ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إقامة
الحجّة على ذوي العقول
والضمائر.. هذا
هو هدفنا من الكتابة ! عبدالله
القحطاني
* حين
تكون الكلمة مجرّد رأي ، أو رؤية
، أو نصيحة ، أو مشورة ، أو
اقتراح .. ينحصر الهدف منها في
حدود طاقتها ، وماتستطيع فعله
في النفوس والعقول ! أيْ : في
حدود قدرتها على التأثير السلبي
، أو الإيجابي ، في نفوس قرّائها
، وعقولهم ، وقلوبهم .. لأنها
ليست ملزِمة لأحد ! وقد
تحمل الكلمة رسائل شتّى ،
تبثّها في اتّجاهات شتّى ..
فيأخذ منها كلٌّ بحسَبه ؛ بحسب
اهتمامه ، وقدرته على الفهم
والتفكير.. على مذهب الشاعر : ولكنْ
تـأخذ الأذهان منها
على قـدْر القرائحِ
والفـُهومِ •
الكلمة العزلاء ، التي هي
السلاح الوحيد ، في حوزة
المعارضين السلميين للاستبداد
المسلّح ، مطلوب منها إقامة
الحجّة ، فحسْب ، فهذه هي
وظيفتها الوحيدة ؛ لأن هذه هي
إمكانيتها الوحيدة ! وحين تحدّد
الأمور بهذه الصورة ، يَبحث
حامل الكلمة ، عن أكبر قدر من
الحجج ، ليقيمها على أكبر قدر من
الناس ، الذين لهم صلة ما ،
بقضيّته التي يدافع عنها ، على
اختلاف مشاربهم ومواقعهم . ( ولا
بدّ من التأكيد ، هنا ، على أن
حديثنا هذا ، كله ، منصبّ على
نظام الحكم المستبدّ الفاسد ،
في بلادنا ، سورية الحبيبة ) ! •
من أنواع الحجج التي تقيمها
الكلمة ، مايلي : ( ونقصد ،
بالطبع ، الكلمة الصادقة ، التي
تحمل الحجّة ، فتقيمها على
الناس ، ولايملك أيّ منهم دفعَ
مافيها من حقّ ، أو صواب ! أمّا
الكلمات الأخرى ، فلها سياقات
أخرى ، لسنا بصددها الآن !) .. 1)
الحجّة التي تضع المجرم
المستبدّ ، وجهاً لوجه ، أمام
حقيقته ، وحقيقة حكمه ، في نظر
عقله ، ورقابة ضميره ، بصرف
النظر عن سلامة عقله ، وطهارة
ضميره ! 2)
الحجّة التي تقام على الشعب
المضطهَد ، حين يَعلم ، يقيناً ،
طبيعة النظام الحاكم، الذي
يسيطر على بلاده ، ويتحكّم
بمقدّراتها ومصير أهلها !
فلايستطيع عاقل في هذا الشعب ،
بعد إقامة الحجّة عليه ،
الاحتجاج بالجهل ، أو الغفلة ،
أو عدم المعرفة ، بما يفعله
الحاكم الظالم ، به ، وبوطنه ،
وبشعبه ! 3)
الحجّة التي تقام على أنصار
الحاكم ، وأبواقه ، وعملائه ..
كيلا يتوهّم أحدهم ، أنه
قادرعلى الإفلات من مصيره ،
بادّعاء الجهل ، أو الغفلة ، أو
عدم معرفة ، بما يرتكبه
المستبدّ من جرائم ، بحقّ
شعبه..حين يَسقط الاستبداد الذي
يرتبط به ! 4)
الحجّة التي تقام على
المخدوعين بشعارات الحاكم ، من
أبناء الدول الأخرى ، الذين
لايعرفون عنه ، إلاّ مايردّده
من شعارات براقة زائفة ،
فيخدعهم بريق الشعارات ،
ويبهرعيونهم ، فلا ترى ما فيها
من زيف وخداع ! وإقامةُ الحجّة
عليهم ، هنا ، تدفع أصحاب
الضمائر الحيّة ، منهم ، إلى
إعادة النظر ، في مواقفهم من
المستبدّ ، إذا كانوا مجرّد
سذّج مخدوعين ! أمّا إذا كانوا
يعرفون المستبدّ على حقيقته ،
فالحجّة قائمة على ضمائرهم ،
ولو كانت ملوّثة ..! وقائمة على
من يراهم مصرّين على مساندة
الاستبداد .. وذلك كي يسعى إلى
نصحهم ، أو ردعهم .. إذا استطاع ! 5)
الحجّة التي تقام على
الساسة الحريصين على المستبدّ ،
والذين يحسبون شرّه أقلّ من شرّ
البديل الذي قد يخلفه ! فحين
تظهر لهم الأدلّة القاطعة ، أن
هذا النظام الفاسد ، يحمل لهم
دماراً حقيقياً ، عاجلاً ، أو
آجلاً ، وأن شرّه أكبر من شرّ
أيّ حاكم يمكن أن يخلفه من أبناء
شعبه .. يعيدون النظر في مواقفهم
وسياساتهم تجاهه ! •
لابدّ من إعادة التذكير،
بأن الحجّة تقام على شيئين ، لدى
الإنسان: عقله وضميره ! فإذا كان
لاعقل له ، يعي الكلام ، ويعرف
مافيه من حقّ أو باطل ، ومن خطأ
أو صواب.. كان الكلام معه مجرّد
لغو عابث ، حتى لو كان صاحب ضمير
حيّ ! أمّا إذا كان عاقلاً
لاضمير له ، أو كان في ضميره بعض
التشوّه والخلل .. فإن فهمه
للكلام يجعل الحجّة قائمةعليه ،
في الظرف الذي هو فيه ! حتّى لو
لم يكن لها تأثير آنيّ عليه !
وسيظلّ صداها يتردّد في أعماقه
، زمناً طويلاً ! وقد يبتلى
بمصيبة ، في نفسه ، أو ماله ، أو
ولده .. تذكّره بما هو فيه من ظلم
، فيصحو ضميره النائم ! كما قد
يناله من النظام الذي يدافع عنه
، شرّ أو سوء ، فيتذكّر ما
ادّخره عقله ، من حجّة عليه ،
وما غفل عنه ضميره ، من ظلم لديه
، أو فساد ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |