ـ

ـ

ـ

الخميس 29/11/2007

أفكار حول مؤتمر أنابوليس

دنيس روس*

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

] ما يلي مأخوذ من مقال السفير روس في عدد (تشرين ثاني/كانون أول 2007) من (ذا ناشيونال انترست)، (لخبطة الشرق الأوسط)[

هذا الاجتماع والذي أعلن عنه الرئيس بوش ببعض التفاخر، لن يهتم به  هو بنفسه. إذ ينبغي على الوزيرة رايس أن تتفاوض من أجل تفاهمات واضحة مقدماً، وينبغي أن يتم العمل على الكثير من التفاصيل وعدم تركها للصدفة. والأسماء المشار إليها ينبغي أن يتم فهمها بنفس الطريقة من قبل جميع الحضور، والخطوات التي ستتبع الاجتماع ينبغي أن يوافق عليها من قبل. ولن يتحقق هذا من اجتماع أو اثنين ـ وسيكون على الوزيرة رايس أن تتحرك بشكل مكوكي وأن تدرس ذلك مع المشاركين. في الحقيقة، فكلما سعت بشكل أكبر إلى الإنجاز فيما يتعلق بقضايا الوضع الثابت مثل القدس، واللاجئين، والحدود ـ  ومن الواضح أنها ستحب وضع ملف تحدد فيه مبادئ اتفاقية في هذه القضايا الوجودية الجوهرية حتى يتم تبنيها أو الموافقة عليها من قبل المشاركين في الاجتماع[1]. في هذه المرحلة فإن الأهداف الأكثر طموحاً التي تسعى إليها الوزيرة قد تكون بعيداً عن المتناول. إذا كان الأمر كذلك، فإن عليها متابعة أهداف أكثر تواضعاً لتحقيقها. قد يكون بإمكان رايس التركيز على إعلان للمبادئ في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية ـ دولة ـ لدولة. وعملية من أجل المزيد من الانسحابات الإسرائيلية في الضفة الغربية مرتبطة بالمسؤوليات الأمنية والمعالم في الجانب الفلسطيني وإنشاء جماعة عاملة لتكييف مقاربة للتنفيذ. في كلا الحالتين ـ سواء الذهاب إلى أهداف أكثر طموحاً أو أهداف أكثر قابلية لأن تتحقق ـ فإن على الوزيرة أن تقذف بنفسها في مفاوضات صعبة ومستهلكة للوقت مع كل أولئك الذين سوف يحضرون الاجتماع. وقد يكون السعوديون على نحو خاص حالة كثيرة التطلب. فقد أعلنوا أنه إذا ما كانوا سيحضرون المؤتمر فيجب دعوة كل من سورية ولبنان وأن تتم مناقشة جميع قضايا الوضع الثابت بشكل جدي. وسيكون على الوزيرة رايس أن تعمل على تفاصيل الاجتماع بطريقة تقنعهم بها بالحضور.

في عام 1991، كان على وزير الخارجية حينها جيمس بيكر كسر المحرم بمفاوضات مباشرة بين إسرائيل وجيرانها (الآخرين غير مصر). للتوصل إلى تطور كهذا لم يكن إنجازاً هيناً، وتطلب من وزير الخارجية بيكر المفاوضة على ما قبل بنود مؤتمر مدريد مع كل المشاركين. وقد استخدم نقاشات مستمرة مع الأوروبيين، والسوفييت، والمصريين، والسعوديين إضافة إلى اجتماعاته بالرئيس السوري الأسد، لممارسة القوة على سورية وكسب موافقتها على بنود مدريد. لقد تم إدخال الكثير من فن الحكم. وسيكون لدى السكرتيرة رايس تحدياً مختلفاً، ولكنها ستجد أنها منخرطة تماماً في فن حكم مكثف إذا ما كان اجتماع نوفمبر الدولي سيساهم في هدف الرئيس المعلن عنه.

وبما أن العالم لن يقف ساكناً إلى ما بعد انتخاباتنا الرئاسية، فليست لدينا رفاهية الانتظار للإدارة التالية لمعالجة تحديات الشرق الأوسط. إن من الأساسي حث إدارة بوش لكي تصبح أكثر وضوحاً في تحديد أهدافها والتعريف بالوسائل التي تستطيع ويجب عليها توظيفها لزيادة احتمالية تحقيقها. مع التطبيق الجدي لفن الحكم والفهم الأساسي لما سيتطلبه الأمر للارتباط بأهدافنا ووسائلنا، فإننا نستطيع وضع أنفسنا في موطئ أكثر أملاً حتى في منطقة تبدو بلا أمل.

*السفير دنيس روس، مستشار معهد واشنطن وباحث مميز. لما يزيد عن اثني عشر سنة لعب السفير روس دوراً بارزاً في تشكيل التدخل الأمريكي في عملية السلام في الشرق الأوسط والتعامل بشكل مباشر مع الأطراف في المفاوضات.

مقالات أخرى بقلم دنيس روس في (ذا ناشيونال انترست)

* لخبطة الشرق الأوسط: خارطة التيه. 1/11/2007 (للمشتركين فقط)

* العثور على السلام الضائع

(لقد فتح موت عرفات نافذة حقيقة على السلام.. ولكنها لن تبقى مفتوحة لوقت طويل). 1/9/2005 (للمشتركين فقط)

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ