ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 23/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإخوان المسلمون

بديل إسلاموي معتدل للقاعدة أم شريك في الجهاد

(2)

السياسة الأمريكية تجاه الإسلام الراديكالي:

الجدل حول (الإخوان المسلمون)

وجهات نظر القدس رقم 558 

1/تشرين ثاني/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد دفعت هجمة 11 أيلول الإدارة الأمريكية إلى تغيير كل من سياساتها الداخلية والخارجية ولابتداء حملة شاملة ضد الإسلام الراديكالي، والذي ينادي بالجهاد العالمي، وبتطوير الدول لأسلحة الدمار الشامل والذي يهدد الولايات المتحدة. إن تعزيز الديموقراطية هو في صميم سياسة بوش الخارجية، والتي تسعى إلى دعم الحكومات الديموقراطية أو أولئك الطامحين إلى الديموقراطية وإلى ممارسة الضغط على الأنظمة العربية لتبني مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان كسبيل لمقارعة الأصوليين الدينيين. لقد أثارت مبادرة الرئيس جدالاً بين أولئك الذين ينظرون إليها على أنها وسيلة فعالة لإيجاد بديل لمدرسة (القاعدة) ـ (الإخوان المسلمون) للإسلام الراديكالي وأولئك الذي يشعرون أن الظروف في الشرق الأوسط ليست معدة بعد وأن مبادرة كهذه ستتحقق على الأرجح نتيجة معاكسة وستمهد الطريق لغلبة إسلامية راديكالية على الأنظمة الحالية. وقد دعى كل من الدكتور (روبرت. اس. ليكن) (مدير برنامج الهجرة والأمن القومي) في مركز نيكسون في واشنطن، و(ستيفن برووك)، وهو باحث في المركز، دعيا الإدارة الأمريكية إلى إنشاء حوار مع الإخوان المسلمين لتعزيز الديموقراطية في العالم الإسلامي. وقد نشرا مقالاً في عدد آذار ـ نيسان 2007 من (الفورين أفيرز) بعنوان (الإخوان المسلمون الحداثيون) والتي نصحوا فيها الإدارة الأمريكية بالدخول في تحالف استراتيجي مع المنظمة، التي يشيرون إليها بأنها (حداثية)، ومطلقين على ذلك (فرصة مميزة) للاستفادة من (الإخوان) لتعزيز المصالح الأمركية.

وقد كتبا كذلك أنه (عندما يصل الأمر إلى الإخوان المسلمين، فإن بداية الحكمة تكمن في تفرقهم عن الإسلام الراديكالي وملاحظة الاختلافات الهامة بين منظمات الإخوان المسلمين الوطنية والتي تعمل في أجزاء مختلفة من العالم. إن هذا التنوع يقترح أن على واشنطن تبني مقاربة حالة بعد حالة، وأن تترك للوضع في كل دولة فردية أن يقرر متى يكون التكلم مع أو حتى العمل مع فروع الإخوان ممكناً وملائماً. ينبغي لواشنطن أن تقدر مصالحها وقدارتها في العالم الإسلامي ـ فإن نقاشاً مع (الإخوان المسلمين) سيكون له مغزى استراتيجياً قوياً.

وقد ارتكز كل من (ليكن) و(برووك) في توصيتهما على افتراضات بكون الإخوان المسلمين حداثيين، ولديهم مقاربة بناءة للديموقراطية، وهم شركاء لأمريكا والغرب. سيعارض هذا المقال حجج (ليكن) و(برووك) الأساسية بحقائق مأخوذة من مصادر رسمية، وعامة للإخوان المسلمين.

ـ (ليكن وبرووك): لقد اعتنق الإخوان المسلمون القيم الديموقراطية الغربية:

تم تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928 في مصر على يد حسن البنا كمنظمة تسعى لمقارعة الدولة المصرية الناشئة. ولكنها تطورت إلى منظمة ترى نفسها تناضل ضد الحضارة الغربية، ككل، بغية تقديم ما تصفه بالحضارة الإسلامية. وقد انتشرت بسرعة وأسست فروعاً لها في عشرات الدول في الشرق الأوسط وحتى ما وراءه.

وفقاً لـ(ليكن) و(برووك) فإن الإخوان المسلمون هم مجموعة من الجماعات الوطنية بمظاهر مختلفة، والزمر المختلفة ليست متفقة حيال أفضل طريقة لتقديم بعثتها. ولكنهم جميعاً يرفضون (الجهاد) العالمي في حين يعتنقون الانتخابات ومظاهر الديموقراطية الأخرى. لقد اتبع (الإخوان المسلمون) مسلك التسامح ووصلوا أخيراً ليجدوا الديموقراطية منسجمة مع مفهومه (المسلك) بالأسلمة المتمهلة.

ينبغي أن يكون هناك تمييز بين الطريقة التي ينظر بها الإخوان المسلمون إلى الديموقراطية باعتبارها (إيجابية) والطريقة التي تنظر بها القاعدة باعتبارها (كفراً). في نفس الوقت يتساءل الكثير من المحللين عما إذا كان التزام الإخوان المسلمين بالديموقراطية هو تكتيكي وعابر. إن هناك دليلاً ضئيلاً على كون الإخوان قد أجالوا فكرهم فيما سيفعلونه بالسلطة. ورغم أنهم قد حرضوا بفعل العملية الانتخابية لإعلان شعار لها (الإسلام هو الحل).. وفي نقاشات مكثفة مع حلفاء الإخوان اليائسين في الشرق الأوسط بأكمله، فقد سمعنا الكثير من تعابير الثقة بأنهم سيحترمون العملية الديموقراطية.

في الحقيقية يشارك الإخوان المسلمون فعلاً في نشاط سياسي ويدعمون العملية الديموقراطية. ولا يعود هذا إلى أنهم قد قبلوا بمبادئ الديموقراطية الغربية كما ادعى (ليكن) و(برووك)، بل بالأحرى لأن العملية الديموقراطية يمكن استغلالها للتأسيس لنظام إسلامي سيتجنب الديموقراطية بعد ذلك، كما بدا واضحاً بتصريحها في الانتخابات البرلمانية المصرية في 2007. لقد ادعت المنظمة أنها تشارك في الانتخابات لأن (الإخوان المسلمون) يدعون إلى سبيل الله (ولذلك فهي تشارك بغية) تنفيذ أوامر الله بطرق سلمية، مستخدمة مؤسسات دستورية موجودة وقراراً متخذاً من قبل صندوق الاقتراع. أي أن الديموقراطية هي مدخل الإسلام إلى السلطة. وقد نوه تصريح الإخوان كذلك بأن الحكم في مصر يجب أن يكون (جمهورياً، برلمانياً، دستورياً، وديموقراطياً متفقاً مع الشريعة الإسلامية) وأن (الشريعة تضمن الحرية للجميع). إن التنظيم لا يتقبل مبدأ العزل بين الكنيسة والدولة، والحكم الإسلامي الذي يطمحون إليه هو، بالنسبة إليهم، تحقيق الديموقراطية.

يستخدم كل من (ليكن) و(برووك) والإخوان المسلمون جميعهم نفس الكلمة، الديموقراطية، ولكن تعريفاتهم وتفسيراتهم مختلفة تماماً. لدى مقابلة في 17 أيلول 2007، من قبل صحيفة (الكرامة) المصرية اليومية قال المرشد العام للإخوان المسلمين (محمد مهدي عاكف) إن شعار حملة التنظيم سيكون (الشريعة هي الحل) وأن حقوق الإنسان والديموقراطية سيتم تضمينها تحت حكم الشريعة. وقد كرس خطابه الأسبوعي في 12/5/2007، لشرح الديموقراطية كما تتم رؤيتها عبر عيون (الإخوان المسلمون). وقد قال بأن الإسلام وحده الذي منح للانسان من قبل الله، كان التعبير عن الديموقراطية الحقة. وقد كتب بأن الإسلام سابق وأن الدساتير والايديولوجيات ابتدعها الإنسان. إن الرسالة الختامية الخالصة من السماء اشتملت على كل القيم التي يدعي العالم العلماني أنه قد ابتدعها. لقد سبق الإسلام وقيمه الغرب بإنشاء ديموقراطية حقة، تمثلت بالشورى (مجلس المستشارين تحت الخليفة) وباحترام الإسلام لمساواة الأديان الأخرى. وبالنظر إلى الحرية وصل الإسلام إلى هدف لم يصل إليه دعاة العلمانية، لأن الحرية الموعود بها في الإسلام هي حرية حقيقية بكل الطرق، حتى في الإيمان والدين. أما الادعاء بأن الإسلام لم يعترف بالسلطة المدنية، فإن سلطة الإسلام هي ديموقراطية. إنها حرية حقيقية، فهو يوفر المساواة في الممارسة والشفافية، وهو لا يقمع ولا يجرد أي شخص من حقوقه، إنه على هذا الأساس وبهذه القيم يدعو (الإخوان المسلمين) إلى العدالة والمساواة والحرية.

لم يوارب (عاكف) فيما يتعلق برؤاه الديموقراطية الغربية. ففي 30 نيسان 2005، أخبر صحيفة (الأهرام) المصرية اليومية بأن (الإخوان المسلمون) يعارضون الديموقراطية الغربية لأنها كانت فاسدة وتخدم الأجندة الأمريكية. لقد نظم (الإخوان المسلمون) مظاهرات ضد التدخل الأجنبي وضد أي ديموقراطية تخدم الأمريكيين. إن الديموقراطية الأمريكية فاسدة لأنها تريد تدمير الأمة الإسلامية، وعقيدتها وتقاليدها. وقد أخبر الـ(بي.بي.سي) أن الديموقراطية الغربية لم تكن (واقعية) وكانت (خاطئة).

إحدى أمثلة (عاكف) على (قيم أمريكا الفاسدة) هي المحاولة لإيقاف ختان البنات في أفريقيا. في 12 تموز 2007، كتب أن الأمريكيين ينفقون بلايين الدولارات ويتآمرون دونما  توقف لتغيير طريقة المسلمين في الحياة، وهم يشنون حرباً على قادة المسلمين، وممارساتهم العقائدية وأفكارهم. إنهم يشنون حرباً حتى ضد ختان الإناث، وهي ممارسة تجري في 36 دولة، وهي متبعة منذ زمن الفراعنة.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ