ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سوريا وإيران والإخوة الأعداء وأمريكا

محمد هيثم عياش /برلين‏

يرى خبراء منطقة الشرق الاوسط في المانيا ، بأن هذه المنطقة تعيش حاليا على  مفترق طرق خطير ، فلبنان يعيش منذ أواخر عام 2007 المنصرم بدون رئيس وحكومته حكومة ضعيفة ليس لها حول ولا قوة وسوريا تعيش في شبه عزلة دولية بالرغم من مساعيها للخروج من هذه العزلة بمحاولة يائسة لعقد قمة عربية فيها من المقرر أن تتم أواخر شهر آذار/مارس المقبل وسط تكهنات بإلغائها أو عدم حضور كاف لزعماء الدول العربية نظرا لغضب القيادة السعودية على الحكومة السورية لعدم مساعيها لانهاء ازمة الرئاسة والضغط على مؤيديها في لبنان  للتجاوب مع المصالح الوطنية اضافة الى  تأثير السياسة الايرانية على اطراف النزاع في لبنان ومخاطر وقوع اعمال حربي ضد طهران جراء ملفها النووي .

ويعتقد الصحافي الالماني بيتر شولاتور ان نتائج الانتخابات الرئاسية التي تجري في الولايات المتحدة الامريكية  سيكون لها تأثيرها البالغ على مستقبل  المنطقة  اذ ان أكثر زعماء الدول لعربية يتابعون باهتمام المعركة الانتخابية في تلك الدولة  ، فسياسة الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش عملت على ازدياد الانقسام السياسي والاجتماعي وبالتالي الصرع على قوة النفوذ المذهبي في تلك المنطقة ولا سيما الحرب الخفية بين السنة التي تقودهم المملكة العربية السعودية التي تبذل قصارى جهودها لوقف المد الشيعي التي تتزعمه ايران  كما كان التدخل الامريكي في العراق احد أسباب انهاير سياسة دول الخليج العربية فواشنطن تتخذ من قطر مركزا عسكريا لها وترفض مطالب السعودية بالانسحاب من بعض الأراضي المتواجدة فيها بحجة حماية الامن في المنطقة معتبرا أن منطقة الشرق الاوسط التي تقع بين اوروبا وافريقيا وآسيا وتمتلك  موارد النفط والغاز الطبيعي  تجعل من القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا اضافة الى دول صناعية كبرى في اوروبا  تثبيت اقدامها العسكرية لتأمين هذه المصادر ، فالصراع السياسي والعنف وعدم الاستقرار في لبنان والحرب الدائرة في العراق ومخاطر وقوع حرب ضد ايران هي احدى نتائج السياسة التي ينتهجها الرئيس الامريكي جورج بوش  والتي يجب ان تستمر في رئيس جديد لتلك الدولة  هذه السياسة التي كانت وراء ازدياد ظواهر التطرف الديني والحقد على الغرب  والاعمال التي تزعزع الامن التي طالت السعودية أكثر من غيرها من دول العالم الاسلامي بالرغم من احترام وتأييد أكثر علماء الامة الاسلامية لقادة تلك الدولة ويعتقد وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر خلال ندوة دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية / التي يشرف عليها حزب الخضر /  ان السياسة الامريكية وراء تطرف الحكومة السورية وتحالفها مع ايران مستبعدا ان تكون حكومة دمشق وراء اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري اذ انها لو كانت وراءه لكان بمثابة انتحار سياسي لنظام الرئيس السوري بشار أسد  ولو كان ذلك لقامت بتصفيته أثناء رئاسته لرئاسة وزراء الحكومة اللبنانية ومن أجل مقتله كان عزل دمشق عن مسرح السياسة في الشرق الاوسط معلنا بأن سياسة العزل قد فشلت والاستمرار في سياسة العزل هذه ستعمل على ازدياد حدة التوتر واستحالة وقوع معجزة تقوم بإحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط اذ ان الاعتقاد والتأكيد على قيام دولة فلسطينية مستقلة خلال عام 2008 وقبيل رحيل بوش من البيت الابيض يعتبر خيالاً مضيفا بأن سياسة الحوار السياسي والتقارب مع نظامي دمشق وطهران وبذل كسب ثقتهما سيعمل على انهاء ازمة الرئاسة اللبنانية  وبالتالي انهاء الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وانه اذا ما استمر هذا النزاع فان أضراره لن تكون مقتصرة على تلك المنطقة بل سيمتد الى العمق الاوربي .

خبير شئون السياسة العسكرية في البرلمان الالماني فينفريد ناختفاي ان سوريا وايران ومعهما دول منطقة الشرق الاوسط وخاصة المملكة العربية السعودية تشعر بانها مستهدفة منذ عمليات 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 الذي ادى الى التدخل العسكرية في افغانستان وتوسعة رقعة تلك الحرب لتشمل العراق  والتهديد بسبب ملف ايران النووي وتخصيبها اليورانيوم بالرغم من تأكيدات المخابرات الامريكية وقف طهران تطوير ذلك كما ان هذه الدول ترى بأن الغرب ينتهج سياسة محاباة الكيان الصهيوني ودعمه لتطوير برامجه النووي عسكريا وعلميا بينما يعارض قيام هذه الدول بتطوير برامجها  النووي للصالح العلمي مؤكدا بأن منطقة الشرق الاوسط ستشهد صراعا عسكريا تكون نتائجه  قيام حكومات جديدة لا انها لن تكون لصالح الغرب .  

وأعلن فيشر أن الرئيس الامريكي الجديد سواء كان ديموقراطيا او جمهوريا سيبدر لا محالة بالاتصال مع سوريا وايران بشكل مباشر مؤكدا ان حاجة واشنطن لعاصمتي تلك الدولتين ملحة للغاية وذلك من اجل العراق الذي يكمن بانسحاب تدريجي لواشنطن من تلك الدولة  اذ ان البيت الابيض يأمل بإرسال سوريا وايران قواتهما لاستلام دور الجيش الامريكي في تلك الدولة

وأكد هؤلاء الخبراء الى ضرورة مشاركة جميع الدول العربية في مؤتمر دمشق  وعلى الاتحاد الاروبي المساهمة بإقناع هذه الدول بالمشاركة لأنه اذا ما فشل فان التطرف سيزداد كما ان على الاوروبيين القيام بدور سياسي كبير لانهاء ازمة الرئاسة اللبنانية واتهام دمشق وطهران وراء عدم إجماع أطراف النزاع السياسي في لبنان  على انتخاب رئيس لهم سيؤدي الى ووقع لبنان في حرب اهلية جديدة تكون أسوأ من الحرب التي وقعت في اعوام 1975 اذ ان الظروف السياسية والأمنية  السائدة حاليا  والتي تكمن في ازدياد ظاهرة قوة الجماعات الاسلامية تختلف عن سنوات السبعينات ، بينما أعلن شولاتور بأنه بالرغم من قادة الدول العربية يعتبرون أخوة أعداء إلا أنهم سيتصالحون بسرعة في مؤتمر قادم وانه إذا ما استمر النزاع بينهم فان الجامعة الدول العربية  ستتعرض للإلغاء على حسب أقوالهم .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ