ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإخوان المسلمون بديل إسلاموي معتدل

للقاعدة أم شريك في الجهاد

(5)

المقدم جوناثان هاليفي

وجهات نظر القدس

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

ـ الأهداف العالمية لـ(الإخوان المسلمون)

أصدر الشيخ يوسف القرضاوي، وهو إسلاموي غيور، والذي كان مرشحاً في الماضي لقيادة (الإخوان المسلمون)، أصدر فتوى في نيسان من عام 2003، يصف فيها الكيفية التي يمكن للإسلام أن يخضع عن طريقها أوروبا وأن يهزم النصرانية عن طريق استغلال الليبرالية والديموقراطية الغربيتين. وسيكون ذلك ممكناً، كما وعد، عن طريق نشر الإسلام حتى يصبح قوياً بما فيه الكفاية للاستيلاء على القارة بأكملها. وقد كتب أن من الواضح تماماً أن المستقبل للإسلام، وأن دين الله سينتصر، وبرحمة الله، سيهزم جميع الأديان الأخرى. وقد كانت تنبؤاته مرتكزة على حديث إسلامي حيث يقول النبي محمد وفقاً له أن إحدى علامات الخلاص في الإسلام سيكون الفتح المبدئي للقسطنطينية ومن ثم فتح روما.

وفقاً للقرضاوي، فإن (القسطنطينية كانت قد افتتحت في عام 1453 على يد قائد عثماني يبلغ من العمر 23 عاماً يدعى محمد مراد، والذي ندعوه محمد الفاتح. وما يبقى الآن هو فتح روما. وهذا ما نتمناه، وهذا ما نعتقده. وبعد أن تم طرده مرتين، سينتصر الإسلام ويعيد فتح أوروبا. إنني متأكد من أنه وفي هذه المرة، سيحرز النصر لا بالسيف بل بالدعوة والإيديولوجية الإسلامية. إن فتح روما وانتشار الإسلام شرقاً وغرباً سيكون ثمرة البذرة التي زرعناها والتي ستستهل عودة الخلافة، والتي ستوطئ لطريق الإسلام القويم والمرتكز على طريق الأنبياء. إن "الخلافة" جديرة بقيادة الأمة إلى النصر).

مثل القرضاوي، فإن عاكف لا يخفي طموحات الإخوان المسلمين إلى قيادة ثورة إسلامية عالمية. وقد وضح أن (سبيل المسلمين عالمي) وأن الإسلام هو (دين الإنسانية). إن الخلافة، كما وضح، هي موئل الأمة الإسلامية بأكملها، وليس موئل (الإخوان المسلمون) وحسب. إننا نريد للعالم العربي المسلم أن يكون أمة واحدة، اعتماداً على كلمة الله (إن هذه أمتكم أمة واحدة).

في اجتماع للدفاع القومي واللجنة الأمنية للبرلمان المصري، عقدت في كانون أول 2007، اعترف عضو (الإخوان المسلمون) البرلماني بأن (الإخوان المسلمون) لم يكونوا ملتزمين بالقيم الديموقراطية الغربية. وقد قال أن شيئاً حول المنظمة لم يتغير. (لقد تم  إنشاء المنظمة في عام 1928، لإعادة تأسيس الخلافة التي دمرها أتاتورك.. بمساعدة الله سيبني الإخوان المسلمون شريعة الله).

وقد كشفت وثائق محكمة فيدرالية كشف عنها حديثاً، والتي قبلت كدليل أثناء محاكمة مؤسسة الأرض المقدسة والتي تتخذ من تكساس مقراً لها، كشفت بشكل أكبر التفكير الداخلي لـ (الإخوان المسلمون) حول رسالتها العالمية. وثيقة عربية تتكون من 16 صفحة بعنوان (المذكرة التوضيحية للهدف الاستراتيجي العام للجماعة) موضحة أنها تسعى إلى إنشاء حركة إسلامية مستقرة يقودها (الإخوان المسلمون). في توضيحه لدور (الإخوان المسلمون) في أمريكا الشمالية، كشفت المذكرة أنه (يتوجب على الإخوان أن يفهموا أن عملهم في أمريكا هو نوع من الجهاد الأكبر في إزالة وتدمير الحضارة الغربية من الداخل وتخريب بيتها المزري بأيديهم وأيدي المؤمنين، وبالتالي يتم محوها، ويتحقق الإنتصار لدين الله (أي الإسلام) على جميع الديانات الأخرى.

خلاصة وتقويم:

إن الأفكار المقدمة من قبل (ليكن وبرووك) أوحت بها انطباعات تم تلقيها خلال حوارات مع أعضاء من (الإخوان المسلمون)، والذين لم تذكر أسماؤهم والذين كان الاقتباس منهم غير كامل ولا دقيق. إن من الواضح أن كلا من (ليكن وبرووك) قد تم استغفالهما بغموض خطاب محاوريهم، والذي تم تفصيله للآذان الغربية، وقصد به تهدئة الشكوك وإخفاء النوايا الأصلية. لقد تأثر كل من (ليكن وبرووك) بشكل كبير بالتأييد الذي قدمه (الإخوان المسلمون) (للديموقراطية) ولكنهما فشلا في فهم أنه بالنسبة للإخوان المسلمين وللغرب، فإن الكلمة لها معنيين اثنين مختلفين تماماً. وبقدر ما هم، (الإخوان المسلمون)، معنيون، فإن الحكم الإسلامي يعبر عن (ديموقراطية حقيقية) وهذا هو النوع الوحيد الذي هم ملتزمون به.

يشكل (الإخوان المسلمون) تهديداً فعلياً للغرب. إنه يختبئ خلف مصطلحات غامضة، تجعل المنظمة تبدو معتدلة ويمكنها من العمل بحرية في البلدان المضيفة، منشئاً بالتالي قاعدة ملائمة ينشرون من خلالها الايديولوجية الإسلامية الراديكالية في أوساط المجتمعات الناشئة. وما إن يتحقق ذلك، فإن الرأي العام ذو العقل الراديكالي سيمكن (الإخوان المسلمون) من تولي الحكم بوسائل ديموقراطية. وسيكون هذا إيذاناً بآخر أيام الديموقراطية الغربية في تلك الدولة ونشوء حكومة إسلامية والتي سيكون هدفها تصدير الحكم الإسلامي للبلدان الأخرى، وستكون الخطوة التالية لتحقيق رؤية خلافة عالمية. في أوروبا، فإن (رمل الساعة) آخذ بالنفاذ، وإن مكاشفة من قبل الإخوان المسلمين، لهي أقرب مما يتوقعه أي شخص. على كل، وإلى مدى محدد، فإن التركيز على الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يؤجل تحقيق الطموحات الإسلامية في أوروبا الغربية. فيما يتعلق بـ(الإخوان المسلمون)، فإن اسبانيا هي بلاد محتلة، كما هي المناطق الأخرى في أوروبا والتي كانت يوماً تحت الحكم الإسلامي. ويوضح (براجماتية) المنظمة استعدادها لتأجيل المواجهة حتى تجمع قوة كافية سياسية أو عسكرية لتهز الحكومات المسيطرة من أساسها وتحدث تغييراً كاملاً. إن انهيار الأنظمة العربية المعتدلة في أيدي الراديكالية الإسلامية سيسارع على الأرجح على التمكين لدولة إسلامية تنظر إلى الغرب وثقافته باعتباره عدوها الرئيسي.

يختلف (الإخوان المسلمون) والقاعدة فيما يتعلق بالتكتيكات ولكنهم يتشاركون في استراتيجية عامة. تفضل القاعدة تجنيداً إسلامياً عالمياً لثورة تصبح ممكنة عن طريق الهجمات الإرهابية والجهاد الذي لا يستكين لتدمير اقتصاديات الدول الغربية وطرد الوجود الغربي من مناطق المسلمين. يدعم الإخوان المسلمون الإرهاب و(الجهاد) ضد الوجود الأجنبي في العالم الإسلامي، ولكن أولويته العظمى هو إنشاء بنية تحتية مسلمة في الغرب والتي ستمكنها ببطئ ولكن بشكل أكيد من أن تحكم من خلال القرن الحادي والعشرين. إن موقف المنظمة هو أن هجوم القاعدة ضد الغرب في هذا الوقت قد يعيق بناء الحركة الإسلامية ويلفت الغرب إلى التهديد الكامن في المجتمعات الإسلامية. لذلك، وفيما يتعلق بالهدف النهائي، فليست هناك فروق سياسية، بين القاعدة و(الإخوان المسلمون). إن لدى كلا المنظمتين الهدف ذاته: وهو وضع العالم كله تحت خلافة إسلامية. إن (الإخوان المسلمون) منخرطون في الإرهاب ويقدمون تبريرات إسلامية دينية للتفجيرات الانتحارية، والإرهاب، والهجمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.

إن (الجهاد) بكل جوانبه، بما فيه العسكري، ينظر إليه كأداة رئيسية في المعركة ضد الغرب. إن من الصعب إيجاد مجموعة مشتركة من المصالح بين الولايات المتحدة و(الإخوان المسلمون) كما فعل كل من (ليكن وبرووك). إن التعاون مع الإخوان المسلمين، في الوقت الذي ندير فيه عيناً عمياء لنواياهم المعلنة والخفية هو بمثابة تعبيد الطريق أمام استيلائهم الديموقراطي للأنظمة العربية المعتدلة (على نحو مشابه للتجربة المريرة لانتخابات المجلس التشريعي في السلطة الفلسطينية في كانون الثاني 2006)، وللإضرار بمصالح الولايات المتحدة الحيوية في الشرق الأوسط. ليس من السهل فهم السبب في توصية (ليكن) و(برووك) الإدارة (الإخوان المسلمون) كشريك كحتمل، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة هي عدوهم الأساسي. إن المنظمة تسعى بشكل ناشط إلى تدمير مركز أمريكا كقوة عظمى وإلى استبدالها بقوة إسلامية ترتكز سياستها الخارجية على الجهاد وعلى انتشار الإسلام.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ