ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التكييف
القانوني للصراع ، بين
آل أسد والمعارضة السورية ! عبدالله
القحطاني التكييف ، هنا ،
مصطلح قانوني بامتياز! والمقصود
منه ، هو وضع الأفكار والوقائع ،
في صيغتها القانونية التي
تناسبها .. أو البحث عن صيغة
تناسبها ، لوضعها في إطار
قانوني يمكن لرجل القانون أو
القضاء ، التعامل معه بمنهجية
واضحة ، مقنعة له ، وللآخرين
الذين يتعامل معهم ! وأيّ
أمر له طابع جرمي ، ظلّ بغير
إطار قانوني واضح ـ سواء أكان
قولاً أم فعلاً أم قصداً.. وسواء
أكان صراعاً ، سياسياً أو غير
سياسي ـ يَصعب الحكم عليه ، مِن
قِبل أيّة جهة قانونية ، تتصدّى
لمناقشته ، أو معالجة آثاره
ومفاعيله المترتّبة عليه ! 1) وهنا يطرح التساؤل
التالي :
ما التكييف القانوني ،
لصراع المعارضة السورية ،
تحديداً ، ضدّ آل أسد ، الذين
يحكمون سورية !؟ •
أهو صراع سياسي !؟ وهذا
النوع من الصراع ، إنّما يدور
بين أطراف سياسية ، يعترف بعضها
لبعض في حقّها بالعمل السياسي ..
بينما آل أسد لايرون في سورية ،
ساسةً يحقّ لهم ممارسة العمل
السياسي ، إلاّ الذين سمَحوا
لهم ، هم ، بهذا العمل ..! وهؤلاء
، بالطبع ، هم الرفاق البعثيون ،
وأحزاب الجبهة الوطنية
التقدمية ! أمّا غيرهم ، فيعدّ
مجرماً عادياً (جنائياً !) ، إذا
تصدّى لممارسة العمل السياسي ،
بقول أو فعل ! والتهم التي تلصق
به ، ابتداء ، جاهزة ! منها :
توهين نفسية الأمّة ، وعرقلة
سياسة التحوّل الاشتراكي ،
والانضمام إلى جمعية سرّية لقلب
نظام الحكم ، والنيل من هيبة
الدولة ، وإضعاف الوحدة الوطنية
..! فهل تعَـدّ المعارضة
السياسية السورية ، طرفاً
سياسياً ، في الصراع ضدّ آل أسد
، لمجرّد أن تَعدّ هي ، نفسَها
طرفاً سياسياً !؟ أم لا بدّ من
قبول الطرف الآخر بذلك ، وهو
الذي يمسك بزمام السلطة ، ويمنح
، أو يمنع ، رخصَ العمل السياسي
لمواطنيه .. ومَن عملَ بلا رخصة ،
عدَّ مجرماً يخضع لقانون
العقوبات ( الجنائي!) الذي
تطبّقه محاكم أمن الدولة ، أو
المحاكم العادية العامّة !؟ •
أهو صراع قانوني ، في ساحات
قضاء ، يَتّهم فيه آل أسد
المعارضةَ ، بأنها تريد سرقة
الحكم منهم ، والمعارضة تتّهم
آل أسد ، بأنهم لصوص ، سرقوا
الحكم من الشعب ؛ إذ استولوا
عليه بالحديد والنار، وحَرموا
الآخرين من مجرّد الإشارة إلى
سرقتهم هذه !؟ •
أهو صراع واقعي ، يعتمد
أسلوب القوّة المادية ، وحدها ..
بين القوّة المسلّحة بالبنادق ،
وهي قوّة السلطة .. والقوّة
المسلّحة بالكلمة .. وهي قوّة
المعارضة !؟ •
أهو صراع بين أعداء ؛ كما
ينظر إليه آل أسد ، ويَعدّون كل
مُطالب بإعادة السلطة إلى الشعب
، صاحبِها الشرعي .. عدواً لهم ،
يريد انتزاع حقّهم منهم ..! وهم
يحقّ لهم ، بالمقابل ، انتزاع
روحه من بين جنبيه ، وانتزاع
ماله من يديه ، وانتزاع أهله منه
، ووضعهم في السجون ، أو في
القبور، أو في المنافي !؟ •
أهو صراع بين مجموعة
متسلّطة ، تنظر إلى نفسها على
أنها حفنة من اللصوص المغامرين
، الذين امتلكوا ، بقوّة السلاح
، سلطة دولة .. فصارت من حقّهم ،
وحدهم ، ولم يعد لأحد الحقّ في
مجرد التفكير، بانتزاعها منهم ،
مالم يملك قوّة مكافئة لقوّتهم
، أو متفوّقة عليها (( كما قال
أحد كبارالجنرالات العاملين في
خدمتهم ، غير مرّة ، علناً ،
وبلا مواربة أو خجل ..! فأعفى
مواطني سورية ، من البحث عن أيّة
شرعية دستورية ، من أيّ نوع ،
يمكن أن يفكروا فيها ، لا
تّخاذها مستنداً منهجياً
للدراسة ، لدى البحث في التكييف
القانوني للصراع ..! ونسَفَ ،
بذلك ، ما حَرص حافظ أسد على
تأسيسه ، سنوات عدّة .. وهو: أن
يظهِر أن قاعدة حكمه هي قاعدة
شعبية ، تضمّ حزباً ضخماً ،
إضافة إلى مجموعة من الأحزاب
السياسية ، التي تمثل / طيفاً
سياسياً واسعاً !/ ، وتؤيّد حزب
البعث ، وسلطته ، وسلطة رئيسه !))
.. بينما تنظر المعارضة ، إلى
هذه المجموعة ، على أنها حكومة
للبلاد ، وعليها مسؤوليات كبيرة
عدّة ، في حماية أرواح البشر،
وأموالهم ، وبلادهم !؟ 2) هذه الأسئلة ،
المتفرّعة كلها ، عن سؤال واحد ..
مطروحة ، اليوم ، على قوى
المعارضة السورية ، وعلى كلّ
مواطن سوري ، مؤهّل للإجابة
عليها ! أمّا آل أسد ، فلا
يـُتوقّع منهم أن يجيبوا ..!
لأنهم يعرفون أنفسهم ، جيداً ،
ويعرفون مَن هم ، وكيف استولوا
على بلادنا ! ويعرفون تكييفهم
القانوني الحقيقي .. لا التكييف
الذي وضعوه هم ، لأنفسهم !
ويعرفون مَن يدعمهم ، ويثبّت
كراسيهم فوق صدور الشعب السوري
.. ولماذا !؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |