ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تحدي غـزة

أعد هذا التقرير الموجز جيري بوزز.

ندوة سياسية 21/3/2008

تقديم: غيث العمري، وجيمس ليندسي، وديفيد ماكوفسكي، ودنيس روس

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في 14 آذار 2008، حضر كل من غيث العمري، جيمس ليندسي، ديفيد ماكوفسكي ودنيس روس منتدى سياساً في معهد واشنطن.

السيد العمري باحث كبير في وحدة أمريكية خاصة في فلسطين.

السيد ليندسي مستشار رئيسي سابق لوكالة الغوث والعمل التابعة للأمم المتحدة وزميل زائر في المعهد.

ماكوفسكي باحث كبير ومدير للمشروع في عملية سلام الشرق الأوسط في المعهد.

السفير روس مستشار للمعهد وباحث مميز.

فيما يلي تقرير موجز عن ملاحظاتهم

ـ غيث العمري:

حتى تقبل حماس بحق إسرائيل في الوجود وتوافق على إنهاء العنف وتتخلى عن أسلحتها، فإنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يستمر في عزل الجماعة بدلاً من الارتباط معها. ورغم أن البعض يعتقدون أن حلاً عسكرياً هو الأفضل، ويأمل آخرون في (حكومة وحدة وطنية)، فإن شيئاً واحداً فقط واضح: لا يوجد حل سريع لمشكلة غزة.

فلو كان هناك حل عسكري ممكن، لكانت إسرائيل قد اتبعته فالقوة الجوية وحدها لن تكفي، ونشر القوات البرية يخلق مخاطرة الإصابات الشاملة، وإعادة الاحتلال الكاملة هي أعنف بكثير وأبعد عن السياسة الإسرائيلية الحالية.

ويبدو تعاون فتح وحماس غير قابل للنجاح كذلك. فالفصائل مختلفة تماماً، على عدة مستويات، لتسمح بشراكة معززة ومستقرة. حتى بعيداً عن المشاكل السياسية مثل كيفية توزيع مراكز الحقيبة الوزارية، وتحديد من الذي سيسيطر على الأمن والقوات المسلحة سيفشل ذاتياً أياً من جهود الاتحاد الوطني.

في ضوء هذه العقبات، كيف ينبغي للولايات المتحدة واللاعبين الآخرين أن يواصلوا تقدمهم؟ إن بإمكان واشنطن أن تضغط وتعزل حماس، ولكن مستقبل الجماعة هو مستقبل طويل الأمد كما أنه قضية داخلية إلى حد كبير ينبغي أن تتم معالجته من قبل الفلسطينيين أنفسهم. في الوقت الحالي، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعدل الطريقة التي تضغط بها على حماس. إن على الولايات المتحدة أن تتبع سياستين في وقت واحد: إنشاء وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ومنح فتح موقفاً أقوى في مناطق رئيسية مثل نقاط التفتيش.

إن خفض التصعيد مهم على نحو خاص. يتسبب العنف في غزة بطوفان بإمكان آثاره أن تضر بشكل كبير بأي فرصة في السلام أو الاستقرار. لذلك، ورغم أن الارتباط بحماس سياسياً ليس موضع جدال، فإن الارتباط بها في نقاشات عن خفض التصعيد قد يثبت أنه مفيد. ينبغي أن تتم إدارة نقاش كهذا عبر طرف ثالث لديه فعلاً روابط مع حماس، ستكون تركية أو الأردن شركاء جيدين في هذه المقاربة.

ـ جيمس ليندسي:

تشير الاستطلاعات في غزة إلى أنه وفي حين أن السلطة الفلسطينية ما يزال لديها تأييد أكثر من حماس، فإن نسبة تأييدها تتآكل تدريجياً. مع ذلك فإن هذا الاتجاه تعوضه حقيقة أن دعم حماس الخاص هو على الأرجح أقل مما ذكره التقرير. على سبيل المثال، فعلى الأقل بعض الغزاويين مترددون الآن عن التحدث بما يدور في خلدهم خوفاً من الثأر الاقتصادي والجسدي من قبل حماس. ورغم هذه المخاوف، ورغم كونهم معرضين للدعاية المعادية لإسرائيل، فإن الغزاويين الذين فقدوا أقارب أبرياء خلال الهجمات الإسرائيلية على مواقع إطلاق الصواريخ كثيراً ما يلقون باللائمة في وضعهم على الميليشيات كما على إسرائيل.

إن نوايا حماس واضحة. فالجماعة تسعى إلى إضعاف ثقة الإسرائيليين، وحفزهم على الهجرة، وتثبيطهم عن الخدمة العسكرية، وأن تظهر لهم أن حكومتهم غير قادرة على حمايتهم، كل ذلك باتجاه الهدف الرئيسي بالتسبب في تحطيم الدولة. إضافة إلى ذلك، فإنهم يأملون بالضغط عسكرياً على إسرائيل بالتعاون مع حلفائهم (أجدرهم بالذكر حزب الله وسورية)، وجميعهم يفترضون أنهم في النهاية ستتم حمايتهم بواسطة المظلة الإيرانية النووية. الاستراتيجية الإسرائيلية المحصورة بالردود العسكرية على هجمات حماس غير فعالة، بما أن حماس قادرة على زيادة نطاق وعدد المرات وقوة التدمير في صواريخها.

نظراً لهدف حماس في تدمير إسرائيل، فإن الارتباط هو مباراة نتيجتها صفر لكلا الطرفين: فلا يوجد هناك فترات شروط محددة لوقف إطلاق النار تفيد كلا الطرفين.

عموماً، فإن عملية السلام ستكون مستمرة كلما سمحت السلطة الفلسطينية لنفسها أن تكون مرتهنة لهجمات الميليشيا والرد الإسرائيلي الحتمي عليها. في نفس الوقت، فإن هجوم 6 آذار في القدس لن يكون على الأغلب إيذاناً ببدء انتفاضة جديدة. وكما هو الحال اليوم، فليس من الواضح فيما إذا كان الهجوم قد أمرت به أي من الجماعات الفلسطينية المقاتلة، وفي أي حدث كان فإن الفلسطينيين لا يرغبون في انتفاضة جديدة.

ـ ديفيد ماكوفسكي:

لقد أنكرت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً تخمينات صحفية بأنها قد وافقت على وقف لإطلاق النار مع حماس. بدلاً من ذلك، فقد كان هناك تدبير فعلي مختصر بعد وابل من الهجمات على سديروت وآشكيلون. في الحقيقة، فإنه وبعد زيارة وزيرة الخارجية كوندليزا رايس مباشرة لمصر وإسرائيل، وضح ناطق باسم رئيس الوزراء ايهود أولمرت أن إسرائيل لن ترد ضد حماس إلا إذا قامت الجماعة بإطلاق المزيد من الصواريخ. ربما يكون هذا الاقتراح آتياً من القاهرة ومن رايس نفسها. بسبب من إجراءات الأمر الواقع، لم يتم دفع أي من الطرفين للتصريح بأنه قد توصل إلى اتفاقية رسمية لوقف إطلاق النار مع الآخرين. وقد ساعد هذا التدبير على حفظ الهدوء لأسبوع تقريباً، حتى أنهته الأحداث في الضفة الغربية والقدس.

فإذا ما فكرنا أبعد، فما هي خيارات سياسة إسرائيل؟ يبدو أن هناك أربعة خيارات في الوقت الحالي، وهي قد تكون حصرية بشكل مشترك وقد لا تكون:

1ـ استمرارية الوضع الحالي حيث ترد إسرائيل على إطلاق الصواريخ أو تقوم في بعض الأحيان باتخاذ خطوات وقائية ضد الأفراد في غزة والذين يقفون وراء الهجمات.

2ـ دراسة احتمالات وقف إطلاق رسمي للنار.

3ـ التصعيد العسكري بما في ذلك إعادة الاحتلال الجزئي المؤقت لغزة ..

4ـ العمل بشكل أقرب مع الولايات المتحدة ومصر لوقف تدفق الصواريخ عبر القنوات التحتية ما بين سيناء وغزة.

بالنظر إلى خيارات وقف إطلاق النار، ينبغي مواجهة عدة تحديات بغية تجنب خروقات سابقة لوقف إطلاق النار (مثل فشل هدنة الـ2003 وتهدئة الـ2005).

على سبيل المثال، ما هي الالتزامات التي ستكون لدى كل شخص، وما الذي سيشكل انتهاكاً لوقف إطلاق النار؟ هل ستمتد تلك الالتزامات إلى الضفة الغربية، كما تريد حماس وترفض إسرائيل؟ ومن الذي سيلعب دور التنفيذ؟ هل هي جماعة مثل حماس والتي أصرت منذ وقت طويل لمؤيديها على أن المقاومة هي سبب وجودها.. قادرة على فرض وقف لإطلاق النار على فصائل المعارضة الأخرى مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني؟

ويشكل لاعبون آخرون تحديات أخرى كذلك؟ فنظراً لمخاوف إسرائيلية من تسلح حماس مرة أخرى خلال وقف إطلاق النار، ينبغي أن تظهر مصر كونها جادة حيال مشكلة تهريب الصواريخ من سيناء. وسيكون على السلطة الفلسطينية أن تقرر ما إذا كانت تستطيع تأسيس علاقة قابلة للاستمرار مع حماس ضمن وقف إطلاق النار، رغم سفك الدماء الذي حصل بينهم الصيف الفائت. وقد يشكل لاعبون خارجيون مثل إيران تحدياً بإثارة المشاكل بغية تحقيق مصالحهم الخاصة.

إذا ما أثبت وقف إطلاق النار أنه غير قابل للاستمرار، سيكون الخيار الآخر هو إعادة الاحتلال الجزئي، مع تراجع إسرائيل إلى رفح في غزة. على الأرجح فإن الإسرائيليين ينظرون إلى رفح باعتبارها المفتاح لوقف تهريب الأسلحة، نظراً لأن معظم القنوات موجودة هناك. إن بإمكان إسرائيل أن تسعى لتبرير عمل كهذا بالمجادلة بأنها تدعى محتلة فعلاً، وأن أحداً في المجتمع الدولي لم يقم بأي شيئ لوقف التهريب. هذه الرؤية مبنية على الاعتقاد بأن إسرائيل قد ارتكبت غلطة عندما انسحبت من المحيط الخارجي لغزة في الـ2005. مع ذلك، هناك على الأقل ثلاثة تحديات كبرى لمقاربة إعادة الاحتلال الجزئي. أولاً سيكون على إسرائيل أن تقاتل لتشق طريقها إلى غزة وعلى الأرجح فإنها سوف تزيد وتتسبب بإصابات كبيرة في منطقة ذات كثافة مدنية.

ثانياً: قد تكون سيطرتها على رفح دعوة حشد لحماس لتشن المزيد من الهجمات. ثالثاً: إنه لأمر مثير للجدل فيما إذا كانت متقاربة كهذه ستكون فعالة على المدى الطويل.

خيار آخر سيكون التركيز على تعزيز العلاقات (الأمريكية ـ المصرية ـ الإسرائيلة). إن زيارة وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي القادمة إلى واشنطن هي فرصة لإيقاف وضع متدهور. إن السرعة المصرية الأخيرة في بناء حاجز ثلاثي الطبقات لوقف مد الغزاويين إلى مصر، وهي حركة لم تتلق في الحقيقة أي انتباه إعلامي.. ينبغي أن يضم إليها جهد مساو في وقف تدفق الأسلحة إلى الجهة الأخرى.

ـ دنيس روس:

منذ وقت طويل والجيش الإسرائيلي يتجادل فيما إذا كانت عملية كبرى في غزة ستكون ذات فائدة، وفي كل مرة كان يخلص إلى أنه لا يوجد خيار عسكري جيد. إلا أنه، وفي جميع الاحتمالات، فإن صاروخاً سيضرب في النهاية هدفاً كبيراً في إسرائيل، مثل مدرسة أو مصنع للطاقة. وعندما يحدث ذلك، فإن تردد الجيش حيال عملية كبرى لن يكون مهماً لأن السياق السياسي سيكون قد تغير. إذا ما اختارت إسرائيل أن تدخل إلى غزة مرة أخرى، فسيكون هدفها الرئيسي وقف إطلاق الصواريخ. وبغية تحقيق هذا الهدف، فإنها ستحتاج إلى احتلال ما يكفي من غزة لتصبح الأهداف الإسرائيلية خارج النطاق. ولكن لا توجد هناك طريقة لإسرائيل لتقويض حركة كهذه دونما أي تكاليف باهظة. إن الوسيلة الوحيدة لتقليل خسائرها العسكرية الخاصة ستكون توظيف قوة إطلاق هائلة، ولكن هذه المقاربة ستتسبب حتماً في خسائر فلسطينية عديدة وستدمر إمكانية المفاوضات. بكلمات أخرى، إذا ما قرر الإسرائيليون التحرك إلى داخل غزة، فإنها سوف تنهي الاحتمالات لاتفاقية سياسية في قضايا السلام للوقت الحاضر.

بالاعتراف بهذا، عبرت بعض الأحزاب عن اهتمام بدراسة وقف حقيقي لإطلاق النار. ما الذي سيكسبه كل طرف من هذا الخيار؟ الإسرائيليون يريدون إنهاء إطلاق الصواريخ وضمانة بأن حماس لن تستطيع زيادة قدرتها العسكرية في أثناء الهدنة. في حين تريد السلطة الفلسطينية إعادة إنشاء موطئ قدم من نوع ما لها في غزة. قد تستفيد حماس لأن زعماءها لن يكونوا مستهدفين بعد ذلك ومجبرين على الحياة تحت الأرض، ولأن التجارة العادية في داخل غزة وخارجها ستتلو ذلك على الأرجح. وتفهم مصر الآن أن إسرائيل ليست الوحيدة التي لديها مصلحة في مستقبل غزة. في السابق، كانت مقاربة المصريين (أن نعيش ونترك الآخرين ليعيشوا)، وقد سمحت القاهرة لحماس أن تعمل ضمن حدود معينة طالما أن الجماعة لا تسبب المشاكل في مصر. ولكن حماس عبرت مؤخراً هذه العتبة وخلقت مشكلة. وقد يمنح هذا مصر دافعاً لا للسيطرة على الحدود وحسب بل لاتخاذ تحرك جاد بخصوص التهريب.

بالمفتاح بالطبع، هو إعادة فتح معابر الحدود مع بعض الفهم لمنع الوجود القريب لميليشيا حماس من أن تصبح مشكلة. وينبغي أن تكون تدابير وقف إطلاق النار واضحة في نقطة إطلاق الصواريخ كذلك. إن أي هجوم كهذا، دونما استثناء، سيتسبب في إغلاق معابر الحدود بينما تطارد إسرائيل المهاجمين.

إن وقفاً لإطلاق النار من هذا النوع قد لا ينجح، ولكنه رغم ذلك يبدو أنه يوفر أفضل فرصة لهدوء معزز. إن التدابير الصامتة هي خيار بديل، ولكن احتمال صمودها لوقت طويل أضعف. وإعادة الاحتلال الإسرائيلي مليء باللامؤكدات، إضافة إلى تهجئة نهاية للعملية السياسية الحالية.

إذا لم يتم صنع شيء حيال غزة، فإنه في وقت قريب أو بعيد، ستحدث حوادث قاتلة والتي ستضمن عدم وجود أي تقدم في عمليات السلام. وهذا سيثبت فقط رواية حماس بأن الديبلوماسية لا تنشئ أي شيء أبداً، في حين ينتج العنف شيئاً ما. وآخر شيء ينبغي لإدارة بوش أن تريده كإرث لها هو أن تترك حماس أقوى مما كانت عليه قبل ثمان سنوات.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ