ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الإسلام قديم في الكوسوفو والبوسنة

محمد هيثم عياش

أعلنت حكومة الكوسوفو يوم الاحد من 17 شباط/فبراير 2008 الحالي استقلالها رسميا عن الاتحاد اليوغوسلافي الذي تراسه صربيا ، وانقسم العالم على نفسه بين الرافض والمعترف باستقلال هذه الدولة الفتية التي يعتبر شعبها أفقر شعوب اوروبا على الاطلاق ، وترددت المانيا بادئ الأمر بالاعتراف خلال تصريح لوزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير في بروكسل يوم الاثنين من 18 الشهر الجاري اذ أعلن بأن الحكومة الالمانية لن تعترف بسرعة باستقلال تلك الدولة الا أن الحكومة أعلنت يوم الاربعاء 20 شباط / فبراير اعترافها باستقلال الكوسوفو واستعدادها اقامة علاقات دبلوماسية مع عاصمة الكوسوفو بريشتينا .

ان اعلان رئيس الحكومة هاشم تاتشي جاء بعد وصول جميع الجهود الدبلوماسية مع صربيا وروسيا لايجاد تسوية مرضية بإنهاء النزاع حول ذلك الاقليم الى طريق مسدود . ولكن هل تعلمون لما ترفض روسيا استقلال الكوسوفو ؟  ليس لحبها ودعمها لصربيا بل لأن صربيا تتبع عقيدة الارتودكس وروسيا ارتودكسية مثل اليونان التي أعلنت دعمها لبلغراد ، أما رفض اسبانيا استقلال بريشتينا فيعود الى مخاوف الاسبانيول اعلان شعب اقليم الباسك الاستقلال عن اسبانيا ، وهذا ما أكده رئيس الكتلة النيابية عن تجمع الشيوعيين في البرلمان الالماني جريجور جيسي الى طموحات شعوب الباسك وايرلندا الشمالية  والشيشان بالاستقلال .

ولقد عانى أهالي الكوسوفو المسلمين من بطش الشيوعية والصرب الأمرين ، والمعروف بأن الصرب كانوا يعتبرون في التاريخ الاروبي مع الالمان وحوش أوروبا ، وتقول روايات تاريخية بأن أهالي القسطنطينية قبل الفتح الاسلامي لتلك المدينة أغلقوا أبواب محلاتهم ولبسوا السواد وذلك عندما علموا بأن القيصر  البيزنطي عمانوئيل الاول وافق على تزويج ابنته لشقيق القيصر الالماني اوتو الكبير في اعوام 900 ميلادية  اذ لم يوافق اهالي القسطنطينية رؤية أميرتهم الجميلة زوجة لأمير الماني لا يعرف معنى للحضارة الانسانية وقد كان الصرب الطابور الخامس لقادة الحروب الصليبية كما شاركوا التتار باستباحة اوروبا والعالم الاسلامي ، ومارسوا التطهير العرقي والمذابح بمسلمي البلقان وخاصة شعب الكوسوفو الذي يطلق عليهم ايضا بـ /الارناؤؤط/ وهي كلمة عربية أصلها : / أنا لن أعود /  الى المعصية ، وذلك عندما قام السلطان العثماني مراد الثاني رحمه االله بين اعوام 1403 و 1451 بالاستيلاء على الكوسوفو واخمد ثورة أعلن زعماءها بالطاعة وعدم العودة الى معصية دولة الخلافة واعتناق الاسلام .  وقد كانت آخر  المجازر التي اقترفها الصرب بأهالي الكوسوفو في عام 1999 اذ حصد الصرب حوالي 10 ألاف مسلم بدعم من روسيا ولولا إعلان المانيا الحرب على صربيا وذلك عندما كانت رئيسة للاتحاد الاروبي خلال النصف الاول من العام المذكور لاستمرت معاناة ذلك الشعب الى وقتنا هذا  .

وأهالي الكوسوفو شعب منفطر على الاسلام كان قد حافظ على اسلاميته أكثر من مسلمي البوسنة ، كنت اذا ذهبت الى يوغوسلافيا عندما كانت متوحدة قبيل التسعينات تجد العجب فأكثر مساجد البوسنة عدا العاصمة سراييفو ومعناها في اللغة العربية / قلعة الحكومة /  فارغة لا يؤمها الى الكبار في السن واذا ما ذهبت الى  الكوسوفو  تجد مساجدها مكتظة بالمصلين شيبا وشبانا الا أن مسلمي البوسنة يعتبرون بالنسبة لمسلمي الكوسوفو قدوتهم وذلك خلال صمود البوسنويين أمام صربيا وكرواتيا اللتين كانتا تريدان القضاء على الاسلام في تلك المنطقة بتحريض من اوروبا وروسيا على السواء . وربما تعلمون بأن جذور الاسلام قديمة في البلقان وقبل قيام دولة الخلافة العثمانية ، وتؤكد دراسات تاريخية وصول الاسلام الى البوسنة كان ابتداء من أعوام 710 ميلادية على يد القائد المسلم مسلمة بن عبد الملك الاموي / رحمهما الله تعالى / وذلك بعد أن جز مسلمة فتح القسطنطينية / استانبول/ فتوغل بحرا الى اوروبا ، وتعتبر مدينة تراونيك وهي مدينة صغيرة تقع بالقرب من مدينة زينيتسا التي يصل بعدها عن سراييفو الى حوالي 70 كلم شاهد حي على وصول المسلمين اليها قبل العثمانيين ففها قبور يعود تاريخها الى أعوام 110 للهجرة وكانت تراونيك رباطا للجهاد وقد رايتُ ذلك عندما كنت في البوسنة أواسط الثمانينات وأوائل التسعينات .

ورحم الله أبا القاسم الشابي عندما يقول :

إذا الشعب يوما أراد الحياة     فلابد أن يستجيب القدر يوما

ولله في خلقه شئون .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ