس العملياتي
لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي
كان يرأسه حينها وزير الدفاع
المبتدئ عامير بيريز، وأن
تكتيكات أفضل كانت ستؤدي إلى
تدمير حزب الله. بينما اعتقدت
مدرسة المقللين أن إسرائيل قد
وصلت إلى نقطة العوائد
المتناقصة في الحرب وأن المزيد
من التحرك في الحرب وأن المزيد
من التحرك سيقوض ردع إسرائيل
بما أنها ليس لديها وسائل
لتسجيل نصر حاسم عندما تكون
جماعة ما متمركزة ضمن شعب مدني.
إن كلاً من وزيرة الخارجية
تسيبي ليفني وإيهود باراك،
واللذين لم يكونا في مجلس
الوزراء في الـ2006، كانا منضمين
إلى المقللين في ذلك الوقت،
ولقد اعتقد هذان الاثنان أن
الافتقار إلى استراتيجية خروج
قد مكنت حزب الله من إعلان نفسه
على أنه المنتصر بعدما يزيد على
شهر من القتال. وقد شعروا أنه قد
ثبت كونهم على حق عندما أجبر زخم
حزب الله وتغير المشاعر في
الدول العربية إسرائيل على
القبول بقوة حفظ السلام الدولي
تحت قرار مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة (1701). ورغم أنه قد
منع من اندلاع حروب جديدة، فإن
هذا القرار قد مكن حزب الله من
إعادة التسلح لدرجة أعلى بكثير
من مستوياته السابقة. ـ خيارات إسرائيل
السياسية: من
الواضح أن خطوات إسرائيل
السياسية ينبغي أن تكون مخصصة
لأهدافها السياسية. ولكن ما هي
الأهداف اليوم وكيف تتعلق
الخطوات العسكرية بها؟ يبدو
أن الخيارات اليوم هي: ـ
استمرار الهجوم الجوي. هذه
المقاربة مصممة لإجبار حماس على
القبول بتجديد وقف إطلاق النار
وفق شروط الستة أشهر الأخيرة. ـ
قبول مقترح دولي لوقف إطلاق
النار. تشير
عدة تقارير في إسرائيل إلى أن
باراك كان يفضل القبول بمقترح
فرنسي لوقف إطلاق النار إنساني
لـ48 ساعة. رغم ذلك، فما إن ضربت
بيرشيفا رفض مسؤولو مجلس
الوزراء الإسرائيلي المقترح. إن
بإمكان الخطة الفرنسية الإبقاء
على عداوة النظام العربي لحماس
وتجنب القتال المتطاول والذي قد
يخدم أهداف حماس. ـ
فتح نقطة معبر رفح بين غزة ومصر
وإغلاق جميع نقاط العبور
المؤدية إلى إسرائيل. سيساند
هذا أولئك الذين يقولون أن لدى
إسرائيل مصلحة استراتيجية في
ربط غزة بمصر، مما يمكن إسرائيل
بالتالي من غسل يديها من غزة.
وسيكون الوجه الآخر أن هذا
سيؤدي إلى توتر إسرائيلي ـ
مصري، حيث أن مصر ستقوم بأي شيء
ممكن لتجنب تحمل المسؤولية عن
غزة وستصور التحرك على أنه
تجزئة للشعب الفلسطيني. إضافة
إلى ذلك، فإن متنقصي إسرائيل في
الأمم المتحدة وأماكن أخرى
ستؤكد على أنه ينبغي على
إسرائيل أن تعتبر مسؤولة عن
غزة، بما أن إسرائيل ستستمر في
السيطرة على الفضاء الجوي وحافة
الشاطئ. أخيراً،
فإن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية
ستخشى من أن يزيد فتح نقاط
العبور تدفق الأسلحة إلى غزة. ـ
البدء بهجوم بري على جنوب غزة
لتدمير الأنفاق التي كانت
تستخدم كجوارير للصواريخ
الأكثر تعقيداً من الكاتيوشا أو
غراد ذات المدى
الأطول، و/ أو الشروع بهجوم بري
على الفلسطينيين. وفي حين أن
فائدة هجوم بري جنوبي مصمم
لإيقاف تدفق الأسلحة، فإن هذا
التكتيك سيتضمن كذلك المخاطرة
بأن يصبح جنود إسرائيليون
أهدافاً في حرب قذرة في مناطق
معمورة. إضافة إلى ذلك، فإنها
سوف تسمح لحماس باستغلال حوادث
الإخفاق في إطلاق النار ضد
المدنيين.. بغية التأثير في
الحكومات العربية لإسكاتها ضد
حماس. إذا ما كانت إسرائيل تريد
السيطرة على منطقة الحدود
المصرية مع غزة، فإن عليها أن
تفكر عبر من ترى أنه يسيطر على
المنطقة بعد انتهاء الصراع. هل
ستكون إسرائيل؟ سلطة محمود عباس
الفلسطينية؟ أم قوة إسلامية
يقودها جيش مؤسس لديها علاقات
مع إسرائيل مثل تركية؟ ـ
شن هجوم بري واسع النطاق في غزة
لطرد حماس. وقد قال مسؤولون
إسرائيليون أمنيون أن الأمر قد
يستغرق عاماً لإعادة احتلال غزة.
وإذا ما تابعت هذا النهج، فإن
الكثيرين يقولون أن إسرائيل
ستفقد العديد من الجنود في صراع
في منطقة مأهولة، ومن الممكن
أنها ستواجه معارضة دولية لا
يمكن التغلب عليها، مما سيمنح
طهران نصراً محتملاً في توحيد
العرب ضد إسرائيل. وسيقول آخرون
أن الهدف يستحق المتابعة بغض
النظر عن الثمن. ـ
غزة وإدارة أوباما: هناك
العديد من المتغيرات المتضمنة
في التنبؤ الدقيق بالكيفية التي
سيؤثر بها هذا القتال على
الإدارة الأمريكية الجديدة. إن
من المبرر الاعتقاد بأن إسرائيل
سوف ترى العديد من المصائد أمام
استمرار هذه العملية حتى تنصيب
الرئيس المنتخب باراك أوباما:
إن منظور الأرض قد يبدو مختلفاً
تماماً بحلول 20 كانون الثاني.
فيما وراء خصوصيات العملية،
ينبغي إعطاء أفكار جدية في
واشنطن حول كيفية التعامل مع كل
من الطبيعة المتغيرة للحرب
وتأثير حرب كهذه على حل الصراع. إن
الحروب بين الدول التي هيمنت
على الصراع العربي الإسرائيلي
من عام 1948 وحتى 1973 قد تم
استبدالها بلاعبين غير دوليين
يطلقون بشكل عشوائي من داخل
شعوب مدنية في المناطق التي
انسحبت إسرائيل منها ويتوقعون
بعد ذلك أنهم محصنون من الثأر. سواء
كانت الانتفاضة الفلسطينية
فيما بين عام 2000 و2004، وحرب حزب
الله في عام 2006، أو حرب غزة في
عام 2008، فإن هذه الطبيعة
المتغيرة للحرب ضد المدنيين
ينبغي أن ينظر إليها بطريقة
عادلة. فالفشل في ذلك يضمن
فعلياً أن مقاربة إسرائيل
للحصول على الأرض في الضفة
الغربية سيصعب الأمور وحسب، مما
يضعف بالتالي احتماليات حل
دولتين. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |