ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يقتلون أحرارنا وينتقمون من مُحبيهم

مؤمن محمد نديم كويفاتيه*

هذا هو حال طُغمة نظام الحكم في سورية ، يقتلون القتيل ويرفضون أن يتلقى ذويه حتى التعازي أو السؤال عنه ، فبالأمس القريب قتلوا شهيد الوطن الكردي الإسلامي ذا اللسان العربي الفصيح الشيخ معشوق الخزنوي تحت سياط وماكينة التعذيب التي رأى آثارها كُلّ من كشف على جسمه ؛ زراق على خضار ودماء ، وتحفّرات ونتوءات وتشوهات في كل مكان، وكأن جسده عبارة عن أرض جغرافية مختلطة الملامح بقدر ما أمعنوا في تشويهها ،مما أثار حفيظة مُحبيه الكُثر الذين هالهم شناعة مارأوه ، فتظاهروا احتجاجاً على تلك الجريمة النكراء، فلم يلقوا إلا آلة القتل تسحقهم وتعتقل الكثير منهم  ، الذين يُحاكمون  اليوم بتهمة الحمية والنصرة والإستنكارضد القاتل بالسنين الطوال في محاكم تفتيش الأُسرة المُتسلطة ، وبالأمس أيضاً ودّعت حلب الشهيد الدكتور حسني مصطفى ناعسة  الذي قضى في سجون الدكتاتور حافظ أسد ما يقارب الثلاثة عشر عاماً تحت سياط الجلاد وماكينة التعذيب ؛ حتى كُسرت أضلاعه فاخترقت رئتيه ، وتهشمت عظامه وركِبِته العلل من كل جانب حتى شارف على الموت، لكن الله سبحانه قد أطال في عُمره ليكون شاهداً على وحشية الجزّار الإرهابي حافظ أسد ونظامه المتوحش والمُتعطش للدماء ، الذي سحق أجساد وعظام وجماجم عشرات الألاف في حماة وحلب وبقية مدن وقرى سورية الحبيبة ، وقتل مثلهم داخل السجون ممن اختطفتهم عصاباته المُجرمة من بيوتهم وأماكن أعمالهم على مسمع ومرأى من الناس أجمعين ، واليوم نسمع عن استشهاد عملاق آخر من عمالقة التحرر والحرية السوري الكردي عثمان سليمان حجّي داخل سجون أسرة هذا النظام الأخطبوطي الخبيث ، المتواصل في أساليبه القمعية إلى يومنا هذا ، الذي لم تعد المشكلة في استشهاد الشخص  فحسب ، بل لما سيترتب على ذلك من  الضحايا التي ستلي التأبين والتشييع) .

وقبل أن أنتقل إلى الشهيد الوطني الجديد عضو مجلس الشعب السابق عُثمان سليمان حجي لابدّ إلا أن أسلط الضوء على الشهيد الآخر الدكتور حسني مصطفى ناعسة  الذي مات بصمت ، بعد مُعاناة مع الآلام والجروح التي ألمّت به من يوم اعتقاله عام 1981 ، والذي تعرّض فيه إلى أبشع صنوف التعذيب فكسرت أضلاعه حتى اخترقت رئتيه وشارف على الموت عدة مرّات ، لأن الجلادين الأنذال بدلاً من أن يُسعفوه كانوا يتلذذون بالعبث في أضلاعه المكسورة، فلم يكونوا يُريدون موته بقدر ماكانوا يستمتعون بآلامه التي لاتُطاق ، مثلما فعلوا مع الألوف أمثاله الذين قضوا تحت التعذيب ، إلى أن وافته المنية في مدينته حلب الشهباء مُتأثراً بجراحه التي لازمته طوال هذه السنين ، ومات شهيداً مظلوماً كما قُتل أمثاله الآلاف داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي عفوا سجون الطاغيتين بشار وأبيه.

وكذلك لابد من الإشارة إلى المُجاهد الكبير عضو المجلس الوطني لإعلان دمشق الدكتور الطبيب والعالم  المُفكر كمال أحمد المويل ، الذي اعتقل عام 1982 وأُفرج عنه بعد ثمان سنوات ، لاقى فيها من التعذيب كما لاقى أسلافه ،ثُمّ اعتقل منذ أيام على خلفية حضوره مؤتمر إعلان دمشق للتغير؛ ولازال مفقوداً إلى هذا التاريخ ،لينضم إلى كوكبة الشرف رموز إعلان دمشق الإثني عشر، الذين يُعانون من الأمراض المُزمنة ، حتّى أنّ السيدة فداء أكرم الحوراني رئيسة الإعلان تمّ نقلها إلى المستشفى في حالة خطرة ولم يُسمح بزيارتها لصعوبة حالتها كما جاء من المرصد السوري لحقوق الإنسان ، والجدير ذكره أنّ الدكتور الطبيب المويل صاحب المؤلفات في التفسير القرآني (قصة إبليس في القرآن الكريم و التفسير التربوي للقرآن الكريم و الحوار في القرآن الكريم) إضافة لمجموعة من الكتب في مجال العلوم الشرعية منها (آيات طبيعية في القرآن الكريم و الإعجاز الطبي في السنة النبوية و المصطلحات القرآنية المتشابهة و أصول فهم الإســلام و معنى لا إله إلا الله  و جاء دور العرب و قصة إســلام أربعين صحابياً وغيرهم ) وبه يرتفع عدد مُعتقلي إعلان دمشق الى 13

وعوداً إلى الشهيد المُعتقل عثمان سليمان بن حجي الذي قُتل منذ أيّام بسبب تعرضه إلى الضرب وتركه بدون علاج ؛ حتى ساءت صحته وقُتل على أيدي جلاّدي النظام ، مما استدعى مُنظمات حقوق الإنسان إلى تحميل السلطات الغاشمة مسؤولية وفاته ، بعدما أدانوا الأساليب الوحشية واللا إنسانية المستهترة بحياة البشر التي تمارسها سلطات الأمن والمخابرات في السجون والمُعتقلات السورية ، وقالوا " إن السجون السورية أشبه ما تكون بالمسالخ البشرية التي يموت فيها المعتقل تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال أو بسبب منعه من العلاج أو إعطائه الدواء الخطأ بصورة متعمدة للقضاء عليه ، ثُمّ أشاروا إلى أساليب الجلادين بأنها لم تتغير، وهي نفسها كما كانت على زمن الدكتاتور الأكبر حافظ أسد كما قالوا والتي أودت بحياة عشرات الآلاف في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ، وهي الآن تسترد أساليبها وقسوتها وإرهابها من جديد." مما أدّى إلى موجة عارمة من الاحتجاجات في كل مناطق الأكراد من عين العرب إلى القامشلي وعفرين وباقي المناطق الكردية ، مما استدعى حضوراً أمنياً مُكثفاً لأكثر من ألفي عُنصر لمنطقة عين العرب ، من قوى حفظ النظام التابعة للداخلية السورية محملة على شاحنات وباصات عسكرية ، إضافة إلى تعزيزات أمنية ( عسكري - سياسي - أمن دولة - جوي – جنائي) وقامت القوى الأمنية بتكثيف دورياتها في المدينة ونصبت نقاط تفتيش على المداخل الرئيسة للمدينة إضافة إلى حراسة المباني والدوائر الحكومية وأثار ذلك أيضاً موجة من الغضب لدى باقي فئات الشعب السوري ، الذي تُذكره حالة هذا الناشط السياسي الكردي بحالة عدد كبير من المعتقلين السياسيين في سورية الذين تمّ اعتقالهم ظُلماً ومحاكمة بعضهم بطرق تعسفية جائرة ، حيث يعاني معظمهم من أمراض وظروف صحية سيئة وخطرة، ومع ذلك تصر السلطات السورية على منع الأدوية والعلاج عنهم أو نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج بشكل عاجل ، بل ولتزيد من مُعاناتهم بوضعهم في ظروف الاعتقال الغاية في السوء بقصد الإضرار بهم وربّما للتخلص منهم بهذه الأساليب القذرة ، كما تخلصوا من النائب البرلماني الشهيد عثمان

وأخيرا : لا يسعني إلا الترحم على شُهدائنا الأبرار ، الذين مضوا إلى ربهم ليسوا عابئين بسطوة الجلاّد ولا بسكين الجزّار وكلهم أمل أن تكون دمائهم ثمناً لرضى ربهم عزّ وجل وعربوناً للتحرر والخلاص من رقّة الاستبداد والظلم الذي بدأ يفقد سيطرته على الأمور وبدأ هذا الطغيان يتهاوى أمام إصرار شعبنا بكل فئاته على الخلاص ، كما ولا بد من الإشادة هنا بكل المنظمات الإنسانية التي تنقل إلينا الخبر بكل دقّة وأمانه ، ومنها المُنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا التي يترأسها الدكتور عمّار قربي والاعتذار منهما للالتباس الذي حصل في السابق حول التصريح عن وجود ثلاثة ألآلاف معتقل في السجون السورية كما نقل لنا بعض المعنيين بالشأن خطأً عنهم ، وعند التواصل معهم تبين أنّ هذا العدد ما استطاعوا أن يتوصلوا إليه هم  ، بينما الأعداد كما قالوا يفوق ذلك أضعافاً مُضاعفة ، وهذا ماأشار إليه المُهتمون بالشؤون الإنسانية والذين لربما يتجاوز عددهم الخمسة والعشرون ألفا ويزيد ، وهذا ماوجب التنويه إليه  والإشادة بجهود هذه المنظمة ورئيسها وزوجته السيدة الفاضلة الصحفية القديرة بهيّة المارديني ؛ مراسلة موقع إيلاف  ومديرة مكتب جريدة الحقيقة الدولية في دمشق.

*سوري في اليمن

mnq62@hotmail.com

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ