ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منح الشرعية لحماس:

زيارة كارتر ترسل الرسالة الخطأ

ماثيو ليفيت*

الستاندرد الأسبوعية 16/4/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لنتخيل أليس في مشهد من أرض العجائب، والتي ستحدث في وقت لاحق هذا الأسبوع عندما سيقف عملاء الخدمة السرية الأمريكية الموكل إليهم حماية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حراساً لاجتماع مع رئيس جماعة مصنفة على أنها إرهابية مسؤولة عن هجمات يومية تقريباً تستهدف المدنيين، تشتمل على هجمات جرح فيها مواطنون أمريكيون وقتل آخرون. قد يكون لدى الرئيس الأمريكي دوافع إيثار، ولكن اجتماعه مع زعيم حماس خالد مشعل هو عمل يشتمل على كل من الطيش والخطورة.

أكدت حماس في الأسبوع الفائت لتقارير الصحف أن مشعل سيستضيف كارتر في دمشق في اجتماع في 18 نيسان. لا بد أن حماس قد شعرت بسرور خاص لإعلانها الاجتماع الرئاسي في نفس الأسبوع الذي أصدرت فيه إدارة الحكومة النسخة السنوية الأحدث للائحة المنظمات الإرهابية الخارجية. واحتلت حماس المرتبة الخامسة من الأعلى، كعضو مؤسس لهذه المجموعة المنتقاة، تعاد حماس كل سنة إلى اللائحة منذ بدء صدورها في عام 1995. وترسل زيارة كارتر رسالة بأن حماس ليست بحاجة لأن تقلق من التصنيف، وأنه مستعد لقبول الجماعة كما هي، رغم إرهابها، وقد يتبعه آخرون فعلاً.

إن الرئيس السابق ليس وحده في دعوته للارتباط بحماس، وقد كان مستشاره ومستشاره للأمن القومي الأسبق هو من أبرز الأصوات المؤيدة للفكرة. فيما أن حماس تسيطر على قطاع غزة، توضح النظرية، فإنه ينبغي إحضارها إلى العملية السياسية، لا عزلها، وإلا فلن يكون هناك أمل بالسلام. ولكن حماس عازمة ضد حل الدولتين، كما يوضح رفضها لإنكار استخدام العنف. وكلما اقترب المتفاوضون من اتفاقية من نوع ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين كانت حماس تشن هجمات تهدف بشكل خاص إلى حرف التقدم تجاه السلام. وفقاً لمعلومات استخبارية أمريكية رفع عنها الحظر، فإن الخلايا التي يشرف عليها مشعل كانت متورطة في جهود تقوم بها حماس للتخطيط لهجمات كبيرة ستقوض خطة خارطة الطريق للسلام. إن الارتباط مع حماس لن يساعد عملية السلام، بل سيمنح الشرعية للجماعة الأكثر عنفاً في معارضة تقدم كهذا.

بسبب التزامها بالعنف الذي يستهدف المدنيين إن الارتباط مع حماس في ديبلوماسية علنية بينما تبقى الجماعة مكرسة لاستخدام العنف هو تصرف غير حكيم، وإن كان حسن النية. تقوم حماس بإمطار قذائف الهاون على المدنيين الإسرائيليين الذين يعيشون قرب الحدود مع غزة بطريقة يومية، لقد قامت الجماعة مؤخراً بتنفيذ تفجير انتحاري في مدينة ديمونة، ولا تزال تعتقل جندياً إسرائيلياً كأسير وقد هددت مؤخراً بقتله، وهي تثني على الهجمات التي تنفذها الجماعات الأخرى من قطاع غزة الذي تسيطر عليه. وفقاً لتقرير إسرائيلي تم إصداره هذا الأسبوع، إن حماس منخرطة في التحضير للأسلحة الأكثر خطورة حتى هذا التاريخ، بما في ذلك حوالي ثمانين طناً من المتفجرات، وقنابل الطرق، وصواريخ ذات مدى أطول قادرة على استهداف المجتمعات الإسرائيلية بشكل أعمق في إسرائيل. تخزن حماس معظم أسلحتها في قطاع غزة، ولكنها تحتفظ بمخابئ سرية للأسلحة في الضفة الغربية كذلك، مثل تخزين 200 كغم من السماد والبارود والتي تم الاستيلاء عليها في قلقيلية هذا الأسبوع. في الحقيقية، فإن الارتباط مباشرة مع حماس لن يكون تخويلاً لمنظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات والاتحاد الأوروبي، بل سيسحب البساط من تحت أرجل المعتدلين الفلسطينيين والذين هم مهتمون حقاً بمتابعة السلام ويحاولون منافسة حماس في الحصول على التأييد عبر وسائل لا عنفية.

لقد تحاشى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون على حد سواء حماس بسبب استخدام الجماعة المستمر للإرهاب والعنف السياسي، رغم فوز الجماعة بالانتخابات في كانون الثاني 2006، متحدين في موقفهم المشترك على أن السياسة والإرهاب لا يمكنهما أن يمضيا يداً بيد.. رغم الانتخابات.

إن نظرية كون حماس باقية ويتوجب بالتالي أن يتم الارتباط بها بشكل مباشر هي نظرية متصدعة على نحو مشابه. إن الارتباط بحماس دون أن يكون لدى الجماعة التزام أولي باللاعنف سيرسل إلى حماس والجماعات ذات الذهنية المشابهة من لبنان إلى العراق أنهم ليسوا في حاجة لتعديل تكتيكاتهم حتى يصبحوا معترفاً بهم في المجتمع الدولي. في حزيران الفائت وجهت حماس أسلحتها لا على إسرائيل بل على زملاء فلسطينيين واستولت على قطاع غزة بالقوة. إن الرسالة التي تبعث بها زيارة كارتر إلى الجماعات الإسلاموية العنفية عبر المنطقة واضحة: فالإرهاب والسياسة يسيران فعلاً يداً بيد، وليس من حاجة لخسارة الأول بغية الانخراط في الآخر.

إن مشعل نفسه وهو مصنف أمريكياً كإرهابي يجسد هذه الرسالة، فهو يؤدي علنياً دور القائد السياسي لحماس في حين يشرك يديه سراً بدور في إرهاب حماس. بإعلان تصنيف آب 2003، لاحظت وزارة الخزنة أن بعض الخلايا في الجناح العسكري لحماس والمرتكزة في الضفة الغربية هم تحت سيطرة مشعل. وقد وجدت وزارة الخزنة، أن مشعل كان مسؤولاً عن الإشراف على عمليات الاغتيال، والتفجيرات، وقتل مستوطنين إسرائيليين.

إنه (يحتفظ بصلة مباشرة مع حماس في قطاع غزة،  لتنفيذ نشاطات حماس العسكرية). إن هذا لا يعني أننا نستطيع أن نغلق أعيننا وأن نتخيل أن حماس قد ذهبت. إن الحقيقة هي أن الاتصال ليس مثله مثل الارتباط. إن هناك طرقاً عديدة للولايات المتحدة لتتصل بحماس دون أن ترتبط بالجماعة علناً على أنها لاعب شرعي. سواء كان ذلك عن طريق محاورين مصريين أو فلسطينيين أو غيرهم، فإن هناك طرقاً متعددة بإمكان الولايات المتحدة، وهذا ما تفعله بالتأكيد، أن تتصل عبرها بحماس. إن الإنعام على حماس عموماً، وخالد مشعل خصوصاً، بشرعية مقابلة رئيس سابق للولايات المتحدة تشير إلى شيء أكثر من مجرد رغبة في الاتصال أو حتى الارتباط مع حماس. إنها تشير إلى مستوى من القبول بالمنظمة وتكتيكها باستهداف مدنيين، وإن خيراً ما لن يأتي من ذلك.

* ماثيو ليفيت: برنامج ستين لمضادة الإرهاب وللاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو بروفيسور مساعد في مدرسة جامعة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة. وهو مؤلف (حماس: السياسة والأعمال الخيرية والإرهاب في خدمة الجهاد (يال 2006)، والكتاب الذي سيصدر قريباً (المفاوضات تحت النار: المحافظة على محادثات السلام في وجه الهجمات الإرهابية (رومان وليتلفيلد)، آب، 2008).

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 

  السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ