ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قراءة في مشهد دموية إسرائيل: زعماء
حزب العمل نموذجا الشيخ
النائب إبراهيم عبد الله* لم ولن ننسى ما
ارتكبته إسرائيل من جرائم ضد
الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948،
وحتى مذابح غزة والضفة التي
تجري فصولها في هذه اللحظات...
هذا شيء طبيعي ... إلا أننا لن
ننسى أيضا أن القادة السياسيين
والعسكريين الإسرائيليين ومن
كل الأحزاب قد ولغوا في دماء
شعبنا الفلسطيني حتى الثمالة ،
ولكن الحقيقة التي لا تخفى هي أن
قيادات حزب العمل في أشكاله
المختلفة منذ قيام إسرائيل ،
يعتبرون وبلا منازع الأكثر
دموية ووحشية وبشاعة في تعاملهم
مع الشعب الفلسطيني وقضيته.... لن ننسى جرائم
حرب لبنان الثانية التي
ارتكبتنها إسرائيل ضد الشعب
اللبناني فقتلت الرجال والنساء
والأطفال والشيوخ ، ودمرت البنى
التحتية ومصادر الحياة ، وزرعت
الأرض قنابل عنقودية وفسفورية
ما زالت لبنان تعاني منها حتى
هذه اللحظة ، وذلك تحت قيادة
وزير الدفاع ( الحرب )
الإسرائيلي وزعيم حزب العمل
عمير بيرتس ، الذي اعتبر قبل
تسلمه الوزارة من " حمائم!!!"
حزب العمل ، " وفارس!!! "
السلام المنتظر ، وإذا به ينقلب
بعد تسلمه السلطة إلى وحش كاسر
يسجل رقما قياسيا في جرائمه على
الساحتين اللبنانية
والفلسطينية ، حتى قذفت به
المقاومة الباسلة إلى مزابل
التاريخ مهزوما ، طريدا ومَهينا
... وها هو " مجرم
الحرب " السابق إيهود باراك
المطلوب للعدالة بجرم القتل
العمد مع سبق الإصرار والترصد
لثلاثة عشر شابا عربيا أثناء
هبة القدس والأقصى بصفته رئيسا
للوزراء حينذاك ، وبتفجيره
للانتفاضة الثانية في أيلول
ألفين حين أفشل المفاوضات مع
الفلسطينيين ، وسمح لشارون
بالدخول الاستفزازي لساحات
المسجد الأقصى المبارك ، وأدخل
الدبابات والطائرات والدروع في
مواجهة الشعب الفلسطيني لأول
مرة ، ها هو
يركب العربة السياسية من
جديد زعيما لحزب العمل بعد أن
أطاح بعمير بيرتس، ليدخل ذات
الوزارة ،
وزارة الحرب ليبدأ من جديد فصلا
جديدا من فصول جرائمه ضد الشعب
الفلسطيني دون أن يعتبر ممن
سبقه ، أو من نفسه ومن تاريخه
القريب .... دخل ( باراك )
وزارة الدفاع وهو يحمل أجندة
واحدة : النجاح حيث فشل الآخرون
، لا في المجال السياسي والتقدم
نحو السلام مع الفلسطينيين ،
ولكن في المجال العسكري ، فهو لا
يؤمن بالسلام ، ومازال يردد أن
لا شريك فلسطينيا يستحق أن
تتفاوض معه إسرائيل ، وأن
إسرائيل يجب أن تُعِدَّ نفسها
للحرب وتنشغل به ، وألا تقضي
وقتها في البحث عن سلام غائب لن
يتحقق ... تمنى باراك أن يُسْقِطَ
تقرير ( فينوغراد ) رئيس
الوزراء أولمرت كما أسقطت الحرب
غريمه بيرتس ، فَتُفْتَحَ أمامه
أبواب المجد وتتهيأ له الفرص
للعودة إلى مكتب رئيس الوزراء ،
إلا أن الرياح في هذا الشأن
هَبَّتْ بما لا تشتهيه سفنه ،
حيث نجح (أولمرت ) في امتحان
البقاء بعد التقرير رغم إصابته
بجراح بليغة هَدّتْ مصداقيته في
استطلاعات الرأي العام ... هذا الوضع
الجديد دفع ( بباراك ) إلى أن
يجنح للسَّلْمِ مع ( أولمرت )
متحينا الفرصة التالية للإيقاع
به ، إلا انه عاد ليمارس هوايته
القديمة الجديدة وهي القتل ،
ولم يجد أمامه إلا الشعب
الفلسطيني المظلوم والمعذب
والمنهك ليصنع على حساب دمائه
وأشلائه ومقدراته ومقدساته
مجده المزيف ، وليَعْبُرَ من
خلال بحار دماء أطفاله ورجاله
ونسائه وشيوخه نحو كرسي سلطانه
المتهالك .... من هنا نستطيع أن
نفهم هذا التصعيد المستمر
لوتيرة العمليات العسكرية
الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
عموما وفي قطاع غزة خصوصا... إنه
يبحث عن الانتصار العسكري الذي
يعيده إلى قلب الاهتمام الشعبي
كبطل استطاع أن يمسح عن وجه
إسرائيل عبوس هزيمتها المنكرة
في الشمال ، وأن يعيد قوة الردع
لجيشها التي ديست بأحذية
المقاومين في لبنان ... لقد أصبح
هاجسه كما هاجس كثير من كبار
قادته العسكريين هو تحقيق نصر
سريع وكامل وخاطف، تتحدث به
الحواضر والركبان، وتنفطر من
زلزلته قلوب الأبطال والشجعان،
وتطيش لهوله عقول ذوي النهى
والألباب والجَنان... من الملاحظ
أن ( باراك ) ومنذ تسلمه
وزارة الدفاع يَعْمَدُ إلى
الابتعاد عن
وسائل الإعلام ، والتقليل قدر
المستطاع من التصريحات الصحفية
، وحتى من النقاشات البرلمانية
حول مواضيع هي في صلب اختصاصاته
... إنه يحاول بذلك تجنب الوقوع
في سقطات محتملة قد تضر بمستقبل
مشروعه الذي يسعى إلى تحقيقه ،
فهو يدفع لتغطية هذه الساحات
بنائبه ( متان فيلنئي ) الجنرال
السابق ، والذي عُرِفَ هو أيضا
بآرائه ( السلامية !!!) ، حتى إذا
ما تسلم منصبه نائبا لوزير
الدفاع ، تحول - كما هم زعماء حزب
العمل – إلى كائن منفلت ينفخ في
قِرَبِ الحرب في كل مناسبة ،
يهدد ويتوعد ، ويُرْغي ويزبد ،
حتى بلغت به حَمِيَّتُهُ إلى أن
وضع إسرائيل وقيادتها بوعي أو
بغير وعي في مكان ( النازية )
حينما أدلى بتصريح لإذاعة الجيش
قال فيها بالحرف الواحد : "
إذا ما استمر الفلسطينيون في
إطلاق الصواريخ فسيجرون على
أنفسهم ( كارثة –שואה
– holocaust
) جديدة " ....
لقد استعمل كلمة ( شوآه ) والتي
لا يسمح اليهود باستعمالها إلا
في وصف المذابح التي نفذتها
النازية في حق اليهود .... لم أصدق
نفسي حينما سمعت هذا التصريح،
حتى إذا ما عاودت فحصه مرة ومرة،
ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك
دقته وصحته.. فهل يمكننا اعتبار
هذا التصريح كشفا لنوايا ( باراك
) وما يخطط له لقطاع غزة: كارثة
بحجم ما ارتكبه النازيون في حق
اليهود المدنيين الأبرياء؟؟؟!!!!
هل يمكننا اعتبار هذا التصريح
اعترافا شجاعا من نائب الوزير (
فلنائي ) بأن إسرائيل مستعدة
لارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين
قد تصل إلى حجم جرائم النازية ضد
اليهود ؟؟؟!!! وهل يمكننا اعتبار
هذا التصريح إشارة إلى دخول
إسرائيل نادي
النازية الجديدة ؟؟؟!!!!
لا يساورني شك
في أن إسرائيل غير راغبة في
السلام مع الفلسطينيين ولا مع
العرب، وعليه لا بد للفلسطينيين
والعرب من استخلاص العبر... إن
هذا القتل الوحشي للفلسطينيين
في غزة والضفة والذي لا يفرق بين
طفل وشيخ ولا بين رجل وامرأة ولا
بين مدني ومقاتل ، مع تدمير
ممنهج لكل مقدرات الشعب وفرص
حياته الكريمة ، إضافة إلى هذا
الحصار الداخلي والخارجي
واستغوال الاستيطان ومصادرة
الأراضي ، واستمرار بناء الجدار
واغتيال القدس الشريف وتهديد
الأقصى المبارك ،
وهذا التجاهل الدولي المطبق
لشلال الدم الفلسطيني ، كل ذلك
يجب أن يدفع القيادة الفلسطينية
في غزة والضفة إلى إعادة النظر
في كل العلاقات مع إسرائيل ، بما
في ذلك جدوى استمرار المفاوضات
في ظل هذا التصعيد الهمجي
الإسرائيلي الذي يجر ردود فعل
فلسطينية لا يمكن أن تقاس لا في
حجمها ولا في قوة تدميرها ولا في
نتائجها مع هذا العدوان
الإسرائيلي الغاشم ... يبدو أنه أصبح
واضحا أن ( باراك ) يخطط لاجتياح
شامل لغزة، وغزو غير مسبوق
للقطاع وربما للضفة الغربية،
تحقيقا لأكثر من هدف، منها
السياسي والذي سيضع باراك في
موقع متقدم عن منافسيه إذا ما
حقق الانتصار الجراحي السريع (
والنظيف!)،) ، ومنها العسكري
والذي سيعيد كما يتصور ( باراك )
قوة الردع الإسرائيلية من غير
آن تدفع ثمنا غاليا، وعلى حساب
شعب اعزل... فالحرب الإسرائيلية
على غزة لن تكون كحربها التي
كانت على لبنان لأسباب لا تخفى
على أحد ، فالدول العربية وعلى
رأسها ذات الحدود مع غزة والضفة
ليست إيران وسوريا ، والسلطة في
فلسطين ليست
الرئيس إميل لحود ، والأطر
السياسية في لبنان كما الشعب
حاضنة في أغلبها للمقاومة ،
وليست مُتَشَفِّيَةً فيها كما
في فلسطين ، إلى غير ذلك من
الاعتبارات التي أصبحت لا ترى
من شدة ظهورها ... ويبقى السؤال
الذي ستجيب عنه الأيام القادمة:
من سينقذ الفلسطينيين من حرب
ضروس يمكن أن تشنها إسرائيل ؟؟!!
هل هي الاعتبارات الإسرائيلية
الداخلية تلك التي ستمنع الحرب،
أم هي وحدة الشعب الفلسطيني من
وراء حقه في المقاومة وعلى
مستوى كل الوطن، أم هو تحرك عربي
وإسلامي ودولي مفاجئ بحجم
المعجزة هو الذي سيقلب الوضع
ويمنع العدوان ؟؟؟!!! ليس أمامنا
في هذا الظرف إلا أن ندعو لعل
أحدنا يكون مستحقا لاستجابة
مولاه فيرفع الغمة عن صدر هذه
الأمة... والله غالب على أمره .... *رئيس
الحركة الإسلامية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |