ـ |
ـ |
|
|
|||||||||||||||
الديمقراطية
و ليس الإرهاب هي محرك الإسلام
السياسي بقلم: ويليام داريمبل صحيفة الجارديان 21/9/2007 ترجمة : قسم
الترجمة في مركز الشرق العربي بعد ست سنوات على أحداث 11 سبتمبر
وخلال مسيرة العالم الإسلامي في
هذه الفترة فان المفاجأة هي أن
الإسلام السياسي قد ارتفع بشكل
دراماتيكي ليس من خلال
التفجيرات و لكن من خلال صناديق
الانتخاب. ان الديمقراطية ليست
الدواء الشافي للإسلاميين كما
كان يؤمن المحافظون الجدد. منذ
قيام الولايات المتحدة بغزو
العراق والمسلمون في جميع
البلدان التي لهم الحق فيها
بالتصويت لديهم رد ثابت على ذلك.
في لبنان و إيران و العراق و
فلسطين وباكستان و مصر و تركيا و
الجزائر كان الرد يتمثل في
التصويت بشكل مكثف و كبير
للأحزاب الدينية بطريقة لم يقم
بها الناخبون من قبل. و أينما
وجدت حكومات لديها اتصال وثيق
بالولايات المتحدة وجدنا
ارتفاعاً ملحوظاً في أسهم
الإسلام السياسي. الكثير من الصحف الغربية ركزت
بشكل كبير خلال الست سنوات
الماضية على الجماعات
الإرهابية و الجهاديين و
الانتحاريين. ولكن و بينما يبقى
تهديد العنف واقعياً و موجوداً,
فان أولئك المعلقين والمحللين
الذين قارنوا بجهالة ما يطلقون
عليه "الرعب الإسلامي" مع
النازيين مخطئون بشكل كبير : ان
الفروق في القدرات العسكرية و
القوة النسبية كبير جداُ
إلى درجة أن المقارنة غير قابلة
للتطبيق, و المقارنة التي عقدها
المحافظون الجدد مع ما حدث في
الحرب العالمية الثانية خاطئة
بشكل ظاهر. و طالما بقي الغرب
يتدخل في شئون العالم الإسلامي
فان القنابل سوف تستمر في
الانفجار في كل مكان؛ و طالما
بقيت بريطانيا تصطف خلف جورج
بوش في حروبه غير المشروعة فان
الأبرياء البريطانيين سيبقون
عرضة للقتل على أيدي الجهاديين .
و لكن هذا لا يعني أننا على وشك
أن نتعرض للغزو كما أنه لا يعني
أن أوروبا على وشك ان تغرق
سكانياً, كما أدعى معلقون
أمريكيون مثل مارك ستيفن, ان
المسلمين لن يتجاوزوا حاجز ال 10%
من نسبة سكان أوروبا مع حلول عام
2020. ولذلك فان التعلق و التركيز على
الخطر الجهادي قد يجعلنا نضيع
القصة الأساسية. فإذا كانت
السيطرة الوشيكة للإسلاميين
على الغرب عبارة عن خرافة, فان
الأمر نفسه لا ينطبق على العالم
الإسلامي. ان السياسات
الأمريكية الوحشية والخرقاء في
الشرق الأوسط ولدت تغيرات ثورية,
و أدت إلى تطرف حتى في الآراء
الأكثر اعتدالاً, و بالنتيجة
فان الوضع الذي كان سائداً منذ
الخمسينيات قد تهشم حالياً.
و الحالة المصرية حالة مثالية
على ذلك : ففي الانتخابات
الأخيرة التي جرت عام 2005 ارتفع
عدد مقاعد حركة الإخوان
المسلمين الذين ترشح أعضاؤها
كمستقلين من 17 مقعد إلى 88 مقعداً
من أصل 444 مقعد هو مجموع مقاعد
مجلس الشعب المصري, مما يعني
تضاعف العدد خمس مرات أكثر من
الدورة السابقة, وذلك على الرغم
من ورود تقارير تثبت وجود حالات
تزوير قام بها الحزب الوطني
الحاكم وهو الحزب الذي ينتمي
إليه الرئيس مبارك. ان الإخوان
المسلمين الذين تخلوا عن العنف
منذ زمن طويل أصبحوا القوة
المعارضة الرئيسة في مصر.
و الوضع في باكستان مماثل جداً.
بشكل تقليدي فان الأحزاب
الدينية تفوز بجزء قليل من
الأصوات. و لكن هذا الوضع تغير
مع بدأ الغزو الأمريكي
لأفغانستان. في أكتوبر من العام
2002 فاز التحالف اليميني للأحزاب
الدينية " مجلس العمل الموحد"
بما نسبته 11.6% من الأصوات, و
اكتسح الصناديق في اثنتين في
المحافظات المتاخمة للحدود
الأفغانية هما إقليم بلوشستان و
المحافظة الحدودية الشمالية
الغربية حيث قاموا بتشكيل
حكومات إقليمية محافظة ذات
اتجاه إسلامي واضح. و إذا عملت
الانتخابات الماضية على تحويل
"مجلس العمل الموحد" إلى
قوة نيابية حقيقية, فان المخاوف
هي أن يكون هذا المجلس هو
المستفيد الرئيس من الوضع
الحالي في باكستان. لقد أعلنت إدارة بوش أن عملية
ترويج الديمقراطية في الشرق
الأوسط سوف تكون الموضوع الرئيس
للسياسة الخارجية للإدارة في
فترتها الثانية. لقد تم الإدراك
وبشكل واسع و ليس فقط في واشنطن
بأن هذه السياسة قد فشلت. مع أنه
وبالعديد من الطرق فان السياسة
الأمريكية قد نجحت في تحويل رأي
المسلمين ضد الحكومات الفاسدة
كما أنها نجحت في نقض أطراف
الحكومات القومية التي حكمت
المنطقة طيلة 50 سنة. و لكن
المضحك في الأمر و عوضاً عن
التحول إلى الأحزاب العلمانية
الليبرالية كما افترض
المحافظون الجدد, فان المسلمين
قد اصطفوا خلف الأحزاب التي
رأوا فيها أنها ستقف ضد التدخل
الأمريكي العدائي. بالأحرى فان الأحزاب الدينية
تريد القدوم إلى السلطة لأسباب
غير مرتبطة بالدين. ومن الواضح
فان الجهات المعارضة لسياسة
الولايات المتحدة في المنطقة
وهي الأحزاب الدينية قد استفادت
من غضب العالم الإسلامي المشروع
: الغضب على حياة آلاف الأشخاص
التي فقدت في أفغانستان و
العراق ومن تغاضي الولايات
المتحدة عن ترسانة إسرائيل من
الأسلحة النووية وعن استعمارها
للضفة الغربية ومن الغضب الناتج
عن الرعب الذي حصل في أبو غريب
والغضب على احتجاز آلاف
المسلمين دون أية محاكمة في
شبكة السجون الأمريكية حول
العالم و التي يمارس فيها
التعذيب بشكل منظم وممنهج ,
و الغضب من التخويف من
الإسلام الذي
يستمر بوش في
ممارسته في خطاباته هو ودائرته
و أعوانه في واشنطن. علاوة على ذلك, فان الأحزاب
الدينية لديها ميل لأن ترى من
قبل الفقراء سواء أكان ذلك
صحيحاً أم لا كممثل للعدالة و
الكرامة والتوزيع العادل
للثروات. لذاك وجدنا انتصار
حماس الكبير في مواجهة حركة فتح
الفاسدة في انتخابات اعم 2006 في
فلسطين. وبالمثل فان الصعود
الدراماتيكي لحزب الله في لبنان
لم يكن بسبب الولع المفاجئ بحكم
الشريعة و لكن بسبب حالة الأمين
العام لحزب الله حسن نصرالله
الذي لقن الإسرائيليين
درساً قاسيا إضافة إلى
تقديمه للخدمات الطبية
والاجتماعية للناس في جنوب
لبنان, كما فعلت حماس بالضبط في
غزة. ً و الرد المعتاد للولايات المتحدة
هو التراجع عن الديمقراطية
عندما تنجح الأحزاب " الخطأ".
ان هذه الحالة لم تحدث مع النصر
الانتخابي الذي حصل لحماس, بل
انه حدث في مصر أيضاً: منذ أن
أظهر الإخوان قوة في الانتخابات
النيابية توقفت الولايات
المتحدة عن الضغط على الرئيس
حسني مبارك لإحداث تغيير
ديمقراطي, و الكثير من قيادات
الإخوان الناشطين و رجال
الأعمال الداعمين للحركة إضافة
إلى العديد من معارضي مبارك
موجودون في السجون المصرية
حالياً , وكل هذا يحدث دون أدنى
كلمة لوم أو استهجان من واشنطن. و مع ذلك وفي زيارتي الأخيرة لمصر
فقد وجدت شعوراً قوياً في كل
مكان بأن الإسلام السياسي وجد
هناك ليبقى, وهذا الأمر أصبح من
الأمور التي يقوم الناس بتعلم
التعايش معها؛ ان الرد الأمريكي
أصبح بشكل عام غير ذي صلة
بالأمور هناك.
حتى الأقباط قاموا بمفاتحة مع
الإخوان. كما كتب يوسف سيدهم
المحرر في إحدى الصحف القبطية
:"إنهم لن يرحلوا من هنا, نحن
بحاجة إلى الدخول في حوار , من
أجل توضيح سياساتهم و فهمها, و
إنهاء حالة عدم الثقة المتبادلة
بيننا
و بينهم". ان الحقيقة هي أنه وكما فعل
الأقباط فانه يتوجب علينا أن
نجد طريقاً ما للتعايش مع
الإسلام السياسي. ان الزعم بأن
الإسلاميين غير موجودين و أننا
لن نتحاور معهم ليس هو الجواب
المناسب. فقط وفقط عن طريق فتح
باب الحوار فانه بإمكاننا أن
نجد أولئك الأشخاص الذين يمكننا
العمل معهم, و اليدء بإصلاح
الأضرار التي أحدثتها السياسات
الأنجلو – أمريكية في المنطقة و
التأثير الغربي هناك منذ أحداث
11 سبتمبر. Democracy,
not terror, is the engine of political Islam Neocon
policies designed to promote liberal opinion in the
Middle East have in fact played into the hands of the
religious parties William
Dalrymple Friday
September 21, 2007 The
Guardian Six
years after 9/11, throughout the Muslim world political
Islam is on the march; the surprise is that its rise is
happening democratically - not through the bomb, but the
ballot box. Democracy is not the antidote to the
Islamists the neocons once fondly believed it would be.
Since the US invaded Afghanistan and Iraq, there has
been a consistent response from voters wherever Muslims
have had the right to vote. In Lebanon, Iran, Iraq,
Palestine, Pakistan, Egypt, Turkey and Algeria they have
voted en masse for religious parties in a way they have
never done before. Where governments have been most
closely linked to the US, political Islam's rise has
been most marked. Much
western journalism in the six years since 9/11 has
concentrated on terrorist groups, jihadis and suicide
bombers. But while the threat of violence remains very
real, those commentators who have compared what they
ignorantly call "Islamofascism" to the Nazis
are guilty of hysteria: the differences in relative
power and military capability are too great for the
comparison to be valid, and the analogies that the
neocons draw with the second world war are demonstrably
false. As long as the west interferes in the Muslim
world, bombs will go off; and as long as Britain lines
up behind George Bush's illegal wars, British innocents
will die in jihadi atrocities. But that does not mean we
are about to be invaded, nor is Europe about to be
demographically swamped, as North American commentators
such as Mark Steyn claim: Muslims will make up no more
than 10% of the European population by 2020. Yet
in concentrating on the violent jihadi fringe, we may
have missed the main story. For if the imminent Islamist
takeover of western Europe is a myth, the same cannot be
said for the Islamic world. Clumsy and brutal US
policies in the Middle East have generated revolutionary
changes, radicalising even the most moderate opinion,
with the result that the status quo in place since the
1950s has been broken.
Egypt
is typical: at the last election in 2005 members of the
nominally banned Muslim Brotherhood, standing as
independents, saw their representation rise from 17
seats to 88 in the 444-seat people's assembly - a
five-fold increase, despite reports of vote-rigging by
President Mubarak's ruling National Democratic Alliance.
The Brothers, who have long abjured violence, are now
the main opposition.
The
figures in Pakistan are strikingly similar.
Traditionally, the religious parties there have won only
a fraction of the vote. That began to change after the
US invasion of Afghanistan. In October 2002 a rightwing
alliance of religious parties - the Muttahida Majlis
Amal or MMA - won 11.6% of the vote, more than doubling
its share, and sweeping the polls in the two provinces
bordering Afghanistan - Baluchistan and the North West
Frontier Province - where it formed ultra-conservative
and pro-Islamist provincial governments. If the last
election turned the MMA into a serious electoral force,
there are now fears that it could yet be the principle
beneficiary of the current standoff in Pakistan. The
Bush administration proclaimed in 2004 that the
promotion of democracy in the Middle East would be a
major foreign policy theme in its second term. It has
been widely perceived, not least in Washington, that
this policy has failed. Yet in many ways US foreign
policy has succeeded in turning Muslim opinion against
the corrupt monarchies and decaying nationalist parties
who have ruled the region for 50 years. The irony is
that rather than turning to liberal secular parties, as
the neocons assumed, Muslims have lined up behind
parties most clearly seen to stand up against aggressive
US intervention. Religious
parties, in other words, have come to power for reasons
largely unconnected to religion. As clear and
unambiguous opponents of US policy in the Middle East -
in a way that, say, Musharraf, Mubarak and Mahmoud Abbas
are not - religious parties have benefited from
legitimate Muslim anger: anger at the thousands of lives
lost in Afghanistan and Iraq; at the blind eye the US
turns to Israel's nuclear arsenal and colonisation of
the West Bank; at the horrors of Abu Ghraib and the
incarceration of thousands of Muslims without trial in
the licensed network of torture centres that the US
operates across the globe; and at the Islamophobic
rhetoric that still flows from Bush and his circle in
Washington. Moreover,
the religious parties tend to be seen by the poor,
rightly or wrongly, as representing justice, integrity
and equitable distribution of resources. Hence the
strong showing, for example, of Hamas against the
blatantly corrupt Fatah in the 2006 elections in
Palestine. Equally, the dramatic rise of Hizbullah in
Lebanon has not been because of a sudden fondness for
sharia law, but because of the status of Hassan
Nasrallah, Hizbullah's leader, as the man who gave the
Israelis a bloody nose, and who provides medical and
social services for the people of South Lebanon, just as
Hamas does in Gaza. The
usual US response has been to retreat from its push for
democracy when the "wrong" parties win. This
was the case not just with the electoral victory of
Hamas, but also in Egypt: since the Brothers' strong
showing in the elections, the US has stopped pressing
Mubarak to make democratic reforms, and many of the
Brothers' leading activists and business backers, as
well as Mubarak's opponent in the presidential election,
are in prison, all without a word of censure from
Washington.
Yet
on a recent visit to Egypt I found everywhere a strong
feeling that political Islam was there to stay, and that
this was something everyone was going to have to learn
to live with; the US response had become almost
irrelevant. Even the Copts were making overtures to the
Brothers. As Youssef Sidhom, who edits the leading
Coptic newspaper, put it: "They are not going away.
We need to enter into dialogue, to clarify their
policies, and end mutual mistrust." The
reality is that, like the Copts, we are going to have to
find some modus vivendi with political Islam. Pretending
that the Islamists do not exist, and that we will not
talk to them, is no answer. Only by opening dialogue are
we likely to find those with whom we can work, and to
begin to repair the damage that self-defeating
Anglo-American policies have done to the region, and to
western influence there, since 9/11. •
William
Dalrymple is the author of The Last Mughal: The Fall of
a Dynasty, Delhi 1857. http://www.guardian.co.uk/commentisfree/story/0,,2173919,00.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |