ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التكييف القانوني للصراع ،

بين آل أسد والمعارضة السورية !

عبدالله القحطاني

التكييف ، هنا ، مصطلح قانوني بامتياز! والمقصود منه ، هو وضع الأفكار والوقائع ، في صيغتها القانونية التي تناسبها .. أو البحث عن صيغة تناسبها ، لوضعها في إطار قانوني يمكن لرجل القانون أو القضاء ، التعامل معه بمنهجية واضحة ، مقنعة له ، وللآخرين الذين يتعامل معهم !

 وأيّ أمر له طابع جرمي ، ظلّ بغير إطار قانوني واضح ـ سواء أكان قولاً أم فعلاً أم قصداً.. وسواء أكان صراعاً ، سياسياً أو غير سياسي ـ يَصعب الحكم عليه ، مِن قِبل أيّة جهة قانونية ، تتصدّى لمناقشته ، أو معالجة آثاره ومفاعيله المترتّبة عليه !

1) وهنا يطرح التساؤل التالي :

  ما التكييف القانوني ، لصراع المعارضة السورية ، تحديداً ، ضدّ آل أسد ، الذين يحكمون سورية !؟

  أهو صراع سياسي !؟ وهذا النوع من الصراع ، إنّما يدور بين أطراف سياسية ، يعترف بعضها لبعض في حقّها بالعمل السياسي .. بينما آل أسد لايرون في سورية ، ساسةً يحقّ لهم ممارسة العمل السياسي ، إلاّ الذين سمَحوا لهم ، هم ، بهذا العمل ..! وهؤلاء ، بالطبع ، هم الرفاق البعثيون ، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ! أمّا غيرهم ، فيعدّ مجرماً عادياً (جنائياً !) ، إذا تصدّى لممارسة العمل السياسي ، بقول أو فعل ! والتهم التي تلصق به ، ابتداء ، جاهزة ! منها : توهين نفسية الأمّة ، وعرقلة سياسة التحوّل الاشتراكي ، والانضمام إلى جمعية سرّية لقلب نظام الحكم ، والنيل من هيبة الدولة ، وإضعاف الوحدة الوطنية ..!

فهل تعَـدّ المعارضة السياسية السورية ، طرفاً سياسياً ، في الصراع ضدّ آل أسد ، لمجرّد أن تَعدّ هي ، نفسَها طرفاً سياسياً !؟ أم لا بدّ من قبول الطرف الآخر بذلك ، وهو الذي يمسك بزمام السلطة ، ويمنح ، أو يمنع ، رخصَ العمل السياسي لمواطنيه .. ومَن عملَ بلا رخصة ، عدَّ مجرماً يخضع لقانون العقوبات ( الجنائي!) الذي تطبّقه محاكم أمن الدولة ، أو المحاكم العادية العامّة !؟

  أهو صراع قانوني ، في ساحات قضاء ، يَتّهم فيه آل أسد المعارضةَ ، بأنها تريد سرقة الحكم منهم ، والمعارضة تتّهم آل أسد ، بأنهم لصوص ، سرقوا الحكم من الشعب ؛ إذ استولوا عليه بالحديد والنار، وحَرموا الآخرين من مجرّد الإشارة إلى سرقتهم هذه !؟

  أهو صراع واقعي ، يعتمد أسلوب القوّة المادية ، وحدها .. بين القوّة المسلّحة بالبنادق ، وهي قوّة السلطة .. والقوّة المسلّحة بالكلمة .. وهي قوّة المعارضة !؟

  أهو صراع بين أعداء ؛ كما ينظر إليه آل أسد ، ويَعدّون كل مُطالب بإعادة السلطة إلى الشعب ، صاحبِها الشرعي .. عدواً لهم ، يريد انتزاع حقّهم منهم ..! وهم يحقّ لهم ، بالمقابل ، انتزاع روحه من بين جنبيه ، وانتزاع ماله من يديه ، وانتزاع أهله منه ، ووضعهم في السجون ، أو في القبور، أو في المنافي !؟

  أهو صراع بين مجموعة متسلّطة ، تنظر إلى نفسها على أنها حفنة من اللصوص المغامرين ، الذين امتلكوا ، بقوّة السلاح ، سلطة دولة .. فصارت من حقّهم ، وحدهم ، ولم يعد لأحد الحقّ في مجرد التفكير، بانتزاعها منهم ، مالم يملك قوّة مكافئة لقوّتهم ، أو متفوّقة عليها (( كما قال أحد كبارالجنرالات العاملين في خدمتهم ، غير مرّة ، علناً ، وبلا مواربة أو خجل ..! فأعفى مواطني سورية ، من البحث عن أيّة شرعية دستورية ، من أيّ نوع ، يمكن أن يفكروا فيها ، لا تّخاذها مستنداً منهجياً للدراسة ، لدى البحث في التكييف القانوني للصراع ..! ونسَفَ ، بذلك ، ما حَرص حافظ أسد على تأسيسه ، سنوات عدّة .. وهو: أن يظهِر أن قاعدة حكمه هي قاعدة شعبية ، تضمّ حزباً ضخماً ، إضافة إلى مجموعة من الأحزاب السياسية ، التي تمثل / طيفاً سياسياً واسعاً !/ ، وتؤيّد حزب البعث ، وسلطته ، وسلطة رئيسه !))  .. بينما تنظر المعارضة ، إلى هذه المجموعة ، على أنها حكومة للبلاد ، وعليها مسؤوليات كبيرة عدّة ، في حماية أرواح البشر، وأموالهم ، وبلادهم !؟

2) هذه الأسئلة ، المتفرّعة كلها ، عن سؤال واحد .. مطروحة ، اليوم ، على قوى المعارضة السورية ، وعلى كلّ مواطن سوري ، مؤهّل للإجابة عليها ! أمّا آل أسد ، فلا يـُتوقّع منهم أن يجيبوا ..! لأنهم يعرفون أنفسهم ، جيداً ، ويعرفون مَن هم ، وكيف استولوا على بلادنا ! ويعرفون تكييفهم القانوني الحقيقي .. لا التكييف الذي وضعوه هم ، لأنفسهم ! ويعرفون مَن يدعمهم ، ويثبّت كراسيهم فوق صدور الشعب السوري .. ولماذا !؟

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ