ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإخوان المسلمون:

بديل إسلاموي معتدل للقاعدة أو شريك في الجهاد؟

(1)

المقدم جوناثان هاليفي

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن الإخوان المسلمين آخذون في أن يصبحوا بشكل متزايد في قلب جدل سياسي ساخن في الولايات المتحدة وفي أوساط حلفائها الغربيين. لقد نشرت (الفورين أفيرز) ـ وهي أداة هامة لتحديد التوجه في المؤسسة السياسية الخارجية الأمريكية ـ عن إصدارها الشهري (آذار ـ نيسان) مقالاً بقلم كل من (روبرت.اس. ليكن) و(ستيفن برووك) يجادلان فيه بأن (الإخوان المسلمين) قد أصبحت منظمة معتدلة.

لقد أصدرت (اللجنة المختارة في الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني) تقريراً في صيف 2007 تتوصل فيه إلى أن: (مادامت جماعة ـ الإخوان المسلمين ـ تعبر عن الالتزام بالعملية الديمقراطية واللاعنف، فإننا نوصي بأن على الحكومة البريطانية أن ترتبط معها وأن تسعى للتأثير على أعضائها). المثير للسخرية، أنه وبينما تدعو أصوات بارزة في الغرب إلى حوار سياسي جديد مع الإخوان المسلمين، في العالم العربي يحذر العديد من المحللين الجادين من استمرارية طبيعتها العنفية وطموحاتها العالمية.

في اجتماع (للدفاع الوطني) و(اللجنة الأمنية) للبرلمان المصري والذي عقد في كانون الثاني 2007، اعترف عضو البرلمان الذي ينتمي للإخوان المسلمين (محمد شاكر سنار) علناً بأن ( (الإخوان المسلمين ليسوا ملتزمين بقيم الديموقراطية الغربية ) وقد قال أنه لم يتغير أي شيء حول التنظيم. (لقد تم إنشاء التنظيم في عام 1928 حتى يعيد إقامة الخلافة التي تم تدميرها من قبل أتاتورك.. بمساعدة الله فإن (الإخوان المسلمين) سيعيدون تطبيق قانون الله).

هذه السنة، فإن وثائق محكمة فيدرالية تم الكشف عنها حديثاً وقبلت كدليل محاكمة (مؤسسة الأرض المقدسة) والتي تتخذ من تكساس مقراً لها، كشفت بشكل أكبر عن التفكير الداخلي للإخوان المسلمين فيما يتعلق برسالتهم العالمية. وقد كشفت وثيقة عربية تتألف من ست عشرة صفحة أنه (ينبغي أن يفهم الإخوان أن عملهم في أمريكا هو نوع من الجهاد الأكبر لإزالة وتدمير الحضارة الغربية من الداخل).

يختلف (الإخوان المسلمون) و(القاعدة) فيما يتعلق بالتكتيكات ولكنهم يتشاركون الاستراتيجية العامة. وتفضل (القاعدة) (جهاداً) لا تسامح فيه لتدمير اقتصاديات الدول الغربية. يدعم (الإخوان المسلمون) الإرهاب و(الجهاد) ضد الوجود الأجنبي في العالم الإسلامي، ولكن أولوياتهم الأولى هي إنشاء بنية تحتية إسلامية في الغرب مما سيمكنهم من الحكم وإن ببطء خلال القرن الواحد والعشرين. ومادام الهدف النهائي هو المقصود، فليس هناك سياسة تفرق بين القاعدة وبين الإخوان المسلمين. إن لدى كلا التنظيمين الهدف ذاته: وضع العالم بأكمله تحت خلافة إسلامية.

إن (الإخوان المسلمين) آخذون في أن يصبحوا بشكل متزايد في قلب جدال سياسي ساخن في الولايات المتحدة وبين حلفائهم الغربيين. ففي عددها الصادر في 23 نيسان، حول ما إذا كان حضور زعيم الإخوان المسلمين ( زعيم الكتلة البرلمانية ) إلى حفلة ديبلوماسية أقامها السفير الأمريكي في مصر، فرانسيس ريكيردون، قد يشير إلى تغيير سياسة إدارة بوش تجاه الحركة الإسلامية الراديكالية في العالم بأسره. في الحقيقة، فإن (زعيم أغلبية المجلس) (ستني هوير) تبادل حديثاً مختصراً مع عضو الإخوان المسلمين في الحادثة، حيث استمع إلى تبرير موجز لسياسات حماس، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، والذي انخرط في هجمات تفجيرية وهي معروفة على أنها منظمة إرهابية دولية.

أخيراً، فإن الشؤون الخارجية، وهي محدد هام لوجهة مؤسسة السياسة الخارجية، والتي نشرت في عددها عن شهري آذار ـ نيسان، مقالة بقلم (روبرت.اس.ليكن) و(ستيفن برووك) يجادلان فيه أن (الإخوان المسلمين) قد أصبحوا منظمة معتدلة. وقد نشر (المجلس للعلاقات الإسلامية الأمريكية)، والذي يسعى إلى الوصول إلى النظام السياسي الأمريكي والتأثير فيه، على موقعه مقال (الفورين أفيرز) حول (الإخوان المسلمين). وقد كرر جيمس تروب العديد من نقاشاتهم في مجلة (النيويورك تايمز) في 29 نيسان 2007، والتي ادعى فيها أن (الإخوان المسلمين، ومن أجل دعمهم الخطابي لحماس، قد يكونون تماماً النوع من الكيان الإسلامي المعتدل الذي تقول الإدارة أنها تسعى إليه بالضبط).

إن افتتاح علاقة بين واشنطن و(الإخوان المسلمين) سيمثل تغييراً كبيراً في سياسة الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. بعد كل شيء، فقد نظر إلى الإخوان المسلمين على نحو واسع في العالم العربي باعتبارهم حاضنة لإيديولوجيا الجهاد التي أدت إلى صعود منظمات الميليشيا الراديكالية الإسلامية. وقد جادل وزير التعليم الكويتي السابق، الدكتور أحمد الرابي، في الشرق الأوسط في 25 تموز 2005، بأن مؤسسي معظم الجماعات الإرهابية الحديثة في الشرق الأوسط قد خرجوا من (عباءة) الإخوان المسلمين. وقد اعترفت مذكرة كشف عنها مؤخراً المكتب البريطاني الخارجي من 17 كانون الثاني 2006، والتي سربت إلى (ذي نيو ستيتس مان)، اعترفت فعلاً أن (الحكومة المصرية ترى الإخوان المسلمين على أنهم الوجه السياسي للمنظمة الإرهابية).

المثير للسخرية، أنه وبينما تفكر أصوات بارزة في الغرب في حوار سياسي مفتوح مع الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط مايزال الكثير من كتاب الأعمدة يحذرون من نواياهم العدائية. وهكذا فإن (طارق حسن) وهو كاتب عمود لصحيفة الأهرام اليومية التابعة للحكومة المصرية، قد حذر قراءه في 23 حزيران 2007، من أن الإخوان المسلمين كانوا يحضرون من أجل استيلاء عنفي على السلطة في مصر، مستخدمين (ميليشياتهم المقنعة) بغية تكرير استيلاء حماس على السلطة في قطاع غزة. وفي 23 تشرين أول 2007، في الشرق الأوسط التي تمتلها العربية السعودية، كتب صاحب العمود (حسين شبكشي) أنه (وحتى هذا اليوم فإن الإخوان المسلمين لم يحققوا شيئاً سوى التعصب والانقسام، والتطرف، وفي بعض الحالات سفك الدماء والقتل). وهكذا، فإن كلاً من الأنظمة العربية وصناع الرأي البارزين في الدول العربية مايزال لديهم تحفظات جدية حول الادعاء بتحديث في الإخوان المسلمين. إن هناك أسباباً غير مفهومة وراء توصل الأنظمة العربية إلى هذه النتائج.

عبدالله عزام، والذي كان معلماً ومراقباً لأسامة بن لادن، كان عضواً في الإخوان المسلمين الأردنيين. ونائب ابن لادن الحالي، أيمن الظواهري، كان متأثراً بشكل كبير بإيديولوجيا الإخوان المسلمين المصريين. كما أن خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجوم 11/9، كان في شبابه قد انضم إلى الإخوان المسلمين في الكويت. وحتى في السنوات الأخيرة، فإن نشرة الإخوان المسلمين في لندن، رسالة الإخوان، قد احتفظت بتوجيهها (الجهادي). فقد نشرت على جزء صفحة الغلاف الأعلى في 2001 شعار (رسالتنا: الهيمنة على العالم) (سيادة الدنيا). وقد تغير هذا العنوان بعد 11/9، ولكن النشرة ماتزال تحمل شعار الإخوان المسلمين والذي يتضمن: (الجهاد سبيلنا، والشهادة طموحنا).

ورغم هذا السجل التاريخي الذي لا لبس فيه، فإن أقساماً من المؤسسة الاستخباراتية الأمريكية قد فكرت في السابق في العمل مع الإخوان المسلمين. (وبرت بيس) والذي كان ضابطاً في الـ(سي.آي.إيه) في الشرق الأوسط لمديرية العمليات، وصف كيف أن رئيس مركز الـ (سي.آي.إيه) في الخرطوم (ميلتون بيردون) لم يرفض فكرة العمل مع أعضاء من الإخوان المسلمين الليبيين بغية الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. في عام 1986، أصبح (بيردون) رئيس مركز الـ (سي.آي.إيه) في إسلام أباد، حيث أصبح له الفضل في العمل مع معظم ميليشيات (المجاهدين الأفغان)، والذين تحالف العديد منهم مع الإخوان المسلمين، والجماعات الجهادية الأخرى، في حربهم ضد الاتحاد السوفييتي.

في عام 2005، وبعد تقاعده، انضم (بيردون) إلى مسؤولي استخبارات آخرين، مثل (أليستير كرووك) من الـ (إم.آي 6) في سعيه لإطلاق حوار في بيروت مع الجماعات الأصولية الراديكالية، بما في ذلك الإخوان المسلمون اللبنانيون، وحزب الله وحماس. وهكذا، ورغم أن عمل وكالات الاستخبارات الغربية في عقد الثمانينات قد نتج عنه (الانفجار) الذي شهد صعود القاعدة في عقد التسعينات، لقد كان هناك مدرسة ثابتة في التفكير في اعتقاد الغرب في حصافة العمل مع ممثلي الإسلام الراديكالي عموماً، والإخوان المسلمين بشكل خاص.

في الحقيقة، فإن هذه المدرسة الفكرية كانت تقوم بغزوات هامة. لقد أصدرت (اللجنة المختارة للشؤون الخارجية لمجلس العموم البريطاني) تقريراً في صيف 2007 تستنج فيه: (مادام الإخوان المسلمين يعبرون عن التزامهم بالعملية الديموقراطية وباللاعنف، فإننا نوصي بأن ترتبط الحكومة البريطانية معها، وأن تسعى للتأثيرعلى أعضائها). إن الافتراض الجوهري في هذه التوصية هي أن (الإخوان المسلمين) قد أصبحوا حقاً منظمة أكثر اعتدالاً، تماماً كما يجادل (ليكن) و(برووك) في مقالهم في (الفورين أفيرز).  لهذا السبب، فإن من المهم تحليل حواراتهم بدقة بغية التأكد ما إذا كان لها أي أساس.

-----------

وجهات نظر القدس

رقم 558 - 1 تشرين ثاني 2007

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ