ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تحالف
ايران- سوريا: البعد الاقتصادي بقلم:
نيمرود رافيلي *& بيانكا
غيرشتين** غلوبال
بوليتيشين 29/7/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي ان نظرة
الى العلاقات الإيرانية
السورية تكشف أنه و ما وراء
الدعاية التي يقومون بها, فان
هذه العلاقات لا تحمل سوى منافع
ضئيلة بالنسبة الى سوريا اضافة
الى منافع تافهة بالنسبة لإيران.
إن التحالف ما بين الدولتين
يقاد أولا و أخيرا بمصالح
سياسية و إستراتيجية و ليس
باعتبارات اقتصادية. و بسبب أنه
لا سوريا و لا إيران تعتبران
مصدرا موثوقا للمعلومات فإنه من
الصعب رسم صورة واضحة حول طبيعة
و عمق هذه العلاقات الاقتصادية.
وغالبا ما تخالف الأرقام
المزيفة الواقع من أجل خدمة
أهداف سياسية. وفي كثير من
الأوقات يبدو أن الدولتين
تنخرطان في خداع متبادل من أجل
خلق أساطير حول التعاون
الاقتصادي الموجود على الورق
فقط. الى حد أن هناك عمقا في
العلاقة, و لكنه سياسي و
استراتيجي و ليس اقتصاديا. نظرة
عامة ان
العلاقات سريعة النمو بين سوريا
وإيران يعود تاريخها الى عام 1979,
عندما عاد الإمام روح الله
الخميني منتصرا من منفاه في
فرنسا لإطلاق أول ثورة إسلامية
كاملة في التاريخ الحديث. و قد
أشر هذا التاريخ الى بداية
تاريخ جديد من الحكم الاسلامي
اللاهوتي القائم على ولاية
الفقيه, و الذي كان في هذه
الحالة الإمام الخميني نفسه. و
ما أن أرست الثورة أقدامها و
هزمت معارضيها المحليين حتى
بدأت الإستراتيجية الجديدة
بالعمل وتتمثل في
تصدير عقائد الثورة
الإيرانية الاسلامية الى باقي
دول الشرق الأوسط. و قد أثارت
هذه الثورة الشيعية القلق داخل
الأنظمة السنية في المنطقة فما
كان من الرئيس العراقي صدام
حسين ، و بدعم من دول عربية سنية
توافقه في التفكير ،الا أن قام
بإطلاق صراع دموي مع إيران
استمر لمدة 8 سنوات (من العام 1980
الى 1988) مما تسبب في إحداث خسائر
مرعبة في كلا الجانبين كما أدت
الحرب الى نشر الخراب و الدمار
في البنية التحتية و الأصول
الاقتصادية في كل من إيران
والعراق. و مع
اندلاع الحرب بين العراق و
إيران فقد وقفت سوريا العلمانية
الى جانب إيران ليس حبا
بحكومتها الدينية الشيعية و
إنما بسبب توقع أن الحرب سوف
تقضي على أعداء سوريا اللدودين
في بغداد. و قد كانت كراهية صدام
و فوق أي اعتبار آخر هي التي
صاغت إستراتيجية سوريا فيما
يتعلق في الصراع. علاوة على ذلك
فقد كانت كراهية صدام هي التي
تقف خلف انضمام الرئيس السوري
الراحل حافظ الأسد الى جانب
التحالف الذي قادته الولايات
المتحدة عام 1991 و الذي أدى الى
طرد الجيش العراقي من الكويت,
الذي كان قد غزا
الكويت قبل سنة من ذلك. و قد
رحبت جمهورية إيران الاسلامية
فعليا بسوريا كحليف ضد العراق
كسبيل لكسر جدار الكراهية الذي
وضعته الدول العربية السنية و
خصوصا مصر و السعودية لحمايتهم
من الثورة الإيرانية. و بعد
عقدين على ذلك أعلن وزير
الخارجية الإيراني منوشهر متكي
في دمشق أن " العلاقات
الإستراتيجية بين الدولتين
المهمتين في المنطقة هي أمانة
وضعت في أيدينا من قبل الإمام
الراحل الخميني قدس الله سره,
و الرئيس الراحل حافظ الأسد"
(1) و لكن متقي لم يمنح نفس
التقديس للرئيس الأسد. لقد كان
الرئيس حافظ الأسد سريع البديهة
و متقنا للحسابات, كما كان قوميا
عربيا حتى الصميم. و قد أبقى
جميع الأوراق قريبة من صدره و
سياسته الخارجية لم تتأثر
بالجمهورية الاسلامية. و قد
كانت هذه طريقته في إبقاء سوريا
مستقلة في الساحة العربية و في
نفس الوقت كان يحصل على
المساعدات الاقتصادية و الدعم
السياسي من إيران. و بكلمات
الصحفي و الكاتب السوري حسين
العودات :" لقد كسبت سوريا
اقتصاديا دون أن تخسر جبهة
العالم العربي كما حافظت على
استقلالية قرارها " (2) و على
الرغم من أن الأسد و صدام كانا
مختلفين سياسيا, الا أن هذا لم
يمنع صدام من استخدام خط أنابيب
نفط كركوك لتهريب النفط الى
سوريا في خرق لعقوبات الأمم
المتحدة و المعروفة باسم النفط
مقابل الغذاء, كما لم يمنع
الخلاف السياسي سوريا من قبول
النفط العراقي بأسعار تفضيلية
منخفضة جدا. و عندما تم مواجهة
سوريا فيما يتعلق بقبول تهريب
نفط العراق كان الرد السوري هو
أنها كانت تقوم فقط باختبار خط
الأنابيب. اذا كان
هناك ما يميز سياسات حافظ الأسد
فهو" الحذر", معززا بقدرة
الموازنة بين المصالح
المتعارضة. لقد كان كل من إيران
وسوريا معزولتين في المنطقة,
وقد سعى كل منهما لدعم بعضهما
البعض. ان العقوبات المفروضة من
قبل الولايات المتحدة على كلا
الدولتين – و في حالة إيران
العقوبات المفروضة من الأمم
المتحدة أيضا-
دفعت كليهما الى البحث عن نقاط
القوة من أجل تجنب آثار العزلة
الدولية. الأسد الابن الذي
يفتقر الى الخبرة و المغامرة
لربما وجد رفيقا روحيا له و
مصدرا للراحة في موقفه المنعزل
دوليا في الرئيس الإيراني
الشعبي محمود احمدي نجاد منذ
العام 2005. ان بشار الأسد لا يمكن
أن يتغاضى عن بيان مثل البيان
الذي أصدره وزير الدفاع
الإيراني في أن "أمن دمشق
أكثر أهمية من أمن طهران ذاتها".
(3) إن
الأسد سوف لن يكون شخصا قوميا
اذا أعلن أن أمن طهران أكثر
أهمية من أمن دمشق. لقد
ظهرت عزلة دمشق جليا في القمة
العربية التي عقدت في دمشق في
29-30 مارس 2008. يكفي ان نشير الى أن
من بين التسعة رؤساء الذين
تغيبوا عن القمة كان هناك 6 منهم
من الدول الرئيسة السبعة
الأعضاء الذين قاموا بتأسيس
الجامعة العربية و هم : السعودية
و مصر اليمن و لبنان و الأردن و
العراق. وسوريا هي العضو السابع
المؤسس للجامعة العربية و هي
الدولة الوحيدة من هذه الدول
التي حضر رئيس جمهوريتها القمة.
بالنسبة لإيران فقد شكلت
العلاقات المتنامية مع سوريا
أهمية كبيرة و لكنها كانت بعيدة
كل البعد عن الحصرية. فإيران لم
تكن راغبة في وضع كل بيوضها في
السلة السورية, فقد تحركت إيران
بقوة لنصب أقمارها الصناعية
البديلة مثل حزب الله في لبنان و
المليشيات الشيعية في العراق, و
حركة الجهاد الاسلامي و حماس في
قطاع غزة. وفي كل هذه
المساعي كانت سوريا تعتبر لاعبا
ثانويا و ليس شريكا كاملا. في
الحقيقة قد يكون ارتفاع حزب
الله في لبنان قد ساهم في الحد
من تطلعات سوريا للقيام
بالسيطرة الشاملة مرة أخرى على
لبنان. بعيدا
عن الصراع طويل الأمد على لبنان.
فان لدى البلدين القليل من
الاهتمامات المشتركة: الهوية
العربية مقابل الهوية
الإيرانية و العلمانية مقابل
نظام لاهوتي, أغلبية سنية في
مقابل سيطرة شيعية في ايران. ان
قضية الهوية العربية مقابل
الهوية الفارسية بالتحديد هي
عامل أساسي في التاريخ الثقافي
السوري. ان نظام بشار الأسد الذي
بني على دعم الأقلية
العلوية (وهي فرع من الشيعة), يجب
أن يقلق من تنامي الحركة
السلفية داخل الأغلبية السنية
في سوريا كتلك الموجودة في
السعودية و التي تعتبر أن من
يتبع الفرع الشيعي من الاسلام
هم عبارة عن كفرة. و فيما يتعلق
بهذا الشأن فان على سوريا أن
تقلق حيال ال 1.5 مليون لاجئ
عراقي الموجودين على أراضيها و
أغلبهم من السنة من الذين هربوا
من الطائفية في العراق و التي
وقعت تحت السيطرة الشيعية
الإيرانية. كما أن
على سوريا أن تشعر بالقلق من
السيطرة الإيرانية في العراق, و
التي قد يكون لها دور مضاد
لقوميتها العربية و التي قد
توحد الأمة العربية في وقت قريب.
ان دمشق ترى في نفسها قلب
العروبة الثقافي النابض و على
الرغم من ذلك فان ايران صديقة و
حليفة لها, ان العراق المجاورة و
التي تسيطر عليه ايران قد يشكل
لعنة على تطلعات
و طموحات سوريا العربية. في
الواقع فانه من الأفضل أن تبقى
ايران مفصولة عن سوريا بالمسافة
الشاسعة للعراق. في
كلمته في حفل افتتاح "دمشق
عاصمة للثقافة العربية" أطلق
بشار الأسد على دمشق "عاصمة
الكرامة العربية و ليست ببساطة
مدينة أو عاصمة". و قد قال :"
ان دمشق تحمل معنى كبيرا في
الوعي العربي, كمنبع للثروة
الروحية و مصدر للإبداع". و قد
خرج في خطابه المطول بجملة من
المعاني الثقافية الإضافية :"
رسالتنا هي رسالة تضامن مع
الأمة العربية, بلغة أجدادنا
العظماء و بالقيم العالمية
العظيمة التي وهبنا إياها الله
تعالى " (4)
و من بين كبار الحضور في ذلك
الحفل الذي نظمه الأسد كان أمير
قطر و رئيس تركيا و الرئيس
اللبناني السابق. و لم
يذكر الرئيس كلمة واحدة حول
الحضور الإيراني.
ان
الطبيعة الحقيقية للسياسات
السورية تم عرضها بشكل قوي في
القمة العربية التي أشرنا إليها
في سابقا, حيث وقفت سوريا مع
الإمارات العربية ضد ايران. و
بعد عدة أيام على ذلك انتقدت
صحيفة "جمهوري إسلامي"
الإيرانية سوريا بسبب دعمها
للموقف الإماراتي و الذي يعطي
السيادة للإمارات على الجزر
الثلاث التي تحتلها ايران. و قد
كتبت الصحيفة أنه و على الرغم من
علاقاتها الجيدة مع ايران فان
سوريا لم تتصرف بعدالة مع ايران
(5) . و من خلال الوقوف الى جانب
الإمارات العربية المتحدة حول
الجزر الثلاث فقد اختارت سوريا
الاصطفاف الى الجانب العربي, و
قد حفزها لذلك بشكل جزئي توقع
زيادة تدفق أموال النفط الى
اقتصادها الراكد.
مميزات
الاقتصاد الكلي للاقتصادين: ان
الاقتصاد الإيراني اقتصاد
تسطير عليه الدولة. و عدد كبير
من مشاريع الدولة و المؤسسات
الحكومية منخرطة في النشاطات
الاقتصادية في جميع المجالات (8)
ان منشآت القطاع الخاص موجودة
في الغالب في الزراعة و التجارة
الداخلية والخارجية و التصنيع
على نطاق ضيق وفي التعدين. ان
انشاء مشاريع خاصة يبقى أمرا
صعبا في إيران. لقد حدد
صندوق النقد الدولي التحديات
التي تواجهها إيران في دعم
عمليات التوظيف لقوتها العاملة
المتنامية بينما تقوم في نفس
الوقت بالعمل على خفض التضخم. في
كل عام هناك ما يقرب من 750000
إيراني يدخلون الى سوق العمل
للمرة الأولى, مما يزيد من الضغط
على قدرة الاقتصاد في خلق فرص
عمل. ان محاولات دعم نشاط
الاقتصاد و خلق فرص العمل من
خلال المحفزات المالية و
الاقتصادية أدى الى تضاعف رقم
التضخم (حيث قدر في شهر فبراير
2008 ما بين 20% الى 22%), مما أدى الى
تقويض هدف تحقيق معدلات نمو
مستمرة في المدى المتوسط. (7) وقد
قال علي درياني و هو احد ملاك
تجار التجزئة في طهران : :" في
بعض الأحيان نجبر على تغيير
ملصقات الأسعار ثلاث مرات في
اليوم بسبب التضخم". (8) في
الواقع فان ثنائية التضخم و
معدلات البطالة العالية أصبحت
قضية خطبة الجمعة التي يلقيها
رجال الدين الإيرانيون في
المساجد و يناشدون فيها الدولة
التدخل بسرعة للتعامل مع هذه
القضايا. (9) و كرابع
أكبر مصدري النفط الخام في
العالم فقد كسبت إيران ما بقرب
من 70 مليار دولار عام 2007. و بحسب
تقديرات محمد حسين عدلي المحافظ
السابق للبنك المركزي الإيراني
و الذي استقال من منصبه على
إثر خلاف مع أحمدي نجاد حول
السياسة الاقتصادية, فان الكلفة
المباشرة وغير المباشرة لدعم
الطاقة وصلت الى 45 مليار دولار
في العام. ان إيران تستورد
الغازولين بما يقدر ب 5 مليار
دولار في العام بسبب النقص في
قدرة مصافي البترول, و التي لا
يمكن أن توسع عملها بسبب تردد
الشركات العالمية في بناء مصافي
جديدة في إيران خوفا من ردة فعل
الولايات المتحدة. إن الغازولين
المستورد يباع بأقل الأسعار
المدعومة مما يشجع هدره و
تهريبه. المهربون مرتبطون
بشخصيات سياسية و دينية مهمة,
حيث يتم تهريب الغازولين الى
العراق حيث يعرض بأسعار أعلى
بكثير من الأسعار الرسمية
الموجودة في إيران. في مايو
2007 قامت إيران بتقديم نظام
الحصص من أجل تخفيض كلفة
الغازولين المستورد. (10) و لكن في
مارس 2008 أعلنت أنها سوف تسمح
للسائقين بشراء كميات إضافية من
الغازولين تصل الى 5 أضعاف سعر
الغازولين المدعوم. (11) لقد تم
تصنيف سوريا من قبل البنك
الدولي على أنها من أقل البلدان
من حيث متوسط دخل الفرد في
العالم مع وصول معدل دخل الفرد
الى 1200 دولار أمريكي في العام.
في عام 2006 وصل عدد سكان سوريا
الى ما يقرب من 19 مليون نسمة
مسجلا بذلك معدل نمو سنوي يصل
الى 2.5% بمتوسط عمر يصل الى 20.7
سنة و هو التركيب السكاني الذي
يضع مزيدا من الضغوط على سوق
العمل, الذي يزيد بنسبة 4% تقريبا
سنويا. كمثل
حال اقتصاد إيران, فان الاقتصاد
السوري حكومي من الدرجة الأولى,
و قد وصف صندوق النقد الدولي هذا
الاقتصاد بأنه
اقتصاد "مستقر
ولكنه راكد" (12). ان هذا
الوصف يعكس من ناحية استقرارا
سياسيا من خلال استخدام القوة و
الترهيب, و من الناحية الأخرى
فانه يشير الى فشل المؤسسة
السياسية في تطبيق إصلاحات
اقتصادية مكثفة من أجل دفع
البلاد باتجاه السوق الدولي.
لقد صنف مركز البحوث الاقتصادية
في المعهد التقني التابع لجامعة
زيورخ الإمارات العربية
المتحدة و السعودية على أنهم
الدول الثالثة والثلاثون و
السادسة و الثلاثون على التوالي
من بين 122 دولة من حيث التكامل مع
الاقتصاد العالمي. و قد صنفت
سوريا بالمرتبة رقم 106 عالميا و
لكن في نهاية القائمة ضمن الدول
العربية. (13) تحت حكم البعث الذي
استمر لما يقرب من 50 سنة فقد بقي
الاقتصاد السوري قديما و غير
كفء كما أنه مكبل بالقيود تحت
سيطرة نظام شمولي يتميز
بالاضطهاد السياسي و الفساد
الكبير في المستويات العليا في
الحكومة. إن
مشروع ميزانية 2008, و الذي قدم
الى البرلمان في نوفمبر 2007 أرسل
إشارة قوية بأن انخفاض إنتاج
النفط و عائداته بدأ يتسبب
بخسائر فادحة في جميع جوانب
الميزانية السورية. و يتوقع ان
تنخفض عائدات النفط بنسبة 19% مع
انخفاض صادرات النفط الى ما
يقرب من 59.2% عن المستوى الذي كان
عليه في العام 2007, كما أن هناك
ميزان سلبي (عجز) للنفط على
الرغم من مستويات أسعار النفط
العالية. و يتوقع ان يكون هناك
عجز كبير يصل الى 128% من ميزانية
2007, و الذي سوف تقوم الحكومة
بتغطيته من خلال استخدام 20
مليار دولار من احتياطات النقد
الأجنبية. لقد وصل
إنتاج النفط السوري الى ذروته
في فترة التسعينات مع 600000 برميل
نفط يوميا و لكنه انخفض بعد ذلك
الى ما يقرب من 370000 برميل يوميا.
لقد أصبحت سوريا دولة مستوردة
للنفط, ويتوقع أن ترفع الكلفة
المتزايدة لاستيراد النفط
العجز في الميزانية الى مستويات
قياسية غير مسبوقة تصل الى 10% من
الناتج المحلي الإجمالي في 2008,
مقارنة مع 6% في 2007. لقد بدأت
الحكومة السورية برنامجا
خماسيا لرفع الدعم عن الوقود
بشكل تدريجي؛ وقد قامت بشكل
فعلي برفع أسعار الغازولين الى0
.6 دولار أمريكي لكل لتر (حوالي 2.4
دولار للغالون), و لكنها لم تغير
سعر الديزل ليبقى بسعر 0.14 دولار
للتر (0.56 دولار للغالون). إن دعم
سوريا الذي تقدمه للنفط و الذي
يشكل حوالي 15% من الناتج المحلي
الإجمالي, قد زاد من ثروة
المهربين كما هو الحال في إيران
حيث يقومون ببيع الوقود المدعوم
في لبنان و تركيا و العراق. ان
التهريب ما بين سوريا و جيرانها
هو أمر منظم بشكل عال جدا, و يقدر
بأنه يكلف الخزينة السورية ما
يقرب من 800 مليون دولار أمريكي
في العام. في يونيو من العام 2006
ذكرت لجنة الأمم المتحدة التي
تحقق في الأمن على الحدود
السورية – اللبنانية بأنها
لاحظت "وجود أنابيب دائمة
تستخدم لتهريب الوقود عبر
الحدود على منحدرات الجبال
باتجاه منطقة البقاع في لبنان"
(16) وفي الفترة التي كانت فيها
سوريا تحتل لبنان فقد كان
معروفا أن ضباط الجيش السوري هم
من يقودون عمليات التهريب من
المخدرات الى مستحضرات التجميل.
من الصعب تصديق بأن الشاحنات
الكبيرة التي كانت تهرب
الغازولين عير الحدود السورية
كان من الممكن أن تتحرك دون وجود
نوع ما من التواطؤ العسكري. الحاجة
الى الاصلاح: لقد أقر
السيد عبد الله الدردري نائب
رئيس الوزراء السوري للشئون
الاقتصادية في مقابلة مع صحيفة
الحياة اللندنية بأن اقتصاد
بلاده تعرض للكثير من الأخبار
السيئة, و لكن الاختيار كان في
التركيز على " التحديات
الأربعة". و أول تحد هو "
القيام بإصلاح اقتصادي هيكلي
شامل و العمل على تحرير
القطاعات المختلفة من القيود
المفروضة عليها". و بينما
قامت سوريا باتخاذ إجراءات تجاه
الاصلاح الاقتصادي, إلا ان
الدردري يقول بأن الطريق لازالت
طويلة. أما التحدي الثاني فهو
العمل على دعم تنافسية الاقتصاد
السوري و تخفيض حجم البطالة. و
قد اعترف أن المعدل الذي وضعته
منظمة العمل الدولية لحجم
البطالة الذي بلغ ما بين 12-13 % قد
يكون مضللا بسبب أن المنظمة لا
تعتبر أن الشخص الذي قد يعمل
لمدة ساعة على الأقل في الأسبوع
عاطلا عن العمل. كما أقر الدردري
أن نسبة البطالة ما بين
المجموعات العمرية ما بين 16-24
سنة بقيت عند حد 18.4%. أما التحدي
الثالث فهو يتمثل في الطاقة. إن
الطلب على الطاقة في سوريا ينمو
بمعدل 10-11% سنويا بينما ينمو
الاقتصاد بمعدل 5-6%. إن البلاد
سوف تكون بحاجة الى 1000 ميغاواط
سنويا بكلفة تصل الى 1.5 مليار
دولار. و هذا يعني أن البلاد
بحاجة الى استثمار كبير لتلبية
الطلب المتزايد على الطاقة, وهو
الأمر الذي ستجد سوريا صعوبة في
تحقيقه, إذا ما أخذنا بعين
الاعتبار العجز الذي تعانيه
ميزانية سوريا. و التحدي الرابع
يتمثل في الارتفاع الأخير
للمواد الغذائية. لقد وضع هذا
الارتفاع الكبير أمن سوريا
الغذائي على المحك. و قد اختتم
الدردري مقابلته مع الحياة في
لفت الانتباه الى الهوة
الاجتماعية الآخذة في التوسع
داخل المجتمع السوري و أن
الفقر كما يقول الدردري "هو
ظاهرة جادة و عميقة" على
الرغم من أنه كان حريصا على
القول أن الحكومة تعمل على
توفير "شبكة أمان اجتماعي".
(16) و كما
هو الحال بالنسبة لإيران, فإن
هناك حربا مفتوحة تدور رحاها
داخل الحكومة حول الاقتصاد. و قد
كشف داوود دانش جعفري وزير
الاقتصاد الإيراني المخلوع بأن
طرده من الحكومة من قبل محمود
أحمدي نجاد في 9 أبريل 2008 كان
بسبب عدم الاتفاق داخل الحكومة
حول الاقتصاد و القضايا المالية.
و يقول النقاد بأن تخصيص المال
لبناء مشاريع بنية تحتية صغيرة
في القرى و دعم ممارسة القروض
الحسنة قد أثرت بشكل مباشر على
التضخم الكبير الذي تعانيه
إيران. وبرغم ذلك فان الرئيس يصر
على أن بنوك الحكومة يجب أن تقدم
قروضا حسنة وقد أصر على أن كلا
من البنوك الخاصة و العامة يجب
أن تخفض نسبة فوائدها إلى
معدلات أقل من معدل التضخم. و
برغم هذا, فإن محافظ البنك
المركزي أعلن على التلفزيون
الوطني بأن معدلات الفائدة سوف
ترتفع الى مستوى معدل التضخم
كإجراء مطلق من أجل التحكم في
ارتفاع الأسعار. (17) يقول عبد
المنعم سيد المشرف على مركز
الأهرام للدراسات السياسية و
الإستراتيجية بأن النظام
الإيراني " يسخر من آراء
الاقتصاديين" (18) ويبدو واضحا
أنه طالما أن محمود أحمدي نجاد
موجود في السلطة فإن الدعوة الى
إصلاحات محددة – حتى تلك الآتية
من داخل الادارة- ليس من المتوقع
أن تجد آذانا صاغية بل و علاوة
على ذلك فانه سوف يستمر في
التعثر و العمل كمجموعة تقاد
بطريقة المافيا. ملاحظات
إضافية على الاقتصادين: إن هناك
فروقا اقتصادية رئيسة ما بين
الدولتين: إن لدى ايران اقتصاد
يعتمد على النفط بينما يعتمد
اقتصاد سوريا على الزراعة. و
الفرق الآخر هو حجم الاقتصادين,
حيث يمتلك الاقتصاد الإيراني
اليد العليا فيما يتعلق بنواحي
الحجم و المقدار. ويقارن الجدول
رقم 1 فيما بين الفروق للمؤشرات
الاقتصادية الأساسية: الجدول
رقم 1:
مقارنة البيانات الاقتصادية
الرئيسة مابين سوريا و ايران:
جميع
المعلومات مأخوذة من موقع (وورلد
فاكت بوك) التابع للسي آي أيه,
وعنوان الموقع هو : https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/index.html حقيقة
التعاون الاقتصادي: عندما
يقوم الإنسان بالتمعن في
العلاقات الاقتصادية ما بين
الدولتين فإنه سرعان ما يستنتج
أنه ما وراء القيمة الدعائية
فإن منافع العلاقة ضئيلة جدا
بالنسبة لسوريا و تافهة بالنسبة
لإيران. إن التحالف يقاد أولا و
قبل كل شيء بمصالح استراتيجية و
ليس باعتبارات اقتصادية. بينما
استفادت سوريا من الدعم
الاقتصادي الإيراني, فإن هذا
الدعم قد تعرض للإعاقة بمحدودية
المصادر الإيرانية و الصخب
العام في ايران الذي يطالب بأن
تتعامل ايران مع الظروف
الاقتصادية المحلية الصعبة مثل
التضخم سريع النمو و نقص
الإسكان و النسبة العالية
للبطالة خصوصا بين الشباب. إن ما
توفره ايران في مجال المساعدات
الاقتصادية بالكاد يلبي حاجات
سوريا في دعم اقتصادها كما انه
ليس بمقدورها أن تولد عمالة
تواجه النسبة العالية من
البطالة الموجودة فيها بين
الشباب. في الواقع إن سوريا
بحاجة الى استثمار ضخم في
قطاعها السياحي الواعد, و لهذا
الأمر فهي بحاجة الى ضخ لأموال
النفط من الدول الخليجية. كما
أنها سوف تحتاج الى الاستثمار
في البنية التحتية و الإسكان, و
هو أمر لا تستطيع ايران تلبيته.
إن الاستثمار العربي مهم جدا:
لقد استثمرت الكويت لوحدها ما
يقرب من 3 مليارات دولار أمريكي
في مشاريع سياحية و في العقارات
كما أعلنت قطر عن برنامج
استثمار بما يقرب من 3 مليار
دولار, بينما الاستثمار
الإيراني بأكمله يقدر بما يقرب
من 1 مليار دولار أمريكي بما
فيها التزام قيمته 600 مليون
دولار في مشروع مصفاة بترول
مشترك ما بين سوريا وإيران و
فنزويلا و الذي لا زال مشروعا
على الورق لحد الآن.
العقوبات
كقوة موحدة : العقوبات
الأمريكية على سوريا لتسهيلها
مرور الجهاديين الى العراق و
الدعم السوري للمنظمات
الفلسطينية المعارضة (وهي
الكيانات التي ترفض السلام مع
إسرائيل كمبدأ) اضافة الى
العقوبات المفروضة على ايران
بسبب برنامجها النووي و دعمها
للإرهاب العالمي, كل ذلك قرب
الدولتين من بعضهما البعض. أو
بالأحرى, فإن التحالف ما بين
الدولتين لم يقم على سبب
اقتصادي حقيقي (مثل فرنسا و
ألمانيا بعد نهاية الحرب
العالمية الثانية) و لكن حقيقة
هذا التحالف يكمن في التخفيف من
العواقب غير المرغوب بها
للعقوبات. لقد أدت
العقوبات الى تكبيد كلا
الدولتين خسائر باهظة. في حالة
ايران, فإن الاستثمار الأجنبي
المباشر في حقول النفط و الغاز
من الصعب جدا الحصول عليه. إن
العديد من حقول النفط المنتجة
قد نضبت و عدد من الحقول لم
تتطور بسبب النقص في الاستثمار
او المعدات. في تقرير سرب من
البنك المركزي الإيراني في
يناير 2008 ادعي فيه أنه لم يصل
الى ايران ولا دولار واحد من
الاستثمارات الأجنبية منذ عام
2007. و لكن الرئيس أحمدي نجاد
سارع الى إلقاء اللوم على نقاده
بسبب –حسب ادعائه- تزويرهم
للحقائق و ادعى أن الاستثمار
الأجنبي قد "صب على بلاده مثل
المطر" (19). وفي
حالة سوريا, فقد عنت العقوبات أن
اتفاقية الشراكة مع الاتحاد
الأوروبي و التي نوقشت في
بروكسل عام 2005 قد جمدت, و قد كانت
سوريا قد قدمت طلبا للانضمام
الى منظمة التجارة العالمية في
عام 2001. وليس من المتوقع أن يتم
تحريك أي من الاتفاقيتين في أي
وقت قريب. كما ان العقوبات قد
أدت الى الحد من قدرة سوريا على
تحديث طائراتها القديمة بأخرى
حديثة أو استيراد مستحضرات و
أدوية غربية كما أن الاستثمار
الغربي قد أصبح أمرا بعيد
المنال (20) وبالطبع فإن نفس
الأمر ينطبق على ايران. و قد
أخبر وزير المالية السوري صحيفة
الشرق الأوسط اللندنية أن
الضغوطات الاقتصادية (وهي
العقوبات) قد أثرت على قدرة
البلاد على توفير الكثير من
المعدات و الأدوات التقنية التي
يحتاج إليها من أجل صحة
الاقتصاد. (21).
زيادة
الاتفاقيات السورية الإيرانية: قد يكون
من الصعب متابعة جميع المعاهدات
الثنائية التي وقعت في السنوات
الأخيرة مع تقارب الدولتين مع
بعضهما البعض في جميع النواحي,
ومن هذه الاتفاقيات ما يتعلق
بالسياحة و التعليم و النقل و
السلطة و الأبحاث العلمية و
الصحة و الزراعة و الأوزان و
المقاييس و الصناعة و الجمارك و
البنوك و الكثير غير ذلك. و بحسب
صحيفة الثورة الرسمية فإنه
وبحلول عام 2007 فإن الدولتين سوف
تكونان قد وقعتا على "اتفاقيات
ثنائية و مذكرات تفاهم و
بروتوكولات يزيد عددها عن 30".
بالإضافة
الى ذلك, فإن هناك اتفاقيات
ثلاثية مهمة تضاف إليها فنزويلا
من أجل بناء مصفاة بترول في
سوريا. (22) و معظم هذه الاتفاقيات
تبقى على الورق لعدة سنوات قبل
أن توقع اتفاقيات التطبيق
الإضافية. على سبيل المثال, فإن
اتفاقية التعاون السياحية قد
وقعت في طهران في يوليو من العام
1984, و لكن التطبيق أجل حتى تم
التوقيع على اتفاقية التطبيق في
دمشق في منتصف عام 1999. كما أن
اتفاقية التعليم وقعت في عام 1984
و لكن برنامج التطبيق وقع فقط في
نهاية عام 2002. علاوة على ذلك, فإن
اتفاقية عبور المسافرين وقعت في
عام 1986 و لكن برنامج التطبيق لم
يوقع في دمشق حتى فبراير من
العام 2006. (23) بعد
مارس من العام 2008 توصل اجتماع
لجنة التعاون السورية
الإيرانية العليا الى ما لا يقل
عن 10 اتفاقيات و مذكرات تفاهم,
بما فيها الاتفاقية الأقل شيوعا
و المتعلقة بالتعاون ما بين
وكالتي الأنباء التابعتين
للدولة و هي (إيرنا) الإيرانية و
(سانا) السورية. (24) و في نفس هذا
الاجتماع أعلن أن الاستثمارات
الإيرانية في سوريا قد وصلت الى
1.5 مليار دولار أمريكي بما فيها
950مليون دولار في قطاع الصناعة
مع التركيز على إنتاج السيارات
وهذه الاستثمارات في الوقع هي
خط تجميع للسيارات و مصنع اسمنت.
و لكن لم يقم أي من الطرفين بنشر
أي شيء عن تعطل أو توقف هذه
الاستثمارات. و خلال زيارة
أحمدي نجاد الى سوريا في يوليو
من العام 2007, أشارت الصحافة
السورية الى أن استثمارات إيران
سوف تصل الى 3 مليارات دولار
خلال 3 سنوات. (25). لقد كان
هنالك و على الرغم من كل هذه
الأمور أفكار عظيمة
يصعب تحديد فرص تطبيقها
. على سبيل المثال, في
الاجتماع ما بين وزير الكهرباء
السوري د. أحمد خالد العلي و
نظيره الإيراني فتاح بارفيز
ناقش المسئولان القيام بربط
شبكتهما الكهربائية. (ليس من
الواضح كيف يمكن أن يحدث هذا دون
حدود مشتركة أو وجود طرف ثالث في
الاتفاقية). كما أن الوزير
الإيراني قد التقى بوزير الري
السوري نادر البني وقد ناقشا
بناء محطات ضخ يصل قطرها الى 6.3
متر سوف تقوم بسحب مياه الفرات
من أجل ري 150000 هكتار بكلفة تصل
الى 2 مليار دولار(26). على كل حال
فقد احتاجت سوريا الى مساعدة
تقنية من أجل تأسيس سوقها
المالية الخاصة, و في هذه الحالة
فإنها لم تطلب العون من إيران و
لكنها طلبته من( نورديك أو إم
إكس) وقد حصلت عليها من دبي في
العام 2007. (27). اتفاقية
التجارة: إن
العلاقات التجارية ما بين سوريا
و جمهورية إيران الاسلامية
تحكمها معاهدة تجارة وقعتها
الدولتان في مارس من العام 1996 و
لكنها جاءت الى أرض الواقع فقط
في أبريل من العام 2004 (28), أي أنها
طبقت بعد 8 سنوات من توقيعها. وفي
الفترة الفاصلة كان هناك مرسوم
رئاسي أصدره الرئيس السوري في
نوفمبر من العام 1997 تم التصديق
فيه على هذه الاتفاقية. و لكن
المرء يشك في أن تنفيذ هذه
الاتفاقية قد أخذ وقتا طويلا
لسبب بسيط و هو أن التجارة بين
الدولتين قليلة الحجم مما جعل
تطبيقها يتأخر. لقد كان
قصد الاتفاقية أن ترفع مستوى
التجارة في الوقت الذي تقدم فيه
أفضلية تبادلية لمنتجات كلا
الدولتين. وقد كان هناك ملحقات
للاتفاقية حول البضائع التي سوف
يتم تبادلها و قد أعطت عناية
خاصة لقضية "بلد المنشأ".
إن دمشق تعتبر مقر المقاطعة
العربية لإسرائيل, و قضية بلد
المنشأ قضية مهمة جدا بالنسبة
للبيروقراطيين و خصوصا
السوريين الذين يديرون مكتب
المقاطعة. لقد وصل
حجم التجارة فيما بين البلدين
الى 200 مليون دولار في العام 2007,
لكنها كانت في الغالب من
جانب واحد فقد وصلت الصادرات
الإيرانية الى سوريا ما يقرب من
180 مليون دولار في مقابل 20 مليون
دولار تم استيرادها من الجانب
السوري, أو بمعنى آخر بنسبة 1:9
لصالح إيران. وقد تضمنت
الصادرات السورية الى ايران
القطن و المنسوجات و الزيتون و
زيت الزيتون و الفواكه و
الكيماويات. أما أهم الصادرات
الإيرانية الى سوريا فهي
المعدات الصناعية و الخدمات
التقنية و التكنولوجية و قطع
غيار لمعدات صناعية و كيماويات
و مقصورات للقطارات و معدات
أسلاك كهربائية و المكسرات. (29).
إن
الأرقام توحي بأن العلاقة
التجارية ما بين الدولتين ليست
ذات أهمية و باعتراف طهران
فإنها ليست لصالح سوريا. (30) في
الواقع فإنها تشكل مقارنة لا
تذكر إذا ما قورنت مع حجم تجارة
سوريا مع تركيا, و التي بلغت ما
يقرب من 1.6 مليار دولار في العام
2007. (31) حتى أن هذه العلاقة لا
تذكر بالمقارنة مع حجم تجارة
سوريا مع الولايات المتحدة. جدول
2: حجم التجارة بين سوريا و
الولايات المتحدة 2001-2006 (مليون
دولار أمريكي)
المصدر:
وزارة التجارة الأمريكية, مكتب
معلومات التجارة و الصناعة.
يظهر
الجدول أعلاه معدل الصادرات
السنوية من جانب الولايات
المتحدة الى سوريا و الذي يصل
بالمعدل الى 217.3 مليون دولار
أمريكي خلال السنوات الست من 2001
وحتى 2006 في مقابل الصادرات التي
تقوم سوريا بتصديرها الى
الولايات المتحدة و التي يصل
معدلها الى 228.5 مليون دولار
أمريكي. و يعتبر هذا السجل متفوق
جدا بالنسبة لسوريا إذا ما قورن
بذلك السجل مع إيران. إن
الدوافع لتقوية التعاون
الاقتصادي ما بين سوريا و ايران
كانت تغطى في الغالب بكمية كبير
ة من الثرثرة في مقابل أفعال
قليلة جدا. خلال زيارته الى دمشق
في أكتوبر 2005 وصف وزير الخارجية
الإيراني منوشهر متكي العلاقة
بين البلدين بأنها علاقة "متينة
و إيجابية". و قد قال إن
حكومته "تدرك الفرص الكبيرة
للتعاون فيما بين الدولتين" و
قد دعا الى نقاش مفصل حول
الاستراتيجيات الجديدة لتوسيع
فرص التعاون. و بشكل مثير
للاهتمام و قبل سنتين أعلن رئيس
الوزراء السوري محمد ناجي
العطري بمناسبة اجتماع العام 2006
للجنة الاقتصادية السورية
الإيرانية المشتركة أن "ايران
حاليا تعمل على تطوير العديد من
المشاريع الاقتصادية في سوريا,
و التي تصل قيمتها الى 1.8 مليار
دولار. "(32). إن الشخص لا
يستطيع أن يتهرب من النتيجة
التي مفادها أن العديد من أرقام
الاستثمارات هذه مرتبطة بأهداف
دعائية و أنها بعيدة كل البعد عن
الأهمية في واقع الأمر.
و قد
ظهرت مادة إعلامية في موقع شام
برس الرسمي على الإنترنت توضح
كيف أنه من المستحيل فصل الأمور
عن بعضها البعض: "بحث
الدكتور عامر حسني لطفي وزير
الاقتصاد والتجارة في طهران أمس
مع نائب الرئيس الإيراني برويز
داودي ومير كاظمي وزير التجارة
الإيراني سبل تعزيز العلاقات
الاقتصادية ورفع مستويات
التبادل التجاري بين سورية
وإيران. وتم خلال اللقاء أيضا
التأكيد على أهمية قيام الشركات
الإيرانية بتنفيذ مشاريعها في
سورية وفق الجودة المطلوبة
والمدة الزمنية المحددة والعمل
الجاد لدفع علاقات التعاون
الاقتصادي والتجاري
والاستثماري بين البلدين. من
جهة ثانية وقع الدكتور لطفي
ومحمد سعيدي كيا وزير الإسكان
وإنشاء المدن الإيراني على محضر
الاجتماع الرابع للجنة
المتابعة وتطوير الأعمال
السورية الإيرانية التي تعقد
اجتماعاتها بصورة مستمرة
تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في
إطار اللجنة العليا السورية
الإيرانية المشتركة. وركزت
أعمال اللجنة وما تخللها من
مباحثات على متابعة مواضيع
الشركات الإيرانية العاملة في
سورية ومواضيع التعاون
المستقبلي بين البلدين اضافة
الى تبادل وجهات النظر حول
متابعة التحضيرات لانعقاد
الدورة القادمة للجنة العليا
المشتركة. وقال الدكتور لطفي
ان الهدف من انعقاد لجنة
المتابعة هو متابعة كل القضايا
العالقة ولاسيما تنفيذ ما تم
الاتفاق عليه في اللجنة العليا
الأخيرة التي انعقدت في طهران
العام الماضي. وأضاف ان الهدف
الثاني من انعقاد اللجنة هو
تسليم الملاحق الخاصة باتفاقية
الأفضلية التجارية بين البلدين
والتشاور والتداول بشأن
التحضير لانعقاد اللجنة العليا
المشتركة في سورية أواخر شباط
أو بداية اذار القادمين. وأوضح
وزير الاقتصاد والتجارة أن
اللجنة تدرس الموضوعات
المختلفة على الصعد كافة ليس
فقط على الصعيد الاقتصادي
والتجاري وإنما كل القطاعات
الأخرى ولاسيما الثقافية
والعلمية والجوانب التقنية
والفنية".(33). المشاريع
الرئيسة: لقد
تركزت استثمارات إيران في سوريا
على مجال الطاقة و البناء و
الخدمات و السيارات و قطاع
السياحة. و إليكم هنا قائمة
بالمشاريع قيد التنفيذ أو التي
تقع تحت الدراسة. و ليس من
الواضح من المعلومات المتوفرة
كم من هذه المشاريع تم تنفيذها,
وكم هو حجم المشاريع التي تقع في
مرحلة التصميم و الإعداد, وما هو
حجم التمويل الحكومي الإيراني و
حجم تمويل القطاع الخاص
الإيراني. وفي
حواراتها مع إيران طالبت سوريا
بأن تعرض البضائع المصنعة في
سوريا على أنها سورية بغض النظر
عن مصدر المكونات الرئيسة لهذه
البضائع. و هذا الأمر في حد ذاته
يشكل دعما و تأييدا لحكومة دمشق.
(34). و بغض النظر عن الفخر الوطني,
فإن المطالب السورية يجب أن ترى
في سياق الاتحاد الجمركي العربي,
و الذي يعفي البضائع التي تباع
ضمن الاتحاد من الجمارك. مصفاة
البترول: كحال
إيران, فإن سوريا تفتقر الى طاقة
تكرير فعالة من أجل تلبية الطلب
على الغازولين وقود التدفئة, و
قد أصبحت مستوردا خالصا لمثل
هذه المنتجات. في
أكتوبر 2007, وقعت شركات الطاقة
الوطنية في كل من سوريا و
فنزويلا و إيران إضافة الى شركة
ماليزية اتفاقية مشتركة من أجل
بناء مصفاة نفط بسعة 140000 برميل
يوميا قرب مدينة حمص. إن مذكرة
التفاهم للمشروع وقعت من قبل
الحكومات السورية و الإيرانية
والفنزويلية قبل عام ولكنها لم
تتضمن الشريك الماليزي. و بحسب
الاتفاقية, فإن المؤسسين يمكن
ان ينشئوا شركة أسهم من أجل
تنفيذ المشروع خلال 6 أشهر من
الاتفاقية. إن
ملكية مصفاة البترول المفترضة
يجب أن تكون على النحو التالي :
وزارة البترول والمعادن
السورية (15%), وزارة الطاقة
والبترول الفنزويلية (33%), شركة
البترول الوطنية الإيرانية (26%)
و مجموعة البخاري الماليزية (26%).
و سوف تقوم سوريا بضخ (70000) برميل
من النفط الخام و فنزويلا (42000) و
إيران (28000) و سوف تضمن إيران ضخ
النفط الخام لمدة لا تقل عن 25
سنة و ذلك ضمن الاتفاقية التي
ستوقع لهذه الشركة. و بحسب دراسة
جدوى اقتصادية أولية فإن
المصفاة سوف تكلف ما يقرب من 2.6
مليار دولار, 30% سوف يتم تمويلها
من قبل المؤسسين و ال 70% الباقية
سوف تكون من ديون تجارية. و
بالنظر الى العقوبات الدولية
المفروضة على كل من البنوك
السورية و الإيرانية فإنه من
غير الواضح كيف ستحصل هذه الدول
على الديون التجارية من أجل
البدء بمشروع المصفاة. و يمكن
لنا التساؤل عن سبب تزويد
فنزويلا بكمية نفط خام تفوق
الكمية التي سوف يقوم بضخها
الحلفاء الإيرانيون. في
تعليقه على المشروع قال نائب
رئيس الوزراء للشئون
الاقتصادية عبد الله الدردري و
الذي يبالغ عادة في المنجزات
الاقتصادية لبلاده بأن الهدف
الاستراتيجي للمصفاة يتمثل في
تقليل الاعتماد على المصادر
الأجنبية للمشتقات الأجنبية
المستوردة, و التي أصبحت عبئا
ماليا و لوجستيا بالنسبة
للحكومة, و خصوصا أن ميزان النفط
بالنسبة لسوريا في حالة عجز
كامل تقريبا. (35) و لكن الصحافة
السورية لم تشر الى أي نشاط في
بناء المصفاة المفترضة, و ليس
هناك أي معلومات متوفرة حول
وضعية المصفاة في الوقت الحالي. مصنع
تجميع السيارات: و هذا
المشروع هو عبارة عن مشروع
مشترك ما بين شركة كوردو
الإيرانية و مستثمرين سوريين من
أجل تجميع سيارة من صنع إيران
تعرف باسم (سامند) في إيران
وباسم (شام) في سوريا. بكلفة
إيرانية بلغت ما يقرب من 60 مليون
دولار. (36) و قد صمم المصنع من أجل
تجميع 10000 سيارة في سنة الانطلاق
2007 بسعة تصل الى 30000 سيارة في
العام. و تشير الأرقام الأخيرة
الى أن الشركة قامت بتجميع 3000
سيارة مع نهاية عام 2007, و قد
سيطرت على 30% من السوق السورية. و
تخطط الشركة لإنتاج طراز جديد
من السيارة يعتمد على جهاز نقل
آلي وهو الأمر الذي قد يزيد من
مبيعات الشركة. لكن لم
يتم الكشف عن هوية المستثمرين
في هذا المشروع. و قد أخبر
الأستاذ والي ناصر الأستاذ في
كلية فليتشر للقانون
والدبلوماسية في جامعة توفيتس
جريدة الشرق الأوسط بأن الدولة
و شركات خاصة إيرانية لديها
اتصال مع شخصيات سياسية مثل علي
أكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس
الإيراني السابق. وقد سبب هذا
الأمر شيئا من القلق على الجانب
السوري. و قد قال مسئول سوري
رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه
لنفس الصحيفة بأنه لم يكن من باب
المصادفة بأن تقوم ايران
بالاستثمار في صناعات
إستراتيجية مثل الاسمنت و توليد
الطاقة. وقد شدد المسئول على أن
هذه الصناعات الحيوية "يمكن
أن تعطي الإيرانيين تأثيرا
كبيرا في البلاد". (37) لقد
أعلنت الحكومة السورية أنها سوف
تقوم بإزالة ضريبة المبيعات عن
هذه السيارة كتحفيز للمشترين
المحليين ومن أجل إعطاء ميزة
تنافسية. ولم تتوفر أي معلومات
في العام 2008 حول عدد السيارات
التي تم تجميعها أو حول أسعارها
أو حول عدد القطع التي قدمت
للسوق المحلي. و كجزء
من التعاون في مجال السيارات مع
إيران, فقد أعلنت سوريا في منتصف
أكتوبر من العام 2007 أنها قد قامت
بطلب 5000 حافلة صناعة إيرانية من
أجل التخفيف من الضغط المروري
في المدن السورية الرئيسة. و من
المفترض أن يتم تسليم أول دفعة
من الحافلات و عددها 1200 خلال
العام 2008. و لكن ليس هناك أي
تقرير يشير الى تسلم أي من هذه
الحافلات. في الواقع و في مارس
من العام 2008 عرضت الصحافة
السورية صورا لحافلات صينية
جديدة دخلت في الخدمة في دمشق,
مع وعد بتقديم المزيد من
الحافلات. و لم يتم الإشارة الى
موضوع الحافلات الإيرانية في
هذا السياق أبدا. مصنع
الاسمنت المشترك في حماة: أحد أهم
المشاريع ما بين الدولتين هو
مصنع الاسمنت المشترك في مدينة
حماة, والذي أنشئ لإنتاج مليون
طن من الإسمنت سنويا. و قد قدرت
كلفة هذا المشروع بما يقرب من 198
مليون دولار أمريكي. وكان من
المقرر أن يتم افتتاح المصنع في
الجزء الثاني من العام 2007, ولكن
لا يوجد لحد الآن ما يشير الى
افتتاحه. مرجل
مصفاة بانياس وتقدر
كلفة هذا المشروع بما يقرب من 8
مليون دولار أمريكي و يهدف الى
بناء مرجل لمصفاة بانياس. وقد
ذكرت التقارير الرسمية أن هذا
المشروع قد نفذ من قبل و زارة
الطاقة السورية و شركة (أدهراب)
في بانياس. اتفاقية
الغاز: في
يناير 2008, وقعت سوريا وإيران
اتفاقية مبيعات الغاز تقوم
سوريا بموجبها باستيراد الغاز
الإيراني من خلال تركيا منذ
نهاية العام 2009. و قد وافقت
الدولتان على بناء جزأين من خط
أنابيب للسماح باستيراد
الغاز. وسوف تقوم سوريا ببناء 62
كيلو متر من خط الأنابيب من حلب
الى الحدود التركية في كلس, وسوف
تقوم تركيا بإنشاء 94 كيلومتر من
خط الأنابيب من كلس الى تورك
أوغلو في تركيا, وهذا الخط هو
الذي سيربط شبكة الغاز التركية.
و قد أعلن وزير البترول السوري
سفيان علو أن تسليم الغاز
الإيراني من المتوقع أن يبدأ مع
نهاية العام 2009 بمعدل 3 مليون سم
متر مكعب, و سوف يزداد هذا
المعدل الى 9 مليون سم متر مكعب
بعد 3 سنوات من تنفيذ الاتفاقية.
و سوف تكون مدة هذه الاتفاقية 25
سنة تجدد لمدة 5 سنوات بعد ذلك.
(38). في هذه
الأثناء, فإن سوريا سوف تدخل في
عملية إكمال بناء قسمها من خط
الغاز العربي الممتد من الحدود
الأردنية الى حمص في سوريا, وهو
الأمر الذي سيسمح لسوريا
باستيراد الغاز من مصر. إن
الحاجة الى توليد الطاقة و
الاستخدامات الصناعية تقدر
بحوالي 25 مليون سم متر مكعب و
يتوقع أن يرتفع هذا الرقم الى ما
بين 40-50 سم متر مكعب في عام 2020. إن
إيران تمتلك احتياطيات كبيرة
جدا من النفط يمكن أن تلبي
حاجاتها المحلية و التزاماتها
الدولية. و لكن القضية هنا هي ما
إذا كانت إيران تمتلك القدرة
الاستيعابية لذلك, إذا أخذنا
بنظر الاعتبار ظروف الدولة
الحالية تحت العقوبات.
في شتاء عام 2008 خفضت ايران
صادراتها الى تركيا كما خفضت من
حجم الضخ (الى حقول النفط من أجل
المساعدة في عملية رفع النفط) من
أجل تلبية حاجتها المحلية. في
العديد من المدن و خصوصا في شمال
إيران, واجهت الدولة نقصا حادا
في إمدادات الغاز وقد جعل ذلك
الشعب يعيش تجربة الفشل في
تلبية هذا المطلب في واحد من
أبرد فصول الشتاء المسجلة في
إيران. وقد عزت الصحافة
الإيرانية نقص الغاز هذا الى
الانقطاع ما بين المصدر و أماكن
الاستخدام النهائي. إن كل جزء من
أجزاء مصادر التزويد تتحكم به
شركة حكومية منفصلة عن الأخرى,
حيث لكل شركة خططها و عملياتها
الخاصة. (39). كما كان هناك انقطاع
مفاجئ للإمدادات من قبل
تركمنستان بسبب "نشاطات
صيانة" وهو الأمر الذي سبب
خلافا مع طهران حول سعر الغاز
الطبيعي. (40) الصندوق
المشترك للمشاريع الصناعية: في
يناير من العام 2008 وافقت ايران
وسوريا على إنشاء صندوق مشترك
برأسمال 200 مليون دولار من أجل
تمويل بناء المشاريع الصناعية
في سوريا.(41) و لكن لم يجر هناك
متابعة يمكن التحقق منها. خاتمة: عند
النظر بتمعن بالعلاقة
الاقتصادية ما بين سوريا وإيران
فإن الدارس لهذا الأمر سوف
يتعرض للعديد من الصعوبات
العميقة فكلا الحكومتين معروف
عنهما عدم وجود بيانات دقيقة أو
موثوقة لديهما. و لهذا السبب
فإنه من الصعوبة بمكان القيام
برسم صورة واضحة لطبيعة عمق
العلاقات الاقتصادية بين
الدولتين. فكل ما يمكن إيجاده هي
أرقام غير دقيقة , وهي ملتوية في
أغلب الأحيان من أجل خلق حقيقة
مضللة لخدمة أهداف سياسية. في
بعض الأحيان, قد يخلق انطباع لدى
الشخص بأن الدولتين منخرطتان في
مؤامرة متبادلة من أجل خلق
أسطورة تعاون اقتصادي موجودة
على الورق فقط. ولكي نكون أكثر
وضوحا, فإن هذه القضية تمثل
دولتين متورطتين في خداع متبادل
على نطاق واسع. أساسا
فإن التعاون غير متناظر بين
الطرفين. إن ما تحتاجه إيران
هو التكنولوجيا و هو أمر لا
تستطيع سوريا تزويدها به؛ و ما
تريده سوريا هو استثمار أجنبي
مباشر كبير و هو ما لا تستطيع
إيران تقديمه. و ما تبقى لكلا
الدولتين هو تقضية الوقت في
الاجتماعات و الزيارات الرسمية,
وهو ما يؤدي في أحسن الأحوال الى
سلسلة من مذكرات التفاهم و في
أسوأ الظروف الى لا شيء. إن
إيران وسوريا عادة ما تتحدثان
عن مئات الملايين من الدولارات
من الاستثمارات الإيرانية في
سوريا وهو أمر لا وجود له. كما أن
هناك غموضا يكتنف مصدر
الاستثمار (أموال حكومية أو
شركات خاصة). و حتى مع ذلك فإن
المصادر الخاصة قد تكون مضللة
لأن المال قد يأتي من مصادر
ثورية مختلفة, كأن تكون منظمات
تعمل على نظام المافيا مرتبطة
بشخصيات بارزة من الحرس الثوري,
الذين يديرون مشاريع تجارية
واسعة تمول من مصادر مشكوك في
أمرها. إن
النتيجة الرئيسة هي أن منافع
إيران الاقتصادية من علاقتها مع
سوريا هامشية في أفضل الأحوال؛
و منافع سوريا من إيران لا تذكر.
إلى حد أن عمق العلاقة بين
الطرفين هي سياسية و إستراتيجية
ولكنها ليست اقتصادية في أي حال
من الأحوال. *
نمرود رافيللي : ولد و نشأ في
العراق, و امضى معظم عمره ا
لمهني في البنط الدولي. و قد
سافر الى العديد من الدول من
ضمنها إيران و أفغانستان و تونس
و اليمن و الأردن و قطر و دبي.
ويعمل حاليا محررا في مركز "ميمري".
**بيانكا
غريستن:تخرجت من جامعة ييل
في العام 2007 وهو متخصصة في علم
الأخلاقيات و السياسة و
الاقتصاد. وسوف تدخل جامعة جورج
تاون في تخصص القانون في خريف
العام 2008. The Iran-Syria Nimrod
Raphaeli and Bianca Gersten 7/29/2008 An
examination of Syrian-Iranian economic relations reveals
that, beyond their propaganda value, these relations are
of small benefit to OVERVIEW The
burgeoning relationship between With
the breakout of the war between The
Islamic Republic of Iran readily welcomed Hafiz
al-Asad was shrewd, calculating, and an Arab nationalist
at heart. He kept his cards close to his chest and his
foreign policy at bay from the Islamic Republic. It was
his way of preserving Although
Asad and Saddam Hussein were politically estranged, this
did not prevent Saddam from using the Kirkuk-Banias oil
pipeline to smuggle oil to If
there was a fundamental trait that characterized the
policies of Hafiz al-Asad, it was caution, reinforced by
ability to balance conflicting interests. Both For
Apart
from a potentially long-term conflict over In
his inaugural speech on the celebration of " The
true Arab nature of Syrian politics was avidly
demonstrated in the Arab League's summit meeting
referred to earlier, in which MARCOECONOMIC
FEATURES OF THE TWO ECONOMIES The
IMF has identified the challenges faced by As
the fourth-largest exporter of crude oil, Like
that of The
draft budget for 2008, submitted to parliament in
November 2007, sends a strong signal that the fall of
oil production and revenue is beginning to take its toll
on various aspects of the Syrian economy. Budget revenue
was projected to fall by 19 percent, with oil revenue
dropping by 59.2 percent from its 2007 level, and there
was a negative oil balance, despite record oil prices.
The budget forecasts a big spike in deficits of 128
percent over 2007, which the government is to cover by
tapping into its $20 billion foreign exchange reserves. Syrian
oil production reached its peak in the 1990s with
600,000 b/d but has since declined to about 370,000 b/d.
With Oil
subsidies in THE
NEED FOR REFORM Abdallah
al-Dardari, the Syrian deputy prime minister for
economic affairs, conceded in an interview with the
London daily al-Hayat that his country's economy was
subject to much negative news, but he chose to focus on
"four specific challenges." The first
challenge was the introduction of "deep structural
economic reform and freeing the various sectors of the
economy from their shackles." While As
for
ADDITIONAL
OBSERVATIONS ON THE TWO ECONOMIES There
are two fundamental economic differences between the two
countries: Table 1: Iranian and Syrian Economic Data in Juxtaposition
All
data compiled from The CIA World Fact Book, https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/index.html
(accessed
January 25, 2008) THE
REALITY OF ECONOMIC COLLABORATION As
one examines the economic relations between the two
countries it quickly becomes evident that beyond their
propaganda value, the benefits of the relations are
small for SANCTIONS
AS A UNIFYING FORCE The
American sanctions on Syria for facilitating the
transport ofjihadists into Iraq and Syria's support of
Palestinian rejectionist organizations (meaning those
political entities that reject peace with Israel on
principle), as well as the sanctions on Iran because of
its nuclear program in addition to its support of
international terrorism, have brought the two countries
closer together. In other words, the alliance between
the two countries was not founded on a compelling
economic rationale (like The
sanctions have already exacted a heavy toll on both In
the case of PROLIFERATION
OF IRANIAN-SYRIAN AGREEMENTS It
is almost impossible to keep track of all the bilateral
agreements signed in recent years as the two countries
moved closer to one another on every conceivable
subject, including agreements on tourism, education,
land transport, power, scientific research, health,
environment, agriculture, weights and measurements,
industry, tariffs, banking, and more. By the counting of
the government daily al-Thawra, by March 2007, the two
countries had signed "bilateral agreements,
memoranda of understanding, and protocols whose number
exceeded 30." In
addition, there is also the important tripartite
agreement, together with Following
the March 2008 meeting of the high-level Syrian-Iranian
Committee on Cooperation, no less than ten agreements
and memoranda of understanding were concluded, including
the most uncommon agreement for cooperation between the
two state-owned and state controlled news agencies, the
Iranian News Agency (IRNA) and the Syrian News Agency
(SANA). [24] At the same meeting, it was announced that
Iranian investments in There
were, nevertheless, grandiose ideas whose chance of
implementation is difficult to determine. For example,
in the meeting between the Syrian Minister of
Electricity Dr. Ahmad Khalid al-Ali and his Iranian
counterpart, Fattah Parvez, the two officials discussed
interconnecting their electric networks. (It is not
clear how this would be possible without a common border
or the agreement of a third party.) The Iranian minister
also met with the Syrian minister of irrigation, Nadir
al-Bunni, and discussed the building of pumping stations
connected to a 6.3 meter diameter canal that will draw
Tigris River water to irrigate 150,000 hectares at a
cost of $2 billion.[26] However, when Syria needed
technical assistance to establish its own stock
exchange, it sought help not from Iran but from the
Nordic OMX, which was acquired by Dubai in 2007.[27] TRADE
AGREEMENT Trade
relations between The
agreement was meant to raise the trade level while
offering mutually preferential status to both countries'
products. The agreement was to have annexes listing the
goods to be traded, paying particular attention to the
issue of "country of origin." The
trade volume between the two countries reached $200
million in 2007, but it is almost entirely one-sided in
that it covers $180 million of Iranian export to The
numbers suggest that the trade relationship between the
two countries is not significant and, by Tehran's own
admission, it is certainly not in Syria's favor.[30] In
fact, it is negligible compared to Syrian trade with
Turkey, which was recorded at $1.6 billion in 2007.[31]
It is even insignificant by comparison with the Syrian
trade with the United States. Table
2: U.S.-Syrian Trade 2001-2006 (Millions of USD) Source:
The
above table shows an average annual total export by the The
drive to strengthen the economic cooperation between A
news item that appeared on the Syrian official internet
site Champress (Arabic) illustrates how it is nearly
impossible to separate the wheat from the chaff: Dr.
Amir Husni Lutfi, minister of economy and trade,
discussed in Tehran yesterday with the Iranian vice
president, Parvez Davudi, and the Iranian minister of
trade, Mir Kazemi, the means of strengthening the
economic relations and raising the trade level between
Syria and Iran. During the meeting, emphasis was placed
on the importance of the Iranian companies implementing
their projects in KEY
PROJECTS In
its discussions with Oil
Refinery Like
In
October 2007, the national energy companies of The
ownership of the proposed refinery was to be shared by
the Syrian Ministry of Petroleum and Minerals (15
percent), the Venezuelan Ministry of Energy and
Petroleum (33 percent), the National Iranian Oil company
(26 percent), and the al-Bukhari Group of Commenting
on the project, the Syrian Deputy Prime Minister for
Economic Affairs Abdallah al-Dardari, who has often
exaggerated the economic achievements of his country,
said the strategic objective of the refinery was to
minimize the dependence on foreign sources for petroleum
product imports, which have become a financial and
logistical burden for the government, especially as the
oil balance in Syria is almost negligible.[35] The
Syrian press has not reported on any construction
activity of the proposed refinery, and there is no
available information on its status. Automobile
Assembly Plant This
is a joint venture between the Iranian company
Khudro-Iran and Syrian investors to assemble an Iranian
designed car, known as Samend in Iran and Sham (Sham
refers to Syria in classical Arabic) in Syria, with
Iranian drive train at a cost of $60 million.[36] The
plant was designed to assemble 10,000 cars a year
beginning in 2007, with a capacity for 30,000 cars a
year. Recent figures indicate that the company assembled
3,000 cars through the end of 2007, and it was in
control of 30 percent of the Syrian market. The company
is planning to introduce a new version of the car with
automatic transmission, which could increase sales. The
identity of the investors was not revealed. Wali Nasr, a
professor at the Fletcher School of Law and Diplomacy at
The
Syrian government has announced that it would remove the
sales tax on the car as an incentive to local buyers and
to make the Sham competitive with imported vehicles. As
of early 2008, there was no data about the number of
cars being assembled, car price, or the number of units
being offered to the domestic market. As
part of its automotive cooperation with Joint
One
of the significant projects is the Boiler
for Banias Refinery This
is an $8 million project to build a boiler for the
Banias refinery. The official announcement stated that
the project was implemented by the Syrian Ministry of
Energy and the Adhrab Company in Banias. Gas
Agreement In
January 2008, In
the meantime, Joint
Fund for Industrial Projects In
January 2008, CONCLUSION When
examining the economic relationship between Fundamentally,
the cooperation is asymmetrical. What There
is also a deliberate vagueness about the source of
investment--whether it is Iranian government money or
originates from a private source. Yet even private
sourcing could be misleading because the money may
originate from the various revolutionary poniards,
mafia-type organizations associated with senior clergy
figures or the Revolutionary Guards, who also run a vast
business enterprise financed by questionable sources. The
main conclusion is that *Nimrod Raphaeli, born and raised in Iraq, spent most of
his professional career at the World Bank. He has
traveled extensively to numerous countries including *Bianca Gersten graduated
cum laude from Yale University in 2007 with a degree in
Ethics, Politics, and Economics. She has been an
Economic Researcher for the MEMRI Economic Blog since
July 2007. She will enter http://globalpolitician.com/25060-iran-syria ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |