ـ

ـ

ـ

الاثنين 03/03/2008

عار ياعرب.. عار هذا الشلال الدموي..

ناصر السهلي

ويقولون لك لما الغضب؟

إمرأة فلسطينية رأت مشهد أشلاء أطفالها وبكل بساطة سألت سؤالنا : أين العرب؟

ويقولون لك لما الغضب..

تسألني إبنتي المولودة في غربة الغرب: هل يخاف العرب من أميركا وإسرائيل؟ ترقب المشهد معي أشلاء وأطفال ونسوة مضرجون بدماء يحدثها صاروخ أميركي وطائرة أميركية.. ثم يجيئك التبرير: حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية!

لابنتي التي لم تعايش سوى صدى حرب تموز على لبنان 2006 قلت : نعم يخافون.. فاستهجنت.. أتقول لي أننا العرب بكل ما كنت تخبرنا عنه من مروءة وشهامة وعزة نفس تخاف دولنا .. وهل لو وقفوا مع هؤلاء الاطفال في فلسطين ستضربهم أميركا لو وقفوا مثل الاوربيين موقف واحد..

إبنتي التي لا تعي من سياسة الهوان والذل العربية تكتشف رويدا رويدا قيمة الامة الواصلة حد الصفر لا تعي بأنه بيننا من يردد الرواية الصهيونية.. بل من يفرح لمحاولات كسر روح شعبها ودفعه نحو الاستسلام.. لا تعي أنه في السياسة الرسمية الفلسطينية ما يعكسه إعلام سلطة منشغلة بأشياء غير شعبها المسفوك دمه.. وفي كل مرة كانت تسألني ، قبل أن تعرف من هو أولمرت... هل هذا الذي يقبله عباس فلسطيني؟!

أقول في سري يا للخزي.. ماذا أقول لأطفال قلنا لهم الكثير عن حقنا وهو يهدر على أيد حفنة من ساسة عرب يرتعدون من أميركا وسياسة رسمية فلسطينية ترى في المذبحة بغزة طريقا لتصفية حسابها السياسي مع حركة فلسطينية أخرى..

شاليط الذي شغل السياسة العربية وفرض عليها أن تمارس الحصار على شعب أبي وحر تعرف أن المعتقلات النازية الصهيونية فيها عشرات الالاف من العرب والفلسطينيين.. شاليط الذي يرفع الزعماء العرب المعتدلون أصابعهم مهددون لاطلاقه لا يجرؤ واحدهم أن ينشغل بهؤلاء من الاطفال والنسوة من فلسطين في معتقلات من يُستقبلون بكل وقاحة في عواصم العرب..

قبل عام تقريبا أخذني 'أشاوس' مخابرات دولة عربية يحاسبونني على ما كتبته عن 'رجولتهم'.. فاكتشفت فعلا بأن الزمن ليس زمنا عربيا.. فلماذا يخاف هؤلاء من حقيقة العار الذي يلف جسدهم وعقولهم؟

في مهرجان بذكرى النكبة العام الماضي، انتفض أقرب المقربون إلي في عشيرتي حين أتيت على ذكر بندر بن سلطان.. جلس حينها في الصفوف الخلفية الاديب والكاتب الفلسطيني رشاد ابو شاور ولفيف من قادة الاتجاهات المختلفة.. لم يحتج أحد كما إحتج بعضا من عشيرتي.. ففهمت أن الزمن لم يعد الزمن الذي تربينا فيه على قول الحقيقة دون خوف أو تردد..

مقدمات الخيانة للذاكرة والانتماء أخطر فيروس يمكن أن يصيب العقل وقد أصابه في مقتله عند عربنا..

فرز الخيانة والخوف يؤدي بك إلى المطلوب: أن تكون مع العراق وشعبه فأنت متهم بأنك 'صدامي'

أن تقول لا للعدوان على سوريا فأنت متهم بالعمالة للنظام السوري.. أن تقول لا لقتل شعبك بكل هذه الهمجية فأنت حمساوي..

في غزة أيها العرب اللابسين لبوس العار يذبح أطفال تسري في عروقهم دماء عربية.. في غزة لا تفرق المجزرة بين ابن حماس وفتح والديمقراطية والشعبية والجهاد.. إنها 'محرقة' ارادها الصهاينة فصمت عنها العرب ريثما ينتهي الناطق باسم جيش الاحتلال من توضيحات يحبها النظام العربي..

وتسألون عن أي عار أتحدث؟

إنه عار يلف صمت عربي ما كان ليكون صمتا لو تعلق الأمر بخدش يهودي أو أميركي.. ويا للخجل من قيادة تقول أنها تمثل كل الشعب وهي مشغولة في تفاصيل الكذب الصهيوني والخداع المتكرر..

يقولون أن الحرب هي 'ضد حماس' وبتواطئ وصمت عربي رسمي وشعبي يستمر شلال الدم في غزة.. وكم من مرة قلنا : لك الله يا شعب فلسطين.. وكم قلنا العزاء كل العزاء بقيادتك..

فلتصمتوا.. فلتصمتوا... وليزداد عاركم على عاركم.. فلا مسميات لمواقفكم إلا هذا العار الذي يلفكم حين تبررون كل هذه المذابح بمواقف العار التي تعطي جيش القتل ذبح أطفال عرب وأنتم تقبلون رايس وبوش.. كما يقبل من يقول ان غزة مرتعا للقاعدة.. ومن يصف مقاومة شعبه بالغبية وادواته بألعاب نارية.. فمن لا يشعر بالعار ليرينا شيئا من غير هذا العار!

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ