الأسد،
وفياض، والديبلوماسية
الأمريكية:
اتجاهات
جديدة في صنع السلام
الإسرائيلي
ـ الفلسطيني ؟
متابعة
سياسية رقم 1279
31/آب/2007
أعد
هذا التقرير الموجز مارغريت ويس
ديفيد
ماكوفسكي. حاتم عبد القادر.
أفرايم سنح
ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي
في
31/7/2007، حضر كل من ديفيد
ماكوفسكي، وحاتم عبد القادر،
وأفرايم سنح منتدى سياسياً في
معهد واشنطن. السيد ماكوفسكي
باحث كبير ومدير المشروع في
عملية سلام الشرق الأوسط في
معهد واشنطن. السيد عبد القادر
عضو سابق في المجلس التشريعي
الفلسطيني من القدس، والذي يمثل
فتح. وسنح عضو في الكنيست في حزب
العمال وهو وكيل معتزل لوزير
الدفاع. فيما يلي تقرير موجز عن
ملاحظاتهم.
ـ
ديفيد ماكوفسكي:
لقد
كانت السنوات السبع الأخيرة من
الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني
طويلة ومليئة باليأس. إن
الرهانات كبيرة في الوقت
الحالي، وإذا لم يتحد
المعتدلون، فإن المستقبل سيشهد
صراعاً قومياً يتحول إلى صراع
ديني. إن لاعبين خارجيين يعقدون
الوضع بتغذية الصراع، لقد وضح
محمد دحلان مؤخراً أن كلاً من
إيران وقطر قد منحتا حماس 400
مليون دولار عبر السنين.
على
الولايات المتحدة وحلفائها
استغلال كل فرجة لضمان عدم توحد
القوى الراديكالية. إن وضع
رؤساء الوزراء ايهود أولمرت
وسلام فياض ليس تشاؤمياً بقدر
ما يظن المرء. فمن غير المرجح أن
تسقط حكومة أولمرت. وقد تم تأجيل
إعلان التقرير الثاني للجنة
وينوجراد، إن أعقاب حرب صيف
لبنان 2006 لا تهيمن على المشهد
السياسي والشعب الإسرائيلي لا
يصخب من أجل انتخابات جديدة. وقد
تم تعزيز أولمرت كذلك بتعيين
حاييم رامون كنائب للرئيس
وايهود باراك كوزير للدفاع
ونائب لرئيس الوزراء.
بالنسبة
للفلسطينيين، فإن هناك علاقة
تكافلية بين كل من فتح وفياض.
ففياض يحتاج إلى قاعدة تأييد
فتح. في حين تحتاج فتح إلى تنظيف
صورتها بقائد لم يلوثه الفساد.
ويشترك كل منهما كذلك بهدف منع
أسلمة الضفة الغربية. والسؤال
هو هل يستطيع فياض الاحتفاظ
بصورته النظيفة لدى الممارسة.
حتى الآن، تسبب قيادته في
معاملة مربكة مع إسرائيل، ودفع
الرواتب لأول مرة خلال سنة
ونصف، وإطلاح سراح 250 سجين
فلسطيني، واجتماع أمر فيه 800
إمام مسجد بعدم نشر رسائل
سياسية.
إضافة
إلى ذلك، فإن أمامه مجموعة من
التحديات، فبالنظر إلى القوات
الأمنية، نجد أن قاعدة دعم فياض
غير مؤكدة، ويعود ذلك إلى أن
عباس لا يلتقي قادة جيشه
بانتظام كما فعل عرفات ذات مرة.
إن هناك حاجة كذلك لبناء أجهزة
فلسطينية علمانية ومؤسسات
لتقاتل تلك التي تمتلكها حماس.
إن التغييرات الاقتصادية
الأخيرة على الأرض والعملية
الديبلوماسية النشطة التي
أطلقتها الولايات المتحدة قد
يسهل حدوث تغييرات حقيقية
بالنسبة للديبلوماسية مع
إسرائيل، فإن حاييم رامون سيكون
شخصاً رئيسياً. لقد وضح أولمرت
علنياً أنه يريد أن يعمل على
أساسيات دولة فلسطينية، ولكن
التحدي سيكون في هل نتعامل مع كل
القضايا الكبيرة مرة واحدة. من
غير الواضح ما إذا كان الاجتماع
الدولي الذي دعت إليه الولايات
المتحدة سيخلق زخماً للتقدم. إن
من المهم عدم رفع التوقعات
كثيراً. فإذا ما فشلت
الاجتماعات فإن حماس ستدعي
الانتصار، قائلة بأن
الديبلوماسية قد أثبتت عدم
كفاءتها.
ـ
حاتم عبد القادر:
إن
الإدارة الأمريكية
والإسرائيلية مسؤولة بشكل جزئي
عما حدث في غزة. إن هذا يفسر
الانهيار السريع للقوى الأمنية.
أيضاً فبالنسبة إلى فتح، فإن
إراقة الدم الفلسطيني هو خط
أحمر، أما بالنسبة لحماس فهو
مسموح به. هذا هو السبب في عدم رد
فتح أثناء تولي حماس السلطة.
رغم
عدم وجود استمرارية جغرافية بين
غزة والضفة الغربية، فإن العديد
من الفلسطينيين مايزالون
يعتبرون المنطقتين كياناً
واحداً. إن غزة في أذهاننا، هي
قطاع متمرد ينبغي إرجاعه إلى
الشرعية دون معاقبة الغزاويين.
بالتأكيد
إن لدى فتح حصتها من المشاكل،
ولكنها ماتزال تستطيع التفاوض
وصنع السلام. عندما يتصرف أبو
مازن، فإن ذلك سيكون بالنيابة
عن كل الفلسطينيين. تعتقد فتح أن
مروان البرغوثي، والذي هو شخص
ذو كارزمية وسجين ذو شعبية في
إسرائيل، أساسي للعملية. إذا ما
تم إطلاق سراحه، فإن البرغوثي
سيدعم فتح ويساعد في إحداث
إصلاح حقيقي. إننا نأمل كما يأمل
كثير من الإسرائيليين، أن يتم
الضغط على الحكومة الإسرائيلية
لإطلاق سراحه كجزء من الصفقة.
في
أي حال، فإن معاناة وإراقة دماء
كل من الفلسطينيي والإسرائيليي
ينبغي أن تنتهي. إن حل النزاع
الإسرائيلي ـ الفلسطيني ليس
مستحيلاً. إننا نأمل أن يفتح هذا
المجال في وقت قريب، وأن تتبع
حكومة فياض النصوص الدولية وأن
تحترم التزامات منظمة التحرير
الفلسطينية. إن لدينا كذلك
آمالاً كبيرة بالدور الأمريكي،
خصوصاً في إدراك حل إقامة
دولتين. وإننا نعتقد أن المؤتمر
الدولي الذي دعا إليه الرئيس
بوش قد يؤرخ لعهد جديد.
ـ
أفرايم سنح:
إن
استيلاء حماس على غزة يتطلب منا
إعادة التفكير في سلوكنا
وممارستنا. وأحد هذه الدروس هو
أن البلادة، والارتياب،
والاستخفاف لا يؤديان إلاّ إلى
الكارثة. إن علينا أن نحدد
الأهداف المشتركة للولايات
المتحدة، ولإسرائيل،
وللفلسطينيين وللمجتتمع الدولي.
إن القضية الأكثر ضغطاً هي منع
الضفة الغربية من أن تصبح مثل
غزة. وتشتمل القضايا الأخرى
الملحة تعزيز حل دولتين واحتواء
طموحات إيران الإقليمية.
بلغة
عملية، فإننا يجب أن نجعل من
الضفة الغربية قصة نجاح. إن هذا
يعني تطوراً اقتصادياً سريعاً
وتعاوناً أمنياً كبيراً بين
الإسرائيليين والفلسطينيين.
مؤخراً، أطلعني رجل أعمال
فلسطيني أن الضفة الغربية ينبغي
أن تكون مثل برلين الغربية وغزة
مثل برلين الشرقية حتى يستطيع
الفلسطينيون المقارنة
والاختيار. إن الخطوة الأكثر
أهمية هي البدء بمفاوضات الوضع
النهائي لإلحاق الهزيمة بحماس
بدلاً من تقديم أفق سياسي بجدول
زمني مشترك. إذا ما أردنا من
الفلسطينيين اختيار الحوار على
الإرهاب، فإن علينا بالتالي أن
نجعل من الواضح لهم أن
المفاوضات تجلب لهم تحقق
الطموحات القومية. تحاول بعض
القوى العربية اقناع القيادة
الفلسطينية بالتوصل إلى اتفاق
مكة ثانية. إلا أن إسرائيل لا
تتفق وهذا التفكير. فإن ما أسفر
عنه مؤتمر مكة في شباط لم يكن
حكومة وطنية موحدة، بل حكومة
وقف إطلاق النار. ويبدو أن
القيادة الفلسطينية ليست
متحمسة حيال اتفاق مكة ثان كذلك.
ما
الذي ينبغي فعله حيال غزة؟ إن
المشلكة الأكثر أهمية هي منع
حدوث كارثة إنسانية. فحدث كهذا
سيبدل التعاطف الدولي لصالح
حماس. وهذا هو السبب وراء تزويد
إسرائيل لغزة بالماء،
والكهرباء، والمعدات الدوائية،
والوقود، والسماح لمنظمات
الإغاثة بالعمل. إن علينا أن
نثبت كذلك أن حماس لا تستطيع لا
أن تحكم ولا أن توفر القانون
والنظام، وأن قدرتها على تحقيق
الطموحات القومية أقل من كل ذلك.
لا يمكن أن يكون هناك حوار مع
حماس.
إن
الاجتماع الدولي المقترح من قبل
الرئيس بوش لا ينبغي أن يكون
فرصة لأخذ الصور وحسب.. إن
تطوراً كهذا لن ينتج سوى
الإحباط. ستأتي الدول المانحة
بأفكار حقيقية حول كيفية دعم
اقتصاد الضفة العربية في العام
القادم. إذا ما أدى هذا الاجتماع
إلى قيام كل الأطراف: الولايات
المتحدة، والاتحاد الأوروبي،
والمجتمع الدولي، والدول
العربية المعتدلة بدعم أسس
الوضع النهائي، فإن التقدم إلى
الأمام سيكون أسهل بكثير.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|