ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا
وإيران والإخوة الأعداء
وأمريكا محمد
هيثم عياش /برلين يرى خبراء منطقة
الشرق الاوسط في المانيا ، بأن
هذه المنطقة تعيش حاليا على
مفترق طرق خطير ، فلبنان يعيش
منذ أواخر عام 2007 المنصرم بدون
رئيس وحكومته حكومة ضعيفة ليس
لها حول ولا قوة وسوريا تعيش في
شبه عزلة دولية بالرغم من
مساعيها للخروج من هذه العزلة
بمحاولة يائسة لعقد قمة عربية
فيها من المقرر أن تتم أواخر شهر
آذار/مارس المقبل وسط تكهنات
بإلغائها أو عدم حضور كاف
لزعماء الدول العربية نظرا لغضب
القيادة السعودية على الحكومة
السورية لعدم مساعيها لانهاء
ازمة الرئاسة والضغط على
مؤيديها في لبنان للتجاوب مع
المصالح الوطنية اضافة الى
تأثير السياسة الايرانية على
اطراف النزاع في لبنان ومخاطر
وقوع اعمال حربي ضد طهران جراء
ملفها النووي . ويعتقد الصحافي
الالماني بيتر شولاتور ان نتائج
الانتخابات الرئاسية التي تجري
في الولايات المتحدة الامريكية
سيكون لها تأثيرها البالغ على
مستقبل المنطقة اذ ان
أكثر زعماء الدول لعربية
يتابعون باهتمام المعركة
الانتخابية في تلك الدولة ،
فسياسة الرئيس الامريكي الحالي
جورج بوش عملت على ازدياد
الانقسام السياسي والاجتماعي
وبالتالي الصرع على قوة النفوذ
المذهبي في تلك المنطقة ولا
سيما الحرب الخفية بين السنة
التي تقودهم المملكة العربية
السعودية التي تبذل قصارى
جهودها لوقف المد الشيعي التي
تتزعمه ايران كما كان التدخل
الامريكي في العراق احد أسباب
انهاير سياسة دول الخليج
العربية فواشنطن تتخذ من قطر
مركزا عسكريا لها وترفض مطالب
السعودية بالانسحاب من بعض
الأراضي المتواجدة فيها بحجة
حماية الامن في المنطقة معتبرا
أن منطقة الشرق الاوسط التي تقع
بين اوروبا وافريقيا وآسيا
وتمتلك موارد النفط والغاز
الطبيعي تجعل من القوى
الكبرى وفي مقدمتها الولايات
المتحدة الامريكية وروسيا
اضافة الى دول صناعية كبرى في
اوروبا تثبيت اقدامها
العسكرية لتأمين هذه المصادر ،
فالصراع السياسي والعنف وعدم
الاستقرار في لبنان والحرب
الدائرة في العراق ومخاطر وقوع
حرب ضد ايران هي احدى نتائج
السياسة التي ينتهجها الرئيس
الامريكي جورج بوش والتي يجب
ان تستمر في رئيس جديد لتلك
الدولة هذه السياسة التي
كانت وراء ازدياد ظواهر التطرف
الديني والحقد على الغرب والاعمال
التي تزعزع الامن التي طالت
السعودية أكثر من غيرها من دول
العالم الاسلامي بالرغم من
احترام وتأييد أكثر علماء الامة
الاسلامية لقادة تلك الدولة
ويعتقد وزير الخارجية الالماني
السابق يوشكا فيشر خلال ندوة
دعت اليها مبرة هاينريش بول
للدراسات والمساعدات الدولية /
التي يشرف عليها حزب الخضر / ان
السياسة الامريكية وراء تطرف
الحكومة السورية وتحالفها مع
ايران مستبعدا ان تكون حكومة
دمشق وراء اغتيال رئيس وزراء
لبنان السابق رفيق الحريري اذ
انها لو كانت وراءه لكان بمثابة
انتحار سياسي لنظام الرئيس
السوري بشار أسد ولو كان ذلك
لقامت بتصفيته أثناء رئاسته
لرئاسة وزراء الحكومة
اللبنانية ومن أجل مقتله كان
عزل دمشق عن مسرح السياسة في
الشرق الاوسط معلنا بأن سياسة
العزل قد فشلت والاستمرار في
سياسة العزل هذه ستعمل على
ازدياد حدة التوتر واستحالة
وقوع معجزة تقوم بإحلال السلام
في منطقة الشرق الاوسط اذ ان
الاعتقاد والتأكيد على قيام
دولة فلسطينية مستقلة خلال عام
2008 وقبيل رحيل بوش من البيت
الابيض يعتبر خيالاً مضيفا بأن
سياسة الحوار السياسي والتقارب
مع نظامي دمشق وطهران وبذل كسب
ثقتهما سيعمل على انهاء ازمة
الرئاسة اللبنانية وبالتالي
انهاء الصراع المذهبي بين السنة
والشيعة وانه اذا ما استمر هذا
النزاع فان أضراره لن تكون
مقتصرة على تلك المنطقة بل
سيمتد الى العمق الاوربي . خبير شئون السياسة
العسكرية في البرلمان الالماني
فينفريد ناختفاي ان سوريا
وايران ومعهما دول منطقة الشرق
الاوسط وخاصة المملكة العربية
السعودية تشعر بانها مستهدفة
منذ عمليات 11 أيلول/ سبتمبر من
عام 2001 الذي ادى الى التدخل
العسكرية في افغانستان وتوسعة
رقعة تلك الحرب لتشمل العراق
والتهديد بسبب ملف ايران
النووي وتخصيبها اليورانيوم
بالرغم من تأكيدات المخابرات
الامريكية وقف طهران تطوير ذلك
كما ان هذه الدول ترى بأن الغرب
ينتهج سياسة محاباة الكيان
الصهيوني ودعمه لتطوير برامجه
النووي عسكريا وعلميا بينما
يعارض قيام هذه الدول بتطوير
برامجها النووي للصالح
العلمي مؤكدا بأن منطقة الشرق
الاوسط ستشهد صراعا عسكريا تكون
نتائجه قيام حكومات جديدة لا
انها لن تكون لصالح الغرب . وأعلن فيشر أن الرئيس
الامريكي الجديد سواء كان
ديموقراطيا او جمهوريا سيبدر لا
محالة بالاتصال مع سوريا وايران
بشكل مباشر مؤكدا ان حاجة
واشنطن لعاصمتي تلك الدولتين
ملحة للغاية وذلك من اجل العراق
الذي يكمن بانسحاب تدريجي
لواشنطن من تلك الدولة اذ ان
البيت الابيض يأمل بإرسال سوريا
وايران قواتهما لاستلام دور
الجيش الامريكي في تلك الدولة وأكد هؤلاء الخبراء
الى ضرورة مشاركة جميع الدول
العربية في مؤتمر دمشق وعلى
الاتحاد الاروبي المساهمة
بإقناع هذه الدول بالمشاركة
لأنه اذا ما فشل فان التطرف
سيزداد كما ان على الاوروبيين
القيام بدور سياسي كبير لانهاء
ازمة الرئاسة اللبنانية واتهام
دمشق وطهران وراء عدم إجماع
أطراف النزاع السياسي في لبنان
على انتخاب رئيس لهم سيؤدي
الى ووقع لبنان في حرب اهلية
جديدة تكون أسوأ من الحرب التي
وقعت في اعوام 1975 اذ ان الظروف
السياسية والأمنية السائدة
حاليا والتي تكمن في ازدياد
ظاهرة قوة الجماعات الاسلامية
تختلف عن سنوات السبعينات ،
بينما أعلن شولاتور بأنه بالرغم
من قادة الدول العربية يعتبرون
أخوة أعداء إلا أنهم سيتصالحون
بسرعة في مؤتمر قادم وانه إذا ما
استمر النزاع بينهم فان الجامعة
الدول العربية ستتعرض
للإلغاء على حسب أقوالهم . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |