ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 22/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دور سورية في عدم الاستقرار الإقليمي

رؤية أمريكية

(2)

ديفيد شنكر

مركز الشرق للشؤون العامة 10/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد دعمت سورية المنظمات الإرهابية لعقود. وينص تقرير اللجنة المطولة للإدارة الأمريكية للدفاع أن كلاً من سورية وإيران كانتا مشتركتين في هجوم تشرين أول 1983 على ثكنات فيالق المارينز الأمريكي في بيروت والذي قتل (241) موظفاً عسكرياً أمريكياً. في عام 2001، وضح اتهام موجه من قبل المحكمة العليا الأمريكية من الاسكندرية في فرجينيا أن حزب الله السعودي، والذي كان مسؤولاً عن هجوم أبراج الخبر في عام 1996 متسبباً في قتل (19) موظفا من القوة الجوية الأمركية، استخدم الأرض السورية كذلك للتدريب، وفي الحقيقة، فإن مخططي الهجمات التقوا في حي السيدة زينب في دمشق. لكن الاتصال بحماس وحزب الله قد تعمق منذ استلام بشار الأسد للسلطة في عام 2000. إن الإعلان غير المسبوق في الصيف الماضي من دمشق عن مسؤولية حماس عن اختطاف جندي الدفاع الإسرائيلي (آي.دي.إف) جلعاد شاليت تظهر إلى أي درجة وصلت العلاقة. مع ذلك، فإن تطور علاقة دمشق مع حزب الله صارمة بشكل أكبر.

خلال الحرب في الصيف الماضي، كُشف عن أن دمشق لم تشحن الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله وحسب، ولكنها قدمت كذلك أفضل ما لديها، وهي معدات عسكرية روسية الصنع، صواريخ الكورنيت المضادة للدبابات، وصواريخ (220 ملم) المضادة للأشخاص إلى المنظمة الإرهابية الشيعية.

وقد تم استخدام كل من هذه لإحداث تأثير كبير خلال حملة حزب الله. إضافة إلى ذلك، وكانتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1701، فإن إعادة سورية تسليح حزب الله استمر دون وضع حد له. في حزيران 2007، فإن تقرير الأمم المتحدة عن تطبيق القرار 1701 ذكر (معلومات مقلقة) عن نقل مطلقات الصواريخ من سورية إلى حزب الله. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) عملية شحن الصواريخ والمدافع إلى حزب الله والتي استولى عليها الجيش اللبناني في وادي البقاع بأنه (انتهاك صريح) للقرار 1701.

وتتجاهل السياسة السورية بفظاعة قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بطرق أخرى. ففي 24 آذار 2007، تبنى مجلس الأمن القرار 1747 والذي دعى إيران مرة أخرى إلى تعليق نشاطاتها في التخصيب النووي. وقد دعت الفقرة الخامسة من القرار بشكل خاص جميع الدول إلى الامتناع عن الحصول على (أي أسلحة أو مواد تتعلق بها) من إيران. وقد تم تبني القرار تحت الفصل السابع من دستور الأمم المتحدة، مما يجعله داخلاً في متضمنات القانون الدولي الملزم. مع ذلك، وكما هو ملحوظ، تصر سورية على تلقي أسلحة إيرانية ونقل هذه المواد الممنوعة إلى حزب الله. لقد كان الأسد نفسه متحمساً في دعمه الخطابي (للمقاومة) الإقليمية، واصفاً التكتيك بأنه (البديل عن استعادة الحقوق). لقد كان النظام السوري مأخوذاً للغاية بأداء حزب الله خلال حرب 2006 إلى درجة أنه أنشأ منظمته الخاصة والتي تدعى (المنظمة الشعبية لتحرير الجولان). بحلول نهاية شهر تموز، ادعت هذه المنظمة أنها قد فجرت (آي.إي.دي) يستهدف مركبة لجيش الدفاع الإسرائيلي في الجولان الإسرائيلي.

في آب، أصدرت المنظمة بياناً يهدد باختطاف جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي في الجولان إذا لم تطلق إسرائيل سراح سجناء سوريين أسروا منذ (22) سنة خلت. في تشرين أول، أوردت الصحيفة السورية المؤسسة حديثاً (الجولان تايمز) الادعاء الأكثر إثارة للارتياب بأن هذه المنظمة (قد منعت إسرائيل من استخدام قنابل ذكية) في لبنان. إن إزالة نقاط التفتيش العسكرية السورية على طول دمشق ـ القنيطرة في آب 2007، قد يسخن (المقاومة) على هذه الحدود الطويلة والهادئة.

ما يؤثر على إسرائيل بدرجة أقل مباشرة ولكنها هامة على الرغم من ذلك هو الكراهية السورية للوجود المتزايد لليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) والتي نشرها مجلس الأمن في جنوب لبنان عقب الحرب بين حزب الله وإسرائيل. وكما أخبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الـ(دير شبيجل) في تموز 2006 (فإذا كان الهدف الوحيد وضع جنود على الأراضي اللبنانية لضمان السلام لإسرائيل، فإن العديد من الإسرائيليين سيرون ذلك كاحتلال. يذكرني هذا النوع من التدابير إلى درجة كبيرة بما حدث في عام 1983، عندما قام مفجرون انتحاريون بمهاجمة قاعدة المارينز الأمريكية في بيروت، متسببين بقتل 241 شخصاً.. إننا لا نريد لذلك أن يحدث مرة أخرى). بالنسبة لأيلول 2007، فإن مجموعات جنود اليونيفيل كانت قد تعرضت فعلاً لهجومين مرتين. إن استهداف اليونيفيل يثير شبح انسحابها، مما قد يؤدي إلى جولة أخرى من القتال بين إسرائيل وحزب الله.

ـ مساعي سورية للحصول على أسلحة الدمار الشامل:

لقد اضطربت الوكالات الأمنية الأمريكية من مشاركة سورية في تطوير أسلحة الدمار الشامل. في مؤتمر مراجعة معاهدة الأسلحة البيولوجية السادس في عام 2006، ذكر مندوب الولايات المتحدة (جون.  سي. روود) مساعد وزير الخارجية للأمن الدولي، ومنع الانتشار، ذكر سورية بشكل خاص، إضافة إلى إيران وكورية الشمالية، باعتبارهما قد فشلتا في الاستجابة لمعاهدة الأسلحة البيولوجية. ووفقاً لمندوب الولايات المتحدة فقد كانت سورية منخرطة في عملية البحث والتطوير عن (برنامج هجومي لأسلحة بيولوجية) لقد كانت الأسلحة السورية الكيميائية مشكلة كذلك. وفقاً لتقرير غير مصنف مقدم إلى الكونغرس في الجزء الأخير من عام 2003 من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، فإن لدى سورية مخزوناً من غاز الأعصاب السورية ولكنها كانت تحاول تطوير غازات أعصاب أكثر سمية ومقاومة. لقد وضح هذا التقرير عينه في 2003 (أننا نراقب النوايا السورية النووية بقلق) رغم حقيقة أن سورية كانت موقعة على (معاهدة منع الانتشار النووي) في عام 1968 وفتحت مركز أبحاثها النووي المعلن للفحص الكامل أمام حراس وكالة الطاقة الذرية. في أعقاب عملية إسرائيل الجوية على سورية، حذر الدكتور أندرو سيميل، والذي يمثل الوكيل المساعد لوزير الخارجية لسياسة منع الانتشار النووي والمفاوضات، حذر من أن سورية ربما يكون لديها عدد من (المزودين السريين) لبرنامج نووي مخفي.

ـ الاستعداد للحرب:

الدعم المستمر للإرهاب والخطاب التحريضي يقدم بعض الفهم لنزعة النظام تجاه إسرائيل. ما هو أكثر تعبيراً رغم ذلك، هو ما تم وصفه من قبل مسؤولين كبار في جيش الدفاع الإسرائيلي (كتحضير عسكري غير مسبوق) في سورية. لقد أصبح هذا التحضير ممكناً بالسخاء الإيراني، والتي وفقاً لبعض التقارير، قامت فعلاً بدفع دين سورية، البالغ 15 بليون دولار لموسكو، محررة دمشق بالتالي لتستطيع مرة أخرى الانخراط في التحصيل العسكري. ويبدو أن إيران تساعد سورية في الدفع للمشتريات الجديدة. فوفقاً لرئيس الأبحاث الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية الركن (يوسي بيداتز) كما في تموز، 2007، فإن سورية كانت (تسارع عملية التملك العسكري).

على رأس لائحة المواد السورية المجلوبة من روسية هناك أنظمة أسلحة للدفاع الجوي وأنظمة مضادة للدبابات. من بين هذه الأسلحة تلقى مدفع الـ(بانتسيرـ سي) القصير المدى ونظام دفاع صاروخي الاهتمام الأكبر. وتشتمل صفقة البانتسير والتي تبلغ قيمتها 370 مليون دولار (50) وحدة سورية (سيتم إعادة نقل 10 منها إلى إيران). وقد خطط لعملية التسليم أن تبدأ مع نهاية 2007، رغم أن بعض المحللين يعتقدون أن سورية ربما تكون قد تسملت فعلياً بعضاً من هذه المعدات. يقال كذلك أن سورية قد تسلمت سيلاً من أنظمة الكورنيت المضادة للدبابات، والتي استخدمها حزب الله محدثاً آثاراً كبيرة ضد المدرعات الإسرائيلية في 2006. تبدو استعدادات سورية للمعركة ملهمة بما يوصف حزب الله الذاتي بـ(النصر الإلهي) على إسرائيل. لا يقوم الجيش السوري بمسارعة تدريب الجنود وحسب، فوفقاً لمصادر (جيش الدفاع الإسرائيلي)، يركز التدريب على (تكتيكات) العصابات التي يستخدمها حزب الله، بما فيها تدريب حرب المدن وحرب العصابات.

بالطبع، فإن الاعتماد السوري على قوات الكوماندوز المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات والتي تستهدف مدرعات متقدمة ليس تكتيكاً سورياً جديداً على نحو خاص، ولكن تقارير الصحافة تشير إلى أن لدى دمشق الآن ثقة أكبر بهذا التكتيك، مما يهدد بأن يؤدي ذلك إلى حسابات خاطئة.

على نفس المنوال، لاحظت مصادر استخباراتية عسكرية إسرائيلية مؤخراً أن سورية منخرطة في نشر معجل لصواريخ كاتيوشا وسكود مع رؤوس حربية بوزن 500 كغ. وتقول التقارير أن لدى سورية آلافاً من الصواريخ ذات مدى يصل إلى 56 ميلاً متمركزة على طول حدود سورية الجنوبية مع إسرائيل، في حين أن الممتلكات السورية الأخرى، الصواريخ ذات المدى الأطول والمسلحة برؤوس حربية كيميائية، يعتقد أنها متمركزة في مكان أبعد من الحدود. هذا التغير السوري تجاه إضافة قذائف تكتيكية قصير المدى وصواريخ يأخذ صفحته من كتاب عمل حزب الله. وكما قال يفتاخ شابير من (المعهد لدراسات الأمن القومي) في جامعة تل أبيب (فإن سورية قد تأثرت بنجاح حزب الله الاستراتيجي في استخدامه لصواريخ صغيرة وعدم قدرة إسرائيل على تحييدهم).

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ